ريحان و عوسج (3)

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
آية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 82
اشترك في: الأحد إبريل 03, 2005 3:16 pm
مكان: صنعاء

ريحان و عوسج (3)

مشاركة بواسطة آية »

كان أباه هو الأخ الأكبر و الأكثر ثراءاً رغم إنه و أخاه ورثا ثروة متساوية و لكن عمه انفق نصفها في علاج يائس لزوجته المتوفاة..و كمصاريف لدراسة ابنه الأكبر ياسر في المدينة.

و عند هذه النقطة توقف حسن عن التفكير..ياسر.. لقد ابتدأت مشاكله هو عند عودة ياسر حاملاً شهادته متفاخراً بها

اجل..الآن يستطيع أن يقول انه بدء بكره الأرض و الذهاب إلى الحقل منذ عودة ياسر
أصبح يشعر بهذا الغضب الهائل بداخله منذ عودة ياسر
أصبح أباه يقارن كل ما يفعله بما فعل ياسر و يضرب فيه المثل

حتى أسماء ابنة عمه الغالية و أكثر من يحب من أقربائه لم يعد لها من حديث إلا عن أخيها الأكبر ياسر

وجد نفسه يتبسم لا شعورياً عند تفكيره بأسماء..يالها من طفله ذكيه ..الآن وقد قاربت على دخولها ربيعها الرابع عشر فقد أصبحت تستشيط غضباً إذا ما ناداها احد بطفله.. لله درها من فتاه كم يشعر بالفخر بها عندما يتناقل الأهل نوادر فطنتها و ذكائها المتوقد.


- حسن... في أي عالم تحلق أيها الرجل..
تنبه حسن من أفكاره على صوت صديقه دغمان فتبسم له قائلاً
- هنا..و هناك... ما الذي أتى بك إلى قريتنا؟
- هههه لماذا..هل هي حصراً عليكم يا أصحاب السعادة..


هل هي نبرة حقد هذه التي تظهر في صوت دغمان أم انه يتهيء؟ لا شك انه توهم ذلك..قد يكون الغضب الذي بداخله يجعله يتوهم أشياء لا أساس لها من الصحة..فلماذا سيحقد عليه دغمان؟ فهما صديقان مقربان منذ ما يقرب السبعة اشهر.. التقى به في زيارة صلة رحم لعمته التي تسكن في القرية المجاورة
عندما خرج مع أبناء عمته ليعرفوه على القرية و أهلها....انشغل أبناء عمته الثلاثة بأصدقائهم و تركوه يهيم وحيداً في القرية حتى كاد يشتبك في شجار مع عصبة فتيان لولا أن جاء دغمان و أمرهم بالكف عنه.

اعُجب به من ساعته..اُعجب بجو السلطة الذي يحيط به ..و الثقة ألمطلقه التي تنعكس في كلامه و تصرفاته, ووجد نفسه رويداً رويدا يقلده في الكثير من تصرفاته.

- حللت اهلاً و نزلت سهلاً..و لكني أتساءل فليس من عادتك العروج علينا, غالباً ما أكون أنا الضيف المثقل عليك
- لا تقل هذا يا رجل..تعرف أنني اسعد بك و بصحبتك و يسرني استقبالك في أي وقت,, أما بالنسبة لزيارتي فقد أحببت أن أمر عليك لأمر ما..
- عساه خير؟
- لا تقلق..سأحدثك به لاحقاً أما ألان عليك أن تكرم ضيافتي و تدعوني إلى فنجان قهوة


اصطحب حسن, دغمان إلى داره .. و ما أن دخلا و رأته والدته حتى هتفت
- حسن..ما بالك لست بالحقل..
- بالله عليك يا أمي ليس هذا بالوقت المناسب للعتاب..لدي ضيف وعلينا حسن إكرامه

تنبهت ألام لمرافق حسن وتيقظت حسن ضيافتها فقامت من فورها ترحب بالضيف و تسأله عما يفضل شربه

استقرا في الحديقة الخلفية يشربان القهوة و يتنادمان و إن كان حسن أدرك أن صديقه مشغول البال و لكنه لم يشاء استعجاله في الحديث.

- حسن..هناك أمر يشغل بالي
- اجل لقد بدا هذا جلياً لي.. هل لي بمعرفة الأمر
- انه ياسر ابن عمك

فوجىء حسن من عبارة دغمان .. ما علاقة ياسر بصديقه دغمان؟؟ و كيف وصل إليه؟
- ما هذا الذي تقول يا رجل..ياسر ابن عمي عبد الله؟ ما شأنك به؟

- بل قل ما شِأنه هو بي...هتف دغمان عبارته بغضب و حقد شديدين..حتى أن حسن بهت و لم يدري ما يرد
- ......

- هل تذكر ما حدثتك به عن ابنة شيخ قريتنا و التي اعتزم التقدم خاطباً لها؟
- اجل
- لقد قام ياسر بخطبتها
- يا الهي..كلا...لا شك انك تمزح
- و هل هذا موضوع يحتمل الهزل !

- أللعنه.. ألا تكون إشاعة إذا ؟ قد تكون مجرد أشاعه لا أساس لها من الصحة..أنت تعرف كيف تجري هذه الأمور و كيف تنبثق منها إشاعات لا حصر لها تربط كل يوم بين عزاب القرية و بناتها و بنات القرى ألمجاوره.


- لقد حدثت أمها أمي بما كان... لقد تحدث الرجال و قبِل أباها و لم يعد هناك سوى تحديد موعد عقد القران..
- رباه..يالها من صدفه كريهة..لا عليك يا أخي لا شك أن القدر يخبىء لك من هي أجمل و افضل منها.

ثارت ثائرة دغمان و صرخ قائلاً:

- أتظن الأمور بهذه السهولة؟؟ هذه الفتاه كانت جوازي الوحيد نحو شخصيه محترمه و مقبولة اجتماعياً..و لقد ضاعت..ضاع مني جواز الحياة الكريمة.. و كل هذا بسبب ابن عمك المعتوه!!

- ما هذا الكلام الذي تقوله؟ أي فرصه وحيده أيها الأحمق..ألا تدرك انك و بأموال أبيك تستطيع مصاهرة من تشاء من أكارم الأسر؟


- هه ... أضحكتني اضحك الله سنك.. قالها بمرارة فائقة..
- ما بالك يا رجل؟
- حسناً... سوف أخبرك بسري..و لكن..إياك ثم إياك أن يشيع خبر ما سوف أقوله لك..سوف لن اتهم سواك..
- إذا أسألك أن تعفيني
- بل أصر على أخبارك..لتعرف مدى أهمية الموضوع بالنسبة لي
- ....

- لم تمض عشرون عاماً بعد على استقرارنا في القرية....مازال الكثير من سكان القرية يعتبرنا دخلاء و أغراب.. و لكن الاكثريه تقبلتنا و أولتنا الاحترام الكافي ..قد يكون هذا لطيب أصلهم أو لأموال أبي
- اياً كان السبب..فنحن راضون بما أنجزناه و ما نلناه من احترام و اعتبار حيث كان هذا غرضنا الأساسي من هجرة قريتنا الاصليه و الاستقرار في ارض غريبة ووسط ناس لا يعرفونا..
أتدري لماذا؟

- لماذا...
- جدي....والد أبي..و من قبله أبيه و من قبله جده و جد جده و هكذا إلى مالا أستطيع إحصاءه من شجرة العائلة كانت مهنتهم الجزارة....

لم يستطع حسن إخفاء الصدمة التي ظهرت جليّه على وجهه.. فتبسم دغمان بمرارة..
أنا حامل كفني وفي طياته مازال يثقلني السؤال
كفني أخف علي من حمل السؤال فمن يزيحه
ما الموت,ما الميلاد ,ما الشرف الرفيع وما الفضيحة
أهي الحياة تريد إغواء الحياة..فما الحياة؟! و ما السؤالات الجريحة

خالد الاديب سفيان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 29
اشترك في: الاثنين مايو 16, 2005 11:07 pm
مكان: الارض

مشاركة بواسطة خالد الاديب سفيان »

:?: :?: :?: :?: هل هذه هي النهايه ام ان للقصة بقيه :?: :?: :?:
يعني انا ما شفت The End
كما انني لم ارى شيئا منك يلمح الى ان للقصة بقيه
انا مش عارف ايش الحل :roll:

منتظر اما ردك
او بقية القصة
see you later
وإني من القوم اليمانيين َ سيــــــدٌ .. وما الناس ُ إلا سيــد ٌ ومســودُ

اللهم العن كل من ناصب آل البيت العداء

نور الهداية
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 54
اشترك في: الاثنين مايو 02, 2005 3:07 pm

مشاركة بواسطة نور الهداية »

قصة أكثر من رائعة

لله درك يا آية واصلي فنحن في انتظار باقي القصة

ادامها الله موهبة لديك أختي

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“