صعدة تحدد مصير صالح - سامي كليب - السفير

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
عصائب اهل الحق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 125
اشترك في: الجمعة يوليو 18, 2008 11:48 pm

صعدة تحدد مصير صالح - سامي كليب - السفير

مشاركة بواسطة عصائب اهل الحق »

صعدة تحدد مصير صالح

سامي كليب
يروي مسؤول إماراتي بارز انه حين اشتدت نيران الحرب بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثيين قبل حوالى السنتين في صعدة، زار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعه وزير دفاعه، إمارة أبو ظبي طالبا مساعدات عسكرية عاجلة، وقال الوزير لمضيفيه إن عدم حصول الجيش على هذه المساعدات «الثقيلة» قد يجعله مهددا بالانهيار.
ربما كان «التهويل» آنذاك مطلوبا لحث الدول الخليجية على رفع مستوى المساعدة والتخفيف من حقدها على اليمن منذ وقوفه إلى جانب العراق بعد اجتياحه الكويت، لكن الجيش اليمني كان فعلا آنذاك في وضع لا يحسد عليه، وقد فوجئ صالح وقواته بحجم السلاح والتنظيم والقدرات القتالية العالية لدى الحوثيين.
جرت محاولات عديدة لكسر شوكة مقاتلي الحركة الحوثية «الزيدية» (نسبة إلى الإمام زيد بن علي) والقريبة من العقيدة «الاثني عشرية» الشيعية. فحاورهم مرارا وضربهم مرارا، لكن النتيجة بقيت على حالها، كلما تمت محاورة الحوثيين أو ضربهم كلما اشتدت شوكتهم.
والرئيس صالح «الزيدي» أيضا، كلف وسطاء للذهاب مراراً إلى صعدة، عله يقنع الحوثيين بإلقاء السلاح، لكن الوساطات سرعان ما كانت تنهار تحت النيران التي يتم تبادل الاتهامات بين الطرفين حول المسؤولية عنها.
سيقت اتهامات ضد صالح بأنه هو الذي خلق وشجع ظاهرة الحوثيين بداية، تارة للحد من انتشار حلفائه القدامى وخصومه اللاحقين في «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي، وتارة أخرى للتأثير على السعودية المتاخمة لصعدة. لكن السلطات الرسمية ترد هذه التهم جميعا وتتهم الحوثيين بالحصول على مساعدات «خارجية» وبمد خطوط كثيرة مع إيران.
كان المناخ العام في العالم العربي يصدق كل تهمة تساق ضد إيران، ويعزز ذلك أن الحوثيين يقومون ببعض الطقوس الدينية ذات الطابع الشيعي، كمثل إحياء ذكرى عاشوراء وعيد الغدير، لكن طهران نفت مرارا تدخلها في اليمن وفي أي دولة عربية أخرى.
وقيل أيضا إن الحوثيين المنطلقين من أفكار وكتب منظرهم وقائدهم الأول بدر الدين الحوثي، يريدون إعادة عهد «الإمامة» في اليمن وإسقاط الجمهورية... وقيل وقيل وقيل، لكن واقع الأمر هو أن منطقة صعدة كانت قد أصبحت عصية جدا على القوات اليمنية، وان الهدنة التي أعلنها صالح، وقال خلالها قبل نحو عام انه « لن يحصل قتال مطلقا بعد اليوم»، سقطت لأسباب كثيرة، وكان لكل طرف ذرائعه في تحميل الطرف الآخر المسؤولية.
تخللت الحروب الست بين القوات الشرعية وميليشيات الحوثيين، تطورات كثيرة في اليمن، أبرزها إعادة انتخاب صالح لولاية جديدة للبلاد، واشتداد هجوم المعارضة عليه، وأخطرها بدء «الحراك الجنوبي»، وانتقاله من مجرد شعارات ومطالبات، إلى معارك وتظاهرات دموية. وبين هذه وتلك برزت أصوات داخل قبيلة حاشد التي ينتمي إليها صالح، تطالبه بالتنحي عن السلطة، وكان أكثرها لفتا للانتباه ما قاله في هذا السياق الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر قبل أيام قليلة عبر شاشة قناة «الجزيرة».
أمام كل ما تقدم يبدو أن الرئيس صالح، يريد من خلال رفع مستوى الحرب في صعدة أن يعيد ترسيخ دعائم نظامه، وإفهام خصومه من الشمال إلى الجنوب أنه لا يزال الأقوى، وأن الأمور لن تفلت من يديه ببساطة، وان الوحدة التي حافظ عليها بالدم بعد حرب العام 1994، لن ينفرط عقدها وتذوب بهذه السهولة التي يتمناها خصمه الجنوبي علي سالم البيض، الذي لا يزال مقيما في الخارج.
إن الانتصار في حرب صعدة بات مفصليا بالنسبة لعلي عبد الله صالح، ذلك أن خسارة هذه الحرب، لأي سبب كان، تعني بداية انتهاء النظام الحالي، أو فرش السجادة الحمراء أمام الخصوم للانقضاض على هذا النظام، أو تشجيع الجنوب على الانتفاض بقوة هذه المرة. ومن الواضح أن لحرب صعدة رسالة جلية صوب الجنوبيين.
ومن غير المرجح إذاً أن تنتهي هذه الحرب بسهولة، ولعل صالح حصل على ضوء أخضر دولي وإقليمي للقضاء على الحوثيين (ثمة اتهامات حوثية لافتة للسعودية)، أو لعله يغامر كما غامر في حرب الوحدة عام 1994 ثم يضع العالم أمام الأمر الواقع. أما داخليا فإن الاحتفاء الكبير للرئيس والقيادة اليمنية بعودة القيادي والداعية الإسلامي محمد المؤيد إلى اليمن، يبعث برسالة طمأنة بان ما يفعله ليس لضرب المسلمين وإنما لضرب «الخارجين عن القانون».
لا شك في ان اليمن في وضع لا يحسد عليه، وكذلك الرئيس علي عبد الله صالح.
سامي كليب
http://www.assafir.com/Article.aspx?Edi ... امي%20كليب

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“