المقالح ضحية إعادة الاعتبار للزمن البوليسي

أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

المقالح ضحية إعادة الاعتبار للزمن البوليسي

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

المقالح ضحية إعادة الاعتبار للزمن البوليسي

ماجد المذحجي
الخميس, 04 فبراير 2010

تبدوا قضية الصحفي محمد المقالح حتى الان نموذجاً معيارياً عن ما ستصبح عليه اليمن غداً: إزاحة القانون وحقوق الإنسان جانباً، وإعادة الاعتبار للزمن البوليسي.
وبدءاً من واقعة إخضاع المقالح للتحقيق من قبل النيابة الجزائية المتخصصة، بعد إخفاءه قسرياً لأربعة اشهر، يُمكن التأكيد على ضيق هذه البلاد بالعدالة وسقوط آخر تمنيات اليمنيين باستعادة دولة محترمة.

إن المقالح الان ضحية لمجموعة من أسوء الجرائم والانتهاكات وفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان. وهو منذ واقعة اختطافه بتاريخ 17 سبتمبر 2009، وتعريضه منذ ذلك الحين لجريمة الإخفاء القسري والتعذيب وكافة صنوف المعاملة المسيئة والحاطه للكرامة حتى إعلان النيابة الجزائية انه بحوزتها وتجري تحقيقاً معه، أصبح شاهد أساسي على تجريد اليمن من حماية القانون، وضمانات الدستور لذلك، وإفساد ما تبقى من ثقة، محلية أو دولية، في الجهاز القضائي كمحل للإنصاف يصبح المواطنين في ظله محصنين من انتهاكات الدولة.

ما يجب التأكد منه الان إن المقالح ضحية فشل هذه الدولة في استعادة احترامها بين الناس، وما يفصح عنه مضيها في التنكيل به هو ذلك المدى الذي ستصل إليه في خصومتها مع المجتمع، ونبذها للسلام فيه، وترجيحها للعنف كوسيلة فضلى في إدارتها اليومية لهذه البلاد.

على النائب العام أن يتحرك الان لحماية ما تبقى من كرامة للقانون في اليمن، فاستمرار اعتقال المقالح والتنكيل به سيجعل هذه البلاد عرض لأدوات عدالة أخرى تأتي من الخارج لتحمي الناس حين يفشل هو في حمايتها، وسيكون من المهم لمن عذبوا المقالح وأخفوه قسرياً، والكثير كذلك من معتقلي الحراك وحرب صعده، أن يعرفوا أن تلك الملاحقات القضائية الدولية في لندن واستوكهلم ومدريد لمجرمي الحرب الإسرائيليين، ورؤساء وقادة أجهزة أمنية في الأرجنتين وفنزويلا وغيرهم مما كانوا يظنون أنهم محميين من الملاحقة، يُمكن أن تشملهم أيضاً، وأن العمل المدني والعدالة في العالم أصبحت حساسة للغاية تجاههم وتجاه الدول التي تفشل في حماية مواطنيها.

إن اليمن تدار الان بذهنية تقوم على التحايل على القوانين ومنح الأولوية لمنطق الخوف والترويع والقوة، وتجريد الناس من الأمان، وتحويل أجهزة الأمن إلى سلطة رعب، تقمع وتختطف وتعذب. وبسهولة أصبح ينمو القلق وتنعدم الخيارات المدنية، وينحاز الناس إلى العنف لمقاومة التسلط. كما أصبح لزاماً على الجميع التكيف مع الإحساس بعدم الثقة وإمكانية أن يصبح أي فرد ضحية لأساليب العصابات، حيث تسوي الدولة خلافاتها وفقاً لنفس المنطق.


maged231@yahoo.com

http://www.yemen.sadahonline.org/featur ... 02-44.html
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأخبار المنقولة“