دراسة حول شخصية عبد الله بن سبأ

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

دراسة حول شخصية عبد الله بن سبأ

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

صور سيف بن عمر التميمى ( المتوفى 180 هـ ) عبد الله بن سبأ هذا فى رواياته المستفيضة أنه :
رجل يهودي أسود من اليمن . أسلم أواخر عهد الخليفة عثمان بن عفان . و أخذ يطوف بالبصرة و الكوفة و الحجاز و مصر يؤلب الناس على الخليفة . و أستطاع بمكائده أن يثير الفتنة التى أدت إلى مقتل الخليفة عثمان . و تستر بالتشيع للإمام علي و كان يجاهر بالطعن فى الشيخين أبو بكر و عمر و جهر بأن الإمام علي هو وصي رسول الله و قال بالرجعة . ثم غلا فى الإمام علي فزعم أنه إله فأحرق الإمام علي أصحابه بالنار و أكتفى الإمام علي بنفيه إلى المدائن .

و أختلف فى أصل عبد الله بن سبأ :
قال أبو محمد علي بن حزم فى كتابه ( الفصل فى الملل و الأهواء و النحل ) : من حـمير
و قال أحمد بن يحيى البلاذرى فى كتابه ( أنساب الأشراف ) : من هـمدان
و قال عبد القاهر البغدادى فى كتابه ( الفرق بين الفرق ) : من الـحيرة بالعراق
و قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى فى كتابه ( تاريخ الأمم و الرسل و الملوك ) : من صنعـاء باليمن

كما أن البعض ذكر أن عبد الله بن سبأ هذا هو نفسه رأس الخوارج : عبد الله بن وهب الراسبي الهمدانى :
- ذكر سعد بن عبد الله الأشعري فى كتابه ( المقالات و الفرق ) :
السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ و هو عبد الله بن وهب الراسبي الهمدانى ... و حكى جماعة من أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم و والى عليا .
- و ذكر أحمد بن يحيى البلاذرى فى كتابه ( أنساب الأشراف ) :
و عبد الله بن وهب الهمدانى و هو أبن سبأ فإنهم أتوا عليا فسألوه عن أبى بكر و عمر

و هناك من تصور أن عبد الله بن سبأ و عبد الله بن السوداء و هو الأسم الذى أشتهر به شخصين مختلفين ! :
ذكر عبد القاهر البغدادى فى كتابه ( الفرق بين الفرق ) :
فلما خشى ( يقصد الإمام علي ) من قتله ( يقصد أبن السوداء ) و من قتل أبن سبأ الفتنة التى خافها أبن عباس نفاهما إلى المدائن فأفتتن بهما الرعاع بعد قتل علي .

و لا نعرف على وجه اليقين :
- هل كان لعبد الله بن سبأ زوجة أو أبناء أو عمومة أو خؤولة
- لا نعرف متى توفى . و أين . أو أى شئ عن ملابسات أختفاءه المفاجئ عن مسرح الأحداث بعد أن كان بطل العرض

أختفت شخصية عبد الله بن سبأ تماما بعد معركة الجمل !! فلا نجد له ذكر خلال حرب صفين 37 هـ و التحكيم و معركة النهروان و قتل الإمام علي فلا نجد له ذكرا مطلقا و كأنه تبخر فجأة !!

الـمثبتين والـمنكرين لحقيقة وجود شـخـصية حـقيقية تسمى عبد الله بن سبأ

أثبت فريقا من أهل السنة و الجماعة حقيقة وجود عبد الله بن سبأ .. و أنكر وجوده فريقا آخرا . و أثبت فريقا من الشيعة حقيقة وجود عبد الله بن سبأ .. و أنكر وجوده فريقا آخرا . و السمة الواضحة المشتركة هو أثبات القدماء منهم له بحكم النقل و التقليد ... و أنكار الباحثون المتأخرون بحكم التقصى المنهجى لأدلة وجوده

لا أثـر لـشخصية عبد الله بن سـبـأ عند الأخبـاريـون الـمتقـدمـون :

لم يذكر الأخباريون المتقدمون أى شئ عن شخص يسمى عبد الله بن سبأ سواء كان يهودي الأصل أو غير ذلك و منهم :
1- عروة بن الزبير ( المتوفى 94 هـ )
2- محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( المتوفى 124 هـ )
3- محمد بن أسحق ( المتوفى 150 هـ )
5- محمد بن عمر الواقدى ( المتوفى 206 هـ )
6- خليفة بن خياط ( المتوفى 240 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى تاريخه
7- محمد بن سعد ( المتوفى 230 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى ( الطبقات الكبرى ) رغم أنه ذكر :
قيل للحسن بن علي : إن ناساً من شيعة أبي الحسن علي يزعمون أنه دابة الأرض و أنه سيبعث قبل يوم القيامة ، فقال : كذبوا ليس أولئك شيعته ، أولئك أعداؤه لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه و لا أنكحنا نساءه .
8- أبو حنيفة الدينوري ( المتوفى 282 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى ( الأخبار الطوال )
9- أحمد بن أسحق بن جعفر اليعقوبى ( المتوفى 292 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى ( تاريخ اليعقوبى )
و من المعتزلة :
10- علي بن الحسين بن علي المسعودي ( المتوفى 346 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى ( مروج الذهب و معادن الجوهر )

الـمـثبـتـيـن لـحـقيقـة وجــود شـخـصـية حـقـيقيـة تـسمى عـبـد الله بـن سـبـأ من أهـل الـسنـة :

فيما بعد .. و خاصة بعد ظهور سيف بن عمر التميمى على الساحة و أستفاضته فى الروايات عن شخص يسمى عبد الله بن سبأ . بدأنا نجد ذكر لهذا الأسم فى مراجع أهل السنة . و تم توظيفه كأداة ناجعة فى الصراع الفكري و المذهبى مع الشيعة . نذكر من ذلك :

1- ابن حبيب البغدادي ( المتوفى 245 هـ ) : في كتاب الـمحبر .
2-أبو أسحق أبراهيم الجوزجاني ( المتوفى 259 هـ ) : في كتاب أحوال الرجال
3- أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ( 213 - 276 هـ ) : في كتاب المعارف
4- أحمد بن يحيى البلاذري ( المتوفى 279 هـ ) : فى كتاب أنساب الأشراف .
5- أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى ( المتوفى 328 هـ ) : فى كتاب العقد الفريد
6- أبو الحسن علي بن أسماعيل الأشعري ( 260 - 330 هـ ) : في كتاب مقالات الإسلاميين
7- محمد بن حبان ( المتوفى 354 هـ ) : في كتاب المجروحين
8- عبد القاهر البغدادي ( المتوفى 429 هـ ) : في كتاب الفرق بين الفرق
9- أبو محمد علي بن أحمد بن حزم ( 383 - 456 هـ ) : في كتاب الفصل في الملل والنحل
10- الأسفرايني ( المتوفى 471 هـ ) : في كتاب التبصرة في الدين
11- محمد بن عبد الكريم الشهرستانى (479-548 هـ ) : في كتاب الملل والنحل
12- أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي ( 673 - 748 هـ ) : في كتبه المغني في الضعفاء و الميزان و تاريخ الإسلام
13- تقى الدين أحمد بن علي المقريزى ( 766-845 هـ ) :فى كتابه المواعظ و الأعتبار بذكر الخطط و الآثار
14- عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي ( ت 911 هـ ) : في كتاب لب الألباب في تحرير الأنساب

الـمـنكـريـن لـوجــود شـخـصـية حـقـيقيـة تـسمى عـبـد الله بـن سـبـأ من أهـل الـسنـة :

فى العصر الحديث .. أخذ الباحثون فى تمحيص روايات و ملابسات ما يختص بشخصية عبد الله بن سبأ تمحيصا علميا و منهجيا . و وضع رواة أخباره تحت مجهر الجرح و التعديل . فكان أن توصل العديدون من المفكرين لرفض فكرة وجود شخصية حقيقية بهذا الأسم . و من ذلك :

1- د.طـه حـسـيـن : عميد الأدب العربى فى كتابيه ( الفتنة الكبرى ) و ( علي و بنوه ) . و الغريب أن طه حسين رغم ما يعرف عنه التأثر بآراء المستشرقون فأنه ينفى وجود شخصية عبد الله بن سبأ بينما المستشرقون يثبتونها كما سنذكر لاحقا .
2- د . مـحمـد عـمـارة فى كتابه ( الخلافة و نشأة الأحزاب الإسلامية )
3- د . حـامـد حـنـفى داود : فى كتاب ( التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية )
4- د . عـلـي سـامـى الـنشار : فى كتابه ( نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام )
5- د . مـحمـد كـامـل حـسيـن : فى كتابه ( أدب مصر الفاطمية )
6- د . عبـد الله السامرائـى : فى كتابه ( الغلو و الفرق الغالية فى الحضارة الإسلامية )
7- د. عبـد الـعـزيـز صالح الهلابـي : في كتابه ( عبد الله بن سبأ )
8- أحـمد عبـاس صالـح : فى كتابه ( اليمين و اليسار فى الإسلام )
8- الأستاذ حـسن بن فـرحان الـمالكي : رئيس المناهج بأدارة التطوير التربوي بالمملكة السعودية .
9- د . جـواد عـلـي : في مقال له بعنوان ( عبد الله بن سبأ ) في مجلة المجمع العلمي العراقي و في مجلة الرسالة .

الـمـثبـتـيـن وجــود شـخـصـية حـقـيقيـة تـسمى عـبـد الله بـن سـبـأ من الشيـعـة الإمـامـيـة :

ورد ذكر أسم عبد الله بن سبأ و ذكره فى العديد من مراجع الشيعة الإمامية القدامى . نذكر منهم :

1- الناشئ الأكبر ( المتوفى 293 هـ ) : في كتابه مسائل الإمامة
2- علي بن أبراهيم القمي ( المتوفى 301 هـ ): في كتابه المقالات و الفرق
3- الحسن بن موسى النوبختي ( المتوفى 310 هـ ) : في كتابه فرق الشيعة
4- الكشي ( المتوفى 340 هـ ): في كتاب رجال الكشي
5- أبو جعفر الصدوق بن بابويه القمي ( المتوفى 381 هـ ): في كتاب من لا يحضره الفقه
6- أبو جعفر محمد بن الحسين الطوسى ( المتوفى 460 هـ ) : في كتابه تهذيب الأحكام
7- الأردبيلي ( المتوفى 1100 هـ ) : في كتاب جامع الرواة
8- نعمة الله بن عبد الله الجزائرى ( 1050 -1112 هـ ) : في كتابه الأنوار النعمانية
9- الخوانساري : فى كتابه روضات الجنات .

الـمـنكـريـن لـوجــود شـخـصـية حـقـيقيـة تـسمى عـبـد الله بـن سـبـأ من الشيــعــة الإمـامـيـة :

فى العصر الحديث ..و شأنهم شأن الباحثون من أهل السنة , أخذ الباحثون من علماء الشيعة الإمامية فى تمحيص روايات و ملابسات ما يختص بشخصية عبد الله بن سبأ تمحيصا علميا و منهجيا . فكان أن توصل العديدون منهم أيضا لرفض فكرة وجود شخصية حقيقية بهذا الأسم . و من ذلك :

1 – مـحـمد الـحسـين كـاشف الـغطـاء : في كتابه ( أصل الشيعة و أصولها )
2 – مـرتـضـى الـعـسكـري : و له كتابان في هذا الموضوع ، ينفي فيهما وجود ابن سبأ من الأصل . ( عبد الله بن سبأ بحث حول ما كتبه المؤرخون و المستشرقون ابتداء من القرن الثاني الهجري ) . و الثاني ( عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ) .
3 – مـحـمـد جـواد مـغـنـيـه : فى كتابه ( التشيع )
4 – د. عـلـي الـوردي : في كتابه ( و عاظ السلاطين ) و يرى أن عبد الله بن سبأ أنما يقصد به عمار بن ياسر رضي الله عنه.
5 – عـبـد الله الـفـيـاض : في كتابه ( تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة )
6 – د . كـامـل مـصـطـفـى الـشيـبـي : في كتابه ( الصلة بين التصوف والتشيع ) و قد تابع د. علي الوردي في كلامه حول كون عمار بن ياسر هو ابن السوداء.

أمـا عـن الـشيـعـة الـزيـديـة فـلا نكاد نـجد ذكـرا لـشـخـصية عـبـد الله بـن سـبـأ :

أمر الشيعة الزيدية بالنسبة لشخصية عبد الله بن سبأ يكاد يعتبر محسوما . فلا ذكر لهذا الأسم فى مراجعهم و لا عند أئمتهم اللهم إلا فى حالتين وقعت عليهما .
فلا نجد ذكرا لهذه الشخصية فى أقدم و أجل مراجعهم :
1- الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين ( 75 – 122 هـ ) :لا يذكر عبد الله بن سبأ فى المسند أو رسائله
2- الإمام نجم آل الرسول القاسم بن أبراهيم الرسي ( المتوفى 246 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى رسائله
3- الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم الرسى ( 284 هـ - 298 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى رسائله
4- الإمام أبو العباس أحمد بن إبراهيم ( المتوفى 353 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى كتابه المصابيح
5- الشريف الرضى أبو الحسن محمد الرضي بن الحسن ( 359 – 406 هـ ) : فى نهج البلاغة
6- الإمام الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين الهارونى ( 340 – 424 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى كتابيه الأفادة فى تاريخ الأئمة السادة أو تيسير المطالب
7- الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجانى ( المتوفى 430 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى كتابه الأعتبار و سلوة العارفين
8- الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( 561 – 614 هـ ) : لا يذكر عبد الله بن سبأ فى كتابيه المجموع المنصوري أو المهذب

و الحالتين الفريدتين التى وقعت عليهما كانتا ذكرا لعبد الله بن سبأ فى كتاب العقد الفريد للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة و كتاب تاج العروس لأبن المرتضى ( المتوفى 840 هـ )

الـمـثبـتـيـن وجــود عـبـد الله بـن سـبـأ من الـمستشـرقـيـن :

عن روايات أبو جعفر محمد بن جرير الطبري التى بدورها مسندة إلى سيف بن عمر التميمي نقل المستشرقون الأربعة التاليين فكرة وجود شخصية حقيقية تسمى عبد الله بن سبأ :
1- المستشرق الألماني يـولـيـوس فـلـهـاوزن (1844- 1918 م ) : في كتابه ( الخوارج والشيعة )
2 - المستشرق فـان فـلوتـن ( 1866- 1903 م ) : في كتابه ( السيادة العربية والشيعية و الإسرائيليات في عهد بني أمية )
3 – ريـنـولـد نـكلـس ( 1945 م ) : في كتابه ( تاريخ الأدب العربي )
4 – داويـت رونـلد سـن : في كتابه ( عقيدة الشيعة )
ثم تبعهم الآخرون :
4 - المستشرق لـيفـي ديـلافـيـدا ( المولود عام 1886 م ) ، و هو يتحدث عن خلافة الإمام علي
5 - المستشرق الألماني إسـرائـيل فريـد لـنـدر : فى مقالاً عن عبد الله بن سبأ بعنوان ( عبد الله بن سبأ مؤسس الشيعة وأصله اليهودي )
6 - المستشرق المجري جـولد تـسيـهر ( 1921 م ) : في كتابه ( العقيدة والشريعة في الإسلام )
7 - المستشرق الإنجليزي برنـارد لـويـس : في كتابه ( أصول الإسماعيلية )
و من وقف موقفا متأرجحا :
1 - المستشرق الإيطالي كـأيـتـانـي ( 1869-1926 م ) : يخلص في بحثه إلى أن ابن سبأ موجود في الحقيقة . لكنه ينكر روايات سيف بن عمر في تاريخ الطبري و أنه ينكر أن تكون آراء ابن سبأ المؤلهة لعلي قد حدثت في أيامه . و ينتهي إلى القول بأن هذه الآراء وليدة تصورات الشيعة في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة

مـــــــصـــــدر روايـــــات ســـيـــرة شـخـصـيـة عــبــد الله بــن ســبـــأ

يمكن تصنيف مصادر أخبار عبد الله بن سبأ إلى قناتين صبتا فى مراجع القدماء :

أولا - روايــات ســيــف بـن عـمـر الـتـمـيمـى :

1 - روايات فى تاريخ أبو جـعـفر مـحمد بـن جـريـر الـطـبـري ( 224 – 310 هـ ) :
و عن محمد بن جرير الطبرى نقل كل من :
علي بن أبى الكرم أبن الأثير (555- 630 هـ ) فى كتابه ( الكامل فى التاريخ )
عماد الدين أبن كثير ( 701- 774 هـ) فى كتابه ( البداية و النهاية )
عبد الرحمن بن خلدون ( المتوفى 808 هـ ) فى كتابه ( المبتدأ و الخبر )
المستشرقون : رينولد نيكلس – داويت رونالد – فان فلوتن – فل هاوزن

2 - روايات فى غير تاريخ الـطـبـري :
– فى كتاب تاريخ مدينة دمشق لأبى القاسم علي بن عساكر ( المتوفى 571 هـ )
- في كتاب التمهيد و البيان في فضائل عثمان لمحمد بن يحيى بن أبي بكر المالقي ( المتوفى 741 هـ ) .
- في كتاب تاريخ الإسلام للإمام شمس الدين الذهبي ( 673 - 748 هـ )

مصدر أخبار عبد الله بن سبأ فى الحالتين السابقتين هو سيف بن عمر التميمى ( المتوفى 180 هـ ) و هو من الكذابين الزنادقة عند علماء أهل السنة :
قال عنه الإمام النسائى فى كتابه ( الضعفاء و المتروكين ) : ضعيف
و قال عنه يحيى بن معين فى ( ميزان الأعتدال ) و ( تهذيب التهذيب ) : ضعيف الحديث
و قال عنه أبن حبان فى كتابه ( المجروحين ) : أتهم بالزندقة . يروى الموضوعات
و قال عنه أبى حاتم الرازى فى كتابه ( الجرح و التعديل ) : متروك الحديث
و قال عنه شمس الدين الذهبى فى كتابه ( المغنى فى الضعفاء ) : له تواليف. متروك بأتفاق
و قال عنه أبن حجر العسقلانى فى كتابه ( تقريب التهذيب ) : ضعيف الحديث

و الخلل أيضا فى من روى عنهم سيف بن عمر التميمى كما جاء فى تاريخ الطبري . و هم :

1- عبـد الـرحمن بن سـياه الأحمري : ليس له أثر فى كتب الرجال أو الجرح و التعديل !
2- الـمـهلب بن عـقبـة الاسدي : ليس له أثر فى كتب الرجال أو الجرح و التعديل !
3- حنظلـة بن زيـاد بن حنـظلة : ليس له أثر فى كتب الرجال أو الجرح و التعديل !
*اللهم إلا مرة يتيمة فى ( الأكمال ) لأبن ماكولا ( 422 – 475 هـ )
4- مـحمـد بـن نـويـرة
5- طـلحـة بـن الأعـلم

و الخلل أيضا فى من روى عن سيف بن عمر التميمى و هو :
شـعـيـب بـن إبـراهـيـم التـمـيمى :
جاء فى ميزان الأعتدال فى نقد الرجال 3 : 377 :
شعيب بن إبراهيم الكوفي رواية كتب سيف عنه . فيه جهالة
و جاء فى لسان الميزان 3 : 145 :
شعيب بن إبراهيم الكوفى راوية كتب سيف عنه فيه جهالة . انتهى ذكره بن عدى ولاقال ليس بالمعروف . و له أحاديث و أخبار و فيه بعض النكرة . و فيها ما فيه تحامل على السلف

فهذا وضع روايات عمر بن سيف التميمى حول عبد الله بن سبأ فى حجمها الحقيقى :
رجل متروك متهم بالزندقة يروى الموضوعات . روى قصة عبد الله بن سبأ عن رجال لا نجد لهم أثرا إلا فى خياله . ثم روى عنه تلك القصة رجل فيه جهالة !
و بالتالى تنسف مصداقية جل روايات أخبار عبد الله بن سبأ من هذا الطريق .

ثـانـيـا- روايــات مصدرها ليس ســيــف بـن عـمـر الـتـمـيمـى :

و هى حالات قليلة جدا بالتنقيب عنها قد لا نستخرج منها ما هو عدد أصابع اليد السمة الواضحة فيها أنها أيضا تنسب للمجروحين !! ... و هى :

فى تـاريـخ مـديـنـة دمـشـق لأبـى الـقـاسـم عـلـي بن عـسـاكـر :

1 - عن عبد الملك بن محمد بن عبد الله عن أبى علي بن الصواف عن محمـد بن عثمان بن أبي شيبة عن محمد ابن العلاء عن أبى بكر بن عياش عن مجالد عن عامر بن شراحيل الشعبي قال : أول من كذب عبد الله بن سبأ .
و فى السند مجروحين :
- محمـد بن عـثمـان بـن أبـي شـيـبة :
جاء فى المغنى فى الضعفاء 2 : 613 :
حافظ وثقه جزرة . وكذبه عبد الله بن أحمد بن حنبل
و جاء فى الكشف الحثيث 1 : 239 لأبراهيم بن محمد بن العجمى ( 753 – 841 هـ ) :
قال بن خراش كان يضع الحديث .قال بن عقدة سمعت عبد الله بن و إبراهيم بن إسحاق الصواف و داود بن يحيى يقولون محمد بن عثمان كذاب . و زادنا داود قد وضع أشياء على قوم ما حدثوا بها قط . ثم حكى بن عقدة نحو هذا عن طائفة في حق محمد

- عـبد الـملك بـن مـحمد بـن عبد الله ( المتوفى 276 هـ ) :
جاء فى تهذيب الكمال 18 : 403 ليوسف المزي ( 654 – 742 هـ ) :
قال الدارقطني صدوق كثير الخطأ من الأسانيد و المتون كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام منه

مع الأخذ فى الأعتبار أنه حتى المقولة المنسوبة هنا لعامر الشعبي متهافتة . فطبعا عبد الله بن سبأ هذا إن وجد لن يكون أول من كذب ! و قد سبقه مسيلمة الكذاب و الأسود العنسي و أدعيا النبوة .
قال رسول الله : رأيت فى يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين مسيلمة و العنسي .
* سنن أبن ماجة و مسند احمد بن حنبل

2 – عن أبى الحسين بن مكي عن أبى القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني عن يحيى بن محمد بن صاعد عن بندار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة عن زيد بن وهب عن علي قال : مالي و ما لهذا الحميت الأسود ؟
و عن يحي بن محمد عن بندار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة قال: سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي قال : مالي وما لهذا الحميت الأسود؟
و فى السند مجروحين :
- بـنـدار محـمـد بـن بـشـار ( المتوفى 252 هـ ) :
جاء فى ميزان الأعتدال فى نقد الرجال 6 : 79 :
قال عبدالله بن الدورقي كنا ثم يحيى بن معين فجرى ذكر بندار فرأيت يحيى لا يعبأ به و يستضعفه و رأيت القواريري لا يرضاه وكان صاحب البغوي .

3- عن أبى القاسم بن أبي العلاء عن أبى محمـد بن أبي نصر عن خيثمة بن سليمان عن أحمد بن زهير بن حرب عن عمرو بن مرزوق عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن زيد قال : قال علي بن أبي طالب : مالي و لهذا الحميت الأسود ؟
و فى السند مجروحين :
- عـمـرو بـن مـرزوق الـبـاهـلـي :
جاء فى سير أعلام النبلاء 10 : 418 :
عن علي بن المديني أنه قال : تركوا حديث الفهدين و العمرين فهد بن عوف و فهد بن حيان و عمرو بن حكام و عمرو بن مرزوق
و جاء فى الضعفاء و المتروكين لأبن الجوزي 2 : 232 :
كان يحيى بن سعيد لا يرضاه في الحديث وقال الأزدي تكلموا في حديثه

4- عن القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبدالله الذهلي عن أبى أحمد ابن عبدوس عن محمد بن عباد عن سفيان عن عبد الجبار بن العبـاس الهمـداني عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي الكندي قال :رأيت عليا و هو على المنبر و هو يقول : من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله و على الرسول لولا أن لا يزال يخرج عليَّ عصابة تنعي عليَّ دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما .
و فى السند مجروحين :
- عـبـد الـجـبـار بن الـعبـاس الـهمـداني :
جاء فى الكامل فى ضعفاء الرجال 5 : 326 لعبد الله بن عدي الجرجاني ( 277 – 365 هـ ) :
سمعت أبن حماد يقول قال السعدي كان غاليا فى سوء مذهبه ........و عامة ما يرويه لا يتابع عليه
و جاء فى المجروحين 2 : 159 لأبى حاتم بن حبان ( 354 هـ ) :
كان ممن ينفرد بالمقلوبات و كان غاليا فى التشيع و كان أبو نعيم يقول لم يكن بالكوفة أكذب من عبد الجبار بن العبـاس
و جاء فى المغنى فى الضعفاء 1 : 366 لشمس الدين الذهبى :
شيعى وثقه أبو حاتم . و أما أبو نعيم الملائى فقال لم يكن بالكوفة أكذب منه

5 – عن أبى بكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار في كتابة ، و عن أبى طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السبخي بمرو عن أبى علي بن شاذان عن أبى بكر محمد بن عبد الله بن يونس أبو الأحوص عن مغيرة عن سماك قال : بلغ عليا أن ابن السوادء ينتقض أبا بكر وعمر ، فدعا به و دعا بالسيف . أو قال فهم بقتله فكلم فيه فقال : لايساكني ببلد أنا فيه ، قال : فسير إلى المدائن .
و فى السند مجروحين :
- سـمـاك بـن حـرب ( المتوفى 123 هـ ) :
جاء فى الضعفاء و المتروكين لأبن الجوزي 2 : 26 :
كان شعبة و سفيان الثوري يضعفانه . قال أبن عمار كانوا يقولون إنه يغلط و يختلفون فى حديثه
و جاء فى تهذيب التهذيب 4 : 204 :
وكان شعبة يضعفه . وقال بن أبي خيثمة سمعت بن معين سئل عنه ما الذي عابه قال أسند أحاديث لم يسندها غيره وهو ثقة . وقال بن عمار يقولون أنه كان يغلط و يختلفون في حديثه .. و كان الثوري يضعفه بعض الضعف . ..و قال يعقوب بن شيبة قلت لابن المديني رواية سماك عن عكرمة فقال مضطربة . و قال زكريا بن عدي عن بن المبارك سماك ضعيف في الحديث .. و قال النسائي ليس به بأس وفي حديثه شيء . و قال صالح جزرة يضعف. و قال بن خراش في حديثه لين

6 – عن أبي عبد الله يحي بن الحسن عن أبي الحسين بن الأبنوسي عن أحمد بن عبيد بن الفضل و عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز عن علي بن محمـد بن خزفة قالا عن محمد بن الحسين عن ابن أبي خيثمة عن محمد بن عباد عن سفيـان عن عمار الدهني قال : سمعت أبا الطفيل يقول : رأيت المسيب بن نجبة أتى به طببه يعنى ابن السوداء و علي على المنبر فقال علي : ما شأنـه؟ فقال : يكذب على الله وعلى رسوله .

فـى مـسـنـد أبـى يـعـلـي لأحمد بن علي أبو يعلي الموصلي ( 210 – 307 هـ ) :

6- أبو كريب محمد بن العلاء عن محمد بن الحسن الأسدي عن هارون بن صالح الهمداني عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي الجلاس قال : سمعت عليا يقول لعبد الله السبائي ثم ويلك و الله ما أفضى إلي بشيء كتمه أحدا من الناس و لقد سمعته يقول إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا و إنك لأحدهم .
و فى السند مجروحين :
- مـحمد بن الحسـن الأسدى ( المتوفى سنة 200 هـ ) :
جاء فى تهذيب الكمال 25 : 69 ليوسف المزي
و جاء فى تهذيب التهذيب 9 : 102 لأحمد بن حجر العسقلانى :
عن يحيى بن معين شيخ و قال في موضع آخر قد أدركته وليس بشيء . و قال أبو حاتم شيخ . و قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود صالح يكتب حديثه . و قال يعقوب بن سفيان محمد بن الحسن الهمداني ومحمد بن الحسن الأسدي ضعيفان . و قال أبو جعفر إذنه لا يتابع على حديثه . و قال أبو أحمد بن عدي ما ذكرت أحاديث و إفراد وحدث عنه الثقات من الناس و لم أر بحديثه بأسا .

فى ( السـنـة ) لأبى بكر عمرو بن أبـى عاصـم ( المتوفى 287 هـ ) :

7 - أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن الحسن الأسدي عن هارون بن صالح عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي الجلاس قال : سمعت عليا يقول لعبدالله السبائي و يلك ما أقضى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء كتمته أحدا من الناس و لقد سمعته يقول إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا وإنك أحدهم .
و أضاف معلقا :
إسناده ضعيف أبو الجلاس كوفي مجهول كما في التقريب . و هارون بن صالح مجهول أيضا . وفي التقريب مستور .و الحديث أخرجه أبو يعلى من طريقين آخرين عن الأسدي به

توظيف شـــخـصـيـة عــبد الله بــن ســبــأ فى الصراع المذهبي و السياسي

لا ريب أن كل هؤلاء الكذابين و المجروحين الذين بثوا روايات عن عبد الله بن سبأ كان لهم مآرب وراء دس تلك الروايات بين الناس و بين دفاف الكتب . و يمكن للباحث المتمعن أستقراء تلك المآرب فيما يلي :
1- الدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان بأنه ضحية مؤامرة يهودية . و كذلك أصحاب الجمل . و تبرير مواقفهم فى أحداث الفتنة الكبرى
2- تجريح كل من ينتقد الخليفة عثمان أو ولاته على الأمصار
3- مدح أهل الشام و بالتالى معاوية بن أبى سفيان ضمنيا بأنهم كانوا من الفطنة و الوعى بحيث فشل عبد الله بن سبأ فى أفساد بلاد الشام فى حين أفلح فى الكوفة و البصرة و مصر .
4- تجريح بعضا من العقائد الشيعية مثل الرجعة و الوصاية بأن تنسب لرجل يهودي مما ينفر العامة و يضع حاجزا نفسيا تجاه الشيعة و لتشمئز منها النفوس :
مع ملاحظة أن الرجعة مثلا التى تنسب إلى أن عبد الله بن سبأ هو الذى أخترعها و بثها بين الشيعة لا تقول بها كافة الشيعة أصلا ! فلا نجدها عند الشيعة الزيدية و لا الشيعة الإسماعيلية

روايــات أحـراق الإمـام عـلـي لأتـبـاع عــبد الله بــن ســبــأ .... تـحـت الـمـجـهـر

تنتشر روايات فى شتى المواقع أن عبد الله بن سبأ زعم الألوهية للإمام علي و تبعه أتباعه من السبئية فى هذه المقالة الشنيعة فأمر الإمام علي بحرق هؤلاء السبئية و أكتفى بنفى عبد الله بن سبأ نفسه صاحب تلك المقالة إلى المدائن ..

و يمكن الرجوع لتفاصيل تلك الرواية على سبيل المثال فى فتح الباري 12 : 270 لأحمد بن علي بن حجر العسقلانى ( 773 – 852 هـ ) :
زعم أبو المظفر الاسفرايني في الملل والنحل إن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الألاهية و هم السبائية وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهوديا ثم أظهر الإسلام و ابتدع هذه المقالة و هذا يمكن أن يكون أصله ما رويناه في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال قيل لعلي أن هنا قوما على باب المسجد يدعون أنك ربهم فدعاهم فقال لهم : ويلكم ما تقولون . قالوا : أنت ربنا و خالقنا و رازقنا . فقال : ويلكم انما أنا عبد مثلكم أكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون إن أطعت الله أثابني إن شاء و إن عصيته خشيت أن يعذبني فأتقوا الله و أرجعوا . فأبوا فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر فقال : قد و الله رجعوا يقولون ذلك الكلام . فقال : ادخلهم .فقالوا كذلك فلما كان الثالث قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة . فأبوا إلا ذلك . فقال : يا قنبر ائتني بفعلة معهم مرورهم فخد لهم أخدودا بين باب المسجد والقصر . و قال : أحفروا فابعدوا في الأرض و جاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود . و قال : اني طارحكم فيها أو ترجعوا . فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال : اني إذا رأيت أمرا منكرا . أوقدت ناري و دعوت قنبرا .


قد يكون من المفيد للباحث منهجيا تحري تلك الرواية فى الصحاح و المسانيد فى القرون الأولى ليرى كيف وصلت إلينا :
أورد تلك الرواية من أصحاب الصحاح و المسانيد و المصنفات طبقا لأقدميتهم :
1- أبو بكر عبد الرزاق بن همام ( 126 – 211 هـ ) : فى مصنف عبد الرزاق
2- الإمام محمد بن أدريس الشافعى ( 150 – 204 هـ ) : فى مسند الإمام الشافعى و كتابه الأم
3- أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي ( المتوفى 219 هـ ) : فى مسند الحميدي
4- أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبى شيبة ( 159 – 235 هـ ) : فى مصنف أبن أبى شيبة
5- الإمام أحمد بن حنبل ( 164 – 241 هـ ) : فى مسند أحمد
6- أبو عبد الله محمد بن أسماعيل البخاري ( 194 – 256 هـ ) : فى صحيح البخاري
7- أبو داود سليمان بن أشعث السجستانى ( 202 – 275 هـ ) : فى سنن أبى داود
8- أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائى ( 215 – 303 هـ ) : فى سنن النسائى و المجتبى
9- أبو حاتم محمد بن حبان ( المتوفى 354 هـ ) : فى صحيح أبن حبان
10- أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم ( 321 – 405 هـ ) : فى المستدرك على الصحيحين
11 - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى ( 384 – 458 هـ ) : فى سنن البيهقى

فـكـيـف نـجـد الـروايـة عـنـدهـم :

1- أبو بكر عبد الرزاق بن همام ( 126 – 211 هـ ) : فى مصنف عبد الرزاق
أن عليا قتل قـومـا كـفـروا بـعد إسـلامـهم و أحرقهم بالنار فبلغ ذلك ابن عباس فقال لو كنت لقتلتهم و لم أحرقهم

2- الإمام محمد بن أدريس الشافعى ( 150 – 204 هـ ) : فى مسند الإمام الشافعى
لما بلغ بن عباس أن عليا حرق الـمـرتـديـن و الـزنـادقـة قال لو كنت أنا لم أحرقهم .


3- أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي ( المتوفى 219 هـ ) : فى مسند الحميدي
لما بلغ بن عباس أن عليا أحرق الـمـرتـديـن يعني الـزنـادقـة قال بن عباس ثم لو كنت أنا لقتلتهم

4- أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبى شيبة ( 159 – 235 هـ ) : فى مصنف أبن أبى شيبة
أنه ذكر نـاسـا أحرقهم علي فقال لو كنت أنا لم أحرقهم بالنار

5- الإمام أحمد بن حنبل ( 164 – 241 هـ ) : فى مسند أحمد
ان عليا أتى بقوم من هؤلاء الـزنـادقـة و معهم كتب فأمر بنار فأججت ثم أحرقهم و كتبهم

6- أبو عبد الله محمد بن أسماعيل البخاري ( 194 – 256 هـ ) : فى صحيح البخاري
أتى علي بـزنـادقـة فأحرقهم فبلغ ذلك بن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم
أن عليا رضي الله عنه حرق قـومـا فبلغ بن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم

7- أبو داود سليمان بن أشعث السجستانى ( 202 – 275 هـ ) : فى سنن أبى داود
أن عليا أحرق نـاسـا ارتدوا عن الإسلام فبلغ ذلك بن عباس فقال لم أكن لأحرقهم

8- أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائى ( 215 – 303 هـ ) : فى سنن النسائى و المجتبى
أن نـاسـا ارتدوا عن الإسلام فحرقهم علي بالنار قال بن عباس لو كنت أنا لم أحرقهم

9- أبو حاتم محمد بن حبان ( المتوفى 354 هـ ) : فى صحيح أبن حبان
ان عليا اتي بـقوم قـد ارتـدوا عن الإسلام أو قال زنـادقـة معهم كتب فأمر بنار فأججت فألقاهم فيها بكتبهم

10- أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم ( 321 – 405 هـ ) : فى المستدرك على الصحيحين
أن نـاسـا ارتدوا على عهد علي فأحرقهم بالنار فبلغ ذلك بن عباس فقال لو كنت أنا كنت قتلتهم

11 - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى ( 384 – 458 هـ ) : فى سنن البيهقى
لما بلغ بن عباس ثم أن عليا حرق الـمـرتـديـن أو الـزنـادقـة قال لو كنت أنا لم أحرقهم ولقتلتهم


خـلاصـة روايـات الأقـدمـيـن حـول تـلـك الـواقـعـة :

1- لم يذكر أحدا مما سبق أسم ( عبد الله بن سبأ ) مطلقا !! . و لا حتى كلمة ( السبئية ) !! و لم يذكر أحدا مما سبق كلمة عن أن السبب هو ( تأليه الإمام علي ) !!
هؤلاء الذين تم أحراقهم وصفهم القدامى بأنهم : قوما أرتدوا عن الإسلام – ناسا – زنادقة معهم كتبا .. و حسب
و خـلاصـة الأمـر عند الأقـدمـين :
أنه لا يتعدى كون أن الخليفة الإمام علي عاقب بالأعدام حرقا قوما من المرتدين أو الزنادقة الذين حاولوا بث كتبا ما تحوى فكرهم ..
فنسجت الحكايات و الروايات و زج بأسم عبد الله بن سبأ و السبئية و أدعائهم الألوهية للإمام علي نفسه !!

الــسبــائـــى ... و الـــســبـا ئــيــة .. بنو ســــبــأ

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن سبأ :
ليس بأرض و لا امرأة و لكنه رجل ولد عشرة من العرب . فتيامن منهم ستة و تشاءم منهم أربعة . فأما الذين تشاءموا فلخم و جذام و غسان و عاملة . و أما الذين تيامنوا فالأزد و الأشعريون و حمير و مذحج و أنمار وكندة . فقال رجل : يا رسول الله و ما أنمار . قال : الذين منهم خثعم و بجيلة
* سنن الترمذى - باب ومن سورة سبأ

فى أنساب العرب أن بنو سبأ هم المنتسبون إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح .
و قيل أن أسم سبأ ( عبد شمس ) و سمى سبأ و الرائش .

و أنتسب إلى سبأ كتصنيف قبلي العديد من الرجال فعرفوا بالسبائيين :

الصحابى سعيد بن أبيض بن حمال السبائى : وفد على رسول الله . و له أحاديث فى أبى داود و الترمذى و النسائى
عمارة بن شبيب السبائى : و مختلف على صحبته
التابعي صالح بن خيوان السبائى - هبيرة بن أسعد السبائى – عبد الله بن هبيرة السبائى – عبد الرحمن بن وعلة السبائى

و كتصنيف قبلي كان الواقع أن ركائز أنصار الإمام علي و قادته أبان خلافته و بعدها كانوا سـبـائـيـيـن :
1- الصحابى عمار بن ياسر العنسي : و ينتمى إلى كهلان بن سبأ
2- عدي بن حاتم الطائى : و ينتمى إلى كهلان بن سبأ
3- مالك بن الحارث الأشتر النخعي : و ينتمى إلى مذحج من سبأ
4- كميل بن زياد النخعي : و ينتمى إلى مذحج من سبأ
5- الصحابى سليمان بن صرد الخزاعى : و ينتمى إلى خزاعة من سبأ

و كان الإمام علي يشيد بنصرة قبيلتا ربيعة و همدان اليمنيتين السبائيتين له . فقال لهم يوم معركة صفين :
أن عمارا لما قتل قال علي لربيعة و همدان : أنتم درعي و رمحي . فانتدب له نحو من اثني عشر ألفا و تقدمهم علي على بغلته فحمل و حملوا معه حملة رجل واحد .
* تاريخ الطبري 3 : 94

و من نماذج التصنيف القبلي للـسبـائـيـة :

1- رسالة والى العراق زياد بن أبيه إلى معاوية بن أبى سفيان لما بعث له بحجر بن عدي :
بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زياد بن أبي سفيان أما بعد فإن الله قد أحسن ثم أمير المؤمنين البلاء فكاد له عدوه من بغى عليه إن طواغيت من هذه الـتـرابـيـة الـسبـئـيـة رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين و فارقوا جماعة المسلمين و نصبوا لنا الحرب ..
* تاريخ الطبري 3 : 228

2- أعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله ( المتوفى 84 هـ ) في ديوانه هجى المختار بن أبي عبيد الثقفي و أنصاره من أهل الكوفة بعدما فرّ مع أشراف قبائل الكوفة إلى البصرة بقوله :
شهدت عليكم أنكم سـبـئـيـة . وأني بكم يا شرطة الكفر عارف .

3- الشاعر همام بن غالب الفرزدق ( المتوفى 116 هـ ) يهجو في ديوانه أشراف العراق و من انضم إلى ثورة عبد الرحمن بن الأشعث في معركة دير الجماجم ، و يصفهم بالسبئية ، حيث يقول :
كأن على دير الجماجم منهم . حصائد أو أعجاز نخل تَقَعّرا
تَعَرّفُ هـمـدانـيـة سـبـئـيـة . و تُكره عينيها على ما تنكرا
رأته مع القتلى و غيّر بعلها . عليها تراب في دم قد تعفّرا


و للبحث بقية إن شاء الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
آخر تعديل بواسطة أحمد شريف طنطاوى في الخميس يونيو 16, 2005 9:19 pm، تم التعديل مرة واحدة.
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

الغزالى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 60
اشترك في: الجمعة مارس 04, 2005 2:00 pm

مشاركة بواسطة الغزالى »

كالعادة بحث رائع اخى احمد

و يظهر ان العثمانية كانوا يلقبون شيعة على ع احيانا ب السبئية ,و هو ما ورد فى رسالة زياد بن ابيه الى معاوية التى اشرت اليها ,
ثم وردت ايضا هذه التسمية على لسان الزهرى وصف بها عبد الله بن محمد بن الحنفية و هو يقصد بها انه كان شيعيا , كما انها وردت ايضا فى رسالة الحسن بن محمد بن الحنفية التى تحدث فيها عن الارجاء لكن لم يشر فيها الحسن الى شخصية ابن سبا بل سمى الشيعة ب السبئية فحسب و اتهمهم بانهم يعتقدون نقص القران ..

و الجوزجانى عندما اشار الى ابن سبا فى كتابه " احوال الرجال " لم يذكر الا انه كان يقول ان القران بعضه عند على ع , و هو كلام ماخوذ من رسالة الحسن بن محمد بن الحنفية لكن الحسن نسبه الى من سماهم ب السبئية اى الشيعة و لم يذكر شخصية ابن سبا مطلقا ,
و ذكر الجوزجانى ايضا حكاية ان السباية الهوا عليا ع و انه احرقهم , و لو كان هناك اى اصل لدور ابن سبا المزعوم فى الفتنة لما تاخر الجوزجانى عن ذكر ذلك .
الساكت عن الحق شيطان اخرس

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

أخي احمد زادكم الله من فضله بحث أكثر من رائع وممتاز وغني بالمعلومات وثري بها وموثق من المصادر والمراجع ماشاء الله :) زادك الله من فضله .

وبالفعل هذا الرجل اسطورة خيالية رسمتها مؤامرة أهل الظلم والجهل كما أني اشعر أن المراد من خلق هذه الشخصية وفرضها على الناس إغواء العوام وتلبيس الحق عليهم فبعد مقتل عمار بن ياسر انفضح معاوية ومن معه وانهزموا معنويا ومن هنا شرعنوا أكثر من وهم واختلقوا الاحاديث الكاذبة والفضائل الجوفاء المزورة والشخصيات الوهمية ليضلوا بها بسطاء العوام وفعلا نجحوا والعجيب أن حملة هذا الفكر المترهل ما زالوا يدافعون عنه وعن تلك الاوهام بدون نظر ولا اعمال للفكر والدليل والمدلول ..

اترقب البقية بفارغ الصبر وقبلاتي لك أخي الكريم . :)
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الهاشمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 67
اشترك في: الاثنين مايو 03, 2004 10:12 pm

مشاركة بواسطة الهاشمي »

السلام عليكم الشكر للأخ أحمد على بحثه القيم ولكن أرجو أن يرجع الى المجموع المنصوري (كتاب العقد الثمين) للإمام عبد الله بن حمزة فسيجد أنه ذكر ابن سبأ مؤكدا على وجوده وحقيقة شخصيته .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

من كتاب العقد الفريد للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة:
للتحميل : http://hamidaddin.net/ebooks/Mansuri1.chm

"فأمَّا الغلاة: فمذهبهم يخرج عن الإسلام ؛ لأنهم يفترقون على ثلاث فرق:

- فرقة زعمت أنه تعالى ظهر في الأئمة على ما لم يزل عليه في القدم.

- وفرقة زعمت أنه ظهر على صورة البشر.

- وفرقة زعمت أنه فوض إلى الأئمة الخلق والرزق، ومن قال إنه يظهر في صورة البشر قال إنه احتجب بالأئمة فعندهم عليَّ هو الله، تعالى عما يقولون علواً كبيراً، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم عندهم رسول علي عليه السلام، فكيف ينبغي أن يذكر من هذه حاله في فرق الإسلام؟؟ ولا نرد عليهم إلاَّ ما نرد على المشبهة والثنوية، وإنما أضفناهم إلى التشيع للتسمية لا غير.
وأول من أسس هذه المقالة ابن سبا لعنه الله ؛ لأن علياً عليه السلام لما تجهز لغزو الشام ونهد إلى معاوية في الجنود العظيمة، فيهم أربعون ألف مستميت قد تبايعوا على الموت، وقد قدم عليه السلام كتاباً إلى معاوية لعنه الله فيه قاصمة الظهر، قال في فصلٍ منه: والله لئن جمعتني وإياك صروف الأقدار لا رجعت إلى أهلٍ ولا مالٍ حتى يقضي الله بيني وبينك ما هو قاض، فلما [أن] رأى معاوية أليته عليه السلام ضاق به أديمه، ولم يسعه مجلسه، فاستنفر علي عليه السلام الناس، فنفروا وعسكروا بالمدائن وتخلف علي عليه السلام في المصر لاستحثاث الناس ولصلاة الجمعة، فاغتاله عدو الله ابن ملجم لعنه الله، وقد خرج إلى مسجده لورد تهجده، فضربه فقتله، فبلغ الخبر إلى المدائن بقتله، فأنكر ذلك ابن سبا أشد الإنكار، فقال: ما قتل، ولا ينبغي أن يقتل، فجاءوا إليه بمن شهد أنه عليه السلام ضرب على هامته حتى وصل السيف إلى أم دماغه، وكثر الحاكي لذلك، فقال لهم: والله لو اتيتموني بدماغه في سبعين صرة ما أقررت لكم أنه مات، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصائه إلى الحق كما يسوق الراعي غنمه إلى الماء، ولكن رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم إلى غير ذلك من الجهالات التي سردها، واتبعه على ذلك طائفة من الجهَّال، والجهل لا غاية له، والجهال لا سبيل إلى تعيينهم على التفصيل فهؤلآء زادوا على النص والإمامة فنقصوا بزيادتهم، وخرجوا من جملة أهل ملتهم."

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

(كتاب العقد الثمين) للإمام عبد الله بن حمزة فسيجد أنه ذكر ابن سبأ مؤكدا على وجوده وحقيقة شخصيته


السلام عليكم أخي الهاشمي سيدي لا شك ان الامام عبد الله قد ذكر ذلك لكن من اين استقى مصادره حول هذه الشخصية ؟؟ هل من كتب الاباء القدماء متل الامام زيد أو الامام القاسم الرسي أو من الامام الناصر والامام الهادي الى الحق لا علم لي أن هؤلاء قد اشاروا الى هذه الشخيصية على أني قد رأيت الامام عبدالله بن حمزة ينقل الكثير من الاحاديث النبوية من كتب القوم راجع كتاب الاربعون السيلقية كما أني أجد الامام يستشهد في بعض كتبه من كتب السير ذات الطابع السني ولا ضير في ذلك فليس جل ما فيها كذب وليس جل ما فيها صحيح هذا من وجهة نظري ايضا لا نقول بعصمة الائمة سوى الخمسة ومن هنا لا ضير إن خالفتا مولانا الامام عبد الله في قوله فهو قول يأخذ منه ويترك وهذا ايضا من وجهة نظري

أخي معاذ :wink: شكرا على كرمك وعلى جهودك وعلى خدمتك المتواصلة للعلم وأهله فبارك الله لكم فينا وبارك الله لنا فيكم سيدي الكريم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

حقّا وصِدقاً ، أحسنَ الله إليكم أخي الباحث المفضال ( أحمد شريف طنطاوي ) وزادَكُم الله بسطَةً في العِلم .

الأخ الفاضل : الهاشمي بارك الله فيك .

الوالد المفضال : معاذ حميد الدين أمتعنا الله بطول بقاك .

كلام حولَ الاختلاف :

المسألة بحاجَة إلى بحث وتعقيب وتأني ( شخصية ابن سبأ ودوره ) ينبغي البَحث بعد بَحث الأستاذ أحمد شريف طنطاوي ، والبَحث بعد بَحث الشيخ حسن بن فرحان المالكي ، وتقرير الصواب ، بالإنصاف ، ومعهُ يأتي الحُكم بَفَاعِليّة دَورِه أو وَهمِيّتِه .

ولا يُعيقكَ مع بحثِكَ أن يكون الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة أو غيره من أئمتنا الغير معصومين ، قد أثبتَ أو أنكَر دورهُ وفاعليته في صُنعِ دين الشيعَة ، وخصوصاً إذا لَم تَجِدوا مُؤيّدات تُثبت دور ابن سبأ عن طريق أئمة الزيدية إلاّ عن طريق ابن حمزة (ع) . فما زالَت الزيدية مؤمنةً بعدَم عصمَة أحدٍ من البَشَر بالتخصيص بعد أصحاب الكساء (ع) .

أعتبرُ هذا الاعتراف منّا إنصَافاً ( لعقل القارئ ) .

ولكن لا يُقاس بهذا بقيّة الأصول العقدية والفقهيّة الثابتَة ممّا شمَلهُ الإجماع العلوي الفاطمي ، فينبغي التنبّه ، لأن الأصل الإجماع ، والإجماع مُتقرّر ، وليسَ لنا أن نتجاهلَ قولَ الإمام فيمَا وافقَهُ ( أي الإجماع ) أو التشكيك فيه ، على عكس السّابق ( أعني الكلام على دور ابن سبأ ، فإنّه من الكلام في السّيَر واحتماليَة الخطأ فيها والصواب وارِد ، وكذلكَ النّقل في الرّوايات التي لها مُعارضات قويّة من طُرقّ أئمة الزيديّة ( تُظهرُ شذوذَها وبُعدِها عن الإجماع ) فإنّها تُستبعَد أو تُتأوّل بما يسمحُ به المقَام ) ... .

سأضربُ لكَ أمثلَة أخي الكريم :

* القول بعصمَة الإمام ( يٌقال ( بحاجَة إلى بحث ) قالَ بها أبو العباس الحسني (ع) ) ، ومعَ ذلكَ لَم يُتابَع فيهَا لمُخالفتها المعلوم بالضرورة عن طريق سادات أهل البيت ، درايةً وروايَة .

* السب للمشائخ المتقدمين على أمير المؤمنين (ع) ( غفرَ الله لهُم ) ، قالَ به الإمام أحمد بن سليمان (ع) ، ومعَ ذلكَ لَم يُتابَع فيه لمُخالفَته المعلوم بالضرورَة عن طريق سادات أهل البيت (ع) .

* ومثلهُ إقرار المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع) بدورِ ابن سبأ في الفتنَة ، فإنّه يَجب أن يُخضَعَ للدّراسَة ، فيُنظَر كلام أهل البيت ( إن وُجِدَ لهم تعليقات عليه ) ، وإلاّ فمصادرُ العامّة التاريخيّة منها والحديثية ليسَت عندنا ولا عندَ عُقلاء الأمّة مكذوبة جميعها . وهُنا انظُر قولَ الإمام الهادي (ع) عندما سُئِلَ عن اختلاف آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأجابَ في كتابه القياس بقوله :

(( إنَّ اختلافَ آل الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم - أيّهَا السَائِلُ عَن أخبَارِهِم - لَم يَقَع ولا يَقَع أبَداً إلاّ مِن وَجهَين:

فَأمّا أحَدهُمَا: فَمِن طَريقِ النّسيَانِ للشيء بَعدَ الشّيء، والغَلَط فِي الرّوايَة والنَقل، وهَذا أمرٌ يَسيرٌ حَقير قَليل، يَرجِعُ النّاسِي مِنهُم عَن نِسيانِه، إلى القَول الثّابت المَذكورِ لَه عِندَ المُلاقَاه والمُنَاظَرَة. )) ثمّ ذكرَ (ع) الوجه الثاني وهُو العظيم ، يعني الاقتباس من غير علوم الآباء وبه تحصل المُخالفَة ذات الشأن العَظِيم بين آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .

تنبيه : ينبغي على القارئ ( الغير مُتعنّت ) ، ألاّ يموّه ويُشنّع بالاختلاف في مثلِ هذه الأمور ، ويعتبرُ الاختلافَ فيها مثلَهُ مثل الاختلاف في الثوابت العقدية !! ، فينبغي التعامل بحذَر مع أمثال هذه الحالات ( خصوصاً الباحثينَ منّا ) ، وأيضاً يجبُ علينا التنبّه أن يُغرّرَ بِنَا فنقعَ في شرَك ومصيَدة عدم التفريق بين الغلَط فيما الحقّ فيه واحِد ، وفيمَا سواه من العُلوم ، أو يُغرّرُ بنا في جعلَ أمثال هذه الاختلافات في النقولات أدلّة على المُخالفَة في الأصول ، وشتّان بينَ هذا وذَاك .

* قال حَامِي علوم الآل حميدان بن يحيى القاسمي (ع) في مجموع منتزعاته ، متكلّماً عن الاختلاف في المنقول لنا من علوم الآل ، مجوّزاً لحصوله فيما تختلفُ فيه الأنظار والأحوال من السّير والحوادث ، مُحرِّصَاً على عدم التشنيع والتمويه وجعلهِ دلالة وأنموذجاً على الاختلاف المُطلَق بين عُلماء الآل (ع) :

(( فَهُوَ - أي الاختلاف - لايَخلو إمّا أنْ يَكونَ فِيمَا يَجوزُ ( تأمّل ) الاختلافُ فِيه نَحوَ السِّيَر والحَوادِث التِي لانَصَّ عَليهَا، ومَاكَان مِنَ الآيات والأخبَار لهُ في اللغَة أكثرُ مِن مَعنىً، وإمَا أن يَكونَ فِيمَا الحَقُّ فِيه واحِد نَحو الوَاجِبَات العَقليّة والفَرائض السمعيّة. فَإن كَانَ مِنَ السِّير والحَوادِث التِي يَختَلِفُ النّظَرُ فِيهَا لاختِلافِ الأحوَال ( تأمّل )، أو كَانَ مِمّا لَه أكَثَرُ مِن مَعنى. فَنِسبَةُ الإختلاف فِيه إلى الأئمة عَلى الإطلاق ( تأمّل ) مِن غَير تَبيين يَكونُ تَمويهَاً وتَشنِيعَاً، ومَوهَمَةً للمُسَاوَاة بَين أئمّة الهُدى وعُلمَاء السّوء وأئمّة الضَلال المُفرّقينَ لأديَانِهِم المُختَلِفِين فِي مَذاهِبِهِم، وذَلك مِمّا يُنَفّرُ المُستَرشِدِينَ مِنَ الأئمّة عَن الإتباع لِعُلومِ الأئمّة. وإن كَانَ ذَلِكَ الاختلافُ فِيمَا الحَقّ فِيهِ واحِد فَنِسبَتُه إلِى الأئمّة عَلى الإطلاق مَع إمكَانِ تأوّله يَكونُ قبيحاً - قُلتُ : وهُوَ قليلٌ ، إن لَم يَكُن معدوماً ، أيضاً هُوَ مَحكومٌ بالإجماع المُتقدّم عن سادات آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم - )) . اهـ كلامه (ع) .

قيلَ للإمام أبي عبدالله جعفر الصادق (ع) : إنّكُم - يا آل رسول الله - تَختَلِفون ؟!! فأجابَه الصادق (ع) : (( إنّا نَختَلِف ونَجتَمِع، ولَن يَجمَعَنَا الله على ضَلالَة )) .

بكلام أبي عبدالله روحي له الفداء ، أختم كلامِي هُنا ، راجياً للجميع التوفيق في الدنيا والآخرَة . وصلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد الطيبين الطاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

أحسن الله إليكم جميعاً

وفعلاً لم أرى ذكر لعبدالله بن سبأ في أي من مجاميع الأئمة عليهم السلام اللتي إطلعت عليها سوى العقد الفريد للإمام عبدالله بن حمزة عليه السلام.

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

الأخ الهاشمي :

أشكرك على أضافتك التى قطعا أضافت لمعلوماتى علما أهديته لي .

سأعقب لاحقا على ما أورده الإمام المنصور بالله عليه السلام . لكن أعذرنى الآن فى عدم أمكانية التعقيب لأننى حاليا فى مهمة عمل فى أمارة دبي بعيدا عن مكتبتى و مراجعي .

و السلام على الأخوة الكرام جميعا
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة الكرام

عذرا على تأخرى فى فحص ما أورده الإمام المنصور بالله عليه السلام فى كتابه (العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين ) كما وعدت

أورد الإمام عليه السلام تحت عنوان : [السبأية والإمام علي] :

وأول من أسس هذه المقالة ابن سبا لعنه الله ؛ لأن علياً عليه السلام لما تجهز لغزو الشام ونهد إلى معاوية في الجنود العظيمة، فيهم أربعون ألف مستميت قد تبايعوا على الموت، وقد قدم عليه السلام كتاباً إلى معاوية لعنه الله فيه قاصمة الظهر، قال في فصلٍ منه: والله لئن جمعتني وإياك صروف الأقدار لا رجعت إلى أهلٍ ولا مالٍ حتى يقضي الله بيني وبينك ما هو قاض، فلما أن رأى معاوية أليته عليه السلام ضاق به أديمه، ولم يسعه مجلسه، فاستنفر علي عليه السلام الناس، فنفروا وعسكروا بالمدائن وتخلف علي عليه السلام في المصر لاستحثاث الناس ولصلاة الجمعة، فاغتاله عدو الله ابن ملجم لعنه الله، وقد خرج إلى مسجده لورد تهجده، فضربه فقتله، فبلغ الخبر إلى المدائن بقتله،
فأنكر ذلك ابن سبا أشد الإنكار، فقال: ما قتل، ولا ينبغي أن يقتل،
فجاءوا إليه بمن شهد أنه عليه السلام ضرب على هامته حتى وصل السيف إلى أم دماغه، وكثر الحاكي لذلك، فقال لهم:
والله لو اتيتموني بدماغه في سبعين صرة ما أقررت لكم أنه مات، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصائه إلى الحق كما يسوق الراعي غنمه إلى الماء، ولكن رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم
إلى غير ذلك من الجهالات التي سردها، واتبعه على ذلك طائفة من الجهَّال، والجهل لا غاية له، والجهال لا سبيل إلى تعيينهم على التفصيل فهؤلآء زادوا على النص والإمامة فنقصوا بزيادتهم، وخرجوا من جملة أهل ملتهم.

قبل البدء . أؤكد الآتى :
أنا أضع الرواية ذاتها تحت الفحص . و لا أضع الإمام المنصور بالله عليه السلام نفسه تحت الفحص .

التعليق على الرواية :
1- الصورة العامة لشخص عبد الله بن سبأ فى الرواية هنا لا تقدمه سوى أنه من الغلاة الذين رفضوا التصديق بأستشهاد الإمام علي و حسب . و لا نجد فيها سائر الخطوط العريضة التى ألبست لهذه الشخصية كأنه أستطاع بمكائده أن يثير الفتنة التى أدت إلى مقتل الخليفة عثمان . و أنه تستر بالتشيع للإمام علي و كان يجاهر بالطعن فى الشيخين أبو بكر و عمر و جهر بأن الإمام علي هو وصي رسول الله و قال بالرجعة .

2- فلنفحص أصل رواية رفض تصديق خبر أستشهاد أمير المؤمنين :

يذكر أبو بكر أحمد بن علي البغدادي ( 393 – 463 هـ ) فى تاريخ بغداد ج 8: 487 :
عن محمد بن عبد الوهاب الصغير عن أحمد بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن المغلس عن سعيد بن يحيى الأموي عن عبد الله بن سعيد عن زياد البكائي عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن زحر بن قيس الجعفي قال :
بعثني علي على أربعمائة من أهل العراق وأمرنا أن ننزل المدائن رابطة قال فوالله إنا لجلوس ثم غروب الشمس على الطريق إذ جاءنا رجل قد أعرق دابته قال فقلنا : من أين أقبلت ؟ . فقال: من الكوفة . فقلنا : متى خرجت ؟
قال : اليوم . قلنا : فما الخبر ؟ قال : خرج أمير المؤمنين الى الصلاة صلاة الفجر فابتدره بن بجدة وابن ملجم فضربه أحدهما حصول إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها ويموت مما هو أهون منها .
قال : ثم ذهب فقال عبد الله بن وهب السبائي ورفع يده الى السماء الله أكبر الله أكبر .
قال قلت : له ما شأنك ؟
قال : لو أخبرنا هذا أنه نظر الى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه .
قال فوالله ما مكثنا إلا تلك الليلة حتى جاءنا كتاب الحسن بن علي من عبد الله حسن أمير المؤمنين الى زحر بن قيس أما بعد فخذ البيعة على من قبلك قال فقلنا أين ما قلت قال ما يموت

و السند به مجالد بن سعيد :
كان ردئ الحفظ . يقلب الأسانيد . و يرفع المراسيل . و لا يجوز الأحتجاج به
أنظر : المجروحين لأبن حبان 3: 10

المعضلة هنا أن عبد الله بن وهب السبائى كان قد قتل يوم النهروان !
و كان خارجيا يكفر أمير المؤمنين !
فلا يمكن أن يكون هو فعلا قائل المقولة ...
فيقودنا ذلك للعودة لحال الراوى مجالد بن سعيد مرة آخرى الذى كان يقلب الأسانيد لنجد أنفسنا أمام أحتمالية حالة أسناد مقلوب :
هل عـبـد الله بـن وهـب السبائى كما ذكر مجالد . هو مقلوب وهـب بـن عـبـد الله ؟
وهب بن عبد الله :
هو أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائى . و هو فعلا من أصحاب أمير المؤمنين و شهد معه مشاهده . و كان صاحب شرطة أمير المؤمنين و جعله الإمام علي على بيت مال الكوفة . ثم أخيرا ورد المدائن .
فإذا كان الرواي مجالد ردئ الحفظ فلعله ذكر السبائى لا السوائى من هذا الباب . و قلب الأسناد من وهب بن عبد الله إلى عبد الله بن وهب .

فمن وهب بن عبد الله السوائى ... إلى عبد الله بن وهب السبائى ... إلى عبد الله بن سبأ ..

الخلاصة :
إن الرواية لا تخرج عن الأطار العام للروايات المنسوبة لعبد الله بن سبأ :
- حدث ما يكون قد حدث فعلا .. ( و ربما لم يحدث أيضا )
- لا يذكر الأقدمون أن بطل هذا الحدث هو اليهودي المجهول عبد الله بن سبأ .
- فيما بعد تلصق أحداث هذا الموقف بأسم عبد الله بن سبأ .. و لعل ذلك من باب الدس أو سوء الرواة أو سوء النية
- تصل الرواية إلى اللاحقين فى شكلها الأخير مرتبطة بأسم عبد الله بن سبأ

و الله أعلم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

موالي آل بيت النبي (ص)
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 373
اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
مكان: بيروت

مشاركة بواسطة موالي آل بيت النبي (ص) »

اللهم صل على محمد و آل محمد

السلام عليكم


هل لهذا البحث القيم من تكملة...؟؟؟
جزاكم الله كل خير
الوصي عنوان مطبوع بجبيني
وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

صورة

أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

تعقيب

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم مولى آل البيت

فى الواقع أعتقد إنى أنهيت الدراسة . لكن المجال مفتوحا للمناقشة و النقد أو طرح الأسئلة .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“