قميــص عثــمان !!!

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

قميــص عثــمان !!!

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

قميــص عثــمان !!!

الجمعة 09-10-2009 10:40 مساء

بقـلم / يحي قاسـم أبو عـواضـة
باحث في الفكر القرآني للسيد / حسين بدر الدين الحوثي

من يتابع أحداث اليمن والحرب الدائرة في المحافظات الشمالية
ويتابع مجريات الأحداث منذ البداية وبالذات التهم التي تطلقها
السلطة بين الحين والآخر يتبين له من خلال هذا التخبط وهذا
التناقض ما وصلت إليه من العمى والضياع وما وصلت إليه من الهوس
إلى حد أنها أصبحت تتصرف تصرفات تضر بمصالحها هي حتى صاروا
مصداقا لقول الله تعالى ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً )
فلم تكتف السلطة بالتهم التي أطلقتها منذ الحرب الأولى علينا كالتمرد
والإمامة، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والكهنوتيه ، و.. و الخ.
فمنذ الحرب الرابعة بدأت السلطة بإضافة تهمة الإرهاب علينا غير آبهة بتبعات
مثل هذه التسمية في خطاباتها ووسائل إعلامها وأنه مصطلح يراد له أن يكون ذريعة
لاحتلال الشعوب والهيمنة عليها وأن أعداء هذه الأمة قد أعدوا من سيطلقون عليه
هذا الاسم مسبقا في أوكار المخابرات الأمريكية والصهيونية ومن سموهم فيما بعد
تنظيم القاعدة هذا التنظيم الوهمي والذي كشف السيد حقيقته في عبارة مختصرة
بقوله: ( القاعدة هم الأمريكيون).
إنهم يعرفون بأن هذا التنظيم نشأ وترعرع في الأحضان الأمريكية وبدأ نشاطه
أيام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي لهدف
لعب دور هام يمهد للسيطرة الأمريكية على هذه الأمة وباسم الإسلام لاستخدام
الإسلام أولاً أداة بأيديهم يحركون بواسطتها الشباب المسلم لخدمتهم وثانياً
لتشويه الإسلام المحمدي من خلال الصورة المشوهة التي سيقدمها هؤلاء عن الدين،
وكان أول انطلاقته من أفغانستان بتوجيهات أمريكية وبمساعدة بعض الدول العربية
وبالذات السعودية والتي سخرت كل إمكانياتها المادية والإعلامية ومنابرها
الدينية للترويج لهذا التنظيم والدفع بالشباب المسلم للذهاب إلى أفغانستان
بحجة الجهاد في سبيل الله ومواجهة الشيوعية الملحدة، واتضح مؤخرا أنه جهاد في
سبيل أن تهيمن أمريكا على تلك المنطقة، وتولى تركي الفيصل رئيس المخابرات
السعودي آنذاك هذه المهمة وأنفقت السعودية أكثر من عشرين مليار دولار في هذه
المهمة لوحدها، وكانوا يتلقون دعما مباشرا من السعودية ،وكان لبعض المسئولين
في اليمن دور هام جدا في إرسال الشباب إلى هناك اعترف به الرئيس اليمني أكثر
من مرة وأن أمريكا كانت تطلب منهم إرسال مقاتلين إلى أفغانستان ،وقال أن ذلك
كان بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكية!!
أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومسرحية أسامة والقاعدة هو امتداد لهذه المؤامرة
ولذلك كانت قراءة السيد له من هذه الزاوية، فقد كشف السيد للعالم أهداف الحادي
عشر من سبتمبر منذ اللحظة الأولى ومن يقف وراءه وحقيقة ما يسمى بتنظيم القاعدة
ومن هم زعماؤه وما الهدف منه في وقت لم يسبقه إليه أحد في هذا العالم حسب ما
كنا نسمع ونشاهد ومن كلامه في ذلك:
[إذاً ربما شاهدتم ما يُدبر ضد حزب الله، وفعلاً هذا هدف رئيسي من وراء كل
ذلك التمثيل، قصة أسامة أو التمثيلية التي كان بطلها أسامة وطالبان، فلا أسامة
ولا طالبان هم المستهدَفون، ولا ذلك الحدث الذي حصل في نيويورك هو الذي حرك
أمريكا، من يدري من يدري أن المخابرات الأمريكية قد تكون هي من دبرت ذلك الحدث
؛لتصنع المبررات وتهيئ الأجواء لتضرب من يشكلون خطورة حقيقية عليها، وهم
الشيعة، هم الشيعة وإن كانوا في نفس الوقت يكرهون الجميع ويستهدفون الجميع سنة
وشيعة.
.....
حاوَلوا أن يشدوا أنظار المسلمين إلى ذلك الرمز الوهمي، الذي لا يضر ولا ينفع،
لا يضر أمريكا ولا ينفع المسلمين [أسامة وطالبان]. أليسوا هم من اُتِّهِموا
بحادث نيويورك من بعد ربع ساعة من الحادث تقريباً؟.
.....
هذا من خبث اليهود أن يضربوا برجاً هكذا؛ لأنهم أصبحوا يعرفون أننا نحن العرب
أصبحت أنظارنا كأنظار القطط، تنظر إلى الشيء الذي يتحرك طويلاً منتصباً،
فيوهمونا بأن هذا رأس أمريكاَ ضُرب على يد أسامة وطالبان، إذاً أولئك هم من
ضرب أمريكا ؟.
ليُضرَب حزبُ الله فيما بعد ثم لا يتحرك في المسلمين شعرة واحدة، يُضرب من
يُضرَب فليُضرَب حزب الله فلتضرَب إيران فليُضرَب العراق كل هؤلاء ليسوا بشيء،
فقط نكون حريصين على أن يسلم أسامة وطالبان.
وقد سلموا فعلاً، لأن أمريكا كانت أحرص منا على سلامتهم، أين هي الإحصائيات
عن قتل واحدٍ من قادتهم؟ أين هي الإحصائيات عن قتل ولو ألف شخص منهم؟ لا شيء.
الله يعلم وحده أين ذهبوا، والأمريكيون يعلمون أيضاً أين ذهبوا. هكذا يخطط
اليهود، هكذا يخطط اليهود.
لماذا لم تبادر أمريكا إلى أن تتهم حزب الله وتضرب حزب الله، ونحن نعلم بأن من
هو رأس قائمة الإرهاب - كما تقول- هو إيران وحزب الله؟؛ لأن أمريكا هي اليهود،
اليهود هم الذين يحركونها ،هم يريدون أن يضربوا في الوقت الذي يكون فيه، ما
حدث أو على ضوء ما حدث في نيويورك ، قد أحدث رعباً في نفوس الناس فبدت أمريكا
تتحرك بقطعها ثم سارع إليها الآخرون فأيدوها ، ثم انطلقوا هم ليكمموا أفواه
المسلمين عن أن ينطقوا ، أن تنطلق من حناجرهم صرخة ضد أمريكا وضد إسرائيل.
حينئذٍ رأت الأجواء المناسبة لأن تضرب هنا وهناك، وتحت مبرر أصبح لدينا
مقبولاً هو أن أولئك إرهابيون، وطبعاً الإرهابيون قد أجمع العالم كله عليهم
فليُضربوا .
ثم يتحدث السيد عن دخول الأمريكيين اليمن والذرائع التي سيستخدمونها
متسائلاً: (وعندما يأتي الأمريكيون اليمن هل جاءوا ليطّلعوا على الأوضاع؟
ينظرون ما هي المشاريع أو الخدمات التي نحتاج إليها؟ أو جاءوا ليحرثوا ويزرعوا
الأراضي البيضاء، هل جاءوا ليعملوا مزارع نَحْل؛ لأنهم عندهم مزارع نحل،
وعندهم مزارع قمح؟ هل جاءوا يعملون معنا، أو جاءوا من أجل ماذا؟.
ثم يتحدث عن المسئول الأول عن صد مثل هذه المؤامرات قائلا:
(عندما تكون هذه القضية حقيقية يكون المسئول الأول هو من؟ الدولة، الجيش,
المعسكرات المليئة بالجنود الذين يثقلون كاهل الشعب، ثم لا يعملون شيئاً،
ودولة لا تعمل شيئاً، لماذا يسمحون للأمريكيين أن يدخلوا؟ وما الذي يحوج الناس
إلى أن يدخل الأمريكيون اليمن؟ هل أن اليمنيين قليل؟ أو أن اليمن يتعرض لخطورة
من أي جهة أخرى غير أمريكا؟ فهم يأتون ليساعدوا اليمنيين !؟.
الشيء المتوقع - والله أعلم - والذي قد لمسنا شواهد كثيرة له، وبدأت المقابلة
الصحفية التي سمعناها قبل يومين تقريباً مقابلة صحفية مع الرئيس أسئلة حول
السفينة [كول] وحول الذين كانوا يذهبون إلى أفغانستان، يريدون أن يحملوه
المسؤولية هو .
السؤال الذي يوحي بأنهم يريدون أن يحملوه المسؤولية هو حول المجاهدين الذين
ذهبوا إلى أفغانستان من الشباب اليمنيين فبدأ يتنصل ويقول: هم كانوا يسافرون
بطريقة غير شرعية، ولا نعرف عنهم شيئاً.)
إذاً: نقول جميعاً كيمنيين لكل أولئك الذين يظنون أنه لا خطر مُحدق، الذين لا
يفهمون الأشياء، لا يفهمون الخطر إلا بعد أن يَدْهمهم، نقول للجميع سواء
أكانوا كباراً أم صغاراً: الآن ماذا ستعملون؟ الآن يجب أن تعملوا كل شيء،
العلماء أنفسهم يجب أن يتحركوا، والمواطنون كلهم يجب أن يتحركوا، وأن يرفعوا
جميعاً صوتهم بالصرخة ضد أمريكا وضد إسرائيل، وأن يعلنوا عن سخطهم لتواجد
الأمريكيين في اليمن، الدولة نفسها، الرئيس نفسه يجب أن يحذر ، ما يجرى على
عرفات، ما جرى على صدام، ما جرى على آخرين يحتمل أن يجري عليه هو، إن الخطر
عليهم هو من أولئك الخطر عليهم هو من الأمريكيين، الخطر عليهم هو من اليهود,
على الحكومات وعلى الشعوب، على الزعماء.
وحتى من يظنون أنهم قد اطمأنوا بصداقتهم لأمريكا عليهم أن يحذروا؛ لأن أولئك
ليسوا أوفياء أبداً، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم نبذوا كتاب الله
وراء ظهورهم، ومن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم, واشتروا بآيات الله ثمناً
قليلاً سينبذون كل عهد وكل اتفاقية، وكل مواثيق مع الآخرين، أو أن المواثيق
ستكون لديهم أهم من كتاب الله الذي نبذوه؟ سينبذونه, والله حكى عنهم هذه
الصفة:{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}(البقرة: من
الآية100).
إذاً فلنتأكد جميعاً بأنه آن ـ فعلاً ـ أن نرفع صوتنا وأن يعد الجميع أنفسهم
لأن لا يدوسهم الأمريكيون بأقدامهم، وهم كعادتهم في كل بلد يخادعون، يخادعون،
والعرب بسطاء في تفكيرهم، العرب سطحيون في نظرتهم،
قد يكون في البداية تنكر الدولة أن هناك وجوداً للأمريكيين ، ثم بعد فترة
يضعون مبرراً لوجود الأمريكيين، ثم يتحرك الأمريكيون والمبررات دائماً أمامهم،
كما عملوا في أفغانستان كان المبررات دائماً أمامهم، ونحن بطبيعتنا اليمنيين
نشتغل بالمجان إعلامياً في نشر تلك المبررات الواهية والركون إليها, فتنقل
التبرير بالمجان وتعممه على أوساط الناس ، وكل واحد ينقل الخبر إلى الآخر إلى
أن يترك أثره .
وهل تعتقد أنه يمكن أن يصل الأمريكيون إلى اليمن, أو يقوم أحد بعمل يخدم
الأمريكيين ثم لا يضع تبريرات مسبقة يقدمها وتسمعها من التلفزيون، وتقرأها في
الصحف، وتسمعها من الإذاعة، ويتداولها الناس فيما بينهم بالمجان، هذه من
السيئات .
لا يجوز لك أن تنقل أي تبرير أبداً تسمعه ولو من رئيس الجمهورية يبرر وجود
أمريكيين, أو يبرر القيام بعمل هو خدمة للأمريكيين من أي جهة كان، لا يتداول
الناس التبريرات، هذه أول قضية يجب أن نحذر منها.
المفروض أن الناس يكون لهم موقف واحد، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون
اليمن، وإلى هنا انتهى الموضوع، تحليلات تبريرات كلها لا داعي لها تخوفات,
قلق، قد يدفعنا إلى الصمت، كلها يجب أن نبتعد عنها. الموقف الصحيح والذي يحل
حتى كل التساؤلات الأخرى التي تقلقك هو أنه: لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب
على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان
دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟.
فليكن كلامنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن
يدخلوا بلادنا؟ هل دخلوا كتجار؟ هناك شركات تعمل أمريكية وهي التي تستولي على
نسبة كبيرة من بترول اليمن، لكن أن يدخل جنود أمريكيون ويحتلوا مواقع، يصيح
الناس جميعاً: أين هي الدولة؟ من الذي سمح لهم؟ أين هو الجيش الذي ينهك اقتصاد
هذا الشعب بنفقاته الباهظة) .
ثم تحدث عن مسئولية الشعوب وأنه لا يمكن أن يعفيها أي شيء في القيام
بمسئوليتها لمواجهة هذه المؤامرات الخطيرة فيقول:
(ثم الناس لا يسمحون أبداً لأنفسهم أن يقولوا: هذه القضية تخص الدولة، أو تعني
الدولة. الدولة نفسها ليس لها مبرر أن تسمح، ولا الدستور نفسه يسمح لمسئول أن
يسمح بدخول الأمريكيين إلى اليمن حتى لو افترضنا أن هناك - كما يقولون -
إرهابيين في اليمن. هناك قضاء في اليمن, وهناك دولة في اليمن, واليمنيون
يستطيعون هم إذا ما كان هناك اعتداء من شخص - اعتداء بمعنى الكلمة - ضد
أمريكيين, أو ضد مصالح أمريكية مشروعة, فالقضاء اليمني هو صاحب الكلمة في هذا،
لا حاجة لدخول الأمريكيين إطلاقاً) .
ويبين خطر سكوت الناس والتساهل في مثل هذه القضية الخطيرة وعدم قيام الناس
بمسئوليتهم فيقول:
(وإذا ما دخلوا..لاحظوا كيف كان دخولهم إلى أفغانستان، دخلوا إلى أفغانستان
وأوهموا الأفغانيين أنهم يريدون أن يضعوا, أو أن يصنعوا حكومة حديثة وعصرية,
وتستقر في ظلها أوضاع البلاد، وبالتأكيد لن يدعوا البلاد تستقر، بدأ الخلاف،
بدأ الحرب بين الفصائل، وسمعنا أن تلك الحكومة لا تستطيع أن تحكم أكثر من داخل
(كابول)، لا يتجاوز نفوذها إلى خارج مدينة [كابول]، وما يزال الأعداد من
الجنود من أسبانيا ومن دول أخرى يتوافدون إلى أفغانستان من أجل أن يحافظوا على
السلام، وأن يحافظوا على استقرار المنطقة, هكذا يقولون! يعملون قلاقل دائماً
لتبرر لهم تواجدهم بصورة مستمرة .
إذا دخلوا اليمن وكما قال الله:{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً
أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}(النمل: من الآية34).
لا تدخل الشركات الأمريكية بلداً إلا وتنهب ثرواته، إلا وتستذل أهله، لا يدخل
الأمريكيون بلداً إلا ويستذلون أهله. لكن بأي طريقة؟ عن طريق الخداع لحكوماتهم
ولشعوبهم، تبريرات يصنعونها، ونصدقها بسرعة، ونوصلها إلى بعضنا بعض، نوصلها
بشكل من يريد أن يقبل منه الآخر ما يقول، أي نحاول أن نقنع الآخرين بهذا
المبرر، هذا ما يحصل، تتحرك أنت لتقنع الآخر بالتبرير! لكن من حيث المبدأ ليس
هناك أي مبرر لوجودهم، أليس هذا هو الأصل؟ فكل المبررات هي فرع على أصل فاسد،
إذا كان في الواقع ليس هناك أي مبرر لوجودهم, فأي مبرر لأي عمل يعملونه, أو
يصطنعونه لوجودهم فهو فرع على أصل فاسد، نحن على يقين منه.
ومن هو اليمني؟.من اليمنيين؟ أي مواطن يرى أو يعتقد أنه من الممكن أن يكون
هناك مبرر لتواجد الأمريكيين؟. هل نحن شعب صغير كالبحرين مثلاً؟ أم أن اليمن
نحو ستة عشر مليوناً. وليس اليمن في حرب مع دولة أخرى فيأتي الأمريكيون
ليساعدونا بناءً على اتفاقيات بين الدولتين.
إذاً جاءوا ليستذلوا اليمنيين، جاءوا ليضربوا اليمنيين، جاءوا ليقولوا: [هذا
إرهابي، وهذه المدرسة إرهابية، وهذا المسجد إرهابي، وهذا الشخص إرهابي، وتلك
المنارة إرهابية، وتلك العجوز إرهابية]. وهكذا لا تتوقف كلمة [إرهاب] .
لاحظوا، كيف الخداع واضح، القاعدة - التي يسمونها القاعدة - تنظيم أسامة بن
لادن، ألست الآن - من خلال ما تسمع - يصورون لك أن القاعدة هذه انتشرت من
أفغانستان وأصبحت تصل إلى كل منطقة، قالوا:[إيران فيها ناس من القاعدة،
والصومال قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، واليمن احتمال أن قد فيه ناس من تنظيم
القاعدة, والسعودية قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، وهكذا]. من أين يمكن أن يصل
هؤلاء؟ أليس الأمريكيون مهيمنين على أفغانستان؟ وعن أي طريق يمكن لهؤلاء أن
يصلوا إلى اليمن, أو يصلوا إلى السعودية, أو إلى أي مناطق أخرى؟ دون علم
الأمريكيين؟.
هذا كما يقال: [قميص عثمان][أنتم في قريتكم واحد من القاعدة، تربى في بيتكم
واحد من تنظيم القاعدة] وهكذا يصلون بتنظيم القاعدة هذا إلى كل منطقة. وقالوا:
[إيران فيه تسعة عشر شخصاً هم من تنظيم القاعدة. إذاً إيران تدعم الإرهاب]، قد
يكونوا هم يعملون على ترحيل أشخاص وتمويلهم ليسافروا إلى أي منطقة ليصنعوا
مبرراً من خلال وجودهم فيها،[أن هناك في بلادكم من تنظيم القاعدة، إذاً أنتم
إرهابيون] على قاعدة{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ}(المائدة: من الآية51) فما دام في بلادك واحد من تنظيم القاعدة فإذاً
كلكم إرهابيون.
أليس هذا خداع؟ أوليس هذا خداع تتناوله أيضاً وسائل الإعلام، الصحفيون،
الإخباريون، محطات التلفزيون التي تتسابق وتتسارع إلى أي خبر دون أن تفكر في
أنه قد يكون خدعة هي تعمل على نشره.
الأخبار قضية مهمة، الله أمر المسلمين أن يكونوا حكماء في أخبارهم, وفي نقل
أخبارهم, ووبّخهم واعتبرها خصلة سيئة فيهم:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ
الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}(النساء: من الآية83) أذاعوا, أخبار،
[قالوا يريدون قالوا.. قالوا.. وقالوا..إلى آخره]. {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(النساء: من الآية83).
إذاً يجب أن يكون للمواطنين موقف باعتبارهم مسلمين وأولئك يهود ونصارى دخلوا
بلادهم، وأن يكون للعلماء موقف، وأن يكون للدولة موقف، وأن يكون للجميع موقف،
هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم. وأولئك الذين يقولون: ماذا يعني أن ترفعوا
هذا الشعار:[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود /
النصر للإسلام]؟.
قل: إذاً وصل الأمريكيون، إذاً أرنا ماذا تعمل أنت؟ ألم يأن لك أن ترفع هذا
الشعار؟ وإذا كنت ستلزم الحكمة التي تراها أنت السكوت الذي هو من ذهب، فمتى
سيتكلم الناس؟ ومتى سيصرخ الناس؟ ومتى سيقف الناس؟. هل بعد أن يستذلوهم، وأن
يضرب الله عليهم أيضاً من عنده الذلة والمسكنة؟ حينها يرى كل يمني ما يؤلمه
ولا يستطيع أن يقول شيئاً.
إذاً نحن - والذي كنت ألمسه أنا عندما أتحدث مع الناس - مع أنكم فعلاً من
أكثر الناس وعياً, وأكثر الناس فهماً - لكن كنت ألمس أن الناس بعد لم ينظروا
للقضية بأنها فعلاً قضية واقعية وخطيرة فعلاً، وأنه يجب أن يكون لهم موقف، ما
استطعت أن ألمس إلى الدرجة التي أطمئن إليها فعلاً، يبدو لي وكأن القضية هي
تعاطف من جهة، وصداقة من جهة، واحترام من جهة، وتصديق أيضاً من جهة، لكن في
الداخل لا ألمس بأنه فعلاً أصبح مستقراً في قرارة أنفسنا أننا نواجه خطراً،
وأن مواجهة الخطر هي أن تعمل ضده، لا أن تسكت، وتدس رأسك في التراب كالنعامة.
إذاً نحن بعد هذا الخبر - أعني خبر دخول الأمريكيين اليمن - هل استطعنا أن
نفهم؟ هل فهمنا الآن؟ هل تيقنا؟. هل تأكدنا؟ إذاً هذا هو المطلوب{رَبَّنَا
أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}

وعلى الرغم من هذا تجد أن أولئك الذين هم قد يكونون في واقعهم جبناء لكنهم
يصبغون جبنهم بالحكمة سيكونون هم من يقولون للناس: [اسكتوا، لا تُكَلِّفوا
علينا] وعندما نقول: هم الآن وصلوا اليمن يقول لك أيضاً: [لأنهم في اليمن أسكت
أما الآن فقد هو خطر حقيقي]، سيصنع المبرر كما يقولون في المثل العربي: [لا
تَعْدَم الخَرْقاء علّة] يستطيع أن يأتي بِعلة، يستطيع أن يأتي بعذر .
سيقولون: [نحن نقول لكم اسكتوا وهم مازالوا هناك أما الآن فقدهم هنا اسكت وإلا
سيضربونك من عندك إذاً أسكت].
لكن إذا سكتنا - وهذه الكلمة التي أقولها دائماً - إذا سكتنا هل هم ساكتون؟ هل
هم نائمون؟ أم أن سكوتنا سيهيئ الساحة لهم أن يعملوا ما يريدون. أم أن سكوتنا
يعني أن يطمئنوا من جانبنا أننا أصبحنا لا نشكل عليهم أي شيء يزعجهم ويقلقهم،
إذاً فهم سيحترموننا؟ أم ماذا سيعملون؟ هل سيحترموننا لأننا سكتنا؟ هل عدوك
يحترمك إذا ما سكت؟ أبداً.
إذاً نقول لأولئك الذين يقولون أو سيقولون كما قالوا في الماضي: أسكتوا. أو
يقولون: لا مبرر لهذا. أو لماذا تتفاعلوا هكذا؟ نقول: أنتم برروا لنا سكوتكم
من أي منطلق هو؟ هل أنه على أساسٍ من كتاب الله سبحانه وتعالى؟؟ فأنتم
تخاطبوننا باسم القرآن؟ أن القرآن فهمتم منه هو أن نسكت فهاتوا برهانكم إن
كنتم صادقين؟. أم أنكم تريدون أن نسكت لأن السكوت سيكون فيه سلامتنا أمام
أعداءنا؟.
إذاً سنسكت ولكن أنتم انطلقوا وأخرجوهم من اليمن، جربوا أنفسكم، جربوا السكوت
جربوا الحكمة. هل تستطيعون بسكوتكم أن تعملوا على إخراجهم من اليمن؟. لا. إذاً
فعندما تقولون لنا: أن نسكت، نحن لا نرى أي مبرر للسكوت أبداً إلا قولكم بأننا
قد نثيرهم علينا. هم أساساً مستثارون من يوم هم أطفال في مدنهم وقراهم،
ثقافتهم، تربيتهم كلها قائمة ضدنا نحن المسلمين، ضد العرب، فهو من أصله
بثقافته بتربيته، هو مستثار ضدك لا يحتاج إليَ أن أستثيره من جديد.
هل اليمنيون أثاروا الأمريكيين أن يأتوا؟ ماذا عمل اليمنيون؟ هل عملوا شيئاً
يستثير الأمريكيين أن يأتوا؟ أم أن اليمنيين هم من قدموا الجميل للأمريكيين
يوم انطلقوا استجابة لدعوة [الزنداني] وأمثاله الذين خدعوا كثيراً من شباب
اليمن أن ينطلقوا للجهاد في سبيل الله في أفغانستان لجهاد الشيوعية والرئيس
قالها: [بأن ذلك كان بأمرٍ من أمريكا] أليس يعني أن ذلك كان خدمة لأمريكا؟
إذاً لماذا أمريكا تعتبر تلك الخدمة أنها ماذا؟ أنها عمل إرهابي، أنه إذاً
أنتم منكم إرهابيون، وأنتم كنتم تَدَعُون الإرهابيين يتحركون.
هم من أمروا، وعملاؤهم من نفذوا، وأولئك الشباب المساكين هم من خُدعوا، وقد
يكون بعضهم انطلق على أساس ـ فعلاً ــ الجهاد في سبيل الله في أفغانستان،
وأفغانستان في مواجهة الشيوعية، نقول لهم: لكن انظروا اتضحت الأمور فيما بعد
أن ذلك كان بتوجيه من الأمريكيين، إذاً فهو خدمة للأمريكيين من جهة. أليس
كذلك؟. فما بال الأمريكيين الآن يعدون تلك الخدمة، يعدونها إساءة، يعدون ذلك
الجميل إساءة؟!. ماذا يعني هذا؟.

وللحديث بقية في الجزء الثاني من ( قميص عثمان}



http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1640
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“