بين هجرة الرسول وهجرة الإمام الحسين و الإمام زيد بن علي

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
المذحجي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 39
اشترك في: الأحد إبريل 09, 2006 1:21 pm
مكان: صنعاء -اليمن

بين هجرة الرسول وهجرة الإمام الحسين و الإمام زيد بن علي

مشاركة بواسطة المذحجي »

بين هجرة الرسول وهجرة الإمام الحسين و الإمام زيد بن علي


ثلاث هجر من اجل الإسلام ورسالة الإسلام ، الأولى : بعد أن استهدفت رسالة محمد بشخصه ، وقد نفذها الرسول الأعظم بأمر من ربه ليتابع رسالته وينقذها من مشركي مكة وجبابرة قريش.
والثانية: قام بها سبطه الحسين بن علي (ع) ولكنها كانت لإقامة دولة إسلامية بعد أن أدرك أن الأخطار المحدقة برسالة جده لا يمكن تفاديها وتجاوزها إلا بدولة يعز بها الإسلام والمسلمين.
والثالثة: قام بها الإمام الأعظم زيد بن علي(ع) بعد أن خاض ميدان تصحيح المفاهيم والأفكار وتقويم العقل والمنهج وتفانى من أجلها -ولأنه كان يتمتع ببصيرة نافذة وبعد نظر عميق أدرك خطورة المؤامرة على الثقافة الإسلامية والفكر الأصيل فتصدى لها وقاد ثورة ثقافية واسعة النطاق- فهاجر ليجعل من الفكر حركة ومن الثقافة عملا , ويقوم بدولة جدة المصطفى.
لقد هاجر رسول الله من مكة إلى يثرب لأجل رسالته بعد أن تآمرت قريش على قتله لتتخلص منها ، لأن بقاءها وانتشارها مرهون بحياته ، و تمت الهجرة ولم تكن هجرة الفارين الهاربين, وإنما كانت تنفيذاً لخطة مرسومة, ونزولاً على العهود والمواثيق من قبل الأنصار على بذل مهج النفوس دون الرسول ودون الإيمان بالله وتطهير العالم من الشرك والطغيان،فأنشأ دولة قوية مؤسسة على الإخوة في الله والتضامن الإنساني , أخذت على عاتقها بحكم الله تطهير الأرض من عبادة غير الله, ومحاربة الظلم والظالمين, أينما حلوا وكيفما كانوا, أخذت على عاتقها تعليم الجاهلين وإرشاد الضالين, ورد الحائرين, وجبر المنكوبين, وإعانة المعوزين, وإغاثة الملهوفين؛ فأشرقت أرض الجزيرة بنور العدل والهداية, وأصبح سلطان الأرض في قبضة الموحدين لسلطان السماء, وبذلك تحقق وعد الله لعباده الموفين بعهدهم, البارين بوعدهم((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا )).
أما هجرة الحسين فقد جاءت عندما تبدلت -باستشهاد الإمام علي(ع)- معادلات الصراع، مع ميل واضح للأطروحة الأموية التي كانت تعمل على تركيز سلطتها مع بدء العمليات العسكرية الأولى التي جرت خارج بلاد الحجاز، وكان الأمويون يعتبرون أن عقبات أساسية تحول دون تحقيق مشروعهم كان في مقدمتها وجود الحسنين (ع)، ولذلك دأبوا منذ البداية إزاحة هذه العوائق فشنوا على خصومهم حرباً لا هوادة فيها، فأذكوا الصراعات القبلية، ولعبوا على وتر المصالح والقضايا المصلحية، وسخروا المال والدعاية النفسية ، واشتروا الضمائر، ومارسوا سياسة تعسفية قمعية ضد خصومهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أحدثوا تغييرات جوهرية في حركة السلطة ابتعدت فيه عن مسار تطبيق العدالة، وأصبح الاستبداد والظلم عنوان تحركها، ما أدى إلى قيام الإمام الحسين الذي رفع شعار الإصلاح في أمة جده رسول الله(صلى الله عليه واله)، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فلقد كشف الإمام الشهيد عن برنامجه وخطته التي دفعته إلى الثورة والخروج، وكأنما أراد أن يسجل على الباطل بطلانه، وأن يجعل للحق كوّة يرتفع منها صوته على الدوام، وكذلك تم الأمر على أن يتعالى من هذه الكوّة الصوت. إذ زلزل دولة الظالم وحطّم سلطان الباغي وفرق العادي كل ممزق وأدال به إلى حيث المهوى السحيق.
هذا البرنامج الذي أثاره الإمام الحسين(ع) ووطّن نفسه عليه إلى النهاية، فمن فمه الطاهر، قال يخاطب الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: "أيها الأمير، إنا بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالبيعة والخلافة".
ولم يلبث أن يعلن رأيه الصريح في فلسفة البيعة ومعنى الخلافة وصفة الخليفة، يقول: واجب الخليفة أن يستحيل القانون والشريعة في نفسه وجداناً وضميراً وعاطفة وصدىً شعورياً عميقاً، وإلا كانت خيانته أقرب إليه من نفسه، ودينه وتقاليده وعنعات الأمة جميعها، أهون عنده من عفطة عنز، "فإذا فسق الخليفة عاد على رأس الأمة شريراً، يقذف دائماً بالشر والشرر، ويرمي دائماً بالويل والثبور".
ثم ينتقل الإمام(ع) بنا إلى روح المبايعة ومعنى العهدة وفلسفة الخلافة، وهنا يلزمنا الكثير من الأناة والتفهم، لأن الإمام يجمل كل معناها في كلمة واحدة وهي: "ومثلي لا يبايع مثله".
فقد ضجّ الناس من هذا الحكم، وأصبحت الثورة حالةً طبيعية يتحدّث فيها كل الناس نتيجة فساد الحكم، وابتعاده عن خط الإسلام وعن خط الله ورسوله، حتّى إذا كانت بيعة يزيد، كانت القضية قد تفاقمت فوق العادة.
وتهيّأت الأوضاع في الكوفة للثورة، وأرسل زعماؤها للحسين (ع) الكتب الكثيرة الّتي تدعوه أن يأتي إلى العراق ليقود الثورة. وعندما دعي الإمام الحسين (ع) لمبايعة يزيد وقف تلك الوقفة الحاسمة الّتي أعطى فيها للقضية حجمها الطبيعي، عندما قال لوالي المدينة آنذاك: «إنّا أهلُ بيتِ النبوّةِ، ومعدنُ الرسالةِ، ومُخْتَلَفُ الملائكة، وبنا فتح الله وبنا ختم، ويزيدُ رجلٌ فاسقُ، شاربُ الخمرِ، قاتلُ النفسِ المحترمةِ، معلنٌ بالفسقِ، ومِثلي لا يبايعُ مِثلَه».
وهكذا انطلق الحسين (ع)، وأعلن معارضته ووقوفه ضدّ هذا الحكم. وانطلق بعد ذلك من أجل أن يهيِّئ الأجواء النفسيّة لخروجه من المدينة، وذهب إلى مكة. وعندما انطلق الناس إلى منى يوم التروية قبل التاسع من ذي الحجَّة، أبدل الحسين حجّته بعمرة وترك الناس، في حين كان الناس بانتظار الحسين أن يقف معهم في يوم عرفة على جبل عرفات. كان الناس يتجهون إلى منى، والحسين (ع) يتّجه إلى العراق. لماذا؟
حتّى يعيش الناس التساؤل: لماذا لم يسافر الحسين (ع) من المدينة إلى العراق مباشرة مع أن المسافة أقرب؟ لماذا انطلق من المدينة إلى مكّة، وحوّل حجّه إلى عمرة، وترك مكة في اليوم الّذي يتجمَّع فيه الحجّاج للذهاب إلى عرفات؟ لماذا؟
حتّى يعطي الإمام الحسين (ع) الجوّ الإعلامي الّذي يتحرّك فيه الناس متسائلين، وبذلك يحصل على تغطية إعلامية تستفيد منها القضية فيما بعد، لكي يعرف الناس أن الحسين (ع) قد ثار وأنّه قد تحرّك. ويرجع الناس كلّ إلى بلده، أهل اليمن إلى يمنهم، وأهل الشام إلى شامهم، متحدّثين أن الوذكاء. علي (ع) قد ذهب إلى مكّة، ورجع منها في اليوم الّذي يتحرك فيه الناس لعرفات، وانطلق بالثورة ضد يزيد، وضد الحكم الأموي.
كانت انطلاقة الحسين (ع) بهذه الطريقة ملفتةً للنظر، فالثائر لا يخرج معه عياله وأطفاله، ولا يخرج معه عيال أصحابه، ولكنّ الحسين (ع) أخرج كل هذه النماذج معه.
بقي الحسين (ع) متقدّماً، لأنّه مصمِّمٌ على الوصول إلى النهاية في ثورته، ولكن أهل الكوفة الذين كانوا بين ثمانية عشر ألفاً وثلاثين ألفاً يبايعون مسلم بن عقيل على السمع والطاعة، ويتراجعون بعد ذلك؟
بعد ذلك عادت الجاهلية الجديدة أثقل ظلا وأشد ظلمة ووحشية والعدو أشد دهاء وأكثر نضجا وذكاء . وفجأة سطع ضوء في الظلام ومن بين ركام الإسلام المتداعي وأضاءت للملأ ملامح أمل جديد في دياجي ذلك الظلام المطبق وبدأ للعالم إنسان يخط على التراب بدمه ،بعد أن جاهد في ميادين عدة(الفكرية والثقافية) والله ما أبالي إذا أقمت كتاب اللّه عز وجل سنة رسوله صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أجِّجَت لي نارٌ ثم قُذِفْتُ فيها ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة اللّه تعالى.. انه زيد بن علي بن الحسين سبط ذلك الرسول الذي هاجر من مكة ليثرب قبل (122)عاماً لأجل رسالته وإنقاذها من الشرك والوثنية, ومرة ثانية وفي ظروف لعلها أسوأ على الإنسانية والرسالة من الظروف التي خرج فيها جده من قبل لإنقاذ البشرية مما كانت تعانيه من عسف وجور واستغلال خرج من بيت زين العابدين البيت الذي وسع التاريخ كله فكان اكبر منه خرج غاضباً مصمما على الموت كأن في صدره إعصارا هو في طريقه إلى الانطلاق . خرج لأجل الرسالة التي هاجر لأجلها جده الرسول الأعظم من قبل بصبر وصمود وهو يقول : حق لمن أمر بالمعروف أن يجتنب المنكر، ولمن سلك سبيل العدل أن يصبر على مرارة الحق، واللـه لوددت أن يدي ملصقة بثريا ثم أقع منها حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة ويصلح اللـه بذلك أمر أمة محمد، والله ما كره قوم قط حَرَّ السيوف إلا ذلوا، من أحب الحياة عاش ذليلا.
لقد هاجر من مدينة جده إلى العراق بعد أن رأى رسالة الإسلام تتعرض للانهيار ومصير الإنسان يوم ذاك أسوأ من مصير إنسان الجاهلية نافضاً يديه من الحياة وبالرجوع إلى مقالات ورسائل الإمام زيد يمكننا معرفة أهم أسباب ومبررات ثورته على الدولة الأموية، والتي منها:
1 ـ مخالفتهم للتعاليم الإسلامية والخروج عن القيم التي عرفها المسلمون عن الدين. ومن مظاهر ذلك : الحيف في حكم اللّه، وتعطيل الحدود، وقتل الأبرياء، والتهالك على اللهو والمجون، وتكميم الأفواه، وحصار الكلمة، وتصيير الخلافة الإسلامية مُلكاً موروثاً، يقفز إليها الواحد تلو الآخر بدون مراعاة لأي مؤهلات أو شرعية.
2 ـ إساءتهم إلى مقدسات الـمسلمين وإسقاط هيبتها في النفوس، حتى سُبَّ رسول اللّه (ص) واستهزئ به في حضرة هشام ولم ينكر ذلك، قال الإمام زيد: « شهدت هشاماً وعنده رجل يسب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فقلت للساب: ويلك يا كافر، أما إني لو تمكنت منك لاختطفن روحك، وعجلتك إلى النار. فقال لي هشام: مَهٍ عن جليسنا يا زيد!! فواللـه لو لم يكن إلا أنا وابني يحيى لخرجت وجاهدت حتى أفنى ». وتعرض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول اللّه والحسنين عليهم السلام للسباب على منابر الجمعة.
3 ـ العبث بأموال المسلمين ومقومات عيشهم، حيث انحصرت ثروة البلاد في أيدي شلة من العابثين الذين أنفقوا خزينة الدولة على شهواتهم وملذاتهم، فعصفت بالمجتمع الإسلامي أزمة اقتصادية أفقدته عزه ورخاءه، فقد روي أن هشام بن عبد الملك ـ رغم ما عرف عنه من البخل ـ كان يحمل ثيابه التي يلبسها على ستمائة جمل ، وقيل: سبعمائة جمل.
وفي رسالة للإمام زيد إلى أهل الموصل قال: « قد عرفت حالكم الذي أنتم عليه من الفتنة في دينكم، والبلاء في معاشكم، من أمر سفك الدماء، والاستئثار عليكم بفيئكم » .
4 ـ الإساءة إلى أهل البيت عليه السلام ومحاولة طمس آثارهم، والعدوان المتكرر عليهم وتعريضهم للهوان والذل.
هذا إضافة إلى أن ملوك بني أمية رفضوا كل نصح وسخروا بكل واعظ، حتى قام هشام بن عبد الملك خطيباً في بيت اللّه الحرام وأقسم أنه سيقطع رأس من يقول له: اتقِ اللّه!!
لا يملك في مقابل عدوه سوى سلاح الشهادة وظهرت بوادر تحركات الإمام زيد في أوساط أسرته، فحضي منهم بالدعم والتأييد، مع استشعار للخوف والقلق عليه، قال جابر الجعفي رحمه اللّه: قال لي محمد بن علي: إن أخي زيد بن علي خارج ومقتول، وهو على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله.
قال جابر: فلمَّا أزمع زيد بن علي على الخروج، قلت: إني سمعت أخاك يقول: كذا وكذا.
فقال لي: يا جابر، لا يسعني أن أسكن، وقد خولف كتاب اللّه تعالى، وتُحُوكم إلى الجبت والطاغوت.
لقد كان يدرك ويعي أهمية الرسالة الملقاة على عاتقه ويعلم بأن التاريخ ينتظر شهادته وأنها ستكون ضمانا لحياة أمة وأساسا لبناء عقيدة وهتكا لأقنعة الخداع والظلم والقسوة وأداته لسحق القيم ومحوها من الأذهان وإنقاذا لرسالة الله من أيدي الشياطين والجلادين ، وهذا هو الذي كان يعنيه بقوله « واللـه لوددت أن يدي ملصقة بالثريا ثم أقع منها حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة ويصلح اللّه بذلك أمر أمة محمد » وكان الإمام زيد يدرك أن بعض أنصاره ومؤيديه قد تختلط عليهم الأفكار وتلتبس عليهم المقاصد؛ فيخرج بدافع العاطفة والتضحية من أجل أهل البيت عليهم السلام والثأر لهم فقط، فما زال يؤكد على ضرورة الفصل بين الهدف المقدس والعواطف العابرة.
صحيح أن أهل البيت بمكانة يستحقون معها الغضب لهم والتضحية من أجلهم، إلا أن الإمام زيد عليه السلام أراد ذلك وسيلة لاهدفاً، فقال لأنصاره: « لاتقولوا : خرجنا غضباً لكم، ولكن قولوا: خرجنا غضباً لله ودينه ». وبعد أن هيأ الإمام ما يجب تهيئته اتفق مع أصحابه على أن يكون موعد الانطلاق هو اليوم الأول من شهر صفر (سنة 122 هـ)، وعلى إثر ذلك بعث دعاته إلى البلدان لإعداد أنصاره للخروج في الموعد المحدد.
وتَسَرَّبَت إلى هشام بعض أخبار الإمام زيد فشعر بالضيق، وأبدى تخوفه الشديد من هذه الحركة لِمَا يعرف عن الإمام زيد من صلابة الإرادة وقوة التأثير، فبعث إلى يوسف بن عمر يستحثه على الإلحاح في طلب الإمام زيد. وبدأ الإمام زيد يُكَتِّب كتائبه ويرتب أوضاعه استعداداً لبدء المعارك الحاسمة، وَوَقَفَ ـ في أول عرض عسكري ـ ونصر بن خزيمة عن يمينه ومعاوية بن إسحاق عن يساره، ورُفِعَت رايات الجهاد فبدت تخفق على رأسه، وهنالك امتلأت أقطار نفسه سعادة، وتعثرت كلمات التعبير على شفتيه لشدة فرحه بتحقيق حلمه الكبير، بوقوفه في صفوف الجهاد في سبيل اللّه وتمكنه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانفجر قائلاً: « الحمد لله الذي أكمل لي ديني أما واللـه لقد كنت أستحي من رسول اللّه (ص) أن أَرِدَ عليه ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر».
ثم قال لأصحابه: « واللـه ما أبالي إذا أقمت كتاب اللّه وسنة نبيه أن تأجج لي نار ثم قُذفت فيها ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة اللّه، واللـه لاينصرني أحد إلا كان في الرفيق الأعلى مع محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.. يا معاشر الفقهاء ويا أهل الحجا أنا حجة اللّه عليكم هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود اللّه ونعمل بكتاب اللّه، ونقسم بينكم فيئكم بالسوية، فاسألوني عن معالم دينكم، فإن لم أنبئكم عن كل ما سألتم عنه فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم مني، واللـه ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي ولا انتهكت محرماً منذ أن عرفت أن اللّه يؤاخذني به » . ثم قال: « اللـهم لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ولدينك ولكتابك ولنبيك ولأهل بيتك ولأوليائك من المؤمنين، اللـهم هذا الجهد مني وأنت المستعان ».
لقد أعطيا (الحسين وزيد بن علي) للعالم كله بشهادتهما دروساً مليئة بالحياة غنية بالقيم وروعة الجمال وأصبحا هما ومن معهما القدوة الغنية بمعطياتها للعالم في كل زمان ومكان يعلمون الأبطال كيف يموتون في مملكة الجلادين الذين ذهبت ضحية سيوفهم آمال أجيال من الشباب وتلوت تحت سياطهم جنوب النساء وأبادوا وأجاعوا واستعبدوا رجالاً ونساء ومؤذنين ومعلمين ومحدثين . لقد ترك الحسين وزيد بن علي ومن معهما دروساً سخية بالعطاء والقيم حافلة بالعبر والمثل التي تنير العقول وتبعث في النفوس والقلوب قوة الإيمان بالمثل العليا والمبادئ السامية التي دعا إليها وضحى بكل ما يملك من أجلها ولا تزال الأجيال تستلهم منها كل معاني الخير والنبر والفضيلة وسيبقى الحسين وزيد بن علي وأنصارهما مثلا كريما لكل ثائر على الظلم والجور والطغيان إلى حيث يشاء الله .
أجل إن رسالة الحسين (ع) ورسالة زيد بن علي (ع) كانت ولا تزال امتدادا لرسالة جدهما وجهادهما امتدادا لجهاد جدهما المصطفى .
وكما خيبت هجرة الرسول مساعي المتآمرين على قتله بخروجه من مكة إلى يثرب بعد أن بات على فراشه بطل الإسلام الخالد ليدرأ عنه خطر الأعداء ويفيده بنفسه من مؤامرة أبي سفيان وحزبه كذلك خيبت هجرة سبطه الشهيد و هجرة حفيده الثائر العظيم آمال الظالمين وأمانيها وما تطمح إليه وسجلت انتصاراً حطم أولئك الجبابرة الطغاة ودولتهم الجائرة العاتية التي قابلها أحفاد النبي المصطفى (الحسين وزيد بن علي ) وقضوا عليها بشهادتهم ودمائهم الزكية الطاهرة بالرجال والعتاد والأموال .( ولرب نصر عاد بشر هزيمة * تركـت بيوت الظالمين طلولا)
لقد ترك لنا زيد بن علي وجدة الحسين وجد الحسين والأئمة من ذرية الزهراء(ع) من أقوالهم وسيرتهم وسلوكهم وجهادهم مدرسة غنية بكل ما نحتاجه في الحرب والسلم والشدة والرخاء والفقر والغنى وكل نواحي الحياة فما أجدرنا أن نرجع إلى سيرتهم ونسير على خطاهم ونصنع من ميراث أمتنا وقادتنا خير أمة أخرجت للناس .
صورة

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: بين هجرة الرسول وهجرة الإمام الحسين و الإمام زيد بن علي

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

بارك الله فيكم وكتب الله اجركم

أجل إن رسالة الامام الحسين (ع) ورسالة الامام زيد بن علي (ع) كانت ولا تزال امتدادا لرسالة جدهما وجهادهما امتدادا لجهاد جدهما المصطفى صلوات الله عليه واآله الطاهرين حملها ائمة ال البيت عليهم السلام على عاتقهم فكانت سيرتهم حافلة بالتضحية والعطاء وبذل النفس في سبيل اعلاء كلمة الحق عالية فوق كل كلمة فصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آاله الطيبين الطاهرين الساده الميامين صلاة دائمة تغشاهم في كل وقت وفي كل حين



خالص التحايا
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“