الإمام علي بن الحسين ( ع) عند الزيدية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ محمد الغيل

لقد ذكرت في مروياتكم التالي :
ثانيا : من كتبنا

أولا : ما يدل على انه كان في سن الزواج وانه حضر مع عمه كربلاء وانه طلب من عمه ان يزوجه من احدى بناته ما جاء في كتاب مطمح الآمال للقاضي الحسين بن ناصر النيسائي الشرفي المعروف بالمهلا والذي قال فيه :

وخطب إلى عمه الحسين [عليه السلام] إحدى ابنتيه فاطمة [31ب]وسكينة.

- فقال: اختر يا بني أحبهما إليك؛ فاستحى الحسن ولم يجب؛ فقال له عمه الحسين: قد اخترت لك بنتي فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزوجها منه، وحضر الحسن بن الحسن مع عمه الحسين[عليه السلام] بـ(كربلاء) فلما قتل الحسين [عليه السلام] وأسر الباقون من أهله، أسر الحسن بن الحسن من جملتهم، فجاء أسماء بن خارجة فانتزع الحسن من بين الأسرى وقال: والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً، فجزى الله (ابن خارجة) خيراً. أ.هـ بلفظه

أقول : أنتم الآن أكدتم كلامنا سابقاً وهو أن الحسن بن الحسن كان من ضمن الأسرى وأخرجه أسماء بن خارجة من بين الأسرى .

إذن تم أسر الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) ولم يأخذه أسماء بن خارجة من أرض المعركة كما ذكرت سابقاً !!!!!!!!!! حيث أن الأمرين بينهما اختلاف كبير على ما سيأتي


ثم قلتم :
ثانيا : رواية اوسع واشمل وتنص على ما طلبتم اخي جعفري هذه الرواية الصحيحة والواضحة جاءت في كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى والأئمة من ولدهما الميامين الأطهار.
تأليف الإمام المناظر الفقيه المحيط بألفاظ العترة النبوية المطهرة السيد: أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.[جهاده (ع) تحت لواء عمه الحسين (ع)] [193]

أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قاتل بين يدي عمه الحسين عليه السلام وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وقيل: تسع عشرة سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بن خارجة الفزاري، ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة، فبنى بعد انصرافه بسنة بفاطمة بنت الحسين بنت عمه، وكان عمه الحسين زوجه إياها فولد له منها عبد الله، وإبراهيم والحسن بنو حسن بن حسن وأم كلثوم وزينب. أ هـ بلفظه
أقول : لاحظوا إخواني

1- هذه الرواية تخالف الأولى فالأولى تقول أنه تم أسره ثم انتزعه أسماء بن خارجة من بين الأسرى وهذه تقول أنه أخذه من بين القتلى في أرض المعركة وهذا واضح .

2- هذه الرواية تقول أن الحسن بن الحسن كان فارساً وعمره عشرون عاماً او تسعة عشر عاماً وأنه قاتل بين يدي عمه حتى ارتث
إن كلمة ( ارتُثَّ ) هذه تدلُّ على اشتراكه في القتال ، لاَنّها تُقال لمن حُمل من المعركة بعد أن قاتل وأُثخن بالجراح ، فأُخرج من أرضها وبه رمق ، كما يقول اللغويون ، أو أصحاب فقه اللغة

فإن كان الأمر كذلك فكيف نوفق بين هذه الرواية وبين الرواية الأولى لأن الرواية الأولى لم تقل ارتث بل أسر وهناك فرق كبير بين الأمرين فلو ظفر به العدو وهو في أرض المعركة وبه رمق فسوف يقتلونه ويقطعون رأسه كما فعلوا مع بقية أهل بيته أما وأنه ساقط في أرض ويأخذونه من ضمن الأسرى فهذا مستحيل .

ولما كان الإختلاف بين الروايتين واضح وبالتالي يسقط الإستدلال بهما .


واستوقفني قولك :
امير المؤمنين الامام الاعظم عبد الله بن حمزة

ما أسهل الإمامة عندكم توزعونها على من شئتم وأكثر من ذلك تلقبونه بأمير المؤمنين عجباً والله منكم أيها الزيدية ألا تعلمون أن هذا اللقب خاص بأمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو أمير المؤمنين حقاً وسيدهم وهو لقبه الخاص ولا يطلق على غيره.

أما قولكم الإمام الأعظم فهل تعني أنه أعظم من سيدي شباب الجنة أومن أبيهم ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

وقولك :
اين قلنا ذلك اخي هذه دعوى بغير دليل هاتو برهانكم لتكونو من الصادقين

نعم أخي العزيز
إنتم تقولون أن الحسن بن الحسن إمام فهو إمام بنظر الزيدية لا الإمامية فهل تجدون له مكاناً بين أئمتكم وتضعوه معهم ؟؟؟

وإن رفضتم فنقول أين تضعونه إذاً ؟؟!!!!!!!!!


إن تخبطكم واضح في مفهوم الإمامة فأنتم تظلقون هذا اللقب على من تريدون فهل وقفتم قليلاً وتأملتم في خطبة الإمام علي بن الحسين (ع) الإمام الحق المؤيد من قبل الله وتفكرتم وتدبرتم فيما أنتم فيه من تخبط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

و الآن قل لي أين تضع علي بن الحسين (ع) حسب مفهومكم هل هو من الطالمين أنفسهم أم من المقتصدين أم من السابقين يالخيرات !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي وصديقي ورفيق دربي جعفري المحترم

قلتم اخي وعزيزي :


أقول : أنتم الآن أكدتم كلامنا سابقاً وهو أن الحسن بن الحسن كان من ضمن الأسرى وأخرجه أسماء بن خارجة من بين الأسرى .

إذن تم أسر الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) ولم يأخذه أسماء بن خارجة من أرض المعركة كما ذكرت سابقاً !!!!!!!!!! حيث أن الأمرين بينهما اختلاف كبير على ما سيأتي
وقلتم ايضا :
أقول : لاحظوا إخواني

1- هذه الرواية تخالف الأولى فالأولى تقول أنه تم أسره ثم انتزعه أسماء بن خارجة من بين الأسرى وهذه تقول أنه أخذه من بين القتلى في أرض المعركة وهذا واضح .

2- هذه الرواية تقول أن الحسن بن الحسن كان فارساً وعمره عشرون عاماً او تسعة عشر عاماً وأنه قاتل بين يدي عمه حتى ارتث
إن كلمة ( ارتُثَّ ) هذه تدلُّ على اشتراكه في القتال ، لاَنّها تُقال لمن حُمل من المعركة بعد أن قاتل وأُثخن بالجراح ، فأُخرج من أرضها وبه رمق ، كما يقول اللغويون ، أو أصحاب فقه اللغة

فإن كان الأمر كذلك فكيف نوفق بين هذه الرواية وبين الرواية الأولى لأن الرواية الأولى لم تقل ارتث بل أسر وهناك فرق كبير بين الأمرين فلو ظفر به العدو وهو في أرض المعركة وبه رمق فسوف يقتلونه ويقطعون رأسه كما فعلوا مع بقية أهل بيته أما وأنه ساقط في أرض ويأخذونه من ضمن الأسرى فهذا مستحيل .


والجواب على هذا بما يلي :

رواية المصابيح التى نقلتها لكم اخي جاءت في كتبكم وراجع كتاب " اللهوف في قتلى الطفوف تأليف العلامة السيد بن طاووس الحسني المتوفي في سنة 664 هـ ق في الجزء االاول ص (86)
قال فيها ما نصه ...
" قال الراوي وكان مع النساء علي بن الحسين عليه السلام قد نهكته العلة والحسن بن الحسن المثنى وكان قد واسى عمه وامامه في الصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح ..قال الراوي وانما اتيتُ وقد اثخن بالجراح ...!
ثم ان المؤلف يرحمه الله نقل رواية المصابيح التى نقلتها لكم اخي وزاد فيها أن الامام الحسن بن الحسن قتل سبعة عشر نفسا من اعداء الله

وبهدا ينحسم الجدال حول هذه النقطة ولله الحمد والمنة ..!

وقلتم فيما سبق :
إذا كان عمرالحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) في كربلاء تسعة عشر عاماً ( حسب قولك ) وهو توفى عن خمس وثلاثون عاماً حسب ما تذكر ه كتب التاريخ أي أنه عاش بعد كربلاء ستة عشر عاماً أي أن وفاته كانت في عام 77 هجرية .
اقول : هنا اشكال تاريخي بالفعل انتبه له كما اظن الشيخ المفيد احد اساطين الامامية ..!

اقول :الامام الحسن بن الحسن لم يعرف تاريخ ولادته صلوات الله عليه إلاّ أنّه ثبت تاريخيا أنّه شاركَ في معركة كربلاء وهو في العشرين أو التاسعة عشر أو الثامنة عشرة من عمره وانت تعرف أنّ حادثة الطّف كانت سنة 61هـ وعليه فإنّ تاريخ ولادة الامام الحسن بن الحسن (على فرض أنّ عمره في المعركة 20عاماً) سيكون في سنة 41 هـ لأن (61-20=41) و (على فرض أن عُمرَه في المَعركَة 19عاماً) ، ستكون ولادته في سنة 42 هـ لأ ن (61-19=42)
وما دام الحديث الآن عن تاريخ ميلاده فما ذا عن تاريخ وفاته ..؟

لقد توفى عليه السلام في سنة 97هـ وما عليك الا أن تراجع كتب التاريخ والسير ..!

وهنا ستكتشف أن المُتّهم بدس السم للامام الحسن بن الحسن هو سليمان بن عبد الملك لا الوليد بن عبدالملك الذي توفي سنة 96هـ بل أخوه سليمان الذي تولى (97هـ) ..!

وهنا تبرز نتيجة تقول إن الامام علي بن الحسين أكبر من الامام الحسن بن الحسن بثلاث سنوات وراجع كتب التاريخ والسير اخي جعفري ..

كما ان نتيجة اخرى هامة تقول: أن مَعرَكَة دير الجَمَاجم ، حدثت عام 83هـ ، وعُمُر الحسن بن الحسن 42 عاماً ...!

وقد اعجبني تعليل الشيخ المفيد واستشكاله لتاريخ وفاة الامام الحسن بن الحسن اتذكر انه ذكر ذالك في احد كتبه وقال فيه " ان خمس وثلاثين سنة فيها تصحيق من الناسخ اذا يحتمل انها ثلاثة وخمسين هكذا 35 = 53 "

وبهذا نصل الى حسم هذه النقطة ايضا

على العموم......!!

هناك موضوع رائع ومكتمل وموثق من خلال مرويات الزيدية قام الاخ الاستاذ الكاظم بكتابته في مجلس السير وتراجم الائمة تحت عنوان ترجمة / الإمام الرّضا الحسن بن الحسن بن علي (ع) .
تطرق فيه الى العديد من النقاط المثارة هنا سوف اقوم بنقل هذ ا الموضوع الى هنا للتكتمل الفائدة والسلام عليكم ..!

وقبل ذلك اليك هذه الفائدة

قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام: واختصت الفرقة من هذه العترة وشيعتهم بالزيدية وإلا فالأصل علي عليه السلام والتشيع له وخروج الإمام زيد بن علي على أئمة الظلم وقتالهم في الدين فمن صوبهم من الشيعة وصوبه وحذا حذوه فهو زيدي بغير خلاف بين أهل الإسلام.
كما يذهب الى مثل هذا القول أبن أبي الرجال في مطلع البدور فيقول : "إن الزيدية على التحقيق منتسبون الى الامام علي بن أبي طالب وإنما انتسبوا الى زيد بن علي فما ذاك لأنه وقعت فترة بعد مقتل الحسين كادت تنسى أشهر صفات اهل البيت وهي الجهاد فقام زيد بسنة آبائه فانتسب من ورائه الية لهذه الخصوصية "
مقتبس من هذا الرابط لو رغبت الر جوع اليه

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=2415
آخر تعديل بواسطة محمد الغيل في الأربعاء أغسطس 09, 2006 1:07 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الغر الميامين ، ورضوانه على الصحابة الراشدين ، والتابعين لهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدين .

الإمام الرّضا الحسن بن الحسن ابن رسول الله :

نَسَبُه (ع) :

هُو الإمام الرّضا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عليه وعلى آبائه السلام.

مَولِدُه (ع) :

لم تُشِر المصَادر التاريخيّة إلى تاريخ ولادة إمامنا الحسن بن الحسن (ع) ، بالضبط والدقّة ، ولكنّها ذكرَت لنا ما نستطيعُ من خِلالِه استنتاج تاريخ مولده (ع) ، فهذا أبو العباس الحسني أحمد بن إبراهيم بن الحسَن بن إبراهيم بن الإمام محمد بن سليمَان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ت353هـ) ، يذكرُ في كتابه (المَصَابيح) ، أنّ الحسن بن الحسن (ع) شاركَ في معركة كربلاء ، وعُمُرُه عشرون عاماً ، أو تِسعة عشرَ عاماً ، والمعلومُ أنّ واقعَة الطّف (كربلاء) وقعَت عام 61هـ ، فيكون تاريخ مَولِد الحسن بن الحسن (ع) بهذا في سنة إحدى وأربعين للهجرة (41هـ) ، وهي السنة التي صالحَ فيها الإمام الحسن السبط (ع) معاوية بن أبي سفيان ، وهُنا يكونُ هُناك احتمالان لمكان ولادَتِه صلوات الله عليه ، إمّا في الكوفة ، أو المدينة المنوّرة ، وهذا الالتباس فيزولُ على فرض أن مولِد الحسن بن الحسن (ع) كان في السنة الثانية والأربعين للهجرة (42هـ) ، (على افتراض أنّ عُمُرَهُ حال المعركة تسعةَ عشر سنة) ، فيكون مكان ولادته (ع) قطعاً بالمدينة المنوّرَة .

لَقَبُه (ع) :

لُقِّبَ الحسن بن الحسن (ع) ، بـ ((الرّضا)) ، وذلكَ لمّا اجتمعَ عليه أنصارُهُ ومُريدُوه –كما سيأتي- ، ورَضوا به إمَاماً لهُم ، فَسمّوهُ بهذا الرّضا ، والمعلوم أنّ سادات آل محمد من بني الحسن والحسين ، عندما تَنطلقُ دَعواتُهُم بالإمامة إلى الأمصار ، فإنّها تكونُ باسم الرّضا من آل محمد ، أي باسم مَن يرضاهُ ويرتضيهِ النّاس لِسَبَقِه بالخيرات ، فَلَصِقَ هذه اللقب (الرّضا) بإمامنا الحسن بن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الكرام ، وذلكَ لمّا ارتضوهُ إماماً فيما بينَهُم وبينَ رَبِّهِم ، وأجابَهُم وقامَ مَعَهُم .

ويُلقّب أيضاً بالحَسَن ((المُثنّى)) ، والظّاهر والله أعلَم أنّها تَسميَةٌ مُتأخّرةٌ على عَصِرِه (ع)، وهذا اللقب فَلِلتمييز بينَه وبينَ أبيه الحسن السبط ، وبين ابنه الحَسن المُثلّث ((الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) )).

والِدُهُ (ع) :

والِدُ إمامِنا الرّضا (ع) ، هُو إمامُنا الحسن السبط ابن إمامِنا علي المُرتضى ابن أبي طالِب ناصرِ رَسولِنا وقُدوتِنا محمد بن عبدالله (ص) ، فهُو كما تَرى فرعٌ من دوحة نبويّة علويّة باسقَةٌ يانِعَة ، والحسن بن علي (ع) فغنيٌّ عن التعريف والإطراء ، سِبطُ رسول الله ، وبِكرُ الوَصيّ والزّهراء ، وشبيهُ رسول الله (ص) ، سيّدُ النّاسً هيبةً وسُؤدداً .

والِدَتُه (ع) :

والِدَةُ إمامِنا الرّضا (ع) ، هِيَ خَولَة بنت مَنظور بن زَيّان (ويُقال ريّان ورَباب) بن سيّار الفِزاري الغَطفَاني رضي الله عنها ، تَزوّجَها الإمام الحسن بن علي (ع) ، فأعقبَ منها محمّد الأكبَر وبه يُكنّى ، والحسن بن الحسن .

نَشأتُه (ع) :

نَشأ الإمام الحسن بن الحسن (ع) ، في كَنف والدهِ الحسن السبط ، في دار جدّه علي ، وجدّته فاطمة البتول الزهراء (ع) ، عاشَ حياةً مليئةً بالإرهاب الأموي ، إذ أن فترةَ طفولته (ع) كانت من أسوأ الفترات التي تُحيط بأهل بيت النبّوة ، فعيون بني أميّة مُشدّدة الوطأة على كلّ داخلٍ للحسن بن علي ، وعلى كلّ خارجٍ من عِندِه ، ثمّ لم يلبث إمامُنا الحسن المثنّى (ع) ، وهُو في التّاسعَة من العُمُر ، إلاّ وقد استُشهِد أباهُ مسموماً (سنة50هـ) ، فتربّى في أحضانِ عمّه الحسين بن علي (ع) ، فأخذَ عنهُ شمائلاً علويّةً فاطميّةً محمّدية ، واغترَفَ من علومهِ غُرَفاً طالوتيّة ، فالحسن المثنّى يَقيناً لم يَكن يعتبِر نفسَهُ إلاّ عندَ والدِه بعد والِده ، ومن هُنا زادَ تعلّقُه بعمّه الحسين ، والحسين فكانَ يُكرمهُ ويُحبّه ، فَحصلَ وأن قصدَ الحسن بن الحسن عمّه الحسين يُريدهُ أن يُزوّجه إحدى بناتِه، فاختارَ لهُ الحسين فاطمة ابنته ، وكانَت أحبّ بناته إلى قلبهِ وأشدّهم شِبهاً بفاطمة الزهراء (ع) ، فعقدَ له الحسين عليها ، ولكن دونَ دخول ، وهذا فنُخمّن أن يكون في ما بين ((58-60هـ)) ، وهذا فيزيد الأواصر بين الحسن وعمّه قوّةً إلى قوّة ، نعم! تَشرّب إمامنا الحسن وصايا جدّه أمير المؤمنين الحاثّة على الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر ، والقيام بحجّة الله في الأرض ، فَعَاشَ يُقاسي مع عمّه ظُلم معَاوية ، ثمّ ابنه يزيد ، المُنكَر يُؤمَرُ به ، والمعروفُ يُنهَى عنه ، أبو ترابٍ يُسبّ على المنابِر ، وآل بيتِ رسول الله مُضطهَدين ، الظُلم مُنتشِرٌ ، والأمن مُنعَدِم ، كلّ هذا جعلَ أبا عبدالله يَهُبّ هبّةَ الأسد ، ويزأرُ زأرَة الحقّ في وجه الظُلم ، أن لَو تُرِك القَطا لغفَا ونَام، فتحرّكَ بنفسهِ وأهل بيتهِ وأصحابه مُمتثلاً لأمر الله تعالى : ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)) ، لَم يترُك إمامنا الحسن بن الحسن عمّه في هذه المعركة ، بل شاطرهُ فِكرَهُ وثورَتَهُ على الطّغيان ، هذا كلّه وعُمر الحسن بن الحسن عشرون سنة ، بَدأت المُعركَة واستبسَل الحسين وأهل بيته وأصحابه ، الكُلّ يَتسابقُ للنّصر أو الشّهادَة ، فاستُشهِدَ الحسين ، وقِتل عدّةٌ من أهل بيته وأصحابه ، وسقطَ إمامُنا الحسن بن الحسن على أرض المعركة مُثخناً بالجراح به رَمقُ الحياة ، فأرادوا أن يُخلّصوا عليه لولا تدخّل وتوسّط خَالِه أسماء بن خارجَة بن حصن الفزاري ، وخؤولته لهُ جاءت من جهة كونه فزاري قريب من بني المنظور بن زيّان والِد خولة أم الحسن بن الحسن ، نعم ! تَدخّل أسماء بن خارجة وأخذَ الحسن بن الحسن إلى بيته بالكوفة ، وهُناكَ عَمِلَ على مُعالجة جِراحه ، وبقيَ عندَهُ لمدّة ثلاثَة أشهر ، ثمّ عاد إلى المدينة المنوّرة ، وهُناكَ دخلَ بابنة عمّه فاطمة بنت الحسين (ع) ، وتفرّغ للعبادة ونشر العلوم ، مع الحُرقة على انتشار الفساد في البلاد ، وقامَ على صدقات وأوقاف جدّه أمير المؤمنين ، ولم يكُن من بني فاطمة في ذلك الزّمن من الرؤوس إلاّ هُو ، وأخوه زيد ، وابن عمّهما علي بن الحسين زين العابدين ، وكانَت تجمعُ الجميع رابطةٌ أخويّة قويّة ، مَبدَأهُم ومَذهبُهُم وهَدَفُهُم واحد ، فصلوات الله عليهِم وعلى آبائهم وأخيار ذريّتهِم إلى يوم الدّين .

بين الحسن بن الحسن ، والحجّاج بن يوسف ، وعبدالملك بن مروان (ع) :

في عام 74هـ ، ولّى الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، الحجّاج بن يوسف الثقفي إمارَة المدينة المنوّرة ، وهُناك احتكّ بإمامنا الحسن الرضا (ع) ، وأرادَ أن يُرغِمَهُ على إدخالِ عمّه عمر بن علي رضوان الله عليه في صدقات أمير المؤمنين ، فرفضَ الحسن بن الحسن إدخالَهُ بعُذر عدم اشتمالِ شرط علي (ع) على هذا ، وأنّه لن يُغيّر شرط علي الذي اشترطَه في هذه الصدقات ، فلمّا رأى الحسن بن الحسن (ع) أنّ الحجّاج مُصرّ على مَوقفِه ، تغافلَهُ (ع) ، وخرجَ من المدينة ، قاصداً وشاكياً إلى الخليفة عبدالملك بن مروان ، وهُناك وفي قصر الخلافة طلب إمامنا الإذن بالدّخول على الخليفة ، فلقيَه رجلٌ يُقال له يحيى بن الحكَم ، فسالَ الحسن عَن حاجَته ، ووَعدَه أن ينفَعَه بين يدَي الخليفَة ، فما لبثَا إلاّ وقد أُذنَ لهما بالدّخول ، فاستقبلَهُما عبدالملك بن مروان ، وقال للحسن (ع) : لَقَد أسرعَ إليكَ الشيب يا أبا محمّد ، فقاطَعَهما يحيى بن الحكم ، قائلاً : ومَا يَمْنَعُهُ يَا أميرَ المؤمنين ، شَيَّبَهُ أمَانِيّ أهل العِرَاق ، كُلّ عَامٍ يَقدُمُ عَليهِ مِنهُ رَكبٌ يُمَنّونَهُ الخِلافَة. فردّ عليه إمامنا الحسن (ع) ، مُبيّناً أنّ هذا التمنّي ليسَ هُو سبب الشّيب ، فقال (ع) : بئسَ واللهِ الرّفد رَفدْت، وَليسَ كَمَا قُلتَ ، وَلكنّا أهْلُ بَيتٍ يُسرِعُ إلينَا الشّيب . وعُمُر الحسن حينها ثلاثة وثلاثون عاماً تقريباً ، نعم ! ثمّ أقبلَ عبدالملك على الحسن يَسألهُ عن حَاجَته ، فأخبرهُ الحسن (ع) بما كانَ من الحجاج ، ومُحاولته إدخال عمّه عمر في صدقات علي (ع) ، وهذا مُخالفٌ لشرط علي (ع) ، فأمر عبدالملك بكتابٍ للحجاج يَمنعه من التعرّض للحسن بن الحسن ، ثمّ انصرف الحسن بن الحسن والتقى عند باب القصر بيحيى بن الحكم ، فعاتبَهُ الحسن بن الحسن على ما كانَ منه ، ومن هذه المَنفعَة التي هي إلى الإيقاع أقرَب ، فردّ عليه يحيى بن الحكم ، قائلاً : إيهَاً عَنك، واللهِ لا يَزَالُ يَهَابُك، ولَولا هَيَبَتُهُ إيّاك مَا قَضَى لَكَ حَاجَة، ومَا ألَوْتُك رِفداً ، أي: مَا قَصَّرتُ فِي مُعَاوَنَتِك . وهُنا نَجِد يحيى بن الحكم يُشير إلى عقيدة الزيدية في الخروج بالإمامة من شامة بني الحسن ، الحسن بن الحسن بن علي (ع) ، وهُو لم يَقُل ما قالَهُ في حق الحسن ، إلاّ وهو يعرف عقيدَته الزيدية في الخروج ، ثمّ لَو لاحظنا الحسن بن الحسن وهُو يردّ على يحيى بن الحكم جعلَهُ أمانيّ أهل العراق هي السبب في ظهور الشّيب عليه ، لَو لاحظنَا ردّ الحسن لوجدناهُ ينفي أن يكونَ سبب ظهور الشّيب هو أمانيّ أهل العراق عند توافُدهم عليه ، ولكنّ سبب ظهوره هُو وراثَة في أهل بيته ، والشّاهد هُنا مع ما سبَق ، هُو أنّ الحسن المثنى لم ينفِ علاقَتَهُ بأهل العراق ، ونحنُ عندما نَذكُر هذا ، لا نَذكُرهُ إلاّ مُنّبهين لبعض الحُذّاق من الجعفريّة الذين يُريدون تثقيل طرَفِهِم بإثبات تمذهب سادات بني الحسن والحسين من غير أئمّتهم ، بإثبات تمذهُبِهِم بمذهب الجعفرية ، واعترافهِم بالنّصوص في حقّ بني عمومتهم ، وهذا فَذهابٌ إلى سَرابِ بقيعَة ، والأدلّة على هذا كثيرَة ، نذكُر منها ما يخصّ إمامَنا المُترجَم له ، نعني الحسن بن الحسن بن علي صلوات الله عليه وعلى آبائه ، فنقول : روَت الجعفريّة ، ونخصّ الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهُدى 1/490 ، وابن شهر آشوب في المناقب 3/296 ، رَووا تهكّم وتطَاول الحسن بن الحسن بابن عمّه زين العابدين علي بن الحسين ، الذي هُو إمامهُ وحجّة الله عليه ، فقال ابن شهر آشوب : ((ونَالَ (تأمّل) مِنهُ [من زين العابدين] الحسَن بن الحسَن بن علي بن أبي طالب فَلم يُكَلّمهُ، ثمّ أتَى مَنزِلَه وَصَرَخَ بِهِِ فَخَرَجَ الحسن مُتوثّباً للشر(تأمّل)، فَقال (ع): يَا أخِي إنْ كُنتَ قُلتَ مَا فِيَّ فَأسْتَغفِرُ الله مِنه، وإنْ كُنتَ قُلتَ مَا ليسَ فِيَّ يَغفِر الله لك، فَقَبَّلَ الحسَن مَا بَينَ عَينيه ، وقَال: بَلى قُلتُ مَا ليسَ فِيك وأنَا أحَقّ بِه )) ، وهذا إن صحّ فدليلٌ على عدم اعتبارِ الحسن بن الحسن زين العابدين إماماً منصوصاً عليه ، مُفترَضَة من الله طاعته ، لأنّه (ع) صاحبُ القدر والعِلم وهذا فباعتراف شيخ الجعفرية الشيخ المفيد ، ومؤرّخيهم لا قولون بغير هذا فيه ، فكيفَ تَصدرُ منه مثلُ هذه الهفوة والتوثّب للشرّ ، والافتراء على إمام الزمان علي بن الحسين ، فلو كان هذا التصرّف من الحسن مع غير زين العابدين لقُلنا لا بأس ، ولكن أن يصِفَ إمامَ زمانهِ المعصوم صغيراً وكبيراً عن الخطأ أو حتّى مُجردّ السّهو والنسيان ، أن يَصفِهُ بما ليسَ فيه زوراً وبُهتاناً ، ثمّ هُو مَعَ هذا يَخرجُ عليه مُتوثّباً للشرّ ، فهذا ما لا تَقولُ به العُقلاء ، فإن أنتَ وَقفتَ على هذا ، عَرفتَ أنّ الحسن بن الحسن لم يكن يعتبر زين العابدين إماماً معصوماً منصوصاً عليه من الله والرّسول ، فافهم هذا ، واستحضِر ما سيأتي قريباً من ثبوت ادّعاء الحسن بن الحسن الإمامة وخروجه على الظلم.

كُتب ورَسائل وبَيعات ابن الأشعث تَفِد على الحسن بن الحسن (ع) :

في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، ولّى الحجاج بن يوسف الثقفي ، عبدالرحمن بن محمد الأشعث الكِندي على سجستان ، فسارَ عبدالرحمن هذا إلى سجستان بجيشٍ عظيم قوامه ثلاثونَ ألفاً ، من جُملتهِم العُلماء والفقهاء والعَوام ، فلمّا تمكّن عبدالرحمن ابن الأشعث من سجستان ، أشارَ عليه الفُقهاء بخلع الظّلم والطّغيان ، أشاروا عليه بخلع عبدالملك والحجّاج ، فخلَعَهُم وسارَ بجيوشٍ تَحفُل إلى الشام ، وهُناك تصدّى له الحجاج بجيش عظيم ، وحصلَت بينَهم نيّف وسبعون وقعَة ، كانَت الغلبَة فيها كلّها لابن الأشعَث ما عَدى وَقعتين ، وهذا كلّه كان في ثلاث سنوات ، ما بين (81-83هـ)، وفقهاء أهل الكوفة كان رأيُ أكثرهم الخروج على الظَالِم ، الأمرُ الذي جعلَهُم يلتفّون حولَ ابن الأشعَث بتزايدٍ رَهيب ، نعم ! اجتمع هؤلاء الفقهاء بابن الاشعث وأشاروا عليه ونَصحوهُ بمُراسلَة أحد الفاطِمِيّيْن ، علي بن الحسين ، أو الحسن بن الحسن ، وأنّ هذا الأمر لا يَلتئمُ إلاّ لَهُم وبهِم ، وعِندي أنّ هذا كانَ في السنة الثالثة من حروب ابن الأشعث والحجاج أي في سنَة 83هـ ، فأخذَ ابن الأشعث برأيهِم ، وأرسلَ كتاباً إلى زين العابدين علي بن الحسين (ع) ، فامتنَعَ عن إجابَتهِم فيمَا دَعوهُ إليه ، ولعلّ زين العابدين (ع) كان يَخشى من الغَدر ، الذي نتجَ عنه مجزرةُ كربلاء ، وزين العابدين فكانَ كثيراً ما يذكُر وينتَحبُ على قتلَى كربلاء ، وهذا فدليلٌ على أنّ ذلك المنظر المأساوي الذي يتردّد أمامَ عينيه ، هُو الذي مَنَعَهُ من قبول بيعات أهل سجستان ، وليسَ هذا الامتناع منه (ع) تَهاوُناً في فريضة الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر ، والجِهَاد للظّلمَة ، ولكنّه منهُ (ع) عدم توثّق من أمر المُبايعِينَ له ، نعم ! فلمّا يئسَ ابن الأشعث ومَن مَعه من استجابَة علي بن الحسين لهُم ، أرسلوا كتاباً ثانياً إلى ابن عمّه الحسن بن الحسن بن علي (ع) ، فظهرَ من الحسن بن الحسن بادئ الأمر من التخوّف والتشكّك مثل ما ظهرَ لعلي بن الحسين (ع) ، فقال لهم الحسن (ع) ، مُبيّناً لهُم حِرصَه على القيام بحجّة الله ، قال (ع) : ((مَالِي رَغْبَةٌ عَن القِيام بِأمْرِ الله، ولا زُهدٌ في إحيَاء دِين الله ، ولَكن لا وَفَاءَ لَكُم، تُبَايُعونَنِي ثُمّ تَخْذُلُونَنِي)) ، فأصرّ عليه القوم ، وتَعهّدوا عِندَهُ بالسّمع والطّاعة ، وحُسنَ الائتمَام ، فلَم يَجِد الحسن (ع) بُدّاً من القيام بفرض الإمامة والأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر ، كما لم يَجِد عمّه الحسين السبط (ع) بُدّا من الخروج وكُتب أهل الكوفَة تتوافدُ عليه من كلّ حَدبٍ وصَوب ، وهُنا لو تأمّلنا خِطابَ الإمام السّابق لهم ، لَوجدناهُ يُقيمُ عليهِم الحجّة بصدقِ النّصرَة ، ولَوَجدنَاهُ زيديّ الخروج والدّعوة والإمامَة ، ونقصدُ بالزيدي أي أنّ مبدأهُ هُو مبدأ الزيدية أتباع أهل البيت (ع) ، بني الحسن والحسين ، وإلاّ فإنّ عهد الحسن بن الحسن لم تكُن فيه هذه التسمية موجودة البتّة ، وما ظهرَت إلاّ بعد زيد بن علي (ع) ، نعم ! فلمّا أجابَ الحسن بن الحسن الرُّسُلَ استبشرَ الفقهاء وأصحاب ابن الأشعث بهذا الأمر أيّما بِشر وسرور ، وأجمعوا على تَلقيبه (ع) بالرّضا ، لمّا ارتضَوه إماماً وقائداً لهُم ، وفي ذلك يقول شاعرُهُم :

أبْلِغْ أبَا ذُبّانَ مَخْلُوعَ الرَّسَنْ ******** أنْ قَدْ مَضَتْ بَيعَتُنَا لابنِ الحسَنْ
ابن الرّسول المصطَفَى والمؤتَمَن ***** مِنْ خَـيرِ فِتيانِ قُريشٍ وَيَمَـنْ
والحجّـةُ القَـائمُ فِي هَذَا الزّمـنْ

معركَة دير الجَماجِم ، ومُطاردَة الإمام الحسن بن الحسن (ع) :

نعم ! ومن هُنا بدأ إمامنا الحسن بن الحسن بعد توفّر النّاصر والمُعين ، بدأ الاستعداد والتّأهب للخروج إلى ابن الأشعث ومَن مَعه ، وكانَ الفقهاء في ذلك الوقت يحثّون ابن الأشعث لكي يُظهرَ اسم الإمام الرّضا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، يُظهرَه على منابر المساجِد ، فأظهرَه ابن الأشعَث جُمُعة ، فلمّا كانت الجُمعة الثّانية أسقطَ اسمه ولم يَذكُره ، كلّ هذا والإمام الحسن في طريقِه إليهِم ، وفي تلك الأثناء وقَعَت الملحمَة الكُبرى بينَ جيش ابن الأشعث وجيش الحجّاج ، في مكان يُقال له (الجَماجم) يَبعد عدّة فراسخ عن الكوفة ، وكانَ كثيرُ جيش ابن الأشعث يُقاتلونَ تحتَ رايَة الإمام الحسن المثنّى (ع) وهُو غائب لم يَصِلهُم بَعد ، إلاّ ما كانَ من ابن الأشعث ، نعني إسقاطَهُ اسم الإمام الحسن من الخطبة ، وهُناك استبسل أصحاب الإمام (ع) أيّما استبسال ، ولكنّ النصر مع ذلك لم يَكُن حليفَهم ، فانهزمَ ابن الأشعث ومَن معه ولحقوا بفارس ثمّ سجستان ، وقُتِلَ عدد كبيرٌ من الفقهاء في هذه المعركة ، حتّى سُميّت بمعركة الفقهاء ، وتُسمّى بمعركة دير الجماجم، نعم ! وهذه الوقعة حصلَت والإمام الحسن (ع) في طريقهِ إليهِم ، فلمّا علِمَت الخلافة الأمويّة بدور الحَسَن بن الحسَن (ع) في هذه الثّورة ، وهُو (ع) لمّا عَلِمَ باندلاع الحرب في الكوفة ، وهزيمة أصحابه ، ونَشاط العيون الأموية في القبض عليه ، تَوارَى الإمام الرّضا عن الأنظار ، فالتحقَ بالحجاز ، ولم يتمكّن منه عبدالملك بن مروان حتّى تُوفّي سنة 86هـ ، وجاء بعدَه ابنه الوليد بن عبدالملك الذي اجتهدَ اجتهاداً كبيراً في مُطاردَة الحسن بن الحسن (ع) بُغية القبض عليه .

الإمام الحَسن بن الحسن ، الإمام العَابِد (ع) :

قال الإمام نجم آل الرّسول وفَخرُهم القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) (169-246هـ) : بَلَغَنَا أنّ مُوسى النّبي، وإدريس عَليهِمَا السّلام، دَعَوا بِهَذِه الأربعين اسماً، وأنّ رَسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يَدعو بِهَا، وأنّ الحسَن بن الحسَن طَلَبَهُ الحجّاج بن يوسف فَدَعَا بِهَذِه الأسمَاء فَصُرِف عنه :

((سُبْحَانَكَ يَا الله ، يَا ربَّ كُلّ شَيءٍ وَوارِثُه، يَا الله الإلهُ الرّفيعُ جَلاله، يَا الله المحمُودُ فِي كُلّ شَيءٍ فِعَالُه، يَا الله يَا رَحمَنُ كُلّ شَيء وَرَاحِمُه، يَا الله يَا حيّ حِينَ لاحَيّ فِي دَيمُومِية مُلكِه وَبَقَائه، يَا الله يَا قَيّوم لايَعزُبُ عَنهُ شَيء عِلمه ويؤوده، يَا الله يَا وَاحدُ يَا أولُ كلّ شيءٍ وآخِره، يَا الله يا دَايم بَغير زَوال ولافَناء لملكِه، يَا الله يَا صَمَد فِي غَير شبه ولاشيء كمثله، يَا الله يَاوِتر فَلا شَيء كُفوه ولا مُداني لِوَصفِه، يَا الله يا كَبيرُ أنتَ الذي لاتَهتدِي كلّ القلوبِ لِعَظَمَتِه، يَا الله يا بَاريء كلّ شَيء بِلا مِثال خَلا مِنْ غَيرِه، يَا الله يَا كَافي الوَاسع لما خلق مِن عَطايا فَضله، يَا الله يَا نَقي مِن كلّ جَور لَمْ يرضه ولم يخالطه فِعاله، يَا الله يا حَنّان أنتَ الذي وَسِعَت كلّ شيء رَحمَته، يَا الله يا مَنّان ذَا الإحسَان قَد عَمّ كلّ شيء مِنّته، يَا الله يَا دَيّان العِباد وَكلّ شَيء يَقومُ خَاضِعَاً لِرَهْبَتِه، يَا الله يا خَالِق مَنْ فِي السّماوت وَمَن فِي الأرض وكلّ شَيء إليه مَعاده، يَا الله يَا تَام فَلا تِصفُ الألسُنُ كلّ جَلال مُلكه وَعزه، يَا الله يا مُبتَدئ البَدائع لَم يَبتَغ فِي إنشَائها عَوناً مِنْ خَلقه، يَا الله يَا عَلاّم الغُيوب لايؤودهُ شَيء من حفظه، يَا الله يا مُعيد مَا أفنى إذا بَرَزَت الخَلائق لِدَعوَته مِن مَخَافته، يَا الله يا حَكيمُ ذَا الأنَاة فَلا شيء يُعَادِله، يَا الله يا جَميلُ الفِعَال ذَا المنّ عَلى جَمِيعِ خَلقِه بِلُطفِه، يَا الله يا عزيز المنيع الغَالب على أمرِه فَلا شيء يُعادِله، يَا الله المتعَال القَريبُ فِي عُلو ارتفَاعِه، يَا الله يا جَبّار الملك عَلى كلّ شيء بِقهر عزيز سُلطَانه، يَا الله يا نُور كلّ شيء أنتَ الذي انْفَلَقَت الظّلمات بِنورِه، يَا الله يَا قُدّوس الظَاهر مِن كل شيء فَلا شيء يُعادِله، يَا الله يَاقريب دُونَ كلّ شيء قربه، يَا الله يَا عَليّ الشّامخ فوق كل شيء عُلوه وارتفَاعه، يَا الله يا جَليل المتكبّر عَلى كل شيء والعَدل والصّدق أمره، يَا الله يا حَمِيد فَلا تَبلغ الأوهَام كلّ شأنِه ومجدِه، يَا الله يا بَديع البَدائع ومُعيدُها بَعدَ فَنائِهَا بِعَائدَته، يَا الله يا عَظيم ذَا الثّنَا الفَاخِر وَالعِزّ والكِبريَاء فَلا يَذلّ عزه، يَا الله يَاكَريمُ أنتَ الذي مَلأ كلّ شيء عَدله، يَا الله يا عجيب كلّ آلائه وثَنَائه، يَا الله يا خَالق الخَلق وَمُبتَدعه وَمغني الخَلق وَوارِثه، يَا الله يا رَحيم كُل صَريخٍ وَكلّ مَكروب وغِياثه ومعاده، يَا الله يَا قَاهر البَطش الشّديد الذي لا يُطاق انتقَامُه.

ثمّ يَدعو بِهَذَا الدّعاء: اللّهُمّ إنّي أسْألُكَ مَسْألَةَ المسكِينِ المُستَكِين، وأبْتَغِي إليكَ ابتغَاء التَائبِ الفَقَير، وأتَضَرّعُ إليكَ تَضَرُّعَ الضّرِيرِ ، وأبْتَهِلُ إليكَ ابتهَالَ المُذنِب الذّليل، أسْأَلُكَ مَسْألَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ رَقَبَتُه، وَرَغِمَت لَكَ أنُفه، وَعَفرَ وَجهه، وسَقَطَتْ لَكَ نَاصِيَته، وانْهَمَلَت لَكَ دُمُوعُه، وَفَاضَتْ إليكَ عَبْرَتُه، وأَغْرَقَتهُ خَطَايَاه، وَفَضَحَتهُ عَبَرَاتُه، وَظَلّتْ عَنهُ حِيلَته، وَذَهَبَتْ عَنه قُوّتُه، وَانقْطَعَت عَنه حُجّته، وأسْلَمَتْه ذُنوبه، أسْألُكُ الهُدَى وأفْضَل الشُكر فِي النّعمَاء، وأحسنَ الذّكْرِ فِي الغَفْلَة، وأشَدّ التَذَرّع فِي الرّغبَة، وأبْكَى العُيون فِي الخَشية)) . اهـ [من كتاب الذّكر للحافظ محمد بن منصور المرادي رحمه الله تعالى] .

ثَنَاء الأئمّة والعُلماء على الإمام الرّضا الحسن بن الحسن (ع) :

* قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) : ((هُوَ الذي أجمَعَ عليهِ آلُ الحسن وآلُ الحسين في ولاية صَدَقات علي (ع) ، ولَم يَجتمعوا على غيرِه ، ولَهُ فضلٌ كبير ، وعِلمٌ شَهير)) [من كتابِه الشّافي] .

* قال العلاّمة عبدالله بن الإمام الهادي يحيى بن الحسن القاسمي : ((كَانَ مَشهُورَاً بِالفَضْل)) [ من كتابه الجداول ] .

* قال العلاّمة الشّهيد حميد بن أحمد المحلي : ((كانَ (ع) مَشهوراً فَضلُه ، ظاهراً نُبلُه ، يَحكِي في أفعَالِه مَنَاسِبَهُ العَالِية)) [من كتابه الحَدائق الورديّة في مَناقب أئمّة الزيدية] .

* قال العلاّمة محمد بن علي الزّحيف : ((كانَ مَشهورَاً فَضلُه، ظَاهراً نُبلُه، وَكَانَ لَهُ مَواقِف عَظيمَة بَين يَدي عمّه الحسين بن علي –عليه السلام- فِي كربلاء، وكَان فَارِساً، له يومئذٍ عشرونَ سَنة، وقَتلَ يَومئذٍ من جنودِ الضّلال عِدّة)) [من كتابه مآثر الأبرار ج1] .

* قال العلاّمة الحسين بن ناصر الشّرفي : ((الإمِامُ الكَبير الحسَن بن الحسن بن علي عليه السلام ، كَانَ رَجُلاً جَليلاً ، مَهِيباً ، عَابِداً ، فَاضِلاً ، رَئيسَاً ، وَرِعَاً زَاهِداً)) [من كتابه مطمح الآمال ]

زواجُ الإمام الحسن بن الحسن ، وذِكرُ أولادِهِ (ع) :

سبقَ وأن أشرنا إشارةً سريعَة إلى أنّ إمامنا الحسن بن الحسن (ع) ، تزوّج بابنة عمّه فاطمة بنت الحسين (ع) ، وحاصلُ هذا الزواج ، أنّ الإمام الحسن قصدَ عمّه الحسين وطلبَ منه أن يُزوّجَه إحدى ابنتيه ، يعني سُكينة وفاطمة ، فقال له عمّه الحسين : اختَر أحبَّهما إليك . فاستحيا الحسن (ع) من عمّه ، ولا يُحِر جَواباً ، فقال الحسين (ع) : قَد اخْتَرتُ لكَ ابنتي فاطمَة ، فَهِيَ أكثَرُهما شَبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله (ص) ، فزوّجه إيّاها . وقد كان يُقال بما معناه ، أنّ امرأةً تُختَارُ على سُكينة ، لُمنطقعةُ الجمال ، لأنّ سُكينة كانت جَميلة .
نعم ! تزوّج الإمام الحسن بفاطمة بنت الحسين ، وأنجبَت منه عبدالله ، وإبراهيم ، والحسن (المثلّث) ، وزينب ، وأم كلثوم ، ويُحكى أنّ جدّه لأمّه ، منظور بن زيَّان الفزاري ، جاءهُ وقالَ له : لعلَّكَ أحْدَثتَ أهلاً ؟ قال : نعَم ، تَزوجّتُ بنت عمّي الحسين بن علي . فقال : بِئسَ ما صَنَعت ، أمَا عَلِمتَ أنّ الأرحامَ إذا التقَت أضوَت؟! ، كانَ يَنبغي لكَ أن تَتَزوّجَ في العَرب . قال : فإنّ الله قَد رزَقَني منها ولداً ، قال : فَأرِنيه . قال : فأخرجَ إليه عبدالله بن الحسن ، فَسُرَّ به وفَرِح ، وقال : أَنْجَبتَ والله ، هذا الليثُ عادٍ ومَعدوٌّ عليه . قال : فإنّ الله رَزَقني منها ولداً آخر ، قال : فأرِنيه . فأخرجَ الحسن بن الحسن بن الحسن ، فَسُرّ به ، وقال : أنْجَبتَ والله ، وهُوَ دونَ الأوّل . قال : فإنّ الله قد رَزَقَني منها ثالثاً . قال : فَأرنيه . فأراهُ إبراهيم بن الحسن بن الحسن ، فقال : لا تَعُدْ إليهَا بعدَ هذا .

وللإمام الحسن بن الحسن (ع) ، جعفر ، وداود ، وفاطمَة ، ومُليكَة ، وأم القاسم ، أمّهم أم ولد .

وَفَاة الإمام الحسن بن الحسن (ع) :

تُشير المصادر إلى أنّ وفاة الحسن بن الحسن (ع) ، في العام السادس والتسعين ، وقيل السّابع ، وقيل الثّامن ، والسّلطة الأمويّة هي المُتّهمة بسمّه (ع) ، والرّاجح أن يكون (ع) قد مات مسموماً على يد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك ، وذلك في عام 96هـ، وعُمره خمسٌ وخمسونَ عامَاً ، ودُفِنَ الإمام الحسن في البقيع بالمدنية المنورة ، ولا تحديد بالدّقة لمكان قَبره (ع) ، وقد يُشار إليه بالقُرب من قبر أبيه الحسن بن علي (ع)، ولا صحّة لكونه (ع) تُوفّي وعُمره خمسٌ أو ستُ أو ثمانٌ وثلاون عاماً ، فتكون سنة وفاته (ع) في السنة التاسعة والّسبعين للهجرة على أكثر تقدير ، وهذا يَجعلُهُ غيرُ مُعاصر للوليد بن عبدالملك وهُو المُتهم بِسَمّه بإجماع المصادر الذي تكلّمت عن هذا ، إذ أنّ ولايَة الوليد كانت في الفترة ما بين (86-96هـ) ، ثمّ إنّه يُعترضُ على هذا القول ، بإثبات المَصادر أنّ وقعة دير الجماجم لم تَحدُث إلاّ عام 82 أو 83 هـ ، فيكونُ الحسن بن الحسن قد تُوفّيَ حينَها ، وهذا وَهم ، والصحيح بإذن الله هُو مَا أثبتناه .

نعم ! حَزِنتَ فاطمة بنت الحسين على زوجها الحسن المثنّى (ع) ، أيّما حُزن ، فقد أُثِرَ أنّها ضربَت فُسطاطاً على قَبره (ع) ، أي بيتَاً من الشّعر ، ومَا بَرِحتهُ تَبكيه وتترّحمُ عليه ، فِرضوانُ الله عليه وعليها وعلى آبائهما ، وخيار أبنائهما ، وسلامٌ وصلاة على أشرف الأنبياء والمُرسلين ، وعلى آله الطّيبين الطّاهرين .

الأحد
12/7/1427هـ


صورة

المَصادِر :

- كتاب المصابيح ، لأبي العباس الحسني (ع) .
- كتاب الحدائق الورديّة في مناقب أئمّة الزيدية ، للشهيد حميد المحلي .
- كتاب مآثر الأبرار في تفصيل مُجملات الأخبار ، لمحمد بن علي الزحيف.
- كتاب الشافي ، للغمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة .
- كتاب التحف شرح الزّلف ، للإمام مجدالدين بن محمد المؤيدي (ع) .
- كتاب الذِّكْر ، للحافظ محمد بن منصور المُرادي .
- كتاب مَطمح الآمال ، للعلاّمة الحسين بن ناصر الشّرفي .
- كتاب أخبَار فخ ويحيى بن عبدالله ، لأحمد بن سهل الرّازي .
- وغيرها .


http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=4749
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

أبْلِغْ أبَا ذُبّانَ مَخْلُوعَ الرَّسَنْ ******** أنْ قَدْ مَضَتْ بَيعَتُنَا لابنِ الحسَنْ
ابن الرّسول المصطَفَى والمؤتَمَن ***** مِنْ خَـيرِ فِتيانِ قُريشٍ وَيَمَـنْ
..................والحجّـةُ القَـائمُ فِي هَذَا الزّمـنْ

اقول :وبهذا تنحسم جميع النقاط المطروحة هنا وبثبوت امامة امير المؤمنين الحسن بن الحسن المثنى يمكن استنتاج الكثير الكثير من النتائج الخطيرة والتى اترك المتابع الكريم ليرصدها ...!
مع العلم انا قد اوضحنا ولله الحمد والمنة عقيدتنا في الامام علي بن الحسين صلوات الله البر الرحيم عليه وعلى آله ومع عليكم الا مراجعت ذلك في اثناء هذا الموضوع ..!

هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي في الله جعفري والمسامحة منكم ان بدر منا ما يزعجكم كما اني قد سامحتك فيما تجنيت به عليَّ والى لقاء في موضوع اخر بحول الله :)
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ / محمد الغيل المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا تستعجل يا أخي على الحسم فإنه لم يحن وقته بعد !!!!!!!!!!!!!!!

وانتظر سيأتيك الجواب الحاسم بإذن الله في الوقت المناسب

فانتظر ردنا

مع التحية

أخيك جعفري

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ محمد الغيل المحترم

تحية طيبة وبعد

أود أن أسألك منذ متى أصبح الحسن بن الحسن إماماً ؟ أرجوا تحديد بداية إمامته بالضبط وسبب ذلك

مع الشكر

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

محمد الغيل كتب:

اقول :وبهذا تنحسم جميع النقاط المطروحة هنا وبثبوت امامة امير المؤمنين الحسن بن الحسن المثنى يمكن استنتاج الكثير الكثير من النتائج الخطيرة والتى اترك المتابع الكريم ليرصدها ...!
لى طلب بسيط اطلبه من الاخ محمد الغيل المحترم او اى زيدى كان يستطيع ان يلبى طلبى

ولكن بعد ان تقرأ هذه القصة القصيرة

حديث السلسلة الذهبية

لقد جاء في كتاب أعيان الشيعة عن كتاب الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ، أنّه قال : حدّث السعيد إمام الدنيا وعماد الدين محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان عن كتاب تاريخ نيسابور : أنّ علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لمّا دخل نيسابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة ، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء ، وقد شقّ نيسابور .

فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية ، والمثابران على السنّة المحمدية ، أبو زرعة الرازي ، ومحمّد بن أسلم الطوسي ، ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية ، فقالا :

أيّها السيّد الجليل ، ابن السادة الأئمّة ، بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين ، إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلى الله عليه وآله ) نذكرك فيه .

فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة ، وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكان له ( عليه السلام ) ذؤابتان على عاتقه ، والناس كلّهم قيام على اختلاف طبقاتهم ينظرون إليه ، وهم ما بين صارخ وباك ، ومتمرّغ بالتراب ، ومقبّل لحافر البغلة ، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس ، اسمعوا وعوا ، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم .

فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) :
( حدّثني أبي موسى الكاظم
عن أبيه جعفر الصادق
عن أبيه محمّد الباقر
عن أبيه على زين العابدين
عن أبيه الحسين شهيد كربلاء
عن أبيه علي بن أبي طالب ، أنّه قال :

حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
عن جبرائيل أنّه قال :
سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول :


( كلمة لا إله إلاّ الله حصني ، ومن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي ) ) .

ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار ، فقدّر أهل المحابر الذين يكتبون ، فزادوا على عشرين ألفاً .

والحديث على ما يبدو من الأحاديث المتّفق عليها بين المحدّثين ، وقد ذكره بهذا الإسناد كل من وصف رحلة الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان ، وقال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ، بعد أن روى الحديث المذكور : هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد ، من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين .

ومضى يقول : وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد يقول : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق .

ونقل صاحب كتاب كشف الغمّة في نهاية هذا الحديث كلاماً ، عن الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله : أنّ هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يدفن معه ، فلمّا مات رُئي في المنام ، فقيل : ما فعل الله بك ؟

فقال : غفر الله لي بتلفّظي بـ ( لا إله إلاّ الله ، وتصديقي محمّداً رسول الله ) مخلصاً ، وأنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً .

ويروي الشيخ الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا :

( بشروطها وأنا من شروطها )
والمقصود بأنّه إمام من قبل الله عزّ وجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم .


والسؤال الآن :

اريد حديثا لائمتكم سنده كسند حديث السلسلة الذهبية تثبت فيه تسلسل ائمتكم حتى الحسن المثنى ومنه الى الحسن والحسين وعلي حتى رسول الله (ص) ومنه الى الله تعالى ؟

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

الأخ / محمد الغيل

المحترم

أنا بانتظار إجابتك على سؤالي وكذلك سؤال الأخ عبد المؤمن فأجب عليهما ولا تتهرب من الإجابة


لفت انتباهي نقطة هامة حول الحسن بن الحسن ( رضي الله عنه ) :

لقد ذكرت أنه خطب ابنة عمه فاطمة :
فَحصلَ وأن قصدَ الحسن بن الحسن عمّه الحسين يُريدهُ أن يُزوّجه إحدى بناتِه، فاختارَ لهُ الحسين فاطمة ابنته ، وكانَت أحبّ بناته إلى قلبهِ وأشدّهم شِبهاً بفاطمة الزهراء (ع) ، فعقدَ له الحسين عليها ، ولكن دونَ دخول ، وهذا فنُخمّن أن يكون في ما بين ((58-60هـ)) ،



أقول : إذاً هو من سنة 58هجرية وحتى سنة 61هجرية لم يكن متزوجاً ابنة عمه
( كلام جميل )

وقلت أيضاً :
وسقطَ إمامُنا الحسن بن الحسن على أرض المعركة مُثخناً بالجراح به رَمقُ الحياة ، فأرادوا أن يُخلّصوا عليه لولا تدخّل وتوسّط خَالِه أسماء بن خارجَة بن حصن الفزاري ، وخؤولته لهُ جاءت من جهة كونه فزاري قريب من بني المنظور بن زيّان والِد خولة أم الحسن بن الحسن ، نعم ! تَدخّل أسماء بن خارجة وأخذَ الحسن بن الحسن إلى بيته بالكوفة ، وهُناكَ عَمِلَ على مُعالجة جِراحه ، وبقيَ عندَهُ لمدّة ثلاثَة أشهر ، ثمّ عاد إلى المدينة المنوّرة ، وهُناكَ دخلَ بابنة عمّه فاطمة بنت الحسين (ع) ،
أقول : تزوج ابنة عمه الحسين ( عليه السلام ) بعد سنة من حادثة كربلاء وبعد شفائه من جروحه وهذه مروياتكم :

أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قاتل بين يدي عمه الحسين عليه السلام وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وقيل: تسع عشرة سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بن خارجة الفزاري، ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة، فبنى بعد انصرافه بسنة بفاطمة بنت الحسين بنت عمه، وكان عمه الحسين زوجه إياها فولد له منها عبد الله، وإبراهيم والحسن بنو حسن بن حسن وأم كلثوم وزينب. أ هـ بلفظه
أقول : وعليه يكون زواجه من بنت عمه في سنة 62 هجرية أي بعد سنة من معركة كربلاء.
و أنه رزق من ابنة عمه بخمسة أولاد ( ثلاث ذكور + بنتين ) أكبرهم عبد الله ثم ابراهيم ثم الحسن بن الحسن
( كلام جميل )

ورد في كتاب منتهى الآمال ص 482 ما يلي بعد أن ذكر إبراهيم بن الحسن بن الحسن :


( ... وقد أخذه المنصور وأخاه ( يقصد عبدالله ) مع سائر اخوانه وحبسهم بالكوفة وبقوا هناك في غاية العناء والمشقة والعذاب فتوفى ابراهيم في السحن سنة 145 للهجرة في شهر ربيع الأول وهو أول شهيد من المحبوسين وقيل أن عمره كان حوالي 69 سنة .

وقال في ص 485 بعد أن ذكر الحسن المثلث :

( وتوفى في سجن المنصور سنة 145هجرية شهر ذي القعدة وهو ابن 68 سنة .)

الآن : إبراهيم بن الحسن المثنى توفى سنة 145 هجرية عن عمر 69 سنة فتكون ولادته ( 145- 69 = 76 ) أي أنه ولد في عام 76 هجرية .

والحسن المثلث توفى سنة 145 هجرية عن عمر 68 سنة فتكون ولادته ( 145- 68 = 77 ) أي في عام 77 هجرية .

ولما كان عبدالله أكبرهم فتكون ولادته في سنة 75 هجرية تقريباً .

وعليه فيكون بناء الحسن المثنى بفاطمة بنت الحسين (ع) سنة 74 هجرية وليس 62 هجرية كما قلت !!!!!!!!!!!!! فكيف تفسر ذلك ؟؟؟؟؟

ملاحظة : هذا ليس ردنا وإنما هي أمور جانبية أحببنا لفت نظركم إليها وأما الرد فهو شيىء مختلف )


بانتظار إجابتكم على هذا الإشكال وعلى السؤالين السابقين

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

ملاحظة :
ورد في الموضوع الذي نقلته لنا بخصوص زواج الحسن بن الحسن ما نصه :
زواجُ الإمام الحسن بن الحسن ، وذِكرُ أولادِهِ (ع) :

سبقَ وأن أشرنا إشارةً سريعَة إلى أنّ إمامنا الحسن بن الحسن (ع) ، تزوّج بابنة عمّه فاطمة بنت الحسين (ع) ، وحاصلُ هذا الزواج ، أنّ الإمام الحسن قصدَ عمّه الحسين وطلبَ منه أن يُزوّجَه إحدى ابنتيه ، يعني سُكينة وفاطمة ، فقال له عمّه الحسين : اختَر أحبَّهما إليك . فاستحيا الحسن (ع) من عمّه ، ولا يُحِر جَواباً ، فقال الحسين (ع) : قَد اخْتَرتُ لكَ ابنتي فاطمَة ، فَهِيَ أكثَرُهما شَبهاً بأمّي فاطمة بنت رسول الله (ص) ، فزوّجه إيّاها . وقد كان يُقال بما معناه ، أنّ امرأةً تُختَارُ على سُكينة ، لُمنطقعةُ الجمال ، لأنّ سُكينة كانت جَميلة .
نعم ! تزوّج الإمام الحسن بفاطمة بنت الحسين ، وأنجبَت منه عبدالله ، وإبراهيم ، والحسن (المثلّث) ، وزينب ، وأم كلثوم ، ويُحكى أنّ جدّه لأمّه ، منظور بن زيَّان الفزاري ، جاءهُ وقالَ له : لعلَّكَ أحْدَثتَ أهلاً ؟ قال : نعَم ، تَزوجّتُ بنت عمّي الحسين بن علي . فقال : بِئسَ ما صَنَعت ، أمَا عَلِمتَ أنّ الأرحامَ إذا التقَت أضوَت؟! ، كانَ يَنبغي لكَ أن تَتَزوّجَ في العَرب . قال : فإنّ الله قَد رزَقَني منها ولداً ، قال : فَأرِنيه . قال : فأخرجَ إليه عبدالله بن الحسن ، فَسُرَّ به وفَرِح ، وقال : أَنْجَبتَ والله ، هذا الليثُ عادٍ ومَعدوٌّ عليه . قال : فإنّ الله رَزَقني منها ولداً آخر ، قال : فأرِنيه . فأخرجَ الحسن بن الحسن بن الحسن ، فَسُرّ به ، وقال : أنْجَبتَ والله ، وهُوَ دونَ الأوّل . قال : فإنّ الله قد رَزَقَني منها ثالثاً . قال : فَأرنيه . فأراهُ إبراهيم بن الحسن بن الحسن ، فقال : لا تَعُدْ إليهَا بعدَ هذا .

وللإمام الحسن بن الحسن (ع) ، جعفر ، وداود ، وفاطمَة ، ومُليكَة ، وأم القاسم ، أمّهم أم ولد .
أقول : إن ما أوردته من محاورة بين الحسن بن الحسن مع جده لأمه منظور الفزاري فيه عدة تساؤلات :
1- سؤاله الحسن بن الحسن هل تزوجت ؟ يشير إلى أن الحسن بن الحسن قد تزوج ابنة عمه فاطمة بنت الحسين دون علم جده وبالتالي دون علم أمه وأخواله فلماذا كان ذلك ؟

2- إن سؤال جده جاء بعد مدة طويلة بعد أن أنجب من ابنة عمه ثلاث أولاد وهذا دليل على انقطاعه عنهم مدة طويلة فلماذا حصل هذا الإنقطاع ؟

3- يظهر من إجابة جده بقوله ( بئس ما صنعت ) يشير إلى معارضتهم له للزواج من ابنة عمه ويشير إلى كراهيتهم للحسين (ع) وإلا فهل يعقل أن يقال لمن يناسب سيد شباب أهل الجنة بئس ما صنعت ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!! وهل منظور الفزاري أعلم من الإمام الحسين (ع) بخطورة زواج الأقارب !!!!!!! فلماذا هذا البغض للحسين ( عليه السلام ) .

4- ماذا يقصد منظور الفزاري بقوله في نهاية الحوار ( لا تعد إليها بعد هذا ) ؟ هل يقصد لا تقترب من ابنة عمك بعد هذا المولود ولا تنجب منها فلماذا هل يريد منه أن يطلق ابنة عمه ؟؟ وهذا يؤكد النقطة السابقة من كراهيته للإمام الحسين ( عليه السلام ) .

وهذه النقاط قد تلقي بعض الضوء على التساؤل لماذا لم يبن الحسن بن الحسن ( ره) بابنة عمه في سنة 62هجرية وبنى بها في سنة 74 هجرية ؟

هل يدل ذلك على صغره في هذه الفترة وأنه لم يكن مهيأ للزواج أم أن هناك أسباب أخرى ؟
ويبقى التساؤل قائماً

لماذا لم يبن الحسن بن الحسن بابنة عمه بعد عودته للمدينة وبنى بها في سنة 74 هجرية ؟

مع تحياتي لك بالتوفيق
أخيك جعفري

جعفري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 63
اشترك في: الخميس يونيو 29, 2006 9:14 pm

مشاركة بواسطة جعفري »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكلام الذي أوردته بخصوص إمامة الحسن بن الحسن (ره)
كُتب ورَسائل وبَيعات ابن الأشعث تَفِد على الحسن بن الحسن (ع) :

في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، ولّى الحجاج بن يوسف الثقفي ، عبدالرحمن بن محمد الأشعث الكِندي على سجستان ، فسارَ عبدالرحمن هذا إلى سجستان بجيشٍ عظيم قوامه ثلاثونَ ألفاً ، من جُملتهِم العُلماء والفقهاء والعَوام ، فلمّا تمكّن عبدالرحمن ابن الأشعث من سجستان ، أشارَ عليه الفُقهاء بخلع الظّلم والطّغيان ، أشاروا عليه بخلع عبدالملك والحجّاج ، فخلَعَهُم وسارَ بجيوشٍ تَحفُل إلى الشام ، وهُناك تصدّى له الحجاج بجيش عظيم ، وحصلَت بينَهم نيّف وسبعون وقعَة ، كانَت الغلبَة فيها كلّها لابن الأشعَث ما عَدى وَقعتين ، وهذا كلّه كان في ثلاث سنوات ، ما بين (81-83هـ)، وفقهاء أهل الكوفة كان رأيُ أكثرهم الخروج على الظَالِم ، الأمرُ الذي جعلَهُم يلتفّون حولَ ابن الأشعَث بتزايدٍ رَهيب ، نعم ! اجتمع هؤلاء الفقهاء بابن الاشعث وأشاروا عليه ونَصحوهُ بمُراسلَة أحد الفاطِمِيّيْن ، علي بن الحسين ، أو الحسن بن الحسن ، وأنّ هذا الأمر لا يَلتئمُ إلاّ لَهُم وبهِم ، وعِندي أنّ هذا كانَ في السنة الثالثة من حروب ابن الأشعث والحجاج أي في سنَة 83هـ ، فأخذَ ابن الأشعث برأيهِم ، وأرسلَ كتاباً إلى زين العابدين علي بن الحسين (ع) ، فامتنَعَ عن إجابَتهِم فيمَا دَعوهُ إليه ، ولعلّ زين العابدين (ع) كان يَخشى من الغَدر ، الذي نتجَ عنه مجزرةُ كربلاء ، وزين العابدين فكانَ كثيراً ما يذكُر وينتَحبُ على قتلَى كربلاء ، وهذا فدليلٌ على أنّ ذلك المنظر المأساوي الذي يتردّد أمامَ عينيه ، هُو الذي مَنَعَهُ من قبول بيعات أهل سجستان ، وليسَ هذا الامتناع منه (ع) تَهاوُناً في فريضة الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر ، والجِهَاد للظّلمَة ، ولكنّه منهُ (ع) عدم توثّق من أمر المُبايعِينَ له ، نعم ! فلمّا يئسَ ابن الأشعث ومَن مَعه من استجابَة علي بن الحسين لهُم ، أرسلوا كتاباً ثانياً إلى ابن عمّه الحسن بن الحسن بن علي (ع) ، فظهرَ من الحسن بن الحسن بادئ الأمر من التخوّف والتشكّك مثل ما ظهرَ لعلي بن الحسين (ع) ، فقال لهم الحسن (ع) ، مُبيّناً لهُم حِرصَه على القيام بحجّة الله ، قال (ع) : ((مَالِي رَغْبَةٌ عَن القِيام بِأمْرِ الله، ولا زُهدٌ في إحيَاء دِين الله ، ولَكن لا وَفَاءَ لَكُم، تُبَايُعونَنِي ثُمّ تَخْذُلُونَنِي)) ، فأصرّ عليه القوم ، وتَعهّدوا عِندَهُ بالسّمع والطّاعة ، وحُسنَ الائتمَام ، فلَم يَجِد الحسن (ع) بُدّاً من القيام بفرض الإمامة والأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكر ، كما لم يَجِد عمّه الحسين السبط (ع) بُدّا من الخروج وكُتب أهل الكوفَة تتوافدُ عليه من كلّ حَدبٍ وصَوب ، وهُنا لو تأمّلنا خِطابَ الإمام السّابق لهم ، لَوجدناهُ يُقيمُ عليهِم الحجّة بصدقِ النّصرَة ، ولَوَجدنَاهُ زيديّ الخروج والدّعوة والإمامَة ، ونقصدُ بالزيدي أي أنّ مبدأهُ هُو مبدأ الزيدية أتباع أهل البيت (ع) ، بني الحسن والحسين ، وإلاّ فإنّ عهد الحسن بن الحسن لم تكُن فيه هذه التسمية موجودة البتّة ، وما ظهرَت إلاّ بعد زيد بن علي (ع) ، نعم ! فلمّا أجابَ الحسن بن الحسن الرُّسُلَ استبشرَ الفقهاء وأصحاب ابن الأشعث بهذا الأمر أيّما بِشر وسرور ، وأجمعوا على تَلقيبه (ع) بالرّضا ، لمّا ارتضَوه إماماً وقائداً لهُم ، وفي ذلك يقول شاعرُهُم :

أبْلِغْ أبَا ذُبّانَ مَخْلُوعَ الرَّسَنْ ******** أنْ قَدْ مَضَتْ بَيعَتُنَا لابنِ الحسَنْ
ابن الرّسول المصطَفَى والمؤتَمَن ***** مِنْ خَـيرِ فِتيانِ قُريشٍ وَيَمَـنْ
والحجّـةُ القَـائمُ فِي هَذَا الزّمـنْ

معركَة دير الجَماجِم ، ومُطاردَة الإمام الحسن بن الحسن (ع) :

نعم ! ومن هُنا بدأ إمامنا الحسن بن الحسن بعد توفّر النّاصر والمُعين ، بدأ الاستعداد والتّأهب للخروج إلى ابن الأشعث ومَن مَعه ، وكانَ الفقهاء في ذلك الوقت يحثّون ابن الأشعث لكي يُظهرَ اسم الإمام الرّضا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ، يُظهرَه على منابر المساجِد ، فأظهرَه ابن الأشعَث جُمُعة ، فلمّا كانت الجُمعة الثّانية أسقطَ اسمه ولم يَذكُره ، كلّ هذا والإمام الحسن في طريقِه إليهِم ، وفي تلك الأثناء وقَعَت الملحمَة الكُبرى بينَ جيش ابن الأشعث وجيش الحجّاج ، في مكان يُقال له (الجَماجم) يَبعد عدّة فراسخ عن الكوفة ، وكانَ كثيرُ جيش ابن الأشعث يُقاتلونَ تحتَ رايَة الإمام الحسن المثنّى (ع) وهُو غائب لم يَصِلهُم بَعد ، إلاّ ما كانَ من ابن الأشعث ، نعني إسقاطَهُ اسم الإمام الحسن من الخطبة ، وهُناك استبسل أصحاب الإمام (ع) أيّما استبسال ، ولكنّ النصر مع ذلك لم يَكُن حليفَهم ، فانهزمَ ابن الأشعث ومَن معه ولحقوا بفارس ثمّ سجستان ، وقُتِلَ عدد كبيرٌ من الفقهاء في هذه المعركة ، حتّى سُميّت بمعركة الفقهاء ، وتُسمّى بمعركة دير الجماجم، نعم ! وهذه الوقعة حصلَت والإمام الحسن (ع) في طريقهِ إليهِم ، فلمّا علِمَت الخلافة الأمويّة بدور الحَسَن بن الحسَن (ع) في هذه الثّورة ، وهُو (ع) لمّا عَلِمَ باندلاع الحرب في الكوفة ، وهزيمة أصحابه ، ونَشاط العيون الأموية في القبض عليه ، تَوارَى الإمام الرّضا عن الأنظار ، فالتحقَ بالحجاز ، ولم يتمكّن منه عبدالملك بن مروان حتّى تُوفّي سنة 86هـ ، وجاء بعدَه ابنه الوليد بن عبدالملك الذي اجتهدَ اجتهاداً كبيراً في مُطاردَة الحسن بن الحسن (ع) بُغية القبض عليه .
أقول : إذاً الحسن بن الحسن (ره) أصبح إماماً في معركة دير الجماجم ولم يحضرها وخاف واختبأ من الأمويين إلى أن مات فحاله هي كالتالي :

أولاً : من 61 هجرية وحتى 83 هجرية هو ليس بإمام

ثانياً : في سنة 83 هجرية أصبح إماماً ولقبوه بالرضا ثم هرب واختفى

فهل كان إماماً حين اختفى عن عيون الأمويين !!!!!!!!!!!!!!

فهل حسمتم الأمر ؟؟؟!!! راجعوا أنفسكم وأجيبونا

من هو الإمام من سنة 61هجرية حتى 83 هجرية ؟

ومن هو الإمام بعد اختفاء الحسن بن الحسن ؟

تحياتي لكم

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الاخ محمد الغيل
بعد التحية

اين انت يارجل ؟
ذهبت ولم تعقب
هناك اسئلة تنتظرك
هل تعتقد ان الموضوع قد حسم ؟
وضح
سكوتك يفسر بالعجز

تحياتى لك

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم

اخي جعفري والله يعز على نفسي ان اشارك في موضوع لا يحترم فيه امام عظيم من ائمة الزيدية الامام الرضا الحسن بن الحسن المثنى

فقد عرفتم سيدي كيف ننظر الى الامام زين العابدين وكيف نعتقد في الامام زين العابدين وسيد الساجدين نجله ونحترمه ونقول انه من ائمة العلم

بينما انتم مع الاسف لا تبادلنا نفس المشاعر تجاه امامنا وسيدنا الامام الحسن بن الحسن المثنى ..!

وانا لست عاجزا عن رد استفسارتكم واشكالاتكم ولكنا والله نتألم ونتوجع من اوصافكم لمولانا الحسن بن الحسن المثنى لذا اعرضنا عن الرد ..

والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

شيعة اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 16
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 08, 2006 3:05 am

مشاركة بواسطة شيعة اليمن »

يااخوتي الزيدية لايعترفون بامامة الامام السجاد عليه السلام وكتبهم شاهدة على هذا لان الامام على حد زعمهم لم يقم بالسيف يعني في جمله مختصره جدا الامام المجاهد بالسيف خير من الامام المجاهد بغير سيف يعني وفي جمله اشد اختصارا


الامام يحيى بن حميدالدين افضل من الامام زين العابدين لان الامام يحي امام سيف والامام زين العابدين امام علم!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

افضل من
:shock:

اخي شيعة اليمن هداك الله وعفاك وغفر لك مسألة الافضيلة امر يعلمه الله وحده فلا تقول الزيدية ما لم تقل ....!

وان كنت تعني أن القائم بالجهاد والسيف افضل من القاعد فهو كذلك افضل كون من ذكرت اتصف بصفتين العلم والجهاد بينما القاعد اتصف بصفة واحدة وهي العلم ...!

لكن هذا لايعني ابدا ان الامام الشهيد يحيى بن حميد الدين افضل من الامام زين العابدين كلا لم يشر احد الى هذا بهذا الشكل أو بهذا الوصف

هذا العموم ليس على اطلاقه ...!

انت تحاول ان تستفيد من هذا العموم لتهول المسألة بهذا الشكل العاري عن الصحة ومع هذا لا احد منا يقول ان فلان افضل من فلان بهذا التصور

الله اعلم و العلم عند الله والعلم له وحده ..!


مايجب علينا هنا هو ان نشير في هذا الباب ان كتاب الله هو من فضل القائم على القاعد
وراجع كتاب الله الذي يقول في سورة النساء:﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾[95]

﴿دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾[96]

والذي يقول في سورة محمد : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾[31]
اذا علمت هذا وترجح لك فاعلم ان الزيدية ينطلقون من خلال القرآن ولا يشيرون لشخص بعينه بل يقولون ان من قام ودعا الناس لنصرت دين الله وجاهد بنفسه وماله في سبيل الله واستشهد هو واصحابه من اجل الله افضل من القاعد الباقي في بيته المسدل عليه ستاره ...! كما ان الزيدية لا يقدحون في القاعد ولا يحملون عليه حقدا ويحترمون فكرته وما ذهب اليه ويؤمنون ان كلا من القائم والقاعد موعود بالحسنى ..!

فالزيدية بهذا الاعتبار تفضل من فضله الله وتؤمن بكتاب الله وتعتقد بمراد الله فتأمل

هذا

وكل ما نرجوه منكم يا معشر الامامية الاثنى عشرية اغلاق هذا الملف اعني مسألة الافضلية فهذا سيجعلنا نرد عليكم بطرق ملتوية تفتح ثغرات لا مجال لكم بحصرها ...!

فمثلا

السيد حسن نصر الله وكمثال حي وشاهد عيان من المؤكد انه افضل عند الله من الرجع الكبير السيد علي السستاني والذي يرى ويرجح مدرسة الوجود والبقاء والقعود مع حضرو المستعمر الامريكي حاله حال الشيرازية وغيرهم ...!
بينما روح الله الموسوي الخميني والمدرسة الخمينية عموما والتى منها المرجع الكبير السيد علي خامنة أي والسيد حسن نصر الله وآل الصدر في العراق وغيرهم والذين يرون ان مدرسة الفناء أو يرون القيام و منهج المقاومة هي الحل في هذا الظرف الراهن

ومن هنا تدرك اخي من هو الافضل عند الله ...!


تدبر حماك الله وهداك واستبصر بطرق افضل من هذه ...!

وحاولو ا اخواني لم الجرح وانظروا الى ما نتفق عليه ودعو ما نختلف حوله وكل منا يعذر الاخر فيه ...! فنحن اخوة أكثر من غيرنا ويجمعنا أكثر من عامل مشترك ويكفي ان حب آل محمد حب اهل البيت هو الجامع والمرجع لنا جميعا ..!

سلام الله عليكم والى لقاء في موضوع اخر بحول الله .!
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

هادي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 69
اشترك في: الخميس إبريل 20, 2006 1:38 pm
مكان: العراق

مشاركة بواسطة هادي »

بسم الله الرحمن الرحيم
السيد حسن نصر الله وكمثال حي وشاهد عيان من المؤكد انه افضل عند الله من الرجع الكبير السيد علي السستاني والذي يرى ويرجح مدرسة الوجود والبقاء والقعود مع حضرو المستعمر الامريكي حاله حال الشيرازية وغيرهم ...!


بالطبع أخي الفاضل السيد حسن نصر الله أفضل من السيد السيستاني، بل إن رجل مجاهد من حزب الله أفضل من السيستاني بآلاف المرات!!

فالسيد السيستاني لم يقعد فقط، بل لم يخرج للناس، ولم يتصدى للظلم والقهر لا في عهد صدام ولا اليوم!! فهو كالمجهول الذي لا نراه ونسمع عنه فقط، ونحن لا ننتقد سكوته وعمله هذا!!

وعلينا أن لا ننسى أن السيد الحسن نصر الله هو شيعي إثنى عشري، أي يؤمن بإمامة الأئمة الذين تقولون فيهم أنهم لم يقوموا ويجاهدوا!!

المهم أخي العزيز أحب أن أبين بأن الأئمة (ع) لم يكونوا قاعدين، وإنما كانوا ممنوعين من الثورة والقيام، ولذلك ضُيق عليهم وسجنوا وعذبوا وقتلوا.

وحاولو ا اخواني لم الجرح وانظروا الى ما نتفق عليه ودعو ما نختلف حوله وكل منا يعذر الاخر فيه ...! فنحن اخوة أكثر من غيرنا ويجمعنا أكثر من عامل مشترك ويكفي ان حب آل محمد حب اهل البيت هو الجامع والمرجع لنا جميعا ..!


أحسنت أخي الحبيب، أنا معك في ذلك، فكلنا مسلمون، وعلينا أن نتجاوز أي خلاف بيننا، وأن نتحدث فيما نتفق عليه اليوم، كمثل العدو الواحد، والتصدي له.

وحب أهل البيت سيكون الجامع بيننا لنكون صفاً واحداً قوياً ضد اعداء الإسلام والمسلمين.


أخوكم هادي
انصف الله و انصف الناس من نفسك و من خاصة اهلك و من لك هوى فيه من رعيتك فانك ان لا تفعل تظلم. و من ظلم عبدا لله كان الله خصمه دون عباده و من خاصمه الله ادحض حجته و كان لله حربا حتى ينزع و يتوب. أمير المؤمنين علي (ع)

مغلق

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“