الزيدية بين الحياة والموت

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
مره واحدة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 152
اشترك في: الأربعاء يناير 06, 2010 7:58 am

الزيدية بين الحياة والموت

مشاركة بواسطة مره واحدة »

الزيدية بين الحياة والموت

نسير في نهاية العقد الأول للمسيرة القرآنية التي قرر أن يسير فيها المواطن اليمني السيد المغيب حسين بدرالدين الحوثي ومن التف حوله ، والتي انطلقت من كهف في جبل مران في محافظة صعدة ، حتى أصبحت اليوم إحدى القوى الأساسية على الخارطة (سياسيا – إجتماعيا – فكريا ) اليمنية وشبه الجزيرة العربية ، ونموذجا لغيرها من قوى المقاومة التي حددت عدوها بوضوح تام في المشروع الصهيوأمريكي وأرادت العمل على إحياء الإسلام كعقيدة عملية تبنى بها المجتمعات.

لم تقم كل القوة العسكرية والإعلامية والبشرية التي حاولت وتحاول إجهاض هذه المسيرة إلا بإخراجها أكثر فأكثر، وإعطائها الفرصة لتجربة نفسها والإستفادة من أخطائها ودراسة نقاط قوتها وضعفها كمسيرة قرآنية مرتبطة بالله ربا وملكا وبالقرآنا كتابا معلما وبالعترة قدوة ونهجا تستمد منها فنون التضحية ، لتحقق لشعبها العدالة والرفاهية والمساوة ولتقف بوجه كل طامع ظالم مستبد سواء كان داخلي أو خارجي وترتبط بأمتها كما أمرها نبيها إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

فلماذا شوهت هذه المسيرة من القريب قبل البعيد ، واتهم سيدها وقائدها المغيب بأبشع التهم ، حتى أن الزيدية (وهي كعنوان مذهبي تمثل منبع هذه المسيرة) ، قد قام كثير من علمائها وطلاب علمها بأكثر من الوقوف السلبي إلى رمي أبناء المسيرة بإتهامات تفوح منها روائح خارجية وأهداف لا يعلم منفذها أنه بهذا يلعن نفسه ويقدمها لجلادها قبل أن يضر غيره.

بعد التعلم الأكاديمي وممارسة الحياة السياسية الفعلية بتأسيس حزب والوصول للبرلمان ، وصل السيد المغيب للحقيقة التي يتفق عليها كل العرب على أن حكوماتهم وقادتهم ليسو أكثر من أدوات لترويض الشعوب لتحقيق أهداف المشروع الصهيوأمريكي . غير أن هناك شخصيات لا تستطيع أن تفني أعمارها في الجدال الترفي والرضى بما يرضي النفس ويسخط المولى ، فهي بفطرتها الربانية فطرت على متابعة الحق ونشأت نشأة صحية على الوقوف والثبات على الإيمان مهما كانت التضحيات ومن تلك الشتخصيات هي شخصية السيد المغيب . فهو بعد أن رأى وعاين التأثير الإيجابي الذي حملته الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) بتحديد العدو في الشيطان الأكبر والغدة السرطانية ، والعمل على تطويرعلاقة إرتباط الفرد بالله الحي القيوم ، وإخراج المسلم من عابد لعبادات وافراد إلى عابد إله قادر متمكن ينصر عباده متى ما آمنوا به وبآولايئه ورضوا على تقديم التضحيات في سبيله وإخراج المسلم من حيز العلم الفقهي إلى ساحات العلم والمعرفة بشتى أنواعها وفنونها. راح السيد المغيب يبني هذه الأفكار في نفسه وفيمن حوله فرفع الشعار السلمي وأمر بالمقاطعة ووضح كثيرا للناس حقيقة السياسة الصهيوأمريكية وطمعها وظلمها وكذبها تارة بالأمثال وتارة بالعودة إلى كتب معينه وتارة بالإستلهام التاريخي ، وثابتا بالحقائق القرانية التي تثبت أن الخير والشر في صراع لا ينقطع على وجه هذه البسيطة. ومن النقاط التي تحسب للسيد المغيب في ميزان المصداقية لا في ميزان المصلحة السياسية هي اكتماله وتكامله مع الإمام الخميني (قدس سره) رغم وجود البعد الطائفي بينهم وإختياره لشخصية الإمام لتكون هي المحرك الرئيسي والرابط الظاهر لشخصية الإمام القائم بوجه الظالمين كما في الأسطورة الزيدية ، وقد أتهم لهذه المصداقية بأنه فاشل سياسيا ، غير أن المقيم لا يدري أن ثمة أعمال لا يقوم بها صاحبها إلا طلبا للحق والحقيقة لا لتحقيق مكاسب مادية معينة. وهذه هي الشخصية الإسلامية التي أراد السيد المغيب بنائها في جيله وتلامذته والتي تقوم على الصدق في التعامل وعلى تذكير النفس دائما بأن الله هو مولاها وولي أمرها وهو الوحيد القادر عليها ، وأن الأنفس التي ترى القوة في غير الله هي أنفس مشركة متذبذبة لم تصل بعد إلى حقيقة الإسلام الذي لا ينهزم والإيمان الذي يحقق المعجزات التي أنكرها الغير على محمد صلى الله عليهم وآله وسلم والأنبياء من قبله والأولياء من بعده.

فمع مرور السنوات وزيادة القوة العسكرية والإعلامية والبشرية والدعم المادي الخرافي لمواجهة هذه المسيرة ، كانت هذه المسيرة تتهذب وتخرج من كل حرب أجمل وأقوى وكأنما الحرب ابتلاء النصر لا أكثر . فقد قرر سيد هذه المسيرة ومن بعد تغييبه قرر قادتها أن لا يعتمدوا إلا على الله وأن لا يتوكلوا إلا عليه فهو الناصر والمعين وهو القائم القيوم ، فالموت في سبيله طريق للحياة والإنتصار لدينه غاية خلفائه . فراحوا يواسوا الأمة على مصائبها طاعة لله ولرسوله وإن كانت هذه المواسات في هكذ زمن تجر المصائب ، ويداون جراحهم بأنفسهم لا ينتظرون من هذا ولا من ذاك فالمعطي لديهم هو المالك الحقيقي لاغيره . يتواصلون مع أبناء شعبهم بداعي الأخوة الدينية والحب الوطني يعرفون بأنفسهم وبفكرهم صراحة ، وخاصة أن الجميع قد رأى أسطورة الإنتصار التي حققوها وقوة الصبر التي لديهم فراح يتسأل عن حقيقة القوة التي يمتلكونها ومصدرها ، ولو أن المتابع كلف نفسه قليلا في النظر إلى تلك الملازم النورانية لعلم أن القوة والعزة لله جميعا. وأن المسألة لا تعدوا كونها بكل بساطة وصراحة ومن ينصر الله ينصره ، وأول الإنتصار الإنتصار على النفس وأهمه عدم خوفها إلا من ربها وكما قال السيد عبدالملك الحوثي في إحدى خطاباته أن ثقافة الشهادة هي التي تجعل من المؤمن أقوى قوة فالظالم والمتكبر لا يستطيع أن يهدد بأكثر من الموت ، فبماذا يهدد إذا أصبح الموت فوزا وتشريفا وشهادة ؟!

أصبح السيد المغيب ساحرا ، وأمسى مدعي للنبوة ، ثم تحول جعفريا يدعي المهدوية ؟!

إتهامات متناقضة الهدف منها تخويف الناس من محاولة الإطلاع والتفكير في القضية ، لصراحتها وقوتها وشدة نورها على ظلم الظالمين، فبالتجربة الشخصية وجدت زيودا يدعون أنه أي السيد المغيب قد تعلم السحر في السودان وأنه كان يحرك السحاب بسحره ويسحر الماء للشاربين من الطلاب وغيرهم فلا يعودون يرون غيره.

أن يكذب عدوك ويختلق القصص فهذا شيء طبيعي وخاصة عندما يكون عدوك بهذ الضعف والجهل والحمق ، غير أن تجد أن من يختلق عليك الكذب هو من تقرأ معه من كتاب واحد وتنسبوا جميعا إلى إمام بعينه ، فإن السؤال هنا يصبح صعب الإجابة إلا إذا أمعنت النظر وحيدت العاطفة ورأيت بمنظر المصلحة وتبعات تغير المتربعين على الكراسي والمتضررين من التغيير.

إنك كمحايد لا تستطيع أن تنظر للحوثي ولمسيرته المسماة بــ أنصار الله إلا أنه يمثل الخط الأصيل والصراط المستقيم للمذهب الزيدي ، هذا المذهب الذي يمثل نبعا لا ينضب وراية لا تسقط في مواجهة الظالمين بحد السيف كما قال إمامهم الأعظم صليب الكناسة لو لم يكن لدي إلا ولدي يحيى لما تراجعت، هذا المذهب الذي يحرم فيه نجم الأئمة القاسم بن إبراهيم المكاسب والتجارة في زمن حكام الجور ، هذا المذهب الذي شهد له مخالفوه بأنه مذهب الشهادة . غير أن الحالة المنحطة فكريا واقتصاديا وإجتماعيا وسلوكيا ، التي وصل إليها العالم العربي بشكل عام ، والفقر والجهل والتغييب الإجتماعي والسياسي والعلمائي الذي وصلت إليه الزيدية جعلهم يوقعون على أن زمن الإمامة إنتهى وصار بعض منظريهم يقول أن ماكان من الإمامة وإتباع أهل البيت في السابق لم يعد له مكان اليوم ، وأن العقل ينفي توافق الكتاب والعترة ، غير أنهم زيدية بطبيعة التاريخ أو بسطوة المال ، ويظلوا هم ومن على شاكلتهم يخوفون أبناء الزيدية من أن المذهب يمر بحالة سيئة وأنه يعاني الموت مع أن العقدين الأخيرين قد شهدا عملا زيديا في جميع الساحات من الأحزاب إلى البرلمان إلى العمل على رد الظلم إلى توزيع الكتاب وتعليم الناس إلى الخروج الفضائي وصولا إلى إستعمال كل مقومات العصر، منها ما نجح بنسب عالية وغيرها تعلمت منه الطائفة الدروس ، وأساس هذه الأعمال الوقوف بوجه الظالمين وهو ما أعاد إحياء بدر وصفين وكربلاء والكوفة ورفع راية الحسين من جديد "هيهات منا الذلة" ، أما عن وجود قناة أو مثل هذا فتوفير الآمن والسكن والحياة أهم كثيرا من وجود قناة ، إلا إذا خصصت لنقل الظلم الحاصل على أبناء الشعب اليمني عامة وأبناء الزيدية خاصة من قبل النظام السعوهابي بقيادة عفاش والمرتزقة من الجميع.


قال لي أحدهم: أنه بعد البحث والمعايشة يرى أن الزيدية تنقسم اليوم إلى أربعة فرق :
فقلت له : وماهي هذه الفرق ؟

فقال :

زيدية اللجنة الخاصة : وهي كل من يقتاد من المال السعودي ، ويعمل على إرضاء السعودية وإمام هذه الفرقة هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز .

زيدية 26 سبتمبر : وهي المنتفعين من ثورة 26 سبتمبر ، بمناصب وإدارات ، تبرؤوا مقابلها من تاريخ أبائهم وأجدادهم ومن مسئوليتهم تجاه الشعب والوطن ، وأصبح المذهب وضعا إجتماعيا لا أساسادينيا.

الزيدية التقليدية: هي التي تبرأت من أصلي المذهب المتعلقة بالعقل والخروج على الظالم ، وانحازت للسابقين وعطلت بذلك الإجتهاد ورضيت بحكم الظالمين بأسباب وأسباب

الزيدية الإحيائية : اعتبرت ظهور الإمام الخميني بعثا جديدا لجيل مجدد لأفكار الزيدية الحقيقية ، تتجهز لقيام دولة زيدية حقيقية بحلة جديدة وأفكار عالمية متطورة ، ترتبط بأمتها وتؤمن بمذهبها وتحترم حق الإختلاف الفكري وتقدس حق الوحدة الإسلامية.

فسألته: وماذا عن الجارودية والمارودية ؟

فقال : سوف أعيد البحث وأعود لك ... واللهم صل على محمد وآل محمد ...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“