تعز: إلى التصعيد !!!
الكاتب د/ محمد القاهري
الخميس, 29 أكتوبر 2009 22:39
التغيير في نظام مثل القائم في اليمن لن يأتي إلا من الأطراف. فنظام من هذا النوع يقتل ديناميكية المؤسسات الجماعية، التي هي مركزية بالتعريف، ليحي آليات عمل "بسطة" ذات طابع طفيلي تمتص دم النظام حتى وفاته بدلا من تنمية حيويته الداعمة للتجديد والتغيير. فضلا عن ذلك، فان نظام كهذا، ومن ناحية إجرائية، يركز العلاقات غير المؤسسية وأدوات
الاستخبار والقمع في مناطق المركز (صنعاء وعمران وذمار في حالتنا) أكثر من أية مكان آخر مما يؤدي إلى خنقها والحيلولة دون أي تحرك فيها.
لا غرابة لذلك أن يتفجر النظام عندنا من الأطراف: الجنوب وصعدة والجوف أولا. ولم تفهم محاولات التغيير من المركز (أحزاب المشترك وهيئة التشاور للحوار) مقتضيات ذلك بشكل جيد بل ذهبت في ولائم حوار طويلة أكثر من اللازم علت جعجعتها فقط حتى الآن دون طحين حيقي قبل فوات الأوان.
وتعز تمثل حالة مزدوجة فهي طرفية جغرافياً مثلها مثل الجنوب وصعدة لكنها مركزية سياسياً بسبب ثقل نفوذها البشري في قوام الأحزاب والإدارة الحكومية. لكن هذه المركزية لم تنفعها، حيث ان ميزة تعز المتمثلة بعرض قاعدة الثقافة والرأسمالية النسبي فيها قد انحسرت تماما. فعمنا علي الذي والته تعز حول الرأسمالية إلى "عصيدة في جمنة" لا هو يعرف يمتنها ولا تعز تستطيع تأكلها، وحول أبناء تعز عملياِ إلى "أبتال" وابرز لتمثيلهم في السلطة المركزية مشارعين "لقفين" لا غير.
طرفية تعز اذاً هي مبعث الأمل في التغيير إذ من المنتظر أن تلحق بالجنوب وصعدة لتليها مناطق طرفية إضافية مثل الحديدة ومارب.
ولا يغربن عن بالنا أن أنيميا هذا النظام في طريق وفاته المحتومة تجعل الناس يقدمون تضحيات دون أي مقابل. فتعز منذ فترة طويلة "تصلي تيمم وتصوم عطوف" مع انعدام الماء والخدمات والغذاء وفرص العمل. فمن الحري إذا بالتعزيين ألا يستمروا بتقديم التضحيات مجانا وإنما أن يبذلوها في نضال سلمي عنيد لتغيير السلطة. ويتطلب الأمر تصعيد المواقف والتضحيات بثبات وصبر والتعاون البناء مع أبناء المناطق الأخرى.
http://sadahnow.com/index.php/features/ ... 9-19-46-30
تعز: إلى التصعيد !!!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1155
- اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am