حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي

أضف رد جديد
خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي

بسم الله الرحمن الرحيم



نص الحوار في التلفزيون التابع للجمهورية الاسلامية في ايران مع سماحة آية الله العلامة اليمني الدكتور عصام العماد - من كبار علماء الحوزة العلمية في قم المقدسة - . حاوره الاستاذ إحسان علي خاني في يوم استشهاد الإمام علي (ع) في الواحد والعشرين من رمضان سنة 1428 هـ .
الاستاذ تقوي : أخي الاستاذ إحسان علي خاني الذي يجلس مقابلك كان يوماً من المتحاملين على الامام علي وكان له خطب في الجمعة ومحاضرات ومقالات في أكثر من مجلة وموقع في العالم ولكن حين وجهتم له الدعوة للمشاركة في ذكري استشهاد الإمام علي (ع) مع أنه شخصية علمية تبتعد عن الاضواء والظهور ولكنه قال في نفسه لعل الله - تعالى - كتب لي أن اشارك في الحديث عن الامام علي(ع) بعد كل ما كتبت ضده من المطاعن وما قلت فيه من المثالب تحت تأثر بكلام ابن تيمية وقال في نفسه اليس من الواجب عليَّ بعد أن احبيت الامام علي (ع) وذبت في محبته وبعد أن عرفته .. أليس من الواجب عليَّ بعد كلُّ ذلك أن اقف أمام شاشة التلفاز و أعلن لكل الناس بأن محبة الامام علي(ع) هي محبة لكل العظماء الاستاذ إحسان علي خان : اليوم من أيام شهر العسل وهو شهر رمضان الكريم يختلف عن بقية حوارتي مع الاخرين في ايام هذا الشهر حيث أن حوارنا سوف يكون على خلاف انتظار المشاهدين لهذا البرنامج لانههم مع العلاقة الكبرى التي يحملونها للامام علي(ع) وهم اليوم في ذكري استشهاده ... وحوارنا مع عالم كبير من علماء الاسلام ومع ضيف عزيز وقد بذل تلفزيون الجمهوريية الاسلامية في ايران جهدا حتى تمكنا من أخذ موافقته لمشاركتنا في هذا البرنامج المخصص لذكري شهادة الامام علي(ع) . سمعنا أنك كنت من الطاعنين المخاصمين للامام علي(ع) هل ذلك صحيح ؟
سماحة العلامة عصام العماد : نعم
الاستاذ علي خاني متي كان ذلك ؟
سماحة العلامة العماد : حينما كنت في جامعة الامام محمد بن سعود في المملكة العربية السعوديية في الرياض اطلعنا على كتب متعددة كُتبت وتحمل مطاعن ومثالب للامام علي(ع) وكانت بعض هذه الكتب عبارة عن رسائل الماجستير والدكتوراه وكل هذه الكتب قد تأثرت في هجومها على الامام علي(ع) بكتاب ( منهاج السنة النبوية ) للشيخ ابن تيمية فكل من قرأ كتاب ( منهاج السنة) وهو لا يعرف عظمة الامام علي(ع) لن ينتهي من قرأة هذا الكتاب إلا وهو يحمل في نفسه غلاً على الامام علي(ع) ... وانا ما إن انتهيت من قرأت كتاب ( منهاج السنة) إلا ووجد تني متحاملاً وكارهاً للامام علي(ع) لأن ابن تيمية غرس في نفسي عداوة الامام علي(ع) فبعد أن قرأت كتاب ابن تيمية شرعت في نقد الامام علي(ع) على منبر خطبة الجمعة والقيت المحاضرات في المساجد والجامعات في بيان مطاعن ومثالب شخصية الامام علي(ع) ناهيك عن المقالات التي كتبتها في الهجوم والنقد الشديد للامام علي(ع) بل كنا نجتمع في ليالي رمضان الكريم لاسيما في ليالي القدر من أجل دراسة المصائب التي حلّت على الامة بسبب الامام علي(ع) وكنت أتمنى أن الامام علي(ع) قتل في زمن حياة رسول الله(ص) و مما يحز في القلب أن هذه الجلسات الرمضانية مازالت تنعقد في هذه الايام ونأسف أنه يتم التنقيص في الامام علي(ع) في كتب عديدة باسم الدفاع عن الاسلام .
الاستاذ احسان علي خاني : وردت روايات في السنة في القيام بالكثير من الاقوال والاعمال المستحبة مثل استحباب طلب العلم الديني في مثل هذه الليالي الذي يعد من أجمل مستحبات الاسلام - في ليالي القدر من شهر رمضان المبارك ولكنكم في مثل هذه الليالي مثل الليلة - ليلة 21 من رمضان - كنتم - مع الاسف - تتناولون الامام علي(ع) بالطعن والنقد والظلم ... ارجو أن تستمر في حديثك .
سماحة العلامة العماد : في تلك الفترة من حياتي التي كلما تذكرتها ذبت الماً حينما كنت اتهم الامام علي(ع) بأنواع التهم التي هو بريء منها ومازالت اليوم ارجو ا من الامام علي(ع) أن يسامحني لكل ما بدر مني من إسأة نحوه ... وأنت تعلم بأن الامام علي(ع) ظلم على مد قرابة أربعة عشر قرناً وعلى مدى كل عصور تاريخ الاسلام من قبل الكثير وفي تلك الفترة الزمنية الطويلة وجهت للامام علي(ع) المئات من التهم الظالمة وحين منع عمر بن عبدالعزيز من لعنه كان ذلك المنع مجرد منعاً قانونياً صدر من الحكومة الاموية وهذا المنع القانوني مثله مثل الكثير من القوانين التي تصدر من قبل الحكومات على المستوى القانوني ثم بعد صدورها يحتمل أن يلتزم بها ويحتمل عدم الالتزم بها ... ومن هنا وجدنا أن المؤرخين ذكروا بأنه استمر لعن الامام علي(ع) في المجتمعات حتى بعد صدور قرار عمر بن عبد العزيز بمنع لعنه . ويكفي أن نعلم أن عمر بن عبد العزيز مات مسموماً قبل أن يتم تنفيذ ذلك القرار في كل ارجاء العالم الاسلامي .
الاستاذ احسان علي خاني : أردت أن أسألك أن تذكر لي أي مرحلة من مراحل حياة الامام علي(ع) و أي صفة من صفاته وجدتموها تستحق أن تدرجوها من مطاعن الامام علي(ع) وتستحق أن تخاصموه لاجلها حينما كنت من خصومه وتخطب الجمعة في بيان مطاعنه وتكتب المقالات في مثالبه !!! وتجتمع مع زملائك وطلابك في ليالي القدر من شهر رمضان المبارك من أجل أن تنهشوا في ذلك العملاق ... أريد أن أعرف أي جزئية من جزئيات حياة الامام علي(ع) الكريمة استوجبت أن تظلموه و تتحاملوا عليه ... وهل هنالك في حياته - ع- ما حملكم على عداوته ... ؟ !! .
سماحة العلامة العماد : قصة كراهيتنا للامام علي(ع) - حينما كنت وهابياً - بدأت منذ يوم وفاة النبي - ص - وتولى الخلافة غير الامام علي(ع) ومنذ ذلك اليوم بدأت قضية مظلومية الامام علي(ع) ... ثم جاء الحكم الاموي في زمن معاوية وما بعده أمر معاوية بأن ينظروا في ما قاله النبي في الامام علي(ع) ويصنعوا مثلها في فضائل الخلفاء الثلاثة الذين سبقوا الامام علي(ع) في الخلافة فانتشرت الاحاديث الموضوعة والمكذوبة في فضائل الخلفاء الثلاثة بين الناس وحسبوا أنها صدر ت من لسان رسول الله (ص) ولم يعلموا أنها صدرت من جهاز الاستخبارات الاموي .
وهكذا استطاعت الدولة أن تستبدل الامام علي(ع) بالخلفاء الثلاثة وتعطي مقامات الامام علي(ع) للخلفاء الثلاثة وفي الحقيقة أن الدولة الاموية كانت عبقرية في فن الاستبدال والتغيير حيث أن هذا الاستبدال جعلنا نتصور بأن الخليفة الاول أفضل من الامام علي(ع) بل إننا اعتقدنا بأنه لا يجوز القياس بين علي(ع) وبين ابي بكر او بين علي(ع) وعمر فمن هو علي (ع) أمام عظمة ابي بكر وعمر ... وحين درسنا في المدارس الوهابية بأن الامام علي(ع) رفض أن يبايع أبا بكر و بأنه رفض سيرة ابي بكر وعمر حينما عرضهما عليه عبدالرحمن بن عوف ... و درسنا بأنه كان يرفض سيرة عثمان وسلوكه في كل ذلك غرس في قلبي النفرة من الامام علي(ع) وطالما كنا نطرح هذا السؤال وهو : من هو الامام علي(ع) حتى يتطاول على الخلفاء الثلاثة وما قيمته أمام ابي بكر وعمر حتى يرفض سيرتهما وسلوكهما ويرفض أن يبايع لابي بكر بالخلافة ؟ !
ومن هنا فقد استقر في اذهاننا وفي وجداننا بأن الامام علي(ع) كان مغروراً متكبراً متعجرفاً وكان يرى بأنه لا تصلح الزعامة والخلافة إلا له و لا يصح أن تكون في غيره وكنا نقول : بأن سبب تفرقة الامة بعد رسول الله (ص) الى سنة وشيعة الامام علي(ع) فهو يتحمل إثم تمزق وتفريق امة محمد – ص - ولو مات الامام علي (ع) في زمن رسول الله (ص) لما تفرقت امة محمد - ص- .
الاستاذ احسان علي خاني : أنت كنت في السابق وهابياً أليس كذلك ؟ .. . ولكن سؤالي هو ماهي صورة الامام علي(ع) في ذهنك حينما كنت وهابيا ً وحينما كنت معادياً له هل كان له صورة خشنة في ذهنك وكما قلت أنك تقول عنه بأنه كان مغروراً ومتكبراً يرى بأنه لا تصلح الزعامة إلا له .
سماحة العلامة العماد : في الحقيقة لم اكن انا وحدي الذي يحمل صورة خشنة وشنيعة عن الامام علي (ع) فلأمر أكبر من ذلك . حيث كان هنالك ومازالت هذه الظاهرة الى اليوم - ظاهرة اجتماعية موجودة في السعودية وفي اليمن وفي غيرهما ليس لهم أي همّ إلا معاداة الامام علي(ع) بل معاداة كل أفراد أهل البيت النبوي .. يعنى في واقع الامر كنت احمل صورة سيئة عن الامام علي(ع) وطالما تمنيت أنه قتل في معركة بدر أو في غيرها كل ذلك بسبب اسلوب الدراسة في المعاهد العلمية الوهابية في اليمن وفي السعودية .
في الواقع كنا نتصور بأن قضية الهجوم من قبل ابي بكر وعمر على بيت فاطمة الزهراء لم يكن المسبب لذلك الهجوم والظلم والاعتداء على بيت رسول الله إلا الامام علي (ع) لأننا كنا نتصور بأن كل المصائب والحروب والفتن التي وقعت بين المسلمين بعد وفاة رسول الله (ص) كان وراء كل ذلك الامام علي(ع) و أتباعه ...
ولو لم يغادر الامام علي(ع) المدينة ويذهب الى صفين لما وقعت معركة صفين وهكذا لو كان الامام علي(ع) لم يترك المدينة وذهب الى البصرة لما حدثت معركة الجمل التي صار ضحيتها الكثير بسبب الامام علي(ع) ولو لم ينقل الامام علي(ع) عاصمة الاسلام من المدينة الى الكوفة لما حدثت تلك الفتن الكبرى على مدى قرون عديدة .
وكل المشكلات والفتن والحروب والتي حدثت بعد وفاة رسول الله (ص) كان المسبب الاول لها الامام علي(ع) أو ما ينتسب إليه أو من يتشيع له ... في تلك الفترة كنت في المملكة العربية السعودية ادرس وادرّس شعرت وأحسست مع أننا نعيش في آخر القرن العشرين الميلادي وكأن الدولة الاموية مازالت قائمة وحاكمة صحيح أنها سقطت قبل مئات السنين ولكن الدولة الاموية قبل سقوطها رسخّت وغرست في ذهن بعض المسلمين كراهية الامام علي(ع) وكراهية كل من ينتمي إليه نسباً أو مذهباً و إذا كان قضية كراهية الامام علي(ع) في العصر الاموي قضية سياسية محضة فإنها أصحبت عند شريحة كبيرة من الوهابية عقيدة دينية وتم تغيير هذه الكراهية من ناحية سياسية اموية الى عقيدة دينية وهابية ... لانه مع مرور الايام تحولت القضية السياسية الى عقيدة وهابية وأصبح نقد الامام علي(ع) و ذريته و أتباعه من العقائد الهامة عند الوهابية .
وحدث هذا التغيير بسبب أن الدولة الاموية قامت من زمن رسول الله (ص) فاستطاعت هذه الدولة أن تصوّر لبعض المسلمين بأن ثقافة الكراهية لعلي (ع) و ذريته و أتباعه هي ثقافة إسلامية وليست ثقافة أموية و انطلت اللعبة الأموية على الجماعة الوهابية .
ومن هنا فقد كنت احسب أنني حينما اكره الامام علي(ع) أو اكره ذريته أو اكره شيعته و أنني أمارس عقيدة إسلامية ولم اكن اعلم أنها لعبة أموية وليست عقيدة إسلامية .
و أنت تعلم بأن هنالك مجموعة كبيرة في العالم الإسلامي مازالت تنشر ثقافة الكراهية لعلي(ع) ولكل أهل البيت من الاموات والاحياء ويكفي أن في المملكة العربية السعودية وحدها عشرات الكتب التي تطعن في الامام علي(ع) وفي كثير من أهل البيت النبوي وقد بينت ثقافة كراهية الامام علي(ع) وكل أهل البيت النبوي في مناظرتي مع أحد كبار علماء الوهابية في العالم وهو الشيخ عثمان الخميس وقد طبعت هذه المناظرة في كتاب سمي ب ( الزلزال ) .
الاستاذ علي خاني : لماذا وبأي ذنب وماهي الفائدة والمنفعة من نشر ثقافة الكراهية ضد رجل عظم حبّه حتى غير المسلمين كالمسيحي المعروف جورج جرداق وكتب عنه الكثير الكثير ... لماذا وبأي ذنب ؟
سماحة العلامة العماد : أريد أقول لك بأن كثرة أعداء الإمام علي(ع) هو الذي صنع كل ذلك أضف الى ذلك أن تدوين الحديث عند أهل السنة تم في زمن ولاة وحكام كانوا يكرهون علياً فوضعت أحاديث مكذوبة وموضوعة في كتب الحديث عند أهل السنة تتضمن الذمّ للامام علي(ع) كما وضعت احاديث مصنوعة ومكذوبة وموضوعة في كتب الحديث عند أهل السنة في فضائل ابي بكر وعمر وعثمان واستطاعت هذه الاحاديث المصنوعة والمكذوبة الموضوعة لأنها وضعت في العصر الاموي وفي زمن الرسول (ص) أن تجد لها - في ما بعد - في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم و أمر معاوية بأن تعطي فضائل الامام علي(ع) الثابتة عن النبي ... تعطي الى الخلفاء الثلاثة .
في الحقيقة يا استاذ علي خاني أن الانسان عنده رغبة وميل عجيب وغريب بقضية الاستبدال والتغيير والتحوّل و لهذا نجد الانسان في كل مراحل تاريخ الانسان يمارس قضية التغير والتبديل حتى في أعظم حقيقة وهي حقيقة الذات الالهية المقدسة نجد أن الانسان استبدل وغير الله - تعالى - بآلهة مصنوعة ومكذوبة وموضوعة ثم عبد الانسان هذه الالهية المصنوعة و رفض أن يعبد الاله الحقيقي والواقعي - جل جلاله - ونحن نجد في القرآن إشارات الى الميل العجيب للانسان نحو تبديل الحقائق بالموضوعات والمكذوبات ورد ذلك في آيات قرآنية عديدة بشكل مفصل مثل قضية استبدال قوم نوح لله - تعالى - بآلهة مصنوعة ومكذوبة ... ومثل ذكر القرآن للعبة وقعت من قبل اليهود في زمن موسى حيث استبدلوا موسى بالسامري وتركوا الشخصية العظيمة واختاروا شخصية كاذبة .
ومن هنا نحن نجد هذه الطبيعة الغريبة عند الناس حتى في قضايا الاجتماعية المعاصرة فحينما نشاهد فلماً في التلفاز نجد أننا نقع بصورة كبيرة تحت تأثير الممثلين في الفلم نجد حتى أن الدموع تجرى على خدّنا من دون شعور بل أحياناً تتكون بيننا وبين الممثلين في الفلم محبة شديدة مع أننا نعلم بأن قصة الفلم كلها مكذوبة ومصنوعة وموضوعة و أن البطل الموجود في الفلم ما هو إلا بطل وهمي ومصنوع ومكذوب والغريب أنه قد يكون بجوار منزلنا بطل حقيقي وواقعي لا نحمل له أي محبة كل ذلك يعود لاجل أن الانسان يميل الى الوهميات والموضوعات وينفر من الحقائق لان الحق له مرارة .
ومن هنا اتذكّر حينما كنت وهابياً كان لي علاقة غريبة وميل عجيب في ما ورد من الاحاديث في فضائل ابي بكر وعمر وعثمان وكنت انفر من الاحاديث الواردة في فضل علي(ع) وذلك يعود الى ميل الانسان الغرييب نحو البطل الوهمي ونفرته من البطل الحقيقي ومن هنا نجد أن الله بعث مائة و أربعة وعشرين نبياً من أجل أن يعبدوا الالهه الحقيقي وكان الانسان يصر على عبادة الالهه الوهمية ومن هنا فليس غريب أن يميل الوهابية الى الخلفاء الثلاثة لانهم صناعة أموية وتنفر الوهابية عن علي (ع) لانه صناعة نبوية وفي الحقيقة أن الدولة الاموية كانت لها عبقرية سياسية لانها استفادت من ميل الانسان نحو الاوهام والموضوعات والمصنوعات ونفرته من الحقائق وقامت الدولة الاموية باستبدال الامام علي(ع) بالخلفاء الثلاثة ... واستبدال عائشة بفاطمة ... وهكذا اصبحت بنت الخليفة الاول هي البديل عن بنت النبي واصبح الخليفة الاول هو البديل عن وصي النبي وتم استبدال الامام الحسين (ع) بابن الخليفة الثاني عبدالله بن عمر لانه بايع ليزيد في حين رفض الحسين (ع) أن يبايع يزيد و اقول كما قال الامام محمد عبده مفتي الديار المصرية ( لعن الله ساس يسوس سائسا مسوساً ولعن الله حرف السين وكل كلمة تبدأ بالسين وفي وسطها سين وتنتهي بالسين ) .
وبعد أن قامت باستبدال الشخصيات وتلاعبت بالاحاديث النبوية وصنعت مذهباً جديداً سمى فيما بعد بمذهب أهل السنة والجماعة استخدمت هذا المذهب كحربة في محاربة الدين الذي بعث لاجله رسول الله (ص) وسلطت المذهب المصنوع والوهمي على المذهب الحقيقي الواقعي كما قدمت الشخصية الوهمية المصنوعة الاموية على الشخصية الحقيقة النبوية وهكذا يصنع حكام هذا العصر فقام حكام هذا العصر باستبدال سيد قطب بغيره من الشخصيات المصنوعة كما قام حكام ذلك العصر باستبدال الامام علي(ع) بأبي بكر وعمر وعثمان والتاريخ يعيد نفسه ولكن أكثر الناس لا يعقلون .
الاستاذ إحسان علي خاني : سماحة الدكتور ماهي أشد كلمة قلتها ضد الامام علي(ع) حينما كنت من خصومه ؟
العلامة العماد : كنت أقول كان رجلاً مغروراً متكبراً متعجرفاً يحسب أنه لايصلح للاخلافة غيره وينظر الى غيره باستحقار ويرى بأنه هو وحده فقط الذي يحق له أن ينوب عن رسول الله (ص) .

خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

Re: حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 2

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 2

الاستاذ إحسان علي خاني : كنت تتحدث عن الامام علي(ع) بهذه الصورة ؟ !!
العلامة العماد : نعم
الاستاذ إحسان علي خاني : أنت متأكد من كلامك .
سماحة العلامة العماد : لقد كان الامام علي(ع) الهم الأكبر له هو الحصول على القدرة حتى ولو أدّى ذلك الى تعريض حياة بنت رسول الله لخطر كبير فحب الرئاسة والزعامة احبّ إليه من حياة فاطمة لانه رضي ولم يكن الهجوم على بيت فاطمة من قبل أبي بكر وعمر بل المهم عنده أن يصل الى القدرة والزعامة حتى ولو قتلت بنت محمد – ص- هذه هي الصورة التي تعلمتها من كتب الوهابية وبالذات من كتاب منهاج السنة لابن تيمية .
أستاذ علي خاني : هكذا بهذه الشفافية والوضوح .
سماحة العلامة العماد : نعم بتلك الصورة .
ولكنني بعد زمن طويل وبعد تحقيق وبحث اكتشفت حقيقة من خلال قرأتي وتتبعي لكتب التاريخ وهذه الحقيقة التاريخية تبين بأن كل الانقلابات التي قامت على مدار التاريخ القديم والحديث .
على سبيل المثال نحن نجد في هذا العصر أنه حين قام الانقلابيون في روسيا في سنة 1917م قاموا منذ اللحظة الاولى بضرب بيت حاكم روسيا واتجهوا الى منزل الحاكم الفعلي لروسيا لانهم يعلمون بأنه قائد روسيا وهكذا في الانقلابات القديمة والحديثة في كل البلدان في الساعات الاولى وجدنا الانقلابيون يهاجمون بيت حاكم تلك البلدان وفي هذا العصر حينما قام الانقلابيون في اليمن في سنة 1962 ضربوا منذ الساعة الاولى منزل حاكم اليمن محمد البدر وهكذا نجد تم ذلك من قبل الانقلابيين المصريين في مصر في سنة 1952 حيث تم مهاجمة بيت حاكم مصر الملك فاروق ...
الاستاذ علي خاني : لم تعد معي في الحديث بل اجدك خرجت عن موضوع الحوار .
سماحة العلامة العماد : بل أنا معك ولم أخرج عن موضوع الحوار ... عفواً عفواً أنا أريد أن أصل إلى حقيقة في منتهى الأهمية وهي حقيقة أن أي انقلاب عسكري يقوم على مدار التاريخ كان يهاجم بيت حاكم البلد الفعلي .
وهكذا نجد أن الانقلابيين بعد موت رسول الله(ص) وفي الساعات الاولى من وفاته هجموا وحملوا على بيت الإمام علي(ع) .
لقد كان سؤالاً يخطر على بالي و أنا بين الوهابية وبين التشيع وهو لماذا حمل ابو بكر وعمر على بيت الإمام علي(ع) وهو ابن عم النبي ولم يحمل على بيت العباس وهو عم النبي لماذا لم تتم الحملة على أي بيت من بيوت الصحابة أو بيوت أهل البيت وهي مئات البيوت وتم المهاجمة على بيت واحد وهو البيت الذي يسكن فيه الإمام علي(ع) ؟
ثم تبين لي الجواب لأن أبا بكر وعمر يعلمان بأن الحاكم الفعلي للمسلمين بعد وفاة رسول الله (ص) هو الإمام علي(ع) وقد بايعاه - قبلاً - في يوم غدير خمّ وعلما بأنهما اغتصبا حقه وكانا على يقين بأن الخلافة والزعامة والإمامة بعد الرسول - ص- هي لعلي بنص النبي .
في الحقيقة أن تخصيص بيت الإمام علي بالهجوم من بين بقيت بيوت الصحابة وبيوت أهل البيت كان سؤالاً مهماً بالنسبة لي .
الاستاذ علي خاني : جيد ولكن هنالك سؤال أريد أن أطرحه .
أنت كنت من أهل اليمن وماتزال من أهل اليمن أليس كذلك ؟ هل أنت تستطيع أن ترجع إلى اليمن وهل مازالت لك سفريات إلى اليمن وحتماً لابد أن ترجع في الاخير إلى اليمن وأنت كنت مسلماً وعلى أقل تقدير كنت في دائرة الإسلام الواسعة ولكن في إطار الفرقة الوهابية ومادامت الفرقة الوهابيية في الدائرة الإسلامية فذلك يعني أنك سمعت وقرأت في المصادر التي قرأتها في جامعة الإمام محمد بن سعود في قسم الحديث عن فضائل وكرامات ومقامات ومنزلة الإمام علي (ع) لأن رسول الله (ص) طالما ذكر الإمام علي وهكذا الم تسمع في تلك الجامعة عن فضائل وعظمة شخصية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وهكذا هل سمعت عن الحسنين ... لم تسمع ما قاله النبي في غدير خم في الإمام علي لم تسمع تلك الأحاديث التي وردت عن النبي في فضائل علي (ع) والتي نقلها حتى العلماء الذين قرأت كتبهم يوم كنت وهابياً ومهما تعرضت كل تلك الأحاديث للتحريف و المؤامرة ولكن لا يمكن أن تضيع كلها ... أنت قرأت وسمعت كل احاديث النبي في علي (ع) فكيف غفلت عنها كلها وأصبحت من خصوم الإمام علي(ع) حتى كتبت كتابا في مطاعنه ومثالبه واتهمته بتهم هو بريء منها ؟
العلامة العماد : في الحقيقة أنه بعد أن حدثت مأساة الإسلام المتمثلة في الهجوم الظالم على بيت الإمام علي(ع) وبيت فاطمة الزهراء من قبل أبي بكر وعمر وبعد وفاة رسول الله مباشرة وهكذا بعد أن تم تسميم الحسن من قبل معاوية وقتل الإمام الحسين بيد يزيد بن معاوية وحدثت مأساة الإسلام الكبرى في كربلاء في يوم عاشوراء الذي تم فيها ارتكب مجزرة في حق أهل البيت النبوي بعد كل تلك الجرائم في حق أهل البيت من مأساة علي وفاطمة إلى مأساة الحسين في كربلاء بعد كل ذلك تحولت أحاديث النبي التي في الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين والتي نقلت وجمعت في كتب أهل السنة والوهابية إلى مجرّد مقبرة لتلك الأحاديث يعني تم دفن احاديث النبي في علي في مقبرة كتب الحديث عند أهل السنة ومقبرة كتب الحديث عند الوهابية ويمكن أن اصور لك هذه الصورة الموجودة في ذهني عن أحاديث النبي في علي في كتب الوهابية و أهل السنة بهذه الصورة الحسية والملموسة والمحسوسة وهي أن الفضائل التي قالها النبي في علي و دوّنت في كتب أهل السنة والوهابية و أصبحت مثل العرائس المصنوعة من الشمع التي توضع للزينة في بعض البيوت وفي غرف الضيافة تلك العرائس الشمعة التي تصنع من خلال تذويب الشمع في قالب حديدي على شكل وقالب عروسة وبعد أن ينجمد الشمع المذاب في القالب يتم إخراج العروس الشمعة فتوضع في غرفة الضيافة لمجرّد الزينة وبهذه الصورة يتم صناعة والعرائس الشمعية .
في الحقيقي أن فضائل الإمام علي (ع) في كتب الوهابية و أهل السنة - حسب تصوري - تحوّلت إلى مجرد عرائس شمعية ميتة ليس فيها روح بسبب مأساة الإسلام يوم الهجوم من أبي بكر وعمر على بيت علي وفاطمة وبسبب مأساة الإسلام الكبرى يوم عاشوراء وفي أر ض كربلاء أعني لقد تحولت فضائل الإمام (ع) إلى مجرّد أحاديث يزين بها كتب الحديث السنة والوهابية كما أن العرائس الشمعية لا تستفاد إلا لاجل تزيين غرف الضيافة ومن هنا لا نجد أن أهل السنة والوهابية عملوا وطبقوا مضامين ومحتويات احاديث النبي في علي التي دوّنها ونقلوها في كتب الحديث عندهم . وحين انتقلت من الوهابية إلى الاثني عشرية إذا يتلك العرائس الشمعية الميتة التي زينة لغرف الضيافة تنفع فيها روح الحياة و اذا بهذه العرائس الشمعية الميتة تتحول الى عرائس حقيقية وحية فتخرج من غرفة الضيافة الى قلب المجتمع وعمق الحياة لتعيش بين الناس ... في الحقيقة أنني حينما تشيعت شعرت و احسست بأن أحاديث النبي في الإمام علي (ع) ولدت من جديد يعني بعد أن تركت الوهابية نفس تلك الأحاديث التي قالها النبي (ص) في علي (ع) - ولكنها فقدت الحياة - يوم مأساة الإسلام الكبرى يوم عاشوراء وماتت وعادت من جديد و انبعثت من قبور كتب الحديث عند أهل السنة والوهابية و بدأت حياة طيبة جديدة ... في الحقيقة هذا كان إحساسي الداخلي وهذا ماكان يدور في وجداني وشعوري .
لقد دُفنت أحاديث النبي في الامام علي في مقبرة كتب أهل الحديث عند أهل السنة والوهابية .. دُفنت في تلك الكتب التي كنا نقرأها في كلية أصول الدين - قسم الحديث - في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض ... دُفنت بعد أن فقدت الحياة ثم انبعثت من القبور يوم تركت التسنن واتبعت التشييع .
على سبيل المثال لقد كنا نقرأ بأن فاطمة بنت أسد ولدت الإمام علي (ع) في الكعبة فهو مولود الكعبة كنا نقول أن أمَّ الإمام علي(ع) نجَّست الكعبة فكيف تكون النجاسة من الفضيلة ... وكنا نقرأ بأن الرسول (ص) قال في علي ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ولكن هذه المنزلة الهارونية وهذا الحديث العظيم مات في نفس اليوم الذي تم فيه الهجوم والاعتداء على الزهراء من قبل الشيخين وفي نفس الذي اغتصبت الخلافة من الإمام علي(ع) لقد وضعت احاديث النبي في علي في سجن مظلم وكم تلقت تلك الاحاديث من ضربات وطعنات بخنجر المعتدين ... وكم من القرون كانت احاديث النبي (ص) في الإمام علي(ع) تحت تعذيب و توهين الجلادين وكم لقيت من الطعنات سواء من حيث الاسانيد أو من حيث البحث الدلالي المضموني .
استاذ علي خاني : كنت في جامعة ...
سماحة العلامة العماد : جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض .
استاذ علي خاني : نعم في تلك الجامعة التي تربي خصوماً للامام علي (ع) .. وأنت قرأت حديث المنزلة في تلك الجامعة .
العلامة العماد : نعم
احسان علي خاني : يعني قرأت بأن منزلة علي من النبي كمنزلة هارون من موسى ... أنت متأكد أنك قرأت ذلك الحديث ؟ !!
العلامة العماد : نعم قرأته .
احسان علي خاني : ثم بعد ذلك كنت تشك في حديث المنزلة ؟
العلامة العماد : المشكلة الكبرى تكمن بأنه في طوال أربعة عشر قرناً واجهت أحاديث النبي (ص) في علي (ع) محنة كبرى من التحريفات والتأويلات والتلاعب في اسانيدها وفي محتوياتها ومتونها حتى أصبحت كلمات النبي (ص) في علي لا تؤثر في نفوسنا ابداً وهكذا الظلم الشديد الذي حل بالإمام علي (ع) والشائعات والتهم الكثيرة ضده التي انتشرت في كل البلدان جعلنا لا نتفاعل و لا نتأثر بكلام النبي في علي حتى ولو وجدت هذه الاحاديث النبوية في علي في الكتب المقدسة عندنا لان صورة الإمام علي(ع) بلغت إلى حدٍ كبير من التشويه حتى صرّنا لا نهتم لا في حديث المنزلة ولا في حديث الثقلين و لا في كل ما قاله النبي (ص) في الإمام علي(ع) ... في الواقع أن كل ذلك من آثار الدولة الاموية على عقيدتنا الوهابية .
استاذ احسان علي خاني : لدي سؤال هل طبع لك كتاب ؟ !!
العلامة العماد : لدي مؤلفات كثيرة مخطوطة ومطبوعة منها كتابي ( رحلتي من الوهابية الى الاثني عشرية ) وهكذا كتاب باسم ( المنهج الصحيح في عرض غيبة الامام الثاني عشر على الوهابية ) وكتاب ( الشيخ محمد عبد الوهاب نقد من الداخل ) وكتاب ( المنهج الصحيح في الحوار مع الوهابيين ) وكتاب ( القرن الواحد والعشرين .. قرن التشيع ) وكتاب ( الزلزال ) الذي هو عبارة عن مناظرة مع الشيخ عثمان الخميس و ...
الاستاذ إحسان خاني : لا لا أنا لا أقصد كتبك بعد أن انتقلت من الوهابية الى الاثني عشرية بل أنا اقصد هل كتبت كتابا ضد الامام علي (ع) حينما معاديا له ؟
العلامة العماد : نعم
إحسان علي خاني : ماهو مصير ذلك الكتاب ؟
العلامة العماد : كان اسمه ( الصلة بين الاثني عشرية وفرق الغلاة ) وفي الحقيقة أن كتابي ينقسم الى قسمين .. القسم الاول من الكتاب خلطت فيه - للاسف - بين الاثني عشرية المحقة وبين الفرق الغالية الضالية والقسم الثاني تناولت فيه - للاسف - مطاعن ومثالب الامام علي (ع) التي
تعلمنا ها من كتاب منهاج السنة لابن تيمية .
إحسان خاني : كيف نظرتك الى ذلك الكتاب الآن ؟
العلامة العماد : في الحقيقة أنني استغفر الله - تعالى - دائماً لأنني ظلمت الإمام علي (ع) وظلمت شيعته ... و إن كنت في الحقيقة بسبب ابن تيمية لا أعرف الإمام علي (ع) كما رسمه النبي .
استاذ احسان خاني : هل في منزلك ذلك الكتاب ؟
العلامة العماد : نعم كان عندي أصل الكتاب .
استاذ احسان علي خاني : ماهو احساسك وشعورك حينما تتذكر بانك كتبت كتابا تحاملت فيه على الامام علي (ع) ؟
استاذ احسان خاني : في الواقع حينما اتذكر تحاملي على الامام علي(ع) يحدث في نفسي احساسان متضادان الاحساس الاول يتمثل بالشعور بالخجل الشديد امام الامام علي (ع) والاحساس الثاني هو الشعور بالفرحة والسرور لان الله - تعالى - استنقذني ونجّاني من خصومة الامام علي (ع) .
استاذ احسان علي خاني : و الآن نريد أن نتحدث عن مرحلة الإسنقاذ والنجاة ... ما الذي حدث و ماذا جرى حتى أن عزيزنا الدكتور عصام الذي كان من اعداء الامام علي (ع) ..ولو كنت عرفتك حينما كنت خصما للامام علي(ع) لما قلت أنك عزيزنا .. ولكن الآن اقول لك عزيزنا ونرفعك على رؤوسنا و الآن اقول لك بأنك نور عيوننا ولكنك كنت في يوم من الايام تؤذي عزيز قلوبنا في هذه الدنيا اما الآن فأنت صديقنا ... ما الذي جرى وماذا حدث حتى تغيرت نظرتك نحو الإمام علي(ع) ... ؟ وكما تقول حينما تتذكر تحاملك على الإمام علي(ع) يحدث في نفسك احساساً ... احساس السعادة من النجاة من خصومة الامام علي (ع) ... ماهو الحدث وما هو السبب الذي غيرك لا سيما وانت كما يعرف الكل كنت تتهجم وتطعن في الامام علي(ع) على منبر الجمعة و في محاضراتك في الجامعات وفي مقالاتك في المجلات بل كتبت ضده كتابا فكيف تحولت خصومك للامام علي (ع) الى محبة و مودة له ... ماذا حدث ؟!!

خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 3

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 3

العلامة العماد : في الحقيقة أنني عرفت أحاديث النبي في علي بعد أن عرفت مظلومية الامام علي (ع) و أنت لو بحثت عن كل الذين انتقلوا من التسنن الى التشيع أو من الوهابية الى التشيع فأنهم في البداية يدركون مظلومية أهل البيت ثم بعد ذلك يتأملون في حديث النبي في أهل البيت لأن الادلة الكثيرة و الاحاديث النبوية العديدة في فضائل الامام علي(ع) قد دفنُت تحت المئات من المطاعن والتحريفات والتأويلات ضد ما قاله النبي (ص) في علي (ع) ... ومن هنا يغفل الانسان عن دليل حديث الثقلين وعن دليل حديث المنزلة وعن دليل حديث الاثنى عشر ولكن حينما يدرك مظلومية الامام علي(ع) أو مظلومية فاطمة الزهراء أو مظلومية الامام الحسين ثم يصل الى مظلومية علي الى مظلومية احاديث النبي في علي فيرجع الى هذه الاحاديث من جديد ... فالمظلوميه للامام علي(ع) كانت مقدمة الى معرفتي لحقانية علي (ع) من خلال كلام النبي في علي .. . وهذا هو السبب الذي جعل الامام الباقر والامام الصادق والامام الكاظم وكل أئمة أهل البيت يصرون على ضرورية طرح مظلومية الحسين في عاشوراء ... لانهم مكلفون من الله ومن رسوله بأن يبلّغوا الناس بولاية الامام في غدير خم لان الله امر بذلك { ياأيها الرسول بلغ ما نزل اليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته } ... وعلم الأئمة أن ابلاغ الناس لاحاديث النبي في علي اصبح من الصعوبة لاسيما بعد أن دُفنت الاحاديث واصبحت كالعرائس الشمعية الميتة وكانت الوسيلة الوحيدة عند أئمة أهل البيت من أجل احياء حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث الاثني عشر وكل احاديث النبي (ص) في علي (ع) وهكذا لاجل ابلاغ آية الولاية وغير ... وهو طرح المظلومية لتنسف الركام الأموي حول الغدير ثم الوصول من خلال مظلومية الامام الحسين الى مظلومية الامام علي(ع) ثم بعد ذلك يصل الباحث الى الاحاديث النبوية في علي (ع) ... لان أئمة أهل البيت من خلال طرح المظلومية دغدغوا وجدان المسلمين ثم ينتقل الانسان من وجدانه الى عقله .
و من هنا نجد أن سياسة الدولة الأموية كانت تأمر بالاحتفال يوم عاشوراء ثم افتي بعض أهل السنة - مثل أبي حامد الغزالي - بحرمة ذكر ما جرى للإمام الحسين في عاشوراء لأنهم على علم أن معرفة مظلومية الإمام الحسين هي مقدمة ضرورية لمعرفة مظلومية فاطمة الزهراء ولمعرفة مظلومية الإمام علي (ع) وبالتالي مقدمة للانتقال من التسنن الذي حرّم ذكر مظلومية أهل البيت الى التشيع الذي أهتم بتعريف الناس بمظلومية الإمام علي(ع) وبمظلومية فاطمة الزهراء ومظلومية الإمام الحسين ... وفي الحقيقة أنني كنت أجد في عبارات الإمام الباقر والصادق شدة في الإصرار على بيان مظلومية الإمام الحسين الى أن وجد كم هائل من الفتاوي من قبل كبار أهل السنة التي تحرّم ذكر ما جرى للحسين في كربلاء ... فكان الإمام الصادق يواجه المشروع الأموي الذي يؤيده مجموعة من سلف أهل السنة والذي مازال أثره الى الآن حيث أن بعض المجتمعات الإسلامية الى اليوم لا تعرف بحادثة كربلاء بل تحتفل في يوم عاشوراء كما أن الدولة الأموية مع أنصارها من علماء أهل السنة وعلماء الوهابية على علم كبير بأن بيان مظلومية أهل البيت هي مقدمة هامة وضرورية لمعرفة احاديث النبي (ص) في الإمام علي(ع) ... ولمعرفة حديث الثقلين بصيغة كتاب الله و أهل بيتي وهذا نفس ما حدث لي فقد انتقلت من مظلومية الإمام علي (ع) الى البحث في ما قاله النبي (ص) في الإمام علي (ع) ولولا أني عرفت مظلومية الإمام علي (ع) لما امكن لي أن التفت الى احاديث النبي في علي (ع) التي دُفنت و أصبحت مقبورة في كتب الوهابية و أهل السنة فكان معرفتي لمظلومية الإمام علي(ع) هي الروح التي اعادت الحياة لكلمات النبي في الإمام وهذا هو السر في تأكيد الامام الباقر والصادق على احياء مظلومية الحسين و احياء مراسم عاشوراء ومن هنا نجد أن كل الذين تشيعوا كانت المظلومية لأهل البيت هي التي قادتهم الى البحث في أقوال النبي في أهل البيت . .. وفي الحقيقة أنني حينما كنت في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية رأيت في المكتبات التجارية كتباً في الردَّ على كتاب ( العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ) للامام ابن عقيل الحضرمي الشافعي ... وفي الحقيقة أن هذا الكتاب قد أثار ضجة في السعودية لانه كتب هذا الكتاب في الدفاع عن الامام علي(ع) ضد هجوم بعض أهل السنة المتعصبين وضد مطاعن الوهابية في الامام علي ... وكاتب الكتاب من كبار علماء الشافعية في العالم الاسلا مي في الحقيقة أنني طلعت في البداية على الردود التي كتبت في الردَّ على الكتاب من قبل الوهابيين ثم حصلت - بعد ذلك - على نفس الكتاب في المكتبة العامة لانه محرم بيع الكتاب في المكتبات التجارية ... بعد أن وجدت تحديد مكان الكتاب من خلال صناديق البحث عن الكتب و حددت مكانه و رقمه وذهبت ولم اجده في مكانه ثم وجدته في مكان آخر في قسم خصصوه لكتب أهل الضلال و رأيت في ذلك المكان لوحة كبيرة كتب عليها ننصح الجميع من عدم مطالعة كتب الضلال ومن هنا فقد حرَّم علماء الوهابية قرأة كتاب ( العتب الجميل ) لانه بيَّن مظلومية الامام علي تماما كما حرَّموا ذكر ما حدث في كربلاء لانها بينت مظلومية الامام الحسين .
وهم على علم اذا عرف الناس مظلومية الامام علي (ع) والامام الحسين سوف ينتقلون من التسنن الى التشيع لان التسنن هو مشروع الدولة الاموية .
ولكن حينما علم مسؤول المكتبة باني من المحققين المتخصصين في علم الحديث تصدوا للشيعة اذن لي بقرأة الكتاب ( العتب الجميل) .. وبعد أن بينت له بانني أطلعت على الرد على هذا الكتاب و أريد الآن ارجع الى أصل الكتاب .. نعم لقد نصحني بعدم قرأة الكتاب الذي بين مظلومة الامام علي(ع) و رأى بأنه حتى كبار العلماء على خطر عظيم حين يقرؤ كتب الضلال ... وهكذا أصبحت الكتب التي تكشف مظلومة أهل البيت من قبل الدولة الاموية وعاظ السلاطين من كتب الضلال .. وهكذا بعد صعوبة تمكنت من قراءة كتاب (العتب الجميل) .. وبعد أن قرأت الكتاب شعرت بأن الكاتب يشرح ويبين الظلم الذي صدر مني في حق الامام علي (ع) لانني كنت من المشاركين في ظلمة ... في الحقيقة أن ابن عقيل في ( العتب الجميل ) قد خاطب وجداني ونفذ الى قلبي لانه حقق طلب الامام جعفر الصادق في التركيز على بيان مظلومة أهل البيت لان الكتاب رسم وجسَّم لي شناعة الظلم الذي ارتكبته في حق الامام علي (ع) وبين أن هذا الظلم مارسه كبار أهل السنة في القرون الثلاثة الاولى في الاسلام وما بعدها ... وبعد أن كررت قرأت الكتاب مرة بعد مرة خطر في بالي سؤال لماذا نحن لاكثر من أربعة عشر قرناً دافعنا عن الصحابة اجمعين اكتعين وابتعين من الصحابة المهاجرين السابقين الاولين الى الصحابة الطلقاء ولكن حينما كتب ابن عقيل الشافعي كتاباً في الدفاع عن الامام علي حرّم علماء السعودية قرأت هذا الكتاب مع أن الامام علي يعد من أهل البيت ومن الصحابة على السواء .. لانه كان غريبا ومازال كذلك ان يكتب كتابا في الدفاع عن علي (ع) لان الاصل هو الطعن في علي(ع) كما تعلمنا ذلك في كتاب منهاج السنة ومن هنا لم يحدث ان حرّم أهل السنة او الوهابية قراءة كتاب لانه يطعن في الامام علي(ع) في حين انهم يحرموا أي كتاب يرفع علم الدفاع عن أهل البيت و كنت اسأل لماذا في كل خلاف بين الامام علي (ع) مع احد من الصحابة حتى مع طليق من طلقاء الصحابة كنا دائماً - و مازلنا- نخطّأ الإمام علي(ع) ولم نعط الإمام علي (ع) الحق ولو مرة واحدة ... لماذا حين نقل الإمام علي عاصمة الإسلام من المدينة إلى الكوفة تحاملنا عليه ولم نفكر أنه صنع ذلك على أساس سليم لأنه صاحب عقل سليم و رأي حكيم على أقل التقارير هو رجل عاقل ولابد أن عند دليل على تغيير عاصمة الإسلام ... حتى لو شككنا في أسانيد أو في محتويات ومضامين ما قاله النبي (ص) في علي (ع) فنحن لأنشك في أن الإمام كان رجلاً صاحب عقل سليم ... لماذا أسأنا الظن بالإمام علي (ع) حينما لم يستمع نصيحة المغيرة بن شعبة بأن لا يعزل معاوية عن الشام الا بعد أن يتمكن من السيطرة على البلدان الإسلامية ... هل أصبح المغيرة بن شعبة أحكم و أعقل و أفضل من الإمام علي !!! لماذا لا نحتمل بأن علياً(ع) حينما خالف نصيحة المغيرة في عدم عزل معاوية إنما صنع ذلك لانه لا يستطيع أن يبقي معاوية لأنه سوف يتهم من قاعدة عريضة في المجتمع بتهم خطيرة حيث أن الجميع على علم بأن الإمام علي (ع) كان مخالفاً لعثمان بن عفان لأنه وسّع من دائرة ولاية معاوية و سلّم له بلدان كبيرة وشاسعة لم تكن في يده من قبل بل كانت دائرة ولاية معاوية محدودة .. و إذا سمع الناس بأنه ابقي معاوية سوف يتهمونه بأنه إنما خالف عثمان لاجل أن يصل إلى السلطة من بعده وحينما يصل إلى السلطة سوف يسير بسيرة عثمان بن عفان ... لماذا انتشرت بيننا ثقافة الظلم للإمام علي(ع) وسواء الظن بكل أعماله وحين رفض أن يبايع أبابكر اتهمناه بحب السلطة وحين و رفض سيرة أبي بكر وعمر اتهمناه بالحسد لهما ... وهكذا انتشرت في البيئة التي عشناها ثقافة سواء الظن بالأمام علي (ع) وحسن الظن بالمغيرة بن شعبة وبمعاوية و بمروان بن الحكم وبالوليد بن عقبة وبعمرو بن العاص ... وفي الحقيقة أنني بعد أن قرأت كتاب ( العتب الجميل على الجرح والتعديل ) استيقنت بأننا من أهل السنة والوهابية قد ظلمنا الإمام علي(ع) في القديم والعصر الحديث وهكذا انتقلت من مرحلة الخصومة للإمام علي(ع) إلى مرحلة معرفة مظلومة الإمام علي ... وفي الحقيقة أن كتاب ( العتب الجميل ) من أحسن الكتب التي تبين مظلومة الامام علي عند أهل السنة و عند الوهابية ولهذا حورب الكتاب مع أنه لم يطعن في أحد من أصحاب رسول الله (ص) لأن ابن عقيل كان امام الشافعية في عصره .
بعد أن قرأت كتاب ( التعب الجميل ) و اكتشفت مظلومة الإمام علي (ع) انتقلت الى البحث عن موضوع جديد وهو البحث عن حقانية الإمام علي ... واتجهت لدراسة جديدة للاحاديث التي وردت عن النبي(ص) في بيان مقام شخصية الإمام علي ... وحين بحثت عن احاديث النبي في علي التي هي موجودة في كتب الحديث عند أهل السنة و عند الوهابية لكن بعد أن نقضت مظلومة الامام علي ما وضعه أهل السنة والوهابية من حواجز وموانع كانت عالقة في ذهني قبل أن كشفت مظلومة الامام علي لان المظلومة للامام علي بينت لي المؤمرة الكبرى ضد الامام علي التي قامت بها الدولة الأموية مع مذهب أهل السنة .
ومن هنا فقد ولدتْ كلما ت النبي في علي من جديد وفهمتها فهما مخالفاً لفهمها حينما كنت وهابياً ... لقد هالني كثرة احاديث النبي في الامام علي كما هي موجودة ومتبورة في كتب أهل السنة والوهابية ... و رأيت النبي(ص) كان يؤكد كثيراً وطالما كان يحدث الصحابة بصورة دائمة ومستمرة عن مقامات وفضائل الامام علي ... في كلَّ مناسبة وفي كلَّ لحظة كان يرسم لهم صورة الامام علي ... و إصرار رسول الله (ص) على توضيح وتبيين فضاءل الامام علي كان يثير في نفسي العجب لاننا نحن كوهابيين في وادٍ آخر النبي اهتم اهتماماً عجيباً في بيان مقام الامام علي بصورة كثيرة ومتعددة بحيث أنني أصبحت أشعر في وجداني بأن وجدان وقلب رسول الله (ص) كان مليئاً بحب الامام علي ... و لا يمكن لي أن أصور و أجسّم صورة الامام علي كما كانت في قلب النبي لقد جذبني تنوع عبارات النبي في وصف ورسم صورة الامام علي وبيان مقامه وفضله ولو أحصينا كل ما قاله النبي في علي لعرفنا عمق وعظمة محبة ومودة النبي لعلي ... بعد قضية التوحيد والنبوة كانت قضية الامام علي هي التي شغلت النبي ... وهكذا نقلني النبي (ص) من مرحلة معرفة مظلومة الامام الى مرحلة المحبة والمودة للامام علي ...
فالرسول (ص) نقل بعباراته البليغة والفصيحة في بيان فضيلة الامام علي محبته العظيمة لعلي الي قلبي ... حينئذ ادركت لماذا وجدت تلك المحبة للشيعة للامام علي وضحوا بكل غال ونفيس على مدار مئات السنين لاجل علي(ع) لان الشيعة تعلّموا محبة علي(ع) من النبي (ص) فالرسول (ص) هو أول المحبين و المودين لعلي(ع) لقد كان الرسول(ص) يبرز محبته لعلي وهي المحبة لعلي التي غرسها الله في قلب النبي(ص) ثم غرسها النبي(ص) في قلب شيعة علي ... لقد بين النبي (ص) مقام علي عنده وعند الله منذ اليوم الاول الذي بلّغ فيه نبوته بين فيه - ايضاً - مقام الامام علي حين نزلت الآية الكريمة { وأنذر عشيرتك الأقربين } في هذا اليوم أعلن النبي نبوته كما أعلن النبي إمامة الامام علي ... وبدأت أنظر إلى المؤامرة الأموية ماثلة امامي وهي تقدم الخلفاء الثلاثة على علي(ع) ثم يفي وعاظ السلاطين بأن الثلاثة أفضل من علي ثم يتوارث البسطاء من أهل السنة ويحسبون بسبب سذاجتهم بأن تقديم الثلاثة هي عقيدة أهل السنة والجماعة ويغيب عنهم أنها عقيدة الدولة الأموية وعقيدة وعاظ تلك الدولة ... وبدأت أتساءل لماذا تصر كتب العقيد عند الوهابية على تأخير علي(ع) على الثلاثة في حين أن النبي أصرّ على تقديمه على الثلاثة وعلى غيرهم من الصحابة ومن أهل البيت ولكن هذا عمل السياسة وقاتل الله - تعالى - السياسة - ... وإذا كنا نعترف ونصرح بأن أكثر من ورد في شأنه من الفضائل عن النبي(ص) هو علي(ع) كما صرّح بذلك كبار أهل السنة فلماذا الإصرار على تأخير من قدمه الله و رسوله وتقديم من آخرهم الله ورسوله في الحقيقة أن تأملي في أحاديث النبي(ص) في علي(ع) ... وهي أحاديث نقلها السنة والوهابية جعلني اتردد في حقانية التسنن ... وبدأت حينئذ مرحلة البحث عن التشيع ولكن بحثي عن التشيع هذه المرة كان بطريقة أخرى كما أن بحثي عن كلام النبي في علي كان بطريقة آخر فكما أن بحثي عن كلام النبي في علي لم يكن على نمط الوهابية و أهل السنة كذلك بحثي عن الشيعة لم يكن على نمط بحوث الوهابية و أهل السنة عن الشيعة لأنهم إذا كانوا لم يدركوا كلمات النبي(ص) في علي (ص) فلا يمكن أن يفهموا حقيقة شيعة الإمام علي (ع) ... وهل يستطيع الذي جهل مقام الإمام علي وطعن فيه أن يدرك حقيقة شيعة الإمام علي ... كما أن الذي لا يتورع من الطعن في الإمام علي من الطبيعي أن لا يتورع من الطعن في شيعة علي لاسيما أنه كما أصبح الطعن في الإمام علي من عقائد هم .
استاذ احسان علي خاني : كيف نزلت محبة الإمام علي إلى قلبك ؟
العلامة العماد : نزلت محبة الإمام علي إلى قلبي من خلال التأمل في أحاديث النبي(ص) في علي ... فالنبي هو الذي دعاني إلى المحبة والتشيع للإمام علي كما ذكرت لكَ ذلك ... وفي الواقع هنالك مثل يمني يقول بأنه لا محبة إلا بعد العداوة ... ولو تأمل الوهابية وأهل السنة في ما قاله النبي (ص) في علي وابتعدوا عن كتب شرّاح الحديث وكتب العقيدة ونظروا إلى كلام النبي لأصبحوا من المحبين المتشيعين لعلي(ع) لاسيما و أنني أعدّ من المتخصصين في الحديث النبوي لأنني درست ذلك في قسم الحديث في كلية أصول الدين التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود .
الإستاذ احسان علي خاني : إذن أنت انتقلت من مرحلة خصومة الإمام علي إلى مرحلة محبة ومودة و عشق الإمام علي .

خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 4

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 4

العلامة العماد : لا لا .. بل أنا في البداية انتقلت من مرحلة خصومة الإمام علي إلى مرحلة معرفة مظلومة الإمام علي ثم من معرفة مظلومة الإمام علي انتقلت إلى محبة وعشق و مودة الإمام علي (ع) ...
وكما قلت بعد أن عرفت مظلومة الإمام علي من خلال كتاب ( العتب الجميل ) ومن خلال التأمل في نفسي فأنا كنت من الظالمين للإمام علي ومن خلال دراسة رسائل الماجستير والدكتوراه التي كتبت ضد الإمام علي في السعودية واليمن وغيرهما استيقنت بمظلومة الإمام علي ... ثم بعد البحث عن تعداد أحاديث النبي(ص) في علي ومن خلال ما درسنه في الجامعة الوهابية عرفت بأن جزء كبير من حياة النبي بذله في بيان مقام و إمامة الإمام علي لقد هالتني كثرت وجمال وبلاغة النبي (ص) في وصف علي وما فيه هذه الأحاديث من مقامات عالية لعلي (ع) ... وحتى نعرف مدى إصرار النبي في بيان فضيلة و إمامة الإمام علي أنه ذكر الإمام علي وهو على فراش الموت .. فكانت قضية الإمام علي مسيطرة على النبي(ص) حتى وهو يودع الحياة كان حريصاً أن يعرف الكل من هو علي ... ومن هنا فقد طلب من الصحابة وهو على فراش الموت أن يأتوا له بقلم وورقة ليكتب لهم حديث الثقلين الذي يعد من أعظم ما ورد عن النبي (ص) في وصف الإمام علي (ع) .
ولكن مع شديد الأسف الخليفة عمر بن الخطاب منع الناس من أن يناولوا النبي(ص) كتابا أو قلما بعد أن سمع النبي يقول ( أكتب لكم كتابا لا تظلوا بعدي أبداً ) فقال عمر بن الخطاب إن الرجل يهجر وفي رواية أخرى اشتد به الوجع ثم قال عمر ( حسبنا كتاب الله ) .. وعمر بن الخطاب حينما قال ( حسبنا كتاب الله ) قال الناس الحق مع عمر والبعض قال اسمعوا كلام النبي ... و إنما قالوا ذلك لان عمر رفع المصحف امام النبي وقال ( حسبنا كتاب الله ) ولسنا بحاجة إلى ( كتاب النبي ) فقال الناس : نعم كتاب الله احق من كتاب النبي وهكذا صنع عمر بن الخطاب نفس صنيع عمرو بن العاص في معركة صفين حينما رفع الكتاب ... وطالب بأن الحكم بينهم وبين علي ( كتاب الله ) .. أي أن عمرو بن العاص قال ( حسبنا كتاب الله ) أمام علي (ع) .. وعمر بن الخطاب قال ( حسبنا كتاب الله ) أمام النبي ... فعمر بن الخطاب رفع المصحف أمام النبي وعمرو بن العاص رفع المصحف أمام علي ولكن لأن الناس يعلمون فساد وفسق عمرو بن العاص فعرف الكل بأن تلك كانت حيلة من عمرو بن العاص من أجل مواجهة علي في حين أن الناس أحسنوا الظن في عمر بن الخطاب و لم يعرفوا أنه إنما صنع ذلك حيلة ومكر على النبي وقد أدرك النبي حيلة عمر بن الخطاب كما أدرك الناس حيلة عمرو بن العاص ... وعرف النبي بأنه لو أصر على كتابة الكتاب لكان بالامكان أن تقع صفين ليس في زمان خلافة الإمام علي بل ستقع صفين في زمن النبي وسوف يقاتل عمر بن الخطاب تحت شعار ( حسبنا كتاب الله ) كما قال عمرو بن العاص لعلي تحت شعار ( حسبنا كتاب الله ) وسوف يرفع المصحف لأجل مواجهة النبي كما رفع في ما بعد لمواجهة وصي النبي .
في الواقع حينما قرأت معركة صفين بين علي (ع) ومعاوية و رأيت رفع المصحف لأجل مواجهة علي تذكرت يوم الرزية ويوم الخميس الذي كان يبكي ابن عباس ففي ذلك اليوم رفع عمر بن الخطاب في مواجهة النبي ولولا الحكمة النبوية حين طرد عمر بن الخطاب و أنصاره لوقعت كارثة كبرى في الإسلام ولقتل النبي كما أشار القرآن الكريم إلى كثرة الانبياء الذين قتلوه من حوله من الناس ... ولكن النبي قال (قوموا عني ) فبطلت حيلة عمر بن الخطاب وكفى الله المؤمنين شر القتال مع أفضل الانبياء وخاتمهم . و إذا كان زعيم الفئة الباغية في عهد خلافة علي (ع) معاوية فسوف يكون هنا زعيم الحركة ضد النبي عمر بن الخطاب .
استاذ علي خاني : في يوم من الايام ذهب أحد المريدين والمحبين للإمام علي إلى الإمام علي ... وقال له : أنا أريد أن أذكر لك أمراً وهو أنني قد قصرّت في حقك و لم أقدم لك شيئاً ولكني أريد أن أقول لك يا أمير المؤمنين لقد امتلأ قلبي محبة ومودة لك ) فنظر الإمام علي إليه مبتسماً وقال له أنت بذلك تجعل لك وقاء من النار بمودتي ومحبتي ... والسعادة لمن فهم معنى المحبة الواقعية للإمام علي و الآن هنالك عرض تلفزيوني حول مسجد جمكران في مدينة قم وبعد ذلك سوف نعود لنسمع كلامك .
أريد أن أعرف هل ذهبت إلى مسجد جمكران في قم ؟
العلامة العماد : نعم ذهبت .
الاسستاذ احسان خاني : متى ذهبت في آخر مرة ؟
العلامة العماد : ذهبت قبل شهر إلى مسجد جمكران .
الاستاذ احسان : قبل شهر .
العلامة العماد : نعم .
الاستاذ احسان علي خاني : بماذا تدعوا وأنت هناك
العلامة العماد : حينما أكون في مسجد جمكران أتذكّر الإمام المهدي ( الإمام الثاني عشر) الذي ينوب عن النبي (ص) وعن الإمام علي في هذا العصر ... تصوّر لو كان الإمام المهدي في زمن رسول الله (ص) ولم يكن في ذلك الزمان لا الإمام علي ولا الحسنين لكان المهدي هو الذي سيجعل النبي (ص) فيه الوصية من بعده ... عندما تكون في مسجد جمكران تتذكر الإمام المهدي الذي يصلي خلفه عيسى -ع - ... و لو نظرنا إلى أحاديث الائمة الاثني عشر التي يقبلها أهل السنة والوهابية وتعمقنا فيها لرأينا بأن الإمام علي وهو الإمام الأول من الأثني عشر بالامكان أن يكون في مكان الإمام الثاني عشر وهكذا بإمكان أن يكون في مكان الإمام المهدي أن يكون في مكان الإمام علي و إن كان الإمام علي (ع) هو أفضل و أكمل الائمة الاثني عشر وهؤلاء الإئمة الاثني عشر هم الخلفاء من بعد النبي ... فالنبي(ص) كما في الحديث الصحيح قال الخلفاء من بعدي اِثنا عشر ولم يقل الخلفاء من بعدي أربعة ففكرة الخلفاء الاثني عشر هي فكرة نبوية أما فكرة الخلفاء الأربعة فهي فكرة أموية تسربت إلى كتب أهل السنة والوهابية .
الاستاذ احسان علي خاني : البعض يرى أن مظلومة الإمام علي أكثر من مظلومة الإمام الحسين والبعض يرى العكس و لكن أنا أرى أنه كذلك هنالك ظلم وقع على الإمام المهدي .. و الآن نعود إلى موضوع شهادة الإمام علي ... قلت لي بأنك حينما ذهبت إلى مكتبة الجامعة يوم كنت في السعودية ... وبعد الإصرار الشديد حصلت على الكتاب ( العتب الجميل على أهل الجرح و التعديل ) ومع وجود هذه المحاربة لذلك الكتاب نجدهم يوزعون الكتب التي كتبت ضد كتاب ( العتب الجميل ) ... وقلت بأنه من الكتب المفيدة والجذّابة وبعد أن استلمت الكتاب منهم وقرأته أخبرت بأنه خاطب وجدانك أكثر مما خاطب عقلك ... وهذا التأثير الوجداني والتحول الذي جرى في قلبك بعد قرأت ( العتب الجميل) آثار الكثير من الأسئلة في ذهنك حول تلك المطاعن التي كنت تظلم بها الإمام علي و ازدحمت الأسئلة في ذهنك ... وتراكمت الاستفهامات حول صحة العقيدة الوهابية في الإمام علي إلى أن فهمت بأن كل ما كتبته وتحدثت به ضد الإمام علي وكنت تنشر كل ذلك بين تلامذتك في السعودية واليمن ... وكنت من أعظم خصوم الإمام علي في اليمن والسعودية ... كل ما قمت ضد الإمام علي الذي كنت تحسبه من المغرورين والمستكبرين كل ذلك كان خطأ وجرم في حق الإمام علي ... اذن بعد أن استيقنت بأنك ظلمت الإمام علي و أخطأت في حقه ماذا صنعت بعد ذلك ؟
العلامة العماد : في الواقع يااستاذ احسان بأن جبران ذلك الظلم الشديد الذي وقع مني في حق الإمام علي(ع) لايمكن أن يتم إلا بصعوبة شديدة ... لقد غرست الوهابية ثقافة الكراهية لعلي في قلبي وفي قلب الكثير من المسلمين ... وفي الحقيقة أن جبران الظلم من قبلي في حق علي (ع) .. في حق ذلك الرجل الذي أعظم الناس بعد رسول الله (ص) وفي الواقع إن من أعظم أركان رسالة محمد (ص) التعريف بالإمام علي(ع) . لان كل نبي مكلف من قبل الله أن يعرف الناس بالوصي من بعده وكانت من أعظم أركان وظائف النبي (ص) التعريف بالوصي من بعده . ولكن - للأسف - أن اشتغل في جزء من حياتي بالطعن في وصي رسول الله (ص) ... ومن هنا مازالت أعتقد بأنه لا يمكن جبران تلك المطاعن التي نسبتها إلى الإمام علي بسبب تأثري بكتاب ( منهاج السنة ) لابن تيمية ... ولكنني أتوسَّل بالإمام المهدي - إلى الله - عز وجل - بأن يدعوا الله - تعالى - أن يغفر لي تقصيري في حق الإمام علي .
الاستاذ احسان خاني : لقد أحبك الإمام علي وهنالك الكثير من الوهابين الذين يحملون الخصومة لأمير المؤمنين ومازالوا على تلك العداوة إلى اليوم .. وكن على اطمئنان أنه قد حدث أمر هام في حياتك ... وفي تلك الفترة التي كنت تعادي أمير المؤمنين علي (ع) لابد أنك عملت شيئاً عظيماً بحيث أدىّ ذلك العمل العظيم أن يمن الله عليك بالهداية إلى محبة ومودة أمير المؤمنين وتتحول العداوة إلى محبة ... لاتشك في أن القلب العظيم والرحيم للإمام علي سوف يعرض عنك ... ولكني أريد أن أعرف ما هي الطريقة التي اتخذتها من أجل جبران كل الظلم الذي صدر منك في حق أمير المؤمنين ؟
العلامة العماد : أبذل كل وقتي وجهدي في أن أجبر ما صدر مني في السابق في حق الإمام علي وإن كان الجبران الكامل لن يتم ... ولكن حتى ييتم جبر ما بدر مني وحتى يعفو الله ظلمي لعلي ... أبذل - الآن - كل جهدي ووقتي في كتابة الكتب وفي بث البرامج التلفزيونية وكتابة المقالات التي أدافع بها عن الإمام علي ضد ما كتبه ضده من الوهابيين وغيرهم وهكذا أسعى بكل قوتي أن أعرّف الكثير من الوهابيين و أهل السنة بشخصية الإمام علي عبر التلفاز وعبر الكتابة ... وبالطبع أنني أنهج نفس منهج رسول الله (ص) في تعريف الإمام علي ... ونفس الطريقة و الأسلوب الذي رسمه النبي في تعريف الإمام علي أسعى لطرحه للوهابيين و أهل السنة لأنني أعتقد بأن منهج و أسلوب وطريقة رسول الله(ص) في تعريف الإمام علي مؤثر في الوهابيين و أهل السنة وفي كل المسلمين ... في الحقيقة أنني أحبّ و أعشق طريقة و أسلوب النبي في تبيين شخصية الإمام علي لأن أسلوب النبي في تعريف علي هو الذي غرس في قلبي محبة الإمام علي (ع) استاذ احسان خاني : لماذا هل هنالك أسلوب خاص بالنبي في تعريف شخصية الإمام علي وما هو الفرق بين أسلوب النبي في تعريف الإمام علي وبين الأساليب الأخرى في تعريفه . وفي لحقيقة هذا السؤال بالنسبة لي في غاية الأهمية فأرجوك أن تجيب إجابة مقنعة على هذا السؤال الخاص بي ؟
العلامة العماد : في الحقيقة أنا أعتقد بأن أسلوب النبي في تعريف علي(ع) أفضل من أسلوب العلماء والفقهاء في تعريفه و أفضل من أسلوب العرفاء والفلاسفة في تعريفه وأفضل من كل الأساليب الأخرى في تعريف الإمام علي ولو استخدمنا الأسلوب النبوي في تعريف علي(ع) لدخل الناس كلهم إلى التشيع فطريقة النبي (ص) في تعريف الإمام علي تختلف عن طريقة كل المحبين والمودين والعاشقين للإمام علي لأنني اعتقد بأن النبي (ص) كان - ايضاً - من المحبين للإمام علي .. قال - ص - يوم خيبر ( رجلٌ يحب الله ورسوله ويحبه الله و رسوله ) ... ومحبة النبي للإمام علي (ع) كانت عميقة وتلك المحبة جعلت النبي يدعوا الله أن يتخذه وصيا من بعده . ويكفي أن تعلم أن ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ذكر بأن النبي ذكر حديث تركت فيكم كتاب الله و أهل بيتي وهو على فراش الموت وقد اجمع المسلمون بأن هذا الحديث ( حديث الثقلين ) من أهم فضائل الإمام علي ... ومن هنا ذكر الإمام مسلم النيسابوري في صحيحة حديث الثقلين في باب فضائل الإمام علي ... ومن هنا أن ادعوا كل المشاهدين أن يتصوروا منهج النبي (ص) في تعريف علي انه بلغ إلى حدٍ أنه أراد أن يلتزم بتعريف الأمة بعلي حتى في اللحظات الأخيرة من حياته بحيث يطلب قلماً و ورقة من أجل أن يكتب لهم كتاباً يؤكد فيه بأن علي هو الثقل الثاني بعد الكتاب ... وهذا المشهد الذي يعد مشهد استحضار وسكرات الموت للنبي يعد من أعظم المشاهد الحية التي تبين أسلوب ومنهج النبي في تعريف الإمام علي ... يعني الإمام علي في آخر مسرح لحياته يريد أن يكتب خاصية من خصائص الإمام علي وهذا المشهد يعبر عن منتهى و أوج محبة والعشق النبوي الموجود في قلب النبي (ص) لعلي (ع) ... وفي الواقع أن هذا المشهد العجيب هو بمثابة فيلم أمر الله تعالى النبي أن يجرى وقائع هذا الفيلم بصورة حية و مشهودة وملموسة ومحسوسة حتى يعرف كل مشاهد لهذا الفيلم عمق العلاقة الفريدة والمتميزة الموجودة في قلب النبي (ص) لعلي ... وهكذا كان يوم الخميس الذي عرف ب ( رزية يوم الخميس ) من أعظم المشاهد الحية التي بينت و وضحت صورة من صور أسلوب النبي (ص) في تعريف علي الذي حمل له كل المحبة والمودة و أراد أن تسري هذه المحبة والمودة من قلبه - ص- إلى قلب كل مسلم ... وهنالك مشاهد كثير تصور أسلوب النبي في تعريف علي (ع) لو درسنا كل تلك المشاهد لتمكنا حينئذ من معرفة أسلوب النبي في علي لكن الوقت البرنامج لا يسمح لي بذلك. وهذه المشاهد بامكانا أن نصنع منه فيلماً كاملاً ومخرج هذا الفيلم هو الرسول الأكرم -ص - و أراد الرسول من خلال المشاهد المعروضة و المتنوعة والجميلة في ذلك الفيلم أن يعرّف الناس محبوبة و وصيه من بعده ... وفي الواقع أن ذلك الفيلم النبوي بما فيه من مشاهد جذابة هو الذي جذبني إلى أسلوب النبي في تعريف الإمام علي و آمنت بأن طريقة النبي المحب لعلي في تعريف علي تختلف عن طريقة كل المحبين لعلي من علماء الإسلام ... لقد قال النبي كما في هذا المشهد الذي يعبر عن مشهد وداع النبي للامة كما يعبَّر عن مشهد وصية المحب لامنه ... روى مسلم في صحيحة عن زيد بن أرقم ( يوشك أن ادعى - عما قليل سوف أغادر الحياة و أترككم - و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) كررها ثلاثاً لماذا ختم النبي المشاهد التي رسم فيها شخصية الإمام علي بمشهد حديث الثقلين ... فقال في آخر حياته وجعله آخر مشهد يرسم خصائص الإمام علي من خلاله ... وفي الحقيقة أنني بعد التأمل و التعمق والدراسة في حياة عظماء البشرية و أعظم عظماء البشرية هو نبينا محمد –ص – آخر كلمات العظماء من الأنبياء وغيرهم هي الكلمات التي يردد وها على فراش الموت ومن هنا فقد كان أعظم ما قاله النبي في علي هو حديث الثقلين لأن النبي قال قبله ( يوشك أن أدعى ) يعنى سوف أغادر الحياة عما قليل ... وبعد ذلك ذكر أهم صفة لعلي وهو أنه عدل و وزن القرآن وفي مقام القرآن فالقرآن الثقل الأول وعلي الثقل الثاني . ومن هنا ذكر الإمام مسلم حديث الثقلين في باب فضائل الإمام علي وحينما قارنت بين كلمات النبي في علي رأيت أن أعظم كلها قالها النبي في علي هو حديث الثقلين وهو آخر حديث صدر من لسان النبي (ص) . والنبي لم ينطق بحديث الثقلين فحسب بل ضمن الحديث كلمة الوداع الأخير كما في رواية مسلم ( يوشك أن ادعي ) يعنى قبل أن ينطق آخر كلمته في علي ودّع أمته حتى يبين أن أهم ما تركه لامته هو الكتاب ( الذي يشمل القرآن والسنة ) أولاً ثم الإمام علي ثانياً ... يعني أنا سوف أغادر الحياة ولكن ذلك لن يضر إذا تمسكتم بالكتاب
( = القرآن + السنة ) وعلي ... يعني قبل ذهابي ومغادرتي هذه الدنيا يجب أن تعلموا بأن علياً هو عدل القرآن و وزنه وزن القرآن ... والتمسك به كالتمسك بالكتاب (= القرآن + السنة ) ... وبعد أن تتبعت كلمات النبي في علي وهي كثيرة بدأت أسأل لماذا جعل النبي آخر كلامه في علي ... حديث الثقلين ... و كأن النبي يريد أن يخاطب الناس بأن كلماتي و أحاديث في علي كثيرة ولكنني في اللحظة من آخر حياتي أريد أن أقول كلمة فيه تعتبر الجامعة والشاملة لكل كلماتي و أحاديثي التي قلت في علي ... فحديث الثقلين هو بمثابة سيدي الكامبيوتري المضغوط الذي يجمع كل شيء فكأن النبي أراد أن يقول آخر كلمة في علي و أهم كلمة فيه ولو تأملنا في حديث الثقلين لتبين لنا أنه يحتوي ويتضمن كل خصائص الإمام علي التي قالها النبي في علي في موارد ومشاهد أخرى ومن هنا نجد أن اكبر مبلّغ للإمام علي في كل العصور الذي جعل أهل السنة ينتقلون إلى التشيع هو حديث الثقلين وقد بينت عظمة حديث الثقلين في مناظرتي مع الشيخ عثمان الخميس التي طبعت باسم ( الزلزال - انتصار الحق ) ... وحتى ابن تيمية قال بعد أن ذكر حديث الثقلين كتاب و أهل بيتي ... قال لا شك أن أعظم
و أفضل الثقل الثاني هو الإمام علي ...

خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 5

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 5

الاستاذ احسان خاني : هل تعرف هنالك أشجع من أمير المؤمنين علي حين كان الكل يخططون كيف يقتلون رسول الله – ص- ولكن الإمام علي خاطر بحياته لأجل النبي ونام على فراش النبي وهو يعلم أن سيوف المشركين سوف تنهال على فراش النبي ولكن عليا فدى حياته لأجل النبي ... لقد أراد أن تكون ضربات سيوفهم عليه ولا تكون على النبي ... لسنا نعرف أعظم من علي أخلص للنبي في بدر واحد والخندق و ... هل هنالك أحد من الناس أشجع من الإمام علي ...
العلامة العماد : أعتقد بأن أحد أساليب النبي – ص- في تعريف علي الاستفادة من المقاطع الحساسة ومن الحوادث النادرة ومن المواقع الفريدة التي وقعت في زمن رسول الله -ص - ... من أجل تبيين خصائص وسمات وصفات الإمام علي ومن هنا نجد أن كلمات النبي في علي لم تكن الا بعد حدث هام ... بعد أن صنع الإمام علي في خيبر ما صنع رسم النبي بعد ذلك ، خاصية من خصائص الإمام وبعد ما صنع في الخندق صدرت من النبي صورة نادرة لعلي قالها ونقلها المحدثون فكل المقاطع الحساسة التي ذكرنا ياا ستاذ احسان علي خاني من نوم علي على فراش النبي كان يتبعها كلمة للنبي في علي ... وفي الحقيقة أن من الأسباب التي جعلتني أشك في صدور أحاديث النبي في أبي بكر وعمر وعثمان هو أن المحدثين قالوا أن الحديث النبوي له سبب وشأن في صدوره من النبي –ص- كما أن آيات القرآن لها أسباب النزول والصدور ولكن كل فضائل الثلاثة كانت من دون سبب ومن دون شأن وعلة ... ونحن نجد أن كل انسان لا يمكن أن يعطي جائزة كبيرة لابنه من دون سبب ... وهكذا فكل حديث كان يقوله النبي في علي – كرم الله وجهه - بعد أن يقوم على بمهمة صعبة لكن كلمات النبي في الثلاثة اجمع علماء أهل السنة والسلفية والوهابية علي أنها صدرت من النبي- ص- من دون سبب وقد التفت إلى ذلك العالم السني ابن حزم الظاهري وقال لقد وجد اشكال كبير وهو لماذا لا يوجد أي سبب لصدور أحاديث النبي في الخلفاء الثلاثة مع أن كل أحاديث النبي في علي كان له سبب وقصة وحادثة ... وقد أجاب ابن حزم على ذلك بجواب ضعيف لا يستحق الذكر ي...والجواب الواقعي والحقيقي عن عدم وجود قصة وسبب في عهد النبي للاحاديث المنسوبة
للنبي-ص- في الثلاثة لأنها أحاديث وضعت بعد موت النبي في العصر الأموي أما أحاديث النبي في علي فلها سبب وقصة في عهد النبي لأنها صدرت من النبي وفي عهده ولم تصدر في العصر الأموي حتى لا يكون لها قصة وسبب ... وأعود إلى أسلوب النبي و أقول بأن النبي كان لأجل إثبات أن علياً في وزن وعدل القران والسنة النبوية كان يستفيد من الحوادث الهامة والفريدة التي وقعت في زمن رسوله الله لأجل رسم خصائص الإمام علي ... وهذا يدل على أن إصرار النبي على تعريف علي بلغ من الحد بحيث لا يمكن أن يقاس به إصرار الفقهاء والعلماء والعرفاء والمحدثين والمحبين لعلي بمستوى إصرار النبي ... وبحكم تخصصي في مجال الحديث النبوي في قسم الحديث في كلية اصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود ... لقد قمت بتتبع كلمات النبي في علي ولاحظت تنوع وتعدد طرق التعبير النبوي في شأن علي ... و الأسلوب الفريد والعبارات البليغة التي عبّر بها النبي عن حقيقة مقام علي عند الله ورسوله ... وبعد أن انتهيت من تتبعي لكلمات النبي في علي استيقنت بأن من أهم أساليب معرفة البلاغة النبوية تتبع كلمات النبي في علي كما أنني طالما كنت اتعجب لماذا في طول تاريخ الإسلام وجد لعلي من الشيعة المحبين ما لم يوجد لغيره حتى اذا انتهت من كلمات النبي في علي استيقنت أن سبب وجود اولئك المحبين الذائبين في حب علي هي تلك الكلمات البليغة النبوية في علي ... فالنبي هو الذي غرس في نفوسهم محبة علي ... لانني كنت متخصصاً في علم الرجال فقد كنت أتتبع الكتب الرجال ( كميزان الاعتدال
-------------------------------
---------------------------------
-------------------------------
) للذهبي و (تهذيب التهذيب ) للعسقلاني ... وحينما أتتبع تراجم شيعة علي في الكتب الرجالية عند أهل السنة .. كنت أعجب من وصف علم الرجال من أهل السنة عن مقام علي في قلب رواة الحديث النبوي من الشيعة ... وكنت أتسأل لماذا كل هذه المحبة لعلي ... مع أن محبتهم لعلي عرّضت سمعتهم وحياتهم ومكانتهم وكل شيء يهمهم لخطر كبير ولكن هؤلاء الرواة لا يهمهم شيء طالما أنهم يملكون محبة علي ... كنت أتسأل كيف استطاع علي أن يأخذ بتلابيب قلوبهم ويسيطر على وجدانهم ... وحينما كنت أقراء تراجم بعض الرواة في القرون الثلاثة الاولى وما بعدها لا ن تخصصي في علم الحديث أوجب عليّ أن أتتبع جزئيات حياة نقله الحديث النبوي من السنة ومن الشيعة ... لقد كنت أقول أن نقله الحديث النبوي من الشيعة في القرون الاولى كيف استطاعوا أن يتحملوا ذلك الظلم الكبير الذي حل بهم من الاكثرية في المجتمع الإسلامي التي سكتت عن علي خوفاً من الحكام الذين سنّوا لعن علي في المنابر أو الذين كانوا يقتلون الناس لأجل محبة علي في العصر الأموي والعباسي وكيف استطاعوا أن يقفوا أمام التيار الاجتماعي والضغوط السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الكثيرة ... وكيف استطاعوا الوقوف أمام الاعلام الحكومي الرسمي الذي كان يشوّه صورة شيعة علي وأمام المحاصرة الاقتصادية التي فرضت على شيعة علي بصورة أبشع و أشد من المحاصرة التي فرضت على النبي وكل بني هاشم في شعب أبي طالب كيف تحملوا التعذيب والتشريد الذي فرض على شيعة علي بصورة أبشع من تعذيب قريش لبلال وسمية وعمار بن ياسر في صدر الإسلام ناهيك عن تشوية السمعة فقد كان الرجل يفضل أن يقال له مجوسي أو يهودي أو نصراني و لا يقال له من شيعة ومحبين علي .. وكنت أقول كيف تستطيع أقلية أمام ضغط الاكثرية الحاكمة والمتنفذة التي تمتلك كل شيء لأن حركة الرواة الشيعة كانت حركة أمام سيل الاكثرية و أنت تعلم أنه الصعوبة أن تسبح في الجهة المقابلة لحركة السيل ... والسيل كله كان يتحرك في حركة مضادة لحركة شيعة علي ... هنالك رواة في القرون الاولى مثل محمد بن مسلم الثقفي و زرارة بن أعين وغيرهما كثير ... الذين نقلوا وحافظوا على الحديث النبوي من المخططات الأموية والعباسة الذين طالما لعنهم الحكام الطغاة كما لعنهم علماء الرجال السني لأن بعض علماء الرجال من أهل السنة كان يلعنون كل من لعنة الحكام الطغاة فكانوا يحافظون على الحكام لا على الحديث النبوي وتحولوا إلى مخابرات أموية أو عباسة ... كنت اتعجب من استقامتهم على محبة علي رغم كل تلك البلايا التي تعرضوا لها .
الاستاذ احسان علي خاني : لأجل ذلك أقول بأن أمير المؤمنين علي قد أحبك حين تحولت من عداوته إلى محبته .
العلامة العماد : أريد أن أقول أنني كنت أعجب من ذلك إلى أن قرأت كلام النبي في علي فزال ذلك العجب لأن أسلوب النبي في تعريف علي هو الذي جعلهم يتحملون كل شيء لأجل علي ... ويكفي أن ننظر كلمات علماء الرجال في زرارة بن أعين أحد نقلة الحديث النبوي من الشيعة القدماء ... وكيف تحمل هذا الراوي كل شيء في سبيل محبة علي ...
و أريد الآن أن أتحدث عن الراوي الشيعي القديم زرارة بن أعين الذي طالما لعنته حينما كنت وهابياً و بإمكانك أن ترجع إلى كتب الوهابية في هذا العصر كيف لعنته مثل كتاب ( رجال الشيعة في الميزان) لعبد الرحمن الزرعي ومثل كتاب ( البرهان ) للوهابي المعاصر عبد الله بن عبد العزيز وغير من الكتب حتى تعريف الظلم الكبير الذي حلّ على زرارة بن أعين ... لقد كان هذا الراوي من المهتمين في جمع ما جاء عن الإمام علي من الروايات من طريق الإمام الباقر و الإمام جعفر الصادق و أخذ ما جاء عن علي من خلالها وفي ذلك الزمان كان نقل ذلك النوع من الأحاديث يساوي فقد أن الحياة وفقد السمعة وفقد أن كل شيء ... ولكن الرجاليين من السنة والشيعة رسموا صورة عجيبة لزرارة بن أعين وهو يرمي بالحجارة من الاكثرية المعادية لعلي وهو يهيم كالمجنون في شوارع الكوفة يجمع الأحاديث الممنوعة من السلطان ومن وعاظ السلاطين ... وقد كان ذلك المشهد العجيب لزرارة بالنسبة لي كفيلم سينمائي منير لا يمكن أن يخرج من ذاكرتي ... ولكن بعد أن أدركت أسلوب النبي في تعريف علي أدركت حينئذ لماذا ضحي زرارة بكل شيء في حياته لأجل علي . لقد فهمت أن السبب في حب زرارة بن أعين وحب كل الشيعة في القديم و الحديث لعلي هو أسلوب النبي الفريد في رسم صورة الإمام علي ... حينئذ زال العجب ... فإذا عرف السبب زال العجب ولولاء النبي لما وجد التشيع لعلي ...
استاذ احسان خاني : ولكن هنالك سؤال يدور في ذهني وهو كيف وجدت الفرقة الوهابية ؟
العلامة العماد : في الواقع أن إمام أهل السنة في هذا العصر الإمام محمد أبو زهرة كتب كتابا باسم ( تاريخ المذاهب الإسلامية ) و درس في فصل من فصول كتابه فرقتين ظهرتا في وقتين متقاربين وهما الفرقة الوهابية والفرقة البهائية ... وانتقد الكثير من الوهابيين لأنه قرنهم بالبهائية ولكنه بين بأن سبب ذكره للوهابية بجوار البهائية باعتبار أن الوهابية تكفَّر أهل السنة وتكفِّر الشيعة وهكذا البهائية تكفّر السنة والشيعة وفي الحقيقة أنني أرى بأن ما ذكره الإمام أبو زهرة يستحق التأمل والتقدير فمع اعتقادي بأن الوهابية من الفرق الإسلامية و بأن البهائية من الفرق الخارجة عن الإسلام . و لكن الجهة المشتركة بين البهائية وبين الوهابية تعود إلى أن الاستعمار والاستكبار استطاع أن يوصف البهائية والوهابية لضرب المسلمين من الشيعة والسنة ... فنحن نجد أن هنالك هدف مشترك ومقدّس عند الفرقتين وهذا الهدف هو محاربة المسلمين من السنة والشيعة ... وفي الحقيقة أنني حينما كنت وهابياً كنت اعتقد بكفر اتباع المذاهب الأربعة كما اعتقد بكفر الشيعة ... و بعد أن انتقلت من الوهابية إلى الاثني عشرية صدر في حقي الفتاوى التكفيرية من وهابية السعودية واليمن على السواء ... بل هددني بالقتل أقرب الناس لي وهو عمي أحد كبار مشايخ الوهابية في اليمن والسعودية عبد الرحمن العماد .
الاستاذ علي خاني : هل تتمكن من الرجوع إلى اليمن ؟
سماحة العلامة العماد : نعم لا يوجد أي خطر لي اذا رجعت إلى اليمن فالله - تعالى - موجود ...
الاستاذ احسان خاني : اذا فكيف في سفرك إلى اليمن خطر ؟ !
سماحة العلامة العماد : في الواقع بأن عمي وهو من كبار علماء الوهابية في العالم حينما هددني بالقتل لم يكن غريبا لأن هذا هو أسلوب كل الوهابيين في العالم ...لأن طريقتهم وأسلوبهم يقوم على اساس قتل و إبادة كل من يعتقد بأن علياً كان وصيا للنبي - ص- لقد قال لي عمي ( السيد عبد الرحمن العماد ) ( أتحسب أننا لن نقتلك لأنك ابن أخي ) ؟! ثم قال لي : إذا لم ترجع إلى عقيدة الشيخ محمد عبد الوهاب فسوف نقتلك ولا فرق عندي بين أن تكون من آل العماد أو من غيرهم .
الاستاذ علي خاني : لقد كنت وهابياً وبعد ذلك انتقلت إلى الاثني عشرية هل مازلت تعتقد بأن الأرض مسطحة وليست كروية .
العلامة العماد : في الحقيقة هذه فتوى الشيخ ابن باز ومع أن كبار علماء أهل السنة اثبتوا له بأن الأرض كروية ولكنه رفض أن يقبل ذلك ومن الذين بذلوا جهداً في تغيير رأيه العلامة الكبير أبو الأعلى المودودي .
الاستاذ علي خاني : الشيخ بن باز اصرّ على أن الأرض مسطحة وليست كروية .
العلامة العماد : أرى أن نخرج عن هذا الموضوع ونرجع إلى موضوع شهادة الإمام علي .
الاستاذ إحسان خاني : إذن حسناً سوف نعود إلى موضوع الحلقة في هذه الليلة ولدي سؤال آخر وهو في الحقيقة أنني أحد شباب الجمهورية الاسلامية في ايران و اعتنق المذهب الشيعي الجعفري كما هو حال اكثرية الشباب الايراني وقد منّ الله عليك فاهتديت إلى محبة الإمام علي والتشيع له بعد العداوة والكلمات النابية التي كنت توجهها ضد الإمام علي في مقالاتك وفي كتابك وفي محاضراتك وبعد تلك العداوة امتلاء قلبك بمحبة الإمام علي و أصبحت من المودّين و المحبين و الوالهين في علي ولكن إنا شاب ايراني شيعي جعفري ولم اقرأ علم الحديث النبوي كما قرأت أنت و احياناً أجد بروده في محبتي لعلي و لا أجد حلاوة في محبتي لعلي بل أحياناً أمر على هذه الشخصية مروراً عادياً لا يناسب مقام هذا الإمام العظيم و أريد أن أعرف ماذا أعمل وماذا ينبغي لي حتى أشعر بحلاوة محبة هذا الإمام العظيم ... ماذا أعمل لا سيما أنني أعيش في شعب معروف بالتشيع للإمام علي و أعيش في أرض لو نطقت بكلمة لكانت الكلمة هي كلمة ( علي ) ... فكيف أستطيع أن أحافظ على حلاوة وملذة محبة ومودة علي لأنها تحوّلت عنده إلى أمر مكرر كان أن يفقد بريقه ؟
العلامة العماد : في الواقع أنني اعتقد بأن من خصائص الإنسان أن الله خصّه بخاصية ملكة التخيل والتصوّر يعني أنه يمتلك قوة عظيمة ربانية وهبها الله له وهي قدرة التخيل والتصور ويستطيع الإنسان من خلال هذه القدر أن يخلق في عالم الفكر وعالم الذهن الكثير من التصورات ... على سبيل المثال ذلك الشخص الذي كان معادياً للإمام علي في الواقع أنه قد عاش في الظلام و من هنا فمن الطبيعي أن يردك نور الإمام علي ... وستصبح أنوار و خصائص الإمام علي لمن عاش في الظلام ملموسة ومحسوسة و مجسمة و مشهودة لأنه قد عاش في الظلام قبل ذلك نحن نعلم أنه لا يعرف قدر هذه الضوء الذي يصدر من أشعة الكهرباء إلا الذي عاش في قرية محرومة من الكهرباء وحين ينقطع التيار الكهربائي سوف يدرك الإنسان عظمة النور ..
و من هنا أرى بأن من كان في مثل حالك كما ذكرت أي من ولد في عائلة شيعية جعفرية وفي ايران فإن أفضل وسيلة حتى يدرك حلاوة المحبة والمودة لعلي ويدرك عظمة مذهب التشيع لابد له أن يستفيد من هذه الطاقة الهامة التي وهبها الله للإنسان وهي طاقة التخيل والتصور فيخلق في عالمة الذهني والفكري صورة متخيلة ومخلوقة في ذهنه من خلال أن يتخيل ويتصور ويجسم في نفسه أنه ولد في مجتمع يعيش في ظلام كراهية الإمام علي حينئذ سوف يدرك حلاوة نور العيش في محبة ومودة الإمام علي و إذا لم يستفيد الشيعي بالمولد من هذه الطاقة الإلهية فسوف تتحول محبة الإمام علي إلى مسئلة عادية وطبيعية و هامشية في حياته وتصبح قضية روتينية وحينئذ تفقد محبته لعلي حلاوتها السماوية والربانية و لا يجد في وجدانه وفي إحساسه أي حلاوة لهذه المحبة والمودة .
وفي الحقيقة أن محبة الإمام علي لها ملذة وحلاوة لا يمكن لي أن أصفها و أن أصورها للمشاهدين هذا البرنامج ... إنها محبة ربانية جعلها الله لعلي و لا أستطيع أن أصفها ... محبة ومودة علي تغرس في وجدان الإنسان أمراً هاماً وهذا الأمر يوجد تحولاً عجيباً في حياته ومن أجل تصوير الحالة التي توجد في قلب ووجدان وفكر و ذهن المحب لعلي أريد أن أصور هذه الحالة بمثال وهو مثال تقريبي لك أن تتصور حالة المصاب بمرض السرطان اليس هذا المرض يستولي على قلب ووجدان وضمير وفكر وحركة وسكنه و هذا المريض بحيث يصبح في كل لحظة من حياته لا يفكر و لا يتحدث الا عن مرضه وهكذا الذي يدخل الإمام علي في قلبه ووجدانه ويدرك عظمة الإمام علي سوف يستولي الإمام علي قلبه ووجدانه وضمير بحيث يصبح في كلّ لحظة من حياته . لا يفكر ال في علي و لا يتحدث الا عنده وقد حدثت لي هذه التجربة في حياتي ... وكما أنه لا يمكن لغير المصاب بمرض السرطان أن يفكر في كل لحظات حياته بالسرطان و أن يدرك خطر السرطان كما يدركه المصاب بالسرطان كذلك لا يمكن أن يدرك من هو الإمام علي الا من نفذ الإمام علي إلى وجدانه و استولى على تفكيره ... أنا لا أريد أن أقول بأن محبة علي حالة مرضية كحالة المصاب بمرض السرطان ولكني أرد مجرد تقريب حديثي بهذا المثال مع أنه لا علاقة بين الأمرين الا من جهة واحدة فقط و هي أن المحب لعلي لا يهدأ روعه و لا يطمئن الا حين يتحدث ويبلغ للإمام علي ويصبح الإمام علي هو المستولي على كلّ شيء في حياته وهكذا المصاب بالسرطان يستولي التفكير في السرطان على كل حياته كلا الشخصين استولى عليهما أمران بحيث شغلاً كل حياتهما وكما الذي يبتلي بمرض السرطان لا يمكن له أن ينسي السرطان وهكذا من استولى على قلبه محبة علي لا يمكن أن ينسي علياً وحينما انتقلت من الوهابية إلى الاثني عشرية سيطرت محبة علي على قلبي و أدركت حلاوة محبة علي في وجداني وحينما جاء بعض أصدقائي و أقربائي و هددوني بعزلي من إمامة المسجد بل وعدم السماح لي بالصلاة فيه في ذلك المسجد الذي طالما كنت فيه إماماً للجمعة والجماعة وأولئك الذين طالما اتخذوني إماماً أصبحوا يشكون في إسلامي و في إيماني بل أولئك الذين عشت معهم في سنّ الطفولة وطالما صلينا معاً صلاة التراويح في رمضان واعتكفنا في المساجد وسافرنا إلى أكثر من مكان و جمعتنا حلقات الدرس والعبادة كل هؤلاء تركوني لأنني أصبحت من الذائبين في محبة علي وحسبوا أنني سوف أترك علياً و أرجع إلى الوهابية من جديد ولكني حينما أدركت وعرفت اللذة الربانية التي غرست في وجداني من مودة علي و أحسست بمحبة تسري في كل منفذ من منافذ عقلي ووجداني وقلبي حتى أصبح مقام هذه المحبة لعلي أكثر من محبتي لنفسي ومالي و أهلي وكل أقربائي و أصدقائي بل أنني على استعداد أن أضحي بكل شيء في حياتي مقابل خاصة واحدة من خصائص علي ومقابل لحظة واحدة عشتها في حالة محبة علي و في الحقيقة أنني حين دخل إلى وجداني محبة علي و أدركت حقيقة و عمق هذه المحبة شعرت و كأنني أقف في أعلى برج في الوجود أنه برج الإمام علي واقف في قمة هذا البرج و أنظر إلى الثلاثة الذين كنت أحسبهم أفضل من الإمام علي حينما كنت وهابياً ولكني أنظر إليهم من أعلى البرج و كأنهم كأطفال يلعبون في سيارات بلاستيكية أولئك الخلفاء الثلاثة الذين كنت أقدسهم و كنت أتصورهم صناعة نبوية لكني اكتشفت أنهم صناعة أموية .. وانظر إلى الثلاثة بذلك النظر لا لأنني صرت مغروراً ومتكبراً ولكن لأنني أقف في قمة أعلى برج في العالم وهو برج الإمام علي ... لقد وجدت الدولة الأموية أولئك الاطفال الذين يلعبون في سيارات بلاستيكية فأمرت الدولة بصناعة أحاديث في فضائل الثلاثة ثم نسبوها إلى النبي ثم جعلت لهم هالة كبيرة وقدسية مكذوبة .
الاستاذ إحسان علي خاني : آخر مرة ذهبت فيها إلى الحج متى كانت ؟

خالد الصبري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 75
اشترك في: الاثنين يناير 23, 2006 12:17 am
مكان: اليمن
اتصال:

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 6

مشاركة بواسطة خالد الصبري »

حوار مع العلامة عصام العماد بمناسبة إستشهاد الإمام علي 6



العلامة العماد : ذهابي إلى الحج في آخر مرة كان قبل اثني عشر عاماً تقريباً .
الاستاذ علي خاني : مادام أن لك هذه المدة الطويلة فلابد أنك ستكون مشتاقاً للذهاب إلى الحج مرة أخرى .
العلامة العماد : لا شك في ذلك .
الاستاذ إحسان علي خاني : لقد أعدّ زملائي في العمل الإعلامي لوحة فنية تحتوي على صورة شخصية لك وبجوار صورتك القمر وهي منيرة في ليلة البدر وقد كتب على القمر اسم الإمام علي و قدمت لك بعنوان هدية هذا البرنامج وبمناسبة إهداء هذه اللوحة الفنية أريد أن أسألك ماذا نصنع حتى تضل هذه القمر مشعة ومنيرة في كل حياتنا فأني أخاف أن تنطفئ جذوة محبة الإمام علي وحتى نبقي - كما تقول أنت - واقف في أعلى برج في العالم وحتى لا ينطفئ هذا النور و لا ينهدم هذا البرج فكيف نحافظ على ذلك ؟
العلامة العماد : في الحقيقة أن المحافظة على ذلك يكون من خلال ما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في آخر سورة ( التكاثر ) { ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } ومودة علي نعمة الهية وربانية عظمية وحتى نحافظ على هذه النعمة لابد أن نتذكر هذه النعمة في كل لحظة من لحظات حياتنا هذه النعمة و أن نعلم علم اليقين بأننا سوف نسئل عن هذه النعمة { لتسئلن يومئذ عن النعيم } لأن نعمة مودة وموالاة علي من أعظم النعم ومن أجل الحفاظ على نعمة محبة ومودة علي علّمنا رسول الله (ص) فريضة الصلاة على محمد و على آل محمد و حينما يردد المسلم في كل صلاته ( اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل إبراهيم ) في اليوم خمس مرات في الصلوات الخمس اليومية فيذكر آل محمد في اليوم أكثر من مرة و يستشعر بأن أفضل و أكمل الآل هو علي فسوف تبقى نور محبة الإمام علي مشعة ومضيئة مدى الحياة و أعتقد أن الصلوات على الآل هي طريقة الرسول الاكرام (ص) حتى يبقى ذكر وصي النبي (ص) علي (ع) في قلوب المسلمين إلى الابد وحتى لا يتمكن خصوم الإمام علي من إخراج الإمام علي من وجدان افراد الأمة الإسلامية ومن هنا أكدّ رسول الله (ص) على ذكر الصلاة الإبراهيمية التي تتضمن الصلاة على محمد وآل محمد و أكدّ النبي (ص) على الصلاة على محمد و آل محمد في كل وقت وحين ينشغل المسلم بذكر النبي وبذكر علي فكما لا يمكن له أن ينسي محمد كذلك لا يمكن له أن ينسي علي ومن هنا نجد أن علماء التربية العلمية في العصر الحديث اصروا على ذكر الوطن والعلم في كل مراحل الدراسة منذ الطفولة وفي طابور الصباح في المدارس الابتدائية وغيرها لأنهم يعلمون بأن حب الوطن لن ينفذ إلى الوجدان الا بتكرار ذكره وهكذا صنع النبي مع علي من خلال ذكره في الصلاة الابراهيمية المكررة في كل يوم أكثر من مرة اللهم صلّ على النبي وعلى علي من اليوم إلى يوم الدين إذن لابد أن نكثر من الصلوات على النبي وعلى علي حتى لا تنطفئ جذوة محبة علي في قلوبنا .
الاستاذ إحسان علي خاني : لم يتبقى إلاّ سؤال واحد ، لأن زمان البرنامج قد أنتهي والسؤال في هذا العصر من هي الشخصية التي تريد أن تتبع خطواتها ومسيرها .
العلامة العماد : في هذا العصر الشخصية التي اتبع خطواتها ومسيرها إمام العصر و إمام الزمان الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) لأنه في هذا العصر هو الذي ينوب عن الرسول (ص) وينوب عن علي (ع) .
استاذ إحسان علي خاني : نريد أن تدعوا لنا في آخر هذا البرنامج فقد كنت من أعدائنا واليوم أصبحت تاج رؤوسنا ادعوا لنا لكن دعاء واحد لأن الوقت قد انتهي .
العلامة العماد : أسأل الله أن يرزقنا المعرفة الكاملة به - جل جلاله - و المحبة له - تعالى - لأن أهم معرفة هي معرفة الله و أهم محبة هي محبة الله ، و أسأل الله أن يغفر لنا ما أذنبنا من كبيرة وصغيرة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأخبار المنقولة“