بغض ابن تيميه لأمير المؤمنين علي (ع ) فحسبنا الله

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم

أخي أبا العباس

إذن فالكلام الذي اتهمت أنت به الرجل هو نقل خاطىء.

أولا لم أكن أتوقع أن مثلك يتساهل في اتهام الناس بالانسلاخ عن الدين ويذكر نقلا خاطئا كحجة لذلك ولم تذكر وقتها لنا الفتوى التي تزعمها. ولعمري هذا دليل على رقة في الدين واستهتار بذمم المؤمنين ولعمري لهو داع لعدم الوثوق في نقل فاعله وهو مما عده المحققون من مسقطات العدالة وموجبات التوقف عن الوثوق بنقل فاعله وهو ضرب بحديث المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام عرض الحائط حين قال منبها محذرا "كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه" قال "كحرمة يومكم هذا".

ولقد قرأنا الفتوى المزعومة "بردتهما" فما وجدنا فيها إلا اتهامات يمكن أن يعتريها تأويل قريب وهو عند أهل العلم مانع من الحكم بالكفر بل مانع من التفسيق بل مانع من الغيبة وأحد الموقعين على الفتوى هو ممن أفتى بأمور لا تخفى عليكم جرأة منه على دماء المؤمنين ثم تراجع عن فتواه علنا أمام الناس وكلا الموقعين ليس معروفا بالتحقيق عند جمهور الأمة (وأقول جمهور الأمة وليس عندك وعندي وعند فئة قليلة حَكَمَ الجمهور بشذوذ فكرها وانقطاع سنده وغرابته) فلا يعول على فتواهما في أمر كهذا بل ولا فيما هو أقل منه بل قتل بسبب فتوى أحدهما أناس من المؤمنين فلو كنت ولي الأمر لعزرته ومنعته من الفتوى حفاظا على ما منح الله المؤمنين من حقوق خصوصا وأن هناك من نفس فئتهما من يقول بخطئهما فيما قالاه في كثير من الأمور.

أنصحك يا أبا العباس ونحن لا نعلم من أنت أن تتقي الله في دماء وذمم وأعراض المؤمنين وألا يكون شأنك التسرع بلصق ماتسمعه من هنا وهناك قبل التحقق بنفسك فلا يبرؤك أمام الله غير ذلك . ولعمري إن الكلام الذي قلته في حق النقيدان لهو محبط لعملك إن لم يصح يوم الحساب انسلاخه من الدين كما ذكرت فاختر لنفسك أن تجازف بكل عملك أو أن تحتاط وتعمل بهدي الله وهدي نبيه في الحذر من الخوض في أعراض الناس . كان السلف من آل البيت والصحابة والتابعين شديدي الحيطة والحذر في ذلك ولم تظهر بدعة التسرع بدون تحقق إلا في القرن السابع وأطفأها العلماء وقتها ثم عاودت الظهور قبل قرنين من الزمان ونسأل الله السلامة.

وتراجعك أمر حسن رغم أنك صغت التراجع بعبارات فيها شيء من التعليق والاشتراط ولم تقطع بتراجعك قطع النادم المقر بخطأ الحكم بالانسلاخ عن الدين بدون أن يكون اطلع على ما يقطع بذلك بدون تأويل .

وقولك " وليست عندي الآن تلك الفتاوى" يدل على أنك ناقل عما لست متأكدا متوثقا منه فلله أناس ابتليت بهم أعراض وذمم الخلق .

و قولك "وعلى كلٍّ أتمنى منك مساعدتي في ذلك" لعمري هذا مساعدة ومعاونة على الشر والعدوان وليس على البر والتقوى . أسألك يا أخي هل تريدني أن اساعدك على إثبات انسلاخ الرجل عن الدين ؟ هل تريدني أن أدلك على مكان الفتوى حتى تمعن في محاولتك إثبات انسلاخه عن الدين وأنا أعلم الآن علم اليقين أنك تنقل من غير تحقق وتحكم بكبير الأمور وأنت غير متيقن من نقلك فأكون بذلك ساعدتك على الوقوع في أعراض المؤمنين الذين نعلم إيمانهم بيقين ولا نعلم كفرهم بيقين . اتق الله وارجع إلى نفسك وابك على خطيئتك وأدرك ما بقي من سوء عملك لما أحبطت صالح أعمالك لقول المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام "من كفر أخاه فقد باء بها أحدهما" وقوله "من كفر أخاه فقد حبط عمله" أو كما قال . (أنقل الأحاديث من حفظي).

وأما قولك "عن مشايخ ثقات" لا والله لا يكون ثقة من يقتل المسلمون إخوانهم المسلمين بفتوى أصدرها المزعوم توثيقه ثم يتراجع عن فتواه وتظل دماء المؤمنين في رقبته لجرأته على الله تعالى وعلى دماء المؤمنين التي جعل الله تحريمها "كحرمة يومكم هذا" وجعل رسول الله أنفسهم أفضل من البيت الحرام وجعل قتل أحدهم كقتلهم جميعا. كان السلف الصالح يتورعون عن سب الكلاب ولعنها وهي نجسة وهؤلاء ما رعوا دماء المؤمنين وعجلوا عليهم بالفتوى وهم أصلا ليسوا ممن اكتمل علمهم وصح اجتهادهم لنقص آلة الاجتهاد عندهم ولعدم اكتمال قريحتهم في فقه الخوف من الفتوى ولشدة عجلتهم وجرأتهم على القرآن والسنة بحملها على ما دلت عليه عقولهم السقيمة وأفهامهم العقيمة التي ضج جمهور الأمة بكل طوائفها من انغلاقها وضجوا من تنطعهم وغلوائهم في التضييق على خلق الله بحملهم على ما اعتادوه في دورهم البعيدة عن الحضارة وعن سنة التعارف بخلق الله في كل مكان فلم يروا غير أنفسهم حماة لهذا الدين وهم أبعد أهل العلم عنه ولم يروا غير عاداتهم عرفا يحمل عليه بقية المؤمنين وفيها من أسوء العادات وفيها ما خالف السنة وما ناقضها وهم مضرب المثل بين أهل العلم في عدم معرفتهم بلغة العرب التي لا يصح فهم كتاب الله وسنة نبيه إلا بها وهم مضرب المثل في انقطاع السند والرواية عن الثقات فلا يعرف أهل العلم لهم سندا متصلا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحتى أسانيده التي يروون بها عن العلماء تجد فيها من قال بأحكام هم يكفرون أو يضللون قائلها فلا يسلم لهم إلى مصدر الدين طريق يعتد به . ونمسك هنا ولو أن المقام مقام إسهاب في سيرة هؤلاء ولكن نقول نسأل الله السلامة ونختم ما كتبنا بقول المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم "خصلتان في الناس ليس فوقهما من الخير خصلة حسن الظن بالله وحسن الظن بالناس و خصلتان في الناس ليس دونهما من الشر خصلة سوء الظن بالله وسوء الظن بالناس"

والسلام ختام

حسن عزي

مالك الأشتر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 41
اشترك في: الثلاثاء يونيو 14, 2005 6:52 pm

السلام عليكم

مشاركة بواسطة مالك الأشتر »

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أما بعد، الحمد لله لقد وفقني الله لأن أكتب هذه التعليق بالعربي كوني عند احد أصدقائي.

أشكر الاخ طنطاوي على ترجمة المشاركة السابقة.

ما كنت أريد قوله أن هؤلاء أشخاص عقوله متحجرة مبرمجة منذ الصغر لا يمكن أي يستقبل أي
شيء غير الذي تم برمجته في رأسه مذ كان طفلا (عافانا الله واياكم من هذا البلاء).
تأتي له بالأدله القطعية كلام واضح وضوح الشمس ولكن لا فائدة يصمم على رأية ويسمتر.
وأرى أنه لا داعي من التعب في مجادله هذه العقول المغلفة، لأنه ضياع للوقت والمال والجهد
دون فائدة لأنه مهما تعبت ومهما حاولت أن تقنع فكانك تكلم الجحارة. حتى أنه لا يحاول فهم ما
يقال له :?: . وهذا من أكبر أسباب ضعف الأمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

بسم الله الرحمن الرحيم

قتله الجوعُ ، وأرهقه ترقُّب الفريسة ، ثم جاءه الفرج بغفلةٍ من الراعي ، فوثب .. فما تظنون ؟!!!

أخي العزيز / حسن عزي :

لقد تعديت وبالغتَ ، وتجاوزتَ وأفرطتَ ، حتى وقعتَ فيما تلمّعت بالتحذير منه بأعظم مما وقع فيه المقصود من كلامك.

وسأبينه من كلامك بعد أن أنبه على أمورٍ :

أولاً :

إن الحكم على شخص بالكفر والردة إن صدر بقضاء قاضٍ أو فتوى مفتٍ جاز نقله . وكونك ترى ذلك الحكم خطأ أو ذلك المفتي غيرَ أهلٍ ؛ هو رأيٌ لك غير ملزمٍ لا لي ولا لغيري ، وينطبق عليك ما جعلتَه في غيرك ، فأنا قد لا أراك أهلاً للحكم على الشخص الذي حكمتَ عليه أنه غيرُ أهلٍ .

ثانياً :

إن ما وقعتُ فيه أنا إنما هو الخطأ في سبب ردة من حُكم عليه بالردة لا في حكم الردة عليه لسببٍ آخر ، ووقوعها .

وأنت بنيت عتابك وتأنيبك على أني أخطأت في الحكم على الرجل ثم تراجعت عنه . فكان معظم كلامك يوهم بل يصرح على أني حكمت عليه بالردة والانسلاخ من الدين بناءً على نقلٍ خاطئٍ ، ثم بكل برودٍ تراجعتُ وأقررتُ بخطأي فاستحققت بتهوري وابل الذم والقدح الذي أمطرتَه عليَّ في قالب النصح !!!

وهو ما تعرف أنت يقينا أنه غير مقصودي ، فإما أنك قصدتَ التلبيس ليسهل لك كيل التهم والذم ، وإما أنك وقعت في التهور والتعجل بالحكم .

ولا أخالك تجهل أن نقل الحكم على الرجل بالردة لو كان صحيحاً والغط إنما هو في نسبة سبب الردة فقط ؛ لم أكن مستحقا لكثيرٍ من كلامك الذي سودتَ به صحيفتك .

وقد كان الأَولى بك أن تناقش : هل وقع الرجل في الردة فعلاً أم لا ؟!!

وكونك ترى أن ما في الفتوى إلا اتهاماتٍ لا يصل الحكم بها إلى جواز غيبة الشخص فضلاً عن تكفيره، فهو أيضا رأيٌ لك غيرَ ملزمٍ لي ولا لغيري ؛ كونك مجهولٌ لا ندري قدرك في العلم والمعرفة ، فضلاً عن أنك لم تبين ما هي تلك الاتهامات ولا فنّدتها ؛ بل تهربتَ في صورة المتورِّع عن الإعانة على الشر على حد زعمك .
ولعمري هذا دليل على رقة في الدين واستهتار بذمم المؤمنين ولعمري لهو داع لعدم الوثوق في نقل فاعله وهو مما عده المحققون من مسقطات العدالة وموجبات التوقف عن الوثوق بنقل فاعله وهو ضرب بحديث المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام عرض الحائط حين قال منبها محذرا "كل المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه" قال "كحرمة يومكم هذا".
كلُّ كلامك السابق مبنيٌّ على أنْ لو كان الحكم على الشخص بالردة غلطاً ، أما لو كان الغلط في نسبة سبب الردة فقط مع صحة نقل الحكم في أصله ، فكلامك تكثُّرٌ لا طائل تحته إلا قصد التشفي ، ومحاولة إنزال أحكامٍ جاهزةٍ ، طال تعليقها على شخصٍ لم يفعل موجبها ، فوقعتَ فيما تنهى عنه وتحذر منه .
ولقد قرأنا الفتوى المزعومة "بردتهما" فما وجدنا فيها إلا اتهامات يمكن أن يعتريها تأويل قريب وهو عند أهل العلم مانع من الحكم بالكفر بل مانع من التفسيق بل مانع من الغيبة
ومن أنتم أيها الفقيه المتبحِّر الذي رأيتَ رأيك في الفتوى وتريد أن تبني اتهاماتك لي بناءً على ذلك ؟!!

وهل تظن أن رأيك المبهم والمجرد من الحجة والدليل ملزمٌ لي أن أتبعه ؟!!
وهل لكون شخصكم الكريم خالف أصحاب الفتوى لزم الأمة إسقاط الفتوى والمفتين بها ؟!!
وأحد الموقعين على الفتوى هو ممن أفتى بأمور لا تخفى عليكم جرأة منه على دماء المؤمنين ثم تراجع عن فتواه علنا أمام الناس
أي جرأةٍ على دماء المؤمنين التي تزعم ؟!!

ولم الإبهام الذي ينتاب كثيراً من أحكامك ؟!

أخي هل تريد مني القبض على طرف ثوبك من الخلف لأتبعك فيما تأخذ وتذر ؟ وهل تظن أن مجرد اتهاماتك لهؤلاء موجبٌ للأخذ بها من دون عرضها على الدليل والنقاش ؟!!

ثم عجباً لك عجبا ، تبني حكمك على الرجل بناءً على تراجعٍ قاله تحت سياط جلادي
آل سلول ، وفي غياهب سجون عملاء أمريكا ؟!!
لله أنت وعقلك !!
بل قتل بسبب فتوى أحدهما أناس من المؤمنين فلو كنت ولي الأمر لعزرته ومنعته من الفتوى حفاظا على ما منح الله المؤمنين من حقوق
بين ووضح لئلا يغتر أتباعُ كل ناعقٍ بدعواك ، وإنك إن وضحت تلك الفتوى وتلك الدماء ؛ ناقشتك فيها .
ولعمري إن الكلام الذي قلته في حق النقيدان لهو محبط لعملك إن لم يصح يوم الحساب انسلاخه من الدين كما ذكرت
أي تألٍّ على الله ؟!! وأي جرأةٍ هذه ؟!!
يا رجل إنني لو كنت حكمت عليه باكفر عمداً بلا شبهة عندي ، وهو بريءٌ منها براءة الذئب من دم يوسف ؛ لم يكن لك أيها المتألي أن تحكم بحبوط عملي يوم الحساب .. فالله حسيبك .

كيف والرجل قد قامت فيه الشبهة وصدرت بحقه فتوى ، وخطأي إنما كان في عزو كلمةٍ إليه ، قد تراجعتُ عنها ، فضلاً عن أنه لو صحَّ الحكم بكونه كافراً ، لم يعد له حرمةٌ توجب الإثم عند الكلام عليه خطأً ، فضلاً عن حبوط العمل .

فأي جرأةٍ تنهى عنها ثم أنت تقع فيها !!
وتراجعك أمر حسن رغم أنك صغت التراجع بعبارات فيها شيء من التعليق والاشتراط ولم تقطع بتراجعك قطع النادم المقر بخطأ الحكم بالانسلاخ عن الدين بدون أن يكون اطلع على ما يقطع بذلك بدون تأويل
قد تراجعت عن نسبة الكلمة إليه ، أما الحكم بكفره فأنا اعتمدت على فتوى لعلماء ثقاتٍ عندي لم تبين أنت أين خطؤهم ؛ بل أصدرت حكماً بلا بينة ولا برهان .

ومع ذلك فأنا لا أدعي فيهم عصمةً ، ولو تبين لي خطؤهم لقلتُ به .
وقولك " وليست عندي الآن تلك الفتاوى" يدل على أنك ناقل عما لست متأكدا متوثقا منه فلله أناس ابتليت بهم أعراض وذمم الخلق .
وهل عدم وجود الفتوى في وقت الكتابة مبرر لاتهامك ؟!!

وهل معرفة حكمٍ طال به العهد ثم عدم التمكن من إظهاره مع وجوده عند الغير ، وإقرار الخصم بذلك ، يحرِّم القول به ؟!!
و قولك "وعلى كلٍّ أتمنى منك مساعدتي في ذلك" لعمري هذا مساعدة ومعاونة على الشر والعدوان وليس على البر والتقوى
بل هو قمة التهرب ، فأنا أطلبها منك لمناقشتها خصوصاً وأنك قد أصدرت حكماً عليها وعلى أصحابها يقارب في الشناعة-على أصولك-حكمهم .
أسألك يا أخي هل تريدني أن اساعدك على إثبات انسلاخ الرجل عن الدين ؟ هل تريدني أن أدلك على مكان الفتوى حتى تمعن في محاولتك إثبات انسلاخه عن الدين


سبحان الله . كاد المريب أن يقول خذوني .
إن كنت أيها الفقيه ترى أن الفتوى مجرد اتهاماتٍ لا تصل إلى حد الحكم بغيبة الرجل فضلا عن كفره ؛ فلم التخوف من إظهارها ؟!!

وهل تريدني أن أتراجع لكونك حجزت الفتوى عندك ؟ فهل يا ترى لو وجدتُها عند غيرك ، ما أغنى عنك إخفاؤها ؟!!
وأما قولك "عن مشايخ ثقات" لا والله لا يكون ثقة من يقتل المسلمون إخوانهم المسلمين بفتوى أصدرها المزعوم توثيقه ثم يتراجع عن فتواه وتظل دماء المؤمنين في رقبته لجرأته على الله تعالى وعلى دماء المؤمنين
زعم باطل ، وإبهام ملبِّس ، وإلا فأنت تعلم أن تلك الدماء التي تتباكى عليها للقوم فيها اجتهادٌ مبني على وجهة نظرٍ فقهية تعتمد على الدليل الشرعي ، أتحداك من مكاننا هذا أن تناقش فيها ، بدلا من كيل التهم ، وتهويل الأمور ، وتصويرها على صورة الإجرام الذي يقر بخطأه الصبيان!!

وأنت تعلم أنها من المشكلات التي لم يأت المخالف فيها بحجةٍ ظاهرةٍ أكثر من الشجب والنحيب !!

وأما تراجعه فقد سبق أن الحكم بناءً عليه مع معرفة حيثيات واقع الرجل سخافةٌ لا يلتفت إليها .
وهم أصلا ليسوا ممن اكتمل علمهم وصح اجتهادهم لنقص آلة الاجتهاد عندهم ولعدم اكتمال قريحتهم في فقه الخوف من الفتوى ولشدة عجلتهم وجرأتهم على القرآن والسنة بحملها على ما دلت عليه عقولهم السقيمة وأفهامهم العقيمة التي ضج جمهور الأمة بكل طوائفها من انغلاقها وضجوا من تنطعهم وغلوائهم في التضييق على خلق الله بحملهم على ما اعتادوه في دورهم البعيدة عن الحضارة وعن سنة التعارف بخلق الله في كل مكان فلم يروا غير أنفسهم حماة لهذا الدين وهم أبعد أهل العلم عنه ولم يروا غير عاداتهم عرفا يحمل عليه بقية المؤمنين وفيها من أسوء العادات وفيها ما خالف السنة وما ناقضها وهم مضرب المثل بين أهل العلم في عدم معرفتهم بلغة العرب التي لا يصح فهم كتاب الله وسنة نبيه إلا بها وهم مضرب المثل في انقطاع السند والرواية عن الثقات فلا يعرف أهل العلم لهم سندا متصلا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحتى أسانيده التي يروون بها عن العلماء تجد فيها من قال بأحكام هم يكفرون أو يضللون قائلها فلا يسلم لهم إلى مصدر الدين طريق يعتد به .
هي مجرد اتهاماتٍ بلا برهان ، واعلم أخي أني قد رأيتُ لأمثالك كلاماً ككلامك ، وفي الحقيقة انه مع الإقرار بوجود شيءٍ من الأخطاء التي تقولون بها عند من تسمونهم بالوهابيين ، إلا أني وجدتُ أن فيكم أضعافها ، وفي حين لا تغتفرون لهم خطاً أو لا تلتمسون لهم عذرا ، ولا تعترفون لهم بخيرٍ ، تكيلون الأعذار لغيرهم من أهل البدع ممن هب ودب ، في أفعالٍ وأقوالٍ هي أشنع وأفظع . وما أسلوبك في الكلام عنهم إلا برهانٌ على مدى الغيظ الذي تحمله .
ولهذا الكلام مجالٌ غير هذا . وليس هو موضع حديثنا.

ولك تحياااتي

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

أقتراح

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

أقتراح للأخوة الكرام أبو العباس و حسن عزي

أقترح فتح موضوع جديد فيما يخص حواركما لأنى أرى أن يبتعد رويدا رويدا عن عنوان المشاركة الأصلي الذى هو بغض أبن تيمية لأمير المؤمنين و أخشى تشتيت الذهن بين العنوان و المحتوى .
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ ابا العباس

الحقيقة أني قرأت كلامك وعجبت . لم أر فيما سطرت شيئا يستحق التعليق . أما قولك أنك لم تقل أن الرجل انسلخ من الدين فقد قلت ذلك وراجع كلامك وأما السبب الذي من أجله قلت ذلك فقد اثبتنا لك واعترفت بنفسك أنك أخطأت فيه. وأنت لم تقل أن فلانا قال أنه انسلخ من الدين بل عبارتك كانت التالي:

"يا أخي النقيدان لم يرجع عن مذهب أهل السنة فقط ، الرجل انسلخ من دينه ، الرجل هو القائل " الله والشيطان وجهان لعملةٍ واحدة " قاتله الله أنى يؤفك"

والعلماء الذين ذكرتهم الفتوى كما ذكرت لك من فئة حكم جمهور الأمة من أهل السنة والزيدية والإمامية بشذوذ فكرهم وانحرافه وبينا لك أن أحدهم له سوابق في العجلة في دماء المسلمين.

وقولك أن "هذا عندك" فأقول لك نعم عندي وعند من أرجع إلى منهجهم وأنا أدور مع من ذكرت لك من مذهب الجمهور أما الشاذ والمنقطع السند فلا حجة به عندنا ولا نحتكم إليه.

أما كوني مجهولا فأنا أكتب تحت اسمي الصريح الحقيقي ولا أخشى إلا رب العباد وأريد أن أعرف اسمك فاكتبه هنا في المنتدى حتى نعرف من أنت يا أبا العباس وإن أردت أن تعرف المزيد عن هذا الفقير فيكفيك أن تعلم أنا أخذنا العلم عن المحققين من أهل السنة والجماعة أتباع الأئمة الأربعة كمثل الحبيب الشريف حامد بن علوي بن طاهر الحداد والحبيب الشريف أحمد مشهور بن طه الحداد والحبيب الشريف عبد القادر السقاف والسيد الشريف عمر البطاح الأهدل والشيخ محمود عبد الدائم شافعي العصر والشيخ محمد نجيب المطيعي الذي أكمل المجموع شرح المهذب للنووي والشريف الحافظ عبدالله الغماري والشريف المحدث عبدالعزيز الغماري وغيرهم وعن بعض سادتي من علماء الزيدية من آل الهادي بالسند المتصل بالعدول الثقات إلى المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام قراءة وبحثا ومدارسة وإجازة خاصة وعامة وجملة ممن نسند العلم عن طريقهم ذكرهم ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري. ونحمد الله أن أمضينا شرخ شبابنا في هذا الأمر . والآن أرنا من أنت وعمن قرأت وما هو سندك فيما تعلمته حتى نعلم إن كنت ممن يعتد بعلمه وحكمه .

نسأل الله لنا ولك الهداية إلى الصواب والبعد عن رمي الناس بالكفر ومن الغرور بالنفس ومن الجرأة على محارم الله من ذمم الناس وأعراضهم مع قلة العلم وانقطاع السند وشذوذ الفكر وانغلاق العقل . حسبتك ندمت على ما فعلت ولكن أخطأت بعدم الأخذ بنصيحة الإخوان في نوعية عقول بعض فرق الأمة.

وكتبه حسن بن بهاء الدين بن حسين بن علي بن حسين بن إبراهيم عزي العلوي
آخر تعديل بواسطة حسن عزي في السبت يونيو 25, 2005 8:25 pm، تم التعديل مرة واحدة.

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

الأخ السيد حسن عزي :
الحقيقة أني قرأت كلامك وعجبت . لم أر فيما سطرت شيئا يستحق التعليق .
سبحان الله .

غلّطتُك في أقوالٍ ، وطالبتُك بإثباتاتٍ ، وتحديتك في فتح نقاش مسائلٍ ذكرتَها .

وفي الأخير لا تجد ما يستحق التعليق !!

لك عزيزي ما تريد .

والعلماء الذين ذكرتهم الفتوى كما ذكرت لك من فئة حكم جمهور الأمة من أهل السنة والزيدية والإمامية بشذوذ فكرهم وانحرافه وبينا لك أن أحدهم له سوابق في العجلة في دماء المسلمين.
أنا طالبتك بالنقاش وأنت مصرٌّ على إصدار أوامر واجبٌ تنفيذها ، وكون الجمهور المزعوم حكم عليهم بالشذوذ ، والانحراف ، لا يمانع من مناقشتهم عزيزي قي قضية عينٍ يطالبونك فيها بالنقاش .

وأما سوايق العجلة ، فقد رددتُ عليك بما فيه غنية غير أني أراك تتجاهل ذلك ، وتصر على اتهام الرجل بما لا يستقيم لك . فأنت وما أردتَ .


أخيراً :

أنا لم أدَّعِ لنفسي أحقية الحكم على شخصٍ أو فتوى أو غير ذلك بلا دليلٍ أو برهان أو مناقشةٍ لي في رأيي ، بل ما أذكره لكم فلا ألزمكم الأخذ به ما لم يتبين لكم بالدليل الذي أذكره صحة كلامي ، وإلا فاضربوا به عرض الحائط .وعليه فلا يلزمني التعريف بنفسي .

بل لكم أن تعتبروني من طلبة العلم الذين إذا ذكروا ما هو موافقٌ للحق قبل منهم ، وما هو مخالفٌ له رُد عليهم .
وما خالفوا فيه رأيكم ناقشتموهم حتى يتبين لكم ولهم .

مع العلم أن تعداد المشايخ ، وسرد الأسانيد ، ليس فاصلاً في الحكم على الشخص بمستواه العلمي ، لاحتمال أن يكون الكثير ممن أخذ عن الأكابر ، وحصّل الأسانيد ، وقرأ الكتب ، كثير الغلط ، منغلق الفهم . وقد شاهد الناس من ذلك أمماً .

وإنما العبرة بقوة الطرح العلمي للرجل ، وآثاره العلمية ، وشهادة العلماء له . ومن ثَمَّ أولاً وأخيراً موافقة قوله للدليل .


سيدي حسن عزي :

قد أكون قسوت عليك بكلامٍ لم تكن تتصور صدورَه في حقك لمكانتك في نفسك وعند غيرك ، غير أنني تعاملت مع تحاملك ، وغلطك في كلامٍ رأيتُه أمامي بغض النظر عن شخص كاتبه ، سيما وأني لا أعرفه .

وعلى كلٍّ فميدان النقاش العلمي والحوار يكتنفه من هذا الكثير ، وكتب أهل العلم ، وقصص مناظراتهم ونقاشاتهم وخلافهم زاخرةٌ بمثل هذا ، لرؤية كلٍّ الحقَّ عنده .

والله المسئول أن يهدينا للحق ويوفقنا للثبات عليه .


واعلم سيدي أنني لست منغلق الفهم ولا متعصباً لرأيي أو رأي مذهبي ، كلا . غير أني لا أحيد إلا بقناعة تامةٍ ، بعد أن أستوثق من صحة كلام خصمي ، وبطلان قولي . ودون ذلك خرط القتاد .

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

السلام عليكما؛
حسن عزي كتب:ولقد قرأنا الفتوى المزعومة "بردتهما" فما وجدنا فيها إلا اتهامات يمكن أن يعتريها تأويل قريب وهو عند أهل العلم مانع من الحكم بالكفر بل مانع من التفسيق بل مانع من الغيبة وأحد الموقعين على الفتوى هو ممن أفتى بأمور لا تخفى عليكم جرأة منه على دماء المؤمنين ثم تراجع عن فتواه علنا أمام الناس وكلا الموقعين ليس معروفا بالتحقيق عند جمهور الأمة (وأقول جمهور الأمة وليس عندك وعندي وعند فئة قليلة حَكَمَ الجمهور بشذوذ فكرها وانقطاع سنده وغرابته) فلا يعول على فتواهما في أمر كهذا بل ولا فيما هو أقل منه بل قتل بسبب فتوى أحدهما أناس من المؤمنين فلو كنت ولي الأمر لعزرته ومنعته من الفتوى حفاظا على ما منح الله المؤمنين من حقوق خصوصا وأن هناك من نفس فئتهما من يقول بخطئهما فيما قالاه في كثير من الأمور.
إن الحكم على شخص بالكفر والردة إن صدر بقضاء قاضٍ أو فتوى مفتٍ جاز نقله . وكونك ترى ذلك الحكم خطأ أو ذلك المفتي غيرَ أهلٍ ؛ هو رأيٌ لك غير ملزمٍ لا لي ولا لغيري ، وينطبق عليك ما جعلتَه في غيرك ، فأنا قد لا أراك أهلاً للحكم على الشخص الذي حكمتَ عليه أنه غيرُ أهلٍ .
.... قد تراجعت عن نسبة الكلمة إليه ، أما الحكم بكفره فأنا اعتمدت على فتوى لعلماء ثقاتٍ عندي لم تبين أنت أين خطؤهم ؛ بل أصدرت حكماً بلا بينة ولا برهان. ومع ذلك فأنا لا أدعي فيهم عصمةً ، ولو تبين لي خطؤهم لقلتُ به .
هذا الكلام ذكرني بكلام لأمير المؤمنين حيث يقول فيه عليه السلام:

إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلائِقِ إِلَى اللهِ رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَةٍ، وَدُعَاءِ ضَلاَلَةٍ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ. الصنف الثاني: وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الْأُمَّةِ، عَادٍ في أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ، عِمٍ بِمَا في عَقْدِ الْهُدْنَةِ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَ لَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ، وَاكْتَثَرَ مِن غَيْرِ طَائِلٍ ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غيْرِهِ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثّاً مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ. جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهلات، عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ، لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ. يُذْرِو الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ ، لاَ مَلِيٌّ ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ أَهْلٌ لِمَا قُرْظَ بِهِ، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وَتَعَجُّ مِنْهُ المَوَارِيثُ. إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً، وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ المُنكَرِ!

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

السلام عليكما؛
حسن عزي كتب:ولقد قرأنا الفتوى المزعومة "بردتهما" فما وجدنا فيها إلا اتهامات يمكن أن يعتريها تأويل قريب وهو عند أهل العلم مانع من الحكم بالكفر بل مانع من التفسيق بل مانع من الغيبة وأحد الموقعين على الفتوى هو ممن أفتى بأمور لا تخفى عليكم جرأة منه على دماء المؤمنين ثم تراجع عن فتواه علنا أمام الناس وكلا الموقعين ليس معروفا بالتحقيق عند جمهور الأمة (وأقول جمهور الأمة وليس عندك وعندي وعند فئة قليلة حَكَمَ الجمهور بشذوذ فكرها وانقطاع سنده وغرابته) فلا يعول على فتواهما في أمر كهذا بل ولا فيما هو أقل منه بل قتل بسبب فتوى أحدهما أناس من المؤمنين فلو كنت ولي الأمر لعزرته ومنعته من الفتوى حفاظا على ما منح الله المؤمنين من حقوق خصوصا وأن هناك من نفس فئتهما من يقول بخطئهما فيما قالاه في كثير من الأمور.
مثل هذا في الجرأة بالفتوى في الدماء والبدعة والردة والشرك والكفر ذكرني بكلام لأمير المؤمنين حيث يقول فيه عليه السلام:

إِنَّ أَبْغَضَ الْخَلائِقِ إِلَى اللهِ رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَةٍ، وَدُعَاءِ ضَلاَلَةٍ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ. الصنف الثاني: وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً، مُوضِعٌ في جُهَّالِ الْأُمَّةِ، عَادٍ في أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِ، عِمٍ بِمَا في عَقْدِ الْهُدْنَةِ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالمِاً وَ لَيْسَ بِهِ، بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعٍ، مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ، حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ، وَاكْتَثَرَ مِن غَيْرِ طَائِلٍ ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غيْرِهِ، فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى المُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثّاً مِنْ رَأْيِهِ، ثُمَّ قَطَعَ بِهِ، فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ: لاَ يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ، فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ، وَإِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ. جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهلات، عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ، لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ. يُذْرِو الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الهَشِيمَ ، لاَ مَلِيٌّ ـ وَاللهِ ـ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ، وَلاَ أَهْلٌ لِمَا قُرْظَ بِهِ، لاَ يَحْسَبُ العِلْمَ في شيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ، وَلاَ يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مَذْهَباً لِغَيْرهِ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ، تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ، وَتَعَجُّ مِنْهُ المَوَارِيثُ. إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالاً، وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ المُنكَرِ!
وَإِنَّهُ سَيَأْتي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَخْفَى مِنَ الْحَقِّ، وَلاَ أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ، وَلاَ أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ أَنْفَقَ مِنْهُ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ فِي الْبِلاَدِ شَيءٌ أنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفَ مِنَ المُنكَرِ! فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ؛ فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذٍ وَأَهْلُهُ طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ، وَصَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ فِي طَرِيقٍ وَاحِدٍ لاَ يُؤْوِيهِمَا مُؤْوٍ؛ فَالْكِتَابُ وَأَهْلُهُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ فِي النَّاسِ وَلَيْسَا فِيهِمْ، وَمَعَهُمْ وَلَيْسَا مَعَهُمْ! لِأَنَّ الضَّلاَلَةَ لاَ تُوَافِقُ الْهُدَى، وَإِنِ اجْتَمَعَا. فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ، وَافْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ اسْمُهُ، وَلاَ يَعْرِفُونَ إِلاَّ خَطَّهُ وَزَبْرَهُ ، وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحِينَ كُلَّ مُثْلَةٍ، وَسَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللهِ فِرْيَةً ، وَجَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ العُقُوبةَ السَّيِّئَةَ. وَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِطُولِ آمَالِهِمْ وَتَغَيُّبِ آجَالِهِمْ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ الَّذِي تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ، وَتُرْفَعُ عَنْهُ التَّوْبَةُ، وَتَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ وَالنِّقْمَةُ.

وهذا بعض من تلك الفتاوي والتراجع عنها (وقد نشرت مرتين برقمين مختلفين)، وكلا (الفتوى والتراجع) مستند على ما ينقله الناس عن بعضهم البعض دون التثبت بمراجعة علماء من صدرت فيهم الفتوى أو الإطلاع على كتبهم :

أصل الفتوى رقم 2143 بتاريخ 3/9/1395هـ.
http://www.ibnbaz.com/Display.asp?f=bz02584
حكم الصلاة خلف من عرف بالغلو في الأنبياء والصالحين
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ، أما بعد : فقد سبق أن سألني أعضاء الهيئة التعليمية السعودية في اليمن في عام 1395 هـ عن حكم الصلاة خلف الزيدية ، فأجبتهم بتاريخ 3 / 9 / 1395 هـ بأني لا أرى الصلاة خلفهم؛ لأن الغالب عليهم الغلو في أهل البيت بالاستغاثة بهم ودعائهم والنذر لهم ونحو ذلك ، هذا هو الذي صدر مني ، وذلك مبني على ما بلغني من طرق كثيرة أن الزيدية يغلون في أهل البيت بأنواع من الشرك كدعائهم والاستغاثة بهم ونحو ذلك ، ثم بلغني في هذه الأيام أعني في شعبان من عام 1396 هـ استغراب كثير من أهل العلم في اليمن هذه الفتوى ، واتصل بي جماعة منهم ومن خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة ممن أثق بعلمه ودينه مستغربين هذه الفتوى وقائلين : إن الغالب على علماء الزيدية هو عدم الغلو في أهل البيت هذا هو الذي نعلمه منهم ، وإنما يقع هذا الغلو في بعض العامة ومن بعض الزيدية الذين ليس عندهم من العلم والبصيرة ما يعرفون به حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك ، وذكروا أنهم يعلمون من علماء الزيدية إنكار الغلو في أهل البيت وإنكار الشرك ، ولا يجوز أن يكون وقوع الشرك من بعضهم أو من بعض العامة مسوغا لتهمة الأغلبية منهم بذلك ، وبناء على هذا وجب علي أن أعيد النظر في هذه الفتوى؛ لأن الواجب هو الأخذ بالحق؛ لأن الحق هو ضالة المؤمن متى وجده أخذه .
فأقول : إن هذه الفتوى التي سبق ذكرها قد رجعت عنها بالنسبة إلى ما فيها من التعميم والإطلاق؛ لان الهدف هو الأخذ بالحق والدعوة إليه وأعوذ بالله أن أكفر مسلما أو أمنع من الصلاة خلف مسلم بغير مسوغ شرعي ، والواجب أن يؤخذ كل إنسان بذنبه وأن يحكم عليه بما ظهر من أقواله وأعماله ، فكل إمام علم منه ما يدل على أنه يغلو في أهل البيت أو في غيرهم سواء كان من الزيدية أو من غيرهم وسواء كان في اليمن أو غير اليمن فإنه لا يصلى خلفه .
ومن لم يعرف بذلك من الزيدية أو غيرهم من المسلمين فإنه يصلى خلفه ، والأصل سلامة المسلم مما يوجب منع الصلاة خلفه ، كما أن الأصل سلامة المسلم من الحكم عليه بالشرك حتى يوجد بأمر واضح وبينة عادلة ما يدل على أنه يفعل الشرك أو يعتقد جوازه ، هذا هو الذي أعتقده وأعلنه الآن لإخواننا في اليمن وغيرها ، وقد تقدم أن الحق ضالة المؤمن متى وجده أخذه ، ومعلوم أن العصمة لله ولرسله فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، وكل مفت وكل عالم وكل طالب علم قد يقع منه بعض الخطأ أو بعض الإجمال ، ثم بعد وضوح الحق وظهوره يرجع إليه وفي ذلك شرف وفضل ، وهذه طريقة أهل العلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، وقد أثنى عليهم أهل العلم بذلك وشكروهم على هذه الطريقة الحميدة ، وهذا هو الذي يجب علينا وعلى غيرنا الرجوع إليه والأخذ به في جميع الأحوال ، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه رضاه ، وأن يمنحنا وإخواننا جميعا في اليمن وغيره إصابة الحق في القول والعمل إنه سبحانه وتعالى سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
سبق نشره في ج (4)، ص (312) من هذا المجموع. وصدرت الإجابة من مكتب سماحته بتاريخ 24/9/1396 هـ.


http://www.ibnbaz.com/Display.asp?f=bz00655
حكم الصلاة خلف من عرف بالغلو في الأنبياء والصالحين
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ، أما بعد :

فقد سبق أن سألني أعضاء الهيئة التعليمية السعودية في اليمن في عام 1395 هـ عن حكم الصلاة خلف الزيدية فأجبتهم بتاريخ 3 / 9 / 1395 هـ بأني لا أرى الصلاة خلفهم . لأن الغالب عليهم الغلو في أهل البيت بالاستغاثة بهم ودعائهم والنذر لهم ونحو ذلك ، هذا هو الذي صدر مني ، وذلك مبني على ما بلغني من طرق كثيرة أن الزيدية يغلون في أهل البيت بأنواع من الشرك كدعائهم والاستغاثة بهم ونحو ذلك ، ثم بلغني في هذه الأيام أعني في شعبان من عام 1396 هـ استغراب كثير من أهل العلم في اليمن هذه الفتوى واتصل بي جماعة منهم ومن خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة ممن أثق بعلمه ودينه مستغربين هذه الفتوى وقائلين : أن الغالب على علماء الزيدية هو عدم الغلو في أهل البيت هذا هو الذي نعلمه منهم ، وإنما يقع هذا الغلو في بعض العامة ومن بعض الزيدية الذين ليس عندهم من العلم والبصيرة ما يعرفون به حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك ، وذكروا أنهم يعلمون من علماء الزيدية إنكار الغلو في أهل البيت وإنكار الشرك ولا يجوز أن يكون وقوع الشرك من بعضهم أو من بعض العامة مسوغا لتهمة الأغلبية منهم بذلك ، وبناء على هذا وجب علي أن أعيد النظر في هذه الفتوى . لأن الواجب هو الأخذ بالحق . لأن الحق هو ضالة المؤمن متى وجده أخذه ، فأقول :

إن هذة الفتوى التي سبق ذكرها قد رجعت عنها بالنسبة إلى ما فيها من التعميم والإطلاق . لأن الهدف هو الأخذ بالحق والدعوة إليه وأعوذ بالله أن أكفر مسلما أو أمنع من الصلاة خلف مسلم بغير مسوغ شرعي ، والواجب أن يؤخذ كل إنسان بذنبه وأن يحكم عليه بما ظهر من أقواله وأعماله ، فكل إمام علم منه ما يدل على أنه يغلو في أهل البيت أو في غيرهم سواء كان من الزيدية أو من غيرهم وسواء كان في اليمن أو غير اليمن فإنه لا يصلى خلفه ، ومن لم يعرف بذلك من الزيدية أو غيرهم من المسلمين فإنه يصلى خلفه ، والأصل سلامة المسلم مما يوجب منع الصلاة خلفه ، كما أن الأصل سلامة المسلم من الحكم عليه بالشرك حتى يوجد بأمر واضح وبينة عادلة ما يدل على أنه يفعل الشرك أو يعتقد جوازه ، هذا هو الذي أعتقده وأعلنه الآن لإخواننا في اليمن وغيرها ، وقد تقدم أن الحق ضالة المؤمن متى وجده أخذه ، ومعلوم أن العصمة لله ولرسله فيما يبلغونه عن الله عز وجل ، وكل مفت وكل عالم وكل طالب علم قد يقع منه بعض الخطأ أو بعض الإجمال ، ثم بعد وضوح الحق وظهوره يرجع إليه وفي ذلك شرف وفضل وهذه طريقة أهل العلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وقد أثنى عليهم أهل العلم بذلك وشكروهم على هذه الطريقة الحميدة وهذا هو الذي يجب علينا وعلى غيرنا الرجوع إليه والأخذ به في جميع الأحوال ، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه رضاه وأن يمنحنا وإخواننا جميعا في اليمن وغيره إصابة الحق في القول والعمل إنه سبحانه وتعالى سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
صدرت الإجابة من مكتب سماحته بتاريخ 24 / 9 / 1396 هـ .

صدق أمير المؤمنين عليه وآله السلام.

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي معاذ ... جزاك الله خيرا وأجزل لك المثوبة

أما الفتاوى من مثل هذه فهي كثير والله ولا تكاد تسلم فئة من المخالفين إلا ولحقها شيء من ذلك قليل منها بحق وأكثرها جهلا بالعلم واستهتارا بالدماء المعصومة وجلافة وجفوة خص الله تعالى بها فئة من الناس.

أما كلام الإمام فكأني أقرأه لأول مرة .. لو لم يكن من إثباتٍ لصحة نسبة النهج إلى الإمام علي إلا فوقيته اللغوية على ما سواه من كلام الناس لكفى به دليلا . كيف لا وهو منقول عن الشريف الرضي رضي الله عنه وهو ممن لا نعتقد فيه إلا الصدق في نقله عن جده و نسبة الكلام إليه .

من قرأ كلام الإمام وتمعن فيه علم أنه أخذ من مشكاة مربيه النبي الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام . تلمس في كلام الإمام مخاطبة النفوس وتبيين أمراضها التي تودي بها إلى منعرج الطرق ووصف الأدواء لتلك الأمراض كأنه مطلع على خفايا النفوس . إن طول عشرته لمربيه ونهله من مشكاته وعلمه وأخلاقه طبعه بطباعه حتى أنك تجد كلام الإمام علي كرم الله وجهه كأنه شرح وتفصيل لكثير من القضايا التي قالها المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ولذا فقد اختصه كثير من المحدثين بلفظ "كرم الله وجهه" وبلفظ "عليه السلام" فهي تطلق عليه ولا تطلق على سواه من الصحابة عند أهل السنة فلعمري ما الإمام علي إلا أصدق امتداد لهدي المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام في كل مناحي الحياة .

أحييك سيدي معاذ وأشكرك على النقل الموفق

أما ما نقلته من فتاوى بخصوص سادتنا الزيدية فهو تماما ما يطير له صوابنا من العجلة بالفتوى على الخلق فهو أمر شائع . المشكلة أن فتاواهم التضليلية والتكفيرية كثيرة جدا ومن مختلف المستويات عالما وجاهلا . وموضوع الرجوع عن الفتوى سهّل في الحقيقة عليهم الوقوع في الذمم والأعراض قبل تمام التحقق واستبيان الدليل . إن كثرة الرجوع عن فتاوى التضليل والتكفير سمة اتسمت بها هذه الفرقة بعد الخوارج . عندهم أمر يسمونه "بعد التحقق" وهو يكفي عندهم في ذلك وكأن تمام التحقق ليس بشرط . فيفتون بكفر أو بضلال ولا بأس فإذا اعترض أحد وبين لهم خطأهم فباب الرجوع مفتوح وإلا فلا بأس أن يتم تدمير سمعة مؤمن ولا بأس أن يستغل ذلك بعض من أراد أن يجد مستندا يتكؤ عليه فيستبيح دم هذا المسكين وبعد الرجوع يكون الطاعن أو المكفر أو المضلل أو القاتل مجتهدا أخطأ فيخرج بأجر واحد لأنه ضلله أو اتهمه أو قتله باجتهاد ولكن أخطأ فيه وبعد ذلك يأتي أيضا من يمتدحه ويرفع من شأنه لأخذه بفضيلة الرجوع إلى الحق ويقول أن السلف الصالح كانوا يرجعون إلى الحق (ولكن غفلوا عن أن السلف الصالح كانوا أبعد الناس عن إطلاق الألسنة بالتضليل والتكفير) فيخرج المضلل أو القاتل وليا لله مأجورا على سوء ما فعل ويخرج المقتول أو المظلوم المسكين مدعوا له بالرحمة ويقولون فيه "ويبعثون على نواياهم" . المشكلة أن أحدهم يفتي بتكفير غالبا وبتضليل قليلا بناء على أخبار وصلته من فلان وفلان ثم يتراجع بعد أن يقول وصلتنا أخبار من فلان وفلان . ومن هما "فلان و فلان" ومن هم "بعض الذين نثق بهم" ومن هم "بعض أهل العلم" ؟ لا ندري والله طالما روى شيخهم عنهم ووثق شيخهم فيهم صح لهم أن يرووا هم عن شيخهم حتى ولو كفروا بناء على ذلك أو ضللوا من كفره شيخهم أو ضلله ثم يقلدهم البعض وهكذا فإذا رجع شيوخهم رجعوا هم . نسأل الله السلامة . وبعد هذا تقول لهم لدي سند أروي به نهج البلاغة إلى الشريف الرضي والشريف رواه عن آبائه فيجلبوا عليك بخيلهم ورجلهم ويخرجوا لك كل ما رواه الأوائل والأواخر في كيفية الإسناد ! اسألهم هنا هل نثق أكثر بصحة قول الشريف الرضي عندما يقول هذا رواه جدي ولنا في عدالته ما يدلنا على أن لما يقوله أصل وصحة أم نثق أكثر فيمن يكفر أخاه المؤمن بناء على قول لشيخه وشيخه يقول أخبرني من أثق به أن هذا الرجل يفعل أمورا توجب التكفير ؟؟؟ أريد إجابة !!!

هل جربوا عدم العجلة وهل جربوا إقفال أفواههم وكفها عن التضليل والتكفير واستخدام أسلوب يتسم بقليل من الموعظة الحسنة ؟؟ هل جربوا أن يشغلوا أنفسهم بكل الفروض العينية أو الكفائية غير التضليل والتكفير ؟ هل جربوا أن لا يكفروا أو يضللوا أبدا إلا بعد التحقق التام ثم التحقق ثم السماع من صاحب الشأن نفسه ثم محاورته بالحسنى ثم استخدام كل ما في وسعهم قبل التضليل أو التكفير احتياطا لدينهم واحتياطا لأعراض ودماء الناس ؟؟ الأمة تنتظر !!!

حسن عزي
آخر تعديل بواسطة حسن عزي في الثلاثاء يونيو 28, 2005 12:54 pm، تم التعديل مرة واحدة.

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بالفعل صدق أمير المؤمنين

ولله درك يا أخي في الله حسن عزي

وعلى الاخ في الله أبو العباس أن يتوب الى الله ويستغفر من ذنبه وعليه أن يتثبت قبل أن يزل مثل غيره من الذين قد زلت بهم الى الحضيض اقدامهم ((فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل)) ولو أنه تم مناقشة هذه القضية في مبحث مستقل لكان أفضل خصوصا وأن نموذجا معينا قد طلع هنا بوضوح :evil: فبعدا لقرن الشيطان والذي مازل يظهر في كل حين والسلام
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »

الأخوة جميعاً :

عجبي منكم كيف تحكمون على غيركم ، وتنزلون كلام أمير المؤمنين عليه السلام عليَّ ، مع أنه ليس في محل النزاع ، فضلاً عن أني أطالبكم بالنقاش والمناظرة ، وأنتم تتهربون ، وتظهرون عجزكم عن نزول الميدان بنقولاتٍ عامةٍ خارجة عن موطن النزاع .

وعلى كل حال أنا قد ذكرتُ في ردي على الأخ حسن ، مآخذي عليه ، ومطالبتي إياه بالنقاش في المسائل التي ادعاها .

وعدم استجابته لطلبي لا \أدري أهو عجزٌ أم ماذا ؟!1

وإن كان أحدكم سيتولى النقاش بدله فحيهلا .

أما أنكم تظنون أن الكلام الفضفاض في الاتهام سيجدي ؛ فوهمٌ منكم .

ولكم تحيااااتي .

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم أبا العباس

لقد قلت (بفتح التاء) كلاما وعلق الفقير عليه ونقلت عبارتك بحروفها ولكنك تجاوزت العبارة التي فتحت باب النقاش الفرعي بينك وبين الفقير . إن أردت الحوار فلابد قبل ذلك أن ترد أنت على عبارتك التي سألتك عنها :

قلت بالحرف الواحد :

"يا أخي النقيدان لم يرجع عن مذهب أهل السنة فقط ، الرجل انسلخ من دينه ، الرجل هو القائل " الله والشيطان وجهان لعملةٍ واحدة " قاتله الله أنى يؤفك"

أكرر لك . قلت : "الرجل انسلخ من دينه" وأرجوك لا تعلق لي على عبارة " الله والشيطان وجهان لعملةٍ واحدة " فهذه لا نناقشها الآن . أنت كفرته لدليل آخر كما قلت .

إما أن تقول أنك كفرت الرجل ونسألك أن تأتي لنا بالبينة الشرعية . وأهل العلم يقولون أن التكفير يجب أن يكون بناء على مجمع عليه فلا يحق لأحد أن يكفر أحدا إن كان سبب التكفير غير مجمع عليه . أريد منك البينة الشرعية . تكفر الرجل وتريد أن نتجاوز ذلك إلى قضايا أخرى ؟ حين كفرته أصبحت هذه القضية .

والسبب أني أريد البينة هو كما قلت لك وكررت لك . الفقير لا يحاور ولا يناقش التكفيريين . هذا مبدأ لا أحيد عنه . أتحمل كل شيء حتى سبي وشتمي ولا أتحمل سماع ألفاظ التكفير . عندها أتوقف عن كل شيء فلا حوار مع مكفر وخصوصا من يخطىء في النقل . حتى ولو كان النقل الخاطىء بغير قصد وحتى لوكان العزو بغير قصد فالفقير يتوقف في حوار من هذا شأنه لأن التكفير عند جمهور الأمة أمر في غاية الخطورة ويترتب عليه إهدار الدماء والوقوع في الأعراض والذمم فينبغي أن لا يلجأ المرء أصلا للتكفير . علماؤكم يمضون حكم الطلاق على من تعدى بسكره فإن سكر الإنسان متعديا وطلق وهو في غير وعيه فإن علماءكم يمضون طلاقه ويعللون ذلك بأنه سكر متعديا مع أنهم يقرون بأنه غير قاصد للطلاق ولو أنه كان في صحوه لما طلقها ولكن معاقبة له حتى لا يتعدى بالسكر فإنهم يمضون طلاقه . وأنت تعديت بنقل خاطىء وكفرت الرجل ثم قلت أنك أخطأت في عدم تحققك من النقل الخاطىء فأمضينا عليك ما أمضينا لما حكمت به ثم قلت أنك تكفره لأن هناك فتوى بذلك ونريد أن نناقشك في هذه الفتوى حتى لا نمضي عليك حكما فإلينا بالفتوى التي تستجمع شروط جواز التكفير على راي الجمهور كما فصلنا وإلا فنمضي عليك ما نظنه من عدم محاورتك في شيء حتى تحترم ذمم الخلق . وعلى كل حال فإن أتى المكفر بالفتوى وخرجت كما أرادها جمهور أهل العلم فإن رأى هو أن يخوض هذا الوحل فلابد أن يكون متحققا تمام التحقق ولا يكفي أن يستند إلى فتوى أحد أهل العلم بل لابد أن يخرج صك شرعي من هيئة من العلماء تم تعيينها من قبل من ارتضاهم جمهور الأمة (وأقول جمهور الأمة الشرعي) وأن لا يكون هناك شبهة أو تأويل ولو بعيد لكلام المراد تكفيره وأن يحضر لبيان ما عنده أمام هذه اللجنة من العلماء ويتم محاورته من قبلهم فإن ارتأت هذه اللجنة بعد ذلك كفره استتابوه فإن رجع فليس لأحد عليه من سبيل وإن لم برجع وأصدروا بذلك صكا شرعيا يصرح بكفره فدونك إن أردت أن تخوض في ذلك على أن الفقير يفضل أن لا يخوض المرء في تكفير أحد البتة وعلى الإنسان أن يجعل التكفير طريقا أخيرا لما لا يتم مصلحة المؤمنين إلا به ويجعله آخر فروضه فلا يشتغل به وعنده غيره من الفروض التي تستوعب وقته .

أرجو أن أكون بينت لك يا أخي أبا العباس ما أتبعه في هذا الموضوع .

فإن بينت لنا كفر الرجل على قواعد أهل العلم التي قال بها جمهور الأمة حاورتك وإلا فلا حوار مع مكفر حتى يبين فحوى حكمه بالكفر فإما أن يظهر كفر المقصود وإما أن يقر المكفر بخطئه أمام من كفر أمامهم أخاه ويتعهد بعدم العودة إلى ذلك لأن التكفير بغير حق قرين الكفر فلا ذنب أكبر منه .

ذمم المؤمنين ينبغي التشديد فيها أكثر من ذلك ومن لا يشدد في ذلك فهو متساهل في دين الله ولا ينبغي النقل عنه والعزو إليه ولا ينبغي طلبه للشهادة ولا يعتد به في سلاسل الإسناد لأن الدين لا يؤخذ إلا عن العدول الثقات الذين يتهيبون الوقوع في الذمم والأعراض فضلا عن الوقوع في التكفير .

عند التكفير يتوقف كل شيء بلا استثناء حتى يتعلم المتساهلون كيف يحترمون حرمة إخوانهم .

و ما نتبعه هو رأي الجمهور ممن ذكرناهم سابقا من أهل المذاهب السنية المعتمدة و رأي سادتنا الزيدية و رأي الإمامية و حتى الاباضية .

الخلاصة مرة أخيرة . البينة الشرعية على من كفرته !!! وبعدها الحوار . وإلا فادع غيري أن يحاورك في ما ذكرت . وأنا ما ادعيت شيئا كما ذكرت فإن كنت مصرا فافتح موضوعا آخر نحاورك فيه بعد أن نتحقق من أنك لا تلجأ إلى التكفير إلا في حدود الشرع كما بينا لك .

المصيبة أن بعض الناس يحاور ملقيا ألفاظ التعجب في عدم حواره على الآخرين وكأنه فعل مكروها أو ترك سنة . المصيبة أنهم لا يدركون عظم التكفير وما يترتب عليه من بوائق ليس فوقها إلا الكفر نفسه.

حسن عزي
آخر تعديل بواسطة حسن عزي في الجمعة يوليو 01, 2005 10:02 am، تم التعديل مرة واحدة.

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الكريم المحترم حسن عزي


بارك الله فيك


ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

أبو العباس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: السبت مايو 14, 2005 10:32 am

مشاركة بواسطة أبو العباس »


عجبي من الإخوة السادة الزيدية ؛ شدةَ إنكارهم وكثرةَ إشهارهم ما يدعونه التكفير َ ، وسفكَ الدماء ، والتسرع في ذلك ، عند أهل السنة أو من يحبون تسميتهم بالوهابية .

مع أنَّ أصولَ الزيدية في التكفير ، واستحلال الدماء ، أكثر شدةً ، وأبلغ تساهلاً ؛ إن عدّينا الذي عند السنة تشدداً في التكفير ، وتساهلاً في الدماء .

وواقع بعض أئمة الزيدية الذين حكموا اليمن ، من التكفير وسفك الدم بما لا يخفى على بصيرٍ .
ولئن أفتى سنيٌّ بعدم الصلاة خلف الزيدية ، لظنه وجود الشرك عندهم ، ثم دفعه الدينُ والصدقُ على التراجع عندما تبين له خلاف ما نُقل له ، أهون بمسافاتٍ ممن كفَّر فرقةً كاملةً من الزيدية ، واستحل دماءهم ، وسبى نساءهم و ذراريهم ، وهو مع ذلك إمامٌ جليلٌ عند الزيدية .

وعندي مبحثٌ كاملٌ في كثيرٍ من حوادث التكفير والقتال التي جرت من أئمة الزيدية مع بعضهم أو مع مخالفيهم ، لا أحب نشرها .

ولئن كان لأولئك أعذارٌ أو حججٌ فهي في حق هؤلاء أقرب وألصق .

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القول بـ ( أن أصولَ الزيدية في التكفير ، واستحلال الدماء ، أكثر شدةً ، وأبلغ تساهلاً ؛ إن عدّينا الذي عند السنة تشدداً في التكفير ، وتساهلاً في الدماء ) كلام غير دقيق بل غير صحيح . والسبب في ذلك أننا لا نتكلم هنا على ما استقر العمل والفتوى به عند أهل الاجتهاد من مذاهب الجمهور . وطرح القضية كأنها خلاف بين أهل السنة والزيدية غير موفق البتة فعند أهل السنة من قال بجواز الخروج على الإمام الجائر ومخالفة الجماعة في ذلك إن تحققت شروط الخروج (والكلام على قضية استحلال الدماء) وممن قال بذلك كثير من الشافعية في قول مرجوح ولكنه من الأقوال التي يعمل بها على قواعدهم حيث أنه إما مقابل للأظهر أو مقابل للأصح من أقوال الإمام الشافعي أو أصحابه وكل ذلك على اصطلاحهم معناه أن الخلاف في الحكم محتدم جدا في المذهب بين من أفتى بالخروج ومن أفتى بعدمه وعليه فعندهم يجوز العمل بهذا القول ولو كان مرجوحا وخصوصا لمن كان من أهل العلم والقوة والمنعة وغلب على ظنه الظهور. ولعل بعض المذاهب الإخرى عندها ما عند الشافعية من الخلاف . فدليل العمل بقول الخروج قوي جدا حيث إن الشافعية القائلين بذلك استندوا من ضمن ما استندوا به على عمل الإمام زيد بن علي عليه السلام وتأييد أبي حنيفة له في ذلك والإمام زيد عندهم مجتهد مطلق يجوز تقليده وكذلك ابو حنيفة . والإمام الشافعي نفسه له في ذلك أقوال وله في تأييد ما فعله الإمام زيد أقوال معروفة مشهورة . ولغرض التوثيق فممن نص على قوة هذا القول الشيخ محيي الدين النووي في متن المنهاج وكذلك غيره .

أما قضية التكفير والتساهل في التكفير عند السادة الزيدية فأين هو ؟. قد يصح الخروج على الحاكم عندهم وعند من قال بذلك من أهل السنة بدون أن يكفر الحاكم على القول الذي أوردناه وبينا الفتوى بقوته . وموضوع الخروج إن كان فيه سفك دماء فليست هذه الدماء معصومة(*) عند من قال بجواز الخروج وكان من أهل الاجتهاد المطلق واشتهر بالعلم والورع والتقوى ورفع راية للخروج . أما من لم تعرفهم الأمة بالاجتهاد والعلم والورع والتقوى ولم نسمع بهم إلا بعد بعض التفجيرات التي راح ضحيتها الأبرياء أكثر من الأعداء فلا كرامة لمثل هؤلاء فالأمة لا يتسنم أمرها ولا يقودها مجهول ولا تجري خلف من لا يعرف عند أهل العلم والتقوى والورع منها. وكون الدماء المستباحة بما ذكرنا من القول بالخروج الذي تحققت شروطه وضوابطه هي دماء غير معصومة فتاريخ الإمام علي عليه السلام في قتال الخوارج وغيرهم مع القول بعدم كفرهم وتصريحه بذلك دليل لما ذكرنا ولو خالفه أهل العلم قاطبة فهو وعاء العلم وهو أفقه من سواه منفردين ومجتمعين. فلا يخلط هذا بذاك وليس هناك علاقة فيما ذكر بين الكفر واستحلال الدماء . وأضرب مثالا آخر لذلك . تارك الصلاة عند جمهور أهل السنة فاعل لكبيرة من أكبر الكبائر ولكنه لا يكفر عندهم ورغم ذلك فعندهم يقتل تارك الصلاة بعد الاستتابة إن لم يرجع ومضى وقت الجمع في الظهر أو المغرب فهذا ممن استباح الشرع قتله ولم يقل بكفره . على أن الحكم فيه بعض التفصيل والخلاف وما ذكرنا هو قول الجمهور ولتفصيل ذلك مكان آخر.

وما ورد عن بعض أئمة السادة الزيدية مما ذكر من قتال المخالفين فينبغي أن يراجع كل على حدة و يتم الرجوع إلى ما رافق ذلك من أحوال وظروف ولا نبرر شيئا هنا غير أن من نسب إليهم ذلك فليعلم أنه ينسب ذلك إلى من كانوا أئمة بلغوا درجات الاجتهاد واشتهر علمهم وورعهم وتقواهم وخوفهم من الله ومحبتهم للأمة وما يجلب لها النفع ويدفع عنها الضر ولو سألت أهل المشرق والمغرب عن أحدهم لأخبرك من هو . فلا مقارنة بين ما يحصل اليوم ممن لا نعرفه ولم نسمع به ولم نر له عزوة من أهل العلم والورع والخوف من الله يزكونه عند الأمة .

كما أني أردت التنبيه هنا إلى أن الخروج والقتال لدى السادة الزيدية ومن قال بقولهم من أهل السنة ليس كمثل قتال أهل الكفر فله عندهم ضوابط وشروط وأحكام مختلفة (((وخصوصا))) فيما يتعلق بأحكام التترس بالمسلمين أو الأطفال أو النساء أو الأبرياء من أهل الذمة والمعاهدين هذا إذا قصد الأعداء التترس بمن ذكرت أما إذا اختلط بهم المسلمون ولم يظهر قصد العدو التترس بهم فلا أدري أين يذهب من الله من يهريق قطرة دم واحدة لمسلم أو معاهد والحالة هذه. وقد كتب الفقير في هذا الأمر (التترس) وريقة وضعتها في أحد المنتديات ناقلا عن بعض أهل السنة تحت نقل بعض الإخوة من السادة الزيدية كلاما يعضد بعضه بعضا وقد ابتغينا به وجه الله والاحتياط في دماء المسلمين وسوف أبحث عن موضعه إن شاء الله وأضع له رابطا هنا تذكيرا لنفسي واستكمالا لفائدة من يرجوها .

وأما من حاربهم الأئمة معتقدين كفرهم فظننا بهم أنهم لو لم يعتقدوا كفر هم لما استباحوا دماءهم كفرا . لقد رأيت بالأمس من يبرر لمعاوية بن أبي سفيان قتل الصحابي الجليل حجر بن عدي وأصحابه رضي الله عنهم وهو (حجر) من لا يختلف على إيمانه وصلاحه صالح ولا فاسق .

وعلى كل حال فهذا الأمر (الكلام في الدماء) باب شر لا ينبغي فتحه والحوار فيه إلا لمن كان من أهله . والخوض فيه خوض في الدماء فليكن الخائض على حيطة وحذر .

كتبت هذا على عجلة من أمري وأنا على سفر ( رغم المراجعة والتحقق ) فالمعذرة فيما سبق به القلم أو أخطأت في كتابته من ناحية الإملاء.

وأطلب من سادتي الإخوة الزيدية بارك الله فيهم أن يعلقوا أو ينتقدوا ما ذكرته أو أخطأت فيه من مذهبهم ولهم بذلك مزيد الفضل .

و حفاظا على الموضوع الأصلي في هذا الباب فأرجو أن يتكرم أحد الإخوة المشرفين بفتح موضوع جديد لما كتبته هنا بالعنوان الذي يراه مناسبا وينقل كلام هذا الفقير إليه حتى تتم الفائدة إن شاء الله بالموضوع الأصلي هنا وبغيره .

والله من وراء القصد

حسن عزي


--------------------------------------------------------------
(*) المقصود بالدماء غير المعصومة هنا هو دماء من باشر القتال مع الحاكم . أما من لم يباشر القتال معه ولو كان بقلبه معه فلا يحل قتاله وعليه فإن هذا النوع من القتال ينبغي أن يكون في أضيق الحدود وبأقل الخسائر من دماء الذين يباشرون القتال ولا يدخل فيهم غيرهم وهذا كله على القول المرجوح عند أهل السنة .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“