المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك: حاولنا أن نغلب مصلحة البلد

[بدر الدين]

المكتب الإعلامي للسيد عبدالملك الحوثي : حاولنا بكل جهد أن نغلب مصلحة البلد على كل مصلحة واستقرار الناس فوق كل اعتبار وطلبنا من السلطة أن توقف اعتداءاتها:-

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن ـ صعدة
6/9/2009م
حرِصنا من قبل أن تبدأ هذه الحرب ومن بعد ما بدأت أن نجنب البلد الحروب وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير البيوت والمساكن والقرى وقدمنا من جانبنا كل ما يدعو إلى ذلك وحصلت أول تهدئة قامت بها لجنة الوساطة بعد موافقة الرئيس عليها ونزلت الى (مديرية حرف سفيان) من أجل فتح الطرقات وتأمين العبور والإشراف على ذلك ولكن السلطة رفضت ذلك جملة وتفصيلاً وقصفت المنطقة بعشرات من الصواريخ رغم وجود لجنة الوساطة آنذاك...
وبعد ذلك قدمنا مبادرة من طرف واحد أعلنا فيها التزمنا بوقف إطلاق النار وأن تعود الأمور إلى طبيعتها لخلق أجواء هادئة من أجل التفاوض لحل قضية صعدة إلا أن السلطة رفضتها وأبدت حيالها موقفاً متعصباً للغاية.

حاولت السلطة بين المد والجزر وموقفها المحرج أمام الرأي العالمي والمحلي بسبب تعنتها الواضح في إيقاف الحرب أن تعلن عن تعليق العمليات العسكرية كإعلان تكتيكي وإعلامي وما لبثنا بعد الإعلان بساعات أن التوت عليه بسرعة وبدعاوي واهية في محاولة منها أن تقول أننا من يرفض إيقاف الحرب، ولكن تسرعها برفض إيقاف الحرب ومحاولتها تحميلنا المسؤولية كشف لكل عاقل أنها من أرادت ذلك.

تجاوبنا مع إعلان السلطة تعليق العمليات العسكرية رغم علمنا الأكيد أن التعليق هو أمر مفتوح لإعادة المواجهة في أي وقت وهو ما حدث بالفعل وقمنا من جانبنا بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في كل المحاور بل ومع ذلك فتحنا طريق (مدينة صعدة) عبر منطقة المقاش ورفعنا العوائق من تلك الطرق وفتحنا أيضا طريق صعدة عبر منطقة المهاذر وسوق الليل ورفعنا أيضا كل العوائق هناك.

حاولنا بكل جهد أن نغلب مصلحة البلد على كل مصلحة واستقرار الناس فوق كل اعتبار وطلبنا من السلطة أن توقف اعتداءاتها التي ما توقفت إطلاقا في (مديرية حرف سفيان) وفي منطقة دماج بجوار (مدينة صعدة) وحاولنا تجاوز هذه المسألة وطلبنا من السلطة أن تطمئن النازحين ليعودوا إلى بيوتهم وقراهم إلا أنها رفضت كل تلك المطالب وكان الوضع الميداني يزداد توتراً وصعوبة، وكان شيئا ملموساً للجميع عبر إعلان السلطة بيان ينقض تعليق الحرب بساعات كما هو معروف.

حاولت السلطة في غضون تلك التهدئة أن تستغلها لتكتيك عسكري جديد فحاولت أن تضع نقطة عسكرية في المقاش ونقطة عسكرية أخرى في سوق الليل وقامت بتحريك زحف عسكري من الشرق لمدينة حرف سفيان بصورة زحف سري وبهدوء ولأن تعاملنا مع السلطة ليس جديد وخداعها معنا استراتيجية دائمة كنا في أتم الاستعداد لذلك الخداع الذي يحاول استغلال التهدئة ويجري بطريقة سرية في (مديرية حرف سفيان) ووصلتنا معلومات دقيقة عن تكتيك عسكري تحاول السلطة إدخال تعزيزات عسكرية بحجة أنها مواد غذائية وتموينية للمواطنين وكان ذلك واضحاً عبر استعدادات عسكرية لهذا الشأن.

ورغم علمنا بكل ذلك ومحاولتنا تهدئة الأوضاع كررنا مطالبتنا للسلطة بوقف الاعتداءات وأن تلتزم بما تعهدت به أمام الرأي العام وأن تسعى إلى معالجة حقيقية وسريعة للناس وأن تسمح لهم بالعودة إلى قراهم وبيوتهم إلا أنها رفضت ذلك.

وفي مساء يومنا هذا ظلت المدافع والصواريخ تقصف (مدينة حرف سفيان) والمناطق المجاورة وواصلت مواقع في محيط مدينة صعدة ضرب مناطق دماج حتى الفجر.

وبينما استبشر المواطنون خيراً بتلك التهدئة ليعودوا إلى بيوتهم بسبب معاناتهم الكبيرة في الخلاء ليفاجأ الجميع في فجر يومنا هذا الأحد بضرب مكثف على بيوت المواطنين في كل مناطق الصراع وبصورة تكشف فعلا الاستهداف المباشر للمواطنين

وتفجرت الأوضاع من جديد حيث قامت السلطة في كل المواقع العسكرية بضرب مكثف لكل المناطق المجاورة بالصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون .

إننا نطالب السلطة مرة أخرى أن تحس بمسؤوليتها تجاه الشعب وان تضع صالح البلاد واستقراره وأمنه فوق كل خيار واعتبار وأن تنظر بعين الإنصاف للمعاناة التي تخلفها الحرب .
المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
17 / رمضان /1430هـ