ماليزيا بعيون يمنية
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
ماليزيا بعيون يمنية
بسم الله الرحمن الرحيم
مالـــيــزيا بـــعــيــــون يـــمــنــيـــة
بقلم / رضية المتوكل
في فترة تهاوى فيها هرم الإنجازات الوهمي الذي صنعته مخيلتي من حسنة هنا وحسنة هناك لحكومتنا اليمنية ، في محاولة ساذجة وبريئة لطمأنة النفس وتمنيتها بمستقبل أفضل في ظل قيادة بدت على وجهها ملامح حكمة تتشكل ، في فترة سقطت فيها كل أقنعة الديمقراطية والحوار واحترام حقوق الإنسان وصارت أشلاء وطني تتمزق بيد من يفترض أن يكونوا حماة الوطن ، في فترة يئست فيها من ترديد كلمة آمين وراء خطيب الجمعة حين يدعو بأن يصلح الله ولاة أمورنا ، في هذه الفترة بالذات قذفت بي الأقدار إلى أحضان التجربة الماليزية في مكافحة الفقر.
أرسلتني الحكومة لحضور الدورة التدريبية الخاصة بأقلمة التجربة الماليزية في مكافحة الفقر والتي عقدت في ماليزيا تحت عنوان (برنامج التعاون الفني الماليزي) ، ومنذ الأيام الأولى للدورة رحت أتساءل عن غرض الحكومة من إرسال مواطنيها إلى دورة مثل هذه في بلد كهذا؟ هل تسخر منهم أم تسخر من نفسها ؟ أم أنها تتعمد إرسالهم ليتهشم ما بقي لديهم من إحساس بآدميتهم كمواطنين يمنيين على جدار الإنجازات الماليزية؟
هناك عرفت أنه ليس في الاستراتيجيات والسياسيات التي اتبعتها ماليزيا في مكافحة الفقر إعجاز ، بل أن الكثير من تلك السياسيات والاستراتيجيات يزين أوراقنا الوطنية ، ولكننا مع هذا لا نزال بعيدين عن تجربتهم بعد أحلام اليمنيين عن واقعهم ، لأن المفتاح الأساسي لنجاح التجربة الماليزية يتلخص في عبارة من كلمتين هي ( الإرادة السياسية).
عندما يسرد الماليزيون تاريخ تجربتهم فإنهم لا يبدأون بما تم إنجازه في عهد آخر رئيس للوزارء ولا حتى الذي قبله ، وقد شعرت بالشفقة على نفسي وأنا أجلس مأخوذة بتلك المحاضرة التي بدأت بسرد جهود وخطط مكافحة الفقر منذ تاريخ الاستقلال وحتى عام 2004م والتي تعاقب خلالها خمسة رؤساء للوزراء ، كيف لا أنبهر وأنا المسكونة بثقافة يتصرف فيها القائد أو الوزير أو حتى المدير ، وكأن تاريخ الإنجاز ( إن وجد) قد بدأ من الثانية التي تولى فيها الأمور ، ويمضى الوقت وهو في كل مرة يستحدث كلمات وأساليب جديدة يلعن بها من سبقوه ويحملهم كامل المسؤولية عن كل منقصة في عهده . ولأني أيضاً مسكونة بثقافة الفارس الذي يأتي على ظهر حصان أبيض ليخلص الشعوب مما هي فيه من ظلم وبؤس ، فقد كنت أعتقد أن الدكتور مهاتير محمد ( رئيس الوزراء السابق) هو فارس ماليزيا الذي جاء بوصفه سحرية غيرت الوضع من حال إلى حال ، ولكن ذلك لم يكن دقيقاً ، فصحيح أن التغيير الأكبر حدث في عهده بفضل السياسات الجديدة التي تم تنفيذها في ذلك العهد ، إلا أن نجاحه لم يكن ليتحقق لولا وجود بيئة مهيئة له ، ولم يكن ذلك النجاح ليستمر لو لم يعمل هو على تأسيس ما يضمن نجاحه من بعده ، اعقدوا مقارنة بسيطة بين ذلك وبين ما يفعله مسؤولونا الذين قد يتحاشون أية إنجازات تمتلك صفة الاستدامة ويفضلون إنجازات من النوع الذي يحسب لهم ولا ينتقل فضله إلى غيرهم لتدركوا حجم المسافة بيننا وبين التجربة الماليزية . إن الماليزيين لا ينكرون حتى الإنجازات التي حدثت في ظل الاستعمار البريطاني.
انتابني إحساس باليتم وأنا أرى كيف تحتضن الحكومة الماليزية شعبها وتخفض لها جناح الذل من الرحمة وتسهر ليل نهار على تنميته ، ليس فقط على المستوى العلمي والاقتصادي وإنما أيضاً على المستوى الروحي والأخلاقي . وبما أننا نتحدث عن السهر ليل نهار للسعي نحو التنمية دعوني أذكركم أنه في وطني الذي يعاني من مؤشرات منخفضة جداً في كل مجالات التنمية مازال لدى مسؤوليه متسع من الوقت لمضغ القات وممارسة النميمة السياسية والتخطيط لمشاريع غير واقعية ترمى كلها في سلة المهملات!!!
إن شخصية الإنسان الماليزي تعكس توجه حكومته في التنمية والتي لا تغفل السلوك الإنسان ، فأول ما تلمحه في الماليزيين هو تلك البساطة والانفتاح على الآخر بطريقة لا تخلو من ثقة في النفس واعتزاز بها ، وذلك مزيج لا يتحقق في شعب إلا عندما يسير النجاح متزامناً مع الأخلاق ، والشعب الماليزي لا يتحدث كثيراً عن السياسة ، وليس مسكوناً بهواجس النقد لسياسات الحكومة ، ويعلل الماليزيون ذلك بأنهم أصلا راضون عنها ، وقد جعلني هذا أتصور الشعب الماليزي شعباً مدللاً ، لا يعلب سوى دور المتلقي الذي تسقيه حكومته التنمية بمعلقة من ذهب ، واعتبرت ذلك ثغرة خطيرة في التنمية الماليزية ، لأنه لو كان النجاح يرتكز على الحكومة وكان الشعب الماليزي غير واع بمعطيات السياسة فماذا لو حدث أي تغيير سياسي حظي فيه الشعب الماليزي بحكومة سيئة تنسف كل ما تم إنجازه؟ هل هو شعب قادر على حماة ما تم تحقيقه له إلى حد الآن؟
أكد لي أكثر من شخص أن الشعب الماليزي يملك وعياً سياسياً ممتازاً ، وأن نسبة مشاركته في الانتخابات تعكس ذلك ، وأنه يعرف من يعمل لمصلحته ومن يعمل ضده وبالتالي يعرف لمن يعطي صوته ، ولم يطمئن قلبي لهذا الكلام إلا عندما التقيت بمواطنة ماليزية عادية وتحاورت معها في هذا الموضوع ، فالبرغم أنها أكدت لي في بداية الحوار أنها لا تهتم بالسياسة ولا تفهم فيها ، وأنها راضية عن كل سياسات الحكومة ، لكنها في نهاية الحوار همست في أذني بأنها قد أعطت صوتها في الانتخابات الأخيرة للحزب المعارض . اندهشت وسألتها عن السبب فأخبرتني أنها تعتقد أن وجود حزب معارض هو أمر صحي يجعل الحكومة الحالية حريصة على تقديم الأفضل ، أرأيتم كيف يبنى الإنسان؟ بارك الله في حكومة لا تخاف مواطنيها ، لا تتصورهم عدو ، ولا تسعى لتجهيلهم ، و....آه يا وطني.
عندما قدمت التقرير الخاص بجهود اليمن في مكافحة الفقر ، وتحدثت عن محور الحكم والإدارة الجيدة الموجود في الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر (2003-2005) مؤكدة على أن الفساد وتحيز القضاء من معوقات تنفيذ الاستراتيجية سألتني إحدى المشاركات عما إذا كان كلامي سيختلف لو أن شخصاً آخر من الحكومة موجود معي في نفس الدورة ، لم أشأ أن أؤكد عليها بأن كلامي لم يخرج عن إطار ما جاء في الاستراتيجية الوطنية ، أو أخبرها بالمفارقة المضحكة حيث أن حكومتنا تنتقد الفساد وكأنها غير مسؤولة عنه ، وتصوره وكأنه قدر نزل عليها من السماء ، وعدو غريب عنها تقف إلى جانب الشعب المقهور ضده. اكتفيت بأن أقول لها ضاحكة بأن لا تقلق فوطني يتمتع بديمقراطية من نوع خاص ، ففيه يقول الشعب ما يشاء وتفعل الحكومة ما تشاء . ولم أعقب بأنه حتى هذه الديمقراطية المشوهة بدأت تتلاشى وأنه أصبح كل من قال كلمة في الصميم ضحية سهلة للصميل.
ربما لا يعرف القادة أن المواطن الشريف لا يتسلى بنقدهم ونقد سياستهم وممارساتهم ولا يكتب ضدهم لأنه يستهوي لعبة القط والفأر ، بل هو يتمنى أن يحيا مثل المواطن الماليزي لا يزعجه هاجس النقد ، يتمنى أن يحيا مع حكومته حالة سلام واع ومدروس لا يضيع في ظلها حقوقه ، ولكن طالما وذلك الشريف يعيش في ظل حكومة لا تحفظ له حقاً ولا تترك له وسيلة للتعبير والتغيير سوى الكلمة ، فهو في هذه الحالة حتماً يفضل أن يسجن على أن تسجن الحقيقة في صدره ، وأن يقتله نضاله على أن تقتله سلبيته.
نعود إلى الدورة التدريبية الخاصة بأقلمة التجربة الماليزية في مكافحة الفقر ، وأوجه للحكومة نصيحة صادقة أنه بدلاً من إرسال مواطن لا حول له ولا قوة إلى دورة كهذه كفيلة المقارنة فيها بأن تزيد من تعرية حكومته أمامه فيعود مشحوناً بالقهر والغضب وهو يحمل قناعة بأن لا أمل لحل مشاكل وطنه سوى اقتلاع تلك الحكومة من جذورها ، فلترسل أحد صناع القرار الفاعلين فيها ليتعرى أمام نفسه ، عل ذلك يخلق في نفسه رغبة حقيقية في التغيير.
للتجربة الماليزية أبعاد عديدة تستحق الدراسة والتحليل ، وأنا شخصياً ما زلت لا أعرف ما هي العوامل التي ساعدت ماليزيا على أن تحظى بتلك الإرادة السياسية ولكن حتى أتخلص قليلاً من تلك الأمراض التي تصيبنا نحن مواطني الدول المتخلفة رغماً عنا والتي من أخطرها سياسية لوم الآخر واستخدامه كشماعة نعلق عليها فشلنا وتقصيرنا ، دعوني اختم بالاعتراف أن للشعب الماليزي دوراً مهماً في نجاح حكومته ، فهو حتماً ليس كشعبنا الذي أصبحت غالبيته عبارة عن أشلاء روح وبقايا دم ومع هذا لا يتردد في الصراخ بكل حماس ( بالروح بالدم نفديك يا أفندم) .لا يجب أن ننسى أنه كيفما كنا يولى علينا!.
صحيفة صوت الشورى ، العدد (51) الاثنين 27 شعبان 1425 هـ الموافق 11 أكتوبر 2004م
مالـــيــزيا بـــعــيــــون يـــمــنــيـــة
بقلم / رضية المتوكل
في فترة تهاوى فيها هرم الإنجازات الوهمي الذي صنعته مخيلتي من حسنة هنا وحسنة هناك لحكومتنا اليمنية ، في محاولة ساذجة وبريئة لطمأنة النفس وتمنيتها بمستقبل أفضل في ظل قيادة بدت على وجهها ملامح حكمة تتشكل ، في فترة سقطت فيها كل أقنعة الديمقراطية والحوار واحترام حقوق الإنسان وصارت أشلاء وطني تتمزق بيد من يفترض أن يكونوا حماة الوطن ، في فترة يئست فيها من ترديد كلمة آمين وراء خطيب الجمعة حين يدعو بأن يصلح الله ولاة أمورنا ، في هذه الفترة بالذات قذفت بي الأقدار إلى أحضان التجربة الماليزية في مكافحة الفقر.
أرسلتني الحكومة لحضور الدورة التدريبية الخاصة بأقلمة التجربة الماليزية في مكافحة الفقر والتي عقدت في ماليزيا تحت عنوان (برنامج التعاون الفني الماليزي) ، ومنذ الأيام الأولى للدورة رحت أتساءل عن غرض الحكومة من إرسال مواطنيها إلى دورة مثل هذه في بلد كهذا؟ هل تسخر منهم أم تسخر من نفسها ؟ أم أنها تتعمد إرسالهم ليتهشم ما بقي لديهم من إحساس بآدميتهم كمواطنين يمنيين على جدار الإنجازات الماليزية؟
هناك عرفت أنه ليس في الاستراتيجيات والسياسيات التي اتبعتها ماليزيا في مكافحة الفقر إعجاز ، بل أن الكثير من تلك السياسيات والاستراتيجيات يزين أوراقنا الوطنية ، ولكننا مع هذا لا نزال بعيدين عن تجربتهم بعد أحلام اليمنيين عن واقعهم ، لأن المفتاح الأساسي لنجاح التجربة الماليزية يتلخص في عبارة من كلمتين هي ( الإرادة السياسية).
عندما يسرد الماليزيون تاريخ تجربتهم فإنهم لا يبدأون بما تم إنجازه في عهد آخر رئيس للوزارء ولا حتى الذي قبله ، وقد شعرت بالشفقة على نفسي وأنا أجلس مأخوذة بتلك المحاضرة التي بدأت بسرد جهود وخطط مكافحة الفقر منذ تاريخ الاستقلال وحتى عام 2004م والتي تعاقب خلالها خمسة رؤساء للوزراء ، كيف لا أنبهر وأنا المسكونة بثقافة يتصرف فيها القائد أو الوزير أو حتى المدير ، وكأن تاريخ الإنجاز ( إن وجد) قد بدأ من الثانية التي تولى فيها الأمور ، ويمضى الوقت وهو في كل مرة يستحدث كلمات وأساليب جديدة يلعن بها من سبقوه ويحملهم كامل المسؤولية عن كل منقصة في عهده . ولأني أيضاً مسكونة بثقافة الفارس الذي يأتي على ظهر حصان أبيض ليخلص الشعوب مما هي فيه من ظلم وبؤس ، فقد كنت أعتقد أن الدكتور مهاتير محمد ( رئيس الوزراء السابق) هو فارس ماليزيا الذي جاء بوصفه سحرية غيرت الوضع من حال إلى حال ، ولكن ذلك لم يكن دقيقاً ، فصحيح أن التغيير الأكبر حدث في عهده بفضل السياسات الجديدة التي تم تنفيذها في ذلك العهد ، إلا أن نجاحه لم يكن ليتحقق لولا وجود بيئة مهيئة له ، ولم يكن ذلك النجاح ليستمر لو لم يعمل هو على تأسيس ما يضمن نجاحه من بعده ، اعقدوا مقارنة بسيطة بين ذلك وبين ما يفعله مسؤولونا الذين قد يتحاشون أية إنجازات تمتلك صفة الاستدامة ويفضلون إنجازات من النوع الذي يحسب لهم ولا ينتقل فضله إلى غيرهم لتدركوا حجم المسافة بيننا وبين التجربة الماليزية . إن الماليزيين لا ينكرون حتى الإنجازات التي حدثت في ظل الاستعمار البريطاني.
انتابني إحساس باليتم وأنا أرى كيف تحتضن الحكومة الماليزية شعبها وتخفض لها جناح الذل من الرحمة وتسهر ليل نهار على تنميته ، ليس فقط على المستوى العلمي والاقتصادي وإنما أيضاً على المستوى الروحي والأخلاقي . وبما أننا نتحدث عن السهر ليل نهار للسعي نحو التنمية دعوني أذكركم أنه في وطني الذي يعاني من مؤشرات منخفضة جداً في كل مجالات التنمية مازال لدى مسؤوليه متسع من الوقت لمضغ القات وممارسة النميمة السياسية والتخطيط لمشاريع غير واقعية ترمى كلها في سلة المهملات!!!
إن شخصية الإنسان الماليزي تعكس توجه حكومته في التنمية والتي لا تغفل السلوك الإنسان ، فأول ما تلمحه في الماليزيين هو تلك البساطة والانفتاح على الآخر بطريقة لا تخلو من ثقة في النفس واعتزاز بها ، وذلك مزيج لا يتحقق في شعب إلا عندما يسير النجاح متزامناً مع الأخلاق ، والشعب الماليزي لا يتحدث كثيراً عن السياسة ، وليس مسكوناً بهواجس النقد لسياسات الحكومة ، ويعلل الماليزيون ذلك بأنهم أصلا راضون عنها ، وقد جعلني هذا أتصور الشعب الماليزي شعباً مدللاً ، لا يعلب سوى دور المتلقي الذي تسقيه حكومته التنمية بمعلقة من ذهب ، واعتبرت ذلك ثغرة خطيرة في التنمية الماليزية ، لأنه لو كان النجاح يرتكز على الحكومة وكان الشعب الماليزي غير واع بمعطيات السياسة فماذا لو حدث أي تغيير سياسي حظي فيه الشعب الماليزي بحكومة سيئة تنسف كل ما تم إنجازه؟ هل هو شعب قادر على حماة ما تم تحقيقه له إلى حد الآن؟
أكد لي أكثر من شخص أن الشعب الماليزي يملك وعياً سياسياً ممتازاً ، وأن نسبة مشاركته في الانتخابات تعكس ذلك ، وأنه يعرف من يعمل لمصلحته ومن يعمل ضده وبالتالي يعرف لمن يعطي صوته ، ولم يطمئن قلبي لهذا الكلام إلا عندما التقيت بمواطنة ماليزية عادية وتحاورت معها في هذا الموضوع ، فالبرغم أنها أكدت لي في بداية الحوار أنها لا تهتم بالسياسة ولا تفهم فيها ، وأنها راضية عن كل سياسات الحكومة ، لكنها في نهاية الحوار همست في أذني بأنها قد أعطت صوتها في الانتخابات الأخيرة للحزب المعارض . اندهشت وسألتها عن السبب فأخبرتني أنها تعتقد أن وجود حزب معارض هو أمر صحي يجعل الحكومة الحالية حريصة على تقديم الأفضل ، أرأيتم كيف يبنى الإنسان؟ بارك الله في حكومة لا تخاف مواطنيها ، لا تتصورهم عدو ، ولا تسعى لتجهيلهم ، و....آه يا وطني.
عندما قدمت التقرير الخاص بجهود اليمن في مكافحة الفقر ، وتحدثت عن محور الحكم والإدارة الجيدة الموجود في الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر (2003-2005) مؤكدة على أن الفساد وتحيز القضاء من معوقات تنفيذ الاستراتيجية سألتني إحدى المشاركات عما إذا كان كلامي سيختلف لو أن شخصاً آخر من الحكومة موجود معي في نفس الدورة ، لم أشأ أن أؤكد عليها بأن كلامي لم يخرج عن إطار ما جاء في الاستراتيجية الوطنية ، أو أخبرها بالمفارقة المضحكة حيث أن حكومتنا تنتقد الفساد وكأنها غير مسؤولة عنه ، وتصوره وكأنه قدر نزل عليها من السماء ، وعدو غريب عنها تقف إلى جانب الشعب المقهور ضده. اكتفيت بأن أقول لها ضاحكة بأن لا تقلق فوطني يتمتع بديمقراطية من نوع خاص ، ففيه يقول الشعب ما يشاء وتفعل الحكومة ما تشاء . ولم أعقب بأنه حتى هذه الديمقراطية المشوهة بدأت تتلاشى وأنه أصبح كل من قال كلمة في الصميم ضحية سهلة للصميل.
ربما لا يعرف القادة أن المواطن الشريف لا يتسلى بنقدهم ونقد سياستهم وممارساتهم ولا يكتب ضدهم لأنه يستهوي لعبة القط والفأر ، بل هو يتمنى أن يحيا مثل المواطن الماليزي لا يزعجه هاجس النقد ، يتمنى أن يحيا مع حكومته حالة سلام واع ومدروس لا يضيع في ظلها حقوقه ، ولكن طالما وذلك الشريف يعيش في ظل حكومة لا تحفظ له حقاً ولا تترك له وسيلة للتعبير والتغيير سوى الكلمة ، فهو في هذه الحالة حتماً يفضل أن يسجن على أن تسجن الحقيقة في صدره ، وأن يقتله نضاله على أن تقتله سلبيته.
نعود إلى الدورة التدريبية الخاصة بأقلمة التجربة الماليزية في مكافحة الفقر ، وأوجه للحكومة نصيحة صادقة أنه بدلاً من إرسال مواطن لا حول له ولا قوة إلى دورة كهذه كفيلة المقارنة فيها بأن تزيد من تعرية حكومته أمامه فيعود مشحوناً بالقهر والغضب وهو يحمل قناعة بأن لا أمل لحل مشاكل وطنه سوى اقتلاع تلك الحكومة من جذورها ، فلترسل أحد صناع القرار الفاعلين فيها ليتعرى أمام نفسه ، عل ذلك يخلق في نفسه رغبة حقيقية في التغيير.
للتجربة الماليزية أبعاد عديدة تستحق الدراسة والتحليل ، وأنا شخصياً ما زلت لا أعرف ما هي العوامل التي ساعدت ماليزيا على أن تحظى بتلك الإرادة السياسية ولكن حتى أتخلص قليلاً من تلك الأمراض التي تصيبنا نحن مواطني الدول المتخلفة رغماً عنا والتي من أخطرها سياسية لوم الآخر واستخدامه كشماعة نعلق عليها فشلنا وتقصيرنا ، دعوني اختم بالاعتراف أن للشعب الماليزي دوراً مهماً في نجاح حكومته ، فهو حتماً ليس كشعبنا الذي أصبحت غالبيته عبارة عن أشلاء روح وبقايا دم ومع هذا لا يتردد في الصراخ بكل حماس ( بالروح بالدم نفديك يا أفندم) .لا يجب أن ننسى أنه كيفما كنا يولى علينا!.
صحيفة صوت الشورى ، العدد (51) الاثنين 27 شعبان 1425 هـ الموافق 11 أكتوبر 2004م

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال:
مقال متوازن وهادف جدا أستاذة رضية أسأل الله أن يكتبه في ميزان اعمالك وأن يجعله يحرك الغيرة في قلب كل من يقرأه مسؤولا كان أو مواطنا............... ولا ادري لماذا لم يتم مناقشته من قبل الإخوة الأعضاء رغم اهميته !!!!!! ربما ضاع بين الزحمة :lol: :lol:
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر اقتراحك أخي محمد الغيل بتثبيت المقال ...وأنا سعيدة بردة فعلك أنت بالذات تجاهه ، لأني بصراحة كنت خائفة أن يكون أول ما يلفت نظرك فيه هو سفري بدون محرم..
كما أشكر كثيراً أخي نشوان لأنه لفت النظر لهذا المقال الذي يحتل مكانة مميزة في قلبي
وعلى ذكر التوازن .... أنا أريد أن اسأل سؤال..وانا هنا اسأله للإستفادة واتمنى أن لا يكون سؤالي سبب للتراشق بالكلمات...( قد عندي أزمة ثقة
)
هل يقتضي التوازن أن نتحدث عن مواضيع عامة ..وخطوط عريضة دون التطرق إلى قضية بعينها؟؟ اطرح هذا السؤال لأني تلقيت عدد من الرسائل ينصحني اصحابها أن لا أحصر نفسي في أطار طائفي ضيق..وهم في ذلك يشيرون إلى مقالاتي التي تركز في أغلبها على الانتهاكات التي يتعرض لها اتباع المذهب الزيدي..واحداث صعدة..
وقد قال لي أحدهم بأن لا اسمح للواقع بإن يتحكم في مسيرتي النضالية...وعندما سألته إن كان مطلوباً مني أن استورد واقعاً مريخياً حتى انطلق من خلاله...أجابني إجابة لا تقل سذاجة عن اقتراحه..
كنت استطيع أن اتجاهل مثل هذا لو كان صادراً من أتباع السلطة ، ولكن أن تأتي مثل هذه النصائح من اناس عاديين ، ومتضررين من مساوئ هذا النظام..بل حتى من معارضين ومثقفين..فإن الأمر يحتاج إلى وقفه نسأل فيها عن السبب..
عندما سألت والدي..قال لي أن الناس متأثرين بإعلام السلطة...فهل نجحت السلطة فعلاً في إلباس كل رافض للمظالم التي تحدث الان لباساً طائفياً؟؟؟
وإن كان الوضع كذلك...ماهو الحل؟؟ وماهي الطريقة الأمثل لجعل الناس يفهمون أن قضية العلماء ..والمذهب الزيدي..وصعدة..هي قضية وطن..؟؟أم أن الأمر ليس كذلك؟؟؟
أشكر اقتراحك أخي محمد الغيل بتثبيت المقال ...وأنا سعيدة بردة فعلك أنت بالذات تجاهه ، لأني بصراحة كنت خائفة أن يكون أول ما يلفت نظرك فيه هو سفري بدون محرم..

كما أشكر كثيراً أخي نشوان لأنه لفت النظر لهذا المقال الذي يحتل مكانة مميزة في قلبي
وعلى ذكر التوازن .... أنا أريد أن اسأل سؤال..وانا هنا اسأله للإستفادة واتمنى أن لا يكون سؤالي سبب للتراشق بالكلمات...( قد عندي أزمة ثقة

هل يقتضي التوازن أن نتحدث عن مواضيع عامة ..وخطوط عريضة دون التطرق إلى قضية بعينها؟؟ اطرح هذا السؤال لأني تلقيت عدد من الرسائل ينصحني اصحابها أن لا أحصر نفسي في أطار طائفي ضيق..وهم في ذلك يشيرون إلى مقالاتي التي تركز في أغلبها على الانتهاكات التي يتعرض لها اتباع المذهب الزيدي..واحداث صعدة..
وقد قال لي أحدهم بأن لا اسمح للواقع بإن يتحكم في مسيرتي النضالية...وعندما سألته إن كان مطلوباً مني أن استورد واقعاً مريخياً حتى انطلق من خلاله...أجابني إجابة لا تقل سذاجة عن اقتراحه..
كنت استطيع أن اتجاهل مثل هذا لو كان صادراً من أتباع السلطة ، ولكن أن تأتي مثل هذه النصائح من اناس عاديين ، ومتضررين من مساوئ هذا النظام..بل حتى من معارضين ومثقفين..فإن الأمر يحتاج إلى وقفه نسأل فيها عن السبب..
عندما سألت والدي..قال لي أن الناس متأثرين بإعلام السلطة...فهل نجحت السلطة فعلاً في إلباس كل رافض للمظالم التي تحدث الان لباساً طائفياً؟؟؟
وإن كان الوضع كذلك...ماهو الحل؟؟ وماهي الطريقة الأمثل لجعل الناس يفهمون أن قضية العلماء ..والمذهب الزيدي..وصعدة..هي قضية وطن..؟؟أم أن الأمر ليس كذلك؟؟؟

-
- ---
- مشاركات: 885
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
- مكان: مصر المحمية بالحرامية
- اتصال:
نشوان دخل المسار فقط ليقرأ ما يريد ولكنه لم يقرأ ردي على الموضوع الذي أعيده هنا
بارك الله فيك أستاذتنا الفاضلة
هناك الكثير من الطلاب الماليزيين يدرسون عندنا في الأزهر الشريف وهم معروفون بتدينهم الشديد وأدبهم الجم واعتزازهم بدينهم .
وذكرني مقالك ومقارنتك بين ماليزيا واليمن بمقولة مبارك التي ختم بها الفنان الكبير شعبان عبد الرحيم (شعبولا) أغنيته المؤيدة لمبارك حيث جاء في آخرها بصوت مبارك (اللي اتعمل في مصر ما اتعملش من أيام محمد علي) ، وذكرني بما درسناه اننا بدأنا نهضتنا في مصر قبل اليابان فنهضة مصر بدأت على يد محمد علي والذي تولى الحكم عام 1805 .
وقولك (دعوني اختم بالاعتراف أن للشعب الماليزي دوراً مهماً في نجاح حكومته ، فهو حتماً ليس كشعبنا الذي أصبحت غالبيته عبارة عن أشلاء روح وبقايا دم ومع هذا لا يتردد في الصراخ بكل حماس ( بالروح بالدم نفديك يا أفندم) .لا يجب أن ننسى أنه كيفما كنا يولى علينا!. )
نفس الأمر عندناولكن بصورة أفظع ، لو مشيت في الشوارع أو جلست على المقاهي أو ركبت وسيلة مواصلات لن تجدي حديثا للناس إلا مبارك ابن الكلب باع البلد وجوع الناس وخربها ووووو ، ولو سمعوا أن موكب مبارك يمر في المنطقة الفلانية سيسرعون بالوقوف والإشارة له بحماس !!!!!!!!!!!!!!!!
لقد عشت فترة طويلة في حيرة من السبب فيما نحن فيه ، الشعب الصامت رغم كل آلامه وعذابه ، أم الحكومة ، لكن ماذا يفعل الشعب الجائع الذي لا يجد قوت يومه ، وماذا يفعل شعب ربي منذ آلاف السنين على الخوف والاستسلام للمكتوب -ولا مكتوب- .
أعتقد أن المسئول عما نحن فيه هي النخب التي ترى نفسها مثقفة الطلبة ، أساتذة الجامعات ، الصحفيون ، القيادات العمالية ، المشائخ هؤلاء هم المسئولون عن توعية الشعب ونزع الخوف من داخله وفضح أفاعيل النظام فيه ، هؤلاء هم ملح الأرض فإن فسد الملح فماذا يعيد إليه ملوحته ، إنه لا يعود يصلح لشيء إلا لأن يطرح خارجا لتدوسه الناس كما قال المسيح .
هذا موضوع في منتدى كفاية وجدته يتحدث عن الفرق بين ماليزيا ومصر !!!
أخي محمد لقد طالبت من الإدارة تثبيت دروس العروض فلم يستجيبوا
بارك الله فيك أستاذتنا الفاضلة
هناك الكثير من الطلاب الماليزيين يدرسون عندنا في الأزهر الشريف وهم معروفون بتدينهم الشديد وأدبهم الجم واعتزازهم بدينهم .
وذكرني مقالك ومقارنتك بين ماليزيا واليمن بمقولة مبارك التي ختم بها الفنان الكبير شعبان عبد الرحيم (شعبولا) أغنيته المؤيدة لمبارك حيث جاء في آخرها بصوت مبارك (اللي اتعمل في مصر ما اتعملش من أيام محمد علي) ، وذكرني بما درسناه اننا بدأنا نهضتنا في مصر قبل اليابان فنهضة مصر بدأت على يد محمد علي والذي تولى الحكم عام 1805 .
وقولك (دعوني اختم بالاعتراف أن للشعب الماليزي دوراً مهماً في نجاح حكومته ، فهو حتماً ليس كشعبنا الذي أصبحت غالبيته عبارة عن أشلاء روح وبقايا دم ومع هذا لا يتردد في الصراخ بكل حماس ( بالروح بالدم نفديك يا أفندم) .لا يجب أن ننسى أنه كيفما كنا يولى علينا!. )
نفس الأمر عندناولكن بصورة أفظع ، لو مشيت في الشوارع أو جلست على المقاهي أو ركبت وسيلة مواصلات لن تجدي حديثا للناس إلا مبارك ابن الكلب باع البلد وجوع الناس وخربها ووووو ، ولو سمعوا أن موكب مبارك يمر في المنطقة الفلانية سيسرعون بالوقوف والإشارة له بحماس !!!!!!!!!!!!!!!!
لقد عشت فترة طويلة في حيرة من السبب فيما نحن فيه ، الشعب الصامت رغم كل آلامه وعذابه ، أم الحكومة ، لكن ماذا يفعل الشعب الجائع الذي لا يجد قوت يومه ، وماذا يفعل شعب ربي منذ آلاف السنين على الخوف والاستسلام للمكتوب -ولا مكتوب- .
أعتقد أن المسئول عما نحن فيه هي النخب التي ترى نفسها مثقفة الطلبة ، أساتذة الجامعات ، الصحفيون ، القيادات العمالية ، المشائخ هؤلاء هم المسئولون عن توعية الشعب ونزع الخوف من داخله وفضح أفاعيل النظام فيه ، هؤلاء هم ملح الأرض فإن فسد الملح فماذا يعيد إليه ملوحته ، إنه لا يعود يصلح لشيء إلا لأن يطرح خارجا لتدوسه الناس كما قال المسيح .
هذا موضوع في منتدى كفاية وجدته يتحدث عن الفرق بين ماليزيا ومصر !!!
أخي محمد لقد طالبت من الإدارة تثبيت دروس العروض فلم يستجيبوا

الدور عليك يا معلم :lol: :lol:أشكر اقتراحك أخي محمد الغيل بتثبيت المقال ...وأنا سعيدة بردة فعلك أنت بالذات تجاهه ، لأني بصراحة كنت خائفة أن يكون أول ما يلفت نظرك فيه هو سفري بدون محرم..
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 118
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 1:35 am
- مكان: ستوكهولم
[size=18][color=blue]توازن ولكن...[/color][/size]
الأستاذة رضية
كنتِ تسألين عن التوازن. وبودي ان اعرف اي توازنٍ هذا الذي سألتِ عنه. فما قرأتهُ لكِ حتى الآن لا يشفّ إلا عن شخصية متوازنة ورصينة ساعية ابداً الى الكمال الذي تعرف وعياً وإدراكا انه لا يليق إلا بالخالق سبحانه، ومع ذلك لا تألوا جهداً في محاولتها الوصول اليه ولو على سبيل ملامسته كما تلامس قطرات الندى تاج الوردة الجورية.
لم أفرأ مقالاتك فقط بل وتعليقاتك على ما يكتبه أعضاء هذا المنتدى المبارك ولم أرَ سوى كلماتٍ فيها من التوازن ما يجعلني اقف بإحترام وأرفع قبعتي لكاتبتها - اعتقدُ ان اجدادي سينظرون بشفقةٍ الى جملتي الاخيرة لأنني أعرف بأنهم يريدونني أن لا اضع على رأسي قبعة اوربية بل عمامة العلويين البيضاء.-
فلماذا تسألين عن التوازن وانتِ تعيشين حالةً من التماهي اليومي معه؟؟
أما مطالبة البعض لك بتحقيق التوازن بأن تخرجي من أطارك الزيدي الى الاطار الأعم والأشمل والأكبر فأمر غريب حقاٌ!! فهل هناك أشمل وأعم وأكبر من افكار العدل والتوحيد التي تناضلين انتِ من أجلها؟؟
أخيراٌ أرجو ان لا تعتبري ما كتبتُ مديحاً لشخصك لأنني اخاطب رضية المتوكل الكاتبة. لكِ مني جزيل الشكر
كنتِ تسألين عن التوازن. وبودي ان اعرف اي توازنٍ هذا الذي سألتِ عنه. فما قرأتهُ لكِ حتى الآن لا يشفّ إلا عن شخصية متوازنة ورصينة ساعية ابداً الى الكمال الذي تعرف وعياً وإدراكا انه لا يليق إلا بالخالق سبحانه، ومع ذلك لا تألوا جهداً في محاولتها الوصول اليه ولو على سبيل ملامسته كما تلامس قطرات الندى تاج الوردة الجورية.
لم أفرأ مقالاتك فقط بل وتعليقاتك على ما يكتبه أعضاء هذا المنتدى المبارك ولم أرَ سوى كلماتٍ فيها من التوازن ما يجعلني اقف بإحترام وأرفع قبعتي لكاتبتها - اعتقدُ ان اجدادي سينظرون بشفقةٍ الى جملتي الاخيرة لأنني أعرف بأنهم يريدونني أن لا اضع على رأسي قبعة اوربية بل عمامة العلويين البيضاء.-
فلماذا تسألين عن التوازن وانتِ تعيشين حالةً من التماهي اليومي معه؟؟
أما مطالبة البعض لك بتحقيق التوازن بأن تخرجي من أطارك الزيدي الى الاطار الأعم والأشمل والأكبر فأمر غريب حقاٌ!! فهل هناك أشمل وأعم وأكبر من افكار العدل والتوحيد التي تناضلين انتِ من أجلها؟؟
أخيراٌ أرجو ان لا تعتبري ما كتبتُ مديحاً لشخصك لأنني اخاطب رضية المتوكل الكاتبة. لكِ مني جزيل الشكر
آخر تعديل بواسطة زيد بن علي العراقي في الثلاثاء إبريل 26, 2005 4:08 am، تم التعديل مرة واحدة.

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 118
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 1:35 am
- مكان: ستوكهولم
أخي قطب..مرحباً بك وانا سعيد بعودتك. وسعيد ايضاً لأنني ربحت الرهان
. لقد راهنت على تعود الينا لأنك لا تريد ان تفارق اخوانك الذين احبوك. اهلاٌ بك وارجو ان نبدأ جميعاً حواراً جديداً عابقاً بضوع الافكار والمشاعر المؤسسة على الاحترام المتبادل والشفافية.
آسف جداً لأنني كتبت مداخلة ليس لها علاقة بالموضوع ولكن أسعدني عودة اخينا (ابو الوصل).
أسجل اعتذاري للجميع مرةٌ أخرى.

آسف جداً لأنني كتبت مداخلة ليس لها علاقة بالموضوع ولكن أسعدني عودة اخينا (ابو الوصل).
أسجل اعتذاري للجميع مرةٌ أخرى.

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
أختي رضية لم أكن أعلم عن موضوع سفركم ابدا ولا عن من رافقكم فيه وهذه خصوصياتكم كما اظن ولا يحق لي أن اتدخل في خصوصيات غيري الا اذا طلبتي فتوى حول الموضوع فهنا في المجالس قسم خاص بالفتوى وبالفعل لقد اعتبرتكم مثل اخت لي في الله أو مثل ((....)) كما اتفقنا أخيرا لكن كما يبدو ما زال المشوار طويل وطويل جدا .
على العموم أختي يوجد حق ويوجد باطل فكوني مع الحق ودوري معه حث دار وسواء كانت القضية تخص علمائنا وطائفة الزيدية أو تخص يهود اليمن وطائفتهم لا فرق عندي فالناس اخ لك في الدين أو مماثل لك في الخلق وتذكري أن الظلم من سيدمر بلدكِ وتذكري أن عبادة الذات هي رأس المصائب وتذكري أن المصالح هي من تقود أغلب الذين يدعونكِ لتكوني كما يوريدون فكوني مثل ماتريدين أنت ِ لا كما يريد البعض .
=======
أخي واصل إن شاء الله سوف اتصل بالادارة من اجل تثبيت موضوعك الجميل والمفيد والشيق وايضا دمجه ليكون موضوعا واحدا وسلسلة دروس مفيدة .
على العموم أختي يوجد حق ويوجد باطل فكوني مع الحق ودوري معه حث دار وسواء كانت القضية تخص علمائنا وطائفة الزيدية أو تخص يهود اليمن وطائفتهم لا فرق عندي فالناس اخ لك في الدين أو مماثل لك في الخلق وتذكري أن الظلم من سيدمر بلدكِ وتذكري أن عبادة الذات هي رأس المصائب وتذكري أن المصالح هي من تقود أغلب الذين يدعونكِ لتكوني كما يوريدون فكوني مثل ماتريدين أنت ِ لا كما يريد البعض .
=======
أخي واصل إن شاء الله سوف اتصل بالادارة من اجل تثبيت موضوعك الجميل والمفيد والشيق وايضا دمجه ليكون موضوعا واحدا وسلسلة دروس مفيدة .

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

أريد أن أضيف بعض الشيء عن ماليزيا وشعبها وزعيمها، إضافات ربما لا تغني معرفتكم ولكن سأضيفها من باب أن (الحرمان أقل) :)
الشعب الماليزي يتكون من ثلاثة أعراق (الملاوية، الصينية والهندية) مختلفة إختلافا تاما في الدين واللغة واللون والتقاليد. ويعيشون بدون أية عصبية أوطائفية وكأنهم الذي نزل عليهم قوله سبحانه وتعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..الاية)
فأين نحن من هذا التعايش ونحن أبناء دين ولغة ووطن واحد، وماذا كنا سنفعل لو كنا شعوبا مختلفة كشعوبهم؟؟
الإقتصاد الماليزي يعتمد بالدرجة الأولى على الإستثمارات الأجنبية والعمالة المحلية، فثرواتها ليست بالحجم الذي قد يتصوره البعض، لكن انعدام المشائخ السماسرة وشروط الإستثمار الوهمية،الى جانب درجة الوعي العلمي والتقني والمهني لدى الشعب الماليزي (رجالا ونساء) نهض بإقتصادها وصارت دولة تضاهي الدول العظمى.
وستكون عظمى في عام 2020 حسب مخططهم الاستراتيجي الطويل.
ولقد ضحكت كثيرا عندما سمعت بأن منزل سلطانها بل و منزل رئيس وزرائها يفتح للسائحين يوما أو يومين أسبوعيا للزيارة وأخذ الصور التذكارية ( بالصقر إن أردتم) كما يسمح لنا بالشيء ذاته في ميدان التحرير مع قليل من التحفظ!!
الشعب الماليزي يتكون من ثلاثة أعراق (الملاوية، الصينية والهندية) مختلفة إختلافا تاما في الدين واللغة واللون والتقاليد. ويعيشون بدون أية عصبية أوطائفية وكأنهم الذي نزل عليهم قوله سبحانه وتعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..الاية)
فأين نحن من هذا التعايش ونحن أبناء دين ولغة ووطن واحد، وماذا كنا سنفعل لو كنا شعوبا مختلفة كشعوبهم؟؟
الإقتصاد الماليزي يعتمد بالدرجة الأولى على الإستثمارات الأجنبية والعمالة المحلية، فثرواتها ليست بالحجم الذي قد يتصوره البعض، لكن انعدام المشائخ السماسرة وشروط الإستثمار الوهمية،الى جانب درجة الوعي العلمي والتقني والمهني لدى الشعب الماليزي (رجالا ونساء) نهض بإقتصادها وصارت دولة تضاهي الدول العظمى.
وستكون عظمى في عام 2020 حسب مخططهم الاستراتيجي الطويل.
ولقد ضحكت كثيرا عندما سمعت بأن منزل سلطانها بل و منزل رئيس وزرائها يفتح للسائحين يوما أو يومين أسبوعيا للزيارة وأخذ الصور التذكارية ( بالصقر إن أردتم) كما يسمح لنا بالشيء ذاته في ميدان التحرير مع قليل من التحفظ!!

فعلاً أخ / أبو اياد ، فقد شاهدت بعيني ذلك التنوع العرقي لديهم و كيف يتعايشون معه على الرغم من اختلاف عادات ومعتقدات كلاً منهم ، لكن الكل يعمل من أجل رفع المستوى المعيشي و بالتالي الاقتصاد الوطني لديهم.
وقد علمت بأن جميع الوظائف المرموقة في الدولة لا يتقلدها إلا الملاويين، على الرغم من أن الوجود الصيني هناك هو الذي أثرى اقتصادهم بفعل عقلياتهم المفكرة و عملهم الدؤوب و المتواصل و المثمر في نفس الوقت ، و مع ذلك لم نسمع بحدوث الحروب العرقية و الطائفية الذي تمتلئ ساحاتنا بها.
و لكن أسأل الله سبحانه أن تنجلي هذه الغمة قريباً، و التي من جهتي ومن جهة أشخاص عديدون اعتبرناها ظاهرة صحية لننفض عنا الظلم الذي طال، و لا دواء إلا في وجود الداء.
ملاحظة صغيرة : دام قلمكِ يا رضية قلماً مؤثراً ومعبراً و ناقداً وفوق كل ذلك راقياً، لكل قارئيكِ و متتبعيكِ.
المهم ، لا تتأخري علينا بكتاباتكِ وخصوصاً في هذه الفترة الراهنة التي نعيشها، حيث أن القلم أًصبح المؤثر و المحرك الرئيسي وسلاح من لا سلاح له.
وقد علمت بأن جميع الوظائف المرموقة في الدولة لا يتقلدها إلا الملاويين، على الرغم من أن الوجود الصيني هناك هو الذي أثرى اقتصادهم بفعل عقلياتهم المفكرة و عملهم الدؤوب و المتواصل و المثمر في نفس الوقت ، و مع ذلك لم نسمع بحدوث الحروب العرقية و الطائفية الذي تمتلئ ساحاتنا بها.
و لكن أسأل الله سبحانه أن تنجلي هذه الغمة قريباً، و التي من جهتي ومن جهة أشخاص عديدون اعتبرناها ظاهرة صحية لننفض عنا الظلم الذي طال، و لا دواء إلا في وجود الداء.
ملاحظة صغيرة : دام قلمكِ يا رضية قلماً مؤثراً ومعبراً و ناقداً وفوق كل ذلك راقياً، لكل قارئيكِ و متتبعيكِ.
المهم ، لا تتأخري علينا بكتاباتكِ وخصوصاً في هذه الفترة الراهنة التي نعيشها، حيث أن القلم أًصبح المؤثر و المحرك الرئيسي وسلاح من لا سلاح له.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 144
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm
موضوع جميل
اعتقد ان اهم خطوة كانت اتخاذ الهدف
واذكرانني كنت كتبت موضوع عن ماليزيا و الهدف
و كيف ان عام 2020 هو عام المرحلة الانتقالية
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=529
اعتقد ان اهم خطوة كانت اتخاذ الهدف
واذكرانني كنت كتبت موضوع عن ماليزيا و الهدف
و كيف ان عام 2020 هو عام المرحلة الانتقالية
http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=529
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)