الزيدية: قراءة في المشروع وبحث في المكونات

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

قال علي عليه السلام: الناس اعداء ماجهلوا

مشاركة بواسطة الموسوي »

قال الاخ الحبيب عبدالله حميدالدين! لو عدت إلى نصوص الإمامية والتي تناولت ثورات الأئمة من عند زيد فما بعد لرأيت كيف يحكمون عليها بالضلال...
اولا, ليس صلة منطقية بين الادعاء السابق من ان الاثناعشرية يحكمون على كل من يقوم بالحكومة بكونه ظالما و ضالا و غاضبا! و بين الحكم -لو سلمناه و لا سمح الله- بضلال خصوص ثورات ائمة الزيدية علي حد تعبير الاخ الكريم! و هذا ما لا ينبغي ان يخفى علي خبير مطلع. و اذا يعترف الاخ بهذا الفارق, فاي داع للاخ الكريم في مثل هذه التعبيرات التي لا ارى وراءه الا التفريق و اثارة خلافات تاريخية ليست اغلبها الا موهومات لا يوجد لها مويدات وثيقة و معتبرة!!!
ثانيا, ليس الواقع ما ذكرتموه من كون ثورات الائمة محكوما بالضلال و علي هذا الاطلاق سواء من ناحية النصوص ام من ناحية الثورات:
و ارى في هذا المجال ان ابسط الموضوع حيث استقله ايضا اعداء الشيعة –زيديا و اثناعشريا- لاثارة الفتنة و التفرقة في ما بين الشيعة فالعدو عدو و لكن هل يتوقع من الاصدقاء ايضا مثلهم؟! فاذا لم تحضر المصادر عند صديقنا فانا مع قلة الوقت و البضاعة ارى ان اشير الى بعضها حتى لا يخفى علي كل شيعي مطلع! و لا يتاثر من غوغاء النواصب الذين لا يريدون بنا خيرا, فان الروايات التي ترويه الاثناعشرية في مدح الامام زيد بن علي و تاييده يصل الي حد الاستفاضة اشير الى نماذج منها و من اراد المزيد فليرجع الى الكتب الاصلية:
1- لمّا بلغ شهادة زيد بن علي إلى الاِمام الصـادق عليهم صلوات الله قال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، عند اللّه أحتسب عمي إنّه كان نعم العم. إنّ عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى واللّه عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول اللّه وعلي والحسين صلوات اللّه عليهم. (رواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضاج1, ص252, ح6، الباب 25).
2- قال الامام جعفر بن محمد الصادق: إنّ الباكي على زيد فمعه في الجنّة، فأمّا الشامت فشريك في دمه.(بحار الاَنوار, ج46, ص193 ح 63)
3- يروي الشيخ المفيد انه بعد ما وصل خبر استشهاد زيد بن علي الى أبي عبداللّه جعفر بن محمد الصادق عليهم صلوات الله, حزن له حزناً عظيماً حتى بان عليه وفرّق من ماله في عيال من أُصيب معه من أصحابه ألف دينار. روى ذلك أبو خالد الواسطي قال: سلّم إليَّ أبوعبد اللّه ألف دينار أمرني أن أُقسمها في عيال من أُصيب مع زيد، فأصاب عيال عبد اللّه بن الزبير أخي فضيل الرسان أربعة دنانير. (الاِرشاد, ص269).
4- و روى ابن سيابة قال: دفع إليّ أبو عبداللّه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ألف دينار وأمرني ان أُقسمها في عيال من أُصيب مع زيد بن علي عليه السلام فقسمتها فأصاب عبد اللّه بن الزبير أخا فضيل الرسّان أربعة دنانير. (الصدوق, عيون أخبار الرضا, ج1, ص 249 و بحار الاَنوار, ج46, ص170)
5- روى الصدوق عن عبد اللّه بن سيابة أنّه أتى رسول بسـام الصيرفي بكتاب فيه: أمّا بعد، فإنّ زيد بن علي قد خرج يوم الاَربعاء غرة صفر، ومكث الاَربعاء والخميس وقتل يوم الجمعة، وقتل معه فلان وفلان، فدخلنا على الصادق فدفعنا إليه الكتاب، فقرأه وبكى، ثم قال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون. عند للّه أحتسب عمي، إنّه نعم العم، إنّ عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا...(الصدوق, عيون أخبار الرضا, ج1, ص249).
6- روى ابن شهر آشوب المازندراني في المناقب انه بلغ جعفر بن محمد الصادق قول الحكيم بن عباس الكلبي الناصبي:
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة * ولم أر مهدياً على الجذع يصلب
و قستم بعثمان علياً سفاهة * وعثمان خير من علي وأطيب
فرفع الصادق يديه إلى السماء وهما يرعشان! فقال: اللهم إن كان عبدُك كاذباً فسلط عليه كلبك، فبعثه بنوأُمية إلى الكوفة فبينما هو يدور في سككها افترسه الاَسد واتصل خبره بجعفر, فخر للّه ساجداً، ثم قال: الحمد للّه الذي أنجزنا وعده.(المناقب, ج3, ص360 و بحار الاَنوار, ج46, ص192).
7- روى الحلبي قال: قال أبوعبد اللّه: إنّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي فنزع اللّه ملكهم، وقتل هشام زيد بن علي فنزع اللّه ملكه، وقتل الوليد يحيى بن زيد فنزع اللّه ملكه. (الصدوق, ثواب الاَعمال وعقابها, ص198 و بحار الاَنوار, ج46, ص182).
8- روى الصدوق بإسناده عن الفضيل بن يسار قال: انتهيت إلى زيد بن علي صبيحة يوم خرج بالكوفة، فسمتعه يقول: من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام؟ فو الذي بعث محمداً بالحقّ بشيراً ونذيراً لا يعينني على قتالهم منكم إلاّ أخذت بيده يوم القيامة، فأدخلته الجنّة بإذن اللّه تعالى، فلمّا قتل رضي اللّه عنه اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على أبي عبد اللّه فقلت في نفسي واللّه لا أخبرته بقتل زيد فيجزع عليه، فلما دخلت عليه قال: ما فعل بعمي زيد ؟! فخنقتني العبرة، فقال: قتلوه؟ قلت: أي واللّه قتلوه، قال: فصلبوه؟ قلت: أي واللّه فصلبوه، فأقبل يبكي ودموعه تنحدر من جانب خده كأنّها الجمان ثم قال: يافضيل! شهدت مع عمي زيد قتال أهل الشام؟ قلت: نعم، قال: فكم قتلتَ منهم ؟ قلت: ستة، قال: فلعلك شاك في دمائهم؟! فقلت: لو كنت شاكاً في دمائهم ماقتلتهم. فسمتعه يقول: أشركني اللّه في تلك الدماء، مضى واللّه عمي وأصحابه مثل مامضى عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه. (الصدوق, عيون أخبار الرضا, ج1, ص523).
9- و روى الصـدوق ايضا عن حمزة بن حمران قـال: دخلت على الصادق فقال لي: يا حمزة من أين أقبلت؟ فقلت: من الكوفة، فبكى حتى بلّت دموعه لحيته! فقلت له: يا بن رسول اللّه! مالك أكثرت من البكاء؟ فقال: ذكرت عمي زيد وماصنع به فبكيت. فقلت له: وما الذي ذكرت منه؟ قال: مقتله وقد أصاب جبينه سهم، فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه وقال له: أبشر يا أبتاه! فإنّك ترد على رسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين. قال: أجل يابنيّ! ثم دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه، فكانت نفسه معه، فجيء به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة، فحفر له فيها ودفن وأُجري عليه الماء، وكان معهم غلام سنديّ لبعضهم، فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد، فأخبره بدفنهم إيّاه، فأخرجه يوسف وصلبه في الكناسة أربع سنين، ثم أمر به فأُحرق بالنار وذري في الرياح، فلعن اللّه قاتله وخاذله، وإلى اللّه جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته، وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان. (أمـالي الصـدوق, ص321، المجلـس62, ح3 و أمـالي الطوسـي, ج2, ص48 و بحـارالانوار, ج46, ص172).
10- قال الصادق لابي ولاّد الكاهلي: رأيت عمي زيداً؟ قال: نعم رأيته مصلوباً، ورأيت الناس بين شامت وبين محزون محترق، فقال: أمّا الباكي فمعه في الجنّة وأمّا الشامت فشريك في دمه.(الاَربلي, كشف الغمة, ج2, ص442).
11- روى الراوندي عن الحسن بن راشد قال: ذكرت زيد بن علي فتنقَّصته عند أبي عبد اللّه! فقال: لاتفعل! رحم اللّه عمي أتى أبي، فقال: إنّي أُريد الخروج على هذا الطاغية. فقال: لاتفعل، فإنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب على ظهر الكوفة... إلى أن قال: ياحسن! إنّا أهل بيت لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقرّ لكل ذي فضل فضله. (الخرائج والجرائح, ص 232 و بحارالانوار, ج46, ص185.)
12- روى الصدوق عن أبي عبدون عن أبيه قال: لمّا حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون، وكان قد خرج بالبصرة، وأحرق دور ولد العباس، ووهب المأمون جرمه لاَخيه علي بن موسى الرضا وقال له: لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج من قبله زيد بن علي فقتل ولولا مكانتك لقتلته فليس ما أتاه بصغير! فقال له الرضا عليه السلام: لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي فإنّه كان من علماء آل محمد عليهم السلام غضب له، فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر أنّه سمع أباه جعفر بن محمد يقول: رحم اللّه عمي زيدا ً إنّه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: ياعم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه. فقال المأمون: أليس قد جاء في من ادّعى الاِمامة بغير حقها ما جاء؟ فقال عليه السلام: ان زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق، وإنّه كان أتقى من ذلك، إنّه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد. إنّما جاء ما جاء في من يدّعي أنّ اللّه نصَّ عليه، ثم يدعو إلى غير دين اللّه ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد بن علي واللّه ممن خوطب بهذه الآية:وَجاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم. (عيون أخبار الرضاج1, ص249, الباب 25.)
13- روى الشيخ الطوسي عن مهزم بن أبي بردة الاَسدي قال: دخلت المدينة حِدثان صلب زيد رضي اللّه عنه فدخلت على أبي عبد اللّه فساعة رآني قال: يا مهزم ما فعل بزيد؟ قال: قلت: صلب، قال: أين؟ قال: قلت: في كناسة بني أسد، قال: أنت رأيته مصلوباً في كناسة بني أسد؟ قال: قلت: نعم، قال: فبكى حتى بكت النساء خلف الستور. ثم قال: أما واللّه لقد بقي لهم عنده طلبة ما أخذوها منه بعد. قال: فجعلت أُفكر وأقول أي شيءٍ طلَبتهم بعد القتل والصلب؟ قال: فودعته وانصرفت حتى انتهيت الكناسة، فإذا أنا بجماعة فأشرفت عليهم، فإذا زيد قد أنزلوه من خشبته يريدون أن يحرقوه قال قلت: هذه الطلبة التي قال لي. (الشيخ الطوسي, الاَمالي, ص682).
14- روى الكليني عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبوعبد اللّه: كيف صنعتم بعمي زيد؟ قلت: إنّهم كانوا يحرسونه فلما شفّ الناس أخذنا خشبته فدفناه في جرف على شاطيء الفرات فلما أصبحوا جالت الخيل يطلبونه فوجدوه فأحرقوه فقال: أفلا أوقرتموه حديداً وألقيتموه في الفرات؟! صلى اللّه عليه ولعن قاتله. (الكافي,ج8, ص161).
15- روى الكليني عن الحسن بن الوشاء عمن ذكره عن أبي عبد اللّه قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ أذن في هلاك بني أُمية بعد إحراقهم زيداً بسبعة أيام.(الكافي,ج8, ص161).
16- روى الكشـي في ترجمة السيـد الحميري عن فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد اللّه بعد ماقتل زيد بن علي فادخلت بيتاً في جوف بيت، وقال لي: يا فضيل! قتل عمي زيد بن علي؟ قلت: نعم جعلت فداك! فقال: رحمه اللّه، أما إنّه كان موَمناً وكان عارفاً وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنّه لو ظفر لوفى، أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: ياسيدي ألا أُنشدك شعراً؟ قال: أمهل! ثم أمر بستور فسدلت، وبأبواب فتحت، ثم قال: أنشد! فأنشدته:
لاَُمّ عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامها بلقع...
الى اخر عينية السيد الحميري المعروفة. (رجال الكشي, ص242, رقم 133).
و...
اكتفي بهذا المقدار من الاحاديث المروية في كتب الامامية و من اراد المزيد من الاحاديث و اقوال العلماء الامامية التي تويد القيام و الثورات و ليس باقل من الروايات, فليراجع الى المصادر و الكتب الامامية. واما بالنسبة الى سائر الثورات فالمسالة لا تختلف عما اشرنا اليه في الامام زيد بكثير و الان لا ارى مجالا لبسطها. نعم الامامية لا تويد جميع الحركات و الثورات فان منها مالم تكن علي المبادي التي تجب ان تكون عليها كما اشار الي بعضها الامام علي بن موسى الرضا في رواية تقدم ذكرها. و الزيدية ايضا لا يرى تاييد كل قيام و ثورة و هذا امر طبيعي.
و لعل احد مفاتيح الاشكالية التي كبرها الاخ الحبيب و هي ما ورد في بعض الروايات و اقوال العلماء الاثناعشرية خلاف ما ذكرناه و التي لا تقاوم امام هذه الروايات و غيرها من الاخبار و الاقوال كما و كيفا, يرجع الى في الفرق بين مفهوم الامامة عند الزيدية و مفهومها عند الاثناعشرية. فالذي ينكرها الاثناعشرية في امام زيد, فانه لم يكن يدعيها لا هو و لا اتباعه من الزيدية و ما كان يدعيها لا مانع منها عند الاثناعشرية و ليسوا و لم يكونوا بمنكريه ابدا بل هم يويدونه كما ظهر من النصوص و اليكم ما يرويه لنا السيد المرتضى من متكلمي الشيعة الاثناعشرية في القرن الرابع وهو شقيق السيد الرضي الجامع لنهج البلاغة, يحكي عن شيخه المفيد: قال: حضر المفيد مسجد الكوفة، فاجتمع إليه أكثر من خمسمائة. فقال له رجل من الزيدية! أراد الفتنة: بأي شيء استجزت إنكار إمامة زيد؟ فقال: ظننت عليّ باطلاً وقولي في زيد لا يخالفني فيه أحد من الزيدية. فقال: وما مذهبك فيه؟ قال: إنّي أُثبت من إمامة زيد ما تثبته، وأُنفي ما تنفيه وأقول كان إماماً في العلم والزهد والاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنفي عنه الاِمامة الموجبة لصاحبها العصمة والنصَّ والمعجزة، وهذا ما لا يخالفني عليه أحد من الزيدية، فلم يتمالك من حضر من الزيدية أن شكروه ودعوا له وبطلت حيلة الرجل. (السيد المرتضى, الفصول المختارة, ص 277).
ارجو من الاخ ان يمر بالنصوص و ينصف بانها و غيرها من الكم الحائل من النصوص التي رواها كبار علماء الاثناعشرية و اقوالهم المويدة لمثل هذه الثورات و التي تتطلب نقلها مجالا اوسع من هذا المجلس, هل تبقي مجالا للقول: (لو عدت إلى نصوص الإمامية... لرأيت كيف يحكمون عليها بالضلال)؟!
و ما يخطر ببالي – والله اعلم- ان اجواء النصب و العداوة للشيعة التي تنفس فيه بعض الاخوان و ما قرءوه من كتب معاندين الشيعة اثر على بعضهم بكثير من دون ان يتنبهوا بما في وراء هذا التخطيط من تنفير الزيدية من الامامية و الامامية من الزيدية. خصوصا في زماننا هذا. و يا ليت ان نرجع جميعا الي ما تفطن به علماء الزيدية الكبار امثال السيد مجدالدين المويدي و السيد بدرالدين الحوثي حفظهما الله من التوجه الى وحدة شيعة اهل البيت و انه اذا يوجد سلبيات قليلة فهناك ايجابيات كثيرة يجب ان ننظر اليها و انا اقل من ان انصح الاخرين و ليس هنا مجاله الا ان الكلام قد يجرنا الي ما لا مناص منه و لا حول و لا قوة الا بالله.
و ساجيب عما ذكره الاخ عبدالله -جملة بجملة و التي فيها الكثير من المغالطات و الاخطاء- اذا لم ينشر الموضوع التالي من الكتاب كما وعده.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

قال اخي عبدالله:ثم إن هناك نصوصاً تمنع من قيام دولة، ولو عدت يا سيدي إلى كتاب الحكومة الإسلامية للإمام الخميني رحمه الله لعرفت ما أقصد. ..
اقول: لم اكن منكرا لما يحاول الاخ اثباته من ان هناك من الاثناعشرية -و ربما من غيرهم- من يرى عدم القيام بتشكيل الحكومة و يعتقد بان الفرج ليس الا في ظهور المهدي عليه السلام, و لكن اين هذا بما يدعيه الاخ الفاضل؟! اولا, هل هولاء الذين يرون هذا الراي مع قوتهم التي لا تنكر, يمثلون التيار التي تميزت باسم الشيعة الاثناعشرية بالاطلاق! و انا ادعو كل من يقرا ان ينصف هل انه اذا يسمع باسم الامامية, هل يتبادر اليه هولاء المتقاعدين عن الحركة ام يتبادر اليه الشيخ المفيد و الشيخ الطوسي و السيد الرضي و السيد المرتضى و الشيخ البهايي و علامة المجلسي و الاخوند الخراساني و المحقق النائيني و المحقق النراقي و السيد البروجرى و السيد موسى الصدر و السيد باقر الصدر و السيد الخميني و السيد الشيرازي و السيد السيستاني و الشيخ المنتظري و علامه فضل الله و الشيخ المطهري و السيد حسن نصرالله ومئات من العلماء و المراجع في هذا العداد؟! اليس هولاء من ابرز و اشهر علماء الاثناعشرية؟ هل كل هولاء و غيرهم ممن يرى ضرورة الحركة و القيام في عصر غيبة الامام المعصوم, تاثروا من الامام الخميني فقط؟! ام هولاء لايمثلون فكر الاثناعشرية؟! و كانوا من الزيدية؟! و انا اكرر قولي من انه لا يوجد برايي فارق كبير بين الزيدية و الامامية فلا مشكلة من اطلاق اللفظ! و لكن اسال رأي الاخ المولف المحترم؟! ادعو الاخ مرة اخرى الى مطالعة تاريخ الامامية من خلال النصوص المعتبرة لا من افواه المعاندين. لعل بعد ذلك نجد مصداقية اكثر.
ثانيا, ألم يكن في تيارات زيدية من يعتقد نفس الاعتقاد؟ من الذين اعتقدوا في الامام محمد بن عبدالله النفس الزكية انه المهدي الذي غاب عنهم و كانوا ينتظرون ظهوره او في الامام محمد بن القاسم صاحب الطالقان او في الامام يحيى بن عمر او في الامام الحسين بن القاسم العياني؟ هل يمكن ان نعتبرهم الخط الاصلي للزيدية - والامام عبدالله بن حمزة يصرح بان: (كل هؤلاء من خلصان فرق الزيدية الا المغيرية)- ثم نحكم علي الزيدية بكذا و كذا؟! ارجوكم الاجابة من دون طرح سوال في جواب السوال!
ثالثا, هل استدل كل هولاء -الذين حاول الامام الخميني ان يقنعهم- علي عدم جواز القيام, بان ذلك غصب و ضلالة و جور؟ ام استدلوا ايضا بان الظروف غير مناسبة (برأيهم) و يبررونه بما ورد من النصوص التي وردت في مثل ما يظنونه من الشرائط الغير المستعدة للقيام؟! مع انها لا تقاوم امام مضاداتها. و قد اشرت من قبل الى ان ظاهرة الانتظار لا تختص الامامية فقد نراها ايضا في كثير من الائمة الزيدية ايضا و ان كان هذه الظاهرة (الانتظار لظروف افضل) في الامامية اكثر و لا يعجبني ان اقول: بان التاريخ شهدت و ستشهد باذن الله اي الانتمائين اكتسب و نجح في ساحة العمل و في ارض الواقع اكثر! و لا شك في ان النجاح في ساحة الواقع و العمل هو من معايير النقد. شئنا او لم نشأ. و بالاخير أسأل سوالا: هل خرج الامام الخميني من مهمة اقناع الاخرين ناجحا بدون ان يخرج هو من دائرة الاثناعشرية أم لا؟!!! أم تقولون انه استفاد من النصوص المختصة بالزيدية؟! او حكموا عليه علماء الاثناعشرية بالخروج عن المذهب؟! فاذا تنصفوا في الاجابة وصلتم الي ما اريد ان اقوله! و لا اقل من الاعتراف بانه يوجد في الاثناعشرية من النصوص و النظريات ما يمكن ان يستخرج منها ما استخرجه السيد الامام الخميني. و الامر اكبر و اكثر من هذا.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

سيدي الكريم
أولاً لا بد من أن ندرك أن الحوارات هذه فيها من الاختصار الكثير، مما يعني أن عبارات التقدير والاعتزاز بالطرف الآخر، والإيمان بضرورة وحدة الصف، والبناء على المتفق عليه دون المختلف عليه، إلخ من العبارات التي تخفف من حدة الصرامة التي تظهر في الاختلاف...
بمعنى آخر، أنا أكتب راداً على كلامك، وأنت كذلك، ونحن ننصرف إلى ذلك الأمر، والذي ينظر من بعيد قد يظن أن هناك وحشة أو نحو ذلك حيث لا يرى إلا عبارات الاختلاف، ولكن الأمر غير ذلك. فوراء هذا الاختلاف وأمامه الكثير الكثير من الوفاق والوئام.
ولكن الوئام بين النفوس لا يعني الأمر نفسه بين الآراء ... وهذا واضح معلوم.
بخصوص ردك على المغالطات التي قمت بها، آمل أن تعمل ذلك في موضوع مستقل في الصفحة العامة، فأنا حقيقة سأستفيد من كلامك، وسأغير من رأيي فيما إذا ظهر ما يوجب ذلك، ولو على سبيل الظن.
وعليه فيمكن اعتبار هذه آخر ما نذكره هنا في هذا الخصوص وننتقل بعده إلى القضايا الأخرى.

بخصوص الإمام زيد، أنا أرد على كلامك في مدحه مطلقاً من قبل الإمامية. ونصوص الإمامية في ذمه ومدحه تكاد تكون متساوية. وأستغرب أنك لست على اطلاع عليها، وأنك تعتبرها أوهام، وهذه مغالطة كبيرة يعرفها أي إمامي مطلع، وقد أحلتك إلى مصادرها، ولم أحب أن أذكرها، وإذا أحببت أتيت لك ببحث المجلسي في الموضوع، وإذا لم يكف ذلك نقلت لك النصوص في الموضوع. والأمر نفسه بخصوص الثورات الأخرى. وقد أشرت إلى بعض من تلك المسائل في كتابي ((تعليقات على الإمامة عند الإثني عشرية))، ولم أرغب في ذكر كل ما وقع تحت يدي لأن العارف بتلك الأمور تكفيه الإشارة إليها ...
أيضاً أخي الكريم ، هل قرأت كتاب الحكومة الإسلامية؟ إذا لم تكن قرأته ففضلا اطلع عليه وتأمل فيه، وقل لي بعدها ما الذي كان يحاوله الإمام الخميني مع العلماء في وقته؟


أكرر وأقول، إن تلك الروايات لا تثير شقاقا إلا بين يعيش الماضي وقضاياه. تلك أمة قد خلت ... نحن اليوم نبحث لفهم ذلك التاريخ لكي نستلهم منه ، ونسترشد به ، ونتجنب أخطاءه ،، ولكننا لا نعيش فيه، ولا نتبنى قضاياه .. ومشكلتنا ليست إننا نثير الماضي أو لا ، وإنما هي أننا نعيشه ...

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

قال الاخ عبدالله في تعليقه السابق و لم اكن لاجيب عن كل ما كتب الا بعد ما رايت منه الاصرار على موقفه الخاطيء برأيي, قال:أخي الكريم لا مانع من التراجع إذا ما كنت أنا مخطئاً. فالأمر بالنسبة لي مجرد تأريخ لحالة قائمة. فإذا أتيت لي بنصوص توجب قيام إمام غير معصوم سأكون شاكراً للغاية....
أخي المحترم! يجب ان يكون التاريخ بالنسبة لنا معلومة و ذات مصداقية و اما اذا بنينا الاعتقاد و الاقوال على تاريخ موهوم فهل يبقى مجالا لتحري الواقع. نعم! لا مانع من التراجع اذا وصلنا الي خطا في المادة او الاسلوب بل هذا التراجع من الضروري و هذا التراجع تحكى من الانصاف قبل كل شيء!
و اما النصوص, اولا, كم فرق بين ما تراجعت عنه من ان الامامية تري ان كل... و بين ان تطلب بنصوص (يوجب) القيام و هذا ما يجب ان لا يخفى.
ثانيا, يبدو انكم قرأتم كتاب الحكومة الاسلامية للسيد الامام الخميني؟! و هو يستدل بكثير من هذا النصوص, كما ان الشيخ المنتظري جاء بكثير منها في كتابه الشهير (ولاية الفقيه) و كل من يرجع الي ابواب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و كتاب الجهاد من الكتب الفقهية للامامية, يجد من هذه النصوص الكثير العديد. و لو تطلبون مني ان اذكر في هذا المجلس الشريف هذه النصوص كما فعلت في خصوص الامام زيد فانا مستعد!

ثم قال: الانتظار قد يكون لأسباب موضوعية تتعلق بالظروف القائمة من قوة أو ضعف الظالمين، كما قد يكون لأسباب فكرية تتعلق بضرورة الانتظار حتى مع القوة. جمهور الإمامية كان من الفئة الثانية.
اقول: كون جمهور الامامية من الفئة الثانية مجرد الادعاء! فهل ترون ان تكرار الادعاء يسوي دليلا؟! و من الضروري في الاستدلال ان تثبتوا ان هناك كانت موارد و ارضيات مناسبة للقيام و الخروج (الناجح) و هم لم يخرجوا و دون اثباته...
أ ليس في النصوص الواردة عن الائمة الاثناعشرية و علمائهم ما يصرح بعدم وجود الظروف و الارضيات المناسبة؟! و حتي من يخالف قيام اي دولة قبل ظهور المهدي عليه السلام – و لا اعتبرهم الجمهور ابدا و لا ادافع عن فكرتهم و لكن أسأل- أ ما يستدلون بنفس الاستدلال؟!

و قال: نحن نتكلم عن نظرية، وليس عن ممارسات أفراد ربما خرجوا بأفعالهم عن تلك النظرية. أخي أنا لا أنكر أن هناك شيعة إمامية أقاموا إمارات أو دول، هذا أمر يعود إلى التاريخ، والتوسع فيها مفيد. ولكن هذا أمر، وما أتكلم عنه أمر آخر تماماً. أنا أقول إن النظرية الإمامية لا تجيز قيام دولة، ولا تعطيها شرعية، وبالتالي فإن قيام دولة من قبل شيعي إمامي يعد خروجاً عن المنهج.
اقول: سيدي! انا اعتبر تراجعكم عن بعض ما تقدم ايجابيا و لكن انا اجبت عنكم من ان دعواكم في ان النظرية الإمامية لا تجيز قيام دولة، ولا تعطيها شرعية, دعوى بلا دليل بل ادل دليل عليكم و هو كالشمس في وسط السماء ان الشيعة الاثناعشرية أقاموا دول و ايدوا دول و شاركوا و ساهموا في تشكيل دول و لو كان النظرية عندهم لا تسمح بذلك لا يمكن ان نرى مثل هذا و لا يمكنكم ان تقولوا و تثبتوا بالادلة ان هذه الدول كانت غير مشروعة بل الادلة و القرائن الكثيرة علي عكس ذلك و لا ارى التكرار.

و قال: و أما ولاية الفقيه، فتاريخها في أحسن أحوالها لا يتجاوز قرنين. والنظر إلى التطور الذي حصل فيها يدل دلالة واضحة على طبيعة رؤية الإمامية لأمر الدولة.
أقول: قد اجبت عن هذا كما اشرت الى ان نظرية ولاية الفقيه ليس بجديد و انما الجديد تبيينها و تفسيرها بما يناسب الزمان. فان ارجاع الشيعة الي رواة الاحاديث و العلماء يرجع الى عصر الائمة. و تفسير هذا الارجاع الى ما يناسب العصر و الزمان لا يجعلها جديدا بالمرة. فمن اين جاء الامام الخميني بالنظرية؟! من الزيدية؟! أدعوكم الرجوع الى كتاب الحكومة الاسلامية! المشكلة ترجع ما رسخ في بعض الاذهان من ان الامامية لا علاقة لهم بالثورات و لا يحترمون الثوار و الائمة الخارجين و لعلكم تعتبرون الائمة الاثناعشر و علمائهم _لا سمح الله_ وعاظ السلاطين!؟! و ليس الواقع هكذا و حاشاكم ان تفكروا هكذا.
سيدي! الامامية لا يعتبرون الائمة السادة الثوار خارجين عن المذهب –لاسمح الله- بل يقتدون بهم و لا اقل في أنهم يرونهم أئمة جهاد كما اشار الى ذلك الشيخ المفيد في القرن الرابع, فانا لا أفهم لماذا هذا الاصرار على تفكيك الصف؟! و التحكم في التمييز؟!
ثم سلمنا ان النظرية جديدة, كما تصرون علي ذلك اصرارا! فهل تقبلون ان الامامية ايضا فعلا عندهم نظرية سياسية؟!! فلا فارق من هذه الناحية اذا لم تكن القضية بالعكس بمعنى انسداداالنظرية عند الزيدية و نشاطها و تطورها عند الامامية! و يكفيكم ان ترجعوا الي تحرك الامامية في ايران و العراق و لبنان و افغانستان و...

و قال الاخ في جواب ما قلته من عدم امكان غصب حق الامام المعصوم و البقاء اثناعشريا!, قال: فيمكن أن يكون إمامياً عاصياً، وهل في ذلك مشكلة. أخي المسألة سهلة للغاية: هناك من يقول بأنه لديه نصوصا فقهية توجب القيام بالأمر ، والخروج على الظلم ، وإقامة دولة ... هل توجد مثل هذه النصوص لدى كتب الفقه الإمامية؟
اقول: حبذا لو تعطون بنماذج -من الحكام الاثناعشرية و ما واجهوه– مما ادعيتوه من قبل, و هذا قبل ان تطلبوا بمطالب اخرى مما يجعل البحث و النقد بعيدا عن الجدل و الا فالطفرة من سوال الى سوال بدلا من الاجابة لا تسمن و لا تغني من جوع! هذا اولا!
اما ثانيا, ليس الامر بسهولة ما ذكرتم و اجبتم! فكيف يمكن فرض من يعتقد بامامة امام و يغصب حقه!؟! و اذا لا يعتقد بامامته و منصبه فهو ليس اثناعشري. و لعمري هذا واضح. فهل تقبلون الان او في التاريخ مثلا, ان احدا من الزيدية يقول انا اقبل امامة فلان ثم يقوم بغصب حقه و يريد ان يتولى الحكم بدلا منه رغم رضاه؟! اسمع منكم عجابا!
ثالثا, و اما قولكم هناك من يقول ..., اخي! انا ما كنت مبتدأ بقول و ادعاء و لم اكن بصدد اثبات شيء! بل الامر كان بالعكس! فقد كتبتم انتم في كتابكم: ان روية الامامية منعت من تحقيق مثالها السياسي! و سلبت الانظمة كل مشروعية... وان الامامية منعت و سلبت... و انا اجبت عن ماذكر و انكرت الادعاء و ذكرت علي سبيل الانكار من الادلة ما هو موجود. و اما اسلوب تبديل المدعي بالمنكر و المنكر بالمدعي فليس من شان الحوار البناء. و في عين الوقت لا ارى مانعا من ان اسرد و اردف لكم ما تريدونه من النصوص بما قد يخرجنا من الغرض في الموضوع.

و اضاف الاخ: يا سيدي ، أن يكون هناك بحث وجدل حول جواز قيام دولها من عدمه... على ما ذا يدل هذا؟ وآمل أن ترجع إلى كتاب الحكومة الإسلامية.
أقول: لتذكير الاخ بما تفضل به من قبل اكرر ما كتبه: (6. إن وجود نظرية ولاية الفقيه تدل بذاتها على أزمة مشروعية في الحكم، ولذلك كان لا بد من البحث عن صيغة يمكن أن تسمح بقيام حكم).
هذا الكلام هو ما اجبته بانه (هل نحتاج ان ننظر الى كل شيء من هذه النافذة؟! فكل من ياتي بنظرية يجب ان نستكشف من انها كان في ازمة؟!)فاين هذا الاشكال و الاجابة عنه و عرض اشكال اخر في مقام الجواب؟
و لا ضير! بس اريد ان اشير الى بعض الاخطاء في طريق الحوار (برايي طبعا)! و اما الجواب عن هذا السوال الجديد! و اظن اني اشرت في ما مضي الي بعض الجواب و هو ان البحث و الجدل يرجع الى امور متعددة, منها – و هو ما يريده الاخ- ان البعض -و بس البعض و يجب الا نكبر الموضوع الى الجمهور! او الجل! و الكل!- يرى ان الارضيات و الشرايط للقيام بالامر بمعنى تشكيل الحكومة و القيام بتولي الحكم في عصر الغيبة غير موجودة.
فاولا النقاش مع هولاء مصداقي و ليس بمفهومي و ان استدلوا بروايات معارضة يمكن ارجاعه الى ظروف خاصة...و قد اشرت الى ذلك فلا اكرر.
ثانيا, هذا البعض ايضا معترفون بان للفقيه صلاحيات يجب ان يقوم بها في تصدي الحسبة و ما اليها و بعبارة اخرى انهم لا ينكرون ولاية الفقيه بالمرة بل يخالفونها في مدى صلاحياتها فلا يمكن ان نعتبرهم ايضا فاقدين للنظرية السياسية كما يريده الاخ الحبيب.
و اما ارجاعكم ايانا الي كتاب سيد الامام, فعلى العيون! و لكن حبذا لو ارجعتمونا الى كتب من الاثناعشرية في رد الحكومة الاسلامية!!! كما تدعون! فان الارجاع المكرر الى كتاب كتبه السيد الامام في اثبات نظرية انكرتموها في كتابكم (الزيدية مشروع...) من دون اشارة الى هذا الكتاب و امثاله, شيء جميل! و قد قرات الكتاب و راجعته من زمان و ليس فيه ما يويد الاخ في ان الاثناعشرية سلبوا المشروعية عن كل قيام و انهم ليس عندهم اي نظرية في المقام و... بل مفاد الكتاب بالعكس تماما!!!

و قال الاخ: قال الموسوي: اذا كان عدم القيام دليلا علي وجود ازمة المشروعية, فهل نلتزم به في حق الزيدية ايضا في فترات لم يكن لهم دولة؟!
أخي أنا كررت مراراً. أنا أتكلم عن نظرية... فضلا آتني بالنصوص الفقهية التي توجب قيام رجل بتحمل أعباء الدولة من قبل غير معصوم في حال الاستطاعة؟ ولتكن نصوصاً تمثل جمهور الإمامية.
و انا اكررايضا! ارجوكم الاجابة للسوال والا فاصدروا اوامركم في ان نترك الموضوع! واما الفرار من الاجابة و طرح مسالة جديدة...؟!
المسألة سهلة للغاية! اعتبرتم غياب الدولة - بزعمكم- اكبر شاهد على سلب المشروعية للحكم في عصر الغيبة و رايتم ان نظرية ولاية الفقيه تدل على هذه الازمة, وأاجبتكم باجوبة و منها انه: اذا كان عدم القيام و غياب الدولة دليلا علي وجود أزمة المشروعية, فهل نلتزم به في حق الزيدية ايضا في فترات لم يكن لهم دولة؟!
فلا ادري ما هو مسوغ تبديل الاجابة بقولكم: أنا أتكلم عن نظرية... فضلا آتني بالنصوص الفقهية...؟!

و قال الاخ عبدالله ايضا: قال الموسوي: التحديات التي يواجهها قد يرجع الي ساحة العمل و التوفيق الميداني....
هذه تحديات جميع النظريات. أنا الآن حديثي مقصور على أمر واحد: على النصوص دعت أم لا؟
اقول: نعم! هذه تحديات جميع النظريات بتفاوت في ما بينها و لكن ارى مرة اخري عدم التوجه الي الاجابة و الاتجاء الى تكرار مسالة خارج عن الموضوع!
حاول الاخ العزيز في ما كتب ان يتصل و يعقد بين ازمة المشروعية و وجود تحديات فكرية فعلية و كبيرة امام نظرية ولاية الفقيه! و انا رايت ان المحاولة فاشلة! و العقد غير شرعية! حيث ان المشكلة و التحدي التي تواجهها النظرية فعلا, ليست من قبيل ما اراده و فهمه الاخ و لو نسلم ان التحديات كانت في تلك الدائرة قبل الثورة و تشكيل الحكومة فان المسالة قد تغير فعلا و لا تواجه النظرية فعلا بمثل ما كانت تواجهها من قبل بل من نوع اخر و ربما اخطر. هذا مضافا الي ما ليس يخفى علي احد و هو ان التحديات التي تواجهها نظرية الزيدية اكثر و اشد بمراتب مما تواجهها النظرية عند الامامية! فاذا كان استدلال الاخ صحيحا و مجرد المواجهة مع التحديات كان دليلا علي وجود أزمة المشروعية فوجودها عند الزيدية بطريق اولى... و هذا ما لا ينبغي ان يقال.... فهل يمكن الاعتراف بالاخطاء حتى ننتقل الى النصوص و نرى هل انها دعت ام لا؟!
و انا اكرر في انه لا ارى بين الزيدية و الامامية فارقا اساسيا و كبيرا و اعتذر من جميع الاخوة حيث اضطررت احيانا في ثنايا الكلام الى مقايسة المذهبين و الى الاجوبة النقضية قد لا اعتقدها و صرحت بذلك ايضا و لكن لم ار بدا منها في مقابل الاخ العزيز الذي يصر على بعض الاخطاء و سبق ان كتب في الامامية ما لا يقولون به و يثير الخلافات التي لا واقع لها و لو كان لها واقع لكان على الشيعي اللبيب – زيديا و اماميا- ان يعرف الزمان و ما نحتاج من روح الاخاء و المودة و الوحدة و لا مانع من الحوار و النقاش البناء طبعا و لكن في ظل هذا الروح.

و الان اكتفي بلصق بعض الروابط و للاخوة المراجعة بأنفسهم و ان لا أويد كل ما كتب فيها:
موقع الولاية و يوجد فيه كثير من الابحاث و الكتب و الدراسات في الموضوع:
http://www.alwelayah.net
و فيها كتاب الحكومة الاسلامية للسيد الامام الخميني رضوان الله عليه:
http://www.alwelayah.net/maktabah/book/ ... /002/f.htm
و مبحث ولاية الفقيه للمحقق النراقي:
http://www.alwelayah.net/maktabah/book/ ... /009/f.htm
و كتاب تنبيه الامة و تنزيه الملة للمحقق النائيني:
http://www.alwelayah.net/maktabah/book/ ... /011/f.htm
و مبحث تاريخ نظرية ولاية الفقيه:
http://www.alwelayah.net/Alfikeralislam ... /27/27.htm
و من كتاب شبهات و ردود:
http://www.albadri.info/rodod/shob/sh0/Sh0.htm

و أما ما ذكره الاخ في اخر تعليق له: فياليت يجيب عما ذكرته في ما قبل من دون ... و انا ايضا اعتقد ما مضي مضي و لكن اشرت من أن الفهم الخاطيء و بيان هذا الخطاء و ترويجه كما فعل الاخ في كتاباته و منها التعليات علي الامامة...و الذي مليء بالاخطاء و الجفاء على الشيعة, لا يمكن ان نعتبره الا ... و لا اقل من القصور و عدم الانتباه الى ما ينبغي و ما لا ينبغي ان ينشر. و يمكن ان نتعرض له و لنقده و لكن في موضوع مستقل طبعا. والسلام.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

سادتي لقد أخذ النقاش على هذه الجزئية حقه ومن حقنا أن نقول أن الروح التي سادت النقاش أكثر من رائعة بغض النظر عن اتفاقنا او اختلا فنا مع ماطرحه الأخوين في هذه المداخلة اوتلك والذي لو توغلنا فيه لطال بنا المقام هلا طرح الفصل من جديد لأثراء بقية نقاطه بالملاحظات واذا أصررتم على الاستمرار في هذه الجزئية فهلا فصلتموها في موضوع منفرد وافردتموها لنقاش منفصل عما كنا بصدده ثم اين بقية الإخوة ؟هل كلهم متفرجون فقط لاغير؟ وهل الأمر لايعنيهم ؟لقد استفدنا جدا مما دار ؟وآن أن تناقش بقية الأفكار الواردة في الفصل واصر على طرح الفصل من جديد دون ا لإحالة إلى روابط

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

ثم اين بقية الإخوة ؟
أخي الوجيه، بالنسبة لي فأنا لم أفهم من الحوار السابق أي شيء و ذلك يعود لسببين:

1. عدم وجود الخلفية الكافية عن الموضوع السابق كـ ( ولاية الفقيه، النظريات السياسية عند الإمامية ... إلخ ).
2. استخدام الأخوان: عبدالله و الموسوي، ألفاظ و تراكيب سياسية فلسفية معقدة لا يمكن لشخص عادي فك رموزها و أتمنى أن يكون الحوار بأسلوب سلس يسهل فهمه.

تحياتي لجميع الإخوة ،،،
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

سادتي الكرام وعلى رأسهم سيدي الحبيب الموسوي
بخصوص سهولة أو صعوبة الموضوع المطروح، فقد كان يمكن للأخوة أن يستوضحوا ما أرادوا، أو يعتبروا الحوار فرصة للاستزادة.
في كل حال، ننتقل الآن للموضوع التالي، وهو قلة الدراسات حول هذه المدرسة.
الفكرة الأساسية في هذا القسم هي أن الدراسات حول الزيدية أقل بكثير مما تستحقه، وأن هذا الأمر كان متعمداً.

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

قلة الدراسات حول المدرسة الزيدية

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

قلة الدراسات حول المدرسة الزيدية، إضافة إلى ما ذكرت أخي عبدالله، هو ضعف الحالة المادية و عدم توفر الدعم المالي و المعنوي من الدولة كباقي المذاهب الأخرى. فالمذهب الإمامي لديه إيران و المذهب الوهابي لديه السعودية و الإباضي لديه عمان و هلم جراً. و المحزن أن النظام السياسي في اليمن ( حيث معقل الزيدية ) لا يمكن أن يدعم المذهب الزيدي بشكل مطلق لتعارضهما في مسألة الحكم.

أما توجه الكثير من علماء الزيدية للرد على الشبهات و الإنحرافات العقائدية عند المخالفين فلا يمكن أن نصنف ذلك على أنه توجه " طائفي " و " لا يخدم الأمة "، فهذا ما أخذه الله تعالى من عهد على أهل العلم من تبيين الحق و إيضاحه و عدم كتمانه و ستره، فقد توعد الله سبحانه من يكتم العلم و الحق و يراعي مشاعر أهل المذهب الفلاني على حساب أمر الله تعالى، يقول سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } ـ آل عمران:187 ـ.
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

اشكر جميع الاخوان الذين صبروا على اطالة البحث السابق و لاسيما السيد الوجيه! كما اعتذر من الاخ الكستباني حيث لم اتفطن أثناء الحوار الى التعقيد الذي ذكره و كأن الحوار كان ثنائيا و هذا ما لا ينبغي! كما اشكر سيدي العزيز عبدالله حميدالدين, بصفة خاصة, على سماح روحه و شرح صدره و أنا أعتبر ما دار بيننا ايجابيا, استفدت منه كثيرا.
و اما في موضوع قلة الدراسات:
انا شخصيا من مصاديق ما ذكره المولف حيث وقعت في حيرة من حجم و طبيعة المادة العلمية عند الزيدية حينما بدأت بالمطالعة و الدراسة في الزيدية و أعتقد أن هذا التراث الضخم القيم لم يعرف حق المعرفة ابدا. و ما يزيد في الاسف ان الاخوة من الزيدية ايضا قد لا يعرفون هذا التراث و قيمته فكيف بالاخرين البعيدين عنهم.
و أما اسباب هذه القلة, فعلى حسب معرفتي -الناقصة- فبعد ما ذكره المولف من ضغط الحكام و خلفاء الاموية و العباسية والذي لا ينحصر في القرن الاول طبعا, بحيث ان سياساتهم كانت تنعدم ارضيات مناسبة لنشر الفكرة و لا تسمح بها ابدا, يمكن ان نذكر من الاسباب ايضا ما وقع في القرون التالية من محاصرة الزيدية في اليمن و قناعتهم باقامة دولة زيدية لهم في تلك البقعة المباركة وصرف اهتمامهم في حل مشاكلها و النزاعات التي دارت فيمابينها من دون ان يكون هناك علاقات واسعة و تبادل الافكار و الاراء مع الاخرين على المستوى المطلوب. كما يخطر ببالي في المسألة أيضا, أن توجه الزيدية و علماءها الى السياسة و الحكم – في تلك الدائرة- صرف اهتمامهم احيانا عن سائر الدراسات و تعريف الفكرة و نشرها.
كما أنه من المهم ايضا الانتباه الى أن القرون الماضية الاخيرة و التي يجب ان تتميز من سائر القرون ببركة التكنولوجيا و التطورات العظيمة, الزيدية وقعت في أزمات كبيرة و متعددة الأطراف, بحيث لم يتمكنوا ان يستخدموا هذه الامكانيات الحديثة في خدمة تعريف و نشر فكرتهم الرائعة. فاذا نراجع تاريخ الزيدية في القرنين الماضيين و اخص بالذكر القرن الماضي الذي توفر فيه صناعة الطباعة و النشر, نرى ان الزيدية سلب منهم هذا الحق و بقي كتبهم و تراثهم في المكتبات – و كثيرا ما مكتبات شخصية- مخطوطة لا يمكن للباحث التعرف بها حتى الان و نحن في عصر العلاقات و القرية العالمية! و لعله قد ضاع منها في هذه التبدلات و التقلبات ما لا يمكن استدراكه.
و بهذا التوجه يمكن ان نقول ان الدراسة عن الزيدية ليست بقليلة في الواقع من ناحية المادة بل المشكلة في ان هذه القوة لم تصل الى الفعلية. (اعتذر من الاخ الكستباني اذا استخدمت عبارات فلسفية :) ).
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

أخي الموسوي - بارك الله فيك - لا داعي للاعتذار :) فنحن إخوة :)

و لي تعقيب بسيط من ناحية عدم استغلال التكنولوجيا و القرية العالمية، فللّه الحمد ها نحن نتحاور من خلال نافذة من نوافذ تكنولوجيا العصر و هذا المنتدى أنشأته مؤسسة الإمام زيد بن علي - عليه السلام - الثقافية و تشرف عليه أيضاً فجزى الله القائمين على هذه المؤسسة الطاهرة كل خير.
و من ناحية المخطوطات التي ظلت حبيسة الرفوف هاهم المحققون الأخيار من أهل هذا المذهب الطاهر يقومون بجهود جبارة برزت خلال السنوات الخمس الأخيرة و تتبناها مؤسسة الإمام زيد و مركز أهل البيت - عليهم السلام - للدراسات الإسلامية و مركز بدر و غيره. و إن شاء الله إلى الأمام و بارك الله في كل من بذل جهداً لإبراز هذا التراث العظيم لأهل بيت النبوة - عليهم السلام -.
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

أتفق مع كل ما سبق ذكره ، ولي تعقيب على قول سيدي الأخ الموسوي:
((كما يخطر ببالي في المسألة أيضا, أن توجه الزيدية و علماءها الى السياسة و الحكم – في تلك الدائرة- صرف اهتمامهم احيانا عن سائر الدراسات و تعريف الفكرة و نشرها))
أظنه أنه العكس من ذلك. لقد دقع وجود أئمة علماء على رأس الحكم إلى حركة علمية قوية، وفي الوقت نفسه مرتبطة بالواقع العام من قمته السياسية إلى جميع الأمور الشخصية الأخرى.
ويجب أن لا ننسى أن كون اليمن فيها نسبة من الشافعية، وكون الإمام يفترض أنه يمثل الجميع، كان يعني في كثير من الأحوال أن تعتمد الدولة على الدافع الشخصي عند العلماء، والاعتماد على الأوقاف التي وضعت لخدمة العلم والعلماء.

أمر آخر أود الالتفات له، هو أن ما سبق ذكره إنما يشير إلى تقصير الزيدية أنفسهم. والسؤال ما سبب تقصير الغير؟
فنحن نرى اليوم أنه توجد دراسات متعددة حول مدارس مندثرة ولا تتوفر مصادرها إلا بصعوبة بالغة، في حين أن هذا الأمر لا نجده في مجال الزيدية، مما يعني أن مجرد ندرة المصادر لا يصلح كونه سبباً وحيداً يفسر انصراف الآخرين...

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

أقول عطفا على ما سبق: بشكل عادي ان التوجه الى جهة يقل عن التوجه الى جهة اخرى فمن الطبيعي قلة فرص الدراسة و التعليم و التعلم لمن يتصدى الحكم و يشتغل بالسياسة بالقياس الى من جلس في بيته و صرف جميع اهتماماته الى العلم و الدراسة...
و أما في خصوص تقصير الغير! فيمكن ان نسرد لهذا التقصير أو القصور عدة أسباب و دلائل, منها:
اولا: عدم المعرفة, بمعنى ان الزيدية غير معروفة في العالم الاسلامي كما يعرف غيرهم من الفرق و المدارس و قد لم يسمع الكثير بوجودهم و مكان توجدهم. و هذا الجهل يرجع الى امور...
منها: حصر الزيدية في منطقة جغرافية محددة و عدم انتشارهم في العالم, علما بان تلك المنطقة وقعت على جانب من العالم الاسلامي و قد لا تكون لها اهمية استراتيجية مثل ما يكون لسائر المناطق.
و منها: الضعف الاعلامي و التبليغي للزيدية سواء في ناحية نشر الكتب او الصحف او اقامة الموتمرات او الاينترنت او... (و لا يقال الان يوجد... فانا نتكلم عن خلفية المسالة مع ان ما يوجد لم يصل الى المستوى المطلوب بالقياس الى الاخرين) علما بان أسباب المشكلة كانت أمورا خارجة عن الارادة في كثير من الاوقات و الموارد يرجع بعضها الى الضعف المالي و الاقتصادي و بعضها الى الظروف و الشرائط السياسية و...
ثانيا, العداء و خصومة المعاندين, بمعنى ان الزيدية كما أشار اليه الاستاذ من قبل وجود غير مرغوب فيه سياسيا هذا اولا و ثانيا انهم من الشيعة ومن مصلحة السواد الاعظم عدم معرفة الاخرين بهم كمذهب لا تقبل بمرجعية غير الكتاب و العترة و العقل و يرفض باجتهاداتهم في مقابل نص الكتاب و العترة و...
ثالثا, التخليط و التدميج في أمر المذهب! و أوضح قولي مع ما فيه من الجسارة و ما قد لا يعجب منه اخواني, فانا نرى في الزيدية على طول التاريخ و لا يزال ميزة قد تعتبره علماء المذهب ايجابيا و حاكيا عن الحرية و الاجتهاد و هي الاقتراب الى المدارس و المكاتب من غيرهم و الاخذ منهم و الانتماء اليهم الى حد لا يمكن القول بان الرجل زيدي و ليس مثلا من أهل السنة او من المعتزلة او... و هذه الظاهرة و ان يمكن ان نجدها في غير الزيدية ايضا الا انها ليس بهذا الشياع. و على اثر هذه الظاهرة نجد ان الزيدية قد تندرج و يكتفى من دراسته بشكل مستقل في ضمن دراسة المعتزلة مثلا و نسمع بان يقال: ليس عندهم الا ما يوجد عند المعتزلة في الكلام أو عند الحنفية في الفقه! مع أنا نعلم بعدم صدق مثل هذا الدعوى و لعل و بس لعل! من أهم أسباب هذه الدعاية نفس الطريقة التي أخذها الزيدية و علماءها و عدم الاهتمام في رسم حدود المذهب عمدا او سهوا, عن تقصير او قصور. والله العالم.
و أخيرا يمكن عد الضعف المالي و الاقتصادي بشكل مستقل أيضا من الأسباب و لا شك أن لها دور كبير في عدم امكان أو عدم رغبة الاخرين للدراسة و البحث.
... و يمكن أن نضيف أكثر من هذا... أكتفي بهذا المقدار فعلا و أرجو من سائر الاخوة مداخلات أكثر من هذا في مثل هذا الموضوع العلمي و الذي ينفعنا جميعا ان شاءالله شاكرا للاخ الغالي عبدالله حميدالدين على مبادرته.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

الأخوة الكرام
المعذرة على الغيبة الماضية، والعائدة لظروف صحية إضافة إلى ظروف أيام العيد.
في كل الأحوال،
عطفاً على ما قاله سيدي الموسوي:
من المفارقات التي تميز بها كثير من الأئمة في اليمن هو وجود انتج علمي لهم في حين قيامهم بأمر الدولة. ثم إن الانتاج العلمي إما يكون جمع ما تفرق ، أو يكون بانتاج أفكار جديدة. وإذا كنا يمكن أن نفترض أن الأول يحتاج إلى وقت قد لا يتوفر لمن يقوم بأمور الدولة، فإن الثاني يكون أغنى عند من يمارس السياسة من حيث إنه سيواجه قضايا متجددة، وملحة يحتاج إلى مواقف وآراء جديدة.

وأما بخصوص تقصير الغير...
فأنا كنت ألاحظ على القصور في الدراسات حول الزيدية، مع وجود دراسات حول أمور أقل شأناً وأكثر خفاءا.
مع ذلك، فأنا مع جميع ما ذكره سيدي الموسوي.
وأما بخصوص التخليط والتدميج... فحتى لو فرضنا وقوعها، فإن البحث في الطوائف ينطلق من المنتسبين للاسم، وليس من مضامين ذلك الاسم.
في كل الأحوال، أظن أنه يمكن أن ننتقل إلى الموضوع التالي ما لم يكن للأخوة مداخلات أخيرة.

صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

لننتقل إلى الموضوع التالي ؟؟
اي تالي ؟؟؟..... وماهي حدوده وماهو الموضوع محل النقاش ؟؟؟ وماذا ناقشنا من المواضيع الأول؟؟
هل قرأنا بعمق فعلا ماهو مطروح ؟؟ وهل فهمنا الفكرة التي أراد الباحث أن يطرحها؟؟ وهل تأملنا ماذا يريد خلف بعض العبارات العائمة ؟؟؟ وهل سلمنا له بكل النتائج والمفرادات التي صاغها ؟؟؟
هل قراءته للمشروع كانت موفقة ؟؟؟؟ وهل بحثه في المكونات كان سليما؟؟؟
هل قرأنا موضوعه قراءة إستيعاب وفهم وأعملنا أفكارنا فيه ؟؟؟؟
أم كانت قراءة عابرة مرت مرور الكرام .. وأنتجت ملاحظات ونقاشات أغلبها ردة فعل على عبارات محددة
أو دفاع عن قناعات معينة أخلت بها أو صادمتها عبارات طرحها الباحث كجزئية عابرة في موضوع كلي وهام !!!
ومادمنا جميعا معترفين بقلة وندرة الدراسات المعاصرة التي تقدم رؤية على ضوء قراءة للمشروع ومحاولة لإستيعاب المكونات ..... أفلا فكرنا أولا في طريقة عرض ومناقشة البحث وإثراءه .... هل كانت سليمة ؟؟
وهل وضعه في رابط ومناقشة مواضيعه التي لم تحدد بدقة ولم يحدد لها زمن في مكان آخر يجعل من يطل على الموضوع فاهما ومستفيدا ومتحمسا للمشاركة ؟؟ أفلا تواصلنا مع بعض الشخصيات من الباحثين والمفكرين ودعوناهم إلى إثراء الموضوع بالنقاش أو تقديم قراءات للكتاب ؟؟
أين الأخوة الكتاب أصحاب الإسهمات الكبيرة والمشاركات الرصينة في المنتديات الأخرى الذين طالما حلموا وأنتظروا إفتتاح هذا المنتدى ؟؟؟ لماذا غابوا وأفلوا؟؟ وقصروا وأهملوا؟؟ وأنصرفوا وانشغلوا؟؟
مجرد تساؤلات من مقصر معترف بقصور الباع وقلة الزاد ..... أتمنى الا أكون قد أخرجتكم من السياق وشغلتكم عن الحوار بفضولي وعلى كل حال .. أعتذر من الجميع ....

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

مضى أسبوع و لم نر اجابة للدعوة المشفقة و الاقتراح المقنعة للسيد الوجيه... و كان الأولى بالجواب, الكاتب المحترم للموضوع.
و أنا بدوري أجيب: نعم سيدي! بعد أن اقترحنا في البداية أيضا تحديد المواضيع و البحث و النقاش عن كل فصل على حده, أجابنا الأخ عبدالله حميدالدين بما رأينا أن نتفق معه و نبدأ. و بدأنا!
و فهمنا وجوب أن نبدأ بالموضوعات و فصول الكتاب الأول فالأول, فتأملت في الموضوع الأول وفهمته بقدر فهمي! فكنت متفقا مع المولف في كثير الغالب و ناقشته في ما خالفته. ثم انتقلنا الى الفصل اللاحق و هو قلة الدراسات و كتبنا عنه و اتفقنا مع المولف. و يمكن أن نستمر الى اخر فصول الكتاب بهذا الطريق طبعا و كان و سيكون هناك مناقشات ردية, كما يمكن أن نصل الى مساهمات في طرح الفكرة و اضافة ما لم يذكر في الكتاب. و أما الاخوة أصحاب الاسهامات الكبيرة, فانا ممن لا أعتقد بفائدة حضور بعضهم حيث قد يخرجوننا من هذا الفضاء الصافي و روح المودة الغالي الي مداخلات لا تسمن و لا تغني من جوع كما شاهدناه و نشاهده في تلك المنتديات.
و أما سائر الأخوة المشتركون فأنا أيضا تمنيت و أتمنى حضورهم و كتاباتهم في مثل هذا الموضوع الهام و أعتقد أن تنشيط كل موضوع و اعطاء الاطار لكل مبحث فأولا و قبل كل أحد على مسوولية الكاتب و الموسس للموضوع. فنأمل من الأخ عبدالله حميدالدين الحضور و الاشراف أكثر من هذا،
فمثلا يمكن أن يكتب الآن و بعد أسبوع من التعطيل، الانتقال الى الموضوع التالي و هو:

التقارب الإسلامي وطرح مثل هذه القضايا
قد يقال: إن إثارة هذه القضايا تضرُّ بالتقارب بين المسلمين، خصوصاً إذا اقترنت بنقد المذاهب الأخرى صراحة. نحن نقدِّر القلق من استمرار ظاهرة بثِّ الفرقة بين المسلمين، مع ذلك لا نرى في عرض الرؤى المختلفة ما يؤدي إلى ضرر بذاته. إن المسلمين مختلفون؛ وهذه حقيقة لا مناص منها، ولكنها ليست الداهية العظمى ولا المصيبة الكبرى، بل إن مشكلتنا هي في طريقة تعاملنا مع اختلافنا. إننا بين إحدى ثلاثة: داعي فرقة صراحة من خلال التأكيد على الهوة الموجودة بين المسلمين. أو داعي وحدة من خلال المطالبة بفتح حوارات في أصول القضايا المختلف عليها بغرض التوصل إلى وفاق حولها.
وبين أولئك يوجد من يدعو إلى التعايش على أحد معنيين:
أولهما: تعايش سلبي يعمل على تجاهل القضايا المختلف فيها. أو إنكار وجودها، أو التقليل من أهميتها.
ثانيهما: تعايش إيجابي يعمل على تحييد أثر الاختلافات بين المسلمين مع إقرار بأهمية المسائل المختلف فيها. إن الدعوة إلى الفرقة شر. والدعوة إلى التعايش السلبي خطأ؛ لأنه لا يعمل إلا على إبقاء الجمر تحت الرماد. وأكثر الأعمال للتقارب بين المسلمين منصبة على هذا النوع. هذا واضح في مؤتمرات ومؤلفات مشاريع التقريب بين المذاهب الإسلامية. ما يسوغ موقفهم هو صعوبة العمل على التعايش الإيجابي، وأصعب منه العمل نحو الوحدة. ينبغي الدعوة إلى "الوحدة"، فإن لم تكن فـ"التعايش الإيجابي". والوحدة المطلوبة هي في القضايا الكلية التي لا يصح أن نختلف عليها. فالدين قد رسم لنا اتجاهاً ووضع لنا طريقاً عريضاً للسير إلى ذاك الاتجاه. وعلينا أن نسير فيها معاً، ونتنوع ونتعدد ضمن ذلك الطريق العريض، بمعنى آخر يكون التنوع والتعدد في القضايا التي تتعلق بالحياة وتختلط بها، فيكون تنوعاً تبعاً للتنوع في الحياة، وأما القضايا التي تتعلق بالاتجاه وهي الإيمان بالله واليوم الآخر وتفاصيل ذلك فلا معنى ولا فائدة في الاختلاف حولها. وإلى حين أن تتحق الوحدة، فلا بد من التعايش الإيجابي. والسبيل إليه يكون بالعمل على كلٍ مما يلي:
1. أن ننفي عن القضايا المختلف فيها أثرها في تصنيف الناس؛ وحصر التصنيف في النص الشرعي. فمهما لم نجد نصاً يوجب لاختلافنا أثراً كان الواجب علينا أن نبقى على الأصل. فحتى لو اختلفنا في قضايا أصولية، أو في قضايا الإلهيات الكبرى، فإن ذلك وحده لا ينتج وجوباً شرعياً للحكم بالتكفير أو التضليل. إنَّ كل من آمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر فالأصل والضرورة الشرعية تحكم أنه مسلم له ما للمسلمين وعليه ما عليهم. إنَّ إخراجه من هذه الدائرة يتطلب دليلاً شرعياً قطعياً في ثبوته وقطعياً في دلالته. هذا يعني أنه مهما اعتقدتُ خطأ وشناعة قول مسلم فإن اعتقادي هذا يجب أن لا ينتج حكماً شرعياً بتكفيره، ما لم يكن هناك نص قطعي يوجب على صاحب تلك المقالة بعينها الكفر. هذا مع إبقاء حق التعبير عن الرأي مصوناً، فلا يعني هذا الكلام السكوت عما يراه أحد خطأ.
2. التذكير المتواصل بقول الله تعالى: {لاَ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}[الممتحنة:8]، وهي تدل على أن الاختلاف في الدين ليس مانعاً للبر والإحسان. وقد يؤخذ من الآية أيضاً أنه لا يكفي الاختلاف في الدين لإيقاع العداء، وإنما لا بد أن يرافقه الظلم.
3. مواجهة الأساليب غير المتوازنة في التعامل مع المخالف.
4. ضرورة إبراز وتصنيف القضايا المختلف عليها، والتي تميزت بها المذاهب وذلك لتحقيق الأغراض التالية:
أ. لكي يكون الاختلاف على قضايا موجودة وليس على قضايا وهمية. وهنا يجب الابتعاد عن المجاملة قدر الإمكان.
ب. لفتح مجال البحث فيها، وذلك بتحديد موطن وطبيعة الاختلاف بشكل دقيق، ثم لتحديد أدلة كل فريق، وذلك سيُمكِّن الجميع من الوصول إلى حقيقة مهمة، وهي أننا نختلف على قضايا ليست من القضايا الواضحة 100%، مما يعني فسح المجال لحسن الظن.
جـ. لتحييد أثرها في بث الخلاف. فالاختلاف بمجرده لا مشكلة فيه. المشكلة حين يتحول الاختلاف إلى شقاق. ويجب بحث أسباب التحول، وذلك لتجنبه. لا شك في أن تحقيق ما سبق سيحتاج إلى مراحل وإلى زمن وإلى جهود، ولكن الخطوة الأولى هي وضوح الرؤية، ووضوح الهدف، ووضوح المطلب. على ضوء ما سبق ذكره، فإن هذا التعريف لن يضر التقارب بين المسلمين، بل يمكن أن يفيد في التقارب، وذلك لأنه يعمل على إبراز المختلف عليه تحقيقاً للأهداف المذكورة سالفاً.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“