وصلتني هذه:
تكملة (الجزء المتبقي من) رسالة العلامة / محمد مفتاح إلى الندوة الخاصة بمناقشة دستورية المحكمة الجزائية:
و أوعز رئيس هذه النيابة لعناصر الأمن السياسي بنهب مخزن الكتب و المصاحف بما في ذلك الأمانات و الودائع الموضوعة لدي من قبل المكتبات ودور الكتب الغربية و المحلية ، و قد تم نهب ما يقدر بستة عشر مليون ريال يمني إضافة الى نهب مكتبتي الخاصة للمطالعة و التي تحتوي على أنفس الكتب و أندرها بما في ذلك مجموعة من المخطوطات وكذلك أشرطة كاسيت بما يقارب أربع مائة شريط أغلبها اصول ونسخ وحيدة لندوات ومحاضرات لكبار علماء اليمن مثل: محمد المنصور والعلامة حمود المؤيد وغيرهم وحصل هذا النهب في الوقت الذي كان يروج فيه لمدينة صنعاء باعتبارها عاصمة الثقافة العربية ولو شاهدتم المذبحة البشعة التي اُرتكبت في حق العلم و الأخلاق
والقيم و الثقافة عندما حضرت مفرزة لا تقل عن أربعين عنصراً و أحاطت بمنزلي المتواضع بعد منتصف الليل وأُخرجت زوجتي وأطفالها الثلاثة الذين لا يتعدى عمر أكبرهم أحد عشر عاماً الى الشارع وانتزعوا منهم مفاتيح مخزن الكتب بالعنف والقسر، ثم بدأت عملية نهب من بعد منتصف الليل ولم تنتهِ الا بعد منتصف الليلة التالية نظراً لان الكميات هي كميات تجارية و التي كان من ضمنها ما يقارب خمسين الف مصحف متنوعات الأحجام و الطبعات.
إن هذه إحدى جرائم النيابة الجزائية المتخصصة مهما حاولت التنصل منها فلن تستطيع وقد أذهلني فداحة ما تقوم به هذه النيابة وخاصة رئيسها من انتهاكات للقانون خاصة عندما التقيت في السجن المركزي بعشرات الضحايا الأبرياء ممن أوقعتهم هذه النيابة في حبائل مكيدتها وباختصار فهذه النيابة ومكمنها هي أداة المتنفذين وأهل السطوة للتنكيل بكل من لا ينصاع لرغباتهم، فضحايا هذه النيابة ومحكمتها وراء قضية كل واحد منهم متنفذ ، وفي أحد الأحكام الصادرة من محاكمها الابتدائية، تضمن الحكم إعدام أربعة وعشرين شخصاً، وقد توزع الضحايا على مختلف الشرائح فمنهم القضاة مثل: محمد لقمان ومنتسبوا النيابة مثل وكيل نيابة عمران سابقاً العزي عمر،
والصحفيون والمحامون والعلماء والتجار والموظفون والطلاب والسياسيون ومختلف الشرائح.
فهذه النيابة ومحكمتها أصبحت أخطر أدوات القمع والإرهاب التي تتستر بالقانون وتحتمي خلف التضليل الإعلامي التي تقوم به بعض الصحف المشبوهة والصحف الرسمية.
أيها الاخوة إن هذه الندوة يجب أن تكون نقطة بداية يأتي بعدها جهد متواصل لحماية المجتمع من شر مثل هذه البؤر الرهيبة ومستنقعات الظلم والأكاذيب، فكل واحد منكم عرضة لأن يكون أحد الضحايا ولا تظنوا غير ذلك فقد كنا نظن أنفسنا أبعد ما يكون عن ما نحن فيه فإذا بنا بقدرة عاقلي وقادري أصبحنا مسجونين منهوبين مخونين وبعد أن كان التلفاز والإذاعة والصحيفة الرسمية تمنحنا القاب السماحة و الفضيلة، هاهي تنعتنا بالمجرمين المعتدين على السلطات الدستورية.
وفقكم الله لما فيه مصلحة العباد والبلاد وجنبكم شر المتخصصين في الظلم والبغي والعدوان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم / محمد أحمد مفتاح
السجن المركزي 20/4/2005م