لم أعد أعرف ما هي التهم التي ستجود بها القرائح مع تطور النقاش؟؟؟!!
فمرة يسألني أحدهم : هل أنت مسلم وهو يشك في إسلامي؟.
ومرة يتهمني أحدهم بالسخرية والتنكيت!
ومرة يتهمني أحدهم بأنني أظهر نقيض ما أومن به وأسعى لارهاب المخالفين!
وأخرى يغادر المجلس الى غير رجعة!!
ومرة يلعنني أحدهم!!
ومرة يقول لي أحدهم قبحك الله!!
ومرة يصر أحدهم على استجوابي قبل الاقدام على التحاور معي!
ومرة يشعر أحدهم بالشفقة علي ويخاف أن تنفجر عروقي من الخوف على الاسلام (رغم أن ذلك يعتبر شهادة في سبيل الله وهو تزكية لي أعتز بها)!
وكل هذه التهم على اختلاف اتجاهاتها ومضمونها ومسمياتها تدل -مع احترامي للجميع- على الضعف الشديد والهروب من النقاش.
والفرق أن الذي اتهمني بالكفر والخروج من الاسلام وقبح وجهي ولعنني عاجز عن الرد علي بموضوعية واختار الطريق الاسهل والاريح حتى لا يتكلف دوشة البحث والنقاش.
أما الذي اتهمني باظهار نقيض ما اؤمن به وأعلن اشفاقه علي فقد وقع في مأزق حقيقي كما يبدو لي ، فهو إن أنكر علي وعلى أفكاري إنما ينكر على نفسه ، وإن وافقني حلت عليه لعنة بقية الاعضاء ، فلم يجد مخرجا سوى تناول نواياي وما استبطنه من اعتقادات وأهداف (والذي على راسه بطحه يحسس عليها)
أما الذي اشترط علي الدخول في نقاش الاوليات ، فقد اضطر الى الهروب من حلبة النقاش الى حلبة أخرى لعله يعلق استمرار حوارنا بما يخرجنا عن الموضوع ، فلا أجيبه وبالتالي يبعد عن نفسه الشكوك أمام الاعضاء المتشددين في عدم تبنيه لافكاري الثورية.
ما رأيكم لو نعقد هدنة ، وبدلا من محاولة تخمين ما أخفيه وما أسعى وراءه وصدق نيتي وطهارة طويتي فلتناقش أفكاري بموضوعية بعيدا عن تخمين نواياي..
وأخشى أنني لو طرحت فكرة الدكتورة ودود قبل عام من الان لربما ظننتم أنني أسخر أو انكت ،أو لاشفقتم علي ، ولكن تعاملكم مع موضوع الدكتورة ودود كأمر واقع تناوله الاعلام بكثافةاختلف بشكل صادم مع التعامل مع افتراضاتي -المتواضعة- المنطلقة من نفس المنطلق ونفس المبادئ..
فيا ترى لو قامت أحدى الاخوات المسلمات في أمريكا بالصلاة بمجموعة من الرجال وهي بالمايوه وتقول أنها لم تجد ما يعارض صلاتها في القران وتعتقد صحة ماتفعل هل كنتم ستعتبرونها ساخرة ؟ أو هل كنتم ستعتبرونها مؤمنة بنقيض ما تفعل ولكنها تظهر صورة التمرد القبيحة؟ أو كنتم ستشعرون تجاهها بالشفقة وتخشون أن تنفجر عروقها من الخوف على الاسلام؟ أم كنتم ستعتبرونها خارج اطار الاسلام؟! فأرجو أن تتنبهوا لذلك وتناقشوا أفكاري بموضوعية كما ناقشتم صلاة الدكتورة ودود..
وإذا كانت صورة تمردي قبيحة وفجة وصريحة و..ووو وغيرها من المرادفات التي استفزت بعضكم ونفرت بعضكم - رغم تطابقي معه - وأثارت شفقة بعضكم - رغم مناصرتي لقضاياه- فعلى الاقل لدي موقف معروف وواضح واتجاه لا يقبل القسمة على اثنين ، ولا أريد بذلك إرهاب أحد لان أفكاري هذه - بغض النظر عن صدقي من كذبي - هي حقيقة الكثير ممن يحظون باحترام كبير على شاشات الفضائيات العربية ويحظون بدعم سياسي معلن وتسويق اعلامي واسع ولكنهم - ربما - يطرحونها بصورة أقل فجاجة وأقل صراحة ، وكذلك هي حقيقة بعض أعضاء المجالس الذين ربما لا يشعرون بها ويخدعون أنفسهم قبل أن يخدعوا الاخرين ، واذا كنتم لم تنتبهوا لهذا الواقع فهذه مشكلتكم وليست مشكلتي.
بينما بعض المحاورين هنا في المقابل - وليعذروني - ضبابيو الرأي ، متناقضو الطرح ، فبينما لم يرفضوا أي منطلق من منطلقاتي خوفا من الوقوع في تناقض ، يصرون على التنصل منها والتمسك بها في وقت واحد أليس هذا بغريب؟!! ربما لانها حجتهم التي يتوصلون بها الى أهدافهم ولانها شعاراتهم التي يلجمون بها خصومهم ،ولكنها الان لم تطرح بالشكل اللائق الذي يحفظ عصمتهم!!
والاول منهم - وليعذرني- يعتبر اطروحاتي استهزاء وسخرية وليست من الاسلام !!، ثم يفاجئني بعد ذلك بأنه يعتبر أن من فعلها معتقدا صحتها فإن صلاته صحيحة وتبقى ضمن دائرة الاسلام ؟؟!! واذا حكمنا بحكمه "المهم أن يصلي " فإن معنى "المهم أن يصلي" ينصرف الى أي صلاة كيفما كانت صفتها وبدون أي ضوابط أو محاذير (سوى محاذير النوايا التي لايعلمها الا الله) بما في ذلك جميع الافتراضات التي ذكرتها في أحد تعقيباتي لا سيما وقد تم التأكيد على أحد افتراضاتي ألا وهو "صلاة المرأة بالرجال وهي بالمايوه"..
والثاني - وليعذرني أيضا - يشترط علي أن أكتب له ملخصا عن خلفيتي الفكرية ومسلماتي حتى يتهرب من التسليم بحجتي وإلا فهو يهددني بالتجاهل!! أهي مقايضة يا أخي أم ماذا؟!! حسنا : لماذا لم تسأل الدكتورة ودود عن خلفيتها الفكرية قبل أن تبدأ في مناقشة فتواها؟؟ هل اكتفيت بما عرضه الاعلام عنها؟؟ أيمكنك أن تتجاهلني وتتجاهل افتراضاتي لكن لا يمكنك أن تتجاهل صلاة تمت تغطيتها إعلاميا بشكل مكثف ، ربما ذلك يوافق الموضوعية من وجهة نظرك!! ولكن إذا كان هذا يحل المشكلة : اعتبر مسلماتي مثل مسلمات الدكتورة ودود!!
والاخت الاخرى - ولتعذرني أيضا - وهي تتذمر من مجتمع يعامل المرأة كقطعة متاع ، ثم لا تستوعب عباراتي الثورية المؤيدة لروح ما ذهبت إليه وتعتبرها سخرية ثم لا تلبث أن تتنصل مني ثم بعد ذلك عندما خاطبتها بكل ود واحترام وأدب وصدق وصغت لها القواسم المشتركة المفترضة بيننا وأننا جبهة واحدة كي أشجعها على مواصلة الحوار ، وأعلنت تأييدي لهمومها تقوم باتهامي اتهاما لا أسخف منه ولاأكثر منه إثارة للشفقة وهي تحاول التوفيق بين تمردها وخوفها من المجتمع وحرصها على المقدسات!! وكان بإمكانها أن تقول - ياهامشي- أنا لا أوافقك في كذا وكذا وكذا وانتهى الموضوع ، وأنت مخطئ في كذا وكذا وكذا ، ولكن يبدو أنها تخشى من الاعتراض على ما قلت لانها حريصة عليه وفي نفس الوقت تخشى الموافقة عليه بسبب ارهاب المجتمع حولها، الذي لابد أن تتحداه وتقف أمامه بكل شجاعة حتى تستطيع تحقيق كل أهدافها.
ومن ناحية أخرى لقد خانك ذكاؤك هذه المرة حين اتهمتني بمحاولة الانتقام منك ومن حلفائك .. ذلك انني حتى لو أردت الانتقام بهذه الطريقة الساذجة فالحل في غاية البساطة أن تفندي أقوالي وتحددي مواقفك منها بمنتهى الصراحة والوضوح حينئذ سيتحول الانتقام الساذج الى وسيلة تزكية بين من تخشينهم من الاعضاء المتشددين وتعملين لموقفهم منك كل هذا الحساب.
ثم ما هذه العقلية الطفولية التي تجعلك تفكرين في مفردات كالانتقام والاستفزاز عبر صفحات حوار مفتوح ، أنحن في ساحة حرب أم ساحة حوار؟! هذه المسائل يجب أن تناقش بكل هدوء وود ومحبة بدون أفكار سوداوية أو عدائية أو انتقامية أو أو أو ..
وأين هي آداب الحوار لديك حين تتناولين نواياي بهذه الصورة الفجة وقد صرحت عنها بوضوح خلاف ما تقولين؟؟
ماذا لو تناول أحدهم نواياك وأهدافك وقرر أنك كافرة أو عدوة للدين لكي يقطع التحاور معك!؟ هل ستقبلين ذلك منه؟ أم ستعيبين ذلك عليه؟!
أنا شخصيا لا زلت أرتجي منك خيرا خصوصا والهموم المشتركة بيننا - كما فهمت- كثيرة ، ولا تقلقي أبدا فأنا أؤكد لك أنني لست متشددا ولا أقول سوى ما اقتنع به فقري عينا ولا تخافي.
أما الاخت الثانية فقد حيرتني أكثر من غيرها ، فهي بثوريتها ووقوفها مع قضية الدكتورة ودود وتحليلها لنشوء وتطور الفقه الاسلامي شجعتني أكثر من غيرها على المشاركة ثم تتهمني الان بالعبث بالجميع !! وتقول أن أفكارنا لا تلتقي ولن تلتقي هكذا وقبل أي حوار ، وربما لم أفهم حرفا واحدا مما قالت ولكني منتظر منها أن تفهمني وجه التباين بيني وبينها بفارغ الصبر!!
وفتوى محمد محمد المنصور هذا الذي لم أتهمه بشئ وانما وصفته بما فيه من خلال قراءتي لفتواه الحادة غير المحترمة لمكانة واجتهاد الدكتورة ودود ، فهو متحجر (أي عكس متحرر) ، لانه لم يحترم رأي الدكتورة ودود ولم يتعامل معه تعاملا متفتحا يقبل الرأي الاخر ، ولا أدري هل كان من المناسب أن اصفه بالمتشدد أو المتشبث بالصلاة التقليدية أو أو أو ، على كل حال لحل هذا الاشكال : سمه أنت بما تشائين وأنا موافق على أي تسمية تختارينها ، واذا كنت قد أخطأت فأنا أعتذر عن خطأي فليس هدفي هو الارهاب على الاطلاق وهذا آخر ما أصبو إليه- صدقيني.
وبالنسبة لموضوع محمد حسين فضل الله فهو موضوع يطول الحديث عنه ويحتاج منا لوقت طويل ولكن وباختصار شديد أرى أن منطلقاته الفكرية غير المنطلقات الفكرية التي أعلنتها عبر صفحات هذا الموضوع ، وتحليلك للتأثير الرجالي على الفقه الاسلامي يختلف معه تماما وحديثه عن الحجاب يختلف عن حديثك وغيرها من قضايا المرأة يختلف عنك وفتواه بصدد صلاة الدكتورة ودود يختلف مع ما فهمته موقفك وإذا كنت مخطئا فبيني لي .
والان أسأل مرة أخرى للتأكد والتوضيح : هل تعتقدون أن صلاة المرأة بالرجال وهي بالمايوه صحيحة لمن يعتقد صحتها ؟؟هل تعتقدون أنها توصف بالصلاة الاسلامية لو اعتقد أحدهم صحتها؟؟
اذا قيل نعم هي صحيحة وصنفت تلك الصلاة ضمن دائرة الاسلام.. فمعنى ذلك موافقتي بالرأي تماما فيما ذهبت اليه لانني لا أطمح في الخطوة الاولى إلا الى تصحيحها وابقائها في دائرة الاسلام ، ولم أفكر يوما أن أنشر افتراضاتي هذه لتكون بديلا عن صلاة جميع المسلمين ، ولكن أريد أن تحظى صلاتي بشرعية إسلامية حتى استطيع الدعوة إليها وإلجام حجج المعارضين لها والساخرين منها وخطوة فخطوة وعلى مر الزمن يمكن أن تكتسب افتراضاتي شعبية خصوصا بين المسلمين في بلاد الغرب.
وأي تصحيح لافتراضاتي يعطيها الشرعية اللازمة ، وصدقوني لا أنا ولا الدكتورة ودود - كما أقرأ- نطمح في أن نجعل صلواتنا بديلا عن صلاة جميع المسلمين في الخطوة الاولى ولكن النجاح الكبير الى الان هو أخذ الاعتراف من قبل المسلمين التقليديين بشرعية اجتهاداتنا ،والشعبية ستأتي لاحقا.
ويكفيني أن يحكم على من يصلي خلف إمرأة بالمايوه (ولو كانوا ثلاثة أشخاص) بعدم الشذوذ وخرق الاجماع واعتبر هذا ثورة مفتوحة في مجال العبادات تحميه قواعد الشريعة والاعتماد بعد ذلك سينصب على قدرتي الاعلامية والتسويقية لهذه الصلاة ولغيرها(مع الاعتذار لهذا التعبير).
وفي الاصرار على الحديث عن نيتي وطويتي وبأنني جاهل بأحكام الدين والاصرار على الحديث عن أهدافي ومعتقداتي بهذه الجرأة ، (رغم أنه يسعدني القول أنني حريص على الاسلام حتى النخاع وأنني مقهور عليه وأعتبره شهادة تزكية) ، فما أشبه ذلك بمن يحكمون على نية الدكتورة ودود ويتهمونها بالعمالة والجهل باحكام الدين؟؟
يعني أتى اتهامي في مسألة نفسية (هي صدق الانتماء والغرض) مثلما أتى اتهام الدكتورة ودود في مسألة نفسية (هي صدق الانتماء والغرض) !! فتعاملوا مع ظاهري مثلما تعاملتم مع ظاهر الدكتورة ودود!!
وأؤكد لكم أن تحليلاتكم لن تثنيني عن طرح رأيي بصراحة وعن ثورتي الفكرية مثلما أنا متأكد أنه لن يثني شيئا من عزم الدكتورة ودود ..
وفي الختام أقول خذوا المسألة ببرودة دم ولا داعي للغليان والاحكام التعسفية واذا استمر هذا الاسلوب العدائي في التعامل معي فلا داعي للحوار !! وشكرا