لــــــــــماذا ، يستهوينا إقامة الأسوار ..؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
لــــــــــماذا ، يستهوينا إقامة الأسوار ..؟
لعله من الملفت تعلقنا نحن العرب المعاصرين بالقلاع والأسوار ،، فبيوتنا عبارة عن قلاع فنوافذها بالطابق الأسفل بها أمان أكثر من اللازم ضد المجهول .. وطراز بنائها أشبه بالثكنات أو المواقع العسكرية التي تشيد بأتون المعارك ولاتقل مواد البناء شأنا عن البقية ،، وكل ذلك يؤدي لتكاليف باهظة ومكلفة لبناء المنزل ،، وقبل ذلك السور المحيط بالمنزل ..
تأملت بطراز بناء المستوطنات الإسرائلية فوجدتها عادية كالمباني الغربية وليست للمنازل بداخل المستوطنة أسوار وحدائقها أشبه بحدائق المساكن الغربية وكل يكمل الآخر بجمال الإخضرار والتفاخر بتنسق الحديقة الأجمل ، والسور الوحيد يقع خارج المجموعة وهو بالتأكيد ضروري لهم ..
وأتأمل مدننا ومناطقنا السكنية وكلها أسوار وكأننا نعشق التسوير بل أصبح جزء من تفكيرنا تسوير المنازل والممتلكات وحتى الشعوب ولو أمكننا تسوير البحر والسماء لما بخلنا بمجهود ،، وحياتنا العامة وسياساتنا الوطنية تخضع لنفس التفكير أي التسوير ... والسؤال الذي يتبادر هل نحن غير مستقرين نفسيا ونحاول الإنغلاق أم هي ثقافة البداوة والحمى والمرعى ،، وعندما أعود للجذور أجد أن العربي كان منطلقا بصحرائه يتنقل بتلقائية خلف المرعى والكلا .. فمن أين إكتسبنا ثقافة التقوقع خلف الأسوار .. أسوار حقيقية أو معنوية ..
الأسوار وأشهرها بالطبع سور الصين العظيم وقد شيده الصينيين لصد غزوات القبائل المغولية ،، وبالطبع هناك أسوار شهيرة ولكنها مجرد تحف تاريخية كسور القصطنطينية وسور صنعاء القديمة وسور صعدة الغراء القابعة مكانها كبلدة قديمة لم تمسها يد التغيير أو التطوير والتحديث ،، وأسوار القصور العربية والعالمية ... ومن أشهر الأسوار ما بناه المعتصم العباسي بسامراء بالعراق ... ولكن إعرابيا لم يرق له السور فدون عليه بيت من الشعر :
الا يادار فيك الشؤم واللؤم * متى يعشعش في أرجائك البوم
وبعيدا عن بساطة المعتصم أو الضرورة التي دعته لبناء السور ،، فأشهر الأسوار وأثمنها بل وأندرها تقع ببلادنا اليمن السعيد وبمنطقة حدة العامرة ،، حيث أهل العز والنظال يفاخرون بأسوار مبانيهم الشامخة شموخ أنافهم ويباهون بها أسوار القصطنطينية وسامراء ... ليظهر بالنهاية سور المعتصم قزما أمام عبقرية أبناء اليمن الأحرار ..
بقي القول هل يحمي الحذر ... من القدر .. وبالتأكيد الجواب لا .. وحينها يجب التفكير بمنهجية تضع لنا تصورا للعيش الرغيد السعيد ببساطة خارج الأسوار . وبالتأكيد يظل التسأؤل قائما .. لماذا يستهوينا أقامة الأسوار ؟.
تأملت بطراز بناء المستوطنات الإسرائلية فوجدتها عادية كالمباني الغربية وليست للمنازل بداخل المستوطنة أسوار وحدائقها أشبه بحدائق المساكن الغربية وكل يكمل الآخر بجمال الإخضرار والتفاخر بتنسق الحديقة الأجمل ، والسور الوحيد يقع خارج المجموعة وهو بالتأكيد ضروري لهم ..
وأتأمل مدننا ومناطقنا السكنية وكلها أسوار وكأننا نعشق التسوير بل أصبح جزء من تفكيرنا تسوير المنازل والممتلكات وحتى الشعوب ولو أمكننا تسوير البحر والسماء لما بخلنا بمجهود ،، وحياتنا العامة وسياساتنا الوطنية تخضع لنفس التفكير أي التسوير ... والسؤال الذي يتبادر هل نحن غير مستقرين نفسيا ونحاول الإنغلاق أم هي ثقافة البداوة والحمى والمرعى ،، وعندما أعود للجذور أجد أن العربي كان منطلقا بصحرائه يتنقل بتلقائية خلف المرعى والكلا .. فمن أين إكتسبنا ثقافة التقوقع خلف الأسوار .. أسوار حقيقية أو معنوية ..
الأسوار وأشهرها بالطبع سور الصين العظيم وقد شيده الصينيين لصد غزوات القبائل المغولية ،، وبالطبع هناك أسوار شهيرة ولكنها مجرد تحف تاريخية كسور القصطنطينية وسور صنعاء القديمة وسور صعدة الغراء القابعة مكانها كبلدة قديمة لم تمسها يد التغيير أو التطوير والتحديث ،، وأسوار القصور العربية والعالمية ... ومن أشهر الأسوار ما بناه المعتصم العباسي بسامراء بالعراق ... ولكن إعرابيا لم يرق له السور فدون عليه بيت من الشعر :
الا يادار فيك الشؤم واللؤم * متى يعشعش في أرجائك البوم
وبعيدا عن بساطة المعتصم أو الضرورة التي دعته لبناء السور ،، فأشهر الأسوار وأثمنها بل وأندرها تقع ببلادنا اليمن السعيد وبمنطقة حدة العامرة ،، حيث أهل العز والنظال يفاخرون بأسوار مبانيهم الشامخة شموخ أنافهم ويباهون بها أسوار القصطنطينية وسامراء ... ليظهر بالنهاية سور المعتصم قزما أمام عبقرية أبناء اليمن الأحرار ..
بقي القول هل يحمي الحذر ... من القدر .. وبالتأكيد الجواب لا .. وحينها يجب التفكير بمنهجية تضع لنا تصورا للعيش الرغيد السعيد ببساطة خارج الأسوار . وبالتأكيد يظل التسأؤل قائما .. لماذا يستهوينا أقامة الأسوار ؟.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 118
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 1:35 am
- مكان: ستوكهولم
أسوار لا تحمي الساكنين
أخي العزيز
كالعادة..موضوعك يمتاز بالجمال وبذكاء ألتقاط الصورية الأكثر تأثيراً.
ليس هناك مشاركات لأن مواضيعك مثيرة للأفكار وليس للجدل، وتجبر المرء على الإختلاء بنفسه ولو للحظات ليناقش مع ذاته ما كتبتَ.
هل أتجرأ وأطلب منك ان تستمر بالكتابة؟؟ سبق وفعلتها وها أنا أطلب منك للمرّة التانية.
ولا تنتظر تعليقات من أحد. مواضيعك عبارة عن توليفات وثائقية مكتوبة بروح شِعرية عالية الشفافية.
لذلك اتوقع ان تصبح يوماً ما شاعراً أو مخرجاً ناجحاً للأفلام الوثائقية.
لك حبي وأحترامي
كالعادة..موضوعك يمتاز بالجمال وبذكاء ألتقاط الصورية الأكثر تأثيراً.
ليس هناك مشاركات لأن مواضيعك مثيرة للأفكار وليس للجدل، وتجبر المرء على الإختلاء بنفسه ولو للحظات ليناقش مع ذاته ما كتبتَ.
هل أتجرأ وأطلب منك ان تستمر بالكتابة؟؟ سبق وفعلتها وها أنا أطلب منك للمرّة التانية.
ولا تنتظر تعليقات من أحد. مواضيعك عبارة عن توليفات وثائقية مكتوبة بروح شِعرية عالية الشفافية.
لذلك اتوقع ان تصبح يوماً ما شاعراً أو مخرجاً ناجحاً للأفلام الوثائقية.
لك حبي وأحترامي

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2274
- اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
- مكان: صنعاء
- اتصال:
تعقيب
سيدي العزيز الهاشمي اليمانيولو أمكننا تسوير البحر والسماء لما بخلنا بمجهود ،،
حسب دراسة الجدوى التي قمنا بها ، إتضح أن من الأفضل
تسوير السماء
وتبليط البحر
ففي ذلك تكلفة أعلى يحق لشعوبنا التباهي بها
مثل التباهي بتكلفة النهر العظيم في ليبيا
لا نختلف بأن أي شخص يقف أمام الأسوار ، يرفع رأسه تلقائياً ( ليرى إرتفاع السور )وبالتأكيد يظل التسأؤل قائما .. لماذا يستهوينا أقامة الأسوار ؟.
وهذا فائدة للشعب
وهي أن يظل مرفوع الرأس دائماً


تحياتي لكم ،، وسلمت أناملكم الكريمة على مواضيعكم البسيطه في أسلوبها والعميقه في جوهرها .


-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
المتوكل : سيدي الكريم ... هو غيض من فيض فقصصنا مع أمثال النهر العظيم متعددة وثرية ..
نحن بني العباس نجلس على الكراسي
وبمثل النهر العظيم تدفقت أفكار لها أطوار ... حتى ولجت قاموس اللغة فأخبرت أن الديموقراطية كلمة عربية وتعني ديمومة الجلوس على الكراسي ... والتي كانت سبب علل مجتمعنا وسبب إنحداره للحظيظ ... وطالما أن مفكرين وفلاسفة بهذا الحجم وقد أحاطوا أنفسهم بعدة أسوار فمن الطبيعي أن تكن هامتنا مرفوعة ليس بسبب الفخار ولكن لتعودنا للنظر لما تخفيه أسوارنا التي لاتعد ولاتحصى .
وتقبل سيدي مني خالص الإحترام وعميق المحبة وصادق الود .
نحن بني العباس نجلس على الكراسي
وبمثل النهر العظيم تدفقت أفكار لها أطوار ... حتى ولجت قاموس اللغة فأخبرت أن الديموقراطية كلمة عربية وتعني ديمومة الجلوس على الكراسي ... والتي كانت سبب علل مجتمعنا وسبب إنحداره للحظيظ ... وطالما أن مفكرين وفلاسفة بهذا الحجم وقد أحاطوا أنفسهم بعدة أسوار فمن الطبيعي أن تكن هامتنا مرفوعة ليس بسبب الفخار ولكن لتعودنا للنظر لما تخفيه أسوارنا التي لاتعد ولاتحصى .
وتقبل سيدي مني خالص الإحترام وعميق المحبة وصادق الود .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 619
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 01, 2005 11:50 pm
- مكان: اليمن