الهتار والسلطة.. أحسنوا القتل فقط! ( رداً على الهتار )
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2274
- اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
- مكان: صنعاء
- اتصال:
الهتار والسلطة.. أحسنوا القتل فقط! ( رداً على الهتار )
الهتار والسلطة.. أحسنوا القتل فقط!
بقلم الأستاذ / عبدالفتاح الحكيمي
نقلاً عن صحيفة الوسط الأربعاء 27 أبريل 2005 م
منذ أصابت القاضي حمود الهتار غواية (الحوار الفكري) مع من يسميهم المتطرفين وجماعة الشباب المؤمن ، والمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة والراهدة، وأنا أمسك على قلبي وعقلي معاً، خشية أن يأخذ الرئيس علي عبد الله صالح أفكار الرجل المتحاملة على الزيدية بوجه خاص، دون حسبان أن الهتار قد دخل في ثأر شخصي مؤخراً مع أهل المذهب الزيدي بعد مقتل أخيه العسكري النقيب عبد العالم الهتار على يد أحد المتحصنين في جبال مران من أتباع العلامة حسين الحوثي.
عندما نتلمس تحريضات الهتارللسلطة على الزيدية واتباعها وعلمائها تحت عمامة (طاعة ولي الأمر) كما هو حال المقابلة التي أجرتها صحيفة "الوسط" الأسبوع الماضي، لا تخفي خلفية الانتقام الشخصي التي تتوارى مع استدلالات القاضي بالقرآن والسنة تارة وتارة أخرى تفضح المقابلة الانحياز لمذهب آخر حد الهوس الذي لا ننكر عليه هذا الحق، إلا أنه لا يؤهله لتقمص دور الحكم (المحايد) للحوار مع الشباب المؤمن، ولا للعب دور (الراهب) في توصيف ما يسميه بـ(التمرد على الشرعية) وهو الذي أصيب بوعكة يوم انتخابات الرئاسة، أو آرائه المصطنعة بعلماء الزيدية، من العلامة بدر الدين الحوثي ونجله حسين أو غيرهم.
عدا أنني أخشى أن يكون أمثال الهتار ومدرسته قد نجحوا في نقل عدوى بغضهم الشخصي للعلامة حسين الحوثي ووالده الجليل إلى قلب الرئيس وعقله فكان ما كان من حرب وفتنة قادتها السلطة بوحي من وسوسة أمثال هؤلاء الذين أنزل الله تعالى فيهم سورتي (الناس) و(الفلق) وذكرهم في مواضع كثيرة وحذر منهم كما حذر من المنافقين والمرتدين وهواة الكيد والفتن بين المسلمين..
الهتار ذاته أحوج إلى من يذكره بطاعة الله بدلاً من التزلف على نغمة (طاعة ولي الأمر) ومراعاة دماء وذمم الناس وممتلكاتهم التي تحرض مقابلة الهتار السلطة ضمناً على انتهاكها وتسويغ إهدار كرامة المخالفين للسلطة في الفكر والمذهب- إن وجدوا- لمجرد أنه ثبت لظنون الهتار سوء نوايا الآخرين فما كان منه إلا أن يفتي ويجيز التصفية الدموية لإنقاذ النظام من خروج أو انقلاب لا يعلم مخططه إلا الهتار!
ليس مقتل عبد العالم الهتار (اخو القاضي) في جبال مران السبب الوحيد للحقد الطافح على الزيدية وأهلها، بل يعتبر الرجل أنه قد فشل أيضاً في مهمته أمام الرئيس بإقناع معتقلي (الشباب المؤمن ) -حفظهم الله- بترك معتقداتهم وشعاراتهم، وأرجع فشله معهم -بحسب المقابلة- (إلى عدم الالتزام من قبل البعض بآداب الحوار) والسبب الحقيقي هو أن الشباب المؤمن صححوا للهتار قراءة الآية (٥٩) من سورة النساء التي بدأها بطاعة أولي الأمر، فشرحوا له أن طاعة الله تسبق طاعة ولي الأمر في الآية، فأنكر عليهم ذلك، ثم اتهمهم في الصحيفة (أنهم لا يحفظون القرآن)..
وكيل سلطة
تمحورت اجابات الهتار في مقابلة"الوسط" معه على إقامة (محكمة تفتيش) لأفكار الحوثي الاجتهادية بغرض إقناع القارئ أن السلطة استخدمت القوة المفرطة لمواجهة خصم فكري وتصفيته، والقاضي لا يخرج عن قاعدة ثقافة التأليب ضد الآخر واستجداء الكراهية له، بعكس ما تفرضه ثقافة الحوار.. وبدلاً من مناقشة أفكار العلامة بدر الدين الحوثي وابنه، راح يشنع ويحرض السلطة ضدهم ومن ذلك مسألة إنكار ولاية الرئيس علي عبد الله صالح من عدمها، فمثلاً تسأل »الوسط« الهتار (هل هناك من المسجونين ممن يسمون بـ(الشباب المؤمن) من ينكر ولاية الرئيس أو يطالب بعودة الإمامة؟) والسؤال يبحث في رأي المعتقلين فقط بالولاية، لكن الهتار من باب البهتان وقول الزور يستدل ضد الشباب ويحرض عليهم بآراء محرفة من تأليفه وردت في مقابلة "الوسط" مع العلامة بدر الدين الحوثي بتاريخ ١٦ مارس ٢٠٠٥م بشأن رأيه في شرعية نظام الحكم القائم ويعتبرها دلالة على إدانة المعتقلين.
فهل نسي الهتار في زحمة المصالح - بديهيات القضاء وقاعدة (ولا تزر وازرة وزر أخرى) و(كل نفس بما كسبت رهينة) عدا أن كلام الوالد بدر الدين الحوثي لـ»الوسط« لا ينكر ولاية الرئيس ولا شرعيته،بل شابه التحفظ فقط في المقابلة المذكورة بسبب قتل السلطة الصيف الماضي ٤ من أولاد العلامة.. فكيف يعترف الرجل بسلطة من قتل أبناءه ظلماً، ألا يكفي أنه احتسب أمره لله وكان ينتظر مقابلة الرئيس نفسه رغم كل شيء!!
انتزاع الاعتراف بالولاية بالإكراه من شغل البوليس وليس من مهام رجال الحوار، وعندما تعترف السلطة بحقوق مواطنة الحوثي وتحفظ دمه وماله كما هو واجبها لا إهدار الحقوق والنفوس، فإنهم سوف يعترفون بها ويضعونها فوق رؤوسهم، ولن يبقى لهم عليها حجة، أما أن نخلط بين الموقف الإنساني لعالم قتلت السلطة ابناءه وتلاحقه والأفكار المذهبية من مسألة الولاية، فهذا دليل على مرض وعقدة نقص وافتئات حق إنسان مظلوم يراد إذلاله، وهناك ما يقرب الهتار من السلطة غير النفخ في اسطوانة (حصر الولاية في البطنين).
من حق أي كان أن يتبنى أفكاره الخاصة في مسألة الحكم، فالرئيس (ولي النعمة) مثلاُ يتحدث كثيراً عن التداول السلمي للسلطة ويسعى عملياً لتمليكها أقاربه بعد ٢٧ سنة حكم، فكيف ننكر على الآخرين مشروعهم الخاص في الحكم - إن وجد- هل مشروع الرئيس التوريثي أفضل من مشروع (الولاية في البطنين).. أليس الحكم القائم يعيد إنتاج مشاريع الحكم التاريخية السابق، وان السلطة القائمة تخشى فقط المنافسة ولا تدافع عن قيم وأصول لا تؤمن بها ولا تراعيها في واقع الممارسة مثل كذبة (تداول السلطة سلمياً) والعدالة الاجتماعية، رغم ذلك فإن فكرة حصر الولاية في نسب معين مجرد اجتهاد فقهي شخصي، ولا وجود لها في الواقع المعاش إلا في ذهن السلطة التي حصرت الولاية في بطن الرئيس فقط لا غير وكأن السلطة شيك قابل للتجيير.
من يقرأ بحياد مقابلة صحيفة السوط مع العلامة الوالد بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ورأيه الفقهي حول مسألة الولاية العامة (الرئاسة، الإمامة، الإمارة) فقد حصر حديثه إجمالاً حول وجود نظريتين تقليديتين في الحكم الإسلامي (نظرية الإمامة) عند الشيعة و(نظرية الاحتساب) عند بعض أهل السنة، ولم ينكر على أهل السنة أو غيرهم أخذهم بما يرونه من أساليب الوصول إلى السلطة، ولم يفرض عليهم رؤيته الخاصة (الإمامة) بل عبر عن قناعة شخصية فكرية يتفق فيها معه العديد من أهل السنة والجماعة، وهي أن آل بيت رسول الله (ص) أولى من غيرهم بالحكم (أحياناً) ليس بسبب سلالتهم أو نسبهم إلى النبي المعصوم، بل للتقوى والورع التي قد يتميز بها أشخاص منهم عن سواهم، فالأفضلية بحسب مضمون كلام الوالد العلامة بدر الدين الحوثي تكون بـ(التقوى) لا بالنسب، وفي هذا نقد للذين ينتسبون إلى آل البيت بأن يكونوا عملاً عند مستوى النسب (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) فالدليل على علو النسب هو العمل الصالح وتقوى الله.
من هنا تفتحت نظرية الحكم عند الشيعة الزيدية، ولم يحكروا الولاية في آل البيت عليهم السلام بل قالوا بـ(جواز ولاية المفضول مع وجود الأفضل)، وذلك أصبح أيضاً في حكم التاريخ، فعلماء الزيدية (معظمهم) يقولون في العصر الحديث بـ(الشورى) في الحكم، أما أهل السنة والجماعة فيقولون نظرياً فقط بمبداً الشورى في الحكم، ولا يسعون غالباً، إلى تطبيقه في الواقع، إما بسبب حكام الجور أو أن معظم علمائهم وعوامهم مع نظرية (من تزوج أمنا فهو عمنا).
فتوحات الهتار
قال القاضي حمود الهتار -هداه الله- (ان الخارطة الاجتماعية قد تغيرت تماماً) وأضاف (والآن ربما ٩٠٪ من سكان صنعاء لم يعودوا في المذهب الزيدي، وينطبق هذا على بقية المناطق) مبروك للهتار هذا ( الفتح) الذي يستحق تخصيص يوم وطني للاحتفال به، ولولا علمي بحسن نية القاضي المشغول بالتبرير لجرائم السلطة لقلت أنه يدعو إلى فتنة طائفية بين الشيعة الزيدية وأهل السنة والجماعة والشافعية، لكنه كلام مفتعل من عيار الادعاءات الكيدية التي أطلقها الرجل ضد علماء الزيدية والشباب المؤمن وزعيمهم ووالده العلامة بدر الدين الحوثي.
يحق للهتار الاحتفاء بمفرده بعد فوزه الساحق في ماراثون التصفيات المذهبية، لولا أنه ناقض نفسه بنفسه، بعد ذلك عندما رد على خشية صحيفة »الوسط« من تحول الحرب إلى مذهبية فقال: » أكثر من هو موجود من أبناء القوات المسلحة هم من أتباع المذهب الزيدي« ألا يتناقض الهتار مع نفسه عندما قال: »والآن ربما ٩٠ ٪ من سكان صنعاء لم يعودوا في المذهب الزيدي«، بل نفهم منه أن ما يدور في صنعا من اقتتال هو بين الزيود انفسهم، الجنود والمواطنين ولا دخل فيه لأصحاب المذاهب الأخرى.. وهي أقرب إلى دعوة للفتنة بين أبناء المذهب الزيدي لولا أن الهتار لا يفقه ما يقول وأراد فقط (مخارجة السلطة) والسلام.
لن ننكر على الهتار وطنيته أو نتهمه بإثارة الفتنة الطائفية بين الزيدية وقلة الولاء والطاعة للحاكم كما يفعل هو مع الحوثي وغيره.. فقط نذكر الرجل بتقوى الله وخشيته، وأن أبناء القوات المسلحة الذين ذهبوا إلى صعدة أو غيرهم ينتمون إلى مختلف مناطق البلاد من ريمة وتعز، إب، أبين، صنعاء، عدن وحضرموت وغيرها، من مختلف المذاهب والمناطق عدا القادة الميدانين الذين يمثلون أسرة الرئيس وأقاربه.. أما استغلال الجيش فمسألة أخرى.
لعلم الهتار أن الرئيس يتحاشى تكوين جيش من أبناء المذهب الزيدي وحدهم حتى لا يعجل بزوال الحكم وأن الرئيس لا ينقصه الحلم في هذه، ولكنه أخطأ في اختيار شخصكم الكريم على رأس لجنة الحوار.
نفخ في الرماد
دافع الهتار عن بغي السلطة بدلاً من نصحها، لاثبات أن الحرب التي تخوضها في صعدة ليست عرقية ولا عنصرية ضد آل البيت والشيعة الزيدية، وقال بالنص أن من يقاتل الحوثي الأب (هو رئيس الأركان وهو هاشمي، كما أن نائبه هو أيضاً هاشمي.. وهما من اتباع المذهب الزيدي). أغفل الهتار أن الذي يدير الحرب على الأرض فعلاً، هو الرئيس علي عبد الله صالح (القائد الأعلى للقوات المسلحة) صاحب قرار الحرب، وان الوحدات القتالية المشاركة في الحرب الأخيرة بالرزامات هي الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها أحمد علي عبد الله صالح والقوات الجوية (محمد صالح الأحمر) الأخ غير الشقيق للرئيس وقائد المنطقة الشمالية الغربية في صعدة (قريب الرئيس)، أما رئيس هيئة الأركان أو نائبه الهاشميان فلا قرار بأيديهما، ولا وحدات يقودانها في الميدان، وهما أقرب إلى ضباط التنسيق والاتصالات، ولم نسمع عن مشاركتهما العملية في الكارثة
للتذكير فقط، نشرت صحيفة الناس في العدد (٢٠٢) الصيف الماضي بأن الرئيس (حفظه الله) يدير المعركة بنفسه ولا وقت عنده لمقابلة وفد أحزاب اللقاء المشترك الذي عرض عليه قبول الوساطة بدلاً عن الحرب الخاسرة.. لا أقلل من القادة الهاشميين فهي ليست معركتهم، وأتمنى عليهم لعب دور الوسيط الإنساني النزيه في تهدئة المواجهات بحكم علاقتهم بالطرفين (الرئيس) وآل البيت والشيعة الزيدية مصداقاً لقوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) صدق الله العظيم.
أما الهتار فهو من هواة النفخ في الرماد والتأليب بالباطل على الحوثي الأب والابن والشيخ عبد الله عيضه الرزامي (حفظه الله)، فلم نجد من القضاة من يفرح بأذى الناس إلا من أضله الله على علم، فلا يجتمع القضاء والعدل بين الناس وسوء الظن بهم وبغضهم (ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو اقرب للتقوى) فهذا خطاب من الله تعالى إلى الذين يخشونه فقط. لكن الهتار يلغي قلبه وعقله على اعتقاد منه أن الرئيس (عايز كدة)، فهو يسيء الظن بالرئيس حين يظن الناس أنه وكيل السلطة والناطق الرسمي باسمها، أو أنه يدافع عن فرية أراد اقناع الرئيس بها منذ عامين تقريباً وهي أن العلامة حسين بدر الدين الحوثي ووالده والشيعة الزيدية وقبائل همدان بن زيد وخولان وسواهم يخططون للإطاحة به، ويدعون للخروج على الحاكم.
وتوجد أكثر من طريقة للتقرب من الرئيس غير إباحة دماء ونفوس وأموال وأعراض المستأمنين والهتار يرد على نفسه بنفسه أنه لا يمتلك أي دليل على إدانة الحوثي الابن أو الأب بالبدء بعمل عسكري ولا الشيخ عبد الله الرزامي، ورغم ذلك فهو جاهز للإدانة وفتاوى الاستباحة.
يقول حمود الهتار في رده لصحيفة »الوسط« على وضع الحوثي (الأب) الآن؟ (أعتقد أنه في عداد الخارجين على القانون).. وعندما يواجهه الاستاذ جمال عامر باستنكار قيام شيخ في الـ٨٣ عاماً بإدارة عمليات عسكرية؟ يتراجع الهتار ولا يراجع نفسه قائلاً( لا أعتقد أنه قادر على إدارة مثل هذه العمليات) سبحان الله.
وبعد تضييق محاكمة بن عامر للهتار أكثر في المقابلة يعترف حضرة القاضي، -والاعتراف سيد الأدلة- فيقول: »لا استطيع بالتحديد ذكر الأشخاص الضالعين في هذا التمرد حيث لم يجر تحقيق حتى الآن وبالتالي ننتظر نتائج التحقيق«، فهذه الشهادة من الهتار إدانة للسلطة ولنفسه.
والمقابلة مشبعة بالافتراءات وثقافة الكراهية ضد العلماء وأهل الطوائف المخالفين.
لعلها من باب الثأر الشخصي لمقتل أخ أو قريب لم يرغمه أحد على الذهاب إلى جبال مران لقتل الأبرياء.. والهتار أقام محاكمة ظالمة لنوايا الآخرين وتقويلهم ما لم يتلفظوا به أو يفعلونه أو يرموا إليه، ومنها إدعاءه بأن علماء الزيدية قالوا بخروج العلامة حسين بدر الدين الحوثي وأبيه عن المذهب الزيدي ويكفي رد الاستاذ جمال عامر عليه حين قال له في مقابلة »الوسط«: »يبدو أنك سمعت ذلك في مقيل قات إذ لم يسمعه أحد غيرك«.
وكان صاحب الوسط من التألق بحيث لم يبق من القاضي إلا عمامته فقط لا غير ولكن (النائحة المستعارة ليست كالنائحة الثكلى).. وكفاية.
===========
للإطلاع على مقابلة صحيفة الوسط مع حمود الهتار رئيس لجنة الحوار ،
إنقر على الرابط التالي :-
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... le&sid=396
بقلم الأستاذ / عبدالفتاح الحكيمي
نقلاً عن صحيفة الوسط الأربعاء 27 أبريل 2005 م
منذ أصابت القاضي حمود الهتار غواية (الحوار الفكري) مع من يسميهم المتطرفين وجماعة الشباب المؤمن ، والمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة والراهدة، وأنا أمسك على قلبي وعقلي معاً، خشية أن يأخذ الرئيس علي عبد الله صالح أفكار الرجل المتحاملة على الزيدية بوجه خاص، دون حسبان أن الهتار قد دخل في ثأر شخصي مؤخراً مع أهل المذهب الزيدي بعد مقتل أخيه العسكري النقيب عبد العالم الهتار على يد أحد المتحصنين في جبال مران من أتباع العلامة حسين الحوثي.
عندما نتلمس تحريضات الهتارللسلطة على الزيدية واتباعها وعلمائها تحت عمامة (طاعة ولي الأمر) كما هو حال المقابلة التي أجرتها صحيفة "الوسط" الأسبوع الماضي، لا تخفي خلفية الانتقام الشخصي التي تتوارى مع استدلالات القاضي بالقرآن والسنة تارة وتارة أخرى تفضح المقابلة الانحياز لمذهب آخر حد الهوس الذي لا ننكر عليه هذا الحق، إلا أنه لا يؤهله لتقمص دور الحكم (المحايد) للحوار مع الشباب المؤمن، ولا للعب دور (الراهب) في توصيف ما يسميه بـ(التمرد على الشرعية) وهو الذي أصيب بوعكة يوم انتخابات الرئاسة، أو آرائه المصطنعة بعلماء الزيدية، من العلامة بدر الدين الحوثي ونجله حسين أو غيرهم.
عدا أنني أخشى أن يكون أمثال الهتار ومدرسته قد نجحوا في نقل عدوى بغضهم الشخصي للعلامة حسين الحوثي ووالده الجليل إلى قلب الرئيس وعقله فكان ما كان من حرب وفتنة قادتها السلطة بوحي من وسوسة أمثال هؤلاء الذين أنزل الله تعالى فيهم سورتي (الناس) و(الفلق) وذكرهم في مواضع كثيرة وحذر منهم كما حذر من المنافقين والمرتدين وهواة الكيد والفتن بين المسلمين..
الهتار ذاته أحوج إلى من يذكره بطاعة الله بدلاً من التزلف على نغمة (طاعة ولي الأمر) ومراعاة دماء وذمم الناس وممتلكاتهم التي تحرض مقابلة الهتار السلطة ضمناً على انتهاكها وتسويغ إهدار كرامة المخالفين للسلطة في الفكر والمذهب- إن وجدوا- لمجرد أنه ثبت لظنون الهتار سوء نوايا الآخرين فما كان منه إلا أن يفتي ويجيز التصفية الدموية لإنقاذ النظام من خروج أو انقلاب لا يعلم مخططه إلا الهتار!
ليس مقتل عبد العالم الهتار (اخو القاضي) في جبال مران السبب الوحيد للحقد الطافح على الزيدية وأهلها، بل يعتبر الرجل أنه قد فشل أيضاً في مهمته أمام الرئيس بإقناع معتقلي (الشباب المؤمن ) -حفظهم الله- بترك معتقداتهم وشعاراتهم، وأرجع فشله معهم -بحسب المقابلة- (إلى عدم الالتزام من قبل البعض بآداب الحوار) والسبب الحقيقي هو أن الشباب المؤمن صححوا للهتار قراءة الآية (٥٩) من سورة النساء التي بدأها بطاعة أولي الأمر، فشرحوا له أن طاعة الله تسبق طاعة ولي الأمر في الآية، فأنكر عليهم ذلك، ثم اتهمهم في الصحيفة (أنهم لا يحفظون القرآن)..
وكيل سلطة
تمحورت اجابات الهتار في مقابلة"الوسط" معه على إقامة (محكمة تفتيش) لأفكار الحوثي الاجتهادية بغرض إقناع القارئ أن السلطة استخدمت القوة المفرطة لمواجهة خصم فكري وتصفيته، والقاضي لا يخرج عن قاعدة ثقافة التأليب ضد الآخر واستجداء الكراهية له، بعكس ما تفرضه ثقافة الحوار.. وبدلاً من مناقشة أفكار العلامة بدر الدين الحوثي وابنه، راح يشنع ويحرض السلطة ضدهم ومن ذلك مسألة إنكار ولاية الرئيس علي عبد الله صالح من عدمها، فمثلاً تسأل »الوسط« الهتار (هل هناك من المسجونين ممن يسمون بـ(الشباب المؤمن) من ينكر ولاية الرئيس أو يطالب بعودة الإمامة؟) والسؤال يبحث في رأي المعتقلين فقط بالولاية، لكن الهتار من باب البهتان وقول الزور يستدل ضد الشباب ويحرض عليهم بآراء محرفة من تأليفه وردت في مقابلة "الوسط" مع العلامة بدر الدين الحوثي بتاريخ ١٦ مارس ٢٠٠٥م بشأن رأيه في شرعية نظام الحكم القائم ويعتبرها دلالة على إدانة المعتقلين.
فهل نسي الهتار في زحمة المصالح - بديهيات القضاء وقاعدة (ولا تزر وازرة وزر أخرى) و(كل نفس بما كسبت رهينة) عدا أن كلام الوالد بدر الدين الحوثي لـ»الوسط« لا ينكر ولاية الرئيس ولا شرعيته،بل شابه التحفظ فقط في المقابلة المذكورة بسبب قتل السلطة الصيف الماضي ٤ من أولاد العلامة.. فكيف يعترف الرجل بسلطة من قتل أبناءه ظلماً، ألا يكفي أنه احتسب أمره لله وكان ينتظر مقابلة الرئيس نفسه رغم كل شيء!!
انتزاع الاعتراف بالولاية بالإكراه من شغل البوليس وليس من مهام رجال الحوار، وعندما تعترف السلطة بحقوق مواطنة الحوثي وتحفظ دمه وماله كما هو واجبها لا إهدار الحقوق والنفوس، فإنهم سوف يعترفون بها ويضعونها فوق رؤوسهم، ولن يبقى لهم عليها حجة، أما أن نخلط بين الموقف الإنساني لعالم قتلت السلطة ابناءه وتلاحقه والأفكار المذهبية من مسألة الولاية، فهذا دليل على مرض وعقدة نقص وافتئات حق إنسان مظلوم يراد إذلاله، وهناك ما يقرب الهتار من السلطة غير النفخ في اسطوانة (حصر الولاية في البطنين).
من حق أي كان أن يتبنى أفكاره الخاصة في مسألة الحكم، فالرئيس (ولي النعمة) مثلاُ يتحدث كثيراً عن التداول السلمي للسلطة ويسعى عملياً لتمليكها أقاربه بعد ٢٧ سنة حكم، فكيف ننكر على الآخرين مشروعهم الخاص في الحكم - إن وجد- هل مشروع الرئيس التوريثي أفضل من مشروع (الولاية في البطنين).. أليس الحكم القائم يعيد إنتاج مشاريع الحكم التاريخية السابق، وان السلطة القائمة تخشى فقط المنافسة ولا تدافع عن قيم وأصول لا تؤمن بها ولا تراعيها في واقع الممارسة مثل كذبة (تداول السلطة سلمياً) والعدالة الاجتماعية، رغم ذلك فإن فكرة حصر الولاية في نسب معين مجرد اجتهاد فقهي شخصي، ولا وجود لها في الواقع المعاش إلا في ذهن السلطة التي حصرت الولاية في بطن الرئيس فقط لا غير وكأن السلطة شيك قابل للتجيير.
من يقرأ بحياد مقابلة صحيفة السوط مع العلامة الوالد بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ورأيه الفقهي حول مسألة الولاية العامة (الرئاسة، الإمامة، الإمارة) فقد حصر حديثه إجمالاً حول وجود نظريتين تقليديتين في الحكم الإسلامي (نظرية الإمامة) عند الشيعة و(نظرية الاحتساب) عند بعض أهل السنة، ولم ينكر على أهل السنة أو غيرهم أخذهم بما يرونه من أساليب الوصول إلى السلطة، ولم يفرض عليهم رؤيته الخاصة (الإمامة) بل عبر عن قناعة شخصية فكرية يتفق فيها معه العديد من أهل السنة والجماعة، وهي أن آل بيت رسول الله (ص) أولى من غيرهم بالحكم (أحياناً) ليس بسبب سلالتهم أو نسبهم إلى النبي المعصوم، بل للتقوى والورع التي قد يتميز بها أشخاص منهم عن سواهم، فالأفضلية بحسب مضمون كلام الوالد العلامة بدر الدين الحوثي تكون بـ(التقوى) لا بالنسب، وفي هذا نقد للذين ينتسبون إلى آل البيت بأن يكونوا عملاً عند مستوى النسب (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) فالدليل على علو النسب هو العمل الصالح وتقوى الله.
من هنا تفتحت نظرية الحكم عند الشيعة الزيدية، ولم يحكروا الولاية في آل البيت عليهم السلام بل قالوا بـ(جواز ولاية المفضول مع وجود الأفضل)، وذلك أصبح أيضاً في حكم التاريخ، فعلماء الزيدية (معظمهم) يقولون في العصر الحديث بـ(الشورى) في الحكم، أما أهل السنة والجماعة فيقولون نظرياً فقط بمبداً الشورى في الحكم، ولا يسعون غالباً، إلى تطبيقه في الواقع، إما بسبب حكام الجور أو أن معظم علمائهم وعوامهم مع نظرية (من تزوج أمنا فهو عمنا).
فتوحات الهتار
قال القاضي حمود الهتار -هداه الله- (ان الخارطة الاجتماعية قد تغيرت تماماً) وأضاف (والآن ربما ٩٠٪ من سكان صنعاء لم يعودوا في المذهب الزيدي، وينطبق هذا على بقية المناطق) مبروك للهتار هذا ( الفتح) الذي يستحق تخصيص يوم وطني للاحتفال به، ولولا علمي بحسن نية القاضي المشغول بالتبرير لجرائم السلطة لقلت أنه يدعو إلى فتنة طائفية بين الشيعة الزيدية وأهل السنة والجماعة والشافعية، لكنه كلام مفتعل من عيار الادعاءات الكيدية التي أطلقها الرجل ضد علماء الزيدية والشباب المؤمن وزعيمهم ووالده العلامة بدر الدين الحوثي.
يحق للهتار الاحتفاء بمفرده بعد فوزه الساحق في ماراثون التصفيات المذهبية، لولا أنه ناقض نفسه بنفسه، بعد ذلك عندما رد على خشية صحيفة »الوسط« من تحول الحرب إلى مذهبية فقال: » أكثر من هو موجود من أبناء القوات المسلحة هم من أتباع المذهب الزيدي« ألا يتناقض الهتار مع نفسه عندما قال: »والآن ربما ٩٠ ٪ من سكان صنعاء لم يعودوا في المذهب الزيدي«، بل نفهم منه أن ما يدور في صنعا من اقتتال هو بين الزيود انفسهم، الجنود والمواطنين ولا دخل فيه لأصحاب المذاهب الأخرى.. وهي أقرب إلى دعوة للفتنة بين أبناء المذهب الزيدي لولا أن الهتار لا يفقه ما يقول وأراد فقط (مخارجة السلطة) والسلام.
لن ننكر على الهتار وطنيته أو نتهمه بإثارة الفتنة الطائفية بين الزيدية وقلة الولاء والطاعة للحاكم كما يفعل هو مع الحوثي وغيره.. فقط نذكر الرجل بتقوى الله وخشيته، وأن أبناء القوات المسلحة الذين ذهبوا إلى صعدة أو غيرهم ينتمون إلى مختلف مناطق البلاد من ريمة وتعز، إب، أبين، صنعاء، عدن وحضرموت وغيرها، من مختلف المذاهب والمناطق عدا القادة الميدانين الذين يمثلون أسرة الرئيس وأقاربه.. أما استغلال الجيش فمسألة أخرى.
لعلم الهتار أن الرئيس يتحاشى تكوين جيش من أبناء المذهب الزيدي وحدهم حتى لا يعجل بزوال الحكم وأن الرئيس لا ينقصه الحلم في هذه، ولكنه أخطأ في اختيار شخصكم الكريم على رأس لجنة الحوار.
نفخ في الرماد
دافع الهتار عن بغي السلطة بدلاً من نصحها، لاثبات أن الحرب التي تخوضها في صعدة ليست عرقية ولا عنصرية ضد آل البيت والشيعة الزيدية، وقال بالنص أن من يقاتل الحوثي الأب (هو رئيس الأركان وهو هاشمي، كما أن نائبه هو أيضاً هاشمي.. وهما من اتباع المذهب الزيدي). أغفل الهتار أن الذي يدير الحرب على الأرض فعلاً، هو الرئيس علي عبد الله صالح (القائد الأعلى للقوات المسلحة) صاحب قرار الحرب، وان الوحدات القتالية المشاركة في الحرب الأخيرة بالرزامات هي الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها أحمد علي عبد الله صالح والقوات الجوية (محمد صالح الأحمر) الأخ غير الشقيق للرئيس وقائد المنطقة الشمالية الغربية في صعدة (قريب الرئيس)، أما رئيس هيئة الأركان أو نائبه الهاشميان فلا قرار بأيديهما، ولا وحدات يقودانها في الميدان، وهما أقرب إلى ضباط التنسيق والاتصالات، ولم نسمع عن مشاركتهما العملية في الكارثة
للتذكير فقط، نشرت صحيفة الناس في العدد (٢٠٢) الصيف الماضي بأن الرئيس (حفظه الله) يدير المعركة بنفسه ولا وقت عنده لمقابلة وفد أحزاب اللقاء المشترك الذي عرض عليه قبول الوساطة بدلاً عن الحرب الخاسرة.. لا أقلل من القادة الهاشميين فهي ليست معركتهم، وأتمنى عليهم لعب دور الوسيط الإنساني النزيه في تهدئة المواجهات بحكم علاقتهم بالطرفين (الرئيس) وآل البيت والشيعة الزيدية مصداقاً لقوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) صدق الله العظيم.
أما الهتار فهو من هواة النفخ في الرماد والتأليب بالباطل على الحوثي الأب والابن والشيخ عبد الله عيضه الرزامي (حفظه الله)، فلم نجد من القضاة من يفرح بأذى الناس إلا من أضله الله على علم، فلا يجتمع القضاء والعدل بين الناس وسوء الظن بهم وبغضهم (ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو اقرب للتقوى) فهذا خطاب من الله تعالى إلى الذين يخشونه فقط. لكن الهتار يلغي قلبه وعقله على اعتقاد منه أن الرئيس (عايز كدة)، فهو يسيء الظن بالرئيس حين يظن الناس أنه وكيل السلطة والناطق الرسمي باسمها، أو أنه يدافع عن فرية أراد اقناع الرئيس بها منذ عامين تقريباً وهي أن العلامة حسين بدر الدين الحوثي ووالده والشيعة الزيدية وقبائل همدان بن زيد وخولان وسواهم يخططون للإطاحة به، ويدعون للخروج على الحاكم.
وتوجد أكثر من طريقة للتقرب من الرئيس غير إباحة دماء ونفوس وأموال وأعراض المستأمنين والهتار يرد على نفسه بنفسه أنه لا يمتلك أي دليل على إدانة الحوثي الابن أو الأب بالبدء بعمل عسكري ولا الشيخ عبد الله الرزامي، ورغم ذلك فهو جاهز للإدانة وفتاوى الاستباحة.
يقول حمود الهتار في رده لصحيفة »الوسط« على وضع الحوثي (الأب) الآن؟ (أعتقد أنه في عداد الخارجين على القانون).. وعندما يواجهه الاستاذ جمال عامر باستنكار قيام شيخ في الـ٨٣ عاماً بإدارة عمليات عسكرية؟ يتراجع الهتار ولا يراجع نفسه قائلاً( لا أعتقد أنه قادر على إدارة مثل هذه العمليات) سبحان الله.
وبعد تضييق محاكمة بن عامر للهتار أكثر في المقابلة يعترف حضرة القاضي، -والاعتراف سيد الأدلة- فيقول: »لا استطيع بالتحديد ذكر الأشخاص الضالعين في هذا التمرد حيث لم يجر تحقيق حتى الآن وبالتالي ننتظر نتائج التحقيق«، فهذه الشهادة من الهتار إدانة للسلطة ولنفسه.
والمقابلة مشبعة بالافتراءات وثقافة الكراهية ضد العلماء وأهل الطوائف المخالفين.
لعلها من باب الثأر الشخصي لمقتل أخ أو قريب لم يرغمه أحد على الذهاب إلى جبال مران لقتل الأبرياء.. والهتار أقام محاكمة ظالمة لنوايا الآخرين وتقويلهم ما لم يتلفظوا به أو يفعلونه أو يرموا إليه، ومنها إدعاءه بأن علماء الزيدية قالوا بخروج العلامة حسين بدر الدين الحوثي وأبيه عن المذهب الزيدي ويكفي رد الاستاذ جمال عامر عليه حين قال له في مقابلة »الوسط«: »يبدو أنك سمعت ذلك في مقيل قات إذ لم يسمعه أحد غيرك«.
وكان صاحب الوسط من التألق بحيث لم يبق من القاضي إلا عمامته فقط لا غير ولكن (النائحة المستعارة ليست كالنائحة الثكلى).. وكفاية.
===========
للإطلاع على مقابلة صحيفة الوسط مع حمود الهتار رئيس لجنة الحوار ،
إنقر على الرابط التالي :-
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... le&sid=396


-
- مشرف الجناح التاريخي
- مشاركات: 679
- اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am
Re: الهتار والسلطة.. أحسنوا القتل فقط! ( رداً على الهتار )
الهتار والسلطة.. أحسنوا القتل فقط!
بقلم الأستاذ / عبدالفتاح الحكيمي
نقلاً عن صحيفة الوسط الأربعاء 27 أبريل 2005 م
ليس مقتل عبد العالم الهتار (اخو القاضي) في جبال مران السبب الوحيد للحقد الطافح على الزيدية وأهلها، بل يعتبر الرجل أنه قد فشل أيضاً في مهمته أمام الرئيس بإقناع معتقلي (الشباب المؤمن ) -حفظهم الله- بترك معتقداتهم وشعاراتهم، وأرجع فشله معهم -بحسب المقابلة- (إلى عدم الالتزام من قبل البعض بآداب الحوار) والسبب الحقيقي هو أن الشباب المؤمن صححوا للهتار قراءة الآية (٥٩) من سورة النساء التي بدأها بطاعة أولي الأمر، فشرحوا له أن طاعة الله تسبق طاعة ولي الأمر في الآية، فأنكر عليهم ذلك، ثم اتهمهم في الصحيفة (أنهم لا يحفظون القرآن). .
ثقافة قرآنية تربية الحسين بن بدر الدين .
بقلم الأستاذ / عبدالفتاح الحكيمي
نقلاً عن صحيفة الوسط الأربعاء 27 أبريل 2005 م
ليس مقتل عبد العالم الهتار (اخو القاضي) في جبال مران السبب الوحيد للحقد الطافح على الزيدية وأهلها، بل يعتبر الرجل أنه قد فشل أيضاً في مهمته أمام الرئيس بإقناع معتقلي (الشباب المؤمن ) -حفظهم الله- بترك معتقداتهم وشعاراتهم، وأرجع فشله معهم -بحسب المقابلة- (إلى عدم الالتزام من قبل البعض بآداب الحوار) والسبب الحقيقي هو أن الشباب المؤمن صححوا للهتار قراءة الآية (٥٩) من سورة النساء التي بدأها بطاعة أولي الأمر، فشرحوا له أن طاعة الله تسبق طاعة ولي الأمر في الآية، فأنكر عليهم ذلك، ثم اتهمهم في الصحيفة (أنهم لا يحفظون القرآن). .
ثقافة قرآنية تربية الحسين بن بدر الدين .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح
وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح
وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح
الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 112
- اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 10:23 pm
- مكان: صنعاء
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
القاضي الهتار: من حق أنصار الحوثي حمل الافكار التي يقتنعون بها من دون اثارة العصبية
«الأيام» عن «الخليج»:
القاضي حمود الهتار
أكد القاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار مع المعتقلين من أنصار الحوثي المتهمين بالتطرف والخروج على الدستور والقانون أن جولة الحوار التي ستجري بعد أيام مع المعتقلين ستشمل حوالي 600 معتقل.
وقال في حوار مع «الخليج» إن الحوارات ستتناول قضايا التطرف والعنف والاعتدال في الإسلام والولاية وطاعة ولي الأمر والثوابت الوطنية وبعض القضايا الخلافية التي كان الحوثي يروج لها في محاضراته سيما ما يتعلق بموضوع ولاية الحاكم وشروط الولاية. وأكد أن الحكومة ليس لديها أية تحفظات بشأن المذهب الذي ينتمون إليه، مشيراً إلى أن سياسة اليمن تقوم على أساس احترام المذاهب الإسلامية بشكل عام وهي ليست ضد مذهب من المذاهب بل ضد الخارجين على القانون.
ونفى القاضي الهتار أن يكون اتجاه الدولة نحو إلغاء المدارس الدينية الناشطة في تدريس علوم شرعية مذهبية متعارضا مع الحرية المذهبية التي يكفلها الدستور اليمني ، وقال إن إبقاء المدارس الدينية تحت الإشراف الحكومي واجب وطني من شأنه أن يحد من أية نزعات تعصبية تضر بالوحدة الوطنية.
بعد توصية اللقاء التشاوري الإفراج عن المعتقلين ما المطلوب من هؤلاء؟
- المطلوب أن يؤكدوا التزامهم بالدستور والقوانين النافذة وأن يتخلوا عن ترديد الشعار في المساجد.. لأنه يثير التعصب ويحث على التطرف ويؤثر في علاقات اليمن بمحيطه الدولي.
مرجعية مذهبية
أليست هناك قضايا ستثار في الحوار مرتبطة بخلفيات المذهب الذي ينتمون اليه؟
- نحن نتحدث عن الشرعية والالتزام بالدستور والقوانين والمخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية.. وليس هناك في القانون ما يجرم الانتماء المذهبي.. القانون اليمني لا يعاقب على مجرد الاعتقاد المذهبي ولكنه يعاقب على أعمال العنف.. من حقهم أن يحملوا الأفكار التي يقتنعون بها لكن من دون إثارة العصبية والدعوة إليها.
هل يعني ذلك أن ليس هناك تحفظات لدى لجنة الحوار بشأن مرجعيتهم المذهبية؟
- سياسة اليمن تقوم على أساس احترام المذاهب الإسلامية بشكل عام وهي ليست ضد مذهب من المذاهب بل ضد الخارجين على القانون.
ولاية الحاكم
مع أزمة الحوثي الأب أثيرت قضية ولاية الحاكم وفيمن تكون، كيف ترون هذه القضية؟
- الدستور اليمني حسم الخلاف حول الولاية العامة وحدد شروطاً لمن تكون الولاية ومن يتولى رئاسة الدولة ولم يكن النسب من ضمنها.
فالدستور جعل الولاية أو الرئاسة في كل من تتوفر فيه الشروط من أبناء الشعب اليمني سواء كان هاشميا أو غير هاشمي وإذا منح ثقة الشعب من حقه أن يحكم وطريقة الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع وليس عن طريق الحق الإلهي كما يزعمون.
وفي حديثه الأخير تحدث الرئيس أن حسين بدر الدين الحوثي كان يقود مخططا للانقلاب على النظام الجمهوري والخروج على الدستور والقوانين النافذة استنادا إلى هذا الرأي.. وقد أثبت من خلال محاضراته أنه كان يناهض النظام والدستور والقوانين.
تعدد مذهبي
في ظل التعدد المذهبي في اليمن ماهي برأيكم الضمانات لعدم ظهور أية نزعات متعصبة في المستقبل؟
- تعدد المذاهب الإسلامية وتعدد الآراء في المذهب الواحد دليل مرونة الشريعة وسعتها وهي ميزة من ميزات الشريعة.
والخلافات الفقهية في اليمن حسمت بإقرار الدستور اليمني ومشروع تقنين أحكام الشريعة الإسلامية الذي اعتمد أرجح الأقوال وأقوى الأدلة من دون التقيد بمذهب من المذاهب الإسلامية الموجودة وسعى للأخذ بأقوى الأدلة لتحقيق العدل.
وتعدد المذاهب لا يعد مشكلة في اليمن لان القوانين المستمدة من الشريعة هي التي تحكم سلوك الناس وتصرفاتهم ولم يعد الأمر خاضعاً لاجتهادات هذا الفقيه أو ذاك المذهب لان القوانين نافذة وهي مستمدة من الشريعة.
ما الأسس التي ترون أهمية الركون إليها لتلافي أية نزعات تعصبية في المستقبل؟
- قام اليمن بخطوات لابأس بها ابتداء بإعادة ترتيب أوضاع المدارس الدينية والإشراف عليها من قبل الجهات الحكومية وتوحيد مناهج التعليم العام التي يتلقاها أبناء الشعب في كل المدارس.
كما قام بخطوات أخرى في تقنين أحكام الشريعة الإسلامية منعا للاجتهادات الفردية والخلافات الفقهية، وتقنين أحكام الشريعة الإسلامية يمثل الآن الوحدة التشريعية في اليمن بما فيها القانون الأعلى وهو الدستور وهي المرجعية الأساس.
وهذه المسألة حسمت في الدستور الذي نص على أن الإسلام دين الدولة والشريعة مصدر جميع التشريعات ، وقننت أحكام الشريعة الإسلامية إجرائية وموضوعية وبالتالي لا مجال للاجتهادات المخالفة لنصوص القانون في المنازعات التي تنشأ بين الأفراد أو بينهم والدولة، والقانون يجب تطبيقه والالتزام به من قبل الجميع.
مدارس التعليم الديني
على ذكركم التعليم.. ما تأثيرات غياب إشراف الدولة على مدارس التعليم الديني؟
- غياب الإشراف الحكومي على مدارس التعليم الديني ساهم في تعميق النزعة التعصبية لدى البعض الذين يكرسون تعليمهم للعصبية المذهبية.. ولو كان هناك رقابة على هذه المدارس من قبل الدولة لما كنا نعاني من التعصب والتطرف.
والمعروف أن بعض المدارس الدينية كانت سببا في نشر وتعليم بعض الآراء إلـى الملتحـقين بـها وهـي آراء محل اجتهاد.
وأقول إن غياب الإشراف الحكومي على هذه المدارس من شأنه أن يعمق العصبية المذهبية والإشراف على تلك المؤسسات إدارة ومنهاجا وتمويلا سيصحح كثيراً من الاختلالات.
ألا يتعارض الإشراف الحكومي على المدارس الدينية مع مبدأ الحرية المذهبية؟
- ليس هناك حرية مطلقة وفي أكثر دول العالم ديمقراطية تجد قيودا على الحرية الأول النصوص القانونية والثاني المصالح العليا للوطن .
وفي بلادنا هناك حرية وهناك ثوابت لا ينبغي تجاوزها مثل مبدأ الإسلام عقيدة وشريعة، النظام الجمهوري والمصالح العليا للوطن والوحدة الوطنية .
كيف ترون التوجهات الحكومية في إعادة ترتيب أوضاع المدارس الدينية؟
- هذا الدور يمليه الواجب الوطني على الحكومة وما تفرضه القوانين النافذة.. هناك قوانين والحكومة ستمارس صلاحياتها بالقوانين وبالتالي ستكون الرقابة والإشراف الحكومي على المدارس مقيدا وفق ما تفرضه هذه القوانين.
الأيام الاثنين 23 مايو 2005
«الأيام» عن «الخليج»:
القاضي حمود الهتار
أكد القاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار مع المعتقلين من أنصار الحوثي المتهمين بالتطرف والخروج على الدستور والقانون أن جولة الحوار التي ستجري بعد أيام مع المعتقلين ستشمل حوالي 600 معتقل.
وقال في حوار مع «الخليج» إن الحوارات ستتناول قضايا التطرف والعنف والاعتدال في الإسلام والولاية وطاعة ولي الأمر والثوابت الوطنية وبعض القضايا الخلافية التي كان الحوثي يروج لها في محاضراته سيما ما يتعلق بموضوع ولاية الحاكم وشروط الولاية. وأكد أن الحكومة ليس لديها أية تحفظات بشأن المذهب الذي ينتمون إليه، مشيراً إلى أن سياسة اليمن تقوم على أساس احترام المذاهب الإسلامية بشكل عام وهي ليست ضد مذهب من المذاهب بل ضد الخارجين على القانون.
ونفى القاضي الهتار أن يكون اتجاه الدولة نحو إلغاء المدارس الدينية الناشطة في تدريس علوم شرعية مذهبية متعارضا مع الحرية المذهبية التي يكفلها الدستور اليمني ، وقال إن إبقاء المدارس الدينية تحت الإشراف الحكومي واجب وطني من شأنه أن يحد من أية نزعات تعصبية تضر بالوحدة الوطنية.
بعد توصية اللقاء التشاوري الإفراج عن المعتقلين ما المطلوب من هؤلاء؟
- المطلوب أن يؤكدوا التزامهم بالدستور والقوانين النافذة وأن يتخلوا عن ترديد الشعار في المساجد.. لأنه يثير التعصب ويحث على التطرف ويؤثر في علاقات اليمن بمحيطه الدولي.
مرجعية مذهبية
أليست هناك قضايا ستثار في الحوار مرتبطة بخلفيات المذهب الذي ينتمون اليه؟
- نحن نتحدث عن الشرعية والالتزام بالدستور والقوانين والمخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية.. وليس هناك في القانون ما يجرم الانتماء المذهبي.. القانون اليمني لا يعاقب على مجرد الاعتقاد المذهبي ولكنه يعاقب على أعمال العنف.. من حقهم أن يحملوا الأفكار التي يقتنعون بها لكن من دون إثارة العصبية والدعوة إليها.
هل يعني ذلك أن ليس هناك تحفظات لدى لجنة الحوار بشأن مرجعيتهم المذهبية؟
- سياسة اليمن تقوم على أساس احترام المذاهب الإسلامية بشكل عام وهي ليست ضد مذهب من المذاهب بل ضد الخارجين على القانون.
ولاية الحاكم
مع أزمة الحوثي الأب أثيرت قضية ولاية الحاكم وفيمن تكون، كيف ترون هذه القضية؟
- الدستور اليمني حسم الخلاف حول الولاية العامة وحدد شروطاً لمن تكون الولاية ومن يتولى رئاسة الدولة ولم يكن النسب من ضمنها.
فالدستور جعل الولاية أو الرئاسة في كل من تتوفر فيه الشروط من أبناء الشعب اليمني سواء كان هاشميا أو غير هاشمي وإذا منح ثقة الشعب من حقه أن يحكم وطريقة الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع وليس عن طريق الحق الإلهي كما يزعمون.
وفي حديثه الأخير تحدث الرئيس أن حسين بدر الدين الحوثي كان يقود مخططا للانقلاب على النظام الجمهوري والخروج على الدستور والقوانين النافذة استنادا إلى هذا الرأي.. وقد أثبت من خلال محاضراته أنه كان يناهض النظام والدستور والقوانين.
تعدد مذهبي
في ظل التعدد المذهبي في اليمن ماهي برأيكم الضمانات لعدم ظهور أية نزعات متعصبة في المستقبل؟
- تعدد المذاهب الإسلامية وتعدد الآراء في المذهب الواحد دليل مرونة الشريعة وسعتها وهي ميزة من ميزات الشريعة.
والخلافات الفقهية في اليمن حسمت بإقرار الدستور اليمني ومشروع تقنين أحكام الشريعة الإسلامية الذي اعتمد أرجح الأقوال وأقوى الأدلة من دون التقيد بمذهب من المذاهب الإسلامية الموجودة وسعى للأخذ بأقوى الأدلة لتحقيق العدل.
وتعدد المذاهب لا يعد مشكلة في اليمن لان القوانين المستمدة من الشريعة هي التي تحكم سلوك الناس وتصرفاتهم ولم يعد الأمر خاضعاً لاجتهادات هذا الفقيه أو ذاك المذهب لان القوانين نافذة وهي مستمدة من الشريعة.
ما الأسس التي ترون أهمية الركون إليها لتلافي أية نزعات تعصبية في المستقبل؟
- قام اليمن بخطوات لابأس بها ابتداء بإعادة ترتيب أوضاع المدارس الدينية والإشراف عليها من قبل الجهات الحكومية وتوحيد مناهج التعليم العام التي يتلقاها أبناء الشعب في كل المدارس.
كما قام بخطوات أخرى في تقنين أحكام الشريعة الإسلامية منعا للاجتهادات الفردية والخلافات الفقهية، وتقنين أحكام الشريعة الإسلامية يمثل الآن الوحدة التشريعية في اليمن بما فيها القانون الأعلى وهو الدستور وهي المرجعية الأساس.
وهذه المسألة حسمت في الدستور الذي نص على أن الإسلام دين الدولة والشريعة مصدر جميع التشريعات ، وقننت أحكام الشريعة الإسلامية إجرائية وموضوعية وبالتالي لا مجال للاجتهادات المخالفة لنصوص القانون في المنازعات التي تنشأ بين الأفراد أو بينهم والدولة، والقانون يجب تطبيقه والالتزام به من قبل الجميع.
مدارس التعليم الديني
على ذكركم التعليم.. ما تأثيرات غياب إشراف الدولة على مدارس التعليم الديني؟
- غياب الإشراف الحكومي على مدارس التعليم الديني ساهم في تعميق النزعة التعصبية لدى البعض الذين يكرسون تعليمهم للعصبية المذهبية.. ولو كان هناك رقابة على هذه المدارس من قبل الدولة لما كنا نعاني من التعصب والتطرف.
والمعروف أن بعض المدارس الدينية كانت سببا في نشر وتعليم بعض الآراء إلـى الملتحـقين بـها وهـي آراء محل اجتهاد.
وأقول إن غياب الإشراف الحكومي على هذه المدارس من شأنه أن يعمق العصبية المذهبية والإشراف على تلك المؤسسات إدارة ومنهاجا وتمويلا سيصحح كثيراً من الاختلالات.
ألا يتعارض الإشراف الحكومي على المدارس الدينية مع مبدأ الحرية المذهبية؟
- ليس هناك حرية مطلقة وفي أكثر دول العالم ديمقراطية تجد قيودا على الحرية الأول النصوص القانونية والثاني المصالح العليا للوطن .
وفي بلادنا هناك حرية وهناك ثوابت لا ينبغي تجاوزها مثل مبدأ الإسلام عقيدة وشريعة، النظام الجمهوري والمصالح العليا للوطن والوحدة الوطنية .
كيف ترون التوجهات الحكومية في إعادة ترتيب أوضاع المدارس الدينية؟
- هذا الدور يمليه الواجب الوطني على الحكومة وما تفرضه القوانين النافذة.. هناك قوانين والحكومة ستمارس صلاحياتها بالقوانين وبالتالي ستكون الرقابة والإشراف الحكومي على المدارس مقيدا وفق ما تفرضه هذه القوانين.
الأيام الاثنين 23 مايو 2005
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
القاضي حمود الهتار لـ"الوسط":
رئيس الأركان ونائبه هاشميان قاتلا الحوثي والقوة خيار حسم ولگنها ليست الحل الأمثل
الأربعاء 20 ابريل 2005
حـاوره/ جمال عـامر
الأحداث الأخيرة التي شهدتها صعدة وأصبحت فتنة حقيقية وبالذات بعد أن حاول البعض بعلم أو بسوء نية أن يلبسها لباس الدين ويجعل القتل باسم الله ولأجله هو الهدف لكل ما يجري وثم إن الفكر مهما كان خاطئاً وحتى ضالا لا يمكن تصحيحه بالقوة مهما بلغت وهنا تأتي الحاجة إلى تأصيل منهجية الحوار باعتباره سفينة نجاة لغرقى مهما كان اختلافهم يجمعهم وطن واحد.
أسوأ أنواع التطرف ذلك الذي يحمل منشأ فكرياً وأخطره هو الذي يتكئ على مرجعية دينية مهما كان أساسها المذهبي أو الفكري والنظام السياسي قال إنه اختار الحوار أداة ومنهجاً مع كل ضال أو متشدد إلا أن ما هو واقع وحاصل يوحي بأن هناك محاولة لضرب تطرف بتطرف آخر وهو ما سينقل الخلاف إلى المربع الديني.
ولأهمية مثل هذه القضايا ارتأت (الوسط) الالتقاء بالقاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار الذي فتحنا معه هذا الملف الشائك - بداياته.. نجاحاته.. اخفاقاته -وبالتأكيد اخذت جماعة الشباب المؤمن والقضايا التي طرحها العلامة بدر الدين الحوثي حيزاً كبيراً، فإلى الحوار:
* من كان صاحب فكرة إجراء حوار مع المتطرفين أنت أم الرئيس أم جهة أخرى؟
> فكرة الحوار تعتبر امتداداً لنهج الرئيس علي عبد الله صالح في حل المشكلات الفكرية عن طريق الحوار، ليس مع الإسلاميين فحسب بل مع كافة الاتجاهات السياسية الموجودة داخل الساحة اليمنية منذ تسلمه زمام الحكم داخل بلد الإيمان والحكمة وحتى الآن وقد أعلن الرئيس عن عزمه تشكيل لجنة للحوار مع العائدين من افغانستان في ٢٤ أغسطس ٢٠٠٢ وفي الثلاثين من نفس الشهر استدعى الرئيس عدداً من كبار علماء اليمن كنت أصغرهم سناً وأقلهم شأناً في اجتماع خاص عقد برئاسته وكبار مسؤولي الدولة، في هذا الاجتماع طرح الرئيس هذه المشكلة وقال: لدينا مجموعة من الشباب لم يرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون ولكننا لو تركناهم وشأنهم لارتكبوا بحق أنفسهم وبوطنهم اضراراً بالغة ولا بد من أن يقوم العلماء بدور بارز في اقناع هؤلاء الشباب وتم في هذا الاجتماع تشكيل لجنة الحوار وتحديد مهمتها وترك الرئيس فرصة اختيار أعضاء هذه اللجنة للعلماء في اجتماع خاص يعقد لهذا الغرض.
الحوار نزع فتيل المواجهة
* بعد كل ما جرى من حوار صار البعض يعتقد أن النتائج ليست أكثر من زوبعة في فنجان أو أنها ليست أكثر من ظاهرة اعلامية. لا أدري كيف سترد وبالذات بعد أن رجع الكثير ممن تمت هدايتهم أو محاورتهم إلى نفس افكارهم وبعض هؤلاء ذهب للقتال في العراق؟
> لم يعد أي من الأشخاص الذين شملهم الحوار إلى ما كان عليه من قبل والحوار كان بناء على دراسة قامت بها الجمهورية اليمنية للعمليات الارهابية التي حدثت في العالم وتوصلت هذه الدراسة إلى ان كل عملية ارهابية لا بد لها من فكر تستند إليه وتنطلق منه، أياً كان هذا الفكر دينياً او غير ديني، سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً والفكر لا يواجه إلا بالفكر والمشكلات الفكرية لا تحل إلا عن طريق الحوار، ذلك بأن القوة لا تزيد الفكر إلا قوة وصلابة ويستعصي الحل عن طريق القوة، لذلك الحوار هو السبيل الأمثل وقد حقق الحوار نتائج طيبة وظهرت هذه النتائج من خلال التزام الطرف الآخر بالدستور والقوانين النافذة ومنها قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية الذي يحظر قيام أي حزب على أساس تشكيلات عسكرية أو يضم في عضويته مثل هذه التشكيلات، كما التزموا بالمحافظة على الأمن والاستقرار والابتعاد عن كل عمل يخل بأمن الجمهورية اليمنية واستقرارها والتزموا باحترام حقوق غير المسلمين ومنها حرمة دمائهم وأموالهم واعراضهم واعتبار الإذن الذي تمنحه السلطات المختصة لشخص ما هو أمان لهم حتى يلغى، كما التزموا وتعهدوا بعدم التعرض أو المساس بأمن ومصالح سفارات الدول ولعل أوضح مثال على نجاح الحوار وتحقيق فوائده على المستوى الداخلي أنه منذ أواخر ديسمبر ٢٠٠٢م منذ أن تم الافراج عن أول مجموعة ممن شملهم الحوار لم يشهد اليمن أي حادث ارهابي يذكر وكان البعض يعتقد أن يتحول اليمن إلى أكبر مسرح للعمليات الارهابية، والامن والاستقرار الذي شهدته اليمن ونزع فتيل المواجهات الدموية بين هؤلاء الشباب وبين الأجهزة الأمنية هو أكبر مثال على نجاح الحوار.
تسوية الأوضاع لم تكن من مطالبهم
* ولكن قاضي حمود ربما كان اقناعهم هذا بسبب ما حصلوا عليه من مال أو تسوية للأوضاع أكثر مما هو قناعة. فهؤلاء حصلوا على مكاسب ويكفي أن الرئيس التقى بهم شخصياً، خاصة وإن جل هدفكم كان اقناعهم فقط بطاعة ولي الأمر؟
> نتائج الحوار كانت قناعة فكرية ومستندة على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ولا علاقة لها بالجوانب المالية ولم يكن شرطاً من شروط قبول نتائج الحوار، تسوية الأوضاع الشخصية لهم أو دفع مبالغ مالية، ذلك أن هؤلاء الذين أجرينا معهم الحوار تفكيرهم كان أبعد من هذه القضايا، لم تكن لهم طلبات من هذا القبيل ونحن أوصينا في اللجنة باستيعاب ودمج المفرج عنهم في المجتمع بعد الإفراج وإعادة من كان موظفاً منهم إلى وظيفته وتدبير فرصة عمل لمن لم يكن لهم فرصة من قبل أو اعطائه قرضاً أو مساعدة للقيام بعمل خاص حسب رؤية موضوعية تحقق الأهداف التربوية وترسخ مفاهيم الحوار وتسوية الأوضاع لم يكن مطلباً من مطالبهم ولا شرطاً من شروطهم على الإطلاق حتى ننصفهم.
الاشتراكي لم يكن موضوعاً في الحوار
* ولكن يا قاضي نحن نشرنا في (الوسط) لقاء مع (أبو البتار) وهو أحد المفرج عنهم من جيش عدن أبين وما زال يطرح نفس تلك الافكار التي آمن بها مثل تكفير الأحزاب السياسية - ناصريين - اشتراكيين باعتبارهم علمانيين وهذا ممن حاورتموهم فأين هو النجاح الذي تتحدث عنه؟
> الحوار كان محدد الأهداف والمواضيع ولم يكن الحزب الاشتراكي موضوعاً في الحوار بيننا وبين هؤلاء الاشخاص بل كان الالتزام بالدستور والقوانين النافذة هو الأساس الذي قام عليه الحوار بدءاً بحقيقة هذه الدولة الموجودة في اليمن .. هل هي دولة اسلامية أو غير اسلامية وهل النظام القائم في اليمن شرعي أم غير شرعي وأحكام الجهاد متى وأين وكيف ومن له حق إعلان الجهاد وحقوق غير المسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من القضايا التي اشتمل عليها الحوار وبالتالي فإن هؤلاء الأشخاص الذين أجرينا معهم الحوار وصلنا معهم إلى نتائج التزموا بها ولم يحدث منهم ما يخالف تلك النتائج.
البعض كان موظفاً في الدولة
* معظم هؤلاء كانوا موظفين في الدولة وبعض هؤلاء كانوا في الأمن السياسي.. هل هذه الخلفية سهلت مهمة اقناعهم؟
> الكثير منهم تلقوا تعليمهم خارج اليمن وليست لهم علاقة بأجهزة الدولة ومن يطرح أن هؤلاء لهم ارتباطات بأجهزة الدولة لا يعرف حقيقة هؤلاء الأشخاص وتربيتهم الفكرية. الكثير من هؤلاء كانوا يكفرون الدولة ويعتبرونها غير اسلامية وبالتالي من الصعب أن نقول إن هؤلاء كانوا مع الدولة.
* أنا قلت أنهم موظفون في الدولة وليس مع الدولة؟
> الكثير منهم لم يكونوا موظفين، القلة منهم كانوا موظفين ولكن هذه المقولة تعد امتداداً للمقولات التي كانت تطرح أثناء الأزمة السياسية في ٩٣ وبعد انتهاء الحرب في ٩٤ حيث كان الطرف المهزوم في الحرب يطرح أن الدولة استقوت عليهم بالارهابيين وهذا غير صحيح وقد صدرت فتاوى من علماء ومراجع هؤلاء الأشخاص حينها بعدم المشاركة مع الدولة في حرب ٩٤م.
يتميزون بقوة الإيمان بالله
* أنت يا قضي حينما تحاور أناساً وهم في سجن ربما هم أقرب للضعف فهل تعتقد لو أن محاورتهم جرت وهم طلقاء كانت ستختلف نتائج محاورتهم؟
> لقد سمعت من هؤلاء الاشخاص نقداً للسلطة، تهديداً أو كلاماً لم أسمعه من أقوى زعماء المعارضة على الساحة اليمنية فهؤلاء الأشخاص يمتازون بقوة الإيمان بالله عز وجل وشجاعة الرأي وقد حاولنا جاهدين أن نلتزم آداب الحوار ومنها الاحترام المتبادل وملكية كل منهم لحرية الرأي والإعراب عنه وكان كل واحد منهم يقول لا ونعم كلاً في موقعها ولو قدر لهذه اللجنة أن تنشر وقائع جلسات الحوار لعرف الناس صراحة هؤلاء الاشخاص وجراءتهم في قول ما يريدون سواء أولئك الذين ينتمون إلى جماعة الجهاد وجيش عدن أبين والقاعدة وما يمكن أن نقول عنها أنها من ذوي الاتجاهات السنية أو ممن ينتمون إلى الشباب المؤمن، كان لديهم من الشجاعة جميعاً ما مكنهم أن يقولوا لا ونعم كلاً في موقعها وأن يوجهوا نقداً للأوضاع في جلسات الحوار أكثر من النقد الذي نسمعه بين وقت وآخر من زعماء المعارضة أو عبر صحفها.
* هل حاورت علي جار الله؟
> لم أحاوره أبداً.
لم ألتق علي جار الله
* ولم تلقت به أوبزملائه الذين قتلوا الامريكيين في مستشفى جبلة؟
> لم ألتق به اطلاقاً لأن فكرة الحوار بدأت في الثلاثين من أغسطس وبدأت الحوار عملياً في ٥ سبتمبر ٢٠٠٢ وعلي جارالله تم القبض عليه قبل هذا التاريخ ولم يكن مسموحاً لي بزيارته قبل هذا التاريخ على الإطلاق للظروف التي تعلمها، كما لم ألتق الآخرين الذين نفذوا الاعتداء الآثم الذي وقع على الأطباء في مستشفى جبلة، لم نلتق بهم،ذلك أن قضاياهم مازالت في القضاء ولا نريد أن نؤثر على مجريات العدالة ونريد أن يأخذ القضاء دوره ولا يتأثر بمجريات الحوار وإذا انتهت قضاياهم بأحكام نهائية وأصبحت قابلة للتنفيذ وصودق عليها من قبل فخامة الرئيس يمكن أن نفكر في مناقشة الأفكار التي أوردوها خاصة وأن تلك الأفكار تتعارض مع نصوص قطعية الدلالة والثبوت من كتاب الله وسنة نبيه (ص) وبالرغم من أن الباعث لا أثر له في الشريعة الإسلامية على مجريات القتل ولا يؤثر على العقوبة تشديداً وتخفيفاً، فالجريمة بحد ذاتها جريمة وتعلمون أن الأصل في الشريعة حرمة الدماء والله تعالى يقول »ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق« فهو تحريم بمقتضى الخلق بغض النظر عن دين أو جنس أو موطن والآيات الكريمة تحث...
اقتلاع جذور التطرف
* نعم يا قاضي ربما نعلم كل هذا ولكني أسألك. هل تعلم أن هؤلاء المتطرفين يختلطون بالسجناء وإن المكلف بتفجير جامع البهرة هو من يؤم المصلين في السجن ويخطب بهم.. كيف تفسر السماح لهم بذلك مع علمنا أن هؤلاء يكون تأثيرهم على السجناء المأزومين الباحثين عن التطهر أكثر؟
> وجهة نظرك سليمة من الناحية الشرعية ومن الناحية الواقعية، ذلك بأنها تهدف إلى اقتلاع الجذور الفكرية المتطرفة لديهم والحيلولة دون انتشارها في أوساط السجون وهي فكرة سليمة ولكن البعض يفسر هذه الفكرة تفسيراً خاطئاً ويعتقد أن الدولة إذا حاورت هؤلاء ربما أنها تريد اطلاقهم وهذا غير صحيح.
وجهة نظر يجب الأخذ بها
* بالتأكيد أنا لا أقصد محاورتهم وإنما أقصد إبعادهم عن بقية السجناء، لأن تأثيرهم على السجناء اكبر وحينما تجعل قاتلاً متطرفاً إمام جامع أو محاضراً فكأنما تقر له بصحة ما يحمله من أفكار؟
> وجهة النظر هذه يجب على جهة الاختصاص أن تأخذها مأخذالجد وأن تحول بينهم وبين الاختلاط بالآخرين.
(الشباب المؤمن) لا يحفظون القرآن
* لماذا نجحت في محاورة وإقناع جماعة الجهاد والقاعدة ولم تنجح مع جماعة الشباب المؤمن؟
> الحوار بطبيعته يعد عملاً من أعمال الدعوة إلى الله ومن يقوم بهذا العمل يجب أن يتحلى بالصبر والصدق وأن لا يستعجل النتائج وإذا كنا قد حققنا نتئاج إيجابية بالمتأثرين بتنظيم القاعدة وتنظيم جيش عدن أبين والجهاد فبفضل الله عز وجل أولاً ثم القيادة السياسية ثانياً وفيما يتعلق بالمجموعة المنتمية إلى الشباب المؤمن فقد حققنا نتائج إيجابية ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب وإذا ما قورن الجهد المبذول من قبل اللجنة مع النتائج فإنها لم تكن بالمستوى الذي كنا نأمله وما يجب أن يكونوا عليه وعلماء النفس يقولون :إنه إذا الإنسان وجه دعوة إلى الآخر ولم يستجب لها هذا الآخر فربما أن الداعي لم يستطع ايصال رسالته بالطريقة المطلوبة أو أن ظروفاً حالت بينه وبين الطرف الآخر أو منعت الطرف الآخر من قبول هذه الدعوة ولا زلنا نلتمس لهم العذر وهناك أسباب لتدني الاستجابة منها، الجهل، فالكثير من الشباب لا يحفظون القرآن الكريم ولا يحفظون من السنة إلا أحاديث قليلة وهي أحاديث الغدير والأحاديث المشابهة لها وثقافتهم مستمدة من ملازم حسين الحوثي والمقدر عددها بأربعين ملزمة بالإضافة إلى أننا بدأنا الحوار مع هذه الفئة في منتصف شهر يونيو من عام ٢٠٠٤م أي إلى قبل اشتعال الفتنة ببضعة أيام واستمر الحوار أثناء الحرب وحاولنا أن نستأنف الجهود في بداية هذا العام وكنا نأمل أن تحقق نتائج أفضل ولكن فوجئنا أيضاً بالفتنة الأخرى التي قام بها بدر الدين الحوثي.
وهناك أيضا ًالعصبية التي وجدت لدى هؤلاء الشباب والتي لها عوامل سياسية ،اقتصادية ،ثقافية واجتماعية بالإضافة إلى عدم الالتزام من قبل البعض بآداب الحوار وهذا كان له الأثر في عدم توفير أجواء الحوار ومناخاته وأيضاً صغر سن هؤلاء الشباب والمتأثرين بأفكار حسين الحوثي وهم ما بين الثامنة عشرة والثلاثين سنة وقلة منهم تجاوز هذا السن ويعتبر هذا السن هو سن المراهقة الفكرية إضافة إلى السياسة التي انتهجها حسين كما انتهجها والده محاولين بذلك استنساخ الإمام الخميني ونهجه دون مراعاة الاختلاف في الزمان والمكان والأشخاص ،فالفرق بين بدر الدين وحسين وبين الخميني كبير وبين الشعب اليمني والإيراني وبين الرئيس علي عبد الله صالح وشاه إيران أكبر.
* ما هو دليلك أن حسين أو بدر الدين الحوثي متبنون لأفكار الخميني؟
> الملازم والمحاضرات الصادرة عن حسين.
ركنا العلم والحكم
* ماذا قال بالضبط لكي يعرف الناس؟
> محاضراته تقوم على اساس الحق الإلهي بالعلم وبالحكم وهما ركنان أساسيان في دعوته يعتقد أن الله اختص أناساً بالعلم دون غيرهم وهم علماء دون أن يعلمهم أحد ومهما بلغت من العلم ووقفت أمام أي منهم فيجب أن تقف تلميذاً كما اختص أناساً بالحكم وجعل اختيار الحاكم هو من حق الله وليس من حق البشر ويقول في ملزمة الولاية إن الديمقراطية هي آلية غربية لا تشترط سوى المواطنة المتساوية وبالتالي يمكن أن يكون رئيس اليمن يهودياً أو نصرانياً ولكي لا نقع في هذا المأزق تشترط أن يكون الرئيس علوياً فاطمياً ودعوة والده تقوم على نفس الركنين في الحكم والعلم.
* بالنسبة للسنة أيضاً هم يشترطون في الحاكم أن يكون قرشياً ويختلفون مع الزيدية فقط في أن يكون من البطنين وجميعهم في هذا الجانب مخالفون للدستور.. فلماذا لا تتم محاورة هؤلاء أيضاً؟
> الأصل أن الاسلام هو دين الحرية والعدالة والمساواة والله تعالى يقول: "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم" ويقول تعالى: »وأمرهم شورى بينهم« ويقول: ..
* (قاطعته).. عفواً يا قاضي للمقاطعة.. أنا لا أبحث عن تأصيل شرعي ولكني ..؟
> لا .. يجب أن أقول لك المبادئ العامة.. لقد قال تعالى :»ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد« قال الله: ليقوم الناس وإن الله يؤيد الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة ويقول إبن تيمية..
الدستور حسم مسألة العلوية
* (قاطعته).. يا سيدي لا أبحث عن تأصيل وأعود بك إلى السؤال طالما والسنة تشترط القرشية مثلما تشترط الزيدية العلوية لماذا لا تحاور السنة لكي تؤصل لفكر حديث للولاية؟
> أولاً إن مسألة العلوية قد حسمت بنصوص دستورية وهذا الدستور تم الاستفتاء عليه وحدد الشروط واشتراط الولاية القرشية أو العلوية الفاطمية كان محدوداً بظروف زمنية وبدأنا الحوار مع هذه الفئة لأنها استخدمت العنف لتنفيذ مطالبها وليس هناك ما يمنع من محاورة الطرف الآخر في هذه المسألة، بل والمفروض أن المنصوص عليه بالدستور والقانون لا يكون الآن محل حوار وما يجب هو تكييف أنفسنا على الالتزام بالدستور والقانون.
شعارهم يخالف الكتاب والسنة
* ما هو المطلوب تحديداً وبنقاط من جماعة الشباب المؤمن؟
> الالتزام بالدستور والقوانين النافذة ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، هذا هو المطلوب بالإضافة إلى أن على أولئك الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بحق الوطن أن يعتذروا لهذا الوطن وأن يتركوا ترديد الشعارات في الجوامع لأنها تثير فتنة ولأن الشعار الذي يرفع من قبلهم يخالف نصوص القرآن والسنة النبوية مثلما يخالف الدستور والقوانين النافذة وعليهم أن يسلكون المسالك القانونية للتعبير عن رأيهم وفقاً للدستور خارج المساجد.
* أسألك كشاهد عدل هل هناك من المسجونين ممن يسمون بـ(الشباب المؤمن) ممن التقيت بهم من أصحاب هذا الفكر من ينكر ولاية الرئيس علي عبد الله صالح أو يطالب بعودة الإمامة أو يدعو لها؟
> أوضح دليل على ذلك هو ما ورد في مقابلة العلامة الذي أضله الله على علم بدر الدين الحوثي التي أجريتها أنت مع فضيلته حول هذه المسألة واشتراطه للبطنين في الإمامة وإذا لم يكن هناك من البطنين فيكون الأمر احتساباً وعدم إقراره بشرعية الرئيس أو النظام القائم.
* كيف استشفيت رأيه هذا؟
> عندما سألته أنت عن شرعية الرئيس علي عبد الله صالح قال: لا تحرجني، ماذا تريد غير ذلك يعني أنه غير معترف بشرعية النظام ولا بعلي عبد الله صالح. أما ما يخص أولئك الشباب فكلهم ملتزمون بما جاء في ملازم حسين الحوثي ومنها ملزمة الولاية التي تشترط الإمامة في البطنين وعلي عبد الله صالح هو من أبناء الشعب وليس علوياً فاطمياً.
* ولكن يا قاضي ألست معي أن الأفكار التي قال بها بدر الدين الحوثي موجودة في أمهات الكتب الزيدية منذ قرون عديدة.. إذا لماذا يتم التحسس منها في هذا الوقت؟
> لأنها بدأت تقود إلى التمرد من خلال رفع الشعار الذي لا يراد منه إلا إحداث الفتنة في المساجد وعدم الامتثال للدستور والقوانين النافذة وإساءة العلاقة بالآخرين.
* متى كان حواركم مع جماعة الشباب المؤمن.. قبل الحرب أم بعده؟
> فكرة الحوار مع هؤلاء...
* لا ليس فكرة الحوار وإنما بدايته؟
> كانت قبل الحرب.
* التقيتم بجماعة الشباب المؤمن وهم في السجن ولم تفكروا بلقاء حسين الحوثي لمحاورته مع أنه الأصل؟
> حاولت الاتصال به مباشرة وعبر أخيه يحيى بدر الدين ولكن لم نفلح، كما حاولت الالتقاء به حينما شكلت لجنة الوساطة ولم نلتق به.
* أنت كرجل حوار هل تعتقد أن هذه الحرب قادرة على فرض قناعات لم تستطعها الحوارات؟
> المشكلة ذات منشأ فكري والفكر لا يواجه إلا بالفكر والقوة يمكن أن تحسم الخيار مع المتمردين أو الخارجين عن القانون ولكنها ليست الحل الأمثل.
* وكيف تنظر الآن إلى حوار يقوم في ظل حرب؟
> لقد وضعت الحرب أوزارها ونتمنى أن يحقق الحوار نتائج طيبة.
فكرة الاصطفاء ليست من الزيدية
* هناك من يقول أن الهجوم العسكري والحملة الإعلامية على بدر الدين الحوثي ومن معه قد امتدت إلى المذهب الزيدي وربما هذا يؤدي إلى اصطفاف مضاد وهذا سيكون أخطر على البلد؟
> الأفكار التي وردت في ملازم حسين أو وردت على لسان أبيه لا تمت إلى الزيدية بصلة والتعبئة التي تمت من قبله لاتباعه لا تعترف بغيره من الهاشميين وقد قلنا نحاور أولئك الشباب من خلال المراجع الزيدية والشخصيات الهاشمية وكانوا يقولون بما قاله حسين بدر الدين بل لا يعترفون بالآخرين وقد سألناهم عن سبب تمسكهم بحسين فكانوا يقولون إنه مصطفى وفكرة الاصطفاء ليست من أصول الزيدية ولا من فروعها ولا حتى مبادئها وأهدافها وكذلك ما ورد في مقابلة بدر الدين في "الوسط" عن فكرة الإمامة والاحتساب، فالزيدية لا يقولون بالاحتساب لأنهم يقرون بإمامة المفضول مع وجود الفاضل وبالتالي هي تعبير واضح عن الخروج عن المذهب الزيدي بل أن محاضراتهم وكتبهم تصب جام غضبهم على الزيدية وماذا تريد أكثر مما قاله حسين بدر الدين من أن ضلال الزيدية هو أصول الفقه وأصول الدين ولو رجعت إلى سلسلة المتنصرين وأحاديث الخارجين عن الزيدية إلى الجعفرية لوجدت أنهم يتهمون الزيدية بالضلال.
الحرب كانت على خارجين عن القانون
* لو سلمنا أنهم هكذا فكم هم هؤلاء الأشخاص ومن يمثلون؟
> هم أشخاص معدودون لا يزيدون عن المئات ممن يحملون هذا الفكر وبالتالي فإن تأثيرهم محدود والحرب التي شنتها الدولة هي على الخارجين عن القانون وليست ضد الزيدية كما هي ليست ضد الهاشميين، لأن هؤلاء ملتزمون بالدستور، كما أن الملتزمين بالمذهب الزيدي هم ملتزمون بالدستور وأخبرك أن الخارطة الاجتماعية قد تغيرت تماماً. لم يعد الأمر كما كان قبل قيام الثورة اليمنية، لأنه ربما كان قبلها لا يوجد في صنعاء من يلتزم بالمذهب الشافعي غير أشخاص يعدون بالأصابع والآن ربما في ٩٠٪ من سكان صنعاء لم يعودوا في المذهب الزيدي وينطبق هذا على بقية المناطق. والخلافات المذهبية حسمت بتقنين أحكام الشريعة الإسلامية وهذا التقنين يعد منجزاً لا يقل عن منجز الوحدة، فالوحدة التشريعية تعد الأساس للوحدة اليمنية، ذلك لأنه ليس من المعقول أن يعمم مذهب واحد على اليمن سواء زيدياً أو شافعيا أو غيره وما يجب الالتزام به هو القوانين النافذة.
* أنت تقول أن اتباع الحوثي يعدون بالمئات إذن هل هؤلاء يستأهلون أن تقوم لأجلهم الطائرات والدبابات. فلماذا لا يتم بدلاً عن ذلك فتح المجال أمامهم للتعبير عن أفكارهم؟
> الخيار الذي ذكرته هو الخيار المفضل لدى الرئيس علي عبد الله صالح لولا أن اتباع حسين بدر الدين بدأوا بالعدوان على بعض منتسبي القوات المسلحة والأمن وكذلك فعل أتباع والده.
* بدر الدين كان هنا لمدة شهرين - كما يقول- لماذا لم يتم الالتقاء به؟
> بحسب علمي وكما سمعت من الرئيس أن بدر الدين لم يطلب مقابلته.
* ولكنه جاء إلى صنعاء بناء على طلب الرئيس؟
> جاء بناء على طلب الحكومة اليمنية بالابتعاد عن الرزامات حتى لا يشكل بؤرة للتوتر مرة أخرى.
* هو امتثل لهذا الأمر بناء على وعده بحل القضايا إلا أن ذلك لم يتم؟
> لم يطلب مقابلة الرئيس ولم يقدم مذكرة واحدة لطلب تحديد موعد.
* هل من الضروري تقديم مذكرة طلب وهو قد حضر لحل الاشكالات بناء على طلب الحكومة اليمنية كما تقول؟
> لا بد من أن يطرح مطالبه مكتوبة وأن يطلب مقابلة الرئيس.
* كان هناك وسطاء بين الرئيس والحوثي حددت على ضوء وساطتهم المطالب، من ضمن هؤلاء الوجمان؟
> هذا السؤال يوجه إلى الاخ صالح وجمان ولتحديد ماذا طرح وعند حضور الماء يبطل التيمم وقد حضر بدر الدين إلى صنعاء وكان عليه أن يطرح مطالبه مباشرة خاصة وإن الدولة قد استأجرت له بيتاً واعتمدت له مقرراً مالياً شهرياً قدره مائتا الف ريال واعتمدت له تعييناً لمائة فرد يومياً لمرافقيه وكان عليه أن يتوجه بطلباته إلى الرئيس أو يعيد الاتصال بالواسطة.
* الآن وقد حصل ما حصل هل تعتقد ان الحرب قادرة على حسم مثل هذه المسالة الفكرية؟ على افتراض انه تم قتل أو القبض على بدر الدين وهل ستنتهي مع أنك تتحدث عن أفكار ومريدين ومؤيدين لهذه الفكرة؟
> الحوار يحل المشكلات الفكرية والقوة للخارجين عن القانون.
* الآن بدر الدين الحوثي أين تضعه؟
> اعتقد أنه من عداد الخارجين عن القانون.
* لأي أسباب؟
> بعد هذه المعركة التي دارت لو كان عنده شيء من الاستجابة لبادر إلى تسليم نفسه وكان يمكن ان يسلم نفسه والآخرين ويحقن دماء الشعب اليمني.
* هل يمكن أن نصدق أن كهلاً عمره ٨٣ عاماً قادر على قيادة عمليات؟
> لا أعتقد أنه قادر على إدارة مثل هذه العمليات ولكنه كان الزعيم الروحي لهذا التمرد وهناك أشخاص كانوا يقفون خلفه ويتمترسون به هم الذين أداروا المعركة.
* بالمناسبة عبد الله الرزامي هو من يقود العمليات الميداينة ومع ذلك يتم إغفال اسمه قصداً هل للخوف منه أنه قبيلي وينتمي إلى قبيلة؟
> ليس هذا.. لكن الحديث عن الزعيم الأكبر لأنه يأتمر بأوامر بدر الدين وطالما أن أوامر بدر الدين نافذة عليه فالحديث عنه ولكن لست مع إغفال الحديث عن الرزامي ودوره ولا أستطيع بالتحديد ذكر الأشخاص الضالعين في هذا التمرد حيث لم يجر تحقيق حتى الآن وبالتالي ننتظر نتائج التحقيق.
* هل تملكون دليلاً مادياً على أن بدر الدين دعا إلى التمرد أو حرض عليه أو أفتى به؟
> ما نشرتموه في صحيفة الوسط في ١٦ مارس قال إن ابنه كان على حق، ماذا تريد غير ذلك وأيضاً من خلال عدم إقراره بشرعية النظام القائم وخروجه من صنعاء يدل على نية مبيتة.
* قاضي حمود أنت عادة ما تستند على حديث الحوثي للوسط هل هذا اللقاء سبب من أسباب الحرب؟
> بصدق كشف المستور عندهم وأظهر النوايا التي كان يضمرها بدر الدين الحوثي بل وأظهره أنه كان مشاركاً في حركة التمرد الأولى وقال إنه لم يقف محايداً في تلك الحرب بمعنى أنه شارك فيها وبالتالي كان من محاسن صحيفة الوسط أنها كشفت عن تلك الأفكار وربما كان الكشف من أهم أسباب تخلي الناس عنه لأنه ظهر لهم من خلال تلك المقابلة سوء الأفكار التي يحملها.
من يقاتل الحوثي هاشمي
* طيب ألا تخشى أن تتحول الحرب إلى مذهبية بسبب أن نطاقها هو في إطار المنطقة الجغرافية للزيدية؟
> كما قلت لكم بدر الدين وابنه لا علاقة لهما بالزيدية ولا يمثلونها ومن يقاتله هو رئيس الأركان وهو هاشمي كما أن نائبه هو أيضاً هاشمي وهما من أتباع المذهب الزيدي وكذلك أكثر من هو موجود من أبناء القوات المسلحة هم من أتباع المذهب الزيدي الذين وقفوا ضده والخارطة الاجتماعية لم تعد كما كانت عليه من قبل فإذا كانت الصحف والتقارير تذكر أن عدد الملتحقين بمعهد دماج يزيد عن ثلاثة آلاف شخص وهذا في منطقة من مناطق صعدة وهؤلاء هم سلفيون وبالتالي فالمنطقة لم تعد زيدية كاملة والفكر الذي يحمله هو دخيل على الزيدية ولا يمكن أن تتحول إلى حرب مذهبية أو طائفية.
* أنت تفاخر بوجود أكثر من ثلاثة آلاف زيدي والدولة تقوي من هؤلاء في مواجهة الأفكار الأخرى أنتم تنقلون الحرب إلى مربع الدين القائم على صراع المذاهب وهذا هو الخطر بعينه؟
> الدولة لا تتبنى مذهبا معيناً ولا جماعة بعينها، بل تتبنى الدستور والقوانين النافذة وتحترم المذاهب الدينية القائمة سواء كانت سنية أو شيعية على أساس الالتزام بالدستور وهناك قوانين تنظم المؤسسات التعليمية بشكل عام -الأهلية والحكومية- ويجب أن تخضع كل المؤسسات التعليمية لنصوص ذلك القانون.
* أنت تعلم أن السلفيين يقولون بشكل واضح أنهم لا يعترفون بانتخابات ولا يؤمنون بدستور ولا يقرون بوجود الأحزاب السياسية وبالتالي فهم يناقضون كل ماجاء في الدستور كثوابت ومع ذلك انتم تغضون الطرف عنهم بسبب انهم لا يقرون الخروج على الوالي وهذه هي المشكلة.. فكيف تفسر لنا هذا التناقض؟
> أي جماعة من حقها أن تحمل الأفكار التي تريد ولكن ليس من حقها أن تستخدم العنف من أجل فرضه على الآخرين والقانون لا يعاقب على التفكير وإنما على الأعمال المضرة بالأفراد والجماعات.
* يعني أنتم ستنتظرون حتى يحملوا السلاح لندخل في متاهة أخرى في ظل حرب أخرى؟
> هناك حوار غير معلن.
* في دماج؟!
> في غيرها..
* في دماج في غيرها أم في غيرها فقط.
> في مناطق عديدة لقاءات غير معلنة.
* أنت تديرها؟
> هكذا.
* على أي اسس يقوم هذا الحوار؟
> على أساس الالتزام بالدستور والقوانين النافذة.
* هؤلاء لن يلتزموا وكتبهم معلنة وتطبع وتباع في المكتبات وكلها مناقضة للدستور الذي تعده مرجعاً؟
> مثل ماذا هي هذه الكتب؟
* محمد الإمام عنده كتاب في عدم شرعية الانتخابات. وكتب مقبل هادي الوادعي الذي يعد المرجع الرئيس للسلفيين تباع وتتداول وكلها تحريض على الأحزاب أو نقد للدستور.. هل هي مقايضة مقابل التأصيل لعدم جواز الخروج على الحاكم؟
> هذه أفكار قابلة للنقاش والأصل أن جميع مواطني الدولة يلتزمون بالدستور والقوانين النافذة وستطبق الحكومة القانون على كل المؤسسات التعليمية سواء كانت زيدية أو شافعية أو سلفية، الكل سيخضع للقانون.
* بما فيها المدارس السلفية هل سيتم إغلاق معهدي دماج وذمار.. هل سيغلق معهد أبو الحسن المصري المأربي في مأرب وكذلك مدارس الحكمة؟
> حتى الآن لم تغلق أي مدرسة من مدراس التعليم المذهبي ولكن جميعها سيخضع للقانون.
* ماذا لو لم يلتزموا.. هل ستغلق؟
> الإغلاق مسألة اخرى ويجب ان يلتزموا بالقانون ويدرسوا مواد الدستور والقوانين النافذة في الجمهورية اليمنية.
* أتكلم عن المدارس السلفية من باب المماثلة بالمدراس الأخرى وحسين الحوثي كانت المشكلة معه لم تتعد الأفكار وتدريسها وتطور الأمر إلى ما علمت فهل تنتظر معارك أخرى؟
> توجيهات الرئيس إلى الحكومة قضت بتطبيق القانون على الجميع وعدم استثناء أي فئة من تطبيق نصوص القانون، بل ان الرئيس في آخر جلسة مع لجنة الحوار قال: إن الدولة لن تسمح بممارسة أي نشاط من قبل أي فئة أو مجموعة أو حتى شخص.
* أليس مدعاة للتساؤل أن تكون فخرت بوجود أكثر من ثلاثة آلاف سلفي ثم تقول إنه سيتم اغلاق مثل هذه المدارس المثيرة للفرقة ألا تخشى من حدوث مواجهات ربما تحصل بسبب الدفاع عن هذه المدارس من قبل اتباعها؟
> هذا هو رد لقولك أن صعدة زيدية ومن حيث عدد الأشخاص أو الخارطة الجغرافية فإنه لم يعد هناك أي منطقة حكراً على مذهب معين، حتى أولئك الذين يدينون بالمذهب الشافعي.
* بالنسبة لما تعتبرونه خروجاً من حسين وأبيه على المذهب الزيدي لماذا لا يرد عليه علماء المذهب الزيدي بدلاً من أن تقحموا أنفسكم أنتم كسلطة ومحسوبين على السنة للرد عليهم مما قد يخلق حساسية لا داعي لها؟
> طلب الرئيس من أصحاب الفضيلة العلماء المعروفين عند علماء وأتباع المذهب الزيدي مثل محمد بن محمد المنصور والوالد محمد عباس المؤيد والوالد أحمد محمد الشامي القيام بدور فاعل وتوجيه الناس وارشادهم نحو الوجهة الصحيحة المتمثلة بالدستور والقوانين النافذة.
* تتلكم عن خروج بدر الدين عن المذهب الزيدي بينما لم نسمع عن علماء المذهب الذي ذكرت ما يخرج بدر الدين عن المذهب الذي يعد مرجعيته؟
> هذا السؤال يوجه إليه.
* لا أنا أوجه السؤال إليك باعتبارك تحاور أتباع المذهب الزيدي وايضاً لكونك تقول بخروج حسين وأبيه عن هذا المذهب.. أليس هؤلاء أولى بأن يحاوروا ويبدوا رأيهم؟
> ما سمعته من هؤلاء العلماء هو أنهم ليسوا مع بدر الدين في ما طرحه في صحيفة (الوسط) أو ما قام به من تمرد في منطقة نشور والرزامات.
* يبدو أنك سمعت ذلك في مقيل قات إذ لم يسمعه أحد غيرك ويبدو أنك تقحم نفسك في محاججة الحوثي بينما هم الأولى منك بذلك.. هل تستقوي بالسلطة؟
> ليس هذا الأمرولكني التمس العذر لأصحاب الفضيلة العلماء.
* من أي ناحية؟
> ربما لم يتمكنوا من الإعراب عن رأيهم ولكني متأكد أنهم سوف يعبرون عن رفضهم لتلك الأفكار إن عاجلاً أو آجلاً.
* يا قاضي نحن نتحدث عن هدى وضلال أديا إلى حرب فمتى سيعبر هؤلاء عن آرائهم ،هل بعد أن تنتهي الحرب ثم أن عدم افصاحهم يقلل من مصداقيتك انت لأنك وحدك من تنتقد ما قاله الحوثي في الوسط؟
> أنا مسؤول عما اقوله وهم مسؤولون عن مواقفهم.
* ولكنك أنت وحدك من أخرجت الحوثي من الزيدية إلى الجعفرية؟
> ما ورد في بيانهم ضد حسين ينطبق على والده.
* غير صحيح فلا ينطبق الأمر على بدر الدين باعتباره مرجعية في المذهب الزيدي بينما ولده لم يكن يمثل مرجعية لهذا المذهب؟
> ما طرح في لجنة الحوار من علماء المذهب الزيدي كان ضد ما طرحه بدر الدين في صحيفة الوسط.
* إذن لماذا لم ينشر مثل هذا الطرح؟
> هذه الآراء يمكن أن تنشر لاحقاً وقد قام الدكتور المحطوري باعداد رسالة في هذا الموضوع ونشرتها بعض الصحف.
* ألم يكن المحطوري متهماً من السلطة ذات يوم بأنه جعفري وسجن بسبب ذلك؟
> ليس جعفرياً.
* لقد اتهم بذلك ذات يوم؟
> هو يطرح بأنه زيدي وينكر الجعفرية والظاهر معه.
الدولة لا تستقوي بفئة على فئة
* قناعتي ستظل بأن مشكلة ما جرى ويجري في صعدة لا يمكن أن تنتهي بمجرد الإعلان عن إنهاء العمليات العسكرية خاصة وقد تم التعامل مع هذه القضية باعتبارها دينية مذهبية بل والأكثر من ذلك أن أطرافاً مذهبية تحاول إصباغ القتل بفتاوى إسلامية. هل يمكن إنقاذ البلد من خلال كبح جماح التطرف أياً كان مصدره سلفياً أو شيعياً دون أن تقوى جماعة على أخرى؟ وقد وصلتني رسالة من سلفي يدعو لقتل من سماهم الرافضة، ما هو الحل الأمثل لقطع دابر فتنة دينية؟
> الحل الأمثل هو تطبيق الدستور والقوانين النافذة على كل المؤسسات التعليمية سواء كانت زيدية أو سلفية أوشيعية أو شافعية، أياً كانت وجهتها والدولة عازمة على تطبيق هذه النصوص وبصرامة.. وهي لا تستقوي بفئة على فئة لأن الدولة في وضع قوي وليست بحاجة لأن تستخدم هذا ضد ذاك بقصد تحقيق التوازن، فسياسة التوازنات على حساب الدستور والقانون لم يعد لها مكان اليوم.
والسلفيون موجودون في اليمن شأنهم شأن غيرهم من المذاهب وعليهم أن يلتزموا بالقانون والدستور ومن يشجع على سفك دماء الناس تحت أي مبرر أعتقد أنه بحاجة إلى تذكير بالله عز وجل ومراجعة القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يمكن أن يشجع أي شخص بغض النظر عن مكانته العلمية على قتل وسفك دماء الآخرين أياً كانت وجهتهم وأياً كان المذهب الذي ينتمون إليه.. أما بالنسبة لعلماء المذهب الزيدي في الحقيقة هم جزء من لجنة الحوار ودورهم فاعل فيها ولا أعتقد أن هناك مشكلة سوف تواجهنا مستقبلا في هذا المجال.
* كيف تفسر ظهور مثل هذه النعرات الطائفية والمذهبية اليوم رغم أنها ظلت زمنا طويلاً غير معلنة؟
> الديمقراطية لها محاسن ولها مساوئ وهذه ربما من محاسن الديمقراطية أنها تظهر الأفكار التي كانت مدفونة عندهم وتظهر أيضا الاتجاهات التي لا تؤمن بالسلام في المجتمع.
الحوار صحح المفاهيم الخاطئة
* هل أنت مقتنع تماماً أنك حققت شيئاً مع المجاهدين أو اصحاب القاعدة بحيث تعتقد أنك انتزعت فكر التطرف من عقائدهم؟
> أنا مقتنع أنني بذلت جهداً أسأل الله عز وجل أن يكتب لي الأجر عليه وبشهادة الآخرين فقد حقق الحوار فوائد عديدة على المستويين الداخلي والخارجي.
فعلى المستوى الداخلي تمثلت أهم فوائد الحوار بالآتي:
اولاً: إيجاد الأمل لدى هؤلاء الشباب بإمكانية العيش بسلام، ذلك لأن فقدان الأمان يجعل الشخص أمام خيارين لا ثالث لهما إما قاتلاً أو مقتولاً. فالحوار أوجد خياراً ثالثاً تمثل بخيار العيش بسلام.
ثانياً: تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتي كانت موجودة لدى بعضهم، ذلك لأن الفهم الخاطئ والتصرفات الطائشة تلحق ضرراً بالإسلام والمسلمين لا يقل عن ضرر المخططات والأعمال المعادية لسببين اثنين: الأول أنها تظهر الإسلام بصورة غير صورته الحقيقية التي أنزله الله بها. الثاني: أنها توفر الذرائع والمبررات للآخرين.
ثالثاً: أنها تنزع فتيل المواجهة الدموية بين هؤلاء الشباب وبين الأجهزة الأمنية.
رابعا: ترسيخ الأمن والاستقرار في بلد الإيمان والحكمة فمنذ أواخر ديسمبر ٢٠٠٢ وحتى الآن لم يحدث في اليمن أي حادث إرهابي يذكر أما الفائدة الخامسة فهي الإفراج عن أكبر عدد ممكن ممن شملهم الحوار وليسوا متهمين بجرائم جنائية، أما المتهمون بجرائم فقد أحيلوا إلى القضاء وهو سيفصل في أمرهم طبقاً للدستور.
هذا على المستوى الداخلي أما على المستوى الخارجي فقد أظهر الحوار اليمن بصورة طيبة، أنها بلد الحكمة والحضارة حيث كان سائداً في العالم حتى الثلاثين من اغسطس عام ٢٠٠٢ وسيلة واحدة لمكافحة الإرهاب هي وسيلة القوة فأظهرت اليمن وسيلة أخرى أجدى نفعاً وهي وسيلة الحوار، وهو ما أزال اللبس عن موقف اليمن من أن له علاقة بالإرهاب.
الذهاب إلى جوانتانامو
* قاضي حمود طالما وأنت تحقق نجاحاً حتى على المستوى الخارجي لماذا لا تطلب الذهاب إلى جوانتانامو لمحاورة مسجوني القاعدة أم أن امريكا لم تطلب ولماذا لم تطرحوا عليها الأمر؟
> كان قد طلب مني بعض محاميي المتهمين المتواجدين في جوانتانامو الذهاب للحوار مع موكيلهم فأخبرتهم أن هناك بروتكولات واجراءات خاصة لتوجيه الدعوات وزيارة البلدان وأن توجه الدعوة من وزير خارجية الدولة الداعية إلى وزير الخارجية في الجمهورية اليمنية مرفقاً بها الدعوة لزيارة اي بلد ومن ثم يتم الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحكومة الداعية على تحديد موعد الزيارة وبرنامجها حتى تحقق أهدافها.
* الاحزاب القائمة على جذر اسلامي سواء الإصلاح أو الحق أو غيرها.. ألا تكرس ظاهرة الاستقواء بالدين؟
> الإسلام للجميع.. فنحن مسلمون جميعاً ولا يجوز لأي فئة أن تستقوي على الآخرين أو تحتكر تمثيل الدين تحت اي مبرر والدستور واضح في هذه المسألة والقانون يمنع قيام اي حزب على أساس ديني طائفي.
* إذا كيف تقيم الأحزاب القائمة؟
> لقد رتبت أوضاعها وفقاً للدستور والجميع يرفع شعار الإسلام بما فيها الأحزاب القومية والاشتراكي.
* فهمي هويدي عبر في الشرق الأوسط عن خشيته من أن تتحول صعدة إلى دارفور أخرى ما رأيك؟
> هذا التخوف لا محل له لأن الاستاذ هويدي لا يعرف طبيعة اليمن وليست هناك تصفيات عرقية أو مناطقية في اليمن وكل ما جرى كان عمليات بسيطة قامت بها الحكومة رداً على عملية التمرد.
* كم عدد المسجونين على ذمة قضايا الشباب المؤمن؟
> حوالي ٦٠٠ شخص.
رئيس الأركان ونائبه هاشميان قاتلا الحوثي والقوة خيار حسم ولگنها ليست الحل الأمثل
الأربعاء 20 ابريل 2005
حـاوره/ جمال عـامر
الأحداث الأخيرة التي شهدتها صعدة وأصبحت فتنة حقيقية وبالذات بعد أن حاول البعض بعلم أو بسوء نية أن يلبسها لباس الدين ويجعل القتل باسم الله ولأجله هو الهدف لكل ما يجري وثم إن الفكر مهما كان خاطئاً وحتى ضالا لا يمكن تصحيحه بالقوة مهما بلغت وهنا تأتي الحاجة إلى تأصيل منهجية الحوار باعتباره سفينة نجاة لغرقى مهما كان اختلافهم يجمعهم وطن واحد.
أسوأ أنواع التطرف ذلك الذي يحمل منشأ فكرياً وأخطره هو الذي يتكئ على مرجعية دينية مهما كان أساسها المذهبي أو الفكري والنظام السياسي قال إنه اختار الحوار أداة ومنهجاً مع كل ضال أو متشدد إلا أن ما هو واقع وحاصل يوحي بأن هناك محاولة لضرب تطرف بتطرف آخر وهو ما سينقل الخلاف إلى المربع الديني.
ولأهمية مثل هذه القضايا ارتأت (الوسط) الالتقاء بالقاضي حمود الهتار رئيس لجنة الحوار الذي فتحنا معه هذا الملف الشائك - بداياته.. نجاحاته.. اخفاقاته -وبالتأكيد اخذت جماعة الشباب المؤمن والقضايا التي طرحها العلامة بدر الدين الحوثي حيزاً كبيراً، فإلى الحوار:
* من كان صاحب فكرة إجراء حوار مع المتطرفين أنت أم الرئيس أم جهة أخرى؟
> فكرة الحوار تعتبر امتداداً لنهج الرئيس علي عبد الله صالح في حل المشكلات الفكرية عن طريق الحوار، ليس مع الإسلاميين فحسب بل مع كافة الاتجاهات السياسية الموجودة داخل الساحة اليمنية منذ تسلمه زمام الحكم داخل بلد الإيمان والحكمة وحتى الآن وقد أعلن الرئيس عن عزمه تشكيل لجنة للحوار مع العائدين من افغانستان في ٢٤ أغسطس ٢٠٠٢ وفي الثلاثين من نفس الشهر استدعى الرئيس عدداً من كبار علماء اليمن كنت أصغرهم سناً وأقلهم شأناً في اجتماع خاص عقد برئاسته وكبار مسؤولي الدولة، في هذا الاجتماع طرح الرئيس هذه المشكلة وقال: لدينا مجموعة من الشباب لم يرتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون ولكننا لو تركناهم وشأنهم لارتكبوا بحق أنفسهم وبوطنهم اضراراً بالغة ولا بد من أن يقوم العلماء بدور بارز في اقناع هؤلاء الشباب وتم في هذا الاجتماع تشكيل لجنة الحوار وتحديد مهمتها وترك الرئيس فرصة اختيار أعضاء هذه اللجنة للعلماء في اجتماع خاص يعقد لهذا الغرض.
الحوار نزع فتيل المواجهة
* بعد كل ما جرى من حوار صار البعض يعتقد أن النتائج ليست أكثر من زوبعة في فنجان أو أنها ليست أكثر من ظاهرة اعلامية. لا أدري كيف سترد وبالذات بعد أن رجع الكثير ممن تمت هدايتهم أو محاورتهم إلى نفس افكارهم وبعض هؤلاء ذهب للقتال في العراق؟
> لم يعد أي من الأشخاص الذين شملهم الحوار إلى ما كان عليه من قبل والحوار كان بناء على دراسة قامت بها الجمهورية اليمنية للعمليات الارهابية التي حدثت في العالم وتوصلت هذه الدراسة إلى ان كل عملية ارهابية لا بد لها من فكر تستند إليه وتنطلق منه، أياً كان هذا الفكر دينياً او غير ديني، سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً والفكر لا يواجه إلا بالفكر والمشكلات الفكرية لا تحل إلا عن طريق الحوار، ذلك بأن القوة لا تزيد الفكر إلا قوة وصلابة ويستعصي الحل عن طريق القوة، لذلك الحوار هو السبيل الأمثل وقد حقق الحوار نتائج طيبة وظهرت هذه النتائج من خلال التزام الطرف الآخر بالدستور والقوانين النافذة ومنها قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية الذي يحظر قيام أي حزب على أساس تشكيلات عسكرية أو يضم في عضويته مثل هذه التشكيلات، كما التزموا بالمحافظة على الأمن والاستقرار والابتعاد عن كل عمل يخل بأمن الجمهورية اليمنية واستقرارها والتزموا باحترام حقوق غير المسلمين ومنها حرمة دمائهم وأموالهم واعراضهم واعتبار الإذن الذي تمنحه السلطات المختصة لشخص ما هو أمان لهم حتى يلغى، كما التزموا وتعهدوا بعدم التعرض أو المساس بأمن ومصالح سفارات الدول ولعل أوضح مثال على نجاح الحوار وتحقيق فوائده على المستوى الداخلي أنه منذ أواخر ديسمبر ٢٠٠٢م منذ أن تم الافراج عن أول مجموعة ممن شملهم الحوار لم يشهد اليمن أي حادث ارهابي يذكر وكان البعض يعتقد أن يتحول اليمن إلى أكبر مسرح للعمليات الارهابية، والامن والاستقرار الذي شهدته اليمن ونزع فتيل المواجهات الدموية بين هؤلاء الشباب وبين الأجهزة الأمنية هو أكبر مثال على نجاح الحوار.
تسوية الأوضاع لم تكن من مطالبهم
* ولكن قاضي حمود ربما كان اقناعهم هذا بسبب ما حصلوا عليه من مال أو تسوية للأوضاع أكثر مما هو قناعة. فهؤلاء حصلوا على مكاسب ويكفي أن الرئيس التقى بهم شخصياً، خاصة وإن جل هدفكم كان اقناعهم فقط بطاعة ولي الأمر؟
> نتائج الحوار كانت قناعة فكرية ومستندة على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ولا علاقة لها بالجوانب المالية ولم يكن شرطاً من شروط قبول نتائج الحوار، تسوية الأوضاع الشخصية لهم أو دفع مبالغ مالية، ذلك أن هؤلاء الذين أجرينا معهم الحوار تفكيرهم كان أبعد من هذه القضايا، لم تكن لهم طلبات من هذا القبيل ونحن أوصينا في اللجنة باستيعاب ودمج المفرج عنهم في المجتمع بعد الإفراج وإعادة من كان موظفاً منهم إلى وظيفته وتدبير فرصة عمل لمن لم يكن لهم فرصة من قبل أو اعطائه قرضاً أو مساعدة للقيام بعمل خاص حسب رؤية موضوعية تحقق الأهداف التربوية وترسخ مفاهيم الحوار وتسوية الأوضاع لم يكن مطلباً من مطالبهم ولا شرطاً من شروطهم على الإطلاق حتى ننصفهم.
الاشتراكي لم يكن موضوعاً في الحوار
* ولكن يا قاضي نحن نشرنا في (الوسط) لقاء مع (أبو البتار) وهو أحد المفرج عنهم من جيش عدن أبين وما زال يطرح نفس تلك الافكار التي آمن بها مثل تكفير الأحزاب السياسية - ناصريين - اشتراكيين باعتبارهم علمانيين وهذا ممن حاورتموهم فأين هو النجاح الذي تتحدث عنه؟
> الحوار كان محدد الأهداف والمواضيع ولم يكن الحزب الاشتراكي موضوعاً في الحوار بيننا وبين هؤلاء الاشخاص بل كان الالتزام بالدستور والقوانين النافذة هو الأساس الذي قام عليه الحوار بدءاً بحقيقة هذه الدولة الموجودة في اليمن .. هل هي دولة اسلامية أو غير اسلامية وهل النظام القائم في اليمن شرعي أم غير شرعي وأحكام الجهاد متى وأين وكيف ومن له حق إعلان الجهاد وحقوق غير المسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من القضايا التي اشتمل عليها الحوار وبالتالي فإن هؤلاء الأشخاص الذين أجرينا معهم الحوار وصلنا معهم إلى نتائج التزموا بها ولم يحدث منهم ما يخالف تلك النتائج.
البعض كان موظفاً في الدولة
* معظم هؤلاء كانوا موظفين في الدولة وبعض هؤلاء كانوا في الأمن السياسي.. هل هذه الخلفية سهلت مهمة اقناعهم؟
> الكثير منهم تلقوا تعليمهم خارج اليمن وليست لهم علاقة بأجهزة الدولة ومن يطرح أن هؤلاء لهم ارتباطات بأجهزة الدولة لا يعرف حقيقة هؤلاء الأشخاص وتربيتهم الفكرية. الكثير من هؤلاء كانوا يكفرون الدولة ويعتبرونها غير اسلامية وبالتالي من الصعب أن نقول إن هؤلاء كانوا مع الدولة.
* أنا قلت أنهم موظفون في الدولة وليس مع الدولة؟
> الكثير منهم لم يكونوا موظفين، القلة منهم كانوا موظفين ولكن هذه المقولة تعد امتداداً للمقولات التي كانت تطرح أثناء الأزمة السياسية في ٩٣ وبعد انتهاء الحرب في ٩٤ حيث كان الطرف المهزوم في الحرب يطرح أن الدولة استقوت عليهم بالارهابيين وهذا غير صحيح وقد صدرت فتاوى من علماء ومراجع هؤلاء الأشخاص حينها بعدم المشاركة مع الدولة في حرب ٩٤م.
يتميزون بقوة الإيمان بالله
* أنت يا قضي حينما تحاور أناساً وهم في سجن ربما هم أقرب للضعف فهل تعتقد لو أن محاورتهم جرت وهم طلقاء كانت ستختلف نتائج محاورتهم؟
> لقد سمعت من هؤلاء الاشخاص نقداً للسلطة، تهديداً أو كلاماً لم أسمعه من أقوى زعماء المعارضة على الساحة اليمنية فهؤلاء الأشخاص يمتازون بقوة الإيمان بالله عز وجل وشجاعة الرأي وقد حاولنا جاهدين أن نلتزم آداب الحوار ومنها الاحترام المتبادل وملكية كل منهم لحرية الرأي والإعراب عنه وكان كل واحد منهم يقول لا ونعم كلاً في موقعها ولو قدر لهذه اللجنة أن تنشر وقائع جلسات الحوار لعرف الناس صراحة هؤلاء الاشخاص وجراءتهم في قول ما يريدون سواء أولئك الذين ينتمون إلى جماعة الجهاد وجيش عدن أبين والقاعدة وما يمكن أن نقول عنها أنها من ذوي الاتجاهات السنية أو ممن ينتمون إلى الشباب المؤمن، كان لديهم من الشجاعة جميعاً ما مكنهم أن يقولوا لا ونعم كلاً في موقعها وأن يوجهوا نقداً للأوضاع في جلسات الحوار أكثر من النقد الذي نسمعه بين وقت وآخر من زعماء المعارضة أو عبر صحفها.
* هل حاورت علي جار الله؟
> لم أحاوره أبداً.
لم ألتق علي جار الله
* ولم تلقت به أوبزملائه الذين قتلوا الامريكيين في مستشفى جبلة؟
> لم ألتق به اطلاقاً لأن فكرة الحوار بدأت في الثلاثين من أغسطس وبدأت الحوار عملياً في ٥ سبتمبر ٢٠٠٢ وعلي جارالله تم القبض عليه قبل هذا التاريخ ولم يكن مسموحاً لي بزيارته قبل هذا التاريخ على الإطلاق للظروف التي تعلمها، كما لم ألتق الآخرين الذين نفذوا الاعتداء الآثم الذي وقع على الأطباء في مستشفى جبلة، لم نلتق بهم،ذلك أن قضاياهم مازالت في القضاء ولا نريد أن نؤثر على مجريات العدالة ونريد أن يأخذ القضاء دوره ولا يتأثر بمجريات الحوار وإذا انتهت قضاياهم بأحكام نهائية وأصبحت قابلة للتنفيذ وصودق عليها من قبل فخامة الرئيس يمكن أن نفكر في مناقشة الأفكار التي أوردوها خاصة وأن تلك الأفكار تتعارض مع نصوص قطعية الدلالة والثبوت من كتاب الله وسنة نبيه (ص) وبالرغم من أن الباعث لا أثر له في الشريعة الإسلامية على مجريات القتل ولا يؤثر على العقوبة تشديداً وتخفيفاً، فالجريمة بحد ذاتها جريمة وتعلمون أن الأصل في الشريعة حرمة الدماء والله تعالى يقول »ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق« فهو تحريم بمقتضى الخلق بغض النظر عن دين أو جنس أو موطن والآيات الكريمة تحث...
اقتلاع جذور التطرف
* نعم يا قاضي ربما نعلم كل هذا ولكني أسألك. هل تعلم أن هؤلاء المتطرفين يختلطون بالسجناء وإن المكلف بتفجير جامع البهرة هو من يؤم المصلين في السجن ويخطب بهم.. كيف تفسر السماح لهم بذلك مع علمنا أن هؤلاء يكون تأثيرهم على السجناء المأزومين الباحثين عن التطهر أكثر؟
> وجهة نظرك سليمة من الناحية الشرعية ومن الناحية الواقعية، ذلك بأنها تهدف إلى اقتلاع الجذور الفكرية المتطرفة لديهم والحيلولة دون انتشارها في أوساط السجون وهي فكرة سليمة ولكن البعض يفسر هذه الفكرة تفسيراً خاطئاً ويعتقد أن الدولة إذا حاورت هؤلاء ربما أنها تريد اطلاقهم وهذا غير صحيح.
وجهة نظر يجب الأخذ بها
* بالتأكيد أنا لا أقصد محاورتهم وإنما أقصد إبعادهم عن بقية السجناء، لأن تأثيرهم على السجناء اكبر وحينما تجعل قاتلاً متطرفاً إمام جامع أو محاضراً فكأنما تقر له بصحة ما يحمله من أفكار؟
> وجهة النظر هذه يجب على جهة الاختصاص أن تأخذها مأخذالجد وأن تحول بينهم وبين الاختلاط بالآخرين.
(الشباب المؤمن) لا يحفظون القرآن
* لماذا نجحت في محاورة وإقناع جماعة الجهاد والقاعدة ولم تنجح مع جماعة الشباب المؤمن؟
> الحوار بطبيعته يعد عملاً من أعمال الدعوة إلى الله ومن يقوم بهذا العمل يجب أن يتحلى بالصبر والصدق وأن لا يستعجل النتائج وإذا كنا قد حققنا نتئاج إيجابية بالمتأثرين بتنظيم القاعدة وتنظيم جيش عدن أبين والجهاد فبفضل الله عز وجل أولاً ثم القيادة السياسية ثانياً وفيما يتعلق بالمجموعة المنتمية إلى الشباب المؤمن فقد حققنا نتائج إيجابية ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب وإذا ما قورن الجهد المبذول من قبل اللجنة مع النتائج فإنها لم تكن بالمستوى الذي كنا نأمله وما يجب أن يكونوا عليه وعلماء النفس يقولون :إنه إذا الإنسان وجه دعوة إلى الآخر ولم يستجب لها هذا الآخر فربما أن الداعي لم يستطع ايصال رسالته بالطريقة المطلوبة أو أن ظروفاً حالت بينه وبين الطرف الآخر أو منعت الطرف الآخر من قبول هذه الدعوة ولا زلنا نلتمس لهم العذر وهناك أسباب لتدني الاستجابة منها، الجهل، فالكثير من الشباب لا يحفظون القرآن الكريم ولا يحفظون من السنة إلا أحاديث قليلة وهي أحاديث الغدير والأحاديث المشابهة لها وثقافتهم مستمدة من ملازم حسين الحوثي والمقدر عددها بأربعين ملزمة بالإضافة إلى أننا بدأنا الحوار مع هذه الفئة في منتصف شهر يونيو من عام ٢٠٠٤م أي إلى قبل اشتعال الفتنة ببضعة أيام واستمر الحوار أثناء الحرب وحاولنا أن نستأنف الجهود في بداية هذا العام وكنا نأمل أن تحقق نتائج أفضل ولكن فوجئنا أيضاً بالفتنة الأخرى التي قام بها بدر الدين الحوثي.
وهناك أيضا ًالعصبية التي وجدت لدى هؤلاء الشباب والتي لها عوامل سياسية ،اقتصادية ،ثقافية واجتماعية بالإضافة إلى عدم الالتزام من قبل البعض بآداب الحوار وهذا كان له الأثر في عدم توفير أجواء الحوار ومناخاته وأيضاً صغر سن هؤلاء الشباب والمتأثرين بأفكار حسين الحوثي وهم ما بين الثامنة عشرة والثلاثين سنة وقلة منهم تجاوز هذا السن ويعتبر هذا السن هو سن المراهقة الفكرية إضافة إلى السياسة التي انتهجها حسين كما انتهجها والده محاولين بذلك استنساخ الإمام الخميني ونهجه دون مراعاة الاختلاف في الزمان والمكان والأشخاص ،فالفرق بين بدر الدين وحسين وبين الخميني كبير وبين الشعب اليمني والإيراني وبين الرئيس علي عبد الله صالح وشاه إيران أكبر.
* ما هو دليلك أن حسين أو بدر الدين الحوثي متبنون لأفكار الخميني؟
> الملازم والمحاضرات الصادرة عن حسين.
ركنا العلم والحكم
* ماذا قال بالضبط لكي يعرف الناس؟
> محاضراته تقوم على اساس الحق الإلهي بالعلم وبالحكم وهما ركنان أساسيان في دعوته يعتقد أن الله اختص أناساً بالعلم دون غيرهم وهم علماء دون أن يعلمهم أحد ومهما بلغت من العلم ووقفت أمام أي منهم فيجب أن تقف تلميذاً كما اختص أناساً بالحكم وجعل اختيار الحاكم هو من حق الله وليس من حق البشر ويقول في ملزمة الولاية إن الديمقراطية هي آلية غربية لا تشترط سوى المواطنة المتساوية وبالتالي يمكن أن يكون رئيس اليمن يهودياً أو نصرانياً ولكي لا نقع في هذا المأزق تشترط أن يكون الرئيس علوياً فاطمياً ودعوة والده تقوم على نفس الركنين في الحكم والعلم.
* بالنسبة للسنة أيضاً هم يشترطون في الحاكم أن يكون قرشياً ويختلفون مع الزيدية فقط في أن يكون من البطنين وجميعهم في هذا الجانب مخالفون للدستور.. فلماذا لا تتم محاورة هؤلاء أيضاً؟
> الأصل أن الاسلام هو دين الحرية والعدالة والمساواة والله تعالى يقول: "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم" ويقول تعالى: »وأمرهم شورى بينهم« ويقول: ..
* (قاطعته).. عفواً يا قاضي للمقاطعة.. أنا لا أبحث عن تأصيل شرعي ولكني ..؟
> لا .. يجب أن أقول لك المبادئ العامة.. لقد قال تعالى :»ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد« قال الله: ليقوم الناس وإن الله يؤيد الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة ويقول إبن تيمية..
الدستور حسم مسألة العلوية
* (قاطعته).. يا سيدي لا أبحث عن تأصيل وأعود بك إلى السؤال طالما والسنة تشترط القرشية مثلما تشترط الزيدية العلوية لماذا لا تحاور السنة لكي تؤصل لفكر حديث للولاية؟
> أولاً إن مسألة العلوية قد حسمت بنصوص دستورية وهذا الدستور تم الاستفتاء عليه وحدد الشروط واشتراط الولاية القرشية أو العلوية الفاطمية كان محدوداً بظروف زمنية وبدأنا الحوار مع هذه الفئة لأنها استخدمت العنف لتنفيذ مطالبها وليس هناك ما يمنع من محاورة الطرف الآخر في هذه المسألة، بل والمفروض أن المنصوص عليه بالدستور والقانون لا يكون الآن محل حوار وما يجب هو تكييف أنفسنا على الالتزام بالدستور والقانون.
شعارهم يخالف الكتاب والسنة
* ما هو المطلوب تحديداً وبنقاط من جماعة الشباب المؤمن؟
> الالتزام بالدستور والقوانين النافذة ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، هذا هو المطلوب بالإضافة إلى أن على أولئك الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بحق الوطن أن يعتذروا لهذا الوطن وأن يتركوا ترديد الشعارات في الجوامع لأنها تثير فتنة ولأن الشعار الذي يرفع من قبلهم يخالف نصوص القرآن والسنة النبوية مثلما يخالف الدستور والقوانين النافذة وعليهم أن يسلكون المسالك القانونية للتعبير عن رأيهم وفقاً للدستور خارج المساجد.
* أسألك كشاهد عدل هل هناك من المسجونين ممن يسمون بـ(الشباب المؤمن) ممن التقيت بهم من أصحاب هذا الفكر من ينكر ولاية الرئيس علي عبد الله صالح أو يطالب بعودة الإمامة أو يدعو لها؟
> أوضح دليل على ذلك هو ما ورد في مقابلة العلامة الذي أضله الله على علم بدر الدين الحوثي التي أجريتها أنت مع فضيلته حول هذه المسألة واشتراطه للبطنين في الإمامة وإذا لم يكن هناك من البطنين فيكون الأمر احتساباً وعدم إقراره بشرعية الرئيس أو النظام القائم.
* كيف استشفيت رأيه هذا؟
> عندما سألته أنت عن شرعية الرئيس علي عبد الله صالح قال: لا تحرجني، ماذا تريد غير ذلك يعني أنه غير معترف بشرعية النظام ولا بعلي عبد الله صالح. أما ما يخص أولئك الشباب فكلهم ملتزمون بما جاء في ملازم حسين الحوثي ومنها ملزمة الولاية التي تشترط الإمامة في البطنين وعلي عبد الله صالح هو من أبناء الشعب وليس علوياً فاطمياً.
* ولكن يا قاضي ألست معي أن الأفكار التي قال بها بدر الدين الحوثي موجودة في أمهات الكتب الزيدية منذ قرون عديدة.. إذا لماذا يتم التحسس منها في هذا الوقت؟
> لأنها بدأت تقود إلى التمرد من خلال رفع الشعار الذي لا يراد منه إلا إحداث الفتنة في المساجد وعدم الامتثال للدستور والقوانين النافذة وإساءة العلاقة بالآخرين.
* متى كان حواركم مع جماعة الشباب المؤمن.. قبل الحرب أم بعده؟
> فكرة الحوار مع هؤلاء...
* لا ليس فكرة الحوار وإنما بدايته؟
> كانت قبل الحرب.
* التقيتم بجماعة الشباب المؤمن وهم في السجن ولم تفكروا بلقاء حسين الحوثي لمحاورته مع أنه الأصل؟
> حاولت الاتصال به مباشرة وعبر أخيه يحيى بدر الدين ولكن لم نفلح، كما حاولت الالتقاء به حينما شكلت لجنة الوساطة ولم نلتق به.
* أنت كرجل حوار هل تعتقد أن هذه الحرب قادرة على فرض قناعات لم تستطعها الحوارات؟
> المشكلة ذات منشأ فكري والفكر لا يواجه إلا بالفكر والقوة يمكن أن تحسم الخيار مع المتمردين أو الخارجين عن القانون ولكنها ليست الحل الأمثل.
* وكيف تنظر الآن إلى حوار يقوم في ظل حرب؟
> لقد وضعت الحرب أوزارها ونتمنى أن يحقق الحوار نتائج طيبة.
فكرة الاصطفاء ليست من الزيدية
* هناك من يقول أن الهجوم العسكري والحملة الإعلامية على بدر الدين الحوثي ومن معه قد امتدت إلى المذهب الزيدي وربما هذا يؤدي إلى اصطفاف مضاد وهذا سيكون أخطر على البلد؟
> الأفكار التي وردت في ملازم حسين أو وردت على لسان أبيه لا تمت إلى الزيدية بصلة والتعبئة التي تمت من قبله لاتباعه لا تعترف بغيره من الهاشميين وقد قلنا نحاور أولئك الشباب من خلال المراجع الزيدية والشخصيات الهاشمية وكانوا يقولون بما قاله حسين بدر الدين بل لا يعترفون بالآخرين وقد سألناهم عن سبب تمسكهم بحسين فكانوا يقولون إنه مصطفى وفكرة الاصطفاء ليست من أصول الزيدية ولا من فروعها ولا حتى مبادئها وأهدافها وكذلك ما ورد في مقابلة بدر الدين في "الوسط" عن فكرة الإمامة والاحتساب، فالزيدية لا يقولون بالاحتساب لأنهم يقرون بإمامة المفضول مع وجود الفاضل وبالتالي هي تعبير واضح عن الخروج عن المذهب الزيدي بل أن محاضراتهم وكتبهم تصب جام غضبهم على الزيدية وماذا تريد أكثر مما قاله حسين بدر الدين من أن ضلال الزيدية هو أصول الفقه وأصول الدين ولو رجعت إلى سلسلة المتنصرين وأحاديث الخارجين عن الزيدية إلى الجعفرية لوجدت أنهم يتهمون الزيدية بالضلال.
الحرب كانت على خارجين عن القانون
* لو سلمنا أنهم هكذا فكم هم هؤلاء الأشخاص ومن يمثلون؟
> هم أشخاص معدودون لا يزيدون عن المئات ممن يحملون هذا الفكر وبالتالي فإن تأثيرهم محدود والحرب التي شنتها الدولة هي على الخارجين عن القانون وليست ضد الزيدية كما هي ليست ضد الهاشميين، لأن هؤلاء ملتزمون بالدستور، كما أن الملتزمين بالمذهب الزيدي هم ملتزمون بالدستور وأخبرك أن الخارطة الاجتماعية قد تغيرت تماماً. لم يعد الأمر كما كان قبل قيام الثورة اليمنية، لأنه ربما كان قبلها لا يوجد في صنعاء من يلتزم بالمذهب الشافعي غير أشخاص يعدون بالأصابع والآن ربما في ٩٠٪ من سكان صنعاء لم يعودوا في المذهب الزيدي وينطبق هذا على بقية المناطق. والخلافات المذهبية حسمت بتقنين أحكام الشريعة الإسلامية وهذا التقنين يعد منجزاً لا يقل عن منجز الوحدة، فالوحدة التشريعية تعد الأساس للوحدة اليمنية، ذلك لأنه ليس من المعقول أن يعمم مذهب واحد على اليمن سواء زيدياً أو شافعيا أو غيره وما يجب الالتزام به هو القوانين النافذة.
* أنت تقول أن اتباع الحوثي يعدون بالمئات إذن هل هؤلاء يستأهلون أن تقوم لأجلهم الطائرات والدبابات. فلماذا لا يتم بدلاً عن ذلك فتح المجال أمامهم للتعبير عن أفكارهم؟
> الخيار الذي ذكرته هو الخيار المفضل لدى الرئيس علي عبد الله صالح لولا أن اتباع حسين بدر الدين بدأوا بالعدوان على بعض منتسبي القوات المسلحة والأمن وكذلك فعل أتباع والده.
* بدر الدين كان هنا لمدة شهرين - كما يقول- لماذا لم يتم الالتقاء به؟
> بحسب علمي وكما سمعت من الرئيس أن بدر الدين لم يطلب مقابلته.
* ولكنه جاء إلى صنعاء بناء على طلب الرئيس؟
> جاء بناء على طلب الحكومة اليمنية بالابتعاد عن الرزامات حتى لا يشكل بؤرة للتوتر مرة أخرى.
* هو امتثل لهذا الأمر بناء على وعده بحل القضايا إلا أن ذلك لم يتم؟
> لم يطلب مقابلة الرئيس ولم يقدم مذكرة واحدة لطلب تحديد موعد.
* هل من الضروري تقديم مذكرة طلب وهو قد حضر لحل الاشكالات بناء على طلب الحكومة اليمنية كما تقول؟
> لا بد من أن يطرح مطالبه مكتوبة وأن يطلب مقابلة الرئيس.
* كان هناك وسطاء بين الرئيس والحوثي حددت على ضوء وساطتهم المطالب، من ضمن هؤلاء الوجمان؟
> هذا السؤال يوجه إلى الاخ صالح وجمان ولتحديد ماذا طرح وعند حضور الماء يبطل التيمم وقد حضر بدر الدين إلى صنعاء وكان عليه أن يطرح مطالبه مباشرة خاصة وإن الدولة قد استأجرت له بيتاً واعتمدت له مقرراً مالياً شهرياً قدره مائتا الف ريال واعتمدت له تعييناً لمائة فرد يومياً لمرافقيه وكان عليه أن يتوجه بطلباته إلى الرئيس أو يعيد الاتصال بالواسطة.
* الآن وقد حصل ما حصل هل تعتقد ان الحرب قادرة على حسم مثل هذه المسالة الفكرية؟ على افتراض انه تم قتل أو القبض على بدر الدين وهل ستنتهي مع أنك تتحدث عن أفكار ومريدين ومؤيدين لهذه الفكرة؟
> الحوار يحل المشكلات الفكرية والقوة للخارجين عن القانون.
* الآن بدر الدين الحوثي أين تضعه؟
> اعتقد أنه من عداد الخارجين عن القانون.
* لأي أسباب؟
> بعد هذه المعركة التي دارت لو كان عنده شيء من الاستجابة لبادر إلى تسليم نفسه وكان يمكن ان يسلم نفسه والآخرين ويحقن دماء الشعب اليمني.
* هل يمكن أن نصدق أن كهلاً عمره ٨٣ عاماً قادر على قيادة عمليات؟
> لا أعتقد أنه قادر على إدارة مثل هذه العمليات ولكنه كان الزعيم الروحي لهذا التمرد وهناك أشخاص كانوا يقفون خلفه ويتمترسون به هم الذين أداروا المعركة.
* بالمناسبة عبد الله الرزامي هو من يقود العمليات الميداينة ومع ذلك يتم إغفال اسمه قصداً هل للخوف منه أنه قبيلي وينتمي إلى قبيلة؟
> ليس هذا.. لكن الحديث عن الزعيم الأكبر لأنه يأتمر بأوامر بدر الدين وطالما أن أوامر بدر الدين نافذة عليه فالحديث عنه ولكن لست مع إغفال الحديث عن الرزامي ودوره ولا أستطيع بالتحديد ذكر الأشخاص الضالعين في هذا التمرد حيث لم يجر تحقيق حتى الآن وبالتالي ننتظر نتائج التحقيق.
* هل تملكون دليلاً مادياً على أن بدر الدين دعا إلى التمرد أو حرض عليه أو أفتى به؟
> ما نشرتموه في صحيفة الوسط في ١٦ مارس قال إن ابنه كان على حق، ماذا تريد غير ذلك وأيضاً من خلال عدم إقراره بشرعية النظام القائم وخروجه من صنعاء يدل على نية مبيتة.
* قاضي حمود أنت عادة ما تستند على حديث الحوثي للوسط هل هذا اللقاء سبب من أسباب الحرب؟
> بصدق كشف المستور عندهم وأظهر النوايا التي كان يضمرها بدر الدين الحوثي بل وأظهره أنه كان مشاركاً في حركة التمرد الأولى وقال إنه لم يقف محايداً في تلك الحرب بمعنى أنه شارك فيها وبالتالي كان من محاسن صحيفة الوسط أنها كشفت عن تلك الأفكار وربما كان الكشف من أهم أسباب تخلي الناس عنه لأنه ظهر لهم من خلال تلك المقابلة سوء الأفكار التي يحملها.
من يقاتل الحوثي هاشمي
* طيب ألا تخشى أن تتحول الحرب إلى مذهبية بسبب أن نطاقها هو في إطار المنطقة الجغرافية للزيدية؟
> كما قلت لكم بدر الدين وابنه لا علاقة لهما بالزيدية ولا يمثلونها ومن يقاتله هو رئيس الأركان وهو هاشمي كما أن نائبه هو أيضاً هاشمي وهما من أتباع المذهب الزيدي وكذلك أكثر من هو موجود من أبناء القوات المسلحة هم من أتباع المذهب الزيدي الذين وقفوا ضده والخارطة الاجتماعية لم تعد كما كانت عليه من قبل فإذا كانت الصحف والتقارير تذكر أن عدد الملتحقين بمعهد دماج يزيد عن ثلاثة آلاف شخص وهذا في منطقة من مناطق صعدة وهؤلاء هم سلفيون وبالتالي فالمنطقة لم تعد زيدية كاملة والفكر الذي يحمله هو دخيل على الزيدية ولا يمكن أن تتحول إلى حرب مذهبية أو طائفية.
* أنت تفاخر بوجود أكثر من ثلاثة آلاف زيدي والدولة تقوي من هؤلاء في مواجهة الأفكار الأخرى أنتم تنقلون الحرب إلى مربع الدين القائم على صراع المذاهب وهذا هو الخطر بعينه؟
> الدولة لا تتبنى مذهبا معيناً ولا جماعة بعينها، بل تتبنى الدستور والقوانين النافذة وتحترم المذاهب الدينية القائمة سواء كانت سنية أو شيعية على أساس الالتزام بالدستور وهناك قوانين تنظم المؤسسات التعليمية بشكل عام -الأهلية والحكومية- ويجب أن تخضع كل المؤسسات التعليمية لنصوص ذلك القانون.
* أنت تعلم أن السلفيين يقولون بشكل واضح أنهم لا يعترفون بانتخابات ولا يؤمنون بدستور ولا يقرون بوجود الأحزاب السياسية وبالتالي فهم يناقضون كل ماجاء في الدستور كثوابت ومع ذلك انتم تغضون الطرف عنهم بسبب انهم لا يقرون الخروج على الوالي وهذه هي المشكلة.. فكيف تفسر لنا هذا التناقض؟
> أي جماعة من حقها أن تحمل الأفكار التي تريد ولكن ليس من حقها أن تستخدم العنف من أجل فرضه على الآخرين والقانون لا يعاقب على التفكير وإنما على الأعمال المضرة بالأفراد والجماعات.
* يعني أنتم ستنتظرون حتى يحملوا السلاح لندخل في متاهة أخرى في ظل حرب أخرى؟
> هناك حوار غير معلن.
* في دماج؟!
> في غيرها..
* في دماج في غيرها أم في غيرها فقط.
> في مناطق عديدة لقاءات غير معلنة.
* أنت تديرها؟
> هكذا.
* على أي اسس يقوم هذا الحوار؟
> على أساس الالتزام بالدستور والقوانين النافذة.
* هؤلاء لن يلتزموا وكتبهم معلنة وتطبع وتباع في المكتبات وكلها مناقضة للدستور الذي تعده مرجعاً؟
> مثل ماذا هي هذه الكتب؟
* محمد الإمام عنده كتاب في عدم شرعية الانتخابات. وكتب مقبل هادي الوادعي الذي يعد المرجع الرئيس للسلفيين تباع وتتداول وكلها تحريض على الأحزاب أو نقد للدستور.. هل هي مقايضة مقابل التأصيل لعدم جواز الخروج على الحاكم؟
> هذه أفكار قابلة للنقاش والأصل أن جميع مواطني الدولة يلتزمون بالدستور والقوانين النافذة وستطبق الحكومة القانون على كل المؤسسات التعليمية سواء كانت زيدية أو شافعية أو سلفية، الكل سيخضع للقانون.
* بما فيها المدارس السلفية هل سيتم إغلاق معهدي دماج وذمار.. هل سيغلق معهد أبو الحسن المصري المأربي في مأرب وكذلك مدارس الحكمة؟
> حتى الآن لم تغلق أي مدرسة من مدراس التعليم المذهبي ولكن جميعها سيخضع للقانون.
* ماذا لو لم يلتزموا.. هل ستغلق؟
> الإغلاق مسألة اخرى ويجب ان يلتزموا بالقانون ويدرسوا مواد الدستور والقوانين النافذة في الجمهورية اليمنية.
* أتكلم عن المدارس السلفية من باب المماثلة بالمدراس الأخرى وحسين الحوثي كانت المشكلة معه لم تتعد الأفكار وتدريسها وتطور الأمر إلى ما علمت فهل تنتظر معارك أخرى؟
> توجيهات الرئيس إلى الحكومة قضت بتطبيق القانون على الجميع وعدم استثناء أي فئة من تطبيق نصوص القانون، بل ان الرئيس في آخر جلسة مع لجنة الحوار قال: إن الدولة لن تسمح بممارسة أي نشاط من قبل أي فئة أو مجموعة أو حتى شخص.
* أليس مدعاة للتساؤل أن تكون فخرت بوجود أكثر من ثلاثة آلاف سلفي ثم تقول إنه سيتم اغلاق مثل هذه المدارس المثيرة للفرقة ألا تخشى من حدوث مواجهات ربما تحصل بسبب الدفاع عن هذه المدارس من قبل اتباعها؟
> هذا هو رد لقولك أن صعدة زيدية ومن حيث عدد الأشخاص أو الخارطة الجغرافية فإنه لم يعد هناك أي منطقة حكراً على مذهب معين، حتى أولئك الذين يدينون بالمذهب الشافعي.
* بالنسبة لما تعتبرونه خروجاً من حسين وأبيه على المذهب الزيدي لماذا لا يرد عليه علماء المذهب الزيدي بدلاً من أن تقحموا أنفسكم أنتم كسلطة ومحسوبين على السنة للرد عليهم مما قد يخلق حساسية لا داعي لها؟
> طلب الرئيس من أصحاب الفضيلة العلماء المعروفين عند علماء وأتباع المذهب الزيدي مثل محمد بن محمد المنصور والوالد محمد عباس المؤيد والوالد أحمد محمد الشامي القيام بدور فاعل وتوجيه الناس وارشادهم نحو الوجهة الصحيحة المتمثلة بالدستور والقوانين النافذة.
* تتلكم عن خروج بدر الدين عن المذهب الزيدي بينما لم نسمع عن علماء المذهب الذي ذكرت ما يخرج بدر الدين عن المذهب الذي يعد مرجعيته؟
> هذا السؤال يوجه إليه.
* لا أنا أوجه السؤال إليك باعتبارك تحاور أتباع المذهب الزيدي وايضاً لكونك تقول بخروج حسين وأبيه عن هذا المذهب.. أليس هؤلاء أولى بأن يحاوروا ويبدوا رأيهم؟
> ما سمعته من هؤلاء العلماء هو أنهم ليسوا مع بدر الدين في ما طرحه في صحيفة (الوسط) أو ما قام به من تمرد في منطقة نشور والرزامات.
* يبدو أنك سمعت ذلك في مقيل قات إذ لم يسمعه أحد غيرك ويبدو أنك تقحم نفسك في محاججة الحوثي بينما هم الأولى منك بذلك.. هل تستقوي بالسلطة؟
> ليس هذا الأمرولكني التمس العذر لأصحاب الفضيلة العلماء.
* من أي ناحية؟
> ربما لم يتمكنوا من الإعراب عن رأيهم ولكني متأكد أنهم سوف يعبرون عن رفضهم لتلك الأفكار إن عاجلاً أو آجلاً.
* يا قاضي نحن نتحدث عن هدى وضلال أديا إلى حرب فمتى سيعبر هؤلاء عن آرائهم ،هل بعد أن تنتهي الحرب ثم أن عدم افصاحهم يقلل من مصداقيتك انت لأنك وحدك من تنتقد ما قاله الحوثي في الوسط؟
> أنا مسؤول عما اقوله وهم مسؤولون عن مواقفهم.
* ولكنك أنت وحدك من أخرجت الحوثي من الزيدية إلى الجعفرية؟
> ما ورد في بيانهم ضد حسين ينطبق على والده.
* غير صحيح فلا ينطبق الأمر على بدر الدين باعتباره مرجعية في المذهب الزيدي بينما ولده لم يكن يمثل مرجعية لهذا المذهب؟
> ما طرح في لجنة الحوار من علماء المذهب الزيدي كان ضد ما طرحه بدر الدين في صحيفة الوسط.
* إذن لماذا لم ينشر مثل هذا الطرح؟
> هذه الآراء يمكن أن تنشر لاحقاً وقد قام الدكتور المحطوري باعداد رسالة في هذا الموضوع ونشرتها بعض الصحف.
* ألم يكن المحطوري متهماً من السلطة ذات يوم بأنه جعفري وسجن بسبب ذلك؟
> ليس جعفرياً.
* لقد اتهم بذلك ذات يوم؟
> هو يطرح بأنه زيدي وينكر الجعفرية والظاهر معه.
الدولة لا تستقوي بفئة على فئة
* قناعتي ستظل بأن مشكلة ما جرى ويجري في صعدة لا يمكن أن تنتهي بمجرد الإعلان عن إنهاء العمليات العسكرية خاصة وقد تم التعامل مع هذه القضية باعتبارها دينية مذهبية بل والأكثر من ذلك أن أطرافاً مذهبية تحاول إصباغ القتل بفتاوى إسلامية. هل يمكن إنقاذ البلد من خلال كبح جماح التطرف أياً كان مصدره سلفياً أو شيعياً دون أن تقوى جماعة على أخرى؟ وقد وصلتني رسالة من سلفي يدعو لقتل من سماهم الرافضة، ما هو الحل الأمثل لقطع دابر فتنة دينية؟
> الحل الأمثل هو تطبيق الدستور والقوانين النافذة على كل المؤسسات التعليمية سواء كانت زيدية أو سلفية أوشيعية أو شافعية، أياً كانت وجهتها والدولة عازمة على تطبيق هذه النصوص وبصرامة.. وهي لا تستقوي بفئة على فئة لأن الدولة في وضع قوي وليست بحاجة لأن تستخدم هذا ضد ذاك بقصد تحقيق التوازن، فسياسة التوازنات على حساب الدستور والقانون لم يعد لها مكان اليوم.
والسلفيون موجودون في اليمن شأنهم شأن غيرهم من المذاهب وعليهم أن يلتزموا بالقانون والدستور ومن يشجع على سفك دماء الناس تحت أي مبرر أعتقد أنه بحاجة إلى تذكير بالله عز وجل ومراجعة القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يمكن أن يشجع أي شخص بغض النظر عن مكانته العلمية على قتل وسفك دماء الآخرين أياً كانت وجهتهم وأياً كان المذهب الذي ينتمون إليه.. أما بالنسبة لعلماء المذهب الزيدي في الحقيقة هم جزء من لجنة الحوار ودورهم فاعل فيها ولا أعتقد أن هناك مشكلة سوف تواجهنا مستقبلا في هذا المجال.
* كيف تفسر ظهور مثل هذه النعرات الطائفية والمذهبية اليوم رغم أنها ظلت زمنا طويلاً غير معلنة؟
> الديمقراطية لها محاسن ولها مساوئ وهذه ربما من محاسن الديمقراطية أنها تظهر الأفكار التي كانت مدفونة عندهم وتظهر أيضا الاتجاهات التي لا تؤمن بالسلام في المجتمع.
الحوار صحح المفاهيم الخاطئة
* هل أنت مقتنع تماماً أنك حققت شيئاً مع المجاهدين أو اصحاب القاعدة بحيث تعتقد أنك انتزعت فكر التطرف من عقائدهم؟
> أنا مقتنع أنني بذلت جهداً أسأل الله عز وجل أن يكتب لي الأجر عليه وبشهادة الآخرين فقد حقق الحوار فوائد عديدة على المستويين الداخلي والخارجي.
فعلى المستوى الداخلي تمثلت أهم فوائد الحوار بالآتي:
اولاً: إيجاد الأمل لدى هؤلاء الشباب بإمكانية العيش بسلام، ذلك لأن فقدان الأمان يجعل الشخص أمام خيارين لا ثالث لهما إما قاتلاً أو مقتولاً. فالحوار أوجد خياراً ثالثاً تمثل بخيار العيش بسلام.
ثانياً: تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتي كانت موجودة لدى بعضهم، ذلك لأن الفهم الخاطئ والتصرفات الطائشة تلحق ضرراً بالإسلام والمسلمين لا يقل عن ضرر المخططات والأعمال المعادية لسببين اثنين: الأول أنها تظهر الإسلام بصورة غير صورته الحقيقية التي أنزله الله بها. الثاني: أنها توفر الذرائع والمبررات للآخرين.
ثالثاً: أنها تنزع فتيل المواجهة الدموية بين هؤلاء الشباب وبين الأجهزة الأمنية.
رابعا: ترسيخ الأمن والاستقرار في بلد الإيمان والحكمة فمنذ أواخر ديسمبر ٢٠٠٢ وحتى الآن لم يحدث في اليمن أي حادث إرهابي يذكر أما الفائدة الخامسة فهي الإفراج عن أكبر عدد ممكن ممن شملهم الحوار وليسوا متهمين بجرائم جنائية، أما المتهمون بجرائم فقد أحيلوا إلى القضاء وهو سيفصل في أمرهم طبقاً للدستور.
هذا على المستوى الداخلي أما على المستوى الخارجي فقد أظهر الحوار اليمن بصورة طيبة، أنها بلد الحكمة والحضارة حيث كان سائداً في العالم حتى الثلاثين من اغسطس عام ٢٠٠٢ وسيلة واحدة لمكافحة الإرهاب هي وسيلة القوة فأظهرت اليمن وسيلة أخرى أجدى نفعاً وهي وسيلة الحوار، وهو ما أزال اللبس عن موقف اليمن من أن له علاقة بالإرهاب.
الذهاب إلى جوانتانامو
* قاضي حمود طالما وأنت تحقق نجاحاً حتى على المستوى الخارجي لماذا لا تطلب الذهاب إلى جوانتانامو لمحاورة مسجوني القاعدة أم أن امريكا لم تطلب ولماذا لم تطرحوا عليها الأمر؟
> كان قد طلب مني بعض محاميي المتهمين المتواجدين في جوانتانامو الذهاب للحوار مع موكيلهم فأخبرتهم أن هناك بروتكولات واجراءات خاصة لتوجيه الدعوات وزيارة البلدان وأن توجه الدعوة من وزير خارجية الدولة الداعية إلى وزير الخارجية في الجمهورية اليمنية مرفقاً بها الدعوة لزيارة اي بلد ومن ثم يتم الاتفاق بين الحكومة اليمنية والحكومة الداعية على تحديد موعد الزيارة وبرنامجها حتى تحقق أهدافها.
* الاحزاب القائمة على جذر اسلامي سواء الإصلاح أو الحق أو غيرها.. ألا تكرس ظاهرة الاستقواء بالدين؟
> الإسلام للجميع.. فنحن مسلمون جميعاً ولا يجوز لأي فئة أن تستقوي على الآخرين أو تحتكر تمثيل الدين تحت اي مبرر والدستور واضح في هذه المسألة والقانون يمنع قيام اي حزب على أساس ديني طائفي.
* إذا كيف تقيم الأحزاب القائمة؟
> لقد رتبت أوضاعها وفقاً للدستور والجميع يرفع شعار الإسلام بما فيها الأحزاب القومية والاشتراكي.
* فهمي هويدي عبر في الشرق الأوسط عن خشيته من أن تتحول صعدة إلى دارفور أخرى ما رأيك؟
> هذا التخوف لا محل له لأن الاستاذ هويدي لا يعرف طبيعة اليمن وليست هناك تصفيات عرقية أو مناطقية في اليمن وكل ما جرى كان عمليات بسيطة قامت بها الحكومة رداً على عملية التمرد.
* كم عدد المسجونين على ذمة قضايا الشباب المؤمن؟
> حوالي ٦٠٠ شخص.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .


حسبنا الله ونعم الوكيل – على حد علمي هذا الشخص عضو أو رئيس منظمة حقوق الإنسان في اليمن !!!!
فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فو اللَّه لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و لا تدرك أمدنا و لا تدحض عنك عارها ، و هل رأيك إلاّ فند وأيّامك إلاّ عدد و جمعك إلاّ بدد ، و يوم يناد المناد ألا لعنة اللَّه على الظالمين
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 112
- اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 10:23 pm
- مكان: صنعاء