أخت وجدان،
بالنسبة للإجتماعات،فلا أعرف لماذا رفضن المشاركة!!!
هل السبب في الوقت؟؟ أي أنهن لا يستطعن الخروج عصرا. أم أن السبب في جلسة القات نفسها حيث لا كراسي أو طاولات؟؟ أم في الجو المتخم بالدخان؟؟ أم أن المشاركون نهارا يتحولون عصرا؟؟؟
هل أنت جاد في سؤالك أخي نادر؟؟
السبب ليس في الوقت طبعاً وإنما في جلسة القات التي لا يصح أن يختلط فيها الرجال بالنساء حتى لو كان الهدف عمل...واعتقد أن الفرق بين الاختلاط في اماكن رسمية وبطريقة رسمية يختلف تماماً عن الاختلاط في جلسات قات ...ولا ماشي؟؟؟؟
أستاذي الغيل ..شكراً على لحظة الإنصاف التي جعلتكم تدرجون كتاب (القات بين الفقه الاسلامي والقانون الوضعي)...
لقد استفدت منه كثيرا..وسعدت للعلم بوجوده ..شكرا لكم..
الإختلاط بين الجنسين بمقائل القات كانت عادة شائعة بمناطق معينة من اليمن .... ولكن ومع إرتفاع وتيرة المد لأشباه المتعلمين العائدين من أرض الغربة تم إقصاء كل عادة يمنية حسنة أو شبه حسنة ،،، بالطبع مقائل القات المختلطة كانت تظم رب البيت وعائلته في الغالب ... وقد يختلطون بأخر بالنادر ........
الإختلاط العفوي الطبيعي بين جنسي الصنف البشري لم يكن مشكلة با لسابق بل كان يغطي عيوبا لاحصر لها ... ومنها العقد النفسية وإختيار شريك العمر بإقتناع ..
عموما القات ومشاكله وكما أسلفنا إستفحلت خلال الأربعة العقود الماضية ... وأصبح القات وجبة يومية حتمية بعد أن كان مناسباتيا ... ولذا تشجع مزارعيه وتوسعوا وكان من الضرورة ديمومته ولو بإروائه من المياه التي ينبغي المحافظة عليها لشر ب الآدميين ... ومع الإنفجار السكاني الذي حصل ولازال بسبب التعبئة الخاطئة ثم تقاعس أجهزة الإرشاد وإنشاغلها بمقارعة الغول والعنقاء والتلميع والتسطيح ... قويت شوكت القات وأستولى على كل شبر .... وهو في طريقه ربما ليزرع بالمقاشم وحدائق الأطفال ( إن وجدت وأعتبر صعدة الغراء مقياسا ) ... وعودة لعادة اللامبلاة التي يتركها القات بمخزنيه ... حيث أن هناك مسئولين خطيرين إستخدموا طائرات الهليوكبتر العسكرية لجلب القات لهم وبأكثر من مناسبة ... مع العلم أن هذه الحوامات لاتسعف مصابا أو تقوم بعمليات إغاثة إلا بالكوارث الكبرى والعياذ بالله ... لكنها سخرت لجلب القات ..
يقال في الواقع الإفتراضي ... أن اليمن ربما تحصد ثروة مفاجأة أي يكتشف اللألماس أو الياقوت الأزرق والذهب والنفط ... وغيرها .. وبالتالي لنتخيل مسئول مخزن أو مدمن قات ... سيقوم المسئول هذا بشراء مناطق شاسعة بالحبشة والتي تشبه مناخ اليمن ... ويستزرعها بالقات ، وسيقوم بشراء طائرات بمختلف أنواعها لنقله والحصول على الطري منه ... وبالطبع هذا المخزن سيكون من المسئولين الكبار الذين لايمكن إعتراض طائراتهم أو تحديد مدى تحليقها ووقته .. كما هو الحال بالنسبة لسياراتهم وسيارات أصدقائهم ومعارفهم وبطائنهم وبطائن بطائنهم .... كل المرافق الحكومية ستكون بحالة إستنفار لإستقبال طائرات القات ... وكذا الأجواء اليمنية ستكون مغلقة .. وعندما يحتج المسافرين أو الحجاج ... سيقوم علية القوم بشراء جزر بالمحيط الهندي أو الهادي يبنون عليها مفارجهم ذات الخمسة نجوم ، وسيقومون بإعادة تسمية الجزر ،، جزيرة الشيخ فلان ، وجزيرة الفندم فلان ... وبالطبع سقطرى إنتهى توزيعها وبيعها بالمزاد .. وعندها لاتنمية باليمن فالمسئولين مشغولين بالتنقل مابين قصورهم الغناء بحدة وغيرها ومابين جزرهم الأسطورية بالمحيط ... والكل معلق مابين رحلات القات .
--------------------------------------------
يامعلق بحبل الحب إن كنت ترتاح * للغواني مثالي
لا تبالي بروحك في هوى الغيد إن راح * أو تقول ذاك غالي
إن قلب المعنى طار من غير أجناح * في هوى ظبي حالي ..
من شعر السيد علي بن أحمد بن إسحق .... حمينية يامعلق بحبل الحب .
حفظكم الله والدي الهاشمي اليماني.
ربما في المستقبل عرّسنا سويا في جزر الكناري و زفينا في شوارع لاس فيغاس - من يعلم..
أنا لا أؤيد الاختلاط ولكنني أريد أن أصل بالنقاش الى نقطة معينة.
الإبن الكريم Nader : تحية .... أرجو وقفة تأمل عند العادات والتقاليد اليمنية وحسب ... الإختلاط بالقاموس الإجتماعي اليمني ليس إختلاطا ماجنا أو به ما يخالف الشرع ، فتكاد التقاليد اليمنية أن تكن نسخة واضحة من النهج الشرعي الإسلامي .. والإختلاط بالمفهوم اليمني هو الطبيعي البرئ الخالي من الشوائب والخلوات المحرمة .
إختلافنا حول التفريق الفض بين مذكر ومؤنث ... وذاك مستورد إلينا وليس لنا به ناقة ولاجمل ... ويقال أن هذا الناموس إنما ورث صلف الجاهلية ونظرتها القاصر للمرأة ثم أضاف له وجهة نظر المتمصلحين أو الإنتهازيين عند إبتداء الفتوحات الإسلامية ... حيث كانوا بغريزتهم البشرية طبعا يجمعون مئات الجواري ... وكان من الصعب الصيطرة على الوضع فأعيدت المرأة كأمة وأستغل المتشابه لتأويل وتفسير نظرتهم حتى يتمكنوا من إيجاد سند شرعي لميولهم وهكذا تم ... وعلاوة على ذلك فقد أخترع الأغوات وهم فئة من الذكور يخصون كما تخصى الماشية ويتم خدمة الجواري بالأغوات ... ونحوقل ... يعني الإسلام سن العتق فأتى من يخبص الدنيا ويعيدها لزمن الجاهلية ..... هذا موقفنا من الإختلاط المزعوم ..
أما القات والإختلاط به فذاك كارثة الكوارث حيث سنقوم بتعطيل الجنسين المذكر والمؤنث ونجعلهما عاملان خاملان بقفص المقائل ..
--------------------------------
هل أعجبك يوم في شعري غزير المعاني
وذقت أيات ترتيلي وشاقك بياني
وهل تأملت يالحجي كتاب الأغاني
ولا أنا قط صنعاني ولا أصفهاني
هل أسمعك فضل يوما في الغناء ما أعاني
وكيف صاد المها قلبي وماذا دهاني
وأنت بالعود تتهنى وطعم المثاني
فهل دعاك الهوى يوما كم قد دعاني
صادت عيون المها قلبي بسهم المحبة
وبات ساهر أسير محبته إيش ذنبة
قهري على ذي أنتهب عقله وذي طار لبه
هايم قفى الزين شفى به حواسد وشاني .
من شعر أحمد فضل العبدلي (القومندان) حمينية صادت عيون المها .
عرضت قناة "العربية" فلماً عن القات في الأسبوع قبل الماضي ..والفلم المنوه به يبدو من إنتاج جهة غربية في فترة زمنية قديمة.واضح أن الفلم يتضمن مناظر واقعية بعضها " تمثيلي" تتسم بالمبالغة وعدم الدقة والميل للإساءة والتشويه.فحفلة العرس التي يرتكز عليها " الفلم" من البداية اصطناعية والتنازع القبلي بين العريس وأسرة العروس عمل متخيل فالشيخ الذي يتحاكم إليه العريس وأهل العروس من أجل الأرض المغروسة بالقات عمل تمثيلي أيضاً فالشيخ هو نفسه الفنان الذي يغني في حفل العرس.كما أن رقصة البرع قد تم تصوريها داخل غرفة ضيقة وهو ما يتنافى وطبيعة هذه الرقصة الحربية التي لا تكون إلا في الميادين العامة وكان بالإمكان تصوير رقصة مناسبة تتواءم والمكان المناسبة أيضاً. عموماً ليس المهم الفنان أو الشيخ أو الرقصة "البرع" أو العرس كله أو الترجمة.
لا أريد أن أكون محامي الشيطان فالكثيرون لا يعرفون أن الزميل حمود منصر مراسل العربية في اليمن قد تعب وهو ينقب عن مدافع عن القات فالقات كالرذيلة التي يعجز ممارسها الدفاع عنها، وغالباً ما يكون أصحابها من أشد الناس حماساً وتنطعاً لتجريمها، ودعوة الناس للابتعاد عنها.
إن القات " الملك غير المتوج في اليمن " جريمة مجتمعية كبرى لا بالاحتكام للحلال والحرام حسب المنطق البسيط والساذج، وإنما بما يسببه من أضرار وما ينجم عنه من كوارث وأضرار، ومأسي القات تبدأ ولا تنتهي.
ويمكن رؤيتها في مختلف مظاهر الحياة الثقافية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية وحتى الإدارية والنفسية والصحية.
إن لهذه الشجرة اللعينة تأثيراً ماحقاً على استنزاف المياه في بلد من أفقر بلدان الله قاطبة في الثروة المائية.وقد استطاعت الشجرة التي لا تقل استبداداً عن الحكم اليمني إزاحة شجرة البن المورد المالي المهم والتي ارتبطت بها سمعة اليمن في عصور خلت.كما أزاحت جانباً كل المحاصيل الزراعية الغذائية كالقمح والشعير والفاكهة.
لقد ذهبت هذه الشجرة الخبيثة بأنسب أوقات العمل في اليمن فجلساته التي تمتد لساعات، غالباً ما تبدأ من بعد منتصف النهار،ابتداءً بالشراء مروراً بالبحث عن المكان المناسب ثم العكوف على مضغه بضع ساعات، فمخاطر القات وأضراره ليستا بالخافيتين. وربما قرأ فيها الحكم المتخلف والمستبد والمتعاقب أنها سلاح فتاك للحفاظ على تخلف البلاد والعباد، ووسيلة تخدير عام يقوم بوظيفة أهم من الجيش والأمن.وإن كان من المجازفة مقارنته بالهرويين أو الأفيون أو الكوكايين أو الحشيش.
إن للقات أضراراً جسيمة على صحة اليمني، خصوصاً بعد دخول أنواع شتى من السماد والمبيدات الكيماوية وهي تحمل من الآفات والسموم الكثير.
إن الدراسة الحقيقية للقات لا بد وأن تدرس مضاره الاجتماعية فقد انخرطت الأسرة كلها في تعاطيه ، الرجال والنساء وحتى الأطفال. وكلفة شرائه جد مرتفعة، ما كان الفلم بحاجة إلى المبالغة أو التشويه الخرافي، وقد كان الدكتوران عبد الله الزلب والدكتور علي قاسم الشعيبي جد موفقين في طرح مخاطر هذه الشجرة على اليمن واليمنيين فما تستنزفه من موازنة الأسرة أكثر مما ينفق على الغذاء وللقات دخل كبير في ضياع أوقات الدوام الرسمي وخراب الإدارة وتفشي الرشوة ومشاكل الفساد المالي والإداري وحتى الأخلاقي والجسماني والبطالة والفقر.
لقد أصبحت هذه الشجرة تتدخل في كل تفاصيل الحياة، وسيطرت سيطرة كاملة على الوقت(الزمان) وأخصب الأراضي(المكان)، وعلى صحة الإنسان ونشاطه وتفكيره ودخله.وليس المطلوب من الدولة القضاء على هذه الشجرة والشجيرة في آن والتي يمتد عمرها لمئات السنين، ليس المطلوب القضاء عليها بضربة لازب، وإنما الأهم توفر الإرادة السياسية الرسمية والمجتمعية للمواجهة معها.وهناك تجربة الجنوب لا بد وأن تؤخذ بعين الاعتبار، فحضرموت والمهرة لم تكونا تعرفا معنى القات أو التخزين كما أن الجنوب لم يكن يتعاطى القات إلا مرة في الأسبوع.
صحيفة النداء ، الأربعاء، 28 ربيع أول 1427 هـ الموافق 26 أبريل 2006 العدد (52)
وإنما الأهم توفر الإرادة السياسية الرسمية والمجتمعية للمواجهة معها.وهناك تجربة الجنوب لا بد وأن تؤخذ بعين الاعتبار، فحضرموت والمهرة لم تكونا تعرفا معنى القات أو التخزين كما أن الجنوب لم يكن يتعاطى القات إلا مرة في الأسبوع.