القناعة .... كنز لايفنى ..

[الهاشمي اليماني]

الكبد ... وجبتي التي كانت المفضلة ... كانت قبل أن تفعل مفعولها وتدخلني عالم الطب العلاجي من أوسع أبوابه وبعملية ستتم للقلب المفتوح .. عموما ليس هذا هو الموضوع ..
الكبد كوجبة شعبية أو "القلابة" كانت هي وجبة يسيل لها لعابي وأبحث عنها بعناية فائقة حتى توطدت علاقات صداقة بأفضل مقدميها حسب ذوقي الحار أي عشق البسباس بكل حواسي ، إن كانت هناك حواس بعد البسباس " الفلفل الأخضر " رغم إزدرادي مع هذه الوجبة الملوح اليمني أو الملوج .. كنت قد أدمنت زيارة صديقي ومطعمه وبشكل يومي .. وكان له جار يمارس نفس النشاط .. وبيوم وجدت صديقي مقفلا مطعمه .. وعندما أستفسرت عن السبب قال أنا يمني ومحضور علي ممارسة النشاط .. ووجهني بالذهاب لجاره اللدود الذي يبدو أنه كان يراقب مجيئي اليومي لجاره ... ولما وصلت لمطعم الجار العجوز النشط وطلبت طبقي المفظل .. تفاجئت بالعجوز يرمقني بنظرة لاتنم عن ود ، ناولني الطبق وكان به كمية قليلة لاتساوي ثلث ما كنت متعودا عليه .. ناولني الطبق المنقوص بكبرياء وتعجرف .. ولما كان سؤالي لم النقص رغم أن الثمن يفوق السعر المألوف ... هب من على منصته وبيده الملعقة الحديدية الضخمة وكان يشير بها لي وهو يلقي محاظرة طويلة عن القناعة والطمع ... ويحثني على إلتزام القناعة بقوله : القناعة كنز لايفنى .. لاتكن طماعا ياهذا .. وعلى صوته وكاد يفضحني فضيحة جلاجل ويجعل الشارع يسخر مني ... فصمتت وفي قلبي غيظ وفي نفسي كمد .... وتذكرت صاحبي القديم وأخلاقه وكرمه ..
خلي قد هجرني وانفس أصبري
خلي قد جفاني واعين أسهري
خلي باعني ياليته با يشتري
خلي من دموعي خطر مدفري
شوفه قد تعدى حد الزغبري
فأشرب من دموعي هنيا مري
ولم يعد الشاعر العظيم سبيت يعكس مشاعري فاستعنت ببيت شعر للقمندان
قربك يجلي الهم * من فراقك يندم * يعض صبعانه
وعضضت أصابعي ندما على صاحبي القديم وغضضت طرفي عن الكبدة والقلابة وللأبد ..
وتذكرت فضاضة أهل المطاعم عندما يكونون بمنآئى عن المسائلة أو المنافسة ... فنادل بمطعم إستدعاه أحد الزبائن عقب تقديم طبق الملوخية له .. وكان الزبون قد وجد بطبق الملوخية ذبابة .. فلفت نظر النادل لذلك ، وبادره النادل وبصوت عال : إلك بدك إياي أحط لك بيها خاروف .. وتعني هل كنت تتوقع أن أن أضع لك بالطبق خروفا ..
والحمد لله أن طبق القلابة اليمنية كبدة كان أوفولا ... لم ولن يوجد به شيئا كهذا النوع من البروتين الغير محبب للنفس على الإطلاق .

[جويـدا]

الحمد لله على سلامتكم.

[واصل بن عطاء]

ألف سلامة عليك وإن شاء الله يمن عليك الله بالشفاء وذكرتني كلمة عملية القلب المفتوح بإحدى رباعيات صلاح جاهين تقول :-
يا مشرط الجراح أمانة علـــيك
و انت ف حشايا تبص من حواليـك
فيه نقطة سوده في قلبي بدأت تبان
شيلها كمان .. و الفضل يرجع إليك
عجبي !!!
كيف شفت قلبي و النبي يا طبيـــب
همد و مات و الا سامع له دبيـــب
قاللي لقيته مختنق بالدمــوع
و ما لوش دوا غير لمسه من إيد حبيب
عجبي !!!!



الحمد لله أنك أكلت الكبدة بتاعتكم مش الكبدة بتاعتنا اللي بنجيبها من محل المعلم (سوكه نتانة) أو الحاج (تيفا إسهال) :lol: :lol:

[الهاشمي اليماني]

جويدا ....... شكرا للمواساه ، وآمل الدعاء

واصل بن عطاء : ياشيخنا المبجل ،، هو أحيانا نوع من الرعب أو القسوة أو المتاعب الصحية أكل الكبد فلعلنا نتأمل بهذه العادة التي أحيانا تسبب الكثير من المتاعب الصحية وحسب،، لكن الرعب القسوة كان بذوق هند بنت عتبة وهو أكل الكبد الآدمية والتي تبدو لي هواية غاية بالوحشية حتى الوحشي لم يدانيها وإن كان مباشرا بطعن سيد الشهداء ... لكن هند وكبد سيدنا حمزة لها ذيولا ... لاتساويها الذيول الصحية ، ذيول قضية هند أدت أن يأكل أبنائها وأحفادها كبد الدولة الإسلامية ويسلبون المسلمين عماد مجتمعهم ويؤممون مصادر فكرهم .. وينهبون أموال بيت المال لينفقوه على المتزلفين والأعوان لتكريس وجبتهم الدسمة ...... والتي ليست ببساطة وجبتي ألتي أنهالت علي بها المحاضرة الخرقاء حتى لاأطمع بالعدل بما دفعت له نقودي
كبد حرى ودمع يكف * يذرف الدمع فلاينذرف
أيها المعرض عما أصف * قدنما حبيى بقلبي وزكى
لاتقل في الحب إني مدعي

وما أوردته من شعر الرسام العالمي السمات العربي اللسان صلاح جاهين ينم عما يجول بالخاطر من خواطر .... ربما يعبرعنها شاعرنا الشعبي يسلم بن علي الجابري بمطلع أغنية تقول :
فيوز القلب محروقة في جسمي ضربني ماس
حتى النوم ما ذوقه من أسباب {الكبد} الهوى ياناس

وللجميع قائق الإحترام وأجل التحيات .