Nader كتب:
1. ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في المحقق وماذا يحتاج من أدوات لكي يقوم بعمله بالشكل الأمثل ؟
الشروط الواجب توافرها في المحقق كثيرة، وهي -بالطبع- ذاتية، ولعل من أهم هذه الشروط - باختصار- ما يلي:
1- الإلمام باللغة.
2- التمرس على قراءة الخطوط المختلفة، للتمكن من معرفة قواعد النُسّاخ في الرسم.
3- سعة الصدر والصبر، ليتمكن من التأمل والنظر في المستعصيات على الفهم، سواء في رسم الكلمات، أو اتساق المعنى في النص.
4- القدرة على المقارنة بين المخطوطات المختلفة المتاحة والمتوفرة عنده.
5- المثابرة والجد في متابعة كل مصدر يمكن أن يستفيد منه في توضيح مسألة أو حل مشكل عارض يتعلق بموضوع في المخطوطة أو بالمخطوط نفسه.
6- الأمانة العلمية، وربما يكون هذا الشرط و الشرط الأول (الإلمام باللغة) هما أهم الشروط في المحقق.
7- الدراية بفن تنظيم الكتابة الحديث، مثل الفواصل والأقواس وهو ما يسمى بعلامات الترقيم
و ما يحتاجه المحقق من أدوات فالأمر يختلف من محقق إلى آخر، إنما يمكن إجمال أدوات التحقيق أو وسائله في الآتي:
القرطاسية من الأوراق والأقلام والملفات وغيرها، وكذلك أجهزة الكمبيوتر وتوابعها، هذا قسم.
والقسم الأهم الذي لابد منه هو:
المراجع اللغوية مثل القواميس، والمراجع الحديثية (كتب الأحاديث)، ومراجع الأعلام وكتب الرجال وكتب السيَر، وكتب الأماكن والبلدان، ومراجع للشواهد والأمثال، إلى غير ذلك مما يحتاج المحقق إليه حسب نوع ومادة الكتاب المحقق.
وأتمنى أن أكون قد أجبت بذلك أيضاً على سؤال الأخ يحيى الفقيه
الامين محمد كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بكم سيدي
في الواقع يوجد لدي استفسار ارجوا ان توضحوه وهو ما هو دورنا كافراد مسلمين في االمحافظة على التراث وماهو واجنا تجاهه وارجوا توجية نصيحة لي قبل الاخرين او دعوة للقراءة الجادة لما نشر من تراثنا العظيم على ايدي رجال وهبوا انفسهم لخدمة الاسلام والمسلمين.
في الاخير لكم مني خالص التحية والتقدير .
لكم عزيزي أن تراجعوا ما كتبته في التمهيد علني قد أجبتكم
وسؤالي هو / أيهما أصعب التأليف أم التحقيق ولماذا؟؟؟؟
أتمنا لك طيب الإقامة في مجالس آل محمد
ودمتم
لآل البيت عــز لا يـــزول ... وفضــل لا تحيـط به العقــول
أبوكـم فـارس الهيجا علـي ... وأمكــم المطهــرة البتــول
كفاكم يا بـني الزهـراء فخرا ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ
لن نذل كتب:
1- ما هي المؤلفات التي تفضلتم بتحقيقها و ما هي التي تخططون لتحقيقها في المستقبل القريب إن شاء الله؟
بالرجوع إلى ما سبق من التمهيد المختصر، وجوابا على هذا السؤال:
فقد تشرفت بالمشاركة في العمل مع بعض الإخوة الفضلاء كالأستاذ/ محمد يحي سالم عزان حفظه الله في المقابلات والتصحيحات والمراجعات لبعض ما قام بتحقيقه مثل كتاب الغطمطم ورسائل الإمام زيد وبعض كتبه عليه السلام وكتب غيره .
أما موسوعة كتاب الانتصار فكما أشرت سابقا فقد أسعدني الحظ ونجحت حينها في إقناع أخي وصديقي الأستاذ/ عبد الوهاب بن علي المؤيد رحمه الله بمباشرة العمل في التحقيق وبدأنا بالمجلدة الأولى المحتوية على ثلاثة أجزاء تقريبا، وتواصل العمل متقطعا لأسباب خاصة وعامة، إلى أن انتقل الأخ/ عبد الوهاب إلى رحمة الله تعالى .رحمه الله وجزاه خير الجزاء فقد كان نعم الأستاذ ونعم الصديق ونعم الأخ .
وإذ يسر الله ومن علينا بالتوفيق والعون فلم ينقطع العمل ، وما زلنا نواصل التحقيق ، وأغتنم الفرصة لأطلب من كل من له علم أو لديه بصيص أمل في وجود نسخ من كتاب الانتصار هنا أو هناك أن يتكرم مأجورا ويدلنا على مكان وجودها، وبالذات من الجزء السادس وما بعده ، وله مزيد الشكر والعرفان
و ربما يكون في هذا جواب الشطر الأخير من السؤال عن المستقبل فنحن لا زلنا في الجزء السادس ونوشك على الانتهاء منه ونحتاج إلى المساعدة في الحصول على الأجزاء التي لم نحصل عليها، وهذا ما نسعى له ونخطط له.
وحتى نتمكن – بمشيئة الله تعالى – من إنجاز وإكمال تحقيق وإخراج ( الانتصار ) يمكن التفكير والتخطيط لتحقيق وانجاز غيره من الكتب، فالمكتبة اليمنية حافلة بالنفائس المنتظرة لأولي العزيمة الذين يقومون بخدمتها وصيانتها وحفظها وتحقيقها وإخراجها إلى النور .
بعد طلب الإذن منكم لدي سؤالين أتمنى أن أجد لها إجابة لديكم ..
السؤال الأول :
كتب في اللغة العربية والبلاغة تنصحون باقتنائها للدراسة فيها ؟؟
السؤال الثاني :
فلنفرض سلفا أنه تحققت في شخص ما شروط التحقيق ؟؟ هل بإمكانه أن يبدأ ممارسة عمل التحقيق أو أنه لا بد من الإستئذان من ورثة المؤلف في حال وفاة المؤلف؟ أو المؤلف نفسه في حال حياته ؟
شاكرين لكم لفتاتكم الكريمة والشكر موصول إلى الإخوان في إدارة المجالس ،،،،
تحياتي للجميع
فوحقه لأسلمنَّ لأمــره ==== في كل نائبة وضيق خناقِ
موسى وإبراهيم لما سلما ==== أمنا من الإغراق والإحراقِ
لن نذل كتب:2- ثقافة الكتاب – كما هو متداول هذه الأيام – تعاني من أزمة ، فهل الأزمة مردها إلى الكتب وعدم تلبيتها للمطلوب العصري أم أن الأزمة هي أزمة قارئ استغنى عنها بوسائل أخرى أكثر سهولة وعصرية ؟؟ وما هو الحل من وجهة نظركم ؟
من وجهة نظري : ليست المشكلة في الكتاب، لان الكتاب في حد ذاته يمثل ثقافة قد تكون ناضجة وقد تكون ناقصة أو ساذجة – ربما – إنها ثقافة عصر أو جيل ، وكل جيل يزيد في صقل هذه الثقافة ويجعلها تتواءم وتتناغم مع المستجد ، فهذا يدل على حراك الجيل أو الأجيال نحو الكمال والتمام. وعكسه الأجيال الخاملة أو الكسولة . ولهذا فأن مرد الأزمة -يرجع إلى الإنسان وليس إلى الكتاب، ولا إلى الوسائل العصرية الأكثر سهولة، لأنها تعتبر ثقافة مكملة لثقافة الكتاب.
ولعل المشكلة تكمن في البدايات لحياة الإنسان حيث يتلقى التعليم والتربية في المدرسة وفي المجتمع وفي البيت، فأسلوب المدرسة له تأثير في بُعد الطالب عن الكتاب وهذا يأتي من أكثر من وجه. ويختص بهذه المشكلة جيل المربين التربويين وأسلوب التدريس والتعليم ونوع الوسائل المتبعة والطرق المعتمدة..... الخ.
Nader كتب:
2. ما هي أهم عوامل نجاح التحقيق و ما الذي يمكن أن يستفيد منه المحقق من قيامه بالتحقيق – علميا ومعنويا وماديا - ؟
..
يمكن إجمال عوامل التحقيق في الآتي:
عوامل معنوية وعلمية واجتماعية ونفسية ومادية، وكل نوع من هذه العوامل له تأثير في سير عمل التحقيق/ إذ لا ينفك عامل –أي عامل من هذه العوامل- عن التأثير في ذات الإنسان –أي إنسان كان- وهذا بدوره ينعكس على العمل والإنتاج في أي مجال كان.
وما يستفيده المحقق –خصوصاً في منطقتنا العربية- يمكن حصره في الجانب العملي بشكل جيد، وكذلك في الجانب المعنوي انطلاقا من الإحساس والشعور لدى الشخص نفسه بأنه يؤدي عملاً نافعاً وجيداً ويقوم بخدمة تراثه وصيانته من الضياع.. الخ.
أما من الناحية المادية، فلو كانت هي الأساس والدافع للقيام بهذا العمل لما وجد محقق. ولكن ميزان حسنات المرء يحتاج إلى تثقيل، ومن ينجح في ذلك فهو الفائز –المهم إخلاص النوايا وبذل الوسع في إتقان العمل والله لا يضيع من أحسن عملا.
الحسن المتوكل كتب:
2_ ما هو القدر من الذاتية المسموح به في عملية التحقيق ؟ وهل هناك نماذج معينة تستحضرونها أقحمت ذاتية المحقق في موضوع التحقيق بشكل غير مقبول؟
.
الولد حسن المتوكل، اسمحلي أن أجيب على سؤالك الثاني قبل الأول:
أحاول الإجابة على هذا السؤال على طريقة ونهج الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام في كتابه (الانتصار):
وإذا قلنا بجواز وجود قدر من الذاتية في عملية التحقيق، فإلى أي حدّ يكون هذا القدر؟ فيه وجهان: الوجه الأول: أن يكون في حدود ضيقة جداً جداً لابد منها ولا يمكن تجاوزها. وهذا هو رأي القائلين بوجوب الأمانة العلمية، وأنها ركن من أركان التحقيق. الوجه الثاني: أنه لا حد لها ولا مانع منها. والحجة على ذلك: هو أن القائلين بهذا الوجه لم يدفعهم إلى القيام بالتحقيق إلا الأهواء النفسية والعقد المرضية والعلل الرديّة. والمختار: هو الوجه الأول أي القول بوجوب الأمانة العلمية. والحجة على ذلك: ما ذكرناه، ونزيد هاهنا: وهو أن المؤلف للكتاب مسئول أمام الله والتاريخ عن ما كتب وألف وجمع. الانتصار: يكون بالجواب عمّا أوردوه حجة لهم،...
وأترك للقارئ النبيه والمتابع المتابع الذكي أن يصيغ مادة الرد على أصحاب الأهواء هداهم الله و إيانا إلى أقوم طريق.
وللدلالة على وجود نماذج من النوع الثاني يمكن التعريج على ذخائر الهمداني كمثل..
علي بن أحمد مفضل
الحسن المتوكل كتب:
1_ خلال عملكم في تحقيق المؤلفات ... هل صادفتم اختلافات في النسخ المخطوطة للمؤلَف المراد تحقيقه وطباعته ؟ فإن صادفتم ذلك فهل كانت الاختلافات جوهرية أم شكلية ؟ وما هو المعيار الذي من خلاله ترجحون نسخه على أخرى ؟
من الطبيعي وجود اختلافات في النسخ المتعددة لمؤلَّف من المؤلفات المخطوطة. إذ أن ذلك يأتي نتيجة تعدد النُسّاخ ولكل ناسخ ظرفه وعوامله المحيطة به والمؤثرة عليه، فناسخ ينسخ وهو هادئ الطبع مطمئن النفس خالي البال، غير الذي يستنسخ وهو مضطرب البال لسوء الحال وضراوة الزمان.
لاشك أن عمل الأول سيكون أكثر إتقاناً وأقل خطأ من الثاني، وهذا أمر طبيعي وبديهي لا بد من اعتباره ووضعه في الحسبان، ولنا أن نتصور تداول النسّاخ لمؤَّلفٍ ما من خلال عدة قرون ما هي احتمالات حدوث الأخطاء والسهو والنسيان!!.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الكثير من النسّاخ ليسوا في المستوى العلمي والثقافي، بحيث تجدهم يرسمون الكلمات في كثير من الأحيان دون فهمها، فهم كالآلة والأداة تعمل ولا تعي، لكن أحسن حالاً لأنها تؤدي عملها ولا تجتهد ولا تُفاضل بين شيئين ولا تُقارن، بل تسير في العمل وفق ما رُسِم لها. بخلاف الإنسان فإنه إذا أعيته قاعدة مؤلِّف في فهم الكلمات المرقومة في الكتاب، فإنه يجتهد في أحسن الأحوال على إثباتها بحالتها دون أن يدري ما هو ملفوظها ولا معناها.
فإذا تكرر هذا جيلاً بعد جيل ولعدة أجيال، فلنا أن نتصور حجم هذه الأخطاء. وهذا موضوع هام وخطير، وهو متشعب وله أربابه وأعلامه المحققين له والباحثين فيه. وما سبق ليس إلا محاولة الإشارة إلى إمكان حصول الاختلافات في المخطوطات.
وقد يكون الاختلاف – في بعض الأحيان- جوهرياً وأحياناً شكلياً، والمعيار في اعتماد نسخة وترجيحها على أخرى يكون لأسباب منها: الأقدمية، الضبط، الحالة النفسية، الحالة العامة للنسخة... إلى غير ذلك من الأمور التي تمكن من التفضيل وتجعل الاطمئنان حاصلاً في أن هذه النسخة أحق و أولى بالاعتماد.