(الجلجلية ) من عمرو بن العاص إلى معاوية بن إبي سفيان

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

(الجلجلية ) من عمرو بن العاص إلى معاوية بن إبي سفيان

مشاركة بواسطة المتوكل »

هذه القصيدة لعمرو بن العاص يعاتبُ بها معاوية ليوليه مصر، وهي المشهورة بالجلجلية، وقد ذكرها الأمير في حواشي المغني:


معاوية الفضل لا تنسَ لي *** وعن منهج الحقّ لا تعْدلِ
نسيتَ احتيالي في جلّقٍ *** على أهلها يوم لبس الحُلي
وقد أقبلوا زُمراً يهرعون *** مهاليع كالبقر الجُفّلِ
وقولي لهم إن فرض الصلاة *** بغير حضوركَ لم تُقبلِ
فولّوا ولم يعبؤا بالصلاة *** ورمتَ النفار إلى القسطلِ
وقلتَ بمن أتقي بأسه *** وفي جيشه كل مستفحلِ
أبالبقر البُكم أهل الشئام *** لأهل التقى والحجى أبتلي
فقلتُ نعم قُمْ فإني أرى *** قتال المفضّل بالأجهلِ
وجهّزتُ أهل النفاق العراق *** يسيرون قصراً إلى الموصلِ
وقلتُ لهم أن يشيلوا الرماح *** عليها المصاحف في القسطلِ
ولولا موازرتي لم تُطَع *** ولولا وجودي لم تُحفلِ
نسيتَ محاورة الأشعري *** ونحن على دَوْمة الجندلِ
وألْعَـقْـتُه عسلاً بارداً *** وأَمْزجتُه بجنا الحنظلِ
ألينُ فيطمع في جانبي *** وسهمي قد غاب في المفْصلِ
كأنْ قد نسيتَ ليالي الهرير *** بصفين من هَوْلها الأهولِ
وقد بتَّ تذرق ذرق الطيور *** حذاراً من البطل الأكملِ
فلمّا ملكتَ ومات الحسام *** ونالت عصاك يد الأطولِ
سمحتَ لغيري بوزن الجبال *** ولم تُعطني زينة الخردلِ
وأمْنَحت مصراً لعبد المليك *** وأنتَ عن الغي لم تعدلِ
فإن لم تسارع في ردّها *** فإني لحرْبك بالمصطلي
بخيل جيادٍ وبيض الوجوه *** وبالمشرفيات والذُبّلِ
سأخلعها منكمُ بالخداع *** كخلع النعال من الأرجلِ
وألبستُها فيك لما عجزت *** كلبس الخواتم في الأنملِ
ولم تكُ والله من أهلها *** ورب المقام لم تكملِ
نصرناك من جهلنا يابن هند *** على البطل الأعظم الأفضلِ
وكم قد سمعنا من المصطفى *** وصايا مخصصة في علي
وإن كان بينكما نسبة *** فأين الحسام من المنْجلِ
وأين الثُّريا وأين الثرى *** وأين معاويةٌ من علي
وفي يوم خمٍ رقى منبراً *** يُبلّغ والركب لم يرحلِ
وفي كفِّه كفُّه معلناً *** ينادي بأمر العزيز العلي
وقال فمن كنت مولىً له *** فهذا له اليوم نعْم الولي
فوالِ مواليه ياذا الجلال *** وعادِ معادي أخي المرسلِ
ولا تنقضوا العهد من عترتي *** فقاطعهم ليَ لم يوصلِ
فبَخْبخَ شيخك لمّا رأى *** عرى عقد حيدر لم تحللِ
وإنا وما كان من فعلنا *** من النار في الدرك الأسفلِ
وإن علياً غداً خَصْمنا *** ويعتز بالله والمُرسَلِ
فما عُذْرنا يوم كشف الغطاء *** لك الويل منه غداً ثُمّ لي


----------
إنتهى .
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“