مقال يستحق القراءة
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال:
مقال يستحق القراءة
هذا مقال من موقع صحيفة الوسط لا أتفق بالضرورة مع كل ما جاء فيه ولكني أراه يستحق القراءة والمناقشة. أرجو أن تتفقوا معي في ذلك.
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... le&sid=284
كتابات: حين يحاور الطغيان وجهه الآخر:
الخميس 24 مارس 2005
بمجرد أن انتهيت من قراءة حوار المواطن اليمني بدرالدين الحوثي مع الزميل جمال عامر في العدد الفائت من صحيفة الوسط هذه، حتى شعرت أنه ليس ثمة أسوأ من الوقوع ضحية الشعور بعقدة النقص السلالي، إلا هذه اللغة التي تقول بأن الله ميز بعض الناس قبل أن تطأ أقدامهم وجه الأرض، إذ خلقهم من سلالة كان أحد أبنائها نبيا، مع أن كل إنسان هو ابن نبي، وأخ نبي بحكم أننا كلنا لآدم، أبونا وأبو الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.
من حق الحوثي المفاخرة بانتسابه للنبي ومن حقنا اختيار حكامنا
نبيل الصوفي
nbil21972@hotmail.com
الإصلاح هو السبب
وقبل أي نقاش ليعذرني القارئ حين أنقله من هذه المقدمة مباشرة إلى داخل القصور الجمهورية في العالم العربي، والتي بسوء إدارتها للحياة تعيدنا لمناقشة قضايا أكل عليها الدهر وشرب، بل وعاف أيضا.
فبسبب هذه الإدارة السيئة نجد أنفسنا عند كل محطة مجبرين على مناقشة صفين، وفكرتين كل واحدة منهما أسوأ من الأخرى:
الأولى: ولاية الأبناء بحكم منصب والدهم، من عهد يزيد إلى عهد أحمد، وبشار، وجمال، ولايتهم على حياتنا باستغلال سبق آبائهم إلى السيطرة على الثورة والسلطة، ثم استغلالها لقسرنا على التسبيح بحمد الأب، وابنه من بعده.
الثانية: محاولة بعض بني قومنا استغلال حبنا لنبي الرحمة والهداية الذي ما هو »إلا نبي قد خلت من قبله الرسل«، استغلاله لاحتكار ثروتنا وسلطتنا أيضا.
إنه لايمكننا تحقيق أي نجاح في مواجهة مثل هذا الأفكار التي لم يخترعها بدر الدين، وإنما هي تشكل إطاراً من التفكير يتعبد كثير من المسلمين الله به.
لا يمكن تحقيق النجاح إزاءها دونما حكم رشيد، يعيد الحق لأصحابه، الذين هم هنا المواطنون أيا كانت أعراقهم.
أما حينما يشاهد الواحد منا أبناء الرؤساء والمسئولين، يتنقلون من قصر إلى قصر، بل ويصبح الواحد منهم بين عشية وضحاها قائدا لأهم وحدة عسكرية، فيما آلاف من قدماء الجنود تحفى أقدامهم وهم يعاملون ليصيروا مجرد صف ضابط، ثم نجده يتصدر وسائل إعلامنا ينقل رسائل سياسية باسمنا لدول العالم، مع انه ليس في مرتبة إدارية تؤهله لذلك، ولا هو يعمل في المؤسسات المدنية، ولم تكن بنوته لأبيه من إنجازات الثورة، ولا تمت بقرار جمهوري.
إن مثل هذه الأفكار العنصرية -أعني أحقية عرق بالحكم- لايمكن مواجهتها إلا بإصلاح سياسي ديمقراطية حقيقي.
إصلاح لاينقلنا من »زوة لا زوة«، وإنما يلتزم بما أنجزته الإنسانية من حكم صالح ينتمي لمواطنيه لا لاسم رئيسه.
دين ضد الدين:
إنه ومالم يتحقق مثل ذلك فسيظل قدرنا نحن عيال الله -والخلق كلهم عياله- أن نعيش بين خيارين سيئين، تحمي أولهما الدبابة والريال، ويصادر علينا أدعياء الثاني إلهنا تعالى جل شأنه، حيث صار له أبناء وأحباء، ليسوا منا ولا يمكننا أن نكون منهم، بل تنتهي مهمتنا عند تمكينهم من حكمنا!
والمعتدل منهم من يرى إمكانية أن نراقب الحاكم منهم، فإن لم يعدل جاز لنا استبداله بواحد آخر لكن من عصبتهم، فهم »أبناء الله وأحباؤه«، أما غيرهم من بني آدم -»أب محمد وإبراهيم وكل الأنبياء وأبونا أجمعين«، فعيال خالة!!
وإذا كنا نستطيع، نقد علي عبدالله صالح واحمد وأشقائه، دون أن يغضب الله علينا، بل ويكتب لنا الأجر على مقارعة أخطائهما.
وإذا كان يمكننا أن نستوطن سنحان لنكون يوما ما من بيت الأحمر، فإننا لانستطيع نقد أبناء أحد أقرباء النبي خوفا من غضب مولانا حاشاه، كما أنه ليس باستطاعتنا أن نكون من أبناء عرق لم يخلقنا الله منه!!
لاحظوا أن هاشم هذا أحد أبناء العرب، وليس هو من سمع جبريل، ولا هو من طهر الله قلبه، ولعل بقاء اسمه لافتة دليل على أن المسألة اجتماعية بدأت قبل الأنبياء، ولم تتغير حتى مع هدي النبوة على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم.
ويمكن اعتبار هذه الاستمرارية دلالة على قوة المفاهيم الاجتماعية التي ظلت قادرة على طول التاريخ الإنساني أن تعيد ترتيب علاقتها بالدين، لتكون ماوصفه المفكر المسلم الشيعي علي شريعتي رحمه الله، »دين ضد الدين«.
عدل عرقي، وظلم وطني:
حين أراجع تاريخ اليمن بحسب قدرتي على استعادته، لا أجد شيئا يمكنني وأي متأمل منصف أن يجده شاهداً ضد نظام المملكة المتوكلية اليمنية لصالح نظلم الجمهورية اليمنية سوى التعصب العرقي السلالي الذي يستحق وصفه وبكل هدوء بأنه »بغيض«.
عفوا ليس التعصب، فمن حق الحوثي وكل مريديه، أن يشعروا بالفخر أنهم من تابعي أهل بيت خاتم النبيين عليه وآل بيته أفضل الصلوات والتسليم.
غير أنه ليس من حقهم الشعور أن لهم حقاً في أي شيء، سوى في التصرف بممتلكاتهم الشخصية، والله عليهم رقيب، أما حكمنا فهو حق لنا، (يسأل المرء نفسه هل يمكن أن يكون لنبي أبناء يريدون استغلاله في دعاية انتخابية).
إنه ليس هناك أي فارق بين أبناء نوح وأبناء فرعون، فكلهم لآدم وآدم من تراب، ولم يكرم نبي الرحمة بعرقه، بل بنبوته وهي شيء موضوعي لايمكن (فرعنته).
أعود فأقول أني أتذكر مانسب لأول رؤساء يمن ثورة الـ٢٦ من سبتمبر، عبدالله السلال رحمه الله، حينما عاد بعد رحلته القسرية من دولة مابعد الثورة، فرأى البذخ الذي تعيشه شخصيات يمن الثورة، مقابل شظف عيش عموم الشعب، فما كان منه إلا أن ترحم على الإمام.
لقد ظلم الأئمة اليمن، ولكنهم عاشوا الظلم أيضا بذات المستوى.
فيما لو جمعنا ممتلكات أحد أبناء رئيسنا الحالي -حفظه الله ووفقه لمافيه صالحه في الدنيا والآخرة- لوجدناه يفوق ممتلكات المملكة المتوكلية اليمنية برمتها.
ومع هذا الفارق لصالح الأئمة فإنه ومهما كان ظلم الحكم اليمني بعد الثورة، وفساده وسوئه، فإنه يظل حاكما تحت سقف السيادة الشعبية -ولو نظريا- فيما الأئمة-سواء الإمام يحي، أو حتى الإمام بدرالدين في حواره في العام ٢٠٠٥م، يعتقدون أن أحقيتهم بالحكم حق من الله تعالى!! (هل يمكن أن نتنافس مع هؤلاء انتخابيا).
وإذا كان الرئيس علي عبدالله صالح يرى أن »أبناءه وأبناء إخوته« أحق بقيادة الوحدات العسكرية كما قال لقناة الـMBC، لأنهم أعقل منا أبناء الشعب، فلعل لا الـMBC والوسط ولا الشعب كله سيستطيع مساءلة الوالد العلامة بدر الدين الحوثي لو قدر أن يكون مكان الرئيس علي عبدالله صالح، فهو حينها إنما ينفذ إرادة الله!، ويدافع عن نبي الإسلام.
وهذه هي الدولة الكهنوتية بعينها التي نرفضها، ونربأ بمسلم أن يدعو لها، سواء على طريقة دولة طالبان، أو دولة الإمام يحي.
اختلال أممي
قال بدر الدين الحوثي، أحسن الله خاتمته وغفر لنا وله، أن الإمامة »هي في البطنين....، فهم أقوى من غيرهم في هذا الشأن«.
١- ومع انحيازي المطلق لكل فكرة تصادم هذا التفكير المنغلق المتعصب، سواء فرق أصحابه بين الإمامة والاحتساب، أو منعوا عباد الله حتى من الاحتساب، أو من الإمامة.
فإن من الواجب النظر للأمر بشكل أكبر من مجرد استخدامه ضد الراغبين في تأميم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلوا الى قصورنا الرئاسية.
إن بدر الدين الحوثي هنا لم يقل هذه الإساءات لأنه يريد أن يحكم، فهو من الشخصيات غير المكترثة بسوق السياسة، وإلا لكان استخدام -التقنية- كنظام طبيعي يستخدمه الناس وإن نظر له الشيعة.
اقول ان الحوثي هنا يقول قناعة عقائدية هي لدى غالبية أو جمهور فقهاء الأمة للأسف الشديد.
إنه في الحقيقة يغرف من نهر يتواصل جريانه منذ سقوط حق المواطن المسلم في حكم نفسه، بسبب نظام التوريث.
وهو نهر لاينتمي للهادوية، ولا للاثنى عشرية، بل إن من يسهلون تجدد جريانه بجهودهم كثر، في كل الفرق الإسلامية التي لاتغادر بني هاشم إلا لتقف في صف قريش، وأحقيتها في الحكم.
ولا أريد أن أناقش مثل هذه الأفكار الآن، فأنا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وان محمداً رسول الله، أكثر تقديرا لمارتن لوثر كنج الأمريكي الأسود الذي حلم ذات يوم بصوت مرتفع أن "نعيش سوياً - الأسود والأبيض والشرقي والغربي، اليهودي، والهندوسي والمسلم والكاثوليكي والبروتستانتي".
أكثر تقديراً لجهده من جهد أي فقيه لتأصيل موقف عرقي مسيء لدين الرحمة ونبيه الكريم الذي قال لآله أمام ناظريه "اعملوا فإني لن اغني عنكم من الله شيئا«.
»فليست الأشخاص الآدمية ولا الأنساب الطينية ولا الأزمنة ولا الأمكنة فضيلة أو رذيلة بحد ذاتها«، والقول للأستاذ ياسين عبدالعزيز.
وليست تقوى هذه التي تنشئها عصبوية عرقية، بل التقوى هي أداء فردي مجرد، لاعلاقة له بأي أوهام، و»مايدل على التفضيل صريح التصادم مع اليقينيات الدالة على المساواة« مما »يوجب إهمالا للظني وإعمال للقطعي«، والمسألة ليست رواية ضعيفة يواجه بها صحفي في حوار.
٢- ومن هنا فمواجهة مثل هذه الأفكار بحاجة لجهود فكرية وفقهية لتجديد الفقه السياسي، جهود لن ينجح فيها إلاَّ المتمكن في قراءة التراث الإسلامي، بحيث نتمكن من اقناع الناس انهم كلهم »سادة« وان ليس فقط لا فضل (لعربي على اعجمي) ولكن لافضل جمعي ولا فساد جمعي، والمسألة فردية تتعلق بالذات. خاصة وأننا نشهد ثورة في التربية والتثقيف بحيث ان الأسرة فضلاً عن (الإمام) لم تعد هي صاحبة التوجيه، وصناعة الشخصية.
لقد صارت الجزيرة الفضائية مثلاً، والـC.N.N الامريكية صانعتي قيم، ويمكن لوكان بدر الدين غير منغلق على إرث الماضي لما جرؤ على إهانة النظام السياسي اليمني برمته بقوله (لاتحرجني).
المسألة ليست مجرد رأي، إنها دين وهذه هي الخطورة، وحلها من داخل الدين ذاته وإلاَّ فعلى السيادة الشعبية السلام.
لا لخلط الأوراق:
ذات مقيل قال زميلي محمود ياسين لزميلنا الذي أعتقله آل »علي« المعاصر، وحتى الآن لايزال قاضيه يذاكر في الملف، أقصد الزميل عبدالكريم الخيواني قال له بعد جلسة حوار وجدل كان فيها زميلنا عبدالكريم ينتقد بعض تعصب بعض أعضاء التجمع اليمني للإصلاح: »نحن إلا من شان جدكم«.
محمود ليس لديه أدنى اهتمام لا بمن يقول أنه ابن النبي، ولا بمن يرى ذلك عداوة للوطن!، كما أن الأستاذ القدير عبدالكريم الخيواني ليس من ذلك الذي يبحث في دفاتر الماضي، بل إنه يرى شخصه فوق كل نسب، ولعل هذا أفضل مافيه في مجتمع يبحث عن شيخ أو سيد ليصير له تبعا.
وما يمكن أن يقال عن كتاباته باسم الزيدية، والمذهب الزيدي إنما هي بعض حقائق من سلوك قصورنا الجمهورية التي تحسدها قصور الإمامة على أنها رزقت بجمهورية تدافع باسمها عن أخطائها وفشلها.
فسلطتنا اليوم، تقف ضد كل خيار شعبي، هي مع الزيدية، والبهرة، وحتى بن لادن مثلما هي مع تعز، وحضرموت، ، والإسلام والمسيحية إن حصلت على صكوك الولاء ودعوات الطاعة.
وهي ضد الحوثي، وذمار، والسلفية، وحجة، وعدن وضد كل مايصبح رمزا لخيار للناس في دفاعهم عن حريتهم وحقوقهم.
ومرة أخرى أعود لبن ياسين الذي قال مرة لأحد قيادات الحزب الاشتراكي: »بطلوا شكوى، كان معاكم بلاد سلمتموها لحمران العيون ورجعتم جنبنا تبكوا«، محمود هنا ليس انفصاليا، لكنه مواطن ينتمي لنفسه، والتي وجدت أن الوحدة تحولت مجرد نافذة لأقل من ألف شخصية صار لها مخصص مركزي من العبث فيما نحن أبناء الوحدة ليس لنا حتى هامش من هذه المصروفات.
ومن هنا -وبعد مثلي الخيواني ومحمود- فأرجو أن لايسمح القارئ باختلاط الأوراق على طريقة السلطة التي تستغل وطننا لتضيق علينا العيش، مع أننا نريدها هي أن ترحل من أجل وطننا، أما الحاكم فلايعد له وطن أكبر من كرسيه.
من هنا لايجوز بأي حال من الأحوال تحويل الدفاع عن ديننا وإنسانيتنا، إلى مجرد وليمة يراد من خلالها التكسب من الطرف القوي اليوم.
فمن حيث أن الحوثي الأب في حواره قال حديثا يخالف منطق المساواة وحقيقتها، نعم.
لكن لاعلاقة لذلك بمعركة السلطة التي أراقت فيها دماء مواطنين يمنيين في مران، رحمهم الله جميعا وعلى رأسهم المواطن اليمني حسين بدر الدين الحوثي، الذي لايعلم احد منا على وجه الدقة لم قتل؟.
ومن هنا فيستحق الحوثي الأب تحية على موقفه من قضية مران، وغيرها من القضايا السياسية حتى ولو على قاعدة قول محمد محمود الزبيري رحمه الله: »القوة الوحيدة التي تحارب الطغيان في اليمن هي الطغيان نفسه والزمن«.
خاتمة
لقد كنت أشعر بالقلق حين كان الأعزاء في صحيفة البلاغ ينشرون كتابات ضد معاوية أمير المؤمنين -وهذا مصطلح إداري استخدمه المواطنون في زمن الدولة الإسلامية لتسمية مسئولهم الأول- وليس له أي قداسة.
كنت أشعر بالقلق من أن ينجر فريق منا -وبخاصة من التجمع اليمني للإصلاح- لمعركة تسيء للحاضر، لأني على ثقة أنه لن تضيف شيئا.
ولكن قلقي لأني أظن أن مثل هذه القضايا ما إن تبدأ أطرافها بالاشتعال، حتى نجد أنفسنا وقد طمرنا تحت أنقاضها.
وقد لاحظنا المثال وبسهولة: لايزال علي ومعاوية رضي الله عنهما، يثيران مواقف مثل هذا الرجل -الحوثي- الذي لايمكن وصفه إلا بالشجاعة في مواجهة السلطة السياسية، وحتى سلطة غيره من العلماء الذين جردهم من المرجعية-، فالحوثي لايزال يقوم لله بالقسط في خوض معركة ضد معاوية رضي الله عنه!!
وفي المقابل فإن بيننا من لايثيره أي من مساوئ دولتنا هذه الأيام، لكنه يمكنه أن يبذل أقصى مالديه لمواجهة الإمام يحي، الذي قد صار في علم الله ورحمته.
وكل هذا يأتي ليساند مصائبنا الحقيقية ضدنا.
فأن يكون لدى أهل صعدة مستشفى، أو لأبنائهم مدرسة، أكيد مهم لدى الحوثي، لكن مقارعة معاوية، وتأصيل اللامساواة السياسية في الإسلام »قسط« وعدل له الأولوية.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
ذكرى:
(ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) صدق الله العظيم.
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... le&sid=284
كتابات: حين يحاور الطغيان وجهه الآخر:
الخميس 24 مارس 2005
بمجرد أن انتهيت من قراءة حوار المواطن اليمني بدرالدين الحوثي مع الزميل جمال عامر في العدد الفائت من صحيفة الوسط هذه، حتى شعرت أنه ليس ثمة أسوأ من الوقوع ضحية الشعور بعقدة النقص السلالي، إلا هذه اللغة التي تقول بأن الله ميز بعض الناس قبل أن تطأ أقدامهم وجه الأرض، إذ خلقهم من سلالة كان أحد أبنائها نبيا، مع أن كل إنسان هو ابن نبي، وأخ نبي بحكم أننا كلنا لآدم، أبونا وأبو الأنبياء، عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.
من حق الحوثي المفاخرة بانتسابه للنبي ومن حقنا اختيار حكامنا
نبيل الصوفي
nbil21972@hotmail.com
الإصلاح هو السبب
وقبل أي نقاش ليعذرني القارئ حين أنقله من هذه المقدمة مباشرة إلى داخل القصور الجمهورية في العالم العربي، والتي بسوء إدارتها للحياة تعيدنا لمناقشة قضايا أكل عليها الدهر وشرب، بل وعاف أيضا.
فبسبب هذه الإدارة السيئة نجد أنفسنا عند كل محطة مجبرين على مناقشة صفين، وفكرتين كل واحدة منهما أسوأ من الأخرى:
الأولى: ولاية الأبناء بحكم منصب والدهم، من عهد يزيد إلى عهد أحمد، وبشار، وجمال، ولايتهم على حياتنا باستغلال سبق آبائهم إلى السيطرة على الثورة والسلطة، ثم استغلالها لقسرنا على التسبيح بحمد الأب، وابنه من بعده.
الثانية: محاولة بعض بني قومنا استغلال حبنا لنبي الرحمة والهداية الذي ما هو »إلا نبي قد خلت من قبله الرسل«، استغلاله لاحتكار ثروتنا وسلطتنا أيضا.
إنه لايمكننا تحقيق أي نجاح في مواجهة مثل هذا الأفكار التي لم يخترعها بدر الدين، وإنما هي تشكل إطاراً من التفكير يتعبد كثير من المسلمين الله به.
لا يمكن تحقيق النجاح إزاءها دونما حكم رشيد، يعيد الحق لأصحابه، الذين هم هنا المواطنون أيا كانت أعراقهم.
أما حينما يشاهد الواحد منا أبناء الرؤساء والمسئولين، يتنقلون من قصر إلى قصر، بل ويصبح الواحد منهم بين عشية وضحاها قائدا لأهم وحدة عسكرية، فيما آلاف من قدماء الجنود تحفى أقدامهم وهم يعاملون ليصيروا مجرد صف ضابط، ثم نجده يتصدر وسائل إعلامنا ينقل رسائل سياسية باسمنا لدول العالم، مع انه ليس في مرتبة إدارية تؤهله لذلك، ولا هو يعمل في المؤسسات المدنية، ولم تكن بنوته لأبيه من إنجازات الثورة، ولا تمت بقرار جمهوري.
إن مثل هذه الأفكار العنصرية -أعني أحقية عرق بالحكم- لايمكن مواجهتها إلا بإصلاح سياسي ديمقراطية حقيقي.
إصلاح لاينقلنا من »زوة لا زوة«، وإنما يلتزم بما أنجزته الإنسانية من حكم صالح ينتمي لمواطنيه لا لاسم رئيسه.
دين ضد الدين:
إنه ومالم يتحقق مثل ذلك فسيظل قدرنا نحن عيال الله -والخلق كلهم عياله- أن نعيش بين خيارين سيئين، تحمي أولهما الدبابة والريال، ويصادر علينا أدعياء الثاني إلهنا تعالى جل شأنه، حيث صار له أبناء وأحباء، ليسوا منا ولا يمكننا أن نكون منهم، بل تنتهي مهمتنا عند تمكينهم من حكمنا!
والمعتدل منهم من يرى إمكانية أن نراقب الحاكم منهم، فإن لم يعدل جاز لنا استبداله بواحد آخر لكن من عصبتهم، فهم »أبناء الله وأحباؤه«، أما غيرهم من بني آدم -»أب محمد وإبراهيم وكل الأنبياء وأبونا أجمعين«، فعيال خالة!!
وإذا كنا نستطيع، نقد علي عبدالله صالح واحمد وأشقائه، دون أن يغضب الله علينا، بل ويكتب لنا الأجر على مقارعة أخطائهما.
وإذا كان يمكننا أن نستوطن سنحان لنكون يوما ما من بيت الأحمر، فإننا لانستطيع نقد أبناء أحد أقرباء النبي خوفا من غضب مولانا حاشاه، كما أنه ليس باستطاعتنا أن نكون من أبناء عرق لم يخلقنا الله منه!!
لاحظوا أن هاشم هذا أحد أبناء العرب، وليس هو من سمع جبريل، ولا هو من طهر الله قلبه، ولعل بقاء اسمه لافتة دليل على أن المسألة اجتماعية بدأت قبل الأنبياء، ولم تتغير حتى مع هدي النبوة على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم.
ويمكن اعتبار هذه الاستمرارية دلالة على قوة المفاهيم الاجتماعية التي ظلت قادرة على طول التاريخ الإنساني أن تعيد ترتيب علاقتها بالدين، لتكون ماوصفه المفكر المسلم الشيعي علي شريعتي رحمه الله، »دين ضد الدين«.
عدل عرقي، وظلم وطني:
حين أراجع تاريخ اليمن بحسب قدرتي على استعادته، لا أجد شيئا يمكنني وأي متأمل منصف أن يجده شاهداً ضد نظام المملكة المتوكلية اليمنية لصالح نظلم الجمهورية اليمنية سوى التعصب العرقي السلالي الذي يستحق وصفه وبكل هدوء بأنه »بغيض«.
عفوا ليس التعصب، فمن حق الحوثي وكل مريديه، أن يشعروا بالفخر أنهم من تابعي أهل بيت خاتم النبيين عليه وآل بيته أفضل الصلوات والتسليم.
غير أنه ليس من حقهم الشعور أن لهم حقاً في أي شيء، سوى في التصرف بممتلكاتهم الشخصية، والله عليهم رقيب، أما حكمنا فهو حق لنا، (يسأل المرء نفسه هل يمكن أن يكون لنبي أبناء يريدون استغلاله في دعاية انتخابية).
إنه ليس هناك أي فارق بين أبناء نوح وأبناء فرعون، فكلهم لآدم وآدم من تراب، ولم يكرم نبي الرحمة بعرقه، بل بنبوته وهي شيء موضوعي لايمكن (فرعنته).
أعود فأقول أني أتذكر مانسب لأول رؤساء يمن ثورة الـ٢٦ من سبتمبر، عبدالله السلال رحمه الله، حينما عاد بعد رحلته القسرية من دولة مابعد الثورة، فرأى البذخ الذي تعيشه شخصيات يمن الثورة، مقابل شظف عيش عموم الشعب، فما كان منه إلا أن ترحم على الإمام.
لقد ظلم الأئمة اليمن، ولكنهم عاشوا الظلم أيضا بذات المستوى.
فيما لو جمعنا ممتلكات أحد أبناء رئيسنا الحالي -حفظه الله ووفقه لمافيه صالحه في الدنيا والآخرة- لوجدناه يفوق ممتلكات المملكة المتوكلية اليمنية برمتها.
ومع هذا الفارق لصالح الأئمة فإنه ومهما كان ظلم الحكم اليمني بعد الثورة، وفساده وسوئه، فإنه يظل حاكما تحت سقف السيادة الشعبية -ولو نظريا- فيما الأئمة-سواء الإمام يحي، أو حتى الإمام بدرالدين في حواره في العام ٢٠٠٥م، يعتقدون أن أحقيتهم بالحكم حق من الله تعالى!! (هل يمكن أن نتنافس مع هؤلاء انتخابيا).
وإذا كان الرئيس علي عبدالله صالح يرى أن »أبناءه وأبناء إخوته« أحق بقيادة الوحدات العسكرية كما قال لقناة الـMBC، لأنهم أعقل منا أبناء الشعب، فلعل لا الـMBC والوسط ولا الشعب كله سيستطيع مساءلة الوالد العلامة بدر الدين الحوثي لو قدر أن يكون مكان الرئيس علي عبدالله صالح، فهو حينها إنما ينفذ إرادة الله!، ويدافع عن نبي الإسلام.
وهذه هي الدولة الكهنوتية بعينها التي نرفضها، ونربأ بمسلم أن يدعو لها، سواء على طريقة دولة طالبان، أو دولة الإمام يحي.
اختلال أممي
قال بدر الدين الحوثي، أحسن الله خاتمته وغفر لنا وله، أن الإمامة »هي في البطنين....، فهم أقوى من غيرهم في هذا الشأن«.
١- ومع انحيازي المطلق لكل فكرة تصادم هذا التفكير المنغلق المتعصب، سواء فرق أصحابه بين الإمامة والاحتساب، أو منعوا عباد الله حتى من الاحتساب، أو من الإمامة.
فإن من الواجب النظر للأمر بشكل أكبر من مجرد استخدامه ضد الراغبين في تأميم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلوا الى قصورنا الرئاسية.
إن بدر الدين الحوثي هنا لم يقل هذه الإساءات لأنه يريد أن يحكم، فهو من الشخصيات غير المكترثة بسوق السياسة، وإلا لكان استخدام -التقنية- كنظام طبيعي يستخدمه الناس وإن نظر له الشيعة.
اقول ان الحوثي هنا يقول قناعة عقائدية هي لدى غالبية أو جمهور فقهاء الأمة للأسف الشديد.
إنه في الحقيقة يغرف من نهر يتواصل جريانه منذ سقوط حق المواطن المسلم في حكم نفسه، بسبب نظام التوريث.
وهو نهر لاينتمي للهادوية، ولا للاثنى عشرية، بل إن من يسهلون تجدد جريانه بجهودهم كثر، في كل الفرق الإسلامية التي لاتغادر بني هاشم إلا لتقف في صف قريش، وأحقيتها في الحكم.
ولا أريد أن أناقش مثل هذه الأفكار الآن، فأنا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وان محمداً رسول الله، أكثر تقديرا لمارتن لوثر كنج الأمريكي الأسود الذي حلم ذات يوم بصوت مرتفع أن "نعيش سوياً - الأسود والأبيض والشرقي والغربي، اليهودي، والهندوسي والمسلم والكاثوليكي والبروتستانتي".
أكثر تقديراً لجهده من جهد أي فقيه لتأصيل موقف عرقي مسيء لدين الرحمة ونبيه الكريم الذي قال لآله أمام ناظريه "اعملوا فإني لن اغني عنكم من الله شيئا«.
»فليست الأشخاص الآدمية ولا الأنساب الطينية ولا الأزمنة ولا الأمكنة فضيلة أو رذيلة بحد ذاتها«، والقول للأستاذ ياسين عبدالعزيز.
وليست تقوى هذه التي تنشئها عصبوية عرقية، بل التقوى هي أداء فردي مجرد، لاعلاقة له بأي أوهام، و»مايدل على التفضيل صريح التصادم مع اليقينيات الدالة على المساواة« مما »يوجب إهمالا للظني وإعمال للقطعي«، والمسألة ليست رواية ضعيفة يواجه بها صحفي في حوار.
٢- ومن هنا فمواجهة مثل هذه الأفكار بحاجة لجهود فكرية وفقهية لتجديد الفقه السياسي، جهود لن ينجح فيها إلاَّ المتمكن في قراءة التراث الإسلامي، بحيث نتمكن من اقناع الناس انهم كلهم »سادة« وان ليس فقط لا فضل (لعربي على اعجمي) ولكن لافضل جمعي ولا فساد جمعي، والمسألة فردية تتعلق بالذات. خاصة وأننا نشهد ثورة في التربية والتثقيف بحيث ان الأسرة فضلاً عن (الإمام) لم تعد هي صاحبة التوجيه، وصناعة الشخصية.
لقد صارت الجزيرة الفضائية مثلاً، والـC.N.N الامريكية صانعتي قيم، ويمكن لوكان بدر الدين غير منغلق على إرث الماضي لما جرؤ على إهانة النظام السياسي اليمني برمته بقوله (لاتحرجني).
المسألة ليست مجرد رأي، إنها دين وهذه هي الخطورة، وحلها من داخل الدين ذاته وإلاَّ فعلى السيادة الشعبية السلام.
لا لخلط الأوراق:
ذات مقيل قال زميلي محمود ياسين لزميلنا الذي أعتقله آل »علي« المعاصر، وحتى الآن لايزال قاضيه يذاكر في الملف، أقصد الزميل عبدالكريم الخيواني قال له بعد جلسة حوار وجدل كان فيها زميلنا عبدالكريم ينتقد بعض تعصب بعض أعضاء التجمع اليمني للإصلاح: »نحن إلا من شان جدكم«.
محمود ليس لديه أدنى اهتمام لا بمن يقول أنه ابن النبي، ولا بمن يرى ذلك عداوة للوطن!، كما أن الأستاذ القدير عبدالكريم الخيواني ليس من ذلك الذي يبحث في دفاتر الماضي، بل إنه يرى شخصه فوق كل نسب، ولعل هذا أفضل مافيه في مجتمع يبحث عن شيخ أو سيد ليصير له تبعا.
وما يمكن أن يقال عن كتاباته باسم الزيدية، والمذهب الزيدي إنما هي بعض حقائق من سلوك قصورنا الجمهورية التي تحسدها قصور الإمامة على أنها رزقت بجمهورية تدافع باسمها عن أخطائها وفشلها.
فسلطتنا اليوم، تقف ضد كل خيار شعبي، هي مع الزيدية، والبهرة، وحتى بن لادن مثلما هي مع تعز، وحضرموت، ، والإسلام والمسيحية إن حصلت على صكوك الولاء ودعوات الطاعة.
وهي ضد الحوثي، وذمار، والسلفية، وحجة، وعدن وضد كل مايصبح رمزا لخيار للناس في دفاعهم عن حريتهم وحقوقهم.
ومرة أخرى أعود لبن ياسين الذي قال مرة لأحد قيادات الحزب الاشتراكي: »بطلوا شكوى، كان معاكم بلاد سلمتموها لحمران العيون ورجعتم جنبنا تبكوا«، محمود هنا ليس انفصاليا، لكنه مواطن ينتمي لنفسه، والتي وجدت أن الوحدة تحولت مجرد نافذة لأقل من ألف شخصية صار لها مخصص مركزي من العبث فيما نحن أبناء الوحدة ليس لنا حتى هامش من هذه المصروفات.
ومن هنا -وبعد مثلي الخيواني ومحمود- فأرجو أن لايسمح القارئ باختلاط الأوراق على طريقة السلطة التي تستغل وطننا لتضيق علينا العيش، مع أننا نريدها هي أن ترحل من أجل وطننا، أما الحاكم فلايعد له وطن أكبر من كرسيه.
من هنا لايجوز بأي حال من الأحوال تحويل الدفاع عن ديننا وإنسانيتنا، إلى مجرد وليمة يراد من خلالها التكسب من الطرف القوي اليوم.
فمن حيث أن الحوثي الأب في حواره قال حديثا يخالف منطق المساواة وحقيقتها، نعم.
لكن لاعلاقة لذلك بمعركة السلطة التي أراقت فيها دماء مواطنين يمنيين في مران، رحمهم الله جميعا وعلى رأسهم المواطن اليمني حسين بدر الدين الحوثي، الذي لايعلم احد منا على وجه الدقة لم قتل؟.
ومن هنا فيستحق الحوثي الأب تحية على موقفه من قضية مران، وغيرها من القضايا السياسية حتى ولو على قاعدة قول محمد محمود الزبيري رحمه الله: »القوة الوحيدة التي تحارب الطغيان في اليمن هي الطغيان نفسه والزمن«.
خاتمة
لقد كنت أشعر بالقلق حين كان الأعزاء في صحيفة البلاغ ينشرون كتابات ضد معاوية أمير المؤمنين -وهذا مصطلح إداري استخدمه المواطنون في زمن الدولة الإسلامية لتسمية مسئولهم الأول- وليس له أي قداسة.
كنت أشعر بالقلق من أن ينجر فريق منا -وبخاصة من التجمع اليمني للإصلاح- لمعركة تسيء للحاضر، لأني على ثقة أنه لن تضيف شيئا.
ولكن قلقي لأني أظن أن مثل هذه القضايا ما إن تبدأ أطرافها بالاشتعال، حتى نجد أنفسنا وقد طمرنا تحت أنقاضها.
وقد لاحظنا المثال وبسهولة: لايزال علي ومعاوية رضي الله عنهما، يثيران مواقف مثل هذا الرجل -الحوثي- الذي لايمكن وصفه إلا بالشجاعة في مواجهة السلطة السياسية، وحتى سلطة غيره من العلماء الذين جردهم من المرجعية-، فالحوثي لايزال يقوم لله بالقسط في خوض معركة ضد معاوية رضي الله عنه!!
وفي المقابل فإن بيننا من لايثيره أي من مساوئ دولتنا هذه الأيام، لكنه يمكنه أن يبذل أقصى مالديه لمواجهة الإمام يحي، الذي قد صار في علم الله ورحمته.
وكل هذا يأتي ليساند مصائبنا الحقيقية ضدنا.
فأن يكون لدى أهل صعدة مستشفى، أو لأبنائهم مدرسة، أكيد مهم لدى الحوثي، لكن مقارعة معاوية، وتأصيل اللامساواة السياسية في الإسلام »قسط« وعدل له الأولوية.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
ذكرى:
(ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) صدق الله العظيم.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2274
- اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
- مكان: صنعاء
- اتصال:
تعقيب
فعلاً أخي نشوان ،، فالموضوع مهم ويجب التمعن فيه والتأمل في أوجه الصواب والخطأ فيما طرح .
وللعلم فقد قامت إدارة المجلس اليمني بفتح موضوع مستقل ( وتثبيته أيضاً ) نتيجةً لذلك المقال الذي كتبه الأستاذ الصحفي / نبيل الصوفي .
والموضوع الذي فتح هو بعنوان :-
أزمة الفكر الإمامي بين الماضي والحاضر .
نحن معكم هنا ونرحب بأي طرح لكم حول الموضوع .
ونحن أيضاً هناك معهم لكشف إلتباسات المقال .
ولكم خالص الإحترام والتقدير .
وللعلم فقد قامت إدارة المجلس اليمني بفتح موضوع مستقل ( وتثبيته أيضاً ) نتيجةً لذلك المقال الذي كتبه الأستاذ الصحفي / نبيل الصوفي .
والموضوع الذي فتح هو بعنوان :-
أزمة الفكر الإمامي بين الماضي والحاضر .
نحن معكم هنا ونرحب بأي طرح لكم حول الموضوع .
ونحن أيضاً هناك معهم لكشف إلتباسات المقال .
ولكم خالص الإحترام والتقدير .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
-
- مشرف الجناح التاريخي
- مشاركات: 679
- اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am
أرى أنه إذا وجب نقاش كلام المولى بدر الدين حفظه الله في مقابلته فيجب النظر إلى كلامه بأكمله لا أن يؤخذ البعض وينقد هذا إذا هناك إنصاف .
لو تأملنا لوجدناه حفظه الله يرى أنه يمكن الحكم بالدستور والقانون كما صرح في مقابلته ولكن يكون بالعدالة فالعدالة هي الأساس الذي تنشده المجتمعات وبأي نظام كان فإذا غابت لم ينفع أي نظام حتى الإمامة وفي نظره حفظه الله إن الإمامة إذا كانت متوفرة على الشروط المذكورة في كتب الزيدية هي النظام الأمثل لإقامتها أعني العدالة .
وايضا النظر إلى قوله بالإمامة ووصف ذلك بالعنصرية والتعصب لا يصح بل يجب على كل منصف مناقشة من يقول بذلك بالشرع كما يعتقده من يقول بها أنها قول الشرع والله أعلم .
وسلااااااامي لبدر الدين ولكم أيها الأخوة .
لو تأملنا لوجدناه حفظه الله يرى أنه يمكن الحكم بالدستور والقانون كما صرح في مقابلته ولكن يكون بالعدالة فالعدالة هي الأساس الذي تنشده المجتمعات وبأي نظام كان فإذا غابت لم ينفع أي نظام حتى الإمامة وفي نظره حفظه الله إن الإمامة إذا كانت متوفرة على الشروط المذكورة في كتب الزيدية هي النظام الأمثل لإقامتها أعني العدالة .
وايضا النظر إلى قوله بالإمامة ووصف ذلك بالعنصرية والتعصب لا يصح بل يجب على كل منصف مناقشة من يقول بذلك بالشرع كما يعتقده من يقول بها أنها قول الشرع والله أعلم .
وسلااااااامي لبدر الدين ولكم أيها الأخوة .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح
وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح
وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح
الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 118
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 1:35 am
- مكان: ستوكهولم
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
صحيح
المقال السياسي نفتقره ونفتقر الى تعلم ابجدياته بيد أنه يجب أن نفهم أن من معاني السياسة الكذب وتجميل العبارات وتزييف الحقائق والاتيان بعبارات ملتوية تجعل المستمع يفسرها بإكثر من معنى .
وهذا ما لا نجده عند معظم علماء الزيدية فقد تربوا على قول الصدق وعلى الفطرة والسماحة ايضا عكوفهم على تدريس كتبهم ومؤلفاتهم والتصدي للنحرافات داخل الامة والذي يعد من أهم أعمالهم فمثلا سيدي بدر الدين له العديد من الاطروحات الرائعة لمعالجة انحرافات الفكر الوهابي المتطرف والرد على مقبل الوادعي وغيره من عتاولة السلفية .
ايضا بعدهم عن المعترك السياسي وزهدهم في وظائف الحكومة وتعززهم عن اطماع الدنيا كل هذه المفاهيم جعلتهم يبتعدون عن الخطاب السياسي لكونهم يعرفون أن الخطاب الديني أهم من الخطاب السياسي لذا نجد السيد العلامة حمود عباس المؤيد لا يخوض في هذا المعترك أبدا وقد حضرت له أكثر من 250 خطبة جمعة وكذا محضرة فم اسمعه ذات يوم تعرض للخطاب السياسي بمفهومه السائد !!
بل يقتصر خطابهم حفظهم الله على النصح والارشاد وتعميق الخطاب الروحي ونادرا الخطاب العقدي .
بيد إني استثني اثنين لا ثالث لهما
السيد المرجع الاكبر محمد بن محمد المنصور والسيد أحمد الشامي الامين العام لحزب الحق هذان الرجلان هما الوحيدان الذان قد خضا الكثير من التجارب وتمكنا من العديد من المناصب السياسية .
أما عن الكوادر الشابة فلن أتحدث هنا الا عن الاستاذ حسن زيد والذي يعد الفريد من نوعه فهو مهندس في هذا العالم وبحق .
ولكي لا اظلم يجب أن أقول أن الوحيد في هذا المجال هو الدكتور العالم السياسي المحنك السيد محمد عبد الملك المتوكل الذي له العديد من الاطروحات السياسية والذي فهم الخطاب السياسي بكل فنونه المتلونه فهو العالم الوحيد الذي قد حاز الاعجاب وسرق الانظار لما وهبه الله من حكمة وفصل الخطاب لكني أظن أن مرجعيته اسلامية لا علمانية كما قد يفسره البعض وأظن أن مرجعيته مستمدة من سيدي محمد المنصور والسلام عليكم
المقال السياسي نفتقره ونفتقر الى تعلم ابجدياته بيد أنه يجب أن نفهم أن من معاني السياسة الكذب وتجميل العبارات وتزييف الحقائق والاتيان بعبارات ملتوية تجعل المستمع يفسرها بإكثر من معنى .
وهذا ما لا نجده عند معظم علماء الزيدية فقد تربوا على قول الصدق وعلى الفطرة والسماحة ايضا عكوفهم على تدريس كتبهم ومؤلفاتهم والتصدي للنحرافات داخل الامة والذي يعد من أهم أعمالهم فمثلا سيدي بدر الدين له العديد من الاطروحات الرائعة لمعالجة انحرافات الفكر الوهابي المتطرف والرد على مقبل الوادعي وغيره من عتاولة السلفية .
ايضا بعدهم عن المعترك السياسي وزهدهم في وظائف الحكومة وتعززهم عن اطماع الدنيا كل هذه المفاهيم جعلتهم يبتعدون عن الخطاب السياسي لكونهم يعرفون أن الخطاب الديني أهم من الخطاب السياسي لذا نجد السيد العلامة حمود عباس المؤيد لا يخوض في هذا المعترك أبدا وقد حضرت له أكثر من 250 خطبة جمعة وكذا محضرة فم اسمعه ذات يوم تعرض للخطاب السياسي بمفهومه السائد !!
بل يقتصر خطابهم حفظهم الله على النصح والارشاد وتعميق الخطاب الروحي ونادرا الخطاب العقدي .
بيد إني استثني اثنين لا ثالث لهما
السيد المرجع الاكبر محمد بن محمد المنصور والسيد أحمد الشامي الامين العام لحزب الحق هذان الرجلان هما الوحيدان الذان قد خضا الكثير من التجارب وتمكنا من العديد من المناصب السياسية .
أما عن الكوادر الشابة فلن أتحدث هنا الا عن الاستاذ حسن زيد والذي يعد الفريد من نوعه فهو مهندس في هذا العالم وبحق .
ولكي لا اظلم يجب أن أقول أن الوحيد في هذا المجال هو الدكتور العالم السياسي المحنك السيد محمد عبد الملك المتوكل الذي له العديد من الاطروحات السياسية والذي فهم الخطاب السياسي بكل فنونه المتلونه فهو العالم الوحيد الذي قد حاز الاعجاب وسرق الانظار لما وهبه الله من حكمة وفصل الخطاب لكني أظن أن مرجعيته اسلامية لا علمانية كما قد يفسره البعض وأظن أن مرجعيته مستمدة من سيدي محمد المنصور والسلام عليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2274
- اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
- مكان: صنعاء
- اتصال:
تعقيب
في البداية قام مشرف المجلس اليمني ( تايم ) بتثبيت موضوع :-
أزمة الفكر الإمامي بين الماضي والحاضر
وكان مندفعاً بقوة في طرحه
وبعد أن طرحنا له 5 إستفسارات ،،، لم يرد لنا جواباً
وقام بفك التثبيت ،،، لأن إندفاعه اصطدم بــ 5 إستفسارات
ليترك بعد ذلك النقاش للباقين .
الموضوع على الرابط التالي :-
http://al-yemen.org/vb/showthread.php?t=112563
أزمة الفكر الإمامي بين الماضي والحاضر
وكان مندفعاً بقوة في طرحه
وبعد أن طرحنا له 5 إستفسارات ،،، لم يرد لنا جواباً
وقام بفك التثبيت ،،، لأن إندفاعه اصطدم بــ 5 إستفسارات
ليترك بعد ذلك النقاش للباقين .
الموضوع على الرابط التالي :-
http://al-yemen.org/vb/showthread.php?t=112563


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
أخي محمد الغيل...من أفتاك بذلك؟؟؟بيد أنه يجب أن نفهم أن من معاني السياسة الكذب وتجميل العبارات وتزييف الحقائق والاتيان بعبارات ملتوية تجعل المستمع يفسرها بإكثر من معنى .
وهل ترى أن هناك فصلاً بين الدين والسياسية؟؟؟
فكر قبل أن تجيب على هذا السؤال..لأنك قد تجد نفسك متهماً بالعلمانية...
أخي الحسن المتوكل..قرأت اسألتك في المجلس اليمني ....


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
كتبت الغالية وجدان
((بيد أنه يجب أن نفهم أن من معاني السياسة الكذب وتجميل العبارات وتزييف الحقائق والاتيان بعبارات ملتوية تجعل المستمع يفسرها بإكثر من معنى .
أخي محمد الغيل...من أفتاك بذلك؟؟؟))
وجدان الذي أفتاني بهذا أمران:-
الاول: الخطاب السياسي الذي اسمعه من كل قنوات العالم والذي ينبعث من دجالين السياسية والذين لهم القدرة العجيبة على الكذب على شعوبهم وتزييف الحقائق وهم كثر عدد شعر راسي حتى اصبح العرف الآن أن السياسة هي عين الكذب !!!
الامر الثاني: أن أحدهم كان في سفر مع زعيم عربي مرموق ومعروف ومعروف لديكِ بالذات فقال اخينا لهذا الزعيم ما هي السياسة اسئلك بالله فبتسم وقال السياسة أن تتعلم فنون الكذب .
وبهذا تعرفين أني إنما كان قصدي من يتعاطى مع الخطاب السياسي لا علم السياسة بعينه فهو علم مستقل بذاته يتحتم علينا دراسته لذا فتحت موضوعا هنا اسمه أ- ب سياسة ولم أجد أحدا ليعلمنا في هذا العلم ولم يكتب فيه كلمة واحدة وأتذكر أنكِ أول من خذلني لذا قمت بحذفه أليس كذلك ؟؟
كتبتم
((وهل ترى أن هناك فصلاً بين الدين والسياسية؟؟؟))
قبل أن اجيب عليكم يجب أن تعرفي أني لم أقصد بهذا والدي القدير د/ محمد عبد الملك المتوكل والذي أكن له احتراما خاصا والذي أجهل عنه الكثير وقد طلبت منك طلبا خاصا والى الآن لا زلتي مطنشه.
بلى كونه عالم في فن السياسة هذا لا يعني أنه يمارس الجانب المظلم لمفهوم السياسة كما بينت سابقا كما أني لم أقصد الاساء ة الى الاستاذ القدير حسن زيد ولا الى مرجعي في هذه الامور سيدي محمد المنصور فهناك فرق بين سياسي يخاف الله وهذا ما أعتقده في الدكتور والاستاذ والعالم المرجع وسياسي يتمسخر بشعبه وأهل ملته ويستخدم اسليبه القذرة ليكذب على الناس .
أختي الغالية
لا فصل بين الدين والدولة البتة هكذا تعلمت وهكذا هو مذهبنا فالمذهب الزيدي هو المذهب الوحيد الذي يتعامل مع الحكام بمعاملات خاصة تميزه عن بقية المذاهب الاسلامية وأنا هنا أفتخر بزيديتي هذه فهي عقيدتي وعليها أعيش وعليها أموت وياسيوف خذيني .
السلام عليكم
((بيد أنه يجب أن نفهم أن من معاني السياسة الكذب وتجميل العبارات وتزييف الحقائق والاتيان بعبارات ملتوية تجعل المستمع يفسرها بإكثر من معنى .
أخي محمد الغيل...من أفتاك بذلك؟؟؟))
وجدان الذي أفتاني بهذا أمران:-
الاول: الخطاب السياسي الذي اسمعه من كل قنوات العالم والذي ينبعث من دجالين السياسية والذين لهم القدرة العجيبة على الكذب على شعوبهم وتزييف الحقائق وهم كثر عدد شعر راسي حتى اصبح العرف الآن أن السياسة هي عين الكذب !!!
الامر الثاني: أن أحدهم كان في سفر مع زعيم عربي مرموق ومعروف ومعروف لديكِ بالذات فقال اخينا لهذا الزعيم ما هي السياسة اسئلك بالله فبتسم وقال السياسة أن تتعلم فنون الكذب .
وبهذا تعرفين أني إنما كان قصدي من يتعاطى مع الخطاب السياسي لا علم السياسة بعينه فهو علم مستقل بذاته يتحتم علينا دراسته لذا فتحت موضوعا هنا اسمه أ- ب سياسة ولم أجد أحدا ليعلمنا في هذا العلم ولم يكتب فيه كلمة واحدة وأتذكر أنكِ أول من خذلني لذا قمت بحذفه أليس كذلك ؟؟

كتبتم
((وهل ترى أن هناك فصلاً بين الدين والسياسية؟؟؟))
قبل أن اجيب عليكم يجب أن تعرفي أني لم أقصد بهذا والدي القدير د/ محمد عبد الملك المتوكل والذي أكن له احتراما خاصا والذي أجهل عنه الكثير وقد طلبت منك طلبا خاصا والى الآن لا زلتي مطنشه.
بلى كونه عالم في فن السياسة هذا لا يعني أنه يمارس الجانب المظلم لمفهوم السياسة كما بينت سابقا كما أني لم أقصد الاساء ة الى الاستاذ القدير حسن زيد ولا الى مرجعي في هذه الامور سيدي محمد المنصور فهناك فرق بين سياسي يخاف الله وهذا ما أعتقده في الدكتور والاستاذ والعالم المرجع وسياسي يتمسخر بشعبه وأهل ملته ويستخدم اسليبه القذرة ليكذب على الناس .
أختي الغالية
لا فصل بين الدين والدولة البتة هكذا تعلمت وهكذا هو مذهبنا فالمذهب الزيدي هو المذهب الوحيد الذي يتعامل مع الحكام بمعاملات خاصة تميزه عن بقية المذاهب الاسلامية وأنا هنا أفتخر بزيديتي هذه فهي عقيدتي وعليها أعيش وعليها أموت وياسيوف خذيني .

السلام عليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال: