الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)

هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

مشاركة بواسطة هاشمي »

: كتبت الاخت وجدان الامة

" ...أوافقك الرأي 100% ، وطالما تناقشنا في ذلك أنا ورفيقات الدراسة في جامع الشهيد عثرب..
وبعد هذه المناقشات هل توصلتم إلى حل
أم أنكم كنتم كالزعماء العرب " صانكم الله جميعآ"
؟؟
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

وجدانُ الأمةِ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 619
اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة وجدانُ الأمةِ »

وأنا أغتنم الفرصة وأسجل أول شكر للهاشمي صاحب المبادرة الأصلية الذي لم يتلق شكراً هنا...
شكرا يا hashimy
عندما تأتي اللفتات الذكية و (الأنيقة )منك أخي نادر فلا عجب ....ولا عتب أيضا ..


وبعد هذه المناقشات هل توصلتم إلى حل
أم أنكم كنتم كالزعماء العرب " صانكم الله جميعآ"
؟؟
نعم..كنا مثل الزعماء العرب..صانك الله!
وبناء على تنويه الأخ نادر....شكراً لمبادرتك بطرح هذا الموضوع المهم..
و بالنسبة للكلام الذي تريد توضيحه...متى حينه؟
صورة

بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على من بعث لنا رحمة وجعل لنا أسوة وهو لنا قدوة محمد النبي الطاهر الزكي وعلى آله وسلم تسليماً كثيرأً
أسعدتني كثيراً استجابتكم لهذا الموضوع الذي ظننت لفترة بأنه مهمل ولذا
ستقتصر مشاركتي الليلة على بعض الملاحظات التي قد توضح بعض الأمور التي دعتني للكتابة عن سيد الخلق جميعاً.
أولاً: أضم صوتي إلى صوت الأخ/ الهاشمي بأن المعلومات التي تلقيناها في مدارسنا وما بعدها من الدراسات بها قصور كبير وأيضاً إهتمام كل فريق بشخصياته والسعي لإثبات مكانتها ومميزاتها وما لها من الفضل ليثبت للآخر بأنه على حق وغيره على باطل ،وهذا ليس عيباً فإعطاء كل ذي حقه واجب علينا وتوضيح مقامات من سبقونا والاقتداء بهم من أروع ما نقوم به وأؤكد على كلمة (( الاقتداء بهم )) ولكن أن يكون هذا الصراع على حساب خير البرية فهذا مؤلم جداً .
وأنا لا اسيء الظن في أحد ولكن أقول ربما من كان قبلنا لشدة إيمانهم واقتدائهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظنوا بأن الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يحتاج إلى التوضيح والتبسيط والتقريب لنفوس البشر ،ولكننا نحن أصحاب النفوس الضعيفة بحاجة إلى الإحساس بإنسانية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحاجة لأن نرى جانبه الإنساني والذي استطاع به أن يغير أمة من أدنى مراتب الجهالة وهي عبادة غير الله إلى أعلى مراتب الطاعة وهي تقديم النفس والمال والولد في سبيل الله.
إخواني وأخواتي الإعزاء لا أخفيكم بأنني حين دخلت إلى هذا القسم من المنتدى أكثر من مرة لأتفقد ما بادر به الأخ / الهاشمي مشكوراً واطلع على بقية المشاركات فلم أجد تعليق أو استجابة فأحسست بألم كبير وذكرني هذا الألم بالألم الذي أحسست به حين كلفنا أستاذنا فك الله سجنه بإحياء مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد أن زودني بالمراجع التي ذكرها الأخ /محمد شعرت بأن ما اريد تقديمه للناس ابسط مما وجدت ،أريد أن أقرب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى قلوب الناس ونفوسهم وعقولهم أريد أن اسكنه معهم وأجعلهم يشعرون بوجوده معهم وأجعل من مولده محطة نتزود منها بكافة القيم الإنسانية التي بدأت في الخفوت وأن نستانف الحياة بعد هذه الذكرى وكائن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيننا،فذهبت إلى المكتبات لأبحث عن مراجع تتحدث عن أدق التفاصيل في حياة الرسول فلم أجد إلى القليل ولم أحصل عليه إلاَّ بصعوبة شديدة وهو بحاجة إلى التدقيق الشديد لئلا يكون مصحوباً ببعض المبالغات والدسائس،فشعرت بالغصة والحزن لماذا هذا الجفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،أليس هو المعلم والمؤدب لنا فلماذا نبحث عن الجواهر بعيداً عن موطنها الأصلي وإذا تمت لنا المعرفة الحقيقة من موطنها الأصلي بعدها نستطيع أن نميز بين الجواهر الأخرى ولا يمكن أن نغش أو نخدع لأننا خبرنا الشيء من منبعه.
أما ماذكره أخي محمد من المراجع فهي عندي من أعز وأغلى الكتب ولكنها لمن هم أعلى مني معرفة وعلماً ،وهي تقدم شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما اعتدنا بل وبتفصيل أعم وأكبر مما نعرف ولكنها ليست لعامة الناس ،ونحن بحاجة إلى أن نرتقي السلم من أوله إلى أن نصل إلى أعلى درجاته.
أما بالنسبة لأختي وجدان الأمة فأنا معتادة على حثها لي على القراءة بارك الله لي فيها وأدامها الله لي محفزاً .
أعتذر أطلت عليكم ولكن شوقي لأن نحي هذا المجلس كبير جداً فأتمنى أن يسهم كل منا بما لديه وأن يصحح كل منا خطأ الآخر وأن نتقبل بعضنا بصدر رحب،فنحن فعلاً بحاجة لهذه السير العطرة لإحياء نفوسنا ودمتم لي سالمين .

هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

مشاركة بواسطة هاشمي »

أختي وجدان الامة
حان وقت الموضوع الذي كنت أفكر فيه
ولكن كنت منتظر من يبداء منكم
فتكرمت الاخت بنت الهدى وتكلمت قليلا عنه:

هل الكتب التي ذكرها الاخ محمد الغيل
قراءها أحد منكم ؟؟؟
انا تصفحت بعض منها قبل فترة
ولكن لصعوبة فهم بعض الكلمات
فلم استطيع تكوين فكرة كاملة حول الموضوع
اي أنها ليست لمبتدء أبدا
وأنما كما تكرمت الاخت بنت الهدى :
أما ماذكره أخي محمد من المراجع فهي عندي من أعز وأغلى الكتب ولكنها لمن هم أعلى مني معرفة وعلماً ،وهي تقدم شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما اعتدنا بل وبتفصيل أعم وأكبر مما نعرف ولكنها ليست لعامة الناس ،ونحن بحاجة إلى أن نرتقي السلم من أوله إلى أن نصل إلى أعلى درجاته.
....... إنتهى كلام الاخت.

ثم أن سوء طباعة بعض النسخ القديمة يجعل عزيمتك للقراءة 0%
...............................................................
عموما نصحني أحد العلماء أن ابداء القراءة بالكتيبات الصغيرة
لكي " نرتقي السلم من أوله "
فذهبت إلى مؤسسة الامام زيد
فوجدت " والحمد لله " كتيب يتيم وحيد عن الرسول الاعظم
تخيل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجدت عنه في مؤسسة كاملة
كتيب واحد :oops: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و برغم صغر الكتيب إلا أنه قيم جدآ
إسم الكتيب : مختصر سيرة الرسول
انصح من لم يقراءة أن يطلع عليه
وسلامي
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

أخي العزيز / hashimy

قلتم :-
تخيل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجدت عنه في مؤسسة كاملة
كتيب واحد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وماذا عن مجلد ( المصابيح ) للإمام أبو العباس الحسني ؟
وماذا عن ( السيرة النبوية ) للعلامه الدكتور / المرتضى بن زيد المحطوري ،، المتوفر في المؤسسة ؟


مع الأخذ بعين الإعتبار أن ما طبع من مؤلفات الزيدية حتى الآن لا يزيد عن 20%
أي أن 80% من المؤلفات ما تزال مخطوطه

وبالتالي فلا غرابه في قلة ما يوجد حتى الآن عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ،،، لأن المؤلفات المطبوعه قليله أصلاً .


تحياتي .
صورة
صورة

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

السلام عليكم أخوتي ورحمة الله وبركاته ..
hashimy كتب:مداخلة :
هل تعلمي اختي أن هناك شباب كثير من الزيدية
" ومنهم انا " يعلموا القليل جدا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
والسبب بسيط هو :
في كل منتدى وفي اكثر من مسجد نسمع محاضرات
حول الامام علي والامامين الحسن والحسين فقط
اسمح لي أخي أن أخالفك في هذا الرأي ، فالواقع الذي ألمسه بخلاف ذلك تماماً بل شخصية الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله في المقدمة دائماً ، لكن يبدو أنك تنتظر في إحياء ذكرى الغدير أو عاشوراء أن يدور الحديث حول الرسول وهذا بعيد ، ولذلك أسألك هل حضرت ذكرى مثل المولد النبوي أو الإسراء والمعراج أو غزوة بدر أو الهجرة النبوية مثلاً ؟؟؟
هذا بالنسبة للمحاضرات أما بالنسبة للحديث في المنتديات فلا تنس قلة المواضيع المطروحة في منتدياتنا بشكل عام ، ولذلك فما يتناول غالباً هو خصوصيات المذهب الزيدي ، لأن الذي يريد أن يتعرف على المذهب ينتظر معرفة رموز هذا المذهب ولا ينتظر منك أن تحدثه ابتداءً عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله .

على العموم فعلاً نحن بحاجة إلى معرفة لا بأس بها أكثر مما نحمل بشمائل الحبيب المصطفى ومجريات دعوته وجهاده صلوات الله عليه وعلى آله ، جعلنا الله من المقتفين لآثاره والمستضيئين بأنواره .
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

محمد الغيل كتب :
مراجع زيدية هامة مذكور فيها سيرة رسول الله موجودة على الشبكة سهلة التحميل قد تفيدكم!

:shock: :shock:
----------------------------

من ياسر مش معقول !!!! زغرودة كبيرة " محجرة" :P :wink:

مرحبا بعودة الحبيب والغالي ياسر :)

---------------------------

يا جماعة .. دعو ا بنت الهدى2 تعمل في هدوء لو سمحتم ارجوكم ..وناقشوا تلك الظاهرة فيما بعد أو في موضوع مستقل هذا مقترح أرجو أن تقبلوه :shock: !!

خالص تحياتي
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

مشاركة بواسطة هاشمي »

كتب ياسر الوزير:
اسمح لي أخي أن أخالفك في هذا الرأي ، فالواقع الذي ألمسه بخلاف ذلك تماماً بل شخصية الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله في المقدمة دائماً ، لكن يبدو أنك تنتظر في إحياء ذكرى الغدير أو عاشوراء أن يدور الحديث حول الرسول وهذا بعيد ، ولذلك أسألك هل حضرت ذكرى مثل المولد النبوي أو الإسراء والمعراج أو غزوة بدر أو الهجرة النبوية مثلاً ؟؟؟
هذا بالنسبة للمحاضرات

بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي ياسر الوزير مرحبا بعودتكم إلى المجالس
هل ذكرى المولد النبوي والاسراء والمعراج وغيرها من المناسبات التي يقام لها ذكرى سنويا
هل هذه المرات القليلة التي يتم ذكر رسول الله فيها
وبقية الايام ؟؟
....
إجابة على سؤالك نعم لقد حضرت ..


.............................................
بالنسبة لاخي الحسن المتوكل:
وماذا عن مجلد ( المصابيح ) للإمام أبو العباس الحسني ؟
وماذا عن ( السيرة النبوية ) للعلامه الدكتور / المرتضى بن زيد المحطوري ،، المتوفر في المؤسسة ؟
أخ حسن : هل كنت تتحدث عن كتب ومجلدات ؟
لانني كنت أعني بكلامي الكتيبات " ذات الحجم الصغير "
هناك بالطبع فرق بين الكتاب والكتيب ...
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبدالله وعلى آله وسلم الطيبين الطاهرين

كنت أتمنى أن نبدأ في الموضوع الذي نحن بصدد طرحه ولكن من خلال الإطلاع على بعض المداخلات أحببت أن تتضح الفكرة التي نرجو أن تتم بها مناقشة شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،على الرغم من أنها مداخلات قيمة وتدل على علم ومعرفة ، وهذا كما قلت هو الواجب الحقيقي علينا .
ولذا ساتقدم لكم برؤيتي حول سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد تكون هذه الرؤية قاصرة ، كون المعرفة قليلة والموضوع عظيم ،وقد يكون بها شيء من الصحة.
إذا اردنا الدخول إلى السيرة العطرة يجب أن نضع نصب أعيننا ما الذي نبحث عنه هل نبحث عن اسم النبي واسم أبيه وجده ومتى ولد ؟وكيف ولد؟وكم أسلم معه وكم هي الغزوات التي حضرها و......و.......و......؟؟؟؟؟لاشك أن هذه الأمور مهمة ولا يمكن أن نتخلى عنها أو نتجاهلها ولكن ما أقصده هو أن نبحث بحث المتلهف والمشتاق إلى معرفة سر وجود هذا الإنسان لماذا ولد وماذا كانت تعني ولادته لهذه الأمة ومن سبقها ومن بعدها ؟ وإذا خضنا في الحديث عن آبائه وأجداده لا بد أن نبحث عن الحكمة في كونهم على تلك الصفات وماذا يعني لنا هذا وماذا يترتب على الإلمام بهذه السلسلة الطاهرة؟ ثم تتوالى الأسئلة الكثيرة التي تبحث في العمق ولا تقتصر على الإطار الخارجي للصورة ولكنها تغوص في أدق التفاصيل لتلك الصورة ولذا أتمنى أن تكون بدايتنا مع السؤال الآتي :-
كيف كانت الأمة قبل ولادته صلى الله عليه وآله وسلم ؟ الإجابة على هذا السؤال ستوضح لنا الرؤية الحقيقية للنفس البشرية وكيف أن الإنسان به خصال قد تكون ثابته مهما تغيرت الأحداث والظروف, ما اريد الوصول إليه هي الثوابت التي وضحها القرآن الكريم في أن الإنسان إذا لم يكن له إيمان يكون منقاد لهواه وهذا هو حال تلك الأمة وهذه الأمة ، وإذا دققنا في تفاصيل الأمة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكيف كانت ردود أفعالها وكيف عالجها الرسول الكريم ربما نصل إلى حلول نعالج بها أنفسنا.
أولاً : هل كانت تلك الأمة بذلك الجهل الذي نقله الكثيرمن المؤرخين أم أن هناك اختلاف في هذه الرؤية.
في أثنا البحث عن السيرة العطرة وجدت أن هناك اختلافات وأراء طرحت حول وضع الأمة قبل ولادته وبالأخص القرشيين، البعض يقول بأنهم قوم جهالة وكفر لايقراءون ولا يكتبون يعبدون الأصنام ليس فيهم عاقل ولا رشيد حتى أدخلوا أباء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك ، والبعض الأخر يقول هذا الكلام صحيح ولكنه ليس عام فهناك شريحة أخرى في ذلك الوقت لديها من العلم ما يكفيها للالتزام بكثير من القيم الإنسانية التي فطرعليها الإنسان،ويروى أن البعض من هذه الشريحة كانوا ينعزلون عن من هم منحرفون أخلاقياً ويتجهوا إلى التأمل والتدبر في هذا الكون.
ثم إن القرشيين كانوا تجاراً لم يشتغل منهم أحد بالزراعة أو الرعي إلاَّ القليل من الضعفاء منهم ،فمن الطبيعي أن عملهم في التجارة يجعلهم يحتكون بأمم أخرى وحضارات مختلفة مما يكسبهم بعض المعارف والعلوم ،فكان منهم من يجيد لغة الفرس أو الأحباش وكان منهم الموحد الذي يعبد الله سبحانه وتعالى وكان منهم المطلع على النصرانية واليهودية وهوينتظر قدوم النبي المذكور في كتبهم .
فقد كانوا يقيمون لمن يتحلون بهذه الصفات وزناً وشاناً عظيم، فقد حضي بنو هاشم بالاحترام والتقدير والمكانة العالية رغم أن الكثير منهم ال لا يمتلك المال الوفير وإنما كانوا أناس عرفوا بمكارم الأخلاق وشيم الكرام والشجاعة وروح المبادرة لفعل الخيرات،وكانوا سادة قريش . فلم يكن الفساد المنتشر في تلك الفترة نتيجة الجهل فقط ولكن زيادة الترف وسعة العيش ساهمت في ذلك.
ومع زيادة الفساد وانتشار الجهالة وكثرة العصيان كان لا بد لله سبحانه وتعالى من تصرف لينقذ تلك الأمة مما هي فيه فشاء عز وجل أن يظهر ما اختاره منذ الأزل ، ولحكمة الله العظيمة كان لابد أن يتماشى هذا الاختيار مع القوانين الطبيعية لحياة الناس والاَّ فالله قادر على كل شيء،فأراد الله سبحانه وتعالى أن يوضح للناس منهم القريبون إليه والمحببون عنده فاختار تلك الأسرة التي قد سبق وأن طهرها من فعل الخبائث والمنكرات المنتشرة في ذلك الحين، وهنا بداية الإعداد الألهي لقدوم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد كانت الرؤى جزء من هذا الإعداد فكان سبحانه وتعالى يصطفي من تلك الأسرة أفضلها ويجعل الرسول فيه إلى أن وصل إلى إلى عبد المطلب فكانت بداية الإعداد الإلهي لقدوم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد نذر عبد المطلب بأنه إذا رزق عشرة من الأولاد سيذبح أحدهم قرباناً لله سبحانه وتعالى،فكان هذا النذر هو ابو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،تماماً كما نذرت أم مريم بأن جعلت ما في بطنها خالصاً لله تعالى فكانت أم النبي مريم العذراء (عليها السلام) فهناك نذر وهنا نذر وكلاهما إعداد لما هو آت ولذا لابد من الوقوف عند هذه المراحل لمعرفة المغزى منها وماهي الحكمة من هذا التسلسل فكلنا يعلم بأن الله سبحانه وتعالى غني عن هذا كله وهو قادر أن يوجدهم أنبياء دون حاجة لكل هذا ولكن مقتضى حكمه وحكمته تكمن في كل فترة من فترات حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،فكان النذر وكانت القصة التي ذكرها كافة المؤرخين ولم يختلفوا إلى في جزء بسيط وهو كيفية الخلاص من الوفاء بهذا النذر ومن الأراء ماهو الأقرب لشخصية عبد المطلب وهو أنه عندما هم بالوفاء بالنذر خرج له رجل كان يعرف بالحكمة آن ذاك وقال له ياعبد المطلب لو فعلت هذا ستصبح سنةوتقليد ويبداء العرب بتقديم أبنائهم قرابين ولكن دعنا نرى مخرج من هذا النذر فكان التشاور والسؤال عند ذوي المعرفة إلى أن كانت القرعة والتي هي معروفة لدى الجميع .
فبهذا النذر وهذه الحادثة زاد الانتباه إلى شخصية عبد الله ومثل هذه الحادثة لن تمحى بسهولة من أذهان الناس ، ثم إن حسن هذا الشاب والنور الذي يسطع من وجهه والأخلاق التي كان يتميز بها عن أترابه جعلت القلوب والأبصار متعلقة به.
ثم كان اختيار الزوجة الطاهرة الزكية له وهي( أمنة بنت وهب )من خيرة نساء قريش فتزوجها ولم يبقى معها من الزمن إلاَّ قليلاً فكأن حياة هذا الإنسان كانت مقتصرة على تأدية الأمانة إلى مكانها فقد حفظه الله وأنقذه من الموت إكراماً لما يحمل وما أن أودع تلك الأمانة إلى مكانها حتى رحل عن الدنيا ،فكانت حياته مقتصرة على تأدية هذه المهمة العظيمة والطاهرة التي جعلها الله فيه،وبعد أن انتقلت تلك الأمانة إلى من أهل لها رعتها بكل جوارحها وفاءً منها لمن أودعها إياها فكانت تلك الأمانة بمثابة الحمل اليسير الممتع حمله، وكانت ترى من الآيات أثناء حملها ما جعلها مؤمنة بعظمة ما تحمل قبل أن يولد .إلى هنا أكتفى وأرجو منكم المساهمة لإثراء هذه المرحلة كل بما لديه لنستفيد جميعاً وتستنير بصائرنا بهذه السيرة الشريفة الطاهرة الزكية .
آخر تعديل بواسطة بنت الهدى2 في الأربعاء سبتمبر 21, 2005 10:08 pm، تم التعديل مرة واحدة.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

فــــــــائدة


مبعث النبي

إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ لِإَِنْجَازِ عِدَتِهِ (56) وَإِتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ (57) ، كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الْأَرْضِ يَوْمَئِذ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍ (58) في اسْمِهِ، أَوْ مُشِير إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ. ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ لِقَاءَهُ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَ أَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَامِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍ (59) قَائِمٍ.

نهج البلاغة
من خطبة له عليه السلام يذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاَرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام
وفيها ذكر الحج وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الانبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاحكام الشرعية !!


------------------
ومن خطبة له عليه السلام
وفيها يصف العرب قبل البعثة ثم يصف حاله قبل البيعة له
العرب قبل
البعثه


إِنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ، وَفِي شَرِّ دَارٍ، مُنِيخُونَ (1) بَيْنَ حِجارَةٍ خُشْنٍ (2) ، وَحَيَّاتٍ صُمٍّ (3) ، تشْرَبُونَ الكَدِرَ، وَتَأْكُلُونَ الْجَشِبَ (4) ، وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ، الْأَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ، وَالْآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ (5). منها صفة قبل البيعة له فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي مُعِينٌ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهمْ عَنِ المَوْتِ، وَأَغْضَيْتُ (6) عَلَى القَذَى، وَشَرِبْتُ عَلَى الشَّجَا (7) ، وَصَبَرْتُ عَلَى أَخْذِ الْكَظَمِ (8) ، وَعَلىْ أَمَرَّ مِنْ طَعْمِ الْعَلْقَمِ. ومنها: وَلَمْ يُبَايعْ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهِ عَلَى الْبَيْعَةِ ثَمَناً، فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ الْبَائِعِ، وخَزِيَتْ (9) أَمَانَةُ الْمُبْتَاعِ (10) ، فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا (11) ، وَأَعِدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا، فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا (12) ، وَعَلاَ سَنَاهَا (13) ، وَاسْتَشْعِرُوا (14) الصَّبْرَ، فَإِنَّهُ أَدْعَي النَّصْرِ.

-----------------

ومن خطبة له عليه السلام
في الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وبلاغ الامام عنه


أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَة (1) مِنَ الرُّسُلِ، وَطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الْأُمَمِ، وَاعْتِزَامٍ (2) مِنَ الْفِتَنِ، وَانْتَشَار مِنَ الْأُمُورِ، وَتَلَظٍّ (3) مِنَ الْحُرُوبِ، والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ، ظَاهِرَةُ الْغُرُورِ، عَلَى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ وَرَقِهَا، وَإِيَاسٍ مِنْ ثَمَرِهَا، وَاغْوِرَارٍ (4) مِنْ مَائِهَا، قَدْ دَرَسَتْ مَنَارُ الْهُدَى، وَظَهَرَتْ أَعْلاَمُ الرِّدَى، فَهِيَ مُتَجَهِّمَةٌ (5) لاَِهْلِهَا، عَابِسَةٌ فِي وَجْهِ طَالِبِهَا، ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ (6) ، وَطَعَامُهَا الْجِيفَةُ (7) ، وَشِعَارُهَا (8) الْخَوْفُ، وَدِثَارُهَا (9) السَّيْفُ. فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللهِ، وَاذْكُرُوا تِيكَ الَّتي آبَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ (10) ، وَعَلَيْهَا مُحَاسَبُونَ. وَلَعَمْرِي مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَلاَ بِهِمُ الْعُهُودُ، وَلاَ خَلَتْ فِيَما بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمُ الأَحْقَابُ (11) وَالْقُرُونُ، وَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْمَ كُنْتُمْ فِي أَصْلاَبِهِمْ بِبَعِيدٍ. وَاللهِ مَا أَسْمَعَكُمُ الرَّسُولُ شَيْئاً إِلاَّ وَهَا أَنَا ذَا الْيَوْمَ مُسْمِعُكُمُوهُ، وَمَا أَسْمَاعُكُمُ الْيَوْمَ بِدُونِ أَسْمَاعِكُمْ بِالْأَمْسِ، وَلاَ شُقَّتْ لَهُمُ الْأَبصَارُ، وَجُعِلَتْ لَهُمُ الْأَفْئِدَةُ في ذلِكَ الْزَمَانِ، إِلاَّ وَقَدْ أُعْطِيتُمْ مِثْلَهَا فِي هذَا الزَّمَانِ. وَوَاللهِ مَا بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَيْئاً جَهِلُوهُ، وَلاَ أُصْفِيتُمْ بِهِ (12) وَحُرِمُوهُ، وَلَقَدْ نَزَلَتْ بِكُمُ الْبَلِيَّةُ جَائِلاً خِطَامُهَا (13) ، رِخْواً بِطَانُهَا (14) ، فَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ مَا أَصْبَحَ فِيهِ أَهْلُ الْغُرُورِ، فَإِنَّمَا هَوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ، إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ.

سلامي لكم جميعا
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله
تلك هي الحياة التي كانت تعيشها الأمة قبل مقدمه صلوات ربي وسلامه عليه كما أوردها أخي الكريم/ محمد حفظه الله
فبعد أن وصلت تلك الأمة إلى تلك المرحلة المتردية من العبث والفساد وأنواع المجون ،كان الإعداد الإلهي لظهور النور الذي سيضيء لها مسالكها ودروبها وكما ذكر سابقاً فإن الإعداد الإلهي لمقدم هذا النور كان يمر بسنن الكون المتعارف عليها بين البشر فتم اصطفاء الأشخاص الذين ستقع عليهم مهمة إيصال هذا النور إلى العالمين .
فمنذ ولادته صلى الله عليه وآله وسلم بدأت الرسائل الإلهية ترد على هذه الأمة لعلها تتنبه أو تستجيب لنداء العقل والصواب، فبولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولدت الرسالة التي أراد لها الله أن تنطلق نحو تحويل تلك الأمة من خط الضلال إلى خط الهدى قال تعالى (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) أي من نفس الواقع الذي تعيشونه وبنفس القوانين التي تحكمكم .
- ولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما اتفق معظم المسلمين يوم الاثنين 12/ من ربيع الأول /عام الفيل (570م) وبهذا اليوم بدأت المرحلة الأولى من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي حياة ما قبل البعثة فهذه المرحلة هي المرحلة التي يجب أن يكون عليها كافة المسلمين فهي مرحلة ما قبل الوحي وقد جسد فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسمى معاني الإنسانية وأرفع وأرقى معاني مكارم الأخلاق ولذا أقول يجب أن يتمتع كافة المسلمين بهذه الصفات لأنها كانت دون النبوة وأعلى من الحيوانية التي كانوا يحيونها قبل الإسلام . سيقول البعض لا هو نبي وخلق نبي فلا طاقة لنا أن نكون كذلك نقول نعم هو نبي وله خصوصية النبوة وهذه الخصوصية تظهر في أماكنها الضرورية والمهمة لإكمال الإعداد الإلهي لمقدمه ،ولكن الله ذكر في كتابه بأنه جاءنا رسول من أنفسنا أي أن بشريته مثلنا ولا بد لنا من السعي إلى الوصول إلى هذه المرتبة ثم إن المراحل التي مر بها كما سيأتي ستوضح هذا المعنى .
- ولادته صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت كتب التاريخ عن ولادته الشيء الكثير منها ما هو حقيقي ومنها ما هو مبالغ فيه ، والذي لا يمكن أن ننكره هو أنه لابد من وجود علامات واضحة وبينة لمن لديهم العلم بقدومه ولمن سيكون لهم الصفة الأولى في رعايته والعناية به ،والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ذكر سابقاً هو دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ،فكان اليهود والنصارى منتظرين لمقدمه وفقاًَ لما جاء في كتبهم ففي كتبهم ذكر وذكرت علامات تنبئ عن مقدمه الشريف .
بل إن بعض كتب التاريخ تذكر أن اليهود لم يختاروا العيش في يثرب إلا طمعاً في أن يكون النبي منهم لأن في كتبهم أن النبي الموعود سيخرج في تلك البلاد، فكانوا دائمي السؤال والحديث عنه وحين ولد هم أول من علم بذلك وارتفع صراخهم بأن النبي المذكور في كتبهم قد ولد.
أيضاً ما رأته أمه أمنة بنت وهب سلام الله عليها في حملها وحين ولادتها من النور الذي سطع وأضاء لها قصور الشام وهذا أول ما بدأ من أمره كما ذكر هو صلوات ربي وسلامه عليه.ومزيد من الرعاية الإلهية له فقد أودع الله سبحانه وتعالى حبه في قلب كل من ينظر إلى وجهه الكريم فكان كل من ينظر إليه يتعلق قلبه به .
- إن قصة رضاعته وذهابه إلى بادية بني سعد معروفة لدينا جميعاً وأسبابها ودوافعها ولكن ما لا يتم التركيز عليه هو كيف زرع الله حبه في قلب تلك الأسرة التي كانت قلقة كونها عادت بيتيم فكانت رعاية الخالق جل وعلاء متمثلة فيما كانت تدركه تلك الأسرة يوماً بعد يوم من الخير الوفير والعطاء الجزيل وقد بدأت هذه الرعاية منذ أن احتوت ذراعا حليمة السعدية ذلك النور الساطع فدر لبنها وشبع صغيرها وكثرت الخيرات على أهله وفي دارها فأحست تلك الأسرة أن هذا الخير ما هو إلاَّ إكراماً لمقدم هذا الرضيع فبدأت تراقب نموه وتلاحظ كل أفعاله كان هذا الطفل ينمو نمواً سريعاً يسبق في نموه أترابه فكان من يراه يعرف بأنه سيكون رجل قوي البنية ، وكانت تلاحظ أمه حليمة السعدية بأنه لا يميل إلى اللعب مع أترابه حتى أنه طلب منها أن يذهب إلى الرعي مع إخوته وكان يعود سعيداً جداً وهو معهم، فكان كما نقول في وقتنا الحالي طفلاً مميزاً تتضح عليه معالم النبوغ والفطنة والذكاء وكان حبهم له وتعلقهم به يزداد يوماً بعد يوم فقد مكث معهم فترة أطول من المدة التي كانت محددة لرضاعته وذلك كان بسبب خوفهم عليهم من وباء مكة،هكذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طفلاً .
- ولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يتيم الأب فهو لم يعرف حنو الأب وعطفه ورعايته ثم ما لبث أن فقد والدته فدخل في مرحلة جديدة من الحرمان الدنيوي لهذه النعمة ، نعم كان الله سبحانه وتعالى يحيطه برعايته في كل مرحلة من مراحل حياته ، ولكن علاقة الطفل بوالديه تكون مختلفة تماماً عما تكون مع غيرهما فرعاية الوالدين لأبنائهم هي واجبة عليهما فلا يشعر الأبناء بالفضل لهذه الرعاية نعم فالطاعة واجبة ولكن الفضل ليس كبير كونهما يؤديان ما هو واجب، البعض يرى أن الحكمة من يتمه صلى الله عليه وآله وسلم هي تهيئته لمواجهة المستقبل بكافة شدائده فالطفل اليتيم يكون شاعراً بالمسئولية أكثر من غيره والبعض يقول ربما يكون المغزى هو أن لا يكون له طاعة لغير الله ، والمهم هو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بداء مرحلة جديدة فبعد أن كان في بادية بني سعد يتلهف للعودة إلى حضن أمه أصبح الآن وحيداً ليس له في الدنيا إلى ذلك الجد الذي بذل كل جهده ليرعاه لأنه كان متأكداً من أنه سيكون له شأناً فقد رأى في صغيرة أمارات تدل على تميزه وتفوقه في أمور كثيرة وكانت هذه الأمارات تؤيد ما كان قد رآه في منامه وقويت العلاقة بين الطفل وجده وأصبح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يفارق جده أبداً ويروى بأنه كان لعبد المطلب فراش يجلس عليه حين يأتي إليه القوم ولم يكن أحد من أبنائه يجرؤ على الجلوس فيه فكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدخل ويصعد إلى ذلك البساط مباشرة فكان أعمامه يحاولون منعه احترام لأبيهم فكان عبد المطلب ينهاهم عن ذلك ويقول لهم دعوه فإنه سيكون لأبني هذا شأناً .
- وحين بلغ الثامنة من عمرة فجع بموت جده الذي كان له بمثابة الأب والأم والذي شمله بعطفه ورعايته فتعلق قلبه به وأحس بالأمان وهو في جواره فبكى صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الجد حتى وري في لحده ،ولنلاحظ ماذا ستصنع هذه المحطات في شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ستكسبه صلابة وقوة لتحمل الشدائد بأنواعها ففقدان ألأهل في سن مبكرة يحدث أثر كبير في نفوس البشر وهو خير البشر أجمعين.
أكتفي وأرجو من الله التوفيق والعون والهداية

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

قال تعالى (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم )) أي من نفس الواقع الذي تعيشونه وبنفس القوانين التي تحكمكم .
وهي حياة ما قبل البعثة فهذه المرحلة هي المرحلة التي يجب أن يكون عليها كافة المسلمين
سيقول البعض لا هو نبي وخلق نبي فلا طاقة لنا أن نكون كذلك
ولا بد لنا من السعي إلى الوصول إلى هذه المرتبة
أودع الله سبحانه وتعالى حبه في قلب كل من ينظر إلى وجهه الكريم فكان كل من ينظر إليه يتعلق قلبه به .
ولكن ما لا يتم التركيز عليه هو كيف زرع الله حبه في قلب تلك الأسرة التي كانت قلقة كونها عادت بيتيم
وقد بدأت هذه الرعاية منذ أن احتوت ذراعا حليمة السعدية ذلك النور الساطع فدر لبنها وشبع صغيرها وكثرت الخيرات على أهله وفي دارها فأحست تلك الأسرة أن هذا الخير ما هو إلاَّ إكراماً لمقدم هذا الرضيع
ثم ما لبث أن فقد والدته فدخل في مرحلة جديدة من الحرمان الدنيوي لهذه النعمة
الحكمة من يتمه صلى الله عليه وآله وسلم هي تهيئته لمواجهة المستقبل بكافة شدائده فالطفل اليتيم يكون شاعراً بالمسئولية أكثر من غيره
وحين بلغ الثامنة من عمرة فجع بموت جده الذي كان له بمثابة الأب والأم والذي شمله بعطفه ورعايته فتعلق قلبه به وأحس بالأمان وهو في جواره فبكى صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الجد
ستكسبه صلابة وقوة لتحمل الشدائد بأنواعها ففقدان ألأهل في سن مبكرة يحدث أثر كبير في نفوس البشر وهو خير البشر أجمعين.


بنت الهدى2

سلمت لنا اناملكم الذهبية ماشاء الله زادكم الله من فضله آمين :)

" تسجيل نقطة متابعة "
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بنت الهدى2
أختي الكريمة

كان جد رسول الله عبد المطلب ثريا دل عليه ذبح 100 ناقة فداء لولده عبد الله كما أن قدوم الاحباش لهدم الكعبة دليل اخر حيث طالب عبد المطلب بملكه المنهوب الابل التى أخذها جيش الحبشة أعجبني اختصاركم لقضية فقر رسول الله وزهد المراضع فيه كونه يتيم كما أنكم ذكرتم أن للجده مكانته بين أهل مكة فهو مصلح كبير بينهم وذو مهابة وله مكانته بين القبائل فهو مرجع يقصدونه لحل قضاياهم وفك خصومتهم ومن هذا حاله يستحيل أن تزهد المراضع في حفيده بالفعل نقطة جديرة بالتأمل !
بأنه كان لعبد المطلب فراش يجلس عليه حين يأتي إليه القوم


رائع اشكركم مجددا والى الامام
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

أختي

هنا ايضا يستشكلُ البعضُ واقعة "شق الصدر" لما فيها من الجبر فهل لكم تعليق حول الموضوع ؟؟؟
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

مشاركة بواسطة هاشمي »

أحسن الله إاليكم
لي مشاركة لم تكتمل بعد
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس السيرة وتراجم الأئمة“