العولمة الإقتصادية تعني للبعض بعبع أو شبح يقض مضاجعهم ، وهي بالطبع كذلك فقد فاز من فاز وحقق تنمية عالية ودخل العالم الأول " الشمال " من أوسع الأبواب ... وعالميا هناك عالمان متطور وهو الأول ومتخلف وهو الثالث " الجنوب " ... ولايبدو في الأفق ملامح لعالم ثان ..
حاليا تحزم الحقائب لشد الرحال إلى برازيليا سيتي عاصمة البرازيل ... وقبلها شهدنا غزلا اقتصاديا بين البرازيل كبرى دول أميريكا الاتينية والدول العربية التي ربما تفضي إلى عالم ثان ، فالبرازيل لها مقومات دولة عظمى من نهر الأمازون الذي يغيب مع الأفق عرضا عند مصبه إلى رئة العالم أو غابة الآمازون .. وغابات أشجار البن ... التي كانت بإنتاجها الوفير سبب شقائنا باليمن ... لكن اللوم يجب توجيهه للإنجليز .
قد يتسآئل البعض لماذا لم تلج العالم الأول وهي الصناعية الزراعية بل وحتى الذهب والأحجار الكريمة ، لن نبرر مكوث البرازيل بالعالم الثالث بسكانها ، فهم خليط جله من الأوروبيين .. ولابالمصادر فكلها ثروات ولا بالتعليم فجامعاتها تخرج مئات الألوف ، ولاحتى حتى بكرة القدم فبيلييه يعتبر رمز الرياضة عالميا ... ولاالرقص والملاهي فكلها ملاهي ورقص .. وحتى بدون ساتر .... وياساتر... ياساتر من كرنفالات ريودي جانيرو .. والسامبا والرومبا ، والتانقو ... ششاششا ،، ولا أخال رئيس وفدنا هناك إلا راقصا رغم شيخوخته وصغر حجمه ..
نقول بأن العلل والتبريرات السلبية أن يوجد عالم ثان تقلصت .... هذا أمل ،، لكن علينا بتمعن موقف أبطاله من الأطفال ... ففي الولايات المتحدة الكيان الأقوى عالميا يغرم الأطفال بشخصية سوبرمان وقواه الخارقة ... رغم خرا فيته ، وبمكان آخر من وهو كولومبيا من أميركا اللاتينيه يغرم الأطفال بشخصية البابا الكاثلويكي ، ويطلقون عليه سوبر بابا ويتفننون بسرد القصص والسير الحميدة لتلك الشخصية ... كما أنه بكولومبيا وغيرها من بلدان المنطقة تجد القرية الفقيرة المعدمة وسكانها الحفاة الجياع ... يذهبون بانتظام للكنيسة ذات البناء الرائع والمرصعة جدرانها بالجواهر والذهب والأحجار الكريمة .... وينصتون لنصائح ربما لن تحل مشكلة عريهم وتحمي أقدامهم العارية .. وبطونهم الخماص التي لن تسدها بركات البابا .
هي مفارقات الحياة بأميريكا اللاتينية كنيسة ثرية وسكان بؤساء ... وسوبر بابا ..
لكننا بالطبع لن نستطع مهما عملنا من إحصاء المتناقضات بمجتمعاتنا العربية وإن كان أكبرها وأفدحها هو الديكتاتورية الفضة ، وسوبر قائد ملهم ... لكن الأمل معقود أن يحدث تكامل عربي أميريكي لاتيني ... ليس في مجال السوبر بابا ولكن بمجال تبادل التقنيات وبناء المصانع وإقامة الأسواق ، فإقتصاديا لدينا أيضا إمكانيات هائلة .... فايا كون ديوس – أميقوس ، وتعني بالإسباني أستودعكم الله يأصدقاء .
برازيليا ...... عالم ثان ،، على إيقاع السامبا .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: