خارج الجسد داخل السجن منصور راجح

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
ا ل م
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: الجمعة أغسطس 05, 2005 8:10 pm

خارج الجسد داخل السجن منصور راجح

مشاركة بواسطة ا ل م »

وأخيراً، هاأنت تغادر سجنك، تنتفض فيتطاير غبار القمع العالق فيك، تجفل وتنسى بأنك تغادر السجن، لم تعد تتذكر كم قبعت فيه، كم أُهنتَ، كم تألمت، كم تشككت بثمة فرحة، ثمة ما يسر في وطن اتسع لكل شيء وضاق حول عنقك حتى كاد أن ينتحر فيك أو ينحرك ؛ تسأل نفسك : أوطن هذا أم حبل مشنقة، ولا تريد أن تعكر لحظة إطلاق سراحك بالإجابة على السؤال ؛ توزع ما فاض من اطمارك على من سيبقى وكلك إصغاء إلي الصوت وشيك الانبعاث من الميكرفون يناديك التوجه إلي الـ..... منفى، من أين ؟، من أين؟، من بوابة السجن الكبيرة تترامى في مثل هكذا لحظة حتى تصير بطول الأمل وعرض الوجع المتوثب فيك في مثل هكذا لحظة ؛ كيانك كله هو ذا يختزل إلى ثمة رجاء مستحيل في أن تقودك الخطى إلي ثمة استراحة بين يدي وجه وضاء كوجه أمك لولا أن السيف قد سبق العذل والمنفى قد سبق الوطن ؛

وأخيراً ها أنت تشد الرحال إلي ما ظننته في كثير من الأوقات الماضية مستحيل البلوغ خارج دائرة أحلام اليقظة أو أوجاع مغريات السقوط: ثمة مكان آمن يتبدى لك، ألان، غض كصلصال برسم كفيك، تشكله كما تشتهي ويرفض إلا أن يكون كما هو، حقيقة، لو غادرت اللحظة، لحظة الحلم، تتمسك بها لا تريد مغادرتها ويريد المنادي، يطلب منك أن تتوجه سريعا إلي البوابة، إلى ما كاد أن يتحول في وعيك إلى فيض شعر فحسب؛ كأن عودتك قد حانت وما عليك سوى خطوة وتلامس قدماك الألف ميل، كانت قبل هذه الخطوة محض جملة في دماغك وها قد حان وقت تصريف آخر لحظة من لحظات سجنك الطويل إيذانا بميلاد لحظة أخرى عليك في أتونها لم شعثك للخروج بعيداً من الوطن ومن الألف ميل ومن هذه الشهقة التي تعلن باستحياء ميلاد " حريتك " ؛

لن يمر وقت طويل قبل أن تجد نفسك مضطرا للتساؤل :

أثمت حرية ؟

*

مع كل ابتسامة تقابلك تتحسس محتواك، ثمة جرح قديم جديد زرعته في داخلك أياد صلدة، لم تعد تتذكر كيف ومنذ متى او بطول كم من السنين، وكأنه اصبح الجرح العزيز عليك، تتأمله كأنك تتأمل في حياتك، يأخذك التأمل فيه بعيدا بعيد، ثمة ما ينتزعك من الاستغراق فيه، عيون تحدق بك، ببلاهة، هاهم يبتسمون وكأن شيئا لم يكن ، تمتم في ما بينك وبين نفسك مع اكتمال الدائرة من حولك، وكأنهم ينتزعوك من باطنك ، كأنهم ينتشلوك من بئر الذاكرة وجرحك، تتأمل في ابتساماتهم و تتذكر ابتسامة محمد رجاحي، كنت تقول عنها : ابتسامة من النوع الرفيع حتى لو ارتسمت على وجهه بدون مناسبة، كان لا يطول به المقام عادة في أي مكان ومع أي كان قبل أن يستأذن في الانصراف إلى حيث عليه أن يتدبر اموره، هكذا كان يردد دائما قبل الانصراف " على أن اتدبر اموري "، تدبر الامر هي اولى المهام التي حددها لنفسه، كنت لا تراه الا مندهشا من " جريان الامور على هذا النحو " لا يحدده البتة – النحو -، لكانك به يردد " علي أن اتدبر امري " وهو يموت .

ثمة جرائد ومجلات وأوراق كثيرة معلقة وصور في كل مكان تجري فيه السيارة – السيارات، عنوان عريض / صورة كبيرة يلفت انتباهك، أريد أن أبول، يترجلون بك، ثمة كشك مغطى بالجرائد والصور، نفسه العنوان العريض في واجهاتها، نفس الصورة، تقترب ، جميها متشابهه وتحمل نفس العنوان / الصورة، تقترب من احداها مكتشفا بغير كثيرا من الجهد كيف أن نظرك اصابه ضعف كبير، عليك أن تقترب كثيرا لتقرأ او ترى ... الدعري، يغلبك الدوار وتتذكر كيف انك امضيت فترة طويلة لا تقرا – بل – ولا ترى، وتتذكر بأنك جائع، لم تقوى على تناول فطورك مؤجلا ذلك إلى وقت لا تدري، توشك على السقوط لولا ثمة اياد صلدة تحملك عائدة بك إلى السيارة قبل أن تتهالك على مقعدها الخلفي وثمة بنادق على جانبيك، غشاوة سوداء تكاد أن تطيح " بالعالم " بين يديك، تحس بأنفاسك تعود اليك وقد تكومت على مقعد السيارة الخلفي و تحس بحاجة قوية جدا لتناول قنينة كوكا كولا، تمتد يد احدهم بقنينة كوكا كولا، كأنهم يقرأون ما يدور في خلدك، تمسح الندى عن الزجاجة وتشكرهم في سرك، ثمة طيبة ما تزال حتى لو كانوا عسكر، تسري في جسمك رعشة هي مزيج من الانتعاش والحاجة الماسة إلي مغادرة السيارة، تضع القنينة الفارغة على ارض السيارة منتبها إلى أن اشياء كثيرة مرمية على الارض على الرغم من ضرورة عدم تركها كذلك، عيون تحدق فيك يحيط بها السواد، تقفل عائدا إلي ذاكرتك، إلي حيث تعودت أن تنام بطول الفترة الماضية، المكان مشبع برائحة النوم والرطوبة، تجهز نفسك للإغلاق قبل أن تنسل إلى تحت الفراش، تتمدد فينهض فضولك، تمتد يداك تلقائيا إلي حيث تزيح الجماش قليلا عن رأسك، تجيل النظر في ما حولك، تعيد الجماش وتعيد اغلاق نفسك متذكرا كيف أن عليك أن تحافظ على طاقتك في انتظار اليوم الموعود، تنتفض كمن لسعه قارص من تلك التي يكثر وجودها في الاماكن الرطبة كهذه السيارة العفنة التي تتكوم في مقعدها الخلفي وثمة بنادق تحيط بك، ستعرف في وقت لا حق بأنها السيارة المخصصة لنقل المكوم عليهم إلي ساحة الاعدام، تستيقظ عائدا بسرعة من بئر ذاكرتك كمن يبحث عن شيء افتقده، تتحسس محتواك وسنين العذاب وكيف أن عليك أن تستمر حي، أي نعم عليك اولا وقبل كل شيء أن تستمر حي، تفسح الطريق لذاتك لتتجول بخيلاء رثة في سوق العيون التي تحدق فيك، تنتبه مجددا إلي ثمة من يحدق فيك، عيونا تحس بها كالمخارز عليك، تتذكر عبد الملك عندما قابلته آخر مرة، لم تعد تتذكر متى، سلم عليك بسرعة وهو يتلفت قبل أن يغادرك بغير استئذان مسرعا بوجل، مرتجفا كهارب من مستشفئ ما كهذا الذي عليك أن تبات ليلتك فيه، وحيدا معزولا وكأن كل وحشة الماضي تتكثف في غرفته الباردة التي عليك أن تغادرها غداً، والوطن

*

إلي الجهاز ثانية، او أن هذا هو ما يخيل اليك، وكأن العالم كله قد غدا مجرد " جهاز " في انتظارك ؛ يبدو انهم سيعيدون التحقيق معك في نفس الاتهامات التي ما انزل الله بها من سلطان، و سيضربونك ضربا مبرحا لا ينجيك من الموت الا اعتقادهم بأنك تحمل ثمة اسرار لا بد ما تأتي اليوم الذي تبوح لهم بها، بما في ذلك سر نحافتك " المفرطة "، سيقولون لك : نحافة " مفرطة يا بن ال ....، وكأنهم ما يلقون عليك القبض الا بسبب نحافتك " المفرطة " عارض داء الورق الذي اصابك منذ أن ابتليت بمرض " الكلام " الغير ممكن علاجه الا على البارد، وهو مكان اشبه عندك بالجنة التي لم تترك شيئا على مستوى الثرثرة من ما يسد الطريق اليها الا وقلته، فلم يكن شيء اشد مضاضة عليك من نحافتك إلا نسبة هذه النحافة إلي مؤثرات خارجية تتجلى في الحاكم والضابط والسياسي المعارض وابن قريتك المتطفل على نوايا الناس وأشيائهم " خدودا ومؤخرات " وحين يتعلق الامر بك صفعا ينهمر على خدودك كتحقيق في الاتهامات التي ما انزل الله بها من سلطان، لا يخفف من شدة وقعه إلا كون اشده بسبب خلو جيوبك مما يسر الضباط الذين لا ينسون وهم يركلونك بعيدا عن " البلد " أن ينهون اليك ضرورة أن تكف عن توزيع نحافتك المفرطة بالتسكع " منين ما هب ودب " وكأن عليك فوق النحافة والمرض أن تقبع في البيت فلا تبحث عن عمل، وكأن عليك وهذا البحث عن عمل يوشك أن يتحول إلى عمل تستدين " لا عرضه " ما يقيم أودك أن تتنحى إلي " مجاري " جيش البطالة الجرار في العالم، مثله مثل كل الجرارين : رخيص وسافل اذا قبل من هو مثلك : نحافة مفرطة أصبحت مصدر خجل بعد أن كانت مصدر خوف وحساب عسير لأنها تفضح ما يعتور كيانك من الداخل من احتقانات من قبيل ما تنسبه السلطات إلى مؤثرات اجنبية تستحق عليها وبسببها أن ترمى بمختلف التهم، وتزج في مختلف السجون بغية الغائك نهائيا من " كشوفات الاحياء " وصولا الى هذا العبء القديم الجديد الذي يجتاحك وانت تغادر مركولا بآثار التعذيب : تساؤلا مفزع عن معنى انكشاف اصابتك بمرض " الهدرة " المرعب لكل الدول الجاهزة دوما لأتهامك بالوقوع تحت تأثير واحدة منها – لا تعرف حتى الان سرا للعداوة بين الدول – وما هذه النحافة المفرطة الا دليلا كافيا لأنهاض تهماً متناسلة،جديدة دائماً، طريفة وجديرة بجبروت السلطة، تهماً تعيد من خلالها بناء ما تريد اعادة بناءه داخلك وما يزيد لترميم ما قد بنته من سجون غير مرئية تتوزع حيات امثالك من الكلمة " يأخذها الريح " حتى قرصة " كتنة " في زنزانة سرية من تلك التي كل مرة تحال منها إلي المباحث جسر العبور إلي النيابة والمحكمة لا يحول بينك وبين احكامها التي تمشي على قدمين مسلحة بالقباقيب الا عدم وجود وجه او " قفا " لأقامة " الدعوى الجزائية " ما يكلفك عادة شطحة تنهار على رأسك من وكيل النيابة آخر جلسة تندفع بقوتها مرة اخرى إلى جيش العاطلين عن العمل تنوء بأورام التعذيب ومرض الكلام الذي لا يزيده السجن والشحططة كل مرة الا استفحالاً ما يجعل من فرصة حصولك على عمل – حتى مقهوي – تتضائل حتى الصفر حال الجيوب واليدين مما لا يجدي " امصع " مثلك البحث عن ما لا يمكن الحصول عليه الا بحق بن هادي " .... "عدا كونه بحث في ما لا طائل من ورائه، فحتى لو وجدت عملاً فهل يكفي ، هل يكفي اكل وشرب وملابس ومواصلات وسكن ووصل ارحام وقات وسيجارة وسينما، احذية ، هل يكفي شاي وقهوة، صحة ومباهات ؛ هب انك وجدت عملا : هل يكفي لكل ذلك والخافي اعظم، لا ولله، والحل ؟ : تسأل نفسك !، الحل : أن لا تعمل، واللاعمل هذه بحد ذاتها عمل، ياسلام ما احلى التسكع، تتسكع، تجوع، تحس بالظمأ، من اين لك، هل تعود إلي القرية ؟، وكم سوف يستمر هولاء المساكين يصرفوا عليك ؟، مشكلة، والله انها مشكلة، مشكلة وما اعوص منها الا العثور على عمل، عمل، بلا عمل، اف لهذه الاحرف الثلاثة، كم اصبحت مقلقة، أن طلبتها جائتك ومعها ما لاحصر له من الاشياء والمطالب وليس بالوسع رفضها، فهل تجيء، ام تذهب اليها، وان ذهبت فأين ستلاقيها وقد سدت جميع منافذ التسلل والتزويغ إلي مخدعها بكل هذا الركام من الباحثين عنها، لا هم لهم الا : عمل، عمل، يارب ياكريم يا الله، عمل، وكأنهم ما وجدوا مناسبة او فرصة للبحث عن عمل الا عندما اصبحت انت بلا عمل ؛ ولنفترض بأنك وجدت عمل فهل سيكفي المخبرين " هات والا "، وضباط المباحث " هات والا " والشائخ " هات والا "، صاحب المطعم، ايجار السكن، المكوجي، حتى هذا المكوجي لا هم له الا " ادفع والا "، والا مه، ما هو قد تشدد بكشيدتك وتأزر بفوطتك ومع ذلك " هات والا لن يعيد الملابس "، طز فيه ابن الكلب، يعتقد بأنك ستمشي عريان، طمر تتلوى به وتمشي، وليقل الناس ما يقولوا، المهم أن لا تدفع له، هو الوحيد الذي تستطيع أن تتهاتر معه، بل وسبه، وهو الوحيد الذي تستطيع الكتابة عنه وقول ما تريد بكل اطمئنان، انت ازائه حر، اما ما عداه : هآه، حسك تهوبر، ما عداه : هآذي الغيها من عقلك، الدنيا مش سايبه مثلك، منتش قادر تحصل عمل، وحتى المكوجي اذا منتش خائف منه على الاقل احترمه، اهه بيغسلك لما تحصل عمل، ويقدم لك نفسه كيفما تشاء تكتب عنه، او منتش مكتفي !، يالله يالله، " طرش عليه غُلبك "، اكتب خينا تحصل من ينشر لك غسيله، ما عاد باقي في البلد غيرهم " الغسالين " من يمكن نبش غسيلهم الوسخ والا النظيف كله غسيل، المهم اكتب، نفه على نفسك، ولا يهمك من ناحيته، اطمئن، المهم أن لا تكتب عن غيره، غيره يوجعوا، ثم .... " ثم تقول لنفسك : وهل الكتابة عمل ! "، الكتابة مش عمل، يالله يا منصور قم دور لك عمل احسن لك من هذه الهذورة لحسن الناس يقولوا عليك " بائع لجعه "، قد الهروبة بحثاً عن عمل والتسلاف لاعرضه حتى وهوه عاده بعلم الغيب اشرف لك، وبعدا حتى لو حصلت عمل موشتعملبه !، ايه والله موشعمل به، قد الكتابه احسن لك، والله لتكتب لما تأكل وتشرب ورق، ورق، ايه شتقضي عبده ورق، وتركب ورق، وتلبس ورق، وشتكد لأمك بورق، الله يكون بعون الورق، الله يكون بعونها من اجل تحمل غثانا كلما زاد فاض إلى الورق، لو يفيض فوق من يحجبون عن الناس رزقهم، يحبسوهم، يجلدوهم، يمتصوا دمائهم، كان حولهم إلي ورق، ورق ثاني من ذلك الذي يقرأه الناس تاريخ ويزيحوا به القلق، بعيداً عن حياتهم التي حولها ارق، ورق، كل شيء اصبح ورق، ما عاد درينا ماهي الحياة : شركة والا مرق، العيد عيد العافية يالله قوم اكتب للسرق، تقديم ثاني، طلب عمل للمرة مدري كم، وهات يا ورق، عمل . ورق . ورق . عمل ورق . ورق . ورق . ورق . عم . ور . ع، و، م، لنفرض انك حصلت على عرق، اوه، ما هذا العرق، مزلت ثيابك وانت تفترض، لا الشغل جاء ولا به فائدة من الورق، الدنيا خلت من اللحمة، ما عاد به الا مرق، عرق، مرق، ما تقدرش تبلع اللقمة الا بمرق، تشتي مرق ؛ قال اشتي مرق، قد الماء نزف، قد هم يبيعوه بيع والرجال يشتي مرق، اشتي مرق ، مرق، ما هذا الا مرق، احلى من مرق، حامي مليح، شلحس لي نطفة عمل، ورق، مرق، عمل ورق مرق، ع و م، عوم، انا اعوم، شاعوم لي بين المرق، شزبط مليح واضرب بيدي في الهوا، هذا غرق، عرق، غرق، عرق، غرق ، غرق، شزبط برجلي مليح ... هاه، واضرب بيدي في الهوا، شزبط برجلي هه، واضرب بيدي في الهوا هه، هوا هه، يا ساتر، يالله، يا ساتر، ترتد الأرجل والأيدي متبوعة بأيدي وارجل كثيرة راكلة، هه، مالك، ايش، آ، آه، ثمة من يطوقك، يكتفك ثم يحملك إلي امام المحقق، امامه طن ورق يقول انها ملفك، ينظر في عينيك نظرة حادة قبل أن يصيح بملئ صوته : هيا، يقتحمك الملثمون ويبدأ الضرب ؛ احدهم يضرب وهو يصيح باعلى صوته، زعيقاً حاداً متصلاً يكاد أن يمزق طبلات الاذان ؛ آخر ينشد بجلجلة : " بلاده بلاده لك حبه وفؤاده " ؛ ثالث يغني كأنه ينتحب ؛ ورابع يصيح بملئ فمه " الله اكبر، الله اكبر " ؛ وليس بالامكان تمييز ما يصدر عن الاخرين، هوجة ما بعدها هوجة، والمحقق جالس حيث هو يضحك بهستيريا، وانت لا تملك سوى الانين فقط : أي، أي، بينك وبين نفسك كي لا يسمعون فيزداد جنانهم على الجسد الذي يتحول في هذه اللحظة إلى اشبه ما يكون بالعجينة بين اقدامهم وعلى اسنة عصيهم المصقولة، واحد يسقط لثامه فيهرب ثم يعود وقد احكم اللثمة جيداً، آخر ممسك بشدة قفاه وهو " يلبج " وثالث ورابع متأهبين لمنع سقوط الالثمة، يغمى عليك، تفيق للمرة التي لا تتذكر رقمها، شيئاً من حطام او مايشبهه، ثمة صوت كأنه قادم من بئر بعيدة : شيلوه ، يحملونك على الاكتاف، يبدأ الهتاف : بالكف والخد نفديك ابو محمد، بالكف والخد نفديك ابو محمد، لا تستطيع التمييز بالضبط من هو ابو محمد، انت ام ناجي علوش، تتذكر أن ابنك محمد لم يولد بعد، سيولد بعد هذا التاريخ بكثير، ينتابك الغضب، تتوثب على اكتافهم، تسقط او تستيقظ على من ينبهك إلي ضرورة ربط حزام الامان فالطائرة على وشك أن تضعك بعيداً عن ماكُنْتَهُ بمقدار خمسة عشر سنة،
سؤال يطارده المنتهى *** وتشعله الحرب والعافيه

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“