بعد موقف من يسمون علماء المتخاذل هذا ... ربما ستسقط مكانة العالم في نظر الوسط المثقف .. أو قولوا بالتأكيد ... فعندما يكون موقف امرأة أقوى من موقف من يسمى عالماً ما الذي سننتظره من العلماء !!
لقد سقط هؤلاء في أداء ما حمله الله على عباده وخاصة العلماء بأن لا يقروا - لا أقول على كظة ظالم وسغب مظلوم - بل على أنة ثكلى وانفجار صاروخ ... وسيول من الدماء البريئة .
ولكن ليكفر هؤلاء عن خطيئتهم إذا أرادوا فباب التوبة مفتوح ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ) .
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .
طلب مني شخص أكن له تقديراً كبيراً، أن أطلع على بيان جمعية علماء اليمن الصادر يوم الاثنين 2005/5/16 على اثر لقاء الرئىس بالجمعية حول أحداث صعدة. وحاول - الشخص - ان يلفت نظري لبعض ما اعتقد محدثي أنه ايجابي في البيان، وفي اليوم التالي سألني عن رأيي ادان واستنكر (المواطن) الذي تقتله الدبابة والمدفع وطالبه بطاعة ولي الأمر لانها من طاعة الله، واشفقت على محدثي من أن اقول له ان الله لا علاقة له بالموضوع، وان ما يجري من فعل الشيطان، والشيطان وحده من يوسوس بقتل أبنائنا في صعدة مدنيين وعسكريين، وهو من يستطيع اقناع وتزيين الافعال لمن يخربون البيوت وينتهكون الحرمات.
قال : هذا رأيك، فقلت في نفسي الحمد لله أراحني وأراح نفسه من عبء جدل عقيم لن يوصل الى نتيجة، لأنه من الصعب ان أقتنع بأن بيان جمعية علماء اليمن يحمل ايجابية و احدة، وهو يغضب على (الورق) المكتوب عليه كلام الله، و(الحجر) المبني منه بيت الله لأن من قام بذلك أمريكا واسرائىل، ولكنه عندما يتعلق الأمر (بالانسان) الذي خلقه الله ويُقتل من سلطة لا تخاف الله، يلقى الاستهجان والادانة، ولا يجد عالماً في هذه الجمعية ليقول أوقفوا نزيف الدم، لا تزجوا بأولادنا في معارككم القذرة، لا تقتلوا أبناءنا في صعدة.
ان جمعية علماء السلطان لا تنظر إلا من الزاوية التي ينظر منها ولي نعمتها، وقد كان بيانها الأخير بثلثيه عبارة عن تقرير بشأن ما قاله لهم (جلالة) الرئيس وما تلاه على مسامعهم (فضيلة) رئىس الوزراء وما أملاه عليهم (حجة الاسلام) وزير الداخلية في تقريره الأمني عن الخسائر، وجاء في خاتمته المسك من نفحات عبير وزير التخطيط عن الخسائر التي تسببت فيها الحرب. ولكن لم يقف البيان عند سؤال من الذي بدأ الحرب في صعدة ومن الذي ذهب ليقتل الابرياء، لم يقل لنا بيان العلماء القضاة، كيف حكموا بالادانة بناءً على وجهة نظر طرف واحد، بناءً على شكوى جهة واحدة، كيف غاب عن فطنة عدالتهم المأثور الذي يقول اذا جاء احدهم يشتكي وعينه مفقوءة لا تحكم له حتى تسمع من خصمه، فقد تكون عيناه مفقوءتين، فما بالنا وعيون السلطة سليمة ومحمرَّة (ليس من السهر على راحتنا ولكن من الغضب واشياء اخرى) فيما الطرف الآخر صريع.. وأسير.. وجريح.. أي منطق هذا الذي حكم علماء اليمن (كما يسميهم اعلام السلطة) بموجبه على الضحية وأدانوه، أية قوة تلك التي امتلكوها ليحملوا على ظهورهم وزر أفعال وتصرفات النظام السياسي، دون ان يقفوا ليقولوا كفى عبثاً بالبلاد.. كفى دماراً وقتلاً.
نعم لقد تحمل اعضاء جمعية علماء اليمن وزر الحرب في صعدة وعلقت ذمتهم آلاف الأرواح البريئة، وستكون هاجساً يؤرق نومهم، كما سيسمعون في نومهم وصحوهم صراخ النساء والاطفال، ويستيقظون في الصباح ليشعروا ان وسائدهم مبللة بدماء الابرياء الذين قتلتهم السلطة وباركوا ببيانهم أفعالها. انه التاريخ يا سادة لا يرحم.
سيبقى يخلد أفعالكم وفتاواكم كما خلد فتاوى وبيانات علماء السلطان على مر الأزمان، حيث يغادر السلطان غير مأسوف عليه، وتبقى فتاوى العلماء شاهدة على خطر تحولهم الى مشرعين للقتل، ومؤيدين للقتلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
استدراك
تحية للكلام المتزن والرائع الذي قاله الأخ يحيى بدرالدين الحوثي (الشهيد الحي) في قناة العربية مساء الجمعة 2005/5/20 في برنامج نقطة نظام، واقول له انني لأول مرة اسمع كلاماً عن تدويل أحداث صعدة بشكل منطقي، يمكن ان يساعد في وقف نزيف الدم، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، خاصة بعد (طبع الوجه) كما قال الأخ يحيى الحوثي.
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .