الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله آله. أما بعد:
فلأن غرض الرافضة في اليمن غرضٌ سياسيٌ، مع احتمال نجاحها في جرِّ الزيدية إلى المذهب الرافضي، فلا غرابة أن تبذل تلك الجهود والأموال لإنجاح خطتها.
لكن الغريب هو أن ننجر نحن الزيدية وراء الرافضة في المستنقع الذي لن ننتفع منه بشيء، فإن مآل هذه الخديعة أن تحقق الإمامية الإثنى عشرية أهدافها، ثمّ تقلب ظهر المجن لنا، أو ذوبان الزيدية في الرافضة، واضمحلال المذهب الزيدي، على أيدي بعض علمائنا الذين يحسنون الظن في شيعة إيران.
وبياناً للحق، ونصحاً للدين فسوف أذكر حقائق هامة تتعلق بحقيقة نظرة الإمامية الرافضة للزيدية، وحقيقة موقف علمائنا الزيدية من الرافضة.
حقيقة نظرة الرافضة للزيدية
• الزيدية عند الرافضة كفار:
قال المجلسي وهو أحد كبار علماء المذهب الرافضي الجعفري في كتابه بحار الأنوار(37/24): «كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم... وسائر صفاتهم كافية في الرد عليهم وإبطال مذاهبهم السخيفة الضعيفة».
• الزيدية عند الرافضة هم (الكلاب الممطورة):
وقد علق المجلسي على الروايات التي ذكرت في الزيدية فقال: «كانوا -يعني الأئمة أو شيعتهم- يسمونهم -يعني الزيدية- وأضرابهم من فرق الشيعة سوى الفرقة المحقة (الكلاب الممطورة) لسراية خبثهم إلى من يقرب منهم».
• الزيدية شرٌ من النُّصَاب:
عن عمر بن يزيد قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فحدثني ملياً في فضائل الشيعة ثم قال: «إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب، قلت: جعلت فداك! أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤون من عدوكم؟ قال: نعم. قال: قلت: جعلت فداك! بين لنا نعرفهم، أفلسنا منهم؟ قال: كلا يا عمر، ما أنت منهم، إنما هم قوم يفتنون بزيد، و يفتنون بموسى». رواه المجلسي في بحار الأنوار: (48/266) وهو نصٌ صريح في أتباع الإمام زيد بن علي عليه رحمة الله.
• الزيدية سفهاء
عن أبي شبل قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له سليمان بن خالد: «إن الزيدية قوم قد عرفوا وجربوا وشهرهم الناس، وما في الأرض محمدي أحب إليهم منك، فإن رأيت أن تدنيهم وتقربهم منك فافعل، فقال: يا سليمان بن خالد، إن كان هؤلاء السفهاء يريدون أن يصدونا عن علمنا إلى جهلهم فلا مرحباً بهم، ولا أهلاً، وإن كانوا يسمعون قولنا وينتظرون أمرنا فلا بأس» رواه الكليني في روضة الكافي صـ138 حديث رقم (158) الطبعة الثانية دار التعارف.
حكم علماء الزيدية على الرافضة
لقد امتلأت كتب علماء الزيدية بذم الرافضة وتضليلهم والتحذير منهم بما يدعو للعجب والذهول من إعراض المعاصرين من المنتسبين إلى زيدية اليمن عن منهج علماء آل البيت عليهم السلام مع الرافضة، وسأذكر هنا بعض مقولاتهم على سبيل المثال فقط، و إلا فإنه أكثر من أن يحصر:
يقول الإمام الهادي يحي بن الحسين في كتاب الأحكام (1/454): «وقول هؤلاء الإمامية الذين عطلوا الجهاد وأظهروا المنكر في البلاد والعباد... وقول هذا الحزب الضال مما لا يلتفت إليه من المقال لما هم عليه من الكفر والإيغال، والقول بالكذب والفسوق والمحال».
وقال الإمام الهادي في الأحكام ما لفظه: «وهتكوا يا ويلهم الحرمات، وأماتوا الصالحات، وحرصوا على إماتة الحق، وإظهار البغي والفسوق، وصادوا الكتاب، وجانبوا الصواب، وأباحوا الفروج، وولدوا الكذب والهرج».
وفيهم ما حدثني أبي، وعماي محمد والحسن، عن أبيهم القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه وعلى أبيه، عن جده، عن إبراهيم بن الحسن، عن أبيه، عن جده الحسن بن علي، عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليهم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يا علي! يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به، يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون».
وقال الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة (503) عن الرافضة: «وأما قولهم: إن إمامهم يعلم الغيب، فهذا كذبٌ منهم، وكفرٌ وتكذيب بكتاب الله».
ولكثيرٍ من علماء آل البيت رسائل وفتاوى واضحةٌ جليةٌ في التحذير من الرافضة، وهي مشهورة معلومة، لا يكاد ينكرها أدنى من له علمٌ بحقيقة المذهب الزيدي وبراءته من الجعفرية الرافضة.
فهل فهم الزيدية حقيقة الحيلة وخطرها، أم يستمرون في التغافل، وعدم القيام بما أوجب الله عليهم من بيان الحق للناس بتحذيرهم من الرافضة الجعفرية وعقائدهم الباطلة، اقتداءً بعلماء آل البيت، واقتفاءً لسنتهم؛ حتى يتميز الحق من الباطل وتستبين سبيل المنحرفين؟!! اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. منقوووووووووووووول
