المعارضة اليمنية: كفاية لصالح
صنعاء- عبد السلام محمد- إسلام أون لاين.نت/ 19-5-2005
دعت المعارضة اليمنية "المؤتمر الشعبي الحاكم" إلى عدم ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية القادمة كشرط أساسي للمنافسة.
وجاءت دعوة المعارضة عقب مطالبة قيادي في "المؤتمر الشعبي الحاكم" للمعارضة بالمنافسة القوية في الانتخابات الرئاسية المقررة في إبريل 2006.
وطالب ياسر العواضي نائب رئيس كتلة "المؤتمر الشعبي الحاكم" المعارضة بأن تنافس بقوة في الانتخابات الرئاسية القادمة. وقال في ندوة سياسية بصنعاء الأسبوع الحالي: "لا نريد أن نفاجأ بأن أطرافا في المعارضة تتحالف معنا؛ لأن المنافسة القوية ستدفع الجيل الشاب في حزبنا لمزيد من الإصلاحات".
ورد محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بأن المعارضة ستنافس بقوة إذا ما سلك المؤتمر سلوكا ديمقراطيًّا صحيحا.
واعتبر القيادي في تجمع الإصلاح -أكبر أحزاب المعارضة- أن "السلوك الديمقراطي (الصحيح) هو أن لا يُرشح شخص أمضى على كرسي الحكم قرابة 30 عامًّا لننافسه"، في إشارة إلى الرئيس صالح -59 عاما- الذي تولى رئاسة الجمهورية في 17 يوليو من عام 1978، وفاز في انتخابات الرئاسة عام 1999 لفترة رئاسة لمدة 7 سنوات تنتهي في يوليو 2006.
وكانت ندوة "15 عاما من الديمقراطية" التي نظمها "مركز الجزيرة للدراسات" في العاصمة اليمنية صنعاء قد شهدت اتهامات متبادلة بين السلطة والمعارضة بشأن الديمقراطية والإصلاحات السياسية.
وطالب محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح المعارض السلطة بأن تعترف أن هناك خللا وأن البلد بحاجة إلى إصلاح، واعتبر وجود مجتمع قوي شرطا جوهريا لنشوء نظام ديمقراطي.
وأشار المسئول الإصلاحي إلى أن "ضعف السلطة إنما هو لصالح المجتمع القبلي وليس لصالح المجتمع المدني"، داعيا إلى إيجاد "قاعدة تحالفات واسعة لأصحاب المصلحة في انتقال اليمن من حالة القبيلة إلى حالة الوطن، والانتقال إلى حالة المواطنة المتساوية وسيادة القانون". وقال: "هناك ديمقراطية لكنها في حالة تآكل، وحريات ولكنها في حالة انكماش".
وانتقد عبد الغني عبد القادر رئيس الدائرة السياسية في الحزب الاشتراكي اليمني المعارض عدم حدوث تغيير عن طريق الديمقراطية. وقال: إن ذلك سيجعل الناس يفقدون الأمل في التغيير بالطرق السلمية.
وأشار محمد يحيى الصبري رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري المعارض إلى أن حرب صعدة نموذج مصغر بعد 15 عامًا من الوحدة والتعددية السياسية في اليمن.
لكن يونس هزاع رئيس الدائرة السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم هاجم أحزاب المعارضة على خلفية أحداث صعدة. وقال المسئول في الحزب الحاكم: "في الوقت الذي يدعو المؤتمر الشعبي إلى تكريس الوطنية نجد بعض الأحزاب تكرس المناطقية والطائفية والسلالية والانتهازية".
وانتقد د. عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الحديث عن الديمقراطية ما دامت مقتصرة على الانتخابات في حين أن المؤسسات المنتخبة معطلة، معتبرا الديمقراطية منظومة متكاملة، واتهم الفقيه السلطة وحزبها الحاكم باحتكار الإعلام. ودعا إلى ضرورة إجراء تعديلات دستورية تحد من سلطة رئيس الجمهورية.
وقال د. محمد المخلافي القيادي في الحزب الاشتراكي المعارض: "اليمن هو الأكثر فقرا والأكثر فسادا والأقل نموا، ولا يمكننا بعد هذا أن نتحدث عن وجوب الإصلاحات الاقتصادية إلا بعد إيجاد مناخ سياسي ملائم".
وتردد شعار كفاية في اليمن خلال إبريل 2005 بجامعة صنعاء على لسان طلاب من توجهات سياسية مختلفة خلال اعتصام كبير لهم أمام مبنى رئاسة الجامعة احتجاجا على القيود الأمنية على حرية التظاهر والتعبير التي تفرضها سلطات الجامعة.
كما أن أساتذة جامعيين من أكثر من جامعة استخدموا بدورهم شعار "كفاية" خلال الشهر نفسه في حملة توقيعات طالبوا من خلالها رئيس الجمهورية بإصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية ومالية في البلاد.
وبدأت أوساط معارضة وصحفية يمنية هي الأخرى تطلق شعار "كفاية" بعد أن زادت مخاوفها مما يتردد من وقت لآخر عن إمكانية توريث الحكم في اليمن لـ"أحمد علي عبد الله صالح"، نجل الرئيس.