عثمان بن عفان ليس من خير الناس في نظر أسامة بن زيد.. والسبب؟

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أدب الحوار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 112
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 19, 2006 12:34 pm

عثمان بن عفان ليس من خير الناس في نظر أسامة بن زيد.. والسبب؟

مشاركة بواسطة أدب الحوار »

بسم الله الرحمن الرحيم

عثمان بن عفان ليس من خير الناس في نظر أسامة بن زيد.. والسبب؟

يعتقد أهل السنة والجماعة أن خير الناس بعد رسول الله (ص) هم على الترتيب: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم الإمام علي. وبعد وفاة السابق فإن اللاحق يكون خير الناس على الإطلاق في زمانه، وبناء عليه: يكون عثمان بن عفان خير الناس في زمن خلافته.

إلاّ أن في صحيحي البخاري ومسلم روايةً تدل على أن الصحابي أسامة بن زيد لم يكن يعتقد بهذه الفكرة، حيث يُصرِّح أسامة بن زيد أنه لا يقول لعثمان بن عفان "إنه خير الناس"، والسبب في اعتقاده لعدم صحة أن تكون لعثمان هذه المنزلة هو الحديث النبوي الذي يتحدث عن تعذيب إنسان في النار بسبب أنه كان يأمر بالمعروف ولا يعمله، وينهى عن المنكر ويرتكبه.

وهذا يعني أن عثمان بن عفان في نظر أسامة بن زيد من هذا الصنف الذي هو معرَّض لعذاب الله، ولذلك لا يراه مستحقاً لأن يُقال عنه "أنه خير الناس".

مصدر الرواية:

صحيح البخاري 3 : 1191 برقم (3094) دار ابن كثير - بيروت، وثانياً في 6 : 2600 برقم (6685) ، و صحيح مسلم 4 : 2290 برقم (2989) دار إحياء التراث العربي - بيروت.

وفيما يلي نذكر لفظ رواية مسلم حتى يسهل البحث والتحقُّق على القرّاء الكرام:

"عن أسامة بن زيد قال: قيل له: ألا تدخل على عثمان فتكلِّمه؟ فقال: أترون أني لا أكلِّمه إلاَّ أُسمعكم؟ والله لقد كلَّمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتتح أمراً لا أُحب أن أكون أوَّل من فتحه، ولا أقول لأحد يكون عليَّ أميراً: "إنه خير الناس" بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى؛ قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه". ثم ساق له إسناداً آخر في لفظه "ما يمنعك أن تدخل على عثمان فتكلِّمه فيما يصنع؟".

وبسبب ما في هذه الرواية من نفي لنظرية خيرية عثمان بن عفان، بل وطعن في استقامته الدينية بما يجعله عُرضة لدخول النار؛ نجد الرواية في صحيح البخاري قد تم التعديل فيها بتبديل اسم عثمان بكلمة "فلان".. وإليك نص رواية البخاري:

"...قيل لأسامة: لو أتيت (فلاناً) فكلَّمته، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلاَّ أسمعكم، إنِّي أكلِّمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون من فتحه، ولا أقول لرجل إن كان عليَّ أميراً: "إنه خير الناس" بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم..." إلخ الخبر.

وفي الموضع الثاني من صحيح البخاري تم تبديل اسم عثمان بكلمة "هذا"، وإليك نص الرواية:

"قيل لأسامة ألا تكلم (هذا) ؟ قال قد كلمته ما دون أن أفتح باباً...." إلخ الخبر.

واللهُ الهادي إلى سواء السبيل.


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“