سياسة الامام الهادي

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
هاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 256
اشترك في: السبت إبريل 16, 2005 6:33 pm

سياسة الامام الهادي

مشاركة بواسطة هاشمي »

بسم الله الرحمن الرحيم

دخل الامام يحيى بن الحسين الهادي منطقة صعدة مع جموع الأكيليين، وبني فطيمة بعد أن اصلح بينهم، ولم يكن بصحبته الا عدد قليل من بني معاوية بن حرب، الذين تبعوه أو من أنضم إليه في الطريق. كتب الهادي عند قدومه إلى صعدة كتاباً إلى أهل اليمن، يدعوهم فيه إلى الجهاد معه، وحدد أصول الدين في معرفة الله وتوحيده، والعدل، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم الخروج مع أئمة آل البيت من ولدي الحسن والحسين، وشرط على نفسه في دعوته أربعة شروط هي:

اـ الحكم بكتاب الله وسنة نبيه

3ـ أن يقدمهم عند العطاء قبله

2ـ أن يؤثر اتباعه على نفسه، فلا يتفضل عليهم

4ـ أن يتقدمهم عند لقاء عدوهم وعدوه

وشرط عليهم في مقابل ذلك الطاعة لله في السر والعلانية، وان يطيعوه ما أطاع الله فيهم، فان خالف فلا طاعة له عليهم.

ومن هذا البيان الذي قدم به بيعته، إتضح انه كان يرمي إلى إقامة حكم إسلامي، فهو يرى انه صاحب رسالة إصلاحية إسلامية، وان عليه أن يشرها بين جميع أهل اليمن.

وبالفعل استطاع الإمام الهادي إلى الحق بفضل تدينه وسياسته وعدله أن يفرض سيطرته على اليمن من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، وقد دانت له البلاد بالولاء والطاعة، وبذلك أرسى حجر الأساس لهذه الدولة الشيعية العلوية التي عرفت باسم (الدولة الزيدية)، واتخذت من مدينة صعدة عاصمة لها.

وفي أوائل القرن الحادي عشر بدأ الأئمة بالتغلغل في جنوب اليمن وتهامة حتى امتد نفوذهم إلى حضرموت في أيام المتوكل إسماعيل وأولاده ومن تلاهم من آل القاسم بعد أن خلت البلاد من قوة مناوئة بجلاء الأتراك الجلاء الثاني على أن الأمر لم يخل من ثورات وتمردات كثيرة كثورة همدان وبني حشيش وبني الحارث سنة 1102 التي قامت في وجه المهدي وثورة همدان 1256، وثورة صنعاء 1260 وغير ذلك من الثورات التي كان اكثر بواعثها النزاع حتى بين الأسرة الواحدة كالنزاع بين آل القاسم أنفسهم الذي استمر حتى سنة 1269 حين خرجت الأمة منهم بقيام الإمام المنصور محمد بن عبد الله.

وبعد أن خرجت الإمامة من آل المنصور عادت إليهم سنة 1307 عندما تولاها الامام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين من ناحية أخرى فان الاحتلال التركي دام 85 عاماً، أي إلى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1337هـ/1918م، حيث استطاع الإمام المتوكل يحيى بن محمد حميد الدين السيطرة على كامل اليمن بشماله وجنوبه. عرف عهده وعهد ابنه أحمد بعهد الحكومة المتوكلية، وقد استمر هذا العهد من سنة 1332 إلى سنة 1382هـ.

وكثير من هؤلاء الأئمة كانوا يباشرون الحرب بأنفسهم في سبيل توطيد ملكهم، وبعضهم كان يقتل في المعارك، كما أن فيهم مؤلفين كالإمام المتوكل احمد بن سليمان (532 - 566) صاحب كتاب (أصول الأحكام) المشتمل على ثلاثة آلاف وثلاثمائة حديث، وكتاب المدخل في أصول الفقه وكتاب (الحكمة الدرية) في أصول الدين. وقد جمع أحد أصحابه سليمان بن يحيى الثقفي سيرته في كتاب خاص.

كما أن الإمام المنصور القاسم بن محمد (1006 - 1029) مؤسس الدولة القاسمية، بالإضافة إلى كونه من رجال العلم وله مؤلفاته الكثيرة وأبرزها (الأساس في علم الكلام) و (الإرشاد في تيسير الاجتهاد) والاعتصام في الحديث) كان إلى جانب ذلك إماما وقائداً محارباً استطاع أن يتغلب على الأتراك ويحصرهم في مناطق محدودة لا يتجاوزونها.

الأئمة الزيديون الذين حكموا اليمن بعد الهادي كانوا في معظمهم من نسله، وعددهم 59 إماما، هم الأئمة الحسينيون، وبويع خمسة أئمة حسنيين آخرين من غير نسله، كما بويع إمامان حسينيان، على أن سلطة الأئمة لم تتعد شمال اليمن حتى أوائل القرن الحادي عشر، الا في فترات متقطعة قصيرة، وان كان بعضهم كالمتوكل المطهر بن يحيى وولده المهدي، ومن جاء بعدهما حتى أواخر عهد محمد بن الناصر، قد استطاعوا خلال القرنين الثامن والتاسع أن يسيطروا على صنعاء وذمار، ولكن سيطرة غير مستقرة، تزعزعها المعارك بين الأئمة وبين آل طاهر وآل رسول، والإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين (912 - 965) وولده المطهر (965 - 980) استطاعا أن يثبتا سيطرتهما على صنعاء في أول عهدهما إلى أن دهمهما الغزو التركي، فأخرجهما من صنعاء ولاذا بالجبال.

وبعد أن حكم شرف الدين أربعين عاماً اعتزل الإمامة فقام مقام ولده المطهر الذي صمد للأتراك صموداً كان مثارا للإعجاب، ومن بعده صمد لهم الإمام المنصور القاسم (1006 - 1029) ثم ولده المؤيد الذي استطاع أن يجلي الأتراك ويخرجهم من اليمن على أن حكم الأئمة لم يستطع أن يخضع المناطق اليمنية الأخرى مثل اب وتعز وحضرموت وتهامة، بل ظلت دون متناول أيديهم، ما عدا سنوات من الفترة التي حكم فيها الإمام شرف الدين، فقد استطاعت قواته السيطرة على تعز واب من سنة 941 - 945 يقودها ولده المطهر الذي لم يتوان عن الفتك والبطش والقسوة في سبيل توطيد حكم والده وايصاله إلى ما لم يكن قد وصل إليه من قبل، على أن المطهر بعد تنازل أبيه له عن الإمامة فوجئ بالغزو العثماني، فاضطر للتخلي عما كان في يده والانسحاب إلى الشمال
نقلا عن مجلة الحج العراقية
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

تعجبت من بعض الأخطاء المتواجدة في هذا الموضوع لكن لما رأيت المصدر فإذا هو مجلة عراقية فلا أدري إن زيديا من كتب هذا الموضوع أو لا على العموم هذه بعض الأخطاء :

أولا : ذكر صاحب المقال أن أكثرمن حكم اليمن من الأئمة هم حسينيون والباقي وهم خمسة حسنيون مع أن الواقع هو العكس فالهادي صلوات ربي عليه كان حسنيا من ذرية الحسن وليس من ذرية الحسين .

ثانيا : قوله أن الأئمة لم يستطيعوا أن يسيطروا على تعز وذمار وغيرهما مما ذكر مع أن هناك من سيطر سيطرة كاملة أمثال المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام المنصور القاسم بن محمد سلام الله عليهما فقد سيطر على اليمن الشمال والجنوب حتى عدن و أيضا الإمام يحيى حميد الدين وولده أحمد رحمهما الله سيطرا على شمال اليمن بأكمله بما فيها تعز واب وذمار اللواتي ذكرهن الكاتب سيطرة كاملة إلا ما جرى من خلاف للهادي القاسمي مع الإمام يحيى ولكن فيما بعد استتب الأمر للإمام يحيى والله أعلم .

ثالثا : عنوان الموضوع سياسة الإمام الهادي والموضوع يظهر منه أنه اختصار لحكم الأئمة وليس لذكر سياسة الهادي وتحليلها .


والله أعلم
.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“