بحث مختصر .... حولَ الدعوات الزيدية باسم الرضا من آل محمد
بحث مختصر .... حولَ الدعوات الزيدية باسم الرضا من آل محمد
بحث مختصر يتكلّم عن الدّعوات الزيدية باسم الرضا من آل محمد ، وعلاقة أئمة الجعفرية بها .
ملاحظة / البحث انصبّ أكثرهُ على الإمام الحسين الفخي ( وهُو مُجتزأٌ من سيرته ) ، فيُفضّل مُطالعَة الترجمة قبلَ البَحث .
http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... =6321#6321
-----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمُرسلين سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين المتقين ، ومن تبعهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدّين .
[ مُقدمّة بحث حول دعوات سادات أهل البيت باسم الرّضا من آل محمد (ع) ]
يغلطُ البعض الكثير من الإخوة الجعفرية ، في تفسير دَعوات سادات بني الحسن والحسين (ع) ، باسم الرّضا من آل محمد ، فيجعلونَ هذه الدّعوات دعواتٌ إلى أشخاصِ أئمتهم الإثني عشر ، وعلى أنّهُم هُم المقصودون بالرّضا من آل محمد ، أي أنّ الدّعوة لهُم وباسمهِم وبتصرّفُهِم ، وأنّ القائم بالدّعوة من أبناء عمومتهم كزيد بن علي (ع) إنّما كانَ داعيةً لإمامة ابن أخيه جعفر الصادق على أنّه الرّضا من آل محمد ، وكذلك الحسين الفخّي وأنّه إنّما كان يَقصدُ بالرّضا من آل محمد ابن عمّه موسى الكاظم ، لا إمامَة نفسِه ، وهذا وَهَم ، وإن كانَ الجعفرية لَم يقولوا بهذا إلاَّ في حقّ زيد بن علي ، ولكنّ السيد حسين المدرسي يُحاول في كتابه التاريخ الإسلامي التعميم على جميعِ أئمة الزيدية ، وهُوَ لَم يَثبت عن زيد بن علي (ع) فضلاً عن أن يَثبُت على يحيى بن زيد و النفس الزكيّة والنّفس الرضيّة والحسين الفخي (ع) ، و إنّما قُلنا أنّه وَهمٌ ، لأنَّ الحقيقة هُو أنَّ هؤلاء السّادَة خَرجوا داعينَ لإمامَة أنفُسهِم ، وإن دَعَوا إلى الرّضا من آل محمّد ، فهُم الرّضا من آل محمد ، دعَا بها زيدُ بن عليٍّ وهُو الرّضا ، ودَعا بها النّفس الزكيّة وهُوَ الرّضا ، ودَعا بها الحسين الفخي (ع) كما مرّ بكَ في سيرته وهُوَ الرّضا ، وسنخصّ الكلامَ هُنا على الإمام الحسين الفخي (ع) – صاحب الترجمة - ، وما مَدى أبعاد دَعوتهِ إلى الرّضا من آل محمّد ، ومَن هُو الرّضا الذي يقصده ، ومُناقشَة – كما وَعدنا - ما رواهُ الجعفرية حول عدم مُبايعَة الكاظم له ، ثمَّ بيانُ وجه الحقّ في هذا المقال .
[الدّعوة إلى الرّضا من آل محمّد عليهم وعلى جدّهم أفضل الصلاة والتسليم :]
الدّعوة إلى الرّضا من آل محمّد (ع) ، كانَ شعاراً توارثهُ أئمة أهل البيت (ع) ، يتعالمُونَ به دَعواتهِم بالإمامَة ، دعواتِهم الآمرة بالمعروف والنّاهية عن المُنكَر ، القائمَة بما كان يقومُ به جدّهم رسول الله (ص) ، قدرَ المُستطاع مع إبلاء الجُهد في تحقيق تلك الأهداف السّامية .
[ لماذا تقوم الجعفرية باستقطاب دعوات سادات بني الحسن والحسين على أنّها دَعواتٌ لأئمتهم ]
وهذا تساؤلٌ يجب أن يسألَ عنهُ كلُّ ذو لبٍّ سليم ، ونحنُ نُجيبُ عليه باختصارٍ غيرُ مُخلٍّ إن شاء الله تعالى ، فنقول : أنَّ الجعفرية أدركَت ضعفَ جانبها ، و مَدى دهاء وعظمَة أن يكونَ هؤلاء السادة من بني فاطمة أمثال زيد بن علي وابنه يحيى و محمد النفس الزكية وإبراهيم النفس الرضية والحسين الفخي ، الذينَ دانَت الأمة جمعاً بفضلهِم وتقدّمهم على أهل أعصارِهم ، ومَدى عِبادَتهِم وحُسنِ مَذاهِبِهِم ، مَدى دهاء وعظمَة أن يكونَ هؤلاء وأمثالُهم على جهلٍ بأئمة أزمانهم المعصومين الإثني عشر ، فالدّعوة إلى الرّضا من آل محمد من زيد بن علي (ع) ، إلى إمامة نفسه ، تعني جهلَ الإمام زيد (ع) بإمامَة ابن أخيه جعفر الصّادق ، تعني جهلَ الإمام زيد (ع) بالنّص الإثني عشري برمّته ، والإمام زيد هُوَ مَن هُو في القُرب من بيتِ المعصومين فأبوه زين العابدين رابعُ الإثني عشر ، وأخوه الباقر خامسُ الإثني عشر ، وابن أخيه جعفر الصادق سادس الإثني عشر ، فادّعاء زيد الإمامَة لنفسه ، تُضعِفُ معرفتهُ بالنّص على هؤلاء الأئمة بأسمائهم وأعدادهم ، و هذا يكونُ على حجّةً عُظمى عندما يكونُ أبناء الأئمة لا يَعلمُونَ أئمة أخوتهم وأبناء إخوتهم الإمامة الربّانية النّصية ، وأمثالُ هذا المثالِ كثيرٌ لدى الجعفرية ، وفيه فليتأمّل الباحث ، نعم ! والدّعوة إلى الرّضا من آل محمد من مُحمد بن عبدالله النفس الزكيّة (ع) ، إلى إمامَة نفسه ، تَعني جَهلَ النفس الزكيّة بإمامَة ابن عمّه جعفر الصّادق (ع) ، تَعني جَهلَ النفس الزكيّة (ع) بالنّص الإثني عشري برمّته ، والإمام محمد بن عبدالله المحض (ع) مَعروفٌ بألمعيّته وعلوّ شأنه في العلم والورَع والتديّن ، والقُرب من صالحي أهل البيت (ع) ، هذا وقَد حَشرَ الجعفريّة بعض الأدلّة في الاستدلال على دعوة الإمام زيد بن علي (ع) إلى الرّضا من آل محمد قاصداً بالرّضا ابن أخيه ، لا نَفسَه ، وهيَ باطلةٌ قطعاً ، وليسَ هذا المُختَصر محلُّ نقاش وإثبات بُطلانها ، ومعَ ذلك فإن الجعفرية وإن اجتهدوا في غمطِ زيد بن علي (ع) إمامته ، فإنّهم لَن يستطيعوا استجلاب أو تحوير أو تبديل أدلّة ادّعاء النفس الزكيّة (ع) [ تلميذ عمّه زيد بن علي ، وأحدُ المُشاركين معه في ثورته ] للإمامَة باسم الرّضا من آل محمد ، قاصداً نفسَه بالرّضا ، لا غيرَها ، وهذا الحَدثُ ممّا يُعلَمُ بالضّرورة ، لا يُنكرهُ إلاَّ مُباهت ، وأكَّد عليه السيد الخوئي في معجمه ، وجعلّه من الأمور التي لا خلافَ حولَها ، فإن أرادَ الجعفرية إسقاط شَناعَة جهل الإمام زيد بن علي (ع) بإمامة ابن أخيه الصادق (ع) ، فإنّه لا يَسقُطُ عنهُم شَناعَةُ جَهل النفس الزكية (ع) بإمامَة ابن عمّه جعفر الصادق (ع) ، ولا يسقطُ عنهُم شناعة جهل النفس التقيّة يحيى بن عبدالله (ع) بإمامة ابن عمّه موسى الكاظم (ع) ، ولا يسقطُ عنهُم شناعة القاسم الرسي (ع) بإمامة ابن عمّه محمد الجواد (ع) ، وكذلكَ الحالُ مع -صاحب الترجمة – الإمام الحسين الفخي وجهلهُ بإمامَة ابن عمّه موسى الكاظم (ع) ، وهُنا سنذكُر أدلّة دُعاء الحسين الفخي (ع) إلى الرّضا من آل محمد ، وأنّه كانَ الرّضا ، لا غيرَه .
[ نظرةُ سادات أهل البيت في أزمانهم إلى الرضّا من آل محمد ومَن هُو ؟ ]
أ- قالَ الحافظ مُسند أهل الكوفة ومُحدّثها وفخر الزيدية أبي عبدالله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) في كتابه الجامع :
1- قال محمد بن منصور المرادي – رحمه الله -: سَألتُ أحمد بن عيسى [ بن زيد بن علي زين العابدين ] (ع) ، عَن الدّعوة هَلْ إلى الرّضَا مِن آلِ مُحمّد ؟ فَقالَ: (( نَعَم، الدّعوةُ إلى الرضَى، ثمَّ قَالْ: الذِي يَقومُ هُو الرّضَى، ولِكنّهَا دَعوَةٌ جَامِعَة )) . هذا وأحمدُ بني عيسى (ع) ممّن عاصَر دَعوات بني فاطمة ، وهُو الذي ما بينهُ وبين جده زيد بن علي (ع) إلا أبٌ واحدٌ فقط !! .
2- عن محمد بن منصور المرادي – رحمه الله -، قال: قُلتُ لأحمد بن عيسى (ع) : حَدّثني عبدالله بن موسى [ الجون بن عبدالله المحض بت الحسن المثنى ] أنَّ زَيدَ بن عَلي، ومُحمّد بن عبدالله، وحُسينُ بنُ علي صَاحبُ فخ (ع) : دَعَوا إلى الرّضا ، فَقَال [ أحمد بن عيسى (ع)]: (( صَدَق، دَعَانِي الحُسينُ صَاحِبُ فَخ إلى الرّضا ، وهُوَ كَانَ الرّضَا )) . وهُنا تأمّل ربطَ زاهد الآل عبدالله بن موسى الجون (ع) بين دَعوة زيد بن علي وعمّه النفس الزكيّة ، ربطها بالدعوة إلى الرّضا من آل محمّد ، مع العلم أن الأخير كانَ قَد دَعا إلى نفسه بلا شكٍّ من الجعفرية في ذلك ، ودعوة الإمام زيد بن علي (ع) كانَت كدعوة النفس الزكية مثلاً بمثل ، وكيفَ لا تكونُ الدّعوات مُتشابهة فيما بينهُما ، والنفس الزكية هُو القائل : ((أمَا والله لقد أحيَا زيدُ بن علي ، مَا اندَثر مِن سُنَنِ المُرسَلين، وأقَامَ عَمودَ الدّين إذْ اعوّج، ولَن نَقتَبِسَ إلاّ مِن نُورِه، وزَيدٌ إمِامُ الأئمّة )). أيضاً تأمّل قول أحمد بن عيسى (ع) أنّ الحسين الفخي (ع) دَعاهُ إلى الرّضا ، وأنّهُ كانَ هُوَ الرّضا ، عندها أيقِن أنَّ الدّعوة باسم الرّضا إنّما كانَت لأشخاصِ القائمين عليها ، لا لِغيرهِم كما توهّمت الجعفريّة .
ب – رَوى الإمام الناطق بالحق يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب (ع) .
3- عن الإمام نجم آل الرسول القاسم الرسي (ع) ، قال : حدّثني أبي [ إبراهيم طباطبا أحد المُبايعين للحسين الفخي (ع) ] ، قالْ : (( بَايَعنا الحسين بن علي الفخي (ع) على أنّه هُوَ الإمام )) . وهُنا تأمّل أنّه قد ثبتَت دَعوة الحسين الفخي (ع) إلى الرّضا من آل محمّد ، فيأتي شيخ الزيدية إبراهيم طباطبا ليؤيّد أنّه بايعَ الحُسين الفخي على أنّه الإمام ، بالرّغم من دعوة الحسين (ع) إلى الرّضا ، فهُوَ الرّضا .
[ بيعة الإمام موسى الكاظم (ع) ، للإمام الحسين الفخي (ع) ]
تُحاولُ الزيدية جاهدةً لإبراز أهل البيت (ع) في أزمانهم ، بصورَة الجَسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عُضوٌ تَداعى له سائرُ الأعضار بالسّهر والحُمّى ، وليسَ في مُحاولاتهِم هذه أي تعسّفٍ في المقال ، أو بُعدٌ عَن الصّواب ، لأنّه الواقع الذي تستنتجه الفطرة السليمة ، قبلَ المصادر التاريخية والروائية ، وخصوصاً في مَن كان منهم قريباً بعهد رسول الله (ص) ، الحسن بن الحسن وعلي بن الحسين ، الباقر وزيد بن علي ، الصادق والنفس الزكية ، الكاظم والحسين الفخي ، .. إلخ . ولكنَّ الجعفرية للأسف تًسعَى لخلقِ فجواتٍ عميقة المَدى بين سادات بني الحسن وسادات بني الحُسين ، بَل بين سادات بني الحسين أنفُسهُم ، والله المُستعان ، ونحنُ عندما نكتُبُ هذه السطّور غيرُ راغبين بإبراز الجعفرية بهذا اللّباس ، لأنّنا نَعلمُ أنّهُم اليومَ لا يُحبّونَه ، وقَد لا يَدينونَ الله به ، ولكن أصولَ مَذهبهم تُحتّم عليهم الاختيار لواحدٍ مِن اثنين : 1) إمّا موالاة أئمتهم الإثني عشر ، وصفّ أئمة الزيدية في مصافّ الخارجين عن طاعَة الإمام ، المُستبدّين على حقّ أعطاهُ الله له ، ولا موالاة لِمَن هذه صفته . 2) وإمّا موالاة أئمتهم الإثني عشر ، وموالاة أئمة الزيدية واعتقاد أنَّ الجميع على صواب ، وهُم بهذا سيفتحونَ على أنفُسهِم نوافذَ عديدة ، تُدينهُم . والأمرُ لهُم وعليهِم ، ويهمّنا هُنا هُو بيانُ سبب قولنا في الوجه الأول من صفّ سادات بني الحسن والحسين أئمة الزيديّة في عداد الخارجين الباغين المُتسلّطين ، حتّى لا نكونَ بذلكَ ممّن يرمون بالكَلِم لا يَملكونَ عليه دليلاً ، وذلكَ أنَّ الجعفرية قَد رَوَت أحاديثاً شنيعةً تُصوّر لنا ما كان بينَ زيد بن علي (ع) وابن أخيه الصّادق ، ولَن نَذكُرها لعدَم ثبوتِ حُجّيتها عند الجعفرية مع ثبوتِ روايتهم لها ، ولكنّا سَنُعرّج على سيرة ما بينَ الإمامين الأعظمين محمد النفس الزكية وابن عمّه جعفر الصادق عند الجعفرية لأنّا سنحتاجها في الكلام حولَ الفخي والكاظم ، فتصفُ الجعفرية أنّهُ قَد جرَى بينهُما من الاختلاف ما أدّى بالنفس الزكيّة إلى إرغام الصادق (ع) على البيعَة له ، وإن أبى فالسجنُ ملجأه ، ووصفِ الباقر للنفس الزكية بأنّه الأحول المشؤوم الدّاعيةُ إلى الباطل ، ثم نُعرّج على أصل كلامنا وهُو علاقةُ ما بينَ الكاظم والحسين الفخي (ع) حال طَلبِ البيعة ، فيروي ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني بسنده في كتابه الكافي :
(( لمَّا خَرَجَ الحسين بن علي المقتول بِفخ ، واحتَوى عَلى المَدِينَة، دَعَا مُوسَى بن جَعفَر إلى البيعَة، فَأتاه فَقالَ لَه: يَا ابنَ عمّ لا تُكلّفنِي مَا كَلّفَ ابنُ عمّكَ – يقصد النفس الزكية - عَمَّكَ أبا عبدالله – جعفر الصادق - فَيَخرُجَ مِنّي مَا لا أريد ، كَمَا خَرَجَ مِن أبي عبدالله مَا لَم يَكُن يُريد!!، فقال له الحسين: إنّمَا عَرَضتُ عَليكَ أمراً فَإن أَردْتَه دَخلتَ فِيه، وإنْ كَرِهتَه لَم أحْمِلكَ عَليه والله المُستعان، ثمَّ ودّعَهُ، فَقالَ له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه : يا ابن عم إنّك مَقتول ، فَأجِد الضّرَاب ، فإنّ القومَ فُسّاق ، يُظهرونَ إيماناً ويسترونَ شِركاً ، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أحتسبكم عِندَ الله مِن عُصبَة )) .
نقد الرواية ، واستنتاجات مهمة حولها :
أولاً : هذه الرّواية تُثبت أنَّ الدّعوة من الإمام الحسين الفخي (ع) باسم الرّضا من آل محمّد هيَ إنّما كانَت لشخصِ الدّاعي إليها ، وليسَت إلى غيره ، بدليل : طَلَبِ الإمام الحسين (ع) البيعَة من موسى الكاظم (ع) . وهذا يفتحُ للباحث آفاقاً واسعةً للبحث في ماهيّة دَعوات الرّضا من آل محمد .
ثانياً : هُنا بُمجرَّد إثبات الجعفرية طَلَب الحسين الفخي (ع) البيعَة من ابن عمّه الإمام موسى الكاظم ، انتفَت مَعرفَة الإمام الحسين الفخي (ع) ، بإمامَة ابن عمّه الإمامة النّصية الإثني عشرية المُتسلسة ، انتفَت مَعرفَة الإمام الحسين الفخي بالنّص من جدّه رسول الله (ص) بإمامة أبناء عمومته القريبي الوشيجة والرّحم معهم ، وهذا أيضاً يفتحُ للباحث آفاقاً واسعةً للبحث في ماهيّة صدق النصوص التي يرويها الجعفرية والدّالة على إمامَة الإثني عشر ، وأنَّ أفاضل مُعاصري الأئمة يَجهلونَها .
ثالثاً : أنَّ الإمام الكاظم (ع) يَرفُضُ مُبايَعَة الحسين (ع) عندما دَعاه ، ويقولُ له : ((يَا ابنَ عمّ لا تُكلّفنِي مَا كَلّفَ ابنُ عمّكَ – يقصد النفس الزكية - عَمَّكَ أبا عبدالله – جعفر الصادق - فَيَخرُجَ مِنّي مَا لا أريد ، كَمَا خَرَجَ مِن أبي عبدالله مَا لَم يَكُن يُريد!! )) ، وهُنا تتّضح لكَ معالِم العلاقات السيئة التي يرسمها الجعفرية بين سادات بني الحسن والحسين ، إذ في هذا الكلام من الكاظم تأكيدٌ لسوء العلاقة بين أبيه الصادق والنفس الزكيّة ( ونحنُ نُنزّهُهما عن كُلّ ما يُشين ، ونَروي مُساندَة الصادق ومُبايعته لابن عمّه النفس الزكيّة ) ، وكذلكَ ننُزّه الإمام الكاظم (ع) من صدورِ هذه التهدّدات عنه في حقّ الحسين الفخي بقوله : ((فَيَخرُجَ مِنّي مَا لا أريد )) ، ونَروي مُبايعَة الكاظم (ع) للحسين الفخي وحضوره اجتماع سادات بني الحسن (ع) ، وإقرارهُ على ما أقرّوا عليه .
اعتراض : لَو قال جعفري : أنّ الإمام الحُسين الفخي والنفس الزكيّة ، إنّما خَرجا للأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر فقط ، بدون ادّعاءٍ للإمامَة ، وأنّهُم مُعترفين مُقرين بإمامَة أئمة أزمانهم من الإثني عشر ، وأنّهم إنّما كانوا دُعاةً لهُم .
جوابه : تماشياً ما كلامك أخي المُعترِض ، وإغماضاً للعيون عن النّصوص الثابتات التي تُثبتُ خروجَهم مُدّعين للإمامَة ، فهَل للدّاعيَة الفخّي (ع) أن يَدعُوَ إمامَه الشرّعي الرّباني موسى الكاظم إلى البيعة ؟ وهَل للكاظِم (ع) على ضوء الرواية السابقة أن يَرفُضَ بيعةَ داعيته ؟ فإن عَرفتَ سُقمَ وضعف العبارات السابقة ، وضعفَ الاعتراض ، فعضّد هذا المِثال : بأن هَل للداعية النفس الزكيّة (ع) أن يَدعُو إمامه الشرعي الرّباني جعفر الصادق إلى البيعة ، بل وإرغامهُ عليها ( كما وصَفت الروايات الجعفرية ) ، ثمَّ عضّد ما سبق : بأن هل للداعية النفس التقية يحيى بن عبدالله المحض (ع) أن يُغلظَ الكلام على إمامه الشرعيّ الرّباني موسى الكاظم (ع) وأن يصفهُ باحتجابِ الأمر هُوَ وأبوه فإذا عَرفتَ بُطلان هذا الفعل وهذا التصرّف ، عرفتَ حينها بطلانَ اعتراضِك ، وأنَّ مَن يقول به فإنّما يُريدُ أن يُسليَ نفسهُ وأن يُقاربَ ويُسدّد ، ولَو كانَ هذا منه على حِساب إنصافهِ وعَدم اقتناعه وخداعهِ لنفسه ، ولغيرِهِ بما يُحاوِلُ أن يُقولبَهُ لهُم إن كان مِن الباحثين ، الداعين ، المُرشدين .
وإكمالاً لسدّ ثغرات هذا الاعتراض الركيك ، نذكر ما جَرى بين النفس التقيّة يحيى بن عبدالله المحض (ع) وبين الإمام موسى الكاظم (ع) ، ونحرصُ على إبراز جهل يحيى بن عبدالله بإمامَة موسى الكاظم ، حتّى أتى مَن يُخبرهُ بهذا الأمر بعدَ أن قامَ ودَعا ( وهي مُدّة طويلةٌ لا ينبغي من النفس التقية أن يكون جاهلاً بهذه الإمامة في حقّ ابن عمه بطولها ) ، ثمّ ننوّه على استنباط الروح العدوانية التي تُصوّرها الرواية الجعفرية فيما بينهُما ، وما يستحقّ التركيز عليه هُوَ أنَّ الإمام الكاظم (ع) ينصح ويحثّ النفس التقية بطاعَة وبرّ الخليفة العباسي هارون الرشيد والله المُستعان ، ويا لهُ من تَناقض بينَ موقفِ الكاظم هُنا من الخلافة العبّاسية ، و موقفه من الخلافة العبّاسية في عهد الحسين الفخي عندما وصمَهُم بالفسق وأنهم يُظهرون إيماناً ويسترون شركاً .
فيروي ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني في الكافي أنهُ قَد كان : (( كَتبَ يَحيى بن عبدالله بن الحسن إلى موسى بن جعفر (ع) :
" أمّا بَعَد فَإنّي أوصِي نَفسِي بِتقَوى الله ، وبِهَا أوصِيك ، فإنّها وَصيّة الله فِي الأولّين وَوصِيّتهُ فِي الآخِرين ، خَبّرَنِي مَن وَرَدَ عَلّيَّ مِن أعوانِ الله عَلى دِينِه ونَشرِ طَاعَتِه بِمَا كَان مِن تَحَنّنِكَ مَعَ خِذلانِك ، وقَد شَاورَتَ فِي الدّعوةِ للرضَا مِن آل مُحمّد (ص) ، وقَد احْتَجَبتَهَا واحْتَجَبَهَا أبُوكَ مِن قَبلِك ، وقَديماً ادّعَيتُم مَا لَيسَ لَكُم وبَسَطَتُم آمَالَكُم إلى مَا لَم يُعطِكُم الله ، فَاستَهويتُم وأَظْلَلتُم وأنَا مُحذّرُكَ الله مِا حذَّرَك اللهُ مِن نَفسِه "
فَكَتَبَ إليهِ أبوالحَسن موسى بن جعفر (ع) :
" مِن مُوسَى بن أبي عبدالله جَعفر ، وعَلي مُشتركِينَ فِي التذلل لله وطَاعَته ، إلى يَحيى بن عبدالله بن حسن، أمَّا بَعد : فَإنّي أُحذِّرُكَ اللهَ ونَفسِي ، وأُعلِمُكَ أليمَ عَذابِه وشَديدَ عِقَابِه، وتَكَامُل نقمَاته، وأوصِيكَ و نَفسِي بِتقَوى الله ، فَإنَّهَا زَينُ الكَلام وتثبيتُ النّعَم، أتَانِي كِتَابُكَ تَذكُرُ فِيه أنّي مُدّعٍ وأبِي مِن قَبل ، ومَا سَمِعتَ ذَلك مِنّي (تأمّل) ، وسَتُكتَبُ شَهادَتُهم ويُسألُون ، ولَم يَدَع حِرصُ الدّنيا ومَطَالِبَهَا لأهلها مَطلباً لآخرَتهم، حَتى يَفسد عليهِم مَطلبُ آخرتِهِم فِي دُنياهِم (تأمّل) ، وذَكرتَ أنّي ثبَّطْتُ الناسَ عَنكَ لِرَغبَتي فِيمَا فِي يَديَك (تأمّل) ، ومَا مَنَعنِي مِن مَدخَلكَ الذي أنتَ فِيه ، لَو كُنتُ رَاغباً ضَعفُ عَن سنة ولا قِلّة بَصيرَةٍ بِحُجّة ، ولكنَّ الله تبارك وتعالى خَلقَ النَّاسَ أمشَاجَاً وغَرائبَ وغَرائز، فَأخبرنِي عَن حَرفَينِ أسْألك عَنهُما : مَا العَترَفُ فِي بَدَنِك ومَا الصَهلَجُ فِي الإنسان ، ثُمّ اكتُب إليَّ بِخَبَرِ ذَلك ، وأنَا مُتقدّمٌ إليكَ أُحذّرُكَ مَعصيةَ الخَليفَة ، وأحُثّكَ على بِرّه وطَاعَتِه ، وأنْ تَطلُبَ لِنَفسِكَ أمَاناً قَبلَ أنْ تَأخُذَك الأظفَار ويَلزمُكَ الخِناقُ مِن كل مَكَان، فَتروحُ إلى النّفس مِن كُل مَكان ولا تَجِده، حَتى يَمُنَّ الله عَليكَ بِمَنّه وفَضلِه ورِقّة الخَليفَة أبَقاهُ الله فَيؤمِنَكَ ويَرحَمَكَ ويَحفَظَ فَيكَ أرْحامَ رَسول الله ، والسّلام عَلى مَن اتبعَ الهُدى، إنّا قَد أوحِي إلينَا أنَّ العَذابَ على مَن كَذَّبَ وتَولّى .
قال الجعفري (الرواي): فَبَلَغَنِي أنَّ كِتابَ مُوسَى بن جعفر (ع) وقَعَ فِي يَدَي هَارون فَلمّا قَرأه قال: النّاس يَحملونِي عَلى موسى بن جعفر ، وهُو برئ ممَّا يُرمَى بِه )) . انتهت الرواية والله المُستعان ، والعاقلُ خصيمُ نفسه ، ودأبُ الباحثُ التمحيصُ فيما وراء السطّور ، حتى يحصُلَ على اليقين ، ولا تميلُ به الرّجال عن يمينٍ وعن شمال ، و بهذا و بما ذكرناهُ سابقاً ، نوضّح ما نعنيه في الوجه الثاني ، من أنَّ الجعفريّ وإن حاول التلبّس بثياب الولاء لهؤلاء السّادة من أئمة الزيدية مع الولاء لأئمته الجعفرية ، فإنّه سيفتحُ على نفسه نوافذ عديدةً قَد لا يستطيع الجمعَ بينها ، إلاّ بتحكيم العقل ، وتركَ الهَوى والتعصب لآراء الرّجال . وإذ قَد ذَكرنا ما ذَكرنا ، فإنه وجَب علينا بيان وجه الحق فيما سبقَ مِن المقال :
وجه الحق في علاقة أئمة أهل البيت (ع) ببعضهِم البَعض :
تؤمنُ الزيدية بفضل أصحابِ الفضل من سادات بني الحسن والحُسين ، والكلُّ عندهم مَعدن النبّوة ، ومحلّ الرئاسة والزّعامة في الدّين والدّنيا ، يتفاضلون بالعَمل والتّقوى ، القائمُ المجاهد في سبيل الله أفضلُ من القاعِد ، وهذا نصّ الله سبحانه وتعالى ، ولا نَعدوهُ ولا نزيدُ عليه ، فقال عزّ من قائل كريماً : ((لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )) فالقائم المجاهد أفضل من القاعد ، والكلّ وعدَهَم الله بالحُسنى . وكذا أهل البيت (ع) .
و تُؤمنُ بمحبّة الصادق للنفس الزكيّة ومُناصرتهِ له بالنّفس والوَلَد ، وكذلكَ الحالُ بين الإمام الفخي (ع) وموسى الكاظم (ع) ، وأنّ هؤلاء وإن تخلّفوا عن المُشاركَة في ميادين الوَغى مَعَ أبناء عمومتهم ، فإنّهم كانوا بقلوبهِم وبدعاءهم معهُم مُشايعين مُناصرِين .
تُؤمنُ الزيدية بقيامِ أئمة الجعفرية الذينَ هُم أئمتنا وأعلامُنا في حلالنا وحرامنا ، بقيامهم بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر قدرَ المُستطاعَ وإن لَم يُشاركوا بأعلى مراتبها وهي اليد ، لأنَّ مراتب الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكَر ثلاث أعلاها وأفضلها اليد وأدناها التغيير بالقلب وأوسطها التغيير باللسان ، فَانتفَاء صِفَةِ الأمرِ بِالمعروفِ والنّهي عَن المنكر باليد ، لا يَعنِي انتفائهَا عَن اللسان والقلب ، وكذلكَ كانَ السجّاد (ع) عِندَمَا صعدَ المنبر بحضرة طاغية المُسلمين يزيد ، وكَذلكَ كان جعفر الصادق عندما انتهرَ مَن يسبّ سادات أهل البيت على المنبر النبوي ، وكذلك حالُ سادات بني الحسن والحسين ممّن لَم يُؤثَر عنهم مواقفُ ثوريّة في مَيدان الوغَى ، وهذه هيَ نَظرةُ الزيدية إلى أئمة الجعفرية (ع) ، لأنّ البعض ، قد يعتقدُ وصمَ الزيدية للباقر (ع) بإسدال السّتر وإرخاءه ، هُو رضاهُ بحُكم طواغيت بني أميّة هشامٌ وأذنابه ، وهذا باطل ، أو أنّه لا يأمرُ بالمعروف ولا ينهى عن المنكر مُطلقاً بمجرّد عدم خروجه بالسيف ، وهذا أيضاً باطل ، لأنّ السيف واليد ما هيَ إلاَّ مَرتبةٌ من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويليها مراتب ، والاختلاف هُنا في الأجر والفضل ، و مرتبة اليد أفضلها وأجلها ، والقلب أضعفها ، وكذلك كُلّ ما يُوهِمُ الرّكون إلى الظَلمَة والطّواغيت من أئمة أهل البيت (ع) القائمين والقاعدين ، فإنّهُم مُنزّهين عنه ، وعن الاعتقادِ به ، إذ لَو كانَ هذا اعتقادُهم ما كانُوا لَنا أئمة هُدىً ، ولا كانوا لَنا مَرجعاً في أمور الدّين والدّنيا ، أعزّهم الله من هذا الاعتقاد .
وتؤمنُ الزيّدية أنَّ مُتقدّمي أهل البيت (ع) على مَذهبٍ واحدٍ ، لا ثانيَ له ، وأنهُم مهما اختلفُوا فإنّهُم لا يُجمعُونَ على باطلٍ قَطعاً ، وإجماعهُم حُجّة لأنّهم الثِقَل الأصغَر المُلازمُ للكتاب الكريم .
وتُؤمنُ الزيدية أنّه ستبقى فرقةٌ من أهل البيت سائرةٌ على خُطى سَلفها الصالح حذوَ القُذّة بالقُذّة ، ينطبقُ عليهم لقبُ الثّقلُ الأصغر كما انطبقَ على أسلافهِم الماضين ، وبهم يتحقّقٌ حديث الثقلين والسفينة ، وما رأينا فرقةً مِن فِرَق المُسلمين ضمّت واحتوَت من أعلام الذريّة الزكيّة المرضيّة ، ما حَوتهُ الزيدية إلى يومِنا هذا ، سيداً يعقب سيد ، إمام يتلو إمام ، قائمٌ يتلو قائم ، مُجمعونَ على عقيدةٍ في الله واحدَة ، فالزمَها تركَب سَفينَة نوح ، وإن كُنتَ تَجهلها فقَد لَزمَتك الحجّة على نفسك بقراءة هذه الأسطُر ، فحثّ الخُطى إلى الاستزادَة عنها ، وأمّا الجاهل فإنه عَدوّ نفسهِ ، فلا عليكَ منه ، ولا تَكترِث به ، لأنّه يَهرفُ بمَا لا يَعرف ، ويقُولُ بما يُقال لا بِما يَقولْ !! ، واعتمِد على نفسِك ، ومَا يُمليهِ عليكَ بَحثُك وتحرّيك ، لأنّ الضائقة عليك ، والقبرُ لَن يَحوي غَيرَك ،والله المستعان . وبهذا نختم كلامنا ، فسلام الله على أهل بيت النبوة والرحمة المُذهب عنهم الرجس ، نجوم السماء وملاذ الورى.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي وعلى آله الخيار الأطهار الأبرار .
ملاحظة / البحث انصبّ أكثرهُ على الإمام الحسين الفخي ( وهُو مُجتزأٌ من سيرته ) ، فيُفضّل مُطالعَة الترجمة قبلَ البَحث .
http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... =6321#6321
-----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمُرسلين سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين المتقين ، ومن تبعهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدّين .
[ مُقدمّة بحث حول دعوات سادات أهل البيت باسم الرّضا من آل محمد (ع) ]
يغلطُ البعض الكثير من الإخوة الجعفرية ، في تفسير دَعوات سادات بني الحسن والحسين (ع) ، باسم الرّضا من آل محمد ، فيجعلونَ هذه الدّعوات دعواتٌ إلى أشخاصِ أئمتهم الإثني عشر ، وعلى أنّهُم هُم المقصودون بالرّضا من آل محمد ، أي أنّ الدّعوة لهُم وباسمهِم وبتصرّفُهِم ، وأنّ القائم بالدّعوة من أبناء عمومتهم كزيد بن علي (ع) إنّما كانَ داعيةً لإمامة ابن أخيه جعفر الصادق على أنّه الرّضا من آل محمد ، وكذلك الحسين الفخّي وأنّه إنّما كان يَقصدُ بالرّضا من آل محمد ابن عمّه موسى الكاظم ، لا إمامَة نفسِه ، وهذا وَهَم ، وإن كانَ الجعفرية لَم يقولوا بهذا إلاَّ في حقّ زيد بن علي ، ولكنّ السيد حسين المدرسي يُحاول في كتابه التاريخ الإسلامي التعميم على جميعِ أئمة الزيدية ، وهُوَ لَم يَثبت عن زيد بن علي (ع) فضلاً عن أن يَثبُت على يحيى بن زيد و النفس الزكيّة والنّفس الرضيّة والحسين الفخي (ع) ، و إنّما قُلنا أنّه وَهمٌ ، لأنَّ الحقيقة هُو أنَّ هؤلاء السّادَة خَرجوا داعينَ لإمامَة أنفُسهِم ، وإن دَعَوا إلى الرّضا من آل محمّد ، فهُم الرّضا من آل محمد ، دعَا بها زيدُ بن عليٍّ وهُو الرّضا ، ودَعا بها النّفس الزكيّة وهُوَ الرّضا ، ودَعا بها الحسين الفخي (ع) كما مرّ بكَ في سيرته وهُوَ الرّضا ، وسنخصّ الكلامَ هُنا على الإمام الحسين الفخي (ع) – صاحب الترجمة - ، وما مَدى أبعاد دَعوتهِ إلى الرّضا من آل محمّد ، ومَن هُو الرّضا الذي يقصده ، ومُناقشَة – كما وَعدنا - ما رواهُ الجعفرية حول عدم مُبايعَة الكاظم له ، ثمَّ بيانُ وجه الحقّ في هذا المقال .
[الدّعوة إلى الرّضا من آل محمّد عليهم وعلى جدّهم أفضل الصلاة والتسليم :]
الدّعوة إلى الرّضا من آل محمّد (ع) ، كانَ شعاراً توارثهُ أئمة أهل البيت (ع) ، يتعالمُونَ به دَعواتهِم بالإمامَة ، دعواتِهم الآمرة بالمعروف والنّاهية عن المُنكَر ، القائمَة بما كان يقومُ به جدّهم رسول الله (ص) ، قدرَ المُستطاع مع إبلاء الجُهد في تحقيق تلك الأهداف السّامية .
[ لماذا تقوم الجعفرية باستقطاب دعوات سادات بني الحسن والحسين على أنّها دَعواتٌ لأئمتهم ]
وهذا تساؤلٌ يجب أن يسألَ عنهُ كلُّ ذو لبٍّ سليم ، ونحنُ نُجيبُ عليه باختصارٍ غيرُ مُخلٍّ إن شاء الله تعالى ، فنقول : أنَّ الجعفرية أدركَت ضعفَ جانبها ، و مَدى دهاء وعظمَة أن يكونَ هؤلاء السادة من بني فاطمة أمثال زيد بن علي وابنه يحيى و محمد النفس الزكية وإبراهيم النفس الرضية والحسين الفخي ، الذينَ دانَت الأمة جمعاً بفضلهِم وتقدّمهم على أهل أعصارِهم ، ومَدى عِبادَتهِم وحُسنِ مَذاهِبِهِم ، مَدى دهاء وعظمَة أن يكونَ هؤلاء وأمثالُهم على جهلٍ بأئمة أزمانهم المعصومين الإثني عشر ، فالدّعوة إلى الرّضا من آل محمد من زيد بن علي (ع) ، إلى إمامة نفسه ، تعني جهلَ الإمام زيد (ع) بإمامَة ابن أخيه جعفر الصّادق ، تعني جهلَ الإمام زيد (ع) بالنّص الإثني عشري برمّته ، والإمام زيد هُوَ مَن هُو في القُرب من بيتِ المعصومين فأبوه زين العابدين رابعُ الإثني عشر ، وأخوه الباقر خامسُ الإثني عشر ، وابن أخيه جعفر الصادق سادس الإثني عشر ، فادّعاء زيد الإمامَة لنفسه ، تُضعِفُ معرفتهُ بالنّص على هؤلاء الأئمة بأسمائهم وأعدادهم ، و هذا يكونُ على حجّةً عُظمى عندما يكونُ أبناء الأئمة لا يَعلمُونَ أئمة أخوتهم وأبناء إخوتهم الإمامة الربّانية النّصية ، وأمثالُ هذا المثالِ كثيرٌ لدى الجعفرية ، وفيه فليتأمّل الباحث ، نعم ! والدّعوة إلى الرّضا من آل محمد من مُحمد بن عبدالله النفس الزكيّة (ع) ، إلى إمامَة نفسه ، تَعني جَهلَ النفس الزكيّة بإمامَة ابن عمّه جعفر الصّادق (ع) ، تَعني جَهلَ النفس الزكيّة (ع) بالنّص الإثني عشري برمّته ، والإمام محمد بن عبدالله المحض (ع) مَعروفٌ بألمعيّته وعلوّ شأنه في العلم والورَع والتديّن ، والقُرب من صالحي أهل البيت (ع) ، هذا وقَد حَشرَ الجعفريّة بعض الأدلّة في الاستدلال على دعوة الإمام زيد بن علي (ع) إلى الرّضا من آل محمد قاصداً بالرّضا ابن أخيه ، لا نَفسَه ، وهيَ باطلةٌ قطعاً ، وليسَ هذا المُختَصر محلُّ نقاش وإثبات بُطلانها ، ومعَ ذلك فإن الجعفرية وإن اجتهدوا في غمطِ زيد بن علي (ع) إمامته ، فإنّهم لَن يستطيعوا استجلاب أو تحوير أو تبديل أدلّة ادّعاء النفس الزكيّة (ع) [ تلميذ عمّه زيد بن علي ، وأحدُ المُشاركين معه في ثورته ] للإمامَة باسم الرّضا من آل محمد ، قاصداً نفسَه بالرّضا ، لا غيرَها ، وهذا الحَدثُ ممّا يُعلَمُ بالضّرورة ، لا يُنكرهُ إلاَّ مُباهت ، وأكَّد عليه السيد الخوئي في معجمه ، وجعلّه من الأمور التي لا خلافَ حولَها ، فإن أرادَ الجعفرية إسقاط شَناعَة جهل الإمام زيد بن علي (ع) بإمامة ابن أخيه الصادق (ع) ، فإنّه لا يَسقُطُ عنهُم شَناعَةُ جَهل النفس الزكية (ع) بإمامَة ابن عمّه جعفر الصادق (ع) ، ولا يسقطُ عنهُم شناعة جهل النفس التقيّة يحيى بن عبدالله (ع) بإمامة ابن عمّه موسى الكاظم (ع) ، ولا يسقطُ عنهُم شناعة القاسم الرسي (ع) بإمامة ابن عمّه محمد الجواد (ع) ، وكذلكَ الحالُ مع -صاحب الترجمة – الإمام الحسين الفخي وجهلهُ بإمامَة ابن عمّه موسى الكاظم (ع) ، وهُنا سنذكُر أدلّة دُعاء الحسين الفخي (ع) إلى الرّضا من آل محمد ، وأنّه كانَ الرّضا ، لا غيرَه .
[ نظرةُ سادات أهل البيت في أزمانهم إلى الرضّا من آل محمد ومَن هُو ؟ ]
أ- قالَ الحافظ مُسند أهل الكوفة ومُحدّثها وفخر الزيدية أبي عبدالله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) في كتابه الجامع :
1- قال محمد بن منصور المرادي – رحمه الله -: سَألتُ أحمد بن عيسى [ بن زيد بن علي زين العابدين ] (ع) ، عَن الدّعوة هَلْ إلى الرّضَا مِن آلِ مُحمّد ؟ فَقالَ: (( نَعَم، الدّعوةُ إلى الرضَى، ثمَّ قَالْ: الذِي يَقومُ هُو الرّضَى، ولِكنّهَا دَعوَةٌ جَامِعَة )) . هذا وأحمدُ بني عيسى (ع) ممّن عاصَر دَعوات بني فاطمة ، وهُو الذي ما بينهُ وبين جده زيد بن علي (ع) إلا أبٌ واحدٌ فقط !! .
2- عن محمد بن منصور المرادي – رحمه الله -، قال: قُلتُ لأحمد بن عيسى (ع) : حَدّثني عبدالله بن موسى [ الجون بن عبدالله المحض بت الحسن المثنى ] أنَّ زَيدَ بن عَلي، ومُحمّد بن عبدالله، وحُسينُ بنُ علي صَاحبُ فخ (ع) : دَعَوا إلى الرّضا ، فَقَال [ أحمد بن عيسى (ع)]: (( صَدَق، دَعَانِي الحُسينُ صَاحِبُ فَخ إلى الرّضا ، وهُوَ كَانَ الرّضَا )) . وهُنا تأمّل ربطَ زاهد الآل عبدالله بن موسى الجون (ع) بين دَعوة زيد بن علي وعمّه النفس الزكيّة ، ربطها بالدعوة إلى الرّضا من آل محمّد ، مع العلم أن الأخير كانَ قَد دَعا إلى نفسه بلا شكٍّ من الجعفرية في ذلك ، ودعوة الإمام زيد بن علي (ع) كانَت كدعوة النفس الزكية مثلاً بمثل ، وكيفَ لا تكونُ الدّعوات مُتشابهة فيما بينهُما ، والنفس الزكية هُو القائل : ((أمَا والله لقد أحيَا زيدُ بن علي ، مَا اندَثر مِن سُنَنِ المُرسَلين، وأقَامَ عَمودَ الدّين إذْ اعوّج، ولَن نَقتَبِسَ إلاّ مِن نُورِه، وزَيدٌ إمِامُ الأئمّة )). أيضاً تأمّل قول أحمد بن عيسى (ع) أنّ الحسين الفخي (ع) دَعاهُ إلى الرّضا ، وأنّهُ كانَ هُوَ الرّضا ، عندها أيقِن أنَّ الدّعوة باسم الرّضا إنّما كانَت لأشخاصِ القائمين عليها ، لا لِغيرهِم كما توهّمت الجعفريّة .
ب – رَوى الإمام الناطق بالحق يحيى بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب (ع) .
3- عن الإمام نجم آل الرسول القاسم الرسي (ع) ، قال : حدّثني أبي [ إبراهيم طباطبا أحد المُبايعين للحسين الفخي (ع) ] ، قالْ : (( بَايَعنا الحسين بن علي الفخي (ع) على أنّه هُوَ الإمام )) . وهُنا تأمّل أنّه قد ثبتَت دَعوة الحسين الفخي (ع) إلى الرّضا من آل محمّد ، فيأتي شيخ الزيدية إبراهيم طباطبا ليؤيّد أنّه بايعَ الحُسين الفخي على أنّه الإمام ، بالرّغم من دعوة الحسين (ع) إلى الرّضا ، فهُوَ الرّضا .
[ بيعة الإمام موسى الكاظم (ع) ، للإمام الحسين الفخي (ع) ]
تُحاولُ الزيدية جاهدةً لإبراز أهل البيت (ع) في أزمانهم ، بصورَة الجَسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عُضوٌ تَداعى له سائرُ الأعضار بالسّهر والحُمّى ، وليسَ في مُحاولاتهِم هذه أي تعسّفٍ في المقال ، أو بُعدٌ عَن الصّواب ، لأنّه الواقع الذي تستنتجه الفطرة السليمة ، قبلَ المصادر التاريخية والروائية ، وخصوصاً في مَن كان منهم قريباً بعهد رسول الله (ص) ، الحسن بن الحسن وعلي بن الحسين ، الباقر وزيد بن علي ، الصادق والنفس الزكية ، الكاظم والحسين الفخي ، .. إلخ . ولكنَّ الجعفرية للأسف تًسعَى لخلقِ فجواتٍ عميقة المَدى بين سادات بني الحسن وسادات بني الحُسين ، بَل بين سادات بني الحسين أنفُسهُم ، والله المُستعان ، ونحنُ عندما نكتُبُ هذه السطّور غيرُ راغبين بإبراز الجعفرية بهذا اللّباس ، لأنّنا نَعلمُ أنّهُم اليومَ لا يُحبّونَه ، وقَد لا يَدينونَ الله به ، ولكن أصولَ مَذهبهم تُحتّم عليهم الاختيار لواحدٍ مِن اثنين : 1) إمّا موالاة أئمتهم الإثني عشر ، وصفّ أئمة الزيدية في مصافّ الخارجين عن طاعَة الإمام ، المُستبدّين على حقّ أعطاهُ الله له ، ولا موالاة لِمَن هذه صفته . 2) وإمّا موالاة أئمتهم الإثني عشر ، وموالاة أئمة الزيدية واعتقاد أنَّ الجميع على صواب ، وهُم بهذا سيفتحونَ على أنفُسهِم نوافذَ عديدة ، تُدينهُم . والأمرُ لهُم وعليهِم ، ويهمّنا هُنا هُو بيانُ سبب قولنا في الوجه الأول من صفّ سادات بني الحسن والحسين أئمة الزيديّة في عداد الخارجين الباغين المُتسلّطين ، حتّى لا نكونَ بذلكَ ممّن يرمون بالكَلِم لا يَملكونَ عليه دليلاً ، وذلكَ أنَّ الجعفرية قَد رَوَت أحاديثاً شنيعةً تُصوّر لنا ما كان بينَ زيد بن علي (ع) وابن أخيه الصّادق ، ولَن نَذكُرها لعدَم ثبوتِ حُجّيتها عند الجعفرية مع ثبوتِ روايتهم لها ، ولكنّا سَنُعرّج على سيرة ما بينَ الإمامين الأعظمين محمد النفس الزكية وابن عمّه جعفر الصادق عند الجعفرية لأنّا سنحتاجها في الكلام حولَ الفخي والكاظم ، فتصفُ الجعفرية أنّهُ قَد جرَى بينهُما من الاختلاف ما أدّى بالنفس الزكيّة إلى إرغام الصادق (ع) على البيعَة له ، وإن أبى فالسجنُ ملجأه ، ووصفِ الباقر للنفس الزكية بأنّه الأحول المشؤوم الدّاعيةُ إلى الباطل ، ثم نُعرّج على أصل كلامنا وهُو علاقةُ ما بينَ الكاظم والحسين الفخي (ع) حال طَلبِ البيعة ، فيروي ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني بسنده في كتابه الكافي :
(( لمَّا خَرَجَ الحسين بن علي المقتول بِفخ ، واحتَوى عَلى المَدِينَة، دَعَا مُوسَى بن جَعفَر إلى البيعَة، فَأتاه فَقالَ لَه: يَا ابنَ عمّ لا تُكلّفنِي مَا كَلّفَ ابنُ عمّكَ – يقصد النفس الزكية - عَمَّكَ أبا عبدالله – جعفر الصادق - فَيَخرُجَ مِنّي مَا لا أريد ، كَمَا خَرَجَ مِن أبي عبدالله مَا لَم يَكُن يُريد!!، فقال له الحسين: إنّمَا عَرَضتُ عَليكَ أمراً فَإن أَردْتَه دَخلتَ فِيه، وإنْ كَرِهتَه لَم أحْمِلكَ عَليه والله المُستعان، ثمَّ ودّعَهُ، فَقالَ له أبو الحسن موسى بن جعفر حين ودعه : يا ابن عم إنّك مَقتول ، فَأجِد الضّرَاب ، فإنّ القومَ فُسّاق ، يُظهرونَ إيماناً ويسترونَ شِركاً ، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أحتسبكم عِندَ الله مِن عُصبَة )) .
نقد الرواية ، واستنتاجات مهمة حولها :
أولاً : هذه الرّواية تُثبت أنَّ الدّعوة من الإمام الحسين الفخي (ع) باسم الرّضا من آل محمّد هيَ إنّما كانَت لشخصِ الدّاعي إليها ، وليسَت إلى غيره ، بدليل : طَلَبِ الإمام الحسين (ع) البيعَة من موسى الكاظم (ع) . وهذا يفتحُ للباحث آفاقاً واسعةً للبحث في ماهيّة دَعوات الرّضا من آل محمد .
ثانياً : هُنا بُمجرَّد إثبات الجعفرية طَلَب الحسين الفخي (ع) البيعَة من ابن عمّه الإمام موسى الكاظم ، انتفَت مَعرفَة الإمام الحسين الفخي (ع) ، بإمامَة ابن عمّه الإمامة النّصية الإثني عشرية المُتسلسة ، انتفَت مَعرفَة الإمام الحسين الفخي بالنّص من جدّه رسول الله (ص) بإمامة أبناء عمومته القريبي الوشيجة والرّحم معهم ، وهذا أيضاً يفتحُ للباحث آفاقاً واسعةً للبحث في ماهيّة صدق النصوص التي يرويها الجعفرية والدّالة على إمامَة الإثني عشر ، وأنَّ أفاضل مُعاصري الأئمة يَجهلونَها .
ثالثاً : أنَّ الإمام الكاظم (ع) يَرفُضُ مُبايَعَة الحسين (ع) عندما دَعاه ، ويقولُ له : ((يَا ابنَ عمّ لا تُكلّفنِي مَا كَلّفَ ابنُ عمّكَ – يقصد النفس الزكية - عَمَّكَ أبا عبدالله – جعفر الصادق - فَيَخرُجَ مِنّي مَا لا أريد ، كَمَا خَرَجَ مِن أبي عبدالله مَا لَم يَكُن يُريد!! )) ، وهُنا تتّضح لكَ معالِم العلاقات السيئة التي يرسمها الجعفرية بين سادات بني الحسن والحسين ، إذ في هذا الكلام من الكاظم تأكيدٌ لسوء العلاقة بين أبيه الصادق والنفس الزكيّة ( ونحنُ نُنزّهُهما عن كُلّ ما يُشين ، ونَروي مُساندَة الصادق ومُبايعته لابن عمّه النفس الزكيّة ) ، وكذلكَ ننُزّه الإمام الكاظم (ع) من صدورِ هذه التهدّدات عنه في حقّ الحسين الفخي بقوله : ((فَيَخرُجَ مِنّي مَا لا أريد )) ، ونَروي مُبايعَة الكاظم (ع) للحسين الفخي وحضوره اجتماع سادات بني الحسن (ع) ، وإقرارهُ على ما أقرّوا عليه .
اعتراض : لَو قال جعفري : أنّ الإمام الحُسين الفخي والنفس الزكيّة ، إنّما خَرجا للأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر فقط ، بدون ادّعاءٍ للإمامَة ، وأنّهُم مُعترفين مُقرين بإمامَة أئمة أزمانهم من الإثني عشر ، وأنّهم إنّما كانوا دُعاةً لهُم .
جوابه : تماشياً ما كلامك أخي المُعترِض ، وإغماضاً للعيون عن النّصوص الثابتات التي تُثبتُ خروجَهم مُدّعين للإمامَة ، فهَل للدّاعيَة الفخّي (ع) أن يَدعُوَ إمامَه الشرّعي الرّباني موسى الكاظم إلى البيعة ؟ وهَل للكاظِم (ع) على ضوء الرواية السابقة أن يَرفُضَ بيعةَ داعيته ؟ فإن عَرفتَ سُقمَ وضعف العبارات السابقة ، وضعفَ الاعتراض ، فعضّد هذا المِثال : بأن هَل للداعية النفس الزكيّة (ع) أن يَدعُو إمامه الشرعي الرّباني جعفر الصادق إلى البيعة ، بل وإرغامهُ عليها ( كما وصَفت الروايات الجعفرية ) ، ثمَّ عضّد ما سبق : بأن هل للداعية النفس التقية يحيى بن عبدالله المحض (ع) أن يُغلظَ الكلام على إمامه الشرعيّ الرّباني موسى الكاظم (ع) وأن يصفهُ باحتجابِ الأمر هُوَ وأبوه فإذا عَرفتَ بُطلان هذا الفعل وهذا التصرّف ، عرفتَ حينها بطلانَ اعتراضِك ، وأنَّ مَن يقول به فإنّما يُريدُ أن يُسليَ نفسهُ وأن يُقاربَ ويُسدّد ، ولَو كانَ هذا منه على حِساب إنصافهِ وعَدم اقتناعه وخداعهِ لنفسه ، ولغيرِهِ بما يُحاوِلُ أن يُقولبَهُ لهُم إن كان مِن الباحثين ، الداعين ، المُرشدين .
وإكمالاً لسدّ ثغرات هذا الاعتراض الركيك ، نذكر ما جَرى بين النفس التقيّة يحيى بن عبدالله المحض (ع) وبين الإمام موسى الكاظم (ع) ، ونحرصُ على إبراز جهل يحيى بن عبدالله بإمامَة موسى الكاظم ، حتّى أتى مَن يُخبرهُ بهذا الأمر بعدَ أن قامَ ودَعا ( وهي مُدّة طويلةٌ لا ينبغي من النفس التقية أن يكون جاهلاً بهذه الإمامة في حقّ ابن عمه بطولها ) ، ثمّ ننوّه على استنباط الروح العدوانية التي تُصوّرها الرواية الجعفرية فيما بينهُما ، وما يستحقّ التركيز عليه هُوَ أنَّ الإمام الكاظم (ع) ينصح ويحثّ النفس التقية بطاعَة وبرّ الخليفة العباسي هارون الرشيد والله المُستعان ، ويا لهُ من تَناقض بينَ موقفِ الكاظم هُنا من الخلافة العبّاسية ، و موقفه من الخلافة العبّاسية في عهد الحسين الفخي عندما وصمَهُم بالفسق وأنهم يُظهرون إيماناً ويسترون شركاً .
فيروي ثقة الجعفرية محمد بن يعقوب الكليني في الكافي أنهُ قَد كان : (( كَتبَ يَحيى بن عبدالله بن الحسن إلى موسى بن جعفر (ع) :
" أمّا بَعَد فَإنّي أوصِي نَفسِي بِتقَوى الله ، وبِهَا أوصِيك ، فإنّها وَصيّة الله فِي الأولّين وَوصِيّتهُ فِي الآخِرين ، خَبّرَنِي مَن وَرَدَ عَلّيَّ مِن أعوانِ الله عَلى دِينِه ونَشرِ طَاعَتِه بِمَا كَان مِن تَحَنّنِكَ مَعَ خِذلانِك ، وقَد شَاورَتَ فِي الدّعوةِ للرضَا مِن آل مُحمّد (ص) ، وقَد احْتَجَبتَهَا واحْتَجَبَهَا أبُوكَ مِن قَبلِك ، وقَديماً ادّعَيتُم مَا لَيسَ لَكُم وبَسَطَتُم آمَالَكُم إلى مَا لَم يُعطِكُم الله ، فَاستَهويتُم وأَظْلَلتُم وأنَا مُحذّرُكَ الله مِا حذَّرَك اللهُ مِن نَفسِه "
فَكَتَبَ إليهِ أبوالحَسن موسى بن جعفر (ع) :
" مِن مُوسَى بن أبي عبدالله جَعفر ، وعَلي مُشتركِينَ فِي التذلل لله وطَاعَته ، إلى يَحيى بن عبدالله بن حسن، أمَّا بَعد : فَإنّي أُحذِّرُكَ اللهَ ونَفسِي ، وأُعلِمُكَ أليمَ عَذابِه وشَديدَ عِقَابِه، وتَكَامُل نقمَاته، وأوصِيكَ و نَفسِي بِتقَوى الله ، فَإنَّهَا زَينُ الكَلام وتثبيتُ النّعَم، أتَانِي كِتَابُكَ تَذكُرُ فِيه أنّي مُدّعٍ وأبِي مِن قَبل ، ومَا سَمِعتَ ذَلك مِنّي (تأمّل) ، وسَتُكتَبُ شَهادَتُهم ويُسألُون ، ولَم يَدَع حِرصُ الدّنيا ومَطَالِبَهَا لأهلها مَطلباً لآخرَتهم، حَتى يَفسد عليهِم مَطلبُ آخرتِهِم فِي دُنياهِم (تأمّل) ، وذَكرتَ أنّي ثبَّطْتُ الناسَ عَنكَ لِرَغبَتي فِيمَا فِي يَديَك (تأمّل) ، ومَا مَنَعنِي مِن مَدخَلكَ الذي أنتَ فِيه ، لَو كُنتُ رَاغباً ضَعفُ عَن سنة ولا قِلّة بَصيرَةٍ بِحُجّة ، ولكنَّ الله تبارك وتعالى خَلقَ النَّاسَ أمشَاجَاً وغَرائبَ وغَرائز، فَأخبرنِي عَن حَرفَينِ أسْألك عَنهُما : مَا العَترَفُ فِي بَدَنِك ومَا الصَهلَجُ فِي الإنسان ، ثُمّ اكتُب إليَّ بِخَبَرِ ذَلك ، وأنَا مُتقدّمٌ إليكَ أُحذّرُكَ مَعصيةَ الخَليفَة ، وأحُثّكَ على بِرّه وطَاعَتِه ، وأنْ تَطلُبَ لِنَفسِكَ أمَاناً قَبلَ أنْ تَأخُذَك الأظفَار ويَلزمُكَ الخِناقُ مِن كل مَكَان، فَتروحُ إلى النّفس مِن كُل مَكان ولا تَجِده، حَتى يَمُنَّ الله عَليكَ بِمَنّه وفَضلِه ورِقّة الخَليفَة أبَقاهُ الله فَيؤمِنَكَ ويَرحَمَكَ ويَحفَظَ فَيكَ أرْحامَ رَسول الله ، والسّلام عَلى مَن اتبعَ الهُدى، إنّا قَد أوحِي إلينَا أنَّ العَذابَ على مَن كَذَّبَ وتَولّى .
قال الجعفري (الرواي): فَبَلَغَنِي أنَّ كِتابَ مُوسَى بن جعفر (ع) وقَعَ فِي يَدَي هَارون فَلمّا قَرأه قال: النّاس يَحملونِي عَلى موسى بن جعفر ، وهُو برئ ممَّا يُرمَى بِه )) . انتهت الرواية والله المُستعان ، والعاقلُ خصيمُ نفسه ، ودأبُ الباحثُ التمحيصُ فيما وراء السطّور ، حتى يحصُلَ على اليقين ، ولا تميلُ به الرّجال عن يمينٍ وعن شمال ، و بهذا و بما ذكرناهُ سابقاً ، نوضّح ما نعنيه في الوجه الثاني ، من أنَّ الجعفريّ وإن حاول التلبّس بثياب الولاء لهؤلاء السّادة من أئمة الزيدية مع الولاء لأئمته الجعفرية ، فإنّه سيفتحُ على نفسه نوافذ عديدةً قَد لا يستطيع الجمعَ بينها ، إلاّ بتحكيم العقل ، وتركَ الهَوى والتعصب لآراء الرّجال . وإذ قَد ذَكرنا ما ذَكرنا ، فإنه وجَب علينا بيان وجه الحق فيما سبقَ مِن المقال :
وجه الحق في علاقة أئمة أهل البيت (ع) ببعضهِم البَعض :
تؤمنُ الزيدية بفضل أصحابِ الفضل من سادات بني الحسن والحُسين ، والكلُّ عندهم مَعدن النبّوة ، ومحلّ الرئاسة والزّعامة في الدّين والدّنيا ، يتفاضلون بالعَمل والتّقوى ، القائمُ المجاهد في سبيل الله أفضلُ من القاعِد ، وهذا نصّ الله سبحانه وتعالى ، ولا نَعدوهُ ولا نزيدُ عليه ، فقال عزّ من قائل كريماً : ((لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )) فالقائم المجاهد أفضل من القاعد ، والكلّ وعدَهَم الله بالحُسنى . وكذا أهل البيت (ع) .
و تُؤمنُ بمحبّة الصادق للنفس الزكيّة ومُناصرتهِ له بالنّفس والوَلَد ، وكذلكَ الحالُ بين الإمام الفخي (ع) وموسى الكاظم (ع) ، وأنّ هؤلاء وإن تخلّفوا عن المُشاركَة في ميادين الوَغى مَعَ أبناء عمومتهم ، فإنّهم كانوا بقلوبهِم وبدعاءهم معهُم مُشايعين مُناصرِين .
تُؤمنُ الزيدية بقيامِ أئمة الجعفرية الذينَ هُم أئمتنا وأعلامُنا في حلالنا وحرامنا ، بقيامهم بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر قدرَ المُستطاعَ وإن لَم يُشاركوا بأعلى مراتبها وهي اليد ، لأنَّ مراتب الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكَر ثلاث أعلاها وأفضلها اليد وأدناها التغيير بالقلب وأوسطها التغيير باللسان ، فَانتفَاء صِفَةِ الأمرِ بِالمعروفِ والنّهي عَن المنكر باليد ، لا يَعنِي انتفائهَا عَن اللسان والقلب ، وكذلكَ كانَ السجّاد (ع) عِندَمَا صعدَ المنبر بحضرة طاغية المُسلمين يزيد ، وكَذلكَ كان جعفر الصادق عندما انتهرَ مَن يسبّ سادات أهل البيت على المنبر النبوي ، وكذلك حالُ سادات بني الحسن والحسين ممّن لَم يُؤثَر عنهم مواقفُ ثوريّة في مَيدان الوغَى ، وهذه هيَ نَظرةُ الزيدية إلى أئمة الجعفرية (ع) ، لأنّ البعض ، قد يعتقدُ وصمَ الزيدية للباقر (ع) بإسدال السّتر وإرخاءه ، هُو رضاهُ بحُكم طواغيت بني أميّة هشامٌ وأذنابه ، وهذا باطل ، أو أنّه لا يأمرُ بالمعروف ولا ينهى عن المنكر مُطلقاً بمجرّد عدم خروجه بالسيف ، وهذا أيضاً باطل ، لأنّ السيف واليد ما هيَ إلاَّ مَرتبةٌ من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويليها مراتب ، والاختلاف هُنا في الأجر والفضل ، و مرتبة اليد أفضلها وأجلها ، والقلب أضعفها ، وكذلك كُلّ ما يُوهِمُ الرّكون إلى الظَلمَة والطّواغيت من أئمة أهل البيت (ع) القائمين والقاعدين ، فإنّهُم مُنزّهين عنه ، وعن الاعتقادِ به ، إذ لَو كانَ هذا اعتقادُهم ما كانُوا لَنا أئمة هُدىً ، ولا كانوا لَنا مَرجعاً في أمور الدّين والدّنيا ، أعزّهم الله من هذا الاعتقاد .
وتؤمنُ الزيّدية أنَّ مُتقدّمي أهل البيت (ع) على مَذهبٍ واحدٍ ، لا ثانيَ له ، وأنهُم مهما اختلفُوا فإنّهُم لا يُجمعُونَ على باطلٍ قَطعاً ، وإجماعهُم حُجّة لأنّهم الثِقَل الأصغَر المُلازمُ للكتاب الكريم .
وتُؤمنُ الزيدية أنّه ستبقى فرقةٌ من أهل البيت سائرةٌ على خُطى سَلفها الصالح حذوَ القُذّة بالقُذّة ، ينطبقُ عليهم لقبُ الثّقلُ الأصغر كما انطبقَ على أسلافهِم الماضين ، وبهم يتحقّقٌ حديث الثقلين والسفينة ، وما رأينا فرقةً مِن فِرَق المُسلمين ضمّت واحتوَت من أعلام الذريّة الزكيّة المرضيّة ، ما حَوتهُ الزيدية إلى يومِنا هذا ، سيداً يعقب سيد ، إمام يتلو إمام ، قائمٌ يتلو قائم ، مُجمعونَ على عقيدةٍ في الله واحدَة ، فالزمَها تركَب سَفينَة نوح ، وإن كُنتَ تَجهلها فقَد لَزمَتك الحجّة على نفسك بقراءة هذه الأسطُر ، فحثّ الخُطى إلى الاستزادَة عنها ، وأمّا الجاهل فإنه عَدوّ نفسهِ ، فلا عليكَ منه ، ولا تَكترِث به ، لأنّه يَهرفُ بمَا لا يَعرف ، ويقُولُ بما يُقال لا بِما يَقولْ !! ، واعتمِد على نفسِك ، ومَا يُمليهِ عليكَ بَحثُك وتحرّيك ، لأنّ الضائقة عليك ، والقبرُ لَن يَحوي غَيرَك ،والله المستعان . وبهذا نختم كلامنا ، فسلام الله على أهل بيت النبوة والرحمة المُذهب عنهم الرجس ، نجوم السماء وملاذ الورى.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي وعلى آله الخيار الأطهار الأبرار .

الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي

و أما أصل الخلاف بين الإمام الصادق و النفس الزكية فهذا حديث نقله مصادر الزيدية أيضا
فماذا يجر الكاظم إلى اتخاذ مثل هذه المواقف؟
هل هو غير مطلع على مصادر الزيدية؟!
أم أنه يريد –لا سمح الله- أن يشوه الآخرين و لو بقلب الحقائق و نقل بعضها دون بعض؟!
فأيها المنصف!
بأي جواب أجبت عن روايات الزيدية للموضوع فاجعلها جوابا لسائر الروايات أيضا!
قال أبوالفرج الاصفهاني الزيدي في مقاتل الطالبيين:
فقال (يعني الإمام جعفر الصادق): لا تفعلوا, فإن الأمر لم يأت بعد.
فغضب عبدالله –يعني الكامل بن الحسن بن الحسن- و قال:
لقد علمت خلاف ما تقول، ولكنه يحملك على ذلك الحسد لابني.
فقال:
لا و الله، ما ذاك يحملني، و لكن هذا و إخوته و أبناؤهم دونكم, و ضرب يده على ظهر أبي العباس.
...
و قال عبدالله بن جعفر بن المسور في حديثه: فخرج جعفر يتوكأ على يدي فقال لي: أرأيت صاحب الرداء الأصفر؟ يعني أباجعفر.
قلت: نعم
قال: فإنا و الله نجده يقتل محمدا!
قلت: أو يقتل محمدا؟!
قال: نعم!
فقلت في نفسي: حسده و رب الكعبة!
ثم ما خرجت و الله من الدنيا حتى رأيته قتله.
و قال أبوالفرج:
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق، قال: حدثنا الخراز عن المدائني، و أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا عبدالله بن أبي سعد، قال: حدثني علي ابن عمرو، عن ابن داحة:
أن جعفرا بن محمد قال لعبدالله بن الحسن:
إن هذا الأمر، والله ليس إليك، ولا إلى ابنيك، وإنما هو لهذا - يعني السفاح - ثم لهذا - يعني المنصور-، ثم لولده من بعده، لا يزال فيهم حتى يؤمر الصبيان، ويشاور النساء.
فقال عبدالله: و الله يا جعفر ما أطلعك الله على غيبه، و ما قلت هذا إلا حسدا لابني.
فقال: لا و الله ما حسدت ابنك، و إن هذا - يعني أباجعفر - يقتله على أحجار الزيت، ثم يقتل أخاه بعده بالطفوف، و قوائم فرسه في الماء.
ثم قام مغضبا يجر رداءه، فتبعه أبوجعفر فقال:
أتدري ما قلت يا أباعبدالله؟
قال:
إي و الله أدريه، و إنه لكائن.
كما يروي أبوالفرج أكثر مما ذكره الكاظم و حاول أن يثير علي الإمامية عند ما يقول:
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا ابوزيد قال: حدثنا عيسى عن أبيه قال: قال: خرج مع محمد بن عبدالله عيسى بن زيد وكان يقول: من خالف بيعتك من آل أبي طالب فأمكنى من ضرب عنقه، فأتى بعبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين فغمض عينيه قال: إن علي يمينا إن رأيته فأقتلنه!
فقال له عيسى: دعني أضرب عنقه، فكف عنه.
و أنا لا أريد أن أكشف أكثر من هذا و لا حتى بهذا المقدار إلا بعد ما أرى أنكم لا تراعون الأمانة في النقل و تنقلون ما لا يمكن أن يحمل إلا على نية التفريق و التفرقة!
و إلا فما هو الداعي لنقل كلمات السيد الخويي في خصوص روايات تحكي عن الاختلاف بين الإمام الصادق صلوات الله عليه و النفس الزكية و غمض العين عن مثل هذه الروايات في مصادر أخرى؟!؟
هل عندكم نوايا الخير أخي الكاظم؟!
أم هل أنكم غير مطلع على أمهات المصادر؟!
http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... c&start=15قال خاتمة المحدثين شيخ الطبرسي (المتوفى 1320 هـ) في نفس الرحمن في فضائل سلمان ص 301:
"محمد بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن أميرالمؤمنين عليه السلام ، و أم عبدالله, فاطمة بنت الحسين عليه السلام، يكنى محمد بأبي عبدالله و أبي القاسم...
و كان الصادق عليه السلام إذا رآه تغرغرت عيناه ثم يقول:
بنفسي هو، إن الناس ليقولون فيه، و إنه لمقتول، ليس هو في كتاب علي عليه السلام من خلفاء هذه الأمة."
و قال الشيخ العلامة الأميني مؤلف موسوعة "الغدير" في جواب صاحب المنار عند ما قال تحت عنوان بغض الرافض لبعض أهل البيت:
"و يعتقدون أن الحسن بن الحسن المثنى، و ابنه عبد الله المحض، و ابنه محمد الملقب بالنفس الزكية ارتدوا (حاشاهم) عن دين الإسلام!
(لاتفكروا أبدا بتأثر الأخ الكاظم الزيدي بتفكرات المتعصبين من أهل السنة)
قال الأميني:
"و أما محمد بن عبدالله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية فعده الشيخ أبوجعفر الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام .
و قال ابن المهنا في (عمدة الطالب, ص 91 ): قتل بأحجار الزيت، و كان ذلك مصداق تلقيبه (النفس الزكية) لأنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية.
و ذكر سيدنا ابن طاووس في (الإقبال, ص 53 ) تفصيلا برهن فيه حسن عقيدته و إنه خرج للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و إنه كان يعلم بقتله و يخبر به، ثم قال: كل ذلك يكشف عن تمسكهم بالله و الرسول صلى الله عليه و آله.
هذا رأي الشيعة في النفس الزكية، و هم مخبتون إلى ما في (مقاتل الطالبيين, ص 85) من أنه أفضل أهل بيته، و أكبر أهل زمانه في علمه بكتاب الله و حفظه له، و فقهه في الدين و شجاعته و جوده و بأسه.
و الإمامية حاشاهم عن قذفه بالردة عن الدين، و المفتري عليهم به قد احتمل بهتانا و إثما مبينا."
انتهي كلام الشيخ العلامة الأميني في موسوعة الغدير, المجلد الثالث, الصفحة 272
و قال آيةالله العظمى المرعشي النجفي طاب ثراه في شرح إحقاق الحق:
"أبوعبدالله محمد النفس الزكية ابن عبدالله المحض ابن الحسن المثنى ابن الإمام مولانا الحسن السبط عليه السلام ، كان من وجوه آل أبي طالب و أعيانهم علما و زهدا و شهامة و شجاعة و كرما و سؤددا و نبلا، خرج أيام المنصور و حاربه بحروب أظهر فيها شجاعة أجداده الطاهرين."
(المجلد الثالث, الصفحة 420)
كما رووا الإمامية أيضا أن الإمام الصادق عليه السلام بكا عليهم حتى علا صوته عندما اتصل به خبر مصارعهم.
و سبق أن وضعت أنا موضوعا في المجالس بمناسبة تعزية السيد الوجيه بوفاة والدته رحمة الله عليها و نقلت هناك رسالة التعزية التي أرسلها الإمام إلى أبناء عمومته من بني الحسن بعد مقتل عديد منهم في حبس الهاشمية و هذا مما رواه الإمامية في كتبهم.
فما رأيكم بعد هذا كله فيمن يجيء و يتمسك بروايات أو أقوال فيه الطعن في بعض أهل البيت؟
أليس هذا بنية التفرقة و تفكيك الصفوف؟!
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)
[ وأنا سأعيد ردّي عليكم كاملاً بدون اجتزاء أو فصل ، لعلّ فيه إفادَة إن شاء الله ] .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
أخي وابن عمي الموسوي .... نسيتُ أن أنبّه في كتابتي السابقة ، أنَّ هذا الأسلوب ( وهو الأسلوب الذي تعمدهُ الآن في كتابتك ) ، أسلوبٌ يجعلني أزدادُ إصراراً ، لكشف حقائق ، وخبايا الفرقة الجعفرية ( بما هُو الصّواب من وجهة نظري كباحث ) ، وهُو ما يجعلني ( كما نعتني ) أسعى جاهداً لشقَّ الصفوف .
أتدري لماذا ؟
لأنّكم معشر الجعفرية فرقةٌ تتطورون ، وتتشكلون ، وتتغيرون ، وتخلعونَ لباساً ، وتلبسونَ ألبِسَةً على مرَّ الأزمان والعصور ، كلّ هذا التقيّة ( تقولبهُ ) وتجعلُ منه منهجاً عامّاً للإمامية .
وما سَبقَ متنٌ يحتاجُ إلى شرحٍ مُدَعّمٍ بأمثله ، وهي موجودة ، بل وكثيرَة ، يُغنيني عن سردِها مُطالعَة اللبيب الذي بالإشارةِ يَفهَمُ . وكذلك الأشغال .. ويالله وللأشغال .
ليس هناك أي تنافي بين القول بإمامة الإمام الصادق و الايمان بثورة العلويين إلا أن تعتقد واقعا أن الإمام جعفر الصادق نهى أصحابه من المشاركة في مثل هذه الثورات!
و أنا لا أعتقد وجود ما يعتمد عليه في هذا الجانب
كما لا تعتقدونفانظُر بعين البصيرَة إذاً :زودنا بمصدر معتمد عند الإمامية (ككل) جاء فيه أن قيام الحسين كان بغير رضا إمامه و أن الإمام الصادق نهاه من المشاركة.
و بالعكس فهم رووا نقلا عن مقاتل الطالبيين مشاركة أبناء الإمام الصادق في القيام و بأمر منه!
فأين تصيرون في أوهامكم؟!
و لا منافاة بين إرشادات الإمام لابن عمه من أن القيام و التوقيت غير مناسب و أن أمر الخلافة لا يصل إليه و بين الرضا بل الأمر بالمشاركة في القيام بعد ما رأى إصرارهم على القيام و لو بلغ ما بلغ.
و لا يهتدي إلى هذا إلا من له بصيرة.
ألَم أقُل لكَ أنَّ هذا الأسلوب بغيضٌ ، وهُوَ مُحاولَة تحويل الشيء إلى لاشيء ، وتحويل اللاشيء إلى شيء ، ليسَ بمعجزاتٍ خارقَة ، بل بعباراتٍ استغفاليّة ، مَدهونةٌ بكلّ رائحةٍ زكيّة . أمسِك :
أ- المُطالبَة بدليل أنَّ الإمام الصّادق (ع) نَهى أصحابهُ عن المشاركَة في ثورات العلويين ، وأنّهُ غيرُ راضٍ عن الخروج مع العلويين ، والموسوي لا يجهَل روايات شيوخه:
1- قالَ عمرو بن عبيد المعتزلي رحمه الله ، مُخاطباً للصادق (ع) ، عندما أتى ومعه واصل بن عطاء يريدان المبايعَة للنفس الزكيّة :
(( قد قتل أهل الشام خليفتهم وضرب الله عزوجل بعضهم ببعض وشتت الله أمرهم فنظرنا فوجدنا رجلا له دين وعقل ومروة وموضع ومعدن للخلافة وهو محمد بن عبدالله بن الحسن فأردنا أن نجتمع عليه فنبايعه ثم نظهر معه فمن كان بايعنا فهو منا وكنا منه ومن اعتزلنا كففنا عنه ومن نصب لنا جاهدناه ونصبنا له على بغيه ورده إلى الحق وأهله وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فتدخل معنا فانه لاغنى بنا عن مثلك لموضعك وكثرة شيعتك )) .
فردَّ عليه الإمام الصادق ، بكلامٍ طويل بيّنَ فيه جهلهُ وجهلَ مَن معه ، ثمَّ قال : (( اتق الله! وأنتم أيها الرهط فاتقوا الله ، فإن أبي حدثني ... أنَّ رسول الله ( ص) قال: من ضرب الناس بسيفه ودعا هم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف )) . [ أصول الكافي للكليني باب دخول عمرو بن عبيد والمعتزلة على أبي عبدالله (ع) ، الحديث الأول ] .
* استنتاج : النّفس الزكيّة ، وهُوَ المقصود بما جرى بينَ المعتزلة والصادق ، ضالٌّ مُتكلّف ن لأنّه بالإجماع بين الأمة الإسلامية ، خرجَ مُدّعياً الإمامَة .
سؤال : مع حُكم الخروج معَ الضّال المُتكلِّف ؟ ما حُكم خروج الحسين ذوالدّمعة مع النفس الزكية؟
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
2- عن بشير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: إني رأيت في المنام أني قلت لك: إن القتال مع غير الامام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، فقلت لي: نعم هو كذلك، فقال أبوعبدالله عليه السلام: هو كذلك هو كذلك . [ أصول الكافي للكليني باب دخول عمرو بن عبيد والمعتزلة على أبي عبدالله (ع) ، الحديث الثاني ] .
* استنتاج : انظُر النفس الزكية كانَ إماماً ، أي خرجَ مُدّعياً للإمامَة ، فهُوَ غير مُفترض الطّاعة عند الجعفرية الإثني عشرية . فالقتال معهُ حرامُ كُحرمَة الدّم ، ولحم الخنزيز !! .
سؤال : ما رأي الاخ الموسوي ، في القتال مع غيرِ الإمام المُفترَض الطّاعَة ؟ ما رأي الموسوي في قتالَ الحسين ذو الدمعة مع النفس الزكية ( الإمام عندَ نفسهِ وأهلِ بيتِه) ؟ أليسَ حراماً ، كُحرمَة الدّم ولحم الخنزير ؟ أمْ انَّ الصادق استثنى أن يكونَ هذا الإمام الغير مفترض الطّاعَة إذا خَرَجَ للنهي عن المنكر والأمر بالمعروف ، فلا بأس ، كما تقولون وهُو لا يقول ( حَسبَ مصادركُم ومراجعكُم ) .
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
3 - قال عبدالملك بن عمير : قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا عبدالملك مالي لا أراك تخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك؟ قال: قلت: وأين؟ فقال: جدة وعبادان والمصيصة وقزوين ، فقلت: انتظارا لامركم والاقتداء بكم، فقال: أي والله لوكان خيرا ماسبقونا إليه؟ قال: قلت له: فإن الزيدية يقولون: ليس بيننا وبين جعفر خلاف إلا أنه لايرى الجهاد، فقال: أنا لا أراه؟ ! بلى والله إني لاراه ولكن أكره أن أدع علمي إلى جهلهم. [ أصول الكافي للكليني ، باب من يجب عليه الجهاد ، ومن لا يجب ، الحديث الثاني ]
*استنتاج : انظُر هذه الرواية ، عن الإمام المعصوم ، يُشيرُ فيها الصادق إلى الجهلِ في جهادِ الزيدية ( والزيدية وقتها هُم القائمون من بني الحسن والحسين بفرض الإمامة ، وشيعتهم المُناصرين لهُم ، ولا اختلافَ في هذا البتّة ) ، ويُشيرُ فيها الصادق (ع) ، أنّهُ يَرى الجهاد ! ولكن ليسَ على طريقة الزيدية الجَهليّة الجَهولة .
سؤال : ما رأي الأخ الموسوي في الخروج مع الإمام الغير المُفترض الطّاعة ( الضّالُ المُتكّلف ) ، الذي يدعوا إلى جهادٍ مبنيُّ على جَهْل ؟ ولا يَراهُ إمامُ زمانه المعصوم ، الذي يعلمُ ما لا يَعلمون ، ويعلمُ كُنهَ ثورات الزيدية وأنّها إلى الجهل أقربُ منها إلى العِلم ؟
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
4- عن سورة ابن كليب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: قول الله عزوجل: " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة "؟ قال: (( من قال: إني إمام وليس بامام )) قال: قلت: وإن كان علويا؟ قال: ((وإن كان علويا ))، قلت وإن كان من ولد علي ابن أبي طالب عليه السلام؟ قال: (( وإن كان )). وفي الحديث الثالث : يقول وإن كان علوياً فاطمياً !! .[ أصول الكافي للكليني ، باب من ادعى الامامة وليس لها باهل ، الحديث الأول ]
*استنتاج : انظُر هذه الرواية ، تخصّ آل علي بن أبي طالب (ع) ، وكأنّها لَم تُوضَع!! إلاَّ في سادات الزيدية أبناء الحسن والحسين ، لأنّهم هُم من ادّعى الإمامة ، بلا مُنازِع ( وعلى رأسهم النّفس الزكيّة ) ، انظُر كيفَ جعلهُم الإمام الصادق (ع) ( على رأي الإمامية !! أمّا على رأي الزيدية فحاشاه ) ، انظُر كيفَ جعلهُم من أصحابِ الوجوهُ المسودّة ، والله المُستعان .
سؤال : ما رأي الأخ الموسوي في الخروج مع محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع) ( من آل علي بن أبي طالب ) ، عندما قال أنّه إمام ، وهُو ليسَ إمام !! ، وبهذا يَنخرطُ في سلك الكذّابون المسودّة وجوههم ، يوم القيامَة . هل خروج الحسين ذو الدّمعة مع الكذابين الغير محمودي العاقبة يوم القيامَة ، يُرضي الإمام المعصوم ؟
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
5- عن الفضيل، عن أبي عبدالله (ع) قال: (( من ادعى الامامة وليس من أهلها فهو كافر )).
*استنتاج : انظُر هذه الرواية الجعفرية ، الواضحة الجليّة ، في كُفر مَن ادّعى الإمامَة ، وليسَ لها ، بأهل وفي الرواية السابقة مع المعتزلة يُشيرُ الصادق إلى جهل النفس الزكية (ع) .
سؤال : ما رأي الأخ الموسوي في الخروج مع الكُفّار ؟ ما رأي الأخ الموسوي في خروج الحسين ذو الدّمعة مع الكفار للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ وهل يُرضي هذا الفعل الإمام الصادق (ع) ؟
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
6- عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا )) .
*استنتاج : انظُر هذه الرواية ، في عدم التفات الله وعدم تزكيته لـ:
1- مَن ادّعى إمامةً لَيسَت له ( وهذا النّفس الزكية وسائر أئمة الزيدية ) .
2- مَن جَحَدَ إماماً من الله ( وهذا النفس الزكيّة وأئمة الزيدية ، فهُم يجحدون الإمامَة النصيّة في الإثني عشر ) .
3- مَن زعمَ أنّ لِمَن ادّعى الإمامة ، ولِمَن جَحَد بإمامَة الإمام ، مَن زعمَ أنّه لهم نصيباً في الإسلام ! ( وهَذا حالُ عُلماء الجعفرية أمثال ابن طاووس والمرعشي والأخ الموسوي من المثقفين ، يزعمونَ أنّه من أهل الإسلام وله حظٌّ فيه ، وأنّه غيرُ مُرتّد ، بل قدْ يَمدحهُ البعض ويُثني عليه الثّناء الرائق ، بل لا أستبعدُ أن يأتي أمثالُ السيّد حسين المدرسي في المستقبل (2060 م )!! ويتفلسفون في مُحاولَة جعلهِ منَ الدّعاة إلى الإمام الصّادق ، ويستبعِدون ادّعاءهُ الإمامَة ( هذا طبعاً في العام 2060 م ، بعد أن تتطور الإمامية في فكرها ، لأنّا نجدها اليوم في العام ( 2005 م ) تنازلَت عن مضمون روايات أئمتها المعصومين ، من القول بالكفر ، وأنه من الضّالين المُتكلّفين ، وأنّه من الكذّابين المسودّة وجوههم ، فكافأ الله التقيّة ، عندما عَلموا أنّ مُجرّد الإساءة والجرح لسادات بني الحسن والحسين أئمة الزيدية ، سترجعُ إليهم وستجرَحُهُم بل وستلذعهُم وتُحرِقُهُم ، قاموا بتنميق العبارات العذبة في حقّهِم ، وغداً بيننا ، وتذكّوا كلامي أيها القُرّاء ، بل والله العلي العظيم ، بتّ أتخيلّ الجعفرية يترضّون عن أبي بكر وعُمَر ، ثمّ يقولون كانَ كذلكَ اهل البيت ، فينسفونَ ماضياً مِن ماضيهِم وأقوالاً لرجالِهِم ، والغريب أنّهم يستطيعون أن يأتوا برواياتٍ يستدّلون بها على أقوالهم الجديدة !!! ) .
سؤال : ما رأي الأخ الموسوي في الخروج معَ مَن لا يَنظُرُ الله إليهِم ولا يُزكيّهم يومَ الفيامَة ، مَن يجحدُ إمامَ زمانه ؟ أكانَ الإمام الصادق (ع) سيرضى بخروج شيعته بما فيهم الحسين ذو الدمعة معَ مَن هذه صفته ؟ فضلاً عن أن يأمرُهَم أمراً بالتزام هذا الخط ؟
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
7- وفي ذلك يقول إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، للصادق (ع) : (( أنشدك الله هل تذكر يوما أتيت أباك محمد بن علي عليهما السلام وعلي حلتان صفراوان، فدام النظر إلي فبكى، فقلت له: ما يبكيك فقال لي: يبكيني أنك تقتل عند كبر سنك ضياعا، لا ينتطح في دمك عنزان، قال: قلت: فمتى ذاك؟ قال: إذا دعيت إلى الباطل فأبيته، واذإ نظرت إلى الاحول مشؤم قومه ينتمي من آل الحسن على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، يدعو إلى نفسه، قد تسمى بغير اسمه - يقصد لقب المهدي -، فأحدث عهدك واكتب وصيتك، فإنك مقتول في يومك أو من غد، فقال له أبوعبدالله (ع) : نعم .. )) وهذا الكلام في سياق قصّة طويلَة ساقه الكليني في [ أصول الكافي ، باب دعوة الحق والمبطل في دعوى الإمامة ، الحديث السابع عشر ]
*استنتاج : لن أقولَ راجع القصّة المُخزية التي سَردها الكليني في مسنده الحديثي ، التي لا تعدَو أن تُشبه قصة الحسين مع يزيد اللعين ، ولكن سأقول تأمَّل كلامَ الباقر المعصوم (ع) لإسماعيل بن عبدالله بن جعفر : (( إذا دُعيتَ إلى الباطِلِ فأبيتَه )) ، تأمّل وصف دعوة النفس الزكيّة (( بالباطل )) .
سؤال : ما رأي الأخ الموسوي في الخروج معَ مَن يَدعو إلى الباطل ؟ ما رأي الأخ الموسوي في خروج الحسين ذو الدّمعة مع النفس الزكية الأحول المشؤم!! ، سارقُ لقب المهدوية الذي لا يستحقّه ، والدّاعيَة إلى الباطِل ؟ ما رأي السيد الموسوي هل كانَ جعفر الصادق راضٍ عن هذا الخروج ؟ بلْ مارأي السيد الموسوي في أفعالِ النفس الزكيّة مع الصادق هل تَدخُلُ أمَّ العقل والفطرَة السّليمة ؟ ( اقرأ القصّة أيها القارئ ، وأجب نفسَك بها ، واعرَف بعد أنَّ هُناكَ شيعةً جمعوا بين التشيّع والنّصب )!! .
سؤال 2 : لماذا أخي الموسوي ، تتجاهَل هذه الرواية عن الإمام المعصوم ؟ وتقول لي بعدَها قال : ابن طاووس ( وهذا رأي الإمامية فيه ) !! .
خلاصته :
نقول أنَّ تمحّل طلَب نصٍّ صريح بمنع الصادق ، أو عَدم رضاه بخروج النفس الزكيّة ، مع وجود كلّ هذه النصوص ( مع أنّي لَم أسق منها إلاَّ ما جاء في أصول الكافي للكليني ) ، يُعدُّ من المُناورَة والمُراوغَة ، والتعزّز بالإثم . .
ولكي لا تقول لي :
فإنّي ذكرتُ لك روايات ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ( ولا يخفى عليكَ مَن هُو ) ، عَن المعصومين أنفُسَهُم !! .يجب على أخ فاضل مثل الكاظم أن يعرف أن السيد الخويي رحمه الله ليس كل الإمامية و ليس الناطق الرسمي باسمهم أكثر من السيد الإمام الخميني
و مثلهما كثير و لله الحمد
ب- أصل الخلاف بين الصادق والنفس الزكيّة :
أما أصل الخلاف بين الإمام الصادق و النفس الزكية فهذا حديث نقله مصادر الزيدية أيضا
فماذا يجر الكاظم إلى اتخاذ مثل هذه المواقف؟
هل هو غير مطلع على مصادر الزيدية أم أنه يريد –لا سمح الله- أن يشوه الآخرين و لو بقلب الحقائق و نقل بعضها دون بعض؟!
فأيها المنصف!
بأي جواب أجبت عن روايات الزيدية للموضوع فاجعلها جوابا لسائر الروايات أيضا!
أقول : بلى ! إن شاء الله مُطّلعون على مقاتل أبي الفرج الأصفهاني الزيدي .
- مُطّلعونَ على قول النفس الزكية عندما ارتقى منبر رسول الله (ص) فقال : (( أيها الناس، ما يسرني ان الامة اجتمعت إلي كما اجتمعت هذه الحلقة في يدي - يعني سير سوطه - واني سئلت عن باب حلال وحرام لا يكون عندي مخرج منه )) .
وهكذا فليَكُن مَن اجتمعَت عليه الأمّة ( المهدي محمد بن عبدالله (ع) ، عدا المُتشيّعَة النّواصب !!
- مُطّلعونَ على رواية أبي الفرج الأصفهاني الزيدي ، عن الإمام الصادق روحي له الفداء ، في حقَّ النفس الزكية والنفس الرضيّة (ع) ، (( رحم الله ابني هند إنهما إن كانا لصابرين كريمين، والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس ))
وهكذا فليكن الصّادق والنفس الزكية والنفس الرضيّة (ع) ، ماضونَ إلى الله لَم يُضبهُم دَنَس ، فلَو انَّ الصادق (ع) كانَ يرى أنَّ النفس الزكيّة تقدَّمهُ في الإمامة ، وأخذَ حقاً ليسَ له ( كما تدّعي الجعفرية ) ، لما أشارَ إلى طهارتهما من الدّنَس !! ( وسلب الإمامة من أكبر الأدناس عند الجعفرية ، بل إلى الكفر هي أقرب كما جاءت بها الرواية السابقة ) .
- مُطّلعون على رواية أبي الفرَج الأصفهاني الزيدي ، عن الإمام الصادق روحي له الفداء أنّه قال بعدَ مَقتلِ النّفسِ الزكيّة ، والنفس الرضية(ع) : (( فما آسى على شئ إلا على تركي إياهما لم أخرج معهما ))
وهكذا فليكُن الصادق والنفس الرضيّة والنفس الزكيّة ، حريصونَ على النُصرَة لِبَعضٍ ، والإئتمامَ بالأحقّ والأولى والمُدّعِ المخبورِ المُجرّب في علمهِ وفي فَهمِه ، إذ لو كانَ الصادق (ع) على رأي الجعفرية ما تمنّى الخروج مع النفس الزكيّة ، وسوادُ مُرخوا المسلمين سنةً وشيعةً ، مُطبقون على ادّعائه الإمامة والخلافَة .
- مُطّلعون على رواية أبي الفرج الأصفهاني الزيدي ، عندما كان موسى، وعبدالله ابنا جعفر، عند محمد بن عبدالله، فاتاه جعفرفسلم، ثم قال: تحب أن يصطلم أهل بيتك؟ قال: ما أحب ذلك.
قال: فان رأيت أن تأذن لي فانك تعرف علتي.
قال: قد أذنت لك.
ثم التفت محمدبعد ما مضى جعفر، إلى موسى، وعبدالله ابني جعفر فقال: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما، فانصرفا.
فالتفت جعفر فقال: مالكما؟
قال: قد أذن لنا.
فقال جعفر: إرجعا فما كنت بالذي أبخل بنفسي وبكما عنه، فرجعا فشهدا محمدا.
وكذا فليَكُن التعامُل بينَ أبناء الدّوحَة النبويّة ، الصادق والنفس الزكيّة ، وكذا فليَكُن التعذّرُ والقَبول ، وكذا فليَكُن الإيثار بتقديم فلذات الأكباد في نصرَة الدّاعي بالحقّ من آل محمدٍ عليهم السلام .
- مُطّلعون على رواية ابي الفرج الأصفهاني الزيدي ، عندما ساقَ الرّواية التي سُقتها أخي الموسوي ، فلَم نَجِد فيها عُشرَ ولا مِعشارَ رواية الكليني في كافيه ، حتّى نُقارِنَ بين الروايتين ، وهل يُقارَن بينَ لفحَة النّار وبينَ الدرك الاسفل من الجحيم !! ، وغاية ما في الرواية : أنَّ الإمام الصادق (ع) ، لَم يكن يرى في محمد بن عبدالله النفس الزكيّة أنّهُ مَهديّ الأمة ، ويرى انّهُ مَقتول ( وليسَ هذا مِن علمِ الغيب الذي تدّعيه الإمامية للائمتها ، أو الإلهام الغيبي ، أو سمّه ما شئت ، لانَّ مثل هذه الإخبارات المستقبلية قد توفّرت في غيره من عيون العترة الزكيّة ، بما فيهم النفس الزكية عند مقتله ، والإخبار بعلامة نزول المطر ) ، نعم ! فأمّا لفظةُ الحَسَد المتكرر على لسان الكامل (ع) ، فإنّا لا ندّعي العصمة لأحدٍ بعد الأنبياء والرّسل وأصحاب الكساء (ع) ، وسوء الظّن وارِد ( إن صَدَقت الرّوايات ) ، ولكن الواجبِ على الباحِث ألاّ يجعلَ من هذه الكلمة ( الحَسَد ) الواردَة في الرواية ، دليلاً على اعتقادٍ مُعيّن في أهل البيت ، كاعتقادِ الجعفرية ومواقفهم من عبدالله المحض وأبناءه الأئمة البررة .( وليسَ للجعفري أن يحتجّ بها ، لأنّها لا تدلّ على دلالة قطعية بعقيدةٍ مَا !! ) ، لأنَّ الذي يستحقَّ التأمل والتدبر في الرواية هي قول الصادق (ع) لعبدالله المحض : (( إنك شيخ، وإن شئت بايعتك، وأما ابنك فوالله لا أبايعه وأدعك)) . انظُر جعفر الصادق (ع) يطلبُ المبايعَة لشيخ بني هاشم في زمانه عبدالله المحض ، وفي هذا ما يُفسدُ نظرية النّص في الإمامة ، والرواية مروية بطرق الإمامية !! ، فَرحِمَ الله سادات اهل البيت (ع) بني الحسن والحسين . وأمّا بخصوص قول الرواية في قتل مَن يُخالفُ النف الزكية من آل أبي طالب ، فلَو كانَ النفسُ الزكيّة سّفاحاً ، كمّا صوّرَتهُ لنا الروايات الجعفريّة ، من قتلِ إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ، وسجن أبي عبدالله جعفر الصادق (ع) ، لَو كانَ (ع) كذلك لَما غمّضَ عَينيه عند إحضارِ عبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين (ع) ، وذلكَ كي لا يَحنثَ في يمينه ، بلْ لَو كانَت هذه صفتهُ (ع) ما اجتمعَ على بيعته سواد المسلمون ، وعلى راسهم ابناء الحسن والحسين (ع) .
قلتُ : قَد سبقَ الجواب ، ونوايا الخير موجودة إن شاء الله .و أنا لا أريد أن أكشف أكثر من هذا و لا حتى بهذا المقدار إلا بعد ما أرى أنكم لا تراعون الأمانة في النقل و تنقلون ما لا يمكن أن يحمل إلا على نية التفريق و التفرقة!
و إلا فما هو الداعي لنقل كلمات السيد الخويي في خصوص روايات تحكي عن الاختلاف بين الإمام الصادق صلوات الله عليه و النفس الزكية و غمض العين عن مثل هذه الروايات في مصادر أخرى؟!؟
هل عندك نوايا الخير أخي الكاظم؟!
أم هل أنك غير مطلع على أمهات المصادر؟!
واعلَم أنّي قَد أستطيعُ نعتَك بالتمويه والتدليس ، عندما سَردتَ لي روايات اغروراق عيني الصادق رحمةً بالنفس الزكيّة ( معَ أنّ الخوئيلا يرى صحّة هذا الفعل من المعصوم تجاهَ من يَجحدُ بإمامته ، أقصدُ إظهارَ الشّفقة ) ، ولمَا سردت لي قولَ المرعشي ، وأنّ الصادق بكى عليهم ، وتاهلتَ تلك الروايات الذّامَة له ، التي تمنعُ التقيّة من إظهارها . وأمّا نحنُ فلَم نتّق ولم نترك روايات الأصفهاني تقيّةً أو تدليساً ، لأنّا لا نجدُ فيها ما يقطعُ بالذمّ أصلاً !!
بعدَ ما ذُكر ( وسيُذكر إن احتيج إلى ذلك ) ، لا أجدني إلاَّ أنفخُ في قربةٍ مخرومة ، تُريدُ نصّاً جليّاً ، يقول فيه الحسين ذو الدّمعة : (( إني أدعو إلى إمامَة محمد النفس الزكية )) ، وما هكذا يا سعد تورد الإبل ؟! لأنّي لو طَبتُ منكَ دليلاً واحداً على إقرار النفس الزكيّة جَحدَه لإمامَة الصادق ما استطَعَتَ ، ولكني ( بمزيدٍ من التفهّم ) ، أستدلّ على جُحدانه النصّ في الصادق بادّعائه الإمامَة . وكذلك الحالُ مع الحسين ذو الدّمعة ، فإنَّ الاستدلال على دَعوتهِ بالإمامة لابن عمه النفس الزكية يُستدلّ بها من خلال خروجه معه وحرصه على تلبية دعوةِ أخيه من بعده .أليس في اللغة العربية عندكم فرق بين المشاركة في الجهاد و الدعوة للإمامة؟!
نعم إذا ثبت أن الحسين أو أي شخص آخر كان يدعي الإمامة (بالمعني الخاص) -لا بالمعنى الذي نعتبر فيه الإمام الخميني أيضا إماما- أو يدعوا إلى إمامته فهذا عند الإمامية انحراف و خروج عن المذهب.
(قليلا من التفهم).
قال أبو الفرج ، قال الحسين ذو الدمعة : (( شهد مع محمد بن عبدالله بن الحسن من ولد الحسين بن علي اربعة: أنا وأخي عيسى، وموسى، وعبدالله ابنا جعفر بن محمد عليهما السلام )) .
فما رأيكم بعد هذا كله فيمن يجيء و يتمسك بروايات أو أقوال فيه الطعن في بعض أهل البيت؟
أليس هذا بنية التفرقة و تفكيك الصفوف؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
الاخ الكريم الكاظم
لا شك ان الاخوة الامامية فى موقفهم من ثورات ائمة الزيدية بين امرين احلاهما مر :فاما ان يعتقدوا جهل هؤلاء الاعلام بامامة ائمتهم و فيه ما فيه , و اما ان يعتقدوا معرفتهم لها و بالتالى جحودهم و كفرهم , لذا يكابر بعضهم ليخرج من هذا المازق بادعاء ان هؤلاء الاعلام كانوا لا يدعون الامامة !
لكن اليس موقف الزيدية من ائمة الامامية لا يختلف كثيرا عن موقف الامامية من ائمة الزيدية ؟ اعنى انكم تقولون ان ائمة الامامية كانوا لا يدعون الامامة ,مع ان فى كتب الزيدية نصوص تثبت ان ائمة الامامية كانوا بالفعل يدعون الامامة ؟
و اعنى تحديدا كلام الامام الهادى فى الاحكام و الذى حمل فيه بشدة على ائمة الامامية
اعلم انها مسالة شائكة لكن من المهم ان نبحثها
و دمتم موفقين
لا شك ان الاخوة الامامية فى موقفهم من ثورات ائمة الزيدية بين امرين احلاهما مر :فاما ان يعتقدوا جهل هؤلاء الاعلام بامامة ائمتهم و فيه ما فيه , و اما ان يعتقدوا معرفتهم لها و بالتالى جحودهم و كفرهم , لذا يكابر بعضهم ليخرج من هذا المازق بادعاء ان هؤلاء الاعلام كانوا لا يدعون الامامة !
لكن اليس موقف الزيدية من ائمة الامامية لا يختلف كثيرا عن موقف الامامية من ائمة الزيدية ؟ اعنى انكم تقولون ان ائمة الامامية كانوا لا يدعون الامامة ,مع ان فى كتب الزيدية نصوص تثبت ان ائمة الامامية كانوا بالفعل يدعون الامامة ؟
و اعنى تحديدا كلام الامام الهادى فى الاحكام و الذى حمل فيه بشدة على ائمة الامامية
اعلم انها مسالة شائكة لكن من المهم ان نبحثها
و دمتم موفقين
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الغزالي
ليس ما حكمتم به على الإمامية بتمام!
لأن الإمامية يمكنهم القول بمعرفة هؤلاء الأعلام بإمامة أئمتهم إمامة إلهيّة و بالمعنى الخاص
و في عين الوقت لا منافاة بين هذه المعرفة و ادعاء الإمامة بالمعني الذي يعتقده الزيدية في أئمتهم بعد علي و الحسن و الحسين عليهم السلام. و هي إمامة في الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و القيام في سبيل الله و تشكيل الحكومة.
فإذاً لا إشكال في ادعاء إمامة هؤلاء الأئمة و لا ينكرها الإمامية أيضا.
و أما في خصوص موقف أئمة الزيدية من الأئمة الاثني عشر فلي تعليق على ما ذكرت و لكن أرجح أن يكون الجواب من الإخوة المشاركين غيري!
و تحياتي
الأخ الغزالي
ليس ما حكمتم به على الإمامية بتمام!
لأن الإمامية يمكنهم القول بمعرفة هؤلاء الأعلام بإمامة أئمتهم إمامة إلهيّة و بالمعنى الخاص
و في عين الوقت لا منافاة بين هذه المعرفة و ادعاء الإمامة بالمعني الذي يعتقده الزيدية في أئمتهم بعد علي و الحسن و الحسين عليهم السلام. و هي إمامة في الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و القيام في سبيل الله و تشكيل الحكومة.
فإذاً لا إشكال في ادعاء إمامة هؤلاء الأئمة و لا ينكرها الإمامية أيضا.
و أما في خصوص موقف أئمة الزيدية من الأئمة الاثني عشر فلي تعليق على ما ذكرت و لكن أرجح أن يكون الجواب من الإخوة المشاركين غيري!
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)
اخى الموسوى
ما الفرق بين امامة ائمة الامامية بمعناها الخاص ,و بين الامامة التى ادعاها ائمة الزيدية ؟
و ما المانع اذن ان تقولوا ايضا انه لا تنافى بين امامة على عليه السلام بمعناها الخاص و بين ادعاء الشيخين للامامة ؟
و انتظر تعليقكم على موقف ائمة الزيدية من ائمة الامامية
كما انتظر رد الاخ الكاظم و لعل المانع خير
و دمتم سالمين
ما الفرق بين امامة ائمة الامامية بمعناها الخاص ,و بين الامامة التى ادعاها ائمة الزيدية ؟
و ما المانع اذن ان تقولوا ايضا انه لا تنافى بين امامة على عليه السلام بمعناها الخاص و بين ادعاء الشيخين للامامة ؟
و انتظر تعليقكم على موقف ائمة الزيدية من ائمة الامامية
كما انتظر رد الاخ الكاظم و لعل المانع خير
و دمتم سالمين
الساكت عن الحق شيطان اخرس
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الغزالي!
الفرق بين المفهومين من الإمامة نفس الفرق الذي يعتقده الزيدية بين إمامة علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله من جهة و إمامة سائر الأئمة الزيدية من جهة أخرى!
بمعنى أن الإمام علي بن أبي طالب و الحسن و الحسن أئمة معصومون منصوص عليهم و أن إمامتهم إمامة الهية قدسية لا يتصور عزلهم عن مقامهم و لا يشترط في إمامتهم ما يشترطه الزيدية في سائر الأئمة من الدعوة و الخروج و لا يمكن تصور قيام إمامين في زمان واحد و لا يجوز فيما بينهم فترات و... و إما الإمامة في سائر الأئمة الزيدية إمامة سياسية قوامها بالدعوة و الخروج و يلاحظ في الداعي الشرائط التي ذكروها في كتبهم و اختلفوا في جواز قيام إمامين و قد جوزه بعضهم و هناك فترات كثيرة فيما بين هذا النوع من الأئمة و..
فإن الإمامية يعتقدون في حق أئمتهم الإمامة من النوع الأول و هذا ما لم يدعيه الأئمة الزيدية و لا أتباعهم. و أما هل كانوا معترفين بإمامة الاثناعشر إمامة الهية و قدسية؟ فهذا أمر آخر قد ادعاه البعض و أنا أشرت إلى وجود مثل هذا القول و أن ما ذكرتم في انحصار الأمر غير تمام!
و أما في خصوص الإمام علي و المشايخ! فأولا لا تستقربوا إذا أقول لكم أن مثل ما ذكرتم موجود في أقوال بعض العلماء!
ثانيا هناك فرق عظيم! أن الأئمة الزيدية لم يمنعوا الأئمة الاثناعشرية من حقهم في إمامتهم الروحية و المعنوية و المرجعية للناس بل نعتقد أنهم كانوا في تنسيق تام بعضهم مع بعض و هذا بخلاف المشايخ حيث أعلقوا باب علي و أخذوا الفدك و ظلموا سيدة نساء العالمين و انصرفوا الناس من أهل البيت و...
ثالثا أن الإمامية و الزيدية متفقان في إمامة الأئمة الثلاث و عدم إمامة الآخرين المعاصرين لهم فلا داعي لجر البحث إليهم.
و أما في خصوص موقف الزيدية من الأئمة.. فلا يزال أرجح...
و تحياتي
أخي الغزالي!
الفرق بين المفهومين من الإمامة نفس الفرق الذي يعتقده الزيدية بين إمامة علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله من جهة و إمامة سائر الأئمة الزيدية من جهة أخرى!
بمعنى أن الإمام علي بن أبي طالب و الحسن و الحسن أئمة معصومون منصوص عليهم و أن إمامتهم إمامة الهية قدسية لا يتصور عزلهم عن مقامهم و لا يشترط في إمامتهم ما يشترطه الزيدية في سائر الأئمة من الدعوة و الخروج و لا يمكن تصور قيام إمامين في زمان واحد و لا يجوز فيما بينهم فترات و... و إما الإمامة في سائر الأئمة الزيدية إمامة سياسية قوامها بالدعوة و الخروج و يلاحظ في الداعي الشرائط التي ذكروها في كتبهم و اختلفوا في جواز قيام إمامين و قد جوزه بعضهم و هناك فترات كثيرة فيما بين هذا النوع من الأئمة و..
فإن الإمامية يعتقدون في حق أئمتهم الإمامة من النوع الأول و هذا ما لم يدعيه الأئمة الزيدية و لا أتباعهم. و أما هل كانوا معترفين بإمامة الاثناعشر إمامة الهية و قدسية؟ فهذا أمر آخر قد ادعاه البعض و أنا أشرت إلى وجود مثل هذا القول و أن ما ذكرتم في انحصار الأمر غير تمام!
و أما في خصوص الإمام علي و المشايخ! فأولا لا تستقربوا إذا أقول لكم أن مثل ما ذكرتم موجود في أقوال بعض العلماء!
ثانيا هناك فرق عظيم! أن الأئمة الزيدية لم يمنعوا الأئمة الاثناعشرية من حقهم في إمامتهم الروحية و المعنوية و المرجعية للناس بل نعتقد أنهم كانوا في تنسيق تام بعضهم مع بعض و هذا بخلاف المشايخ حيث أعلقوا باب علي و أخذوا الفدك و ظلموا سيدة نساء العالمين و انصرفوا الناس من أهل البيت و...
ثالثا أن الإمامية و الزيدية متفقان في إمامة الأئمة الثلاث و عدم إمامة الآخرين المعاصرين لهم فلا داعي لجر البحث إليهم.
و أما في خصوص موقف الزيدية من الأئمة.. فلا يزال أرجح...
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)
الاخ الكريم الموسوى
لا يهمنى هنا الدفاع عن الشيخين رضى الله عنهما , لكن كما ان ائمة الزيدية لم يمنعوا - كما تفضلت - ائمتكم من ممارسة الامامة بجانبها الروحى و العلمى ,فاعتقد ان الشيخين ايضا لم يمنعا ابا الحسن عليه السلام من ذلك
و قد كفرتم الشيخين لادعائهما الامامة , و لا فرق بين الامامة التى ادعاها الشيخان و بين الامامة التى ادعاها ائمة الزيدية
و قد اشرت الى نقطة مهمة هى ان الزيدية عندهم خلاف فى مسالة جواز امامين فى وقت واحد اى امامين كل منهما مفترض الطاعة , و على هذا يسوغ اذن القول بان ائمة الزيدية "ربما "كانوا يثبتون الامامة لائمة الامامية مع ادعائهم للامامة على اساس جواز وجود امامين فى وقت واحد
و لنركز البحث فى وقوع ذلك الفرض , اى هل كان ائمة الزيدية يقرون فعلا بامامة ائمتكم ؟
ما افهمه من كلام الامام الهادى عليه السلام فى الاحكام هو انكار امامة ائمة الامامية ,بل انتقدهم نقدا لاذعا
فكيف يتفق هذا مع ما قلته عن انه كان هناك تنسيق تام بعضهم مع بعض ؟
و فى مقدمة الصحيفة السجادية نص يكشف جانبا عن الموقف بين ائمة الزيدية و ائمة الامامية
قال الامام الشهيد يحيى بن زيد عليهما السلام :
"يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الاَمْرَ بِنَا، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَالْسَّيْفَ، فَجُمِعَا لَنَا وَخُصَّ بَنُـو عَمِّنَا بِالعِلْم وَحْـدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِـدَاكَ إنّي رَأَيْتُ النَّـاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّـلامُ أَمْيَـلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى أَبيكَ؟ فَقَالَ: إنَّ عَمِّي مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا السَّلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى الْحَيَاةِ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ يَـا ابْـنَ رَسُولِ الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إلَى الاَرْضِ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ، "
فالامام يحيى كان يعتبر انه و اباه افضل من الباقر و الصادق عليهما السلام لانهما جمعا بين العلم و الجهاد ,و واضح انه كان هناك خلاف بين الفريقين ,فلم يكن هناك اى تنسيق
و هذه المسالة الشائكة كنت اتمنى الحوار فيها مع الاستاذ عزان فك الله اسره ,لانى كنت سالته عن كلام الامام الهادى و اكد لى انه نقد لائمة الامامية و انه لم يثبت عند الزيدية ان احدا من ائمة الامامية ادعى الامامة بعد الامام الرضا , لكن للاسف لم يتسنى لى مواصلة البحث معه فى المسالة ,و اسال الله ان يعجل بفك اسره
و دمتم موفقين
لا يهمنى هنا الدفاع عن الشيخين رضى الله عنهما , لكن كما ان ائمة الزيدية لم يمنعوا - كما تفضلت - ائمتكم من ممارسة الامامة بجانبها الروحى و العلمى ,فاعتقد ان الشيخين ايضا لم يمنعا ابا الحسن عليه السلام من ذلك
و قد كفرتم الشيخين لادعائهما الامامة , و لا فرق بين الامامة التى ادعاها الشيخان و بين الامامة التى ادعاها ائمة الزيدية
و قد اشرت الى نقطة مهمة هى ان الزيدية عندهم خلاف فى مسالة جواز امامين فى وقت واحد اى امامين كل منهما مفترض الطاعة , و على هذا يسوغ اذن القول بان ائمة الزيدية "ربما "كانوا يثبتون الامامة لائمة الامامية مع ادعائهم للامامة على اساس جواز وجود امامين فى وقت واحد
و لنركز البحث فى وقوع ذلك الفرض , اى هل كان ائمة الزيدية يقرون فعلا بامامة ائمتكم ؟
ما افهمه من كلام الامام الهادى عليه السلام فى الاحكام هو انكار امامة ائمة الامامية ,بل انتقدهم نقدا لاذعا
فكيف يتفق هذا مع ما قلته عن انه كان هناك تنسيق تام بعضهم مع بعض ؟
و فى مقدمة الصحيفة السجادية نص يكشف جانبا عن الموقف بين ائمة الزيدية و ائمة الامامية
قال الامام الشهيد يحيى بن زيد عليهما السلام :
"يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الاَمْرَ بِنَا، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَالْسَّيْفَ، فَجُمِعَا لَنَا وَخُصَّ بَنُـو عَمِّنَا بِالعِلْم وَحْـدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِـدَاكَ إنّي رَأَيْتُ النَّـاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّـلامُ أَمْيَـلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى أَبيكَ؟ فَقَالَ: إنَّ عَمِّي مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا السَّلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى الْحَيَاةِ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ يَـا ابْـنَ رَسُولِ الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إلَى الاَرْضِ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ، "
فالامام يحيى كان يعتبر انه و اباه افضل من الباقر و الصادق عليهما السلام لانهما جمعا بين العلم و الجهاد ,و واضح انه كان هناك خلاف بين الفريقين ,فلم يكن هناك اى تنسيق
و هذه المسالة الشائكة كنت اتمنى الحوار فيها مع الاستاذ عزان فك الله اسره ,لانى كنت سالته عن كلام الامام الهادى و اكد لى انه نقد لائمة الامامية و انه لم يثبت عند الزيدية ان احدا من ائمة الامامية ادعى الامامة بعد الامام الرضا , لكن للاسف لم يتسنى لى مواصلة البحث معه فى المسالة ,و اسال الله ان يعجل بفك اسره
و دمتم موفقين
الساكت عن الحق شيطان اخرس
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 108
- اشترك في: الاثنين مارس 07, 2005 2:39 pm
قال الامام الشهيد يحيى بن زيد عليهما السلام :
"يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الاَمْرَ بِنَا، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَالْسَّيْفَ، فَجُمِعَا لَنَا وَخُصَّ بَنُـو عَمِّنَا بِالعِلْم وَحْـدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِـدَاكَ إنّي رَأَيْتُ النَّـاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّـلامُ أَمْيَـلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى أَبيكَ؟ فَقَالَ: إنَّ عَمِّي مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا السَّلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى الْحَيَاةِ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ يَـا ابْـنَ رَسُولِ الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إلَى الاَرْضِ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ،
أنا أسأل هنا عن :
1) جمع لنا بين العلم والسيف ، وخص بنو عمومنا بالعلم ؟؟؟؟ خاصة اذا ما صحت رواية الزيدية في أن جعفر طلب من زيد الجهاد معه فقال له ابقى في الناس فاذا خرجت انا وانت من يعلم الناس، فزيد هو الذي منع جعفر من الجهاد فكيف خص يحيى نفسه عن بني عمومته
2) وقوله ( كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ، ) ما معنى قوله يعلمون كل ما نعلم ولا نعلم كل ما يعلمون )
.
.
وصلي اللهم على محمد وآل محمد
.
.
"يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الاَمْرَ بِنَا، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَ وَالْسَّيْفَ، فَجُمِعَا لَنَا وَخُصَّ بَنُـو عَمِّنَا بِالعِلْم وَحْـدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِـدَاكَ إنّي رَأَيْتُ النَّـاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّـلامُ أَمْيَـلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى أَبيكَ؟ فَقَالَ: إنَّ عَمِّي مُحَمَّد بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا السَّلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى الْحَيَاةِ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ يَـا ابْـنَ رَسُولِ الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إلَى الاَرْضِ مَلِيّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ،
أنا أسأل هنا عن :
1) جمع لنا بين العلم والسيف ، وخص بنو عمومنا بالعلم ؟؟؟؟ خاصة اذا ما صحت رواية الزيدية في أن جعفر طلب من زيد الجهاد معه فقال له ابقى في الناس فاذا خرجت انا وانت من يعلم الناس، فزيد هو الذي منع جعفر من الجهاد فكيف خص يحيى نفسه عن بني عمومته
2) وقوله ( كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ، ) ما معنى قوله يعلمون كل ما نعلم ولا نعلم كل ما يعلمون )
.
.
وصلي اللهم على محمد وآل محمد
.
.
قال الله تعالى
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
في مدح رسول الله ( وإنك لعلى خلق عظيم )
لآل بيت رسول الله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
عن رسول الله ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
قال رسول الله :
كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض
الأخ الفاضل : الغزالي ، بارك الله فيك .
الغزالي كتب :
إشارَة :
عندمَا نبَحَث في كلام أئمة الزيدية ونجِد قولاً يوحي لكَ بإيحاء مُعيّن ( ومِثلُه كلام الإمام الهادي فيما قَد يجعلُه بعض الجعفرية موافقاً وقريباً من قولِهِم في الإمامة بعموم ) ، فإنّك يجب أن تتذكّر أنّ هذا قولٌ مأثورٌ عن إمامٍ غيرُ مَعصوم ، وليسَ هُوَ بحديثٍ مأثور ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، كيفية التعامل : عَرض هذا الكلام الصّادر من الإمام على إجماع أهل البيت ( إجماع أئمة الزيديّة ) ، وقبلَ عرضهِ على الإجماع ، يُعرَض على بقيّة كلام هذا الإمام في مواضع أخرى من رسائله وكُتبه وأقوالِه ( فلعلَّ فيها ما يُفسّر سوء الفِهم ) ، فإن حُلَّ الإشكال ، وإلاّ عُرِضَ على الإجماع ، والإجماعُ هُوَ الحُجّة ، وعليه تدَور رحَى العِصمَة عندَ السّادَة الزيدية .
أذكرُ أنّي قرأت ( لأحَد المُستبصِرات ) ، وهيَ تُحاولُ إثبات عقيدة الغيبَة لدى الزيدية ، فذكَرَت كلاماً عارضاً للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) ، تكلّم فيه أنّ الغيبَة قَد قالَ بها جماعة من خلّص الزيدية كالطالقانية في محمد بن القاسم (ع) ( والإمام في غير موضع من كتابه العقد الثمين ينفي عقيدة الغيبة نفياً قاطعاً ، بالدليل ) ، فجاءت المُستبصِرة ، تستدلُ على صحّة عقيدة الغيبة بإيماءها وتصريحها أنَّ الإمام عبدالله بن حمزة اعتبرَ الطالقانية القائلة بالغيبة من ( خُلّص الزيدية ) ، عندها أيقَنتُ أنّ العقول في راحَة .
=======
الأخ الفاضل : الموسوي ، أحسن الله إليكم .
الموسوي كتب :
تحيّاتي لكُم .
=====
الأخ الفاضل : معاذ الهادي ، بارك الله فيك .
في هذه الرّوايَة كلام ، ( وهي بحاجَة إلى دراسَة ) .
الغزالي كتب :
هلاَّ تكرّمت بنقل كلام الإمام الهادي إلى الحق ، الذي حَمَلَ فيه على أئمة الإمامية ؟ وآمل من الله أن يكونَ ما تنقله نقدُ للصفات التي ادّعتها الإمامية في أئمتهم ، لا لأشخاص أئمتهم ! وهُناك فَرق ، ( بيّن فهمَك للمسألة خلال النقل ) ؟لكن اليس موقف الزيدية من ائمة الامامية لا يختلف كثيرا عن موقف الامامية من ائمة الزيدية ؟ اعنى انكم تقولون ان ائمة الامامية كانوا لا يدعون الامامة ,مع ان فى كتب الزيدية نصوص تثبت ان ائمة الامامية كانوا بالفعل يدعون الامامة ؟
و اعنى تحديدا كلام الامام الهادى فى الاحكام و الذى حمل فيه بشدة على ائمة الامامية
إشارَة :
عندمَا نبَحَث في كلام أئمة الزيدية ونجِد قولاً يوحي لكَ بإيحاء مُعيّن ( ومِثلُه كلام الإمام الهادي فيما قَد يجعلُه بعض الجعفرية موافقاً وقريباً من قولِهِم في الإمامة بعموم ) ، فإنّك يجب أن تتذكّر أنّ هذا قولٌ مأثورٌ عن إمامٍ غيرُ مَعصوم ، وليسَ هُوَ بحديثٍ مأثور ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، كيفية التعامل : عَرض هذا الكلام الصّادر من الإمام على إجماع أهل البيت ( إجماع أئمة الزيديّة ) ، وقبلَ عرضهِ على الإجماع ، يُعرَض على بقيّة كلام هذا الإمام في مواضع أخرى من رسائله وكُتبه وأقوالِه ( فلعلَّ فيها ما يُفسّر سوء الفِهم ) ، فإن حُلَّ الإشكال ، وإلاّ عُرِضَ على الإجماع ، والإجماعُ هُوَ الحُجّة ، وعليه تدَور رحَى العِصمَة عندَ السّادَة الزيدية .
أذكرُ أنّي قرأت ( لأحَد المُستبصِرات ) ، وهيَ تُحاولُ إثبات عقيدة الغيبَة لدى الزيدية ، فذكَرَت كلاماً عارضاً للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) ، تكلّم فيه أنّ الغيبَة قَد قالَ بها جماعة من خلّص الزيدية كالطالقانية في محمد بن القاسم (ع) ( والإمام في غير موضع من كتابه العقد الثمين ينفي عقيدة الغيبة نفياً قاطعاً ، بالدليل ) ، فجاءت المُستبصِرة ، تستدلُ على صحّة عقيدة الغيبة بإيماءها وتصريحها أنَّ الإمام عبدالله بن حمزة اعتبرَ الطالقانية القائلة بالغيبة من ( خُلّص الزيدية ) ، عندها أيقَنتُ أنّ العقول في راحَة .
=======
الأخ الفاضل : الموسوي ، أحسن الله إليكم .
الموسوي كتب :
لا بأس ، خُضنا في هذا الكلام بما لَو نَطقَت بعدَهُ الجبال ( لقالَت كَفَى ) ، ولكنّي أعتبرُ قولَكمُ هذا في شأن الأئمة الزيدية والجعفرية ، قولُ حادثٌ وجديد ( ليسَ له أصلٌ لدَى سلف الجعفرية ) ، استحدثَهُ السيد الموسوي ( واجتهدَ فيه ) ، لا يجوزُ أن نعمّمهُ على الشيعة الجعفرية بعموم ( لأنّ مصادرَهُم وسلفَهُم على غير هذا ) ، ومنهُ ، حياّك الله سيدي الموسوي ( واجتهادُك ، محكومٌ محصورُ في الإصابَة والخطأ ) ، وقَد تجادَلنا في هذا ، والقارئُ الجعفريّ قبلَ الزيّدي هُوَ الحَكمَ .لأن الإمامية يمكنهم القول بمعرفة هؤلاء الأعلام بإمامة أئمتهم إمامة إلهيّة و بالمعنى الخاص
و في عين الوقت لا منافاة بين هذه المعرفة و ادعاء الإمامة بالمعني الذي يعتقده الزيدية في أئمتهم بعد علي و الحسن و الحسين عليهم السلام. و هي إمامة في الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و القيام في سبيل الله و تشكيل الحكومة.
فإذاً لا إشكال في ادعاء إمامة هؤلاء الأئمة و لا ينكرها الإمامية أيضا.
تحيّاتي لكُم .
=====
الأخ الفاضل : معاذ الهادي ، بارك الله فيك .
في هذه الرّوايَة كلام ، ( وهي بحاجَة إلى دراسَة ) .

الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي

مرحبا بك اخى الكاظم
الواقع اننى لم اكن راغبا فى مواصلة بحث هذه المسالة لانها تبدو شائكة و قد يساء فهم ما يقال فيها , اعتقادى ان ائمة العترة سواء ائمة الامامية او ائمة الزيدية هم صفوة الامة و هم السلف الصالح حقا , و ما ورد فى كلام الهادى ع من نقد لاذع محمول فى نظرى القاصر على انه قاله فى حال غضب و قد كانت تحدث اشتباكات لفظية بين الائمة كما روى عن الكلام بين كامل اهل البيت ع و بين الامام الصادق ع ,و لا عجب فهم بشر
لكن المقصود من كلام الامام الهادىع الذى اشرت اليه هو الرد على دعوى ان ائمة الزيدية كانوا يعتقدون امامة ائمة الامامية ,و اثبات ان ائمة الاماميةكانوا يدعون الامامة ,و هى المسالة التى نبحثها
و هذا نص كلام الامام الهادى عليه السلام :
" الامام من بعدهما من ذريتهما من سار بسيرتهما ، و كان مثلهما ، و احتذا بحذوهما فكان ورعاتقيا ، صحيحا نقيا ، و في أمر الله سبحانه جاهدا ، و في حطام الدنيا زاهدا ، و كان فهما بما يحتاج إليه ، عالما بتفسير ما يرد عليه ، شجاعاكميا ، بذولاسخيا ، رؤوفا بالرعية رحيما ، متعطفا متحننا حليما ، مواسيا لهم بنفسه ، مشركا لهم في أمره ، مستأثر عليهم ، و لا حاكم بغير حكم الله فيهم ، قائما شاهر السيفه ، داعيا إلى ربه ، رافعا لرايته ، مجتهدا في دعوته ، مفرقا للدعاة في البلاد ، غير مقصر في تألف العباد ، مخيفا للظالمين ، و مؤمنا للمؤمنين ، لا يأمن الفاسقين و لا يأمنونه ، بل يطلبهم و يطلبونه ، قد باينهم و باينوه ، و ناصبهم و ناصبوه ، فهم له خائفون ، و على إهلاكه جاهدون ، يبغيهم الغوائل ، و يدعو إلى جهادهم القبائل ، متشردا عنهم ، خائفا منهم ، لا يردعه عن أمر الله رادع ، و لاتهوله الاخواف ، و لا يمنعه عن الجهاد عليهم كثرة الارجاف ، شمري مشمر ، مجتهد مقصر فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن و الحسين ، فهو الامام المفترضة طاعته ، الواجبة على الامة نصرته ، و من قصر عن ذلك و لم ينصب نفسه لله ، و يشهر سيفه له ، و يباين الظالمين و يباينوه ، و يبين أمره ، و يرفع رأيته ، ليكمل الحجة لربه على جميع بريته ، بما يظهر لهم من حسن سيرته ، و ظاهر ما يبدو لهم من سريرته ، فتجب طاعته على الامة و المهاجرة إليه و المصابرة معه ولديه ، فمن فعل ذلك من الامة معه من بعد أن قد أبان لهم صاحبهم نفسه ، و قصد ربه و شهر سيفه ، و كشف بالمباينة للظالمين رأسه ، فقد أدى إلى الله فرضه ، و من قصر في ذلك كانت الحجة عليه لله قائمة ساطعة منيرة بينه قاطعة ( ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة أن الله لسميع عليم ) ( 30 ) مثل من قام من ذريتهما من الائمة الطاهرين ( ) الصابرين لله المحتسبين .
مثل زيد بن علي رضي الله عنه إمام المتقين ، و القائم بحجة رب العالمين .
و مثل يحيى ابنه المحتذي بفعله ، و مثل محمد بن عبد الله ، و إبراهيم أخيه المجتهدين لله ، المصممين في أمر الله ، الذين لم تأخذهمافي الله لومة لائم ، الذين مضيا قدما قدما ، صابرين محتسبين ، و قد مثل بابائهما و عمومتها أقبح المثل ، و قتلوا أفحش القتل ، فما ردعهما ذلك عن اقامة أمر خالقهما و الاجتهاد في رضا ربهما فصلوات الله على أرواح تلك المشايخ و بركاته ، فلقد صبروا الله و احتسبوا و ما وهنوا و لا جزعوابل كانوا كما قال الله و ذكر عمن مضى من آبائهم حين يقول : ( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استكانوا و الله يحب الصابرين ) ( 31 ) .
و مثل الحسين بن علي الفخي ، الشهيد المحرم المجردلله سبحانه ، المصمم الباذل نفسه لله في عصابة قليلة من المؤمنين ، يأمرون بالمعروف ، و ينهون عن المنكر ، و يضربون و يضربون ، حتى لقوا الله على ذلك و قد رضي عنهم ، و قبل فعلهم منهم ، فرحمة الله و بركاته عليهم .
و يحيي بن عبد الله ابن الحسن القائم لله ، المحتسب الصابرلله على الشدة و الغضب ، و محمد بن إبراهيم بن إسمعيل القائم بحجة الله الجليل الداعي إلى الحق ، و الناهي عن الفسق ، المتفرد لله ، الصابر له في كل أمره ، الحاكم في كل الاموربحقه .
و مثل القسم بن إبراهيم الفاضل العالم الكريم ، المجرد لسيفه ، المصمم الباذل لنفسه ، المباين للظالمين ، الداعي إلى الحق المبين صلوات الله عليهم أجمعين و رحمته و بركاته ، فمن كان كذلك من ذرية الحسن و الحسين ، فهو إمام لجميع المسلمين لا يسعهم عصيانه ، و لا يحل لهم خذلانه ، بل يجب عليهم طاعته و موالاته ، و يعذب الله من خذله ، و يثيب من نصره ، و يتولى من تولاه ، و يعادي من عاداه ."
ثم قال عليه السلام :
"فأما من عبث بنفسه و تمنى ، و إقام في أهله و ولده و تلهى ، و ساير الظالمين و داجاهم ، و قضوا حوائجه ، و قضى حوائجهم ، و عاشروهم ، و عاشرهم ، و أمنوه و أمنهم ، و كفوا عنه وكف عنهم ، و غمدسيفه و طوى رأيته ، و ستر منهم نفسه ، و موه على الجهال ، و أهل الغفلة من الظلال ، ادعى الامامة ، و و همهم أنه يريد القيام ، و هو عند الله من القاعدين النيام ، ذوي الفترة و الوناء ، طلاب الراحة و الرخاء ، و هو يظهر للرعية و يعرض لهم ، و يدخل قلوبهم أنه قائم غير قائد ، و أنه مباين للظالمين مجاهد ، يوهمهم ذلك و يعرض لهم أنه كذلك ، ليحتلب من درهم حلبا و خيما دويا ، و يأكل بذلك من أموالهم حراما دنيا ، قد لبس عليهم أمورهم بتمويهه عليهم ، و قعد لهم بطريق رشدهم ، يصدهم بتمويهه عن ربهم ، و يمنعهم بتلبيسه عليهم من أداءفرضهم ، و القيام بما يجب لخالقهم فهو دائب في التحيل لاكل إموالهم بما يلبس عليهم من إحوالهم ، و تمويهه لجاهلهم ( 32 ) أنه قائم غير قائد ، و أنه أحد يوميه ناهض على الظالمين مجاهد ، و الله يعلم من سرائره و باطن أمره غير ما يوهم الجاهلين ، و يكتبه بذلك عنده أنه من الصادين عن سبيله ، الذين يبغونها عوجا ، فهو يهلك نفسه عند ربه بفعله و فعل غيره ، و يفرق عن الحق و المحقين الانام ، و يجمع بذلك عليه الآثام ، و يمكن بذلك دعوة الظالمين ، و يقيم عمدملك الفاسقين و يوهن دعوة الحق و المحقين بمايموه به على الجاهلين للترؤس عليهم ، و لا كل أوساخ أيديهم ، يأكل سحتاتافها حراما ، و يجترم العظائم بالصدعن الله العظيم إجتراما ، يفرق كلمة المؤمنين و يشتت رأي المسلمين ، و لا يألوا الحق خبالا ، يتأول في ذلك التأويلات و يتقحم على الله فيه بالقحمات ضميره إذا رجع إلى نفسه ، و ناقشها في كل فعله ، و أوقفها على على خفي سره ، مخالف لظاهره و فعاله في باطنه فغير ما يبديه الناس في ظاهره ، يخادع الله و الذين آمنوا و ما يخادع إلا نفسه ، كما قال الله تعالى ، ( يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخادعون إلا أنفسهم و ما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم ا = لله مرضا لهم عذاب أليم ) ( 33 ) كأن لم يسمع الله عز و جل يقول : ( و أسروا قولكم أوجهروابه إنه عليم بذات الصدور ) ( 34 ) فهو يمكر بالله و بالمؤمنين ، و الله يمكر به و هو خير الماكرين .
فهو في بلية من نفسه ، من تحيله لديناره و درهمه ، و الاستدامة لما هو فيه من تافه نعمته ، يلبس الحرير و الديباج و القز ، و يلتحف و يفترش السمور و الفتك و الخز ، لا يرتمض في أمور الله ، و لا يصلح شأن عباد الله ، فأين من كان كذلك ، فقط من الامامة .
كلالعمره أنه عنها لبعيد مجنب ، و منها غير دان و لا مقرب ، و ان لعب بنفسه ، و خدع من كان من شكله بزخرف قوله و كذبه و اجترائه على الله : ( و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا ) "
ثم قال :
فلعمري إن من كان كذلك فقط لبعيد عما يدعي و ينتحل مما لم ييجعله الله له أهلا ، و لم يشرع له إليه سبيلا ، فكيف لو ذكرنا بعض ما يذكر عن بعض من يدعي ذلك ، من الغلو و المهالك ، مما ينقله عنهم أشياعهم ، و يذكره من قولهم في أنفسهم اتباعهم ، مما نرجوا أن يكونوا عليهم فيه كاذبين و بغير الحق فيهم قائلين من ادعاء صفات الجبار ، و المشاركة له في علم خفيات الاسرار ، و الاطلاع على ماأجنت بطون البحار ، و القدرة على صرف ما يشاء صرفه و إثبات ما يشاء إثباته ، و من إباحه الفروج ، و إظهار الفواحش و الهروج و تناول الشهوات ، و ارتكاب اللذات ، من معاصي الرحمن و ما تنهى عنه آيات القرآن ، و ترك الصلوات و غلول الزكوات ، و رفض صيام شهر رمضان ، و تعطيل كلمانطق به الفرقان ، و ترك الاغتسال من الجنابات ، و ارتكاب جميع الفاحشات ، و غير ذلك مما يجل ذكره ، و يعظم أمره من الغلو و المنكر .
و ذلك أنهم في أصل قولهم يقولون أعرف إمامك ، و اعمل ما شئت غير معاقب و لا مأثوم و ذلك من قولهم عند جميع الامة فمعلوم مع يأتون به و يقولون به من الكفران و الافتراء على الله و الجحدان للرحمن ، و جعلهم لخالقهم بزعمهم جسما ينتقل في صورة الانسان ( ) ، و يؤاكلهم و يشا ربهم و يداخلهم و يخارجهم ، و يبايعهم ، و يشاريهم ، و يجعلونه ، مرة موسى ، و ثانية عيسى ، و ثالثه عليا ، ينتقل في صورة الآدميين ، و كذلك رووا عن الشياطين أنها تتصور في صور المربوبين ، فتبارك الله عن ذلك رب العالمين ، و تقدس عما يقول فيه الجاهلون ، و ينسب إليه الضالون .
فيا لمن قال بذلك الويل الطويل ، و العويل و العذاب الجليل ، لقد أتى شيئاإدا تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا " انتهى
فهو فى كلامه الاخير اوضح انه يتحدث عن ائمة الامامية تامل قوله :
"فكيف لو ذكرنا بعض ما يذكر عن بعض من يدعي ذلك ، من الغلو و المهالك ، مما ينقله عنهم أشياعهم , ويذكره من قولهم في أنفسهم اتباعهم ، مما نرجوا أن يكونوا عليهم فيه كاذبين"
و المقصود -فى نظرى- باشياعهم اى الشيعة الامامية الذين نسبوا الى ائمتهم علم الغيبيات و نحوه ,و كانوا - اى الامامية- مجسمة .. الخ و قد وصفهم الامام الهادى بوصف قريب من هذا عند تناوله احكام الطلاق فى الاحكام , قال عليه السلام :
"هذا الحزب حزب الشيطان الخاسر الهالك عند الله الجاير المحل للشهوات المتبع اللذات المبيح للحر مات الآمر بالفاحشات ، الواصف للعبد الذليل بصفة الواحد الجليل القائل على الله عز و جل بالمحال ، المتكمه في الظلال ، المنكر للتوحيد ، المشبه لله المجيد ، بالضعيف من العبيد ، المبطل في ذلك لعدة الزوجات ، الدافع لما أثبت الله عز و جل من الاسباب و الوراثات ، المخالف لكتاب الله عز و جل في كل الحالات ، الذي عاند الحق و أتبع المنكر و الفسق ، حزب الامامية الرافضة للحق و المحقين ، الطاعنة على أوليآء الله المجاهدين الذين أمروا بالمعروف الاكبر و نهوا عن التظالم و المنكر ، و قول هؤلاء الامامية الذين عطلوا الجهاد و أظهروا المنكر في البلاد و العباد ، و أمنوا الظالمين من التغيير عليهم ، و مكنوهم من الحكم فيهم و صاروا لهم خولا و جعلوا أموال الله بينهم دولا ، و كفروا من جاهدهم ، و على ارتكاب المنكر ناصبهم ، و قول هذا الحزب الضال ، مما لا يلتفت إليه من المقال لما هم عليه من الكفر و الايغال ، و القول بالكذب و الفسوق و المحال ، فهم على الله و رسوله في كل أمر كاذبون و لهما في كل أفعالهم مخالفون ، قد جاهروهما بالعصيان و تمردوا عليهما بالبغي و الطغيان و أظهروا المنكر و الفجور ، و أباحوا علانية الفواحش و الشرور ، و ناصبوا الآمرين بالحسنات المنكرين للمنكر و الشرارات الائمة الهادين من أهل بيت الرسول المطهرين ، و هتكوا يا لهم الويل الحرمات و أما طوا الصالحات و حرضوا على أمانة الحق و إظهار البغي و الفسق ، و ضادوا الكتاب و جانبوا الصواب و أباحوا الفروج ، و ولدوا الكذب و الهروج ، و فيهم ما حدثني أبي و عماي محمد و الحسن عن أبيهم القسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن جده إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيهم علي بن أبي طالب عليه و عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم أنه قال : ( يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال : لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون ) ."
اظن هذا واضحا و ان كنت ارجو ان اكون مخطئا
كتاب الاحكام :
http://hozeh.tebyan.net/Html/library/books2/1579.htm
"
الواقع اننى لم اكن راغبا فى مواصلة بحث هذه المسالة لانها تبدو شائكة و قد يساء فهم ما يقال فيها , اعتقادى ان ائمة العترة سواء ائمة الامامية او ائمة الزيدية هم صفوة الامة و هم السلف الصالح حقا , و ما ورد فى كلام الهادى ع من نقد لاذع محمول فى نظرى القاصر على انه قاله فى حال غضب و قد كانت تحدث اشتباكات لفظية بين الائمة كما روى عن الكلام بين كامل اهل البيت ع و بين الامام الصادق ع ,و لا عجب فهم بشر
لكن المقصود من كلام الامام الهادىع الذى اشرت اليه هو الرد على دعوى ان ائمة الزيدية كانوا يعتقدون امامة ائمة الامامية ,و اثبات ان ائمة الاماميةكانوا يدعون الامامة ,و هى المسالة التى نبحثها
و هذا نص كلام الامام الهادى عليه السلام :
" الامام من بعدهما من ذريتهما من سار بسيرتهما ، و كان مثلهما ، و احتذا بحذوهما فكان ورعاتقيا ، صحيحا نقيا ، و في أمر الله سبحانه جاهدا ، و في حطام الدنيا زاهدا ، و كان فهما بما يحتاج إليه ، عالما بتفسير ما يرد عليه ، شجاعاكميا ، بذولاسخيا ، رؤوفا بالرعية رحيما ، متعطفا متحننا حليما ، مواسيا لهم بنفسه ، مشركا لهم في أمره ، مستأثر عليهم ، و لا حاكم بغير حكم الله فيهم ، قائما شاهر السيفه ، داعيا إلى ربه ، رافعا لرايته ، مجتهدا في دعوته ، مفرقا للدعاة في البلاد ، غير مقصر في تألف العباد ، مخيفا للظالمين ، و مؤمنا للمؤمنين ، لا يأمن الفاسقين و لا يأمنونه ، بل يطلبهم و يطلبونه ، قد باينهم و باينوه ، و ناصبهم و ناصبوه ، فهم له خائفون ، و على إهلاكه جاهدون ، يبغيهم الغوائل ، و يدعو إلى جهادهم القبائل ، متشردا عنهم ، خائفا منهم ، لا يردعه عن أمر الله رادع ، و لاتهوله الاخواف ، و لا يمنعه عن الجهاد عليهم كثرة الارجاف ، شمري مشمر ، مجتهد مقصر فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن و الحسين ، فهو الامام المفترضة طاعته ، الواجبة على الامة نصرته ، و من قصر عن ذلك و لم ينصب نفسه لله ، و يشهر سيفه له ، و يباين الظالمين و يباينوه ، و يبين أمره ، و يرفع رأيته ، ليكمل الحجة لربه على جميع بريته ، بما يظهر لهم من حسن سيرته ، و ظاهر ما يبدو لهم من سريرته ، فتجب طاعته على الامة و المهاجرة إليه و المصابرة معه ولديه ، فمن فعل ذلك من الامة معه من بعد أن قد أبان لهم صاحبهم نفسه ، و قصد ربه و شهر سيفه ، و كشف بالمباينة للظالمين رأسه ، فقد أدى إلى الله فرضه ، و من قصر في ذلك كانت الحجة عليه لله قائمة ساطعة منيرة بينه قاطعة ( ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حيي عن بينة أن الله لسميع عليم ) ( 30 ) مثل من قام من ذريتهما من الائمة الطاهرين ( ) الصابرين لله المحتسبين .
مثل زيد بن علي رضي الله عنه إمام المتقين ، و القائم بحجة رب العالمين .
و مثل يحيى ابنه المحتذي بفعله ، و مثل محمد بن عبد الله ، و إبراهيم أخيه المجتهدين لله ، المصممين في أمر الله ، الذين لم تأخذهمافي الله لومة لائم ، الذين مضيا قدما قدما ، صابرين محتسبين ، و قد مثل بابائهما و عمومتها أقبح المثل ، و قتلوا أفحش القتل ، فما ردعهما ذلك عن اقامة أمر خالقهما و الاجتهاد في رضا ربهما فصلوات الله على أرواح تلك المشايخ و بركاته ، فلقد صبروا الله و احتسبوا و ما وهنوا و لا جزعوابل كانوا كما قال الله و ذكر عمن مضى من آبائهم حين يقول : ( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استكانوا و الله يحب الصابرين ) ( 31 ) .
و مثل الحسين بن علي الفخي ، الشهيد المحرم المجردلله سبحانه ، المصمم الباذل نفسه لله في عصابة قليلة من المؤمنين ، يأمرون بالمعروف ، و ينهون عن المنكر ، و يضربون و يضربون ، حتى لقوا الله على ذلك و قد رضي عنهم ، و قبل فعلهم منهم ، فرحمة الله و بركاته عليهم .
و يحيي بن عبد الله ابن الحسن القائم لله ، المحتسب الصابرلله على الشدة و الغضب ، و محمد بن إبراهيم بن إسمعيل القائم بحجة الله الجليل الداعي إلى الحق ، و الناهي عن الفسق ، المتفرد لله ، الصابر له في كل أمره ، الحاكم في كل الاموربحقه .
و مثل القسم بن إبراهيم الفاضل العالم الكريم ، المجرد لسيفه ، المصمم الباذل لنفسه ، المباين للظالمين ، الداعي إلى الحق المبين صلوات الله عليهم أجمعين و رحمته و بركاته ، فمن كان كذلك من ذرية الحسن و الحسين ، فهو إمام لجميع المسلمين لا يسعهم عصيانه ، و لا يحل لهم خذلانه ، بل يجب عليهم طاعته و موالاته ، و يعذب الله من خذله ، و يثيب من نصره ، و يتولى من تولاه ، و يعادي من عاداه ."
ثم قال عليه السلام :
"فأما من عبث بنفسه و تمنى ، و إقام في أهله و ولده و تلهى ، و ساير الظالمين و داجاهم ، و قضوا حوائجه ، و قضى حوائجهم ، و عاشروهم ، و عاشرهم ، و أمنوه و أمنهم ، و كفوا عنه وكف عنهم ، و غمدسيفه و طوى رأيته ، و ستر منهم نفسه ، و موه على الجهال ، و أهل الغفلة من الظلال ، ادعى الامامة ، و و همهم أنه يريد القيام ، و هو عند الله من القاعدين النيام ، ذوي الفترة و الوناء ، طلاب الراحة و الرخاء ، و هو يظهر للرعية و يعرض لهم ، و يدخل قلوبهم أنه قائم غير قائد ، و أنه مباين للظالمين مجاهد ، يوهمهم ذلك و يعرض لهم أنه كذلك ، ليحتلب من درهم حلبا و خيما دويا ، و يأكل بذلك من أموالهم حراما دنيا ، قد لبس عليهم أمورهم بتمويهه عليهم ، و قعد لهم بطريق رشدهم ، يصدهم بتمويهه عن ربهم ، و يمنعهم بتلبيسه عليهم من أداءفرضهم ، و القيام بما يجب لخالقهم فهو دائب في التحيل لاكل إموالهم بما يلبس عليهم من إحوالهم ، و تمويهه لجاهلهم ( 32 ) أنه قائم غير قائد ، و أنه أحد يوميه ناهض على الظالمين مجاهد ، و الله يعلم من سرائره و باطن أمره غير ما يوهم الجاهلين ، و يكتبه بذلك عنده أنه من الصادين عن سبيله ، الذين يبغونها عوجا ، فهو يهلك نفسه عند ربه بفعله و فعل غيره ، و يفرق عن الحق و المحقين الانام ، و يجمع بذلك عليه الآثام ، و يمكن بذلك دعوة الظالمين ، و يقيم عمدملك الفاسقين و يوهن دعوة الحق و المحقين بمايموه به على الجاهلين للترؤس عليهم ، و لا كل أوساخ أيديهم ، يأكل سحتاتافها حراما ، و يجترم العظائم بالصدعن الله العظيم إجتراما ، يفرق كلمة المؤمنين و يشتت رأي المسلمين ، و لا يألوا الحق خبالا ، يتأول في ذلك التأويلات و يتقحم على الله فيه بالقحمات ضميره إذا رجع إلى نفسه ، و ناقشها في كل فعله ، و أوقفها على على خفي سره ، مخالف لظاهره و فعاله في باطنه فغير ما يبديه الناس في ظاهره ، يخادع الله و الذين آمنوا و ما يخادع إلا نفسه ، كما قال الله تعالى ، ( يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخادعون إلا أنفسهم و ما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم ا = لله مرضا لهم عذاب أليم ) ( 33 ) كأن لم يسمع الله عز و جل يقول : ( و أسروا قولكم أوجهروابه إنه عليم بذات الصدور ) ( 34 ) فهو يمكر بالله و بالمؤمنين ، و الله يمكر به و هو خير الماكرين .
فهو في بلية من نفسه ، من تحيله لديناره و درهمه ، و الاستدامة لما هو فيه من تافه نعمته ، يلبس الحرير و الديباج و القز ، و يلتحف و يفترش السمور و الفتك و الخز ، لا يرتمض في أمور الله ، و لا يصلح شأن عباد الله ، فأين من كان كذلك ، فقط من الامامة .
كلالعمره أنه عنها لبعيد مجنب ، و منها غير دان و لا مقرب ، و ان لعب بنفسه ، و خدع من كان من شكله بزخرف قوله و كذبه و اجترائه على الله : ( و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا ) "
ثم قال :
فلعمري إن من كان كذلك فقط لبعيد عما يدعي و ينتحل مما لم ييجعله الله له أهلا ، و لم يشرع له إليه سبيلا ، فكيف لو ذكرنا بعض ما يذكر عن بعض من يدعي ذلك ، من الغلو و المهالك ، مما ينقله عنهم أشياعهم ، و يذكره من قولهم في أنفسهم اتباعهم ، مما نرجوا أن يكونوا عليهم فيه كاذبين و بغير الحق فيهم قائلين من ادعاء صفات الجبار ، و المشاركة له في علم خفيات الاسرار ، و الاطلاع على ماأجنت بطون البحار ، و القدرة على صرف ما يشاء صرفه و إثبات ما يشاء إثباته ، و من إباحه الفروج ، و إظهار الفواحش و الهروج و تناول الشهوات ، و ارتكاب اللذات ، من معاصي الرحمن و ما تنهى عنه آيات القرآن ، و ترك الصلوات و غلول الزكوات ، و رفض صيام شهر رمضان ، و تعطيل كلمانطق به الفرقان ، و ترك الاغتسال من الجنابات ، و ارتكاب جميع الفاحشات ، و غير ذلك مما يجل ذكره ، و يعظم أمره من الغلو و المنكر .
و ذلك أنهم في أصل قولهم يقولون أعرف إمامك ، و اعمل ما شئت غير معاقب و لا مأثوم و ذلك من قولهم عند جميع الامة فمعلوم مع يأتون به و يقولون به من الكفران و الافتراء على الله و الجحدان للرحمن ، و جعلهم لخالقهم بزعمهم جسما ينتقل في صورة الانسان ( ) ، و يؤاكلهم و يشا ربهم و يداخلهم و يخارجهم ، و يبايعهم ، و يشاريهم ، و يجعلونه ، مرة موسى ، و ثانية عيسى ، و ثالثه عليا ، ينتقل في صورة الآدميين ، و كذلك رووا عن الشياطين أنها تتصور في صور المربوبين ، فتبارك الله عن ذلك رب العالمين ، و تقدس عما يقول فيه الجاهلون ، و ينسب إليه الضالون .
فيا لمن قال بذلك الويل الطويل ، و العويل و العذاب الجليل ، لقد أتى شيئاإدا تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا " انتهى
فهو فى كلامه الاخير اوضح انه يتحدث عن ائمة الامامية تامل قوله :
"فكيف لو ذكرنا بعض ما يذكر عن بعض من يدعي ذلك ، من الغلو و المهالك ، مما ينقله عنهم أشياعهم , ويذكره من قولهم في أنفسهم اتباعهم ، مما نرجوا أن يكونوا عليهم فيه كاذبين"
و المقصود -فى نظرى- باشياعهم اى الشيعة الامامية الذين نسبوا الى ائمتهم علم الغيبيات و نحوه ,و كانوا - اى الامامية- مجسمة .. الخ و قد وصفهم الامام الهادى بوصف قريب من هذا عند تناوله احكام الطلاق فى الاحكام , قال عليه السلام :
"هذا الحزب حزب الشيطان الخاسر الهالك عند الله الجاير المحل للشهوات المتبع اللذات المبيح للحر مات الآمر بالفاحشات ، الواصف للعبد الذليل بصفة الواحد الجليل القائل على الله عز و جل بالمحال ، المتكمه في الظلال ، المنكر للتوحيد ، المشبه لله المجيد ، بالضعيف من العبيد ، المبطل في ذلك لعدة الزوجات ، الدافع لما أثبت الله عز و جل من الاسباب و الوراثات ، المخالف لكتاب الله عز و جل في كل الحالات ، الذي عاند الحق و أتبع المنكر و الفسق ، حزب الامامية الرافضة للحق و المحقين ، الطاعنة على أوليآء الله المجاهدين الذين أمروا بالمعروف الاكبر و نهوا عن التظالم و المنكر ، و قول هؤلاء الامامية الذين عطلوا الجهاد و أظهروا المنكر في البلاد و العباد ، و أمنوا الظالمين من التغيير عليهم ، و مكنوهم من الحكم فيهم و صاروا لهم خولا و جعلوا أموال الله بينهم دولا ، و كفروا من جاهدهم ، و على ارتكاب المنكر ناصبهم ، و قول هذا الحزب الضال ، مما لا يلتفت إليه من المقال لما هم عليه من الكفر و الايغال ، و القول بالكذب و الفسوق و المحال ، فهم على الله و رسوله في كل أمر كاذبون و لهما في كل أفعالهم مخالفون ، قد جاهروهما بالعصيان و تمردوا عليهما بالبغي و الطغيان و أظهروا المنكر و الفجور ، و أباحوا علانية الفواحش و الشرور ، و ناصبوا الآمرين بالحسنات المنكرين للمنكر و الشرارات الائمة الهادين من أهل بيت الرسول المطهرين ، و هتكوا يا لهم الويل الحرمات و أما طوا الصالحات و حرضوا على أمانة الحق و إظهار البغي و الفسق ، و ضادوا الكتاب و جانبوا الصواب و أباحوا الفروج ، و ولدوا الكذب و الهروج ، و فيهم ما حدثني أبي و عماي محمد و الحسن عن أبيهم القسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن جده إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيهم علي بن أبي طالب عليه و عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم أنه قال : ( يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال : لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون ) ."
اظن هذا واضحا و ان كنت ارجو ان اكون مخطئا
كتاب الاحكام :
http://hozeh.tebyan.net/Html/library/books2/1579.htm
"
الساكت عن الحق شيطان اخرس
أخي الغزالي ، أنتَ الآن تضربُ مثالاً حيّاً ، على ما ذَكَرتُهُ سَابِقاً ، مِن فهَم كلامِ الأئمة (ع) ، وأنَّ هذا النّص من الإمام الهادي (ع) ( وهوَ نصٌّ غَيرٌ واضِح المَعَالِم ، أقلّها مِن جهّة السَائل ) ، عِندَهَا يجب أن نَقرَأُ كلام الهادي (ع) فِي غَيرِ مَوضعٍ مِن مُؤلّفَاتِه عَلّهُ يُفسّرُ مَا اشتَبَهَ عَلينا في هذا النّص ، فَإن كَانَ ولَم نَجِد ، فَلنَنظُر رَأيَ الزيدية بِعمُوم في المَسألة فَيكونُ هذا رأيُ الزيّدية ( وإليه نُحاكِم قَول الهادي أو غيره ) ، فَمَا وافَقَ كَان ، ومَا خالفَ لَم يَكن .
وأئمة الجعفرية بالإجماع ، قُدوةٌ في الدّين ، أئمة أهل البيت (ع) في حلالهم وحرامهم ، القاعدُ منهُم للقائم بَيعةً ومُناصحَةً ، والكلّ مُصيب ، لا يصحّ فيهم ما يدّعيه أتباعُهم من الغلو ، ( والإمام الهَادي ، قَطعاً يُشير إلى فرقةٍ من الشيعة مُغاليَة ) ، وهُم ( سادات بني الحسين (ع) ) مَحلّ احترامٍ ورضَا عندَ الزيدية .
-----
والإمام الهادي (ع) قَطعَاً ، وإن ذَكرَ الصّفَات البَاطلَة والغَير لائقَة بالإمَام المُفترَض الطّاعة ، فهُو لَم يقصِد إلاّ ما أشاعَهُ عَنهُم شِيعَتَهُم ، لا أنّ هَؤلاء الأئمة مِن أولاد الحُسين كانوا على هذَا الادعاء والغلو ، والله المُستعان . ( أعرِفُ أنّ هذا الكَلام ( النصّ السابق ) ، قَد يوهمُ أنّ الإمام الهادي (ع) يَعني أشخَاصَهُم ، وإن لَم يكن ذَاك الإيهَام التَام ) ، ولكنّه (ع) قَد نَفَى عَنهُم ادّعائهُم الإمامَة والوصايَة فِي غَير مَوضِع مِن رَسائله وكُتبُه ، انظُر مثلاً ، أقوالَه ( في مجموع رسائله المطبوع ) ، عندما قال :
1- ... عن جعفر أيضاً لما أرَاد يحيى بن زيد اللحوق إلى أبيه، قال له ابن عمه جعفر :(( أقرئه عني السلام، وقل له: فإني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك، ولا يرينا فيك مكروهاً، وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك.
أليسَ في نَفي الإمامَة من جعفر الصادق (ع) عن نَفسِه ( إسقاطٌ لهَذِه الصّفات التي ادّعتها شِيعته فيه ، أليسَ في نقل الهادي إلى الحق (ع) لهَذا القول ما يجعلُ انتقادهُ السابق ، مُوجّهٌ لمَن ادّعى عَليهم هذه الادّعاءات ( لا إليهِم ) ، مُوجّهٌ لمَن يقولُ بهذا القول ( الصفات التي أوردَها ) بعموم ومَن يدّعيها لنِفسِه ، أليسَ في هذه الرّواية َعن الإمام الهادي (ع) مِن نفي إمامة جعفر دليل على أنّ الهادي لَم يَكُن يرى في شخص جعفر ما تدّعيه فيه شيعته من الإمامة الروحيّة ، ومنَ النَشر لهذه العقائد الغالية المُغاليَة فيه !! .
2- أخي الغزالي ، الإمام الهادي يعتبرُ هؤلاء السادة من ولد الحسين (ع) أخياراً ، لا أشراراً !! والله المُستعان ، إن وجّهنا النقد إلى شيعة هؤلاء السادَة فنحنُ لا نوجّه النقد إلى هؤلاء السادة أنفُسَهُم ، خصوصاً إن كُنّا نؤمنُ حقاّ أنّ ما أشاعهُ عنهم شيعتهُم زورٌ وكذبٌ وباطل ، والإمام الهادي إلى الحق (ع) ، كانَ كذلكَ يعتبرُ ما يُنسبُ إلى سادات أبناء الحسين عليه وعليهم السلام ، كَذباً وزوراً وبُهتاناً ، انظرهُ (ع) ، يُنّزه المتبوعين عن عقائد الأتباع ، وينسب التزوير والتمويه إلى الأتباع لا المتبوعين ، وإلى أنّ الأتباع سبب فشاء هذا القول عن هؤلاء الأعلام ، وإلى براءَة هؤلاء الأعلام الأخيار ممّا ننُسبَ إليهم زوراً وبُهتاناً ، فقال (ع) :
(( ((وإنما فرَّق بين زيد وجعفر قوم كانوا بايعوا زيد بن علي، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيداً ويعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافة من هذا السلطان، ثم لم يدروا بم يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليُمَوّهُوا بهِ عَلى النّاس، فَضَلّوا وأضَلّوا كَثيراً، وضَلّوا عَن سَواء السّبيل، اتبعوا أهواء أنفُسِهِم، وآثَرَوا الدّنيا عَلى الآخِرَة، وتَبِعَهُم عَلى قَولِهِم مَن أحَبَّ البَقَاء وكَرِهَ الجِهَاد فِي سَبيلِ الله. ثمّ جَاء قَومٌ مِن بَعدِ أولَئكَ فَوجَدُوا كَلاماً مَرسومَاً فِي كُتب ودَفَاتر، فَأخَذُوا بِذَلك عَلى غَير تَمييز ولا بُرهان، بل كَابَروا عُقولَهُم، ونَسَبُوا فِعلَهُم هَذا إلى الأخيَار مِنُهم مِن ولَد رَسولِ الله عليه وعَليهِم السّلام، كَمَا نَسَبَت الحَشويّة مَا رَوَت مِن أباطِيلِهِا وزُورِ أقَاويلِهَا إلى رسول الله (ص) )) اهـ كلامه (ع) .
تعليق : وكلام الإمام الهادي (ع) واضحٌ جليٌّ ، في براءة ساداتنا أبناء الحسين (ع) ممّا رَمَتهُم بِه ونسَبتهُم إليهِ أتبَاعُهم ( غُلاةُ الغُلاة منهُم ، ومُعتدلي الغلاة ) .
تنبيه : على أنّ الرسالة المَنقُولة من الأحكام عَن الهادي (ع) ، مَا خلَت مِن إشَارَات واضحَة إلى دَور الأتبَاع في النَقل عن المُتبوعين ، وما خَلَت مِن إحسَان الظنّ فِي هؤلاء السّادة أبناء الحسين (ع) ، وما نقلناه آنفاً يوضحّ الأمر ، ويبتّ فيه .
------
الأخ الغزالي ، هذا مثالٌ حيّ ، وما كانَ في صدري مِن كلام ، تَترجمَ من خلالِ مثالِكَ هذا إلى واقعِ واضحِ، نُطالبُ كُلَّ مَن قرأهُ ألاّ يحكُم على أيّ مسألَة ولا يبتَّ فيها ، إلاّ بعدَ الإحاطَة الشاملَة ، والخطابُ هُنا ، عام .
تحياتي لكم سيدي الكريم .
وأئمة الجعفرية بالإجماع ، قُدوةٌ في الدّين ، أئمة أهل البيت (ع) في حلالهم وحرامهم ، القاعدُ منهُم للقائم بَيعةً ومُناصحَةً ، والكلّ مُصيب ، لا يصحّ فيهم ما يدّعيه أتباعُهم من الغلو ، ( والإمام الهَادي ، قَطعاً يُشير إلى فرقةٍ من الشيعة مُغاليَة ) ، وهُم ( سادات بني الحسين (ع) ) مَحلّ احترامٍ ورضَا عندَ الزيدية .
-----
والإمام الهادي (ع) قَطعَاً ، وإن ذَكرَ الصّفَات البَاطلَة والغَير لائقَة بالإمَام المُفترَض الطّاعة ، فهُو لَم يقصِد إلاّ ما أشاعَهُ عَنهُم شِيعَتَهُم ، لا أنّ هَؤلاء الأئمة مِن أولاد الحُسين كانوا على هذَا الادعاء والغلو ، والله المُستعان . ( أعرِفُ أنّ هذا الكَلام ( النصّ السابق ) ، قَد يوهمُ أنّ الإمام الهادي (ع) يَعني أشخَاصَهُم ، وإن لَم يكن ذَاك الإيهَام التَام ) ، ولكنّه (ع) قَد نَفَى عَنهُم ادّعائهُم الإمامَة والوصايَة فِي غَير مَوضِع مِن رَسائله وكُتبُه ، انظُر مثلاً ، أقوالَه ( في مجموع رسائله المطبوع ) ، عندما قال :
1- ... عن جعفر أيضاً لما أرَاد يحيى بن زيد اللحوق إلى أبيه، قال له ابن عمه جعفر :(( أقرئه عني السلام، وقل له: فإني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك، ولا يرينا فيك مكروهاً، وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك.
أليسَ في نَفي الإمامَة من جعفر الصادق (ع) عن نَفسِه ( إسقاطٌ لهَذِه الصّفات التي ادّعتها شِيعته فيه ، أليسَ في نقل الهادي إلى الحق (ع) لهَذا القول ما يجعلُ انتقادهُ السابق ، مُوجّهٌ لمَن ادّعى عَليهم هذه الادّعاءات ( لا إليهِم ) ، مُوجّهٌ لمَن يقولُ بهذا القول ( الصفات التي أوردَها ) بعموم ومَن يدّعيها لنِفسِه ، أليسَ في هذه الرّواية َعن الإمام الهادي (ع) مِن نفي إمامة جعفر دليل على أنّ الهادي لَم يَكُن يرى في شخص جعفر ما تدّعيه فيه شيعته من الإمامة الروحيّة ، ومنَ النَشر لهذه العقائد الغالية المُغاليَة فيه !! .
2- أخي الغزالي ، الإمام الهادي يعتبرُ هؤلاء السادة من ولد الحسين (ع) أخياراً ، لا أشراراً !! والله المُستعان ، إن وجّهنا النقد إلى شيعة هؤلاء السادَة فنحنُ لا نوجّه النقد إلى هؤلاء السادة أنفُسَهُم ، خصوصاً إن كُنّا نؤمنُ حقاّ أنّ ما أشاعهُ عنهم شيعتهُم زورٌ وكذبٌ وباطل ، والإمام الهادي إلى الحق (ع) ، كانَ كذلكَ يعتبرُ ما يُنسبُ إلى سادات أبناء الحسين عليه وعليهم السلام ، كَذباً وزوراً وبُهتاناً ، انظرهُ (ع) ، يُنّزه المتبوعين عن عقائد الأتباع ، وينسب التزوير والتمويه إلى الأتباع لا المتبوعين ، وإلى أنّ الأتباع سبب فشاء هذا القول عن هؤلاء الأعلام ، وإلى براءَة هؤلاء الأعلام الأخيار ممّا ننُسبَ إليهم زوراً وبُهتاناً ، فقال (ع) :
(( ((وإنما فرَّق بين زيد وجعفر قوم كانوا بايعوا زيد بن علي، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيداً ويعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافة من هذا السلطان، ثم لم يدروا بم يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليُمَوّهُوا بهِ عَلى النّاس، فَضَلّوا وأضَلّوا كَثيراً، وضَلّوا عَن سَواء السّبيل، اتبعوا أهواء أنفُسِهِم، وآثَرَوا الدّنيا عَلى الآخِرَة، وتَبِعَهُم عَلى قَولِهِم مَن أحَبَّ البَقَاء وكَرِهَ الجِهَاد فِي سَبيلِ الله. ثمّ جَاء قَومٌ مِن بَعدِ أولَئكَ فَوجَدُوا كَلاماً مَرسومَاً فِي كُتب ودَفَاتر، فَأخَذُوا بِذَلك عَلى غَير تَمييز ولا بُرهان، بل كَابَروا عُقولَهُم، ونَسَبُوا فِعلَهُم هَذا إلى الأخيَار مِنُهم مِن ولَد رَسولِ الله عليه وعَليهِم السّلام، كَمَا نَسَبَت الحَشويّة مَا رَوَت مِن أباطِيلِهِا وزُورِ أقَاويلِهَا إلى رسول الله (ص) )) اهـ كلامه (ع) .
تعليق : وكلام الإمام الهادي (ع) واضحٌ جليٌّ ، في براءة ساداتنا أبناء الحسين (ع) ممّا رَمَتهُم بِه ونسَبتهُم إليهِ أتبَاعُهم ( غُلاةُ الغُلاة منهُم ، ومُعتدلي الغلاة ) .
تنبيه : على أنّ الرسالة المَنقُولة من الأحكام عَن الهادي (ع) ، مَا خلَت مِن إشَارَات واضحَة إلى دَور الأتبَاع في النَقل عن المُتبوعين ، وما خَلَت مِن إحسَان الظنّ فِي هؤلاء السّادة أبناء الحسين (ع) ، وما نقلناه آنفاً يوضحّ الأمر ، ويبتّ فيه .
------
الأخ الغزالي ، هذا مثالٌ حيّ ، وما كانَ في صدري مِن كلام ، تَترجمَ من خلالِ مثالِكَ هذا إلى واقعِ واضحِ، نُطالبُ كُلَّ مَن قرأهُ ألاّ يحكُم على أيّ مسألَة ولا يبتَّ فيها ، إلاّ بعدَ الإحاطَة الشاملَة ، والخطابُ هُنا ، عام .
تحياتي لكم سيدي الكريم .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الجمعة إبريل 29, 2005 9:52 pm، تم التعديل مرة واحدة.

الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي

حسنا اخى الكريم يكفينى هذا النص المحكم:
"ثمّ جَاء قَومٌ مِن بَعدِ أولَئكَ فَوجَدُوا كَلاماً مَرسومَاً فِي كُتب ودَفَاتر، فَأخَذُوا بِذَلك عَلى غَير تَمييز ولا بُرهان، بل كَابَروا عُقولَهُم، ونَسَبُوا فِعلَهُم هَذا إلى الأخيَار مِنُهم مِن ولَد رَسولِ الله عليه وعَليهِم السّلام، كَمَا نَسَبَت الحَشويّة مَا رَوَت مِن أباطِيلِهِا وزُورِ أقَاويلِهَا إلى رسول الله (ص) ))
و احب ان اشير الى ان الرافضة الذين يشير اليهم الحديث الصحيح الذى رواه الهادى ع عن ابائه هم طائفة من غلاة الامامية كالخطابية مثلا ,و يشهد لذلك ان الخطابية هم من رفضوا الامام زيد ع كما ذكر السيد بدر الدين الحوثى حفظه الله فى تحرير الافكار , و قد ورد ما يفيد ذلك فى روايتين :
رواية وردت فى كتاب الشافى للامام المنصور ع و هى فى الجزء الثالث منه و هى مروية عن ابى خالد الواسطى رحمه الله قال : جاء ابو الخطاب و جماعة من الغالية الى زيد .. الخ
و الرواية الاخرى اوردها المفسر الزيدى فرات الكوفى عن ابى خالد الواسطى ايضا ,و لا يحضرنى موضعها للاسف
"ثمّ جَاء قَومٌ مِن بَعدِ أولَئكَ فَوجَدُوا كَلاماً مَرسومَاً فِي كُتب ودَفَاتر، فَأخَذُوا بِذَلك عَلى غَير تَمييز ولا بُرهان، بل كَابَروا عُقولَهُم، ونَسَبُوا فِعلَهُم هَذا إلى الأخيَار مِنُهم مِن ولَد رَسولِ الله عليه وعَليهِم السّلام، كَمَا نَسَبَت الحَشويّة مَا رَوَت مِن أباطِيلِهِا وزُورِ أقَاويلِهَا إلى رسول الله (ص) ))
و احب ان اشير الى ان الرافضة الذين يشير اليهم الحديث الصحيح الذى رواه الهادى ع عن ابائه هم طائفة من غلاة الامامية كالخطابية مثلا ,و يشهد لذلك ان الخطابية هم من رفضوا الامام زيد ع كما ذكر السيد بدر الدين الحوثى حفظه الله فى تحرير الافكار , و قد ورد ما يفيد ذلك فى روايتين :
رواية وردت فى كتاب الشافى للامام المنصور ع و هى فى الجزء الثالث منه و هى مروية عن ابى خالد الواسطى رحمه الله قال : جاء ابو الخطاب و جماعة من الغالية الى زيد .. الخ
و الرواية الاخرى اوردها المفسر الزيدى فرات الكوفى عن ابى خالد الواسطى ايضا ,و لا يحضرنى موضعها للاسف
الساكت عن الحق شيطان اخرس
السلام عليكم ورحمة الله
لم تصل الموضوع إلى درجة ينبغي لمثلي المشاركة فيه لأن ما جاء في كلام المسمى بالكاظم ليس إلا تكرار للمكررات و قد ابطلناها في أكثر من موضوع!
فمثلا هو يستند إلى رواية لا يذكر سندها و لا يدرس مدلولها بدقة
فإذا قال جعفر الصادق عليه السلام: وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك.
فيجب على المحقق العاقل أن يذكر سند الحديث أولا و قبل كل شيء! هل هو خبر واحد؟ أم متواتر؟!
ثم ما معنى كون جعفر الصادق إماما على يحيى صلوات الله عليهما عند ما يريد الأخير الخروج و الجهاد؟! ألا يفهم منه بقرينة المقام أنه يريد نفي إمامته عليه في خروجه و زعامته في جهاده؟!
و العجب العجاب أن الكاظم ينصرف الظاهر عن مساره و يقول زورا أن هذا الخبر ينفي الإمامة الروحية؟!
و العجب ممن يدعي البحث و التحقيق و هو ينتخب من الأحاديث ما يريد و ما يلائم هواه فهو يأخذ من أقوال الإمامية ما يمكنه الإثارة على الزيدية و من أقوال و أخبار الزيدية ما يمكنه الإثارة على الإمامية و يغمض عينه على كل ما لا يلائم هواه و يفيد عكس ما يريده!
أما قصة الغلو و المغالاة فهو أمر آخر و يجب أن نتفق على معايير الاعتدال حتى يمكننا اتهام الآخرين بالغلو و إلا فاليهود و النصارى يتهمون المسلمين بالغلو في حق نبيهم صلوات الله عليه و آله كما أن إخواننا أهل السنة يتهمون الشيعة الزيدية و الإمامية بالغلو في حق مولانا أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله عند ما قال الشيعة بعصمتهم و إمامتهم الروحية و الإلهية!
ثم ليعلم الأخ الغزالي و المسمى بالكاظم أن ما ذكر من قول الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ليس كل ما يشم منه رائحة الإسائة فراجعوا كلام جده القاسم بن إبراهيم قد تجدون ما هو أكثر و أصرح و لكن عندي رأيي و أتحفظ عليه..
و تحياتي
لم تصل الموضوع إلى درجة ينبغي لمثلي المشاركة فيه لأن ما جاء في كلام المسمى بالكاظم ليس إلا تكرار للمكررات و قد ابطلناها في أكثر من موضوع!
فمثلا هو يستند إلى رواية لا يذكر سندها و لا يدرس مدلولها بدقة
فإذا قال جعفر الصادق عليه السلام: وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك.
فيجب على المحقق العاقل أن يذكر سند الحديث أولا و قبل كل شيء! هل هو خبر واحد؟ أم متواتر؟!
ثم ما معنى كون جعفر الصادق إماما على يحيى صلوات الله عليهما عند ما يريد الأخير الخروج و الجهاد؟! ألا يفهم منه بقرينة المقام أنه يريد نفي إمامته عليه في خروجه و زعامته في جهاده؟!
و العجب العجاب أن الكاظم ينصرف الظاهر عن مساره و يقول زورا أن هذا الخبر ينفي الإمامة الروحية؟!
و العجب ممن يدعي البحث و التحقيق و هو ينتخب من الأحاديث ما يريد و ما يلائم هواه فهو يأخذ من أقوال الإمامية ما يمكنه الإثارة على الزيدية و من أقوال و أخبار الزيدية ما يمكنه الإثارة على الإمامية و يغمض عينه على كل ما لا يلائم هواه و يفيد عكس ما يريده!
أما قصة الغلو و المغالاة فهو أمر آخر و يجب أن نتفق على معايير الاعتدال حتى يمكننا اتهام الآخرين بالغلو و إلا فاليهود و النصارى يتهمون المسلمين بالغلو في حق نبيهم صلوات الله عليه و آله كما أن إخواننا أهل السنة يتهمون الشيعة الزيدية و الإمامية بالغلو في حق مولانا أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين عليهم صلوات الله عند ما قال الشيعة بعصمتهم و إمامتهم الروحية و الإلهية!
ثم ليعلم الأخ الغزالي و المسمى بالكاظم أن ما ذكر من قول الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ليس كل ما يشم منه رائحة الإسائة فراجعوا كلام جده القاسم بن إبراهيم قد تجدون ما هو أكثر و أصرح و لكن عندي رأيي و أتحفظ عليه..
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)