هذا وحي من الله فهل من متبع؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 30
- اشترك في: الخميس ديسمبر 18, 2003 11:44 pm
- مكان: جدة
- اتصال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أعتقد أن نقطة الخلاف تكمن في إتقاد الأخ الشريف أن اليهود والنصارى ليسم مشركيين . "وأتمنى أن تصححني إن أخطأت "
ولترتيب الحوار بقدر الإمكان أتمنا من الأخ الشريف أن يضع عقيدة النصارى على سبيل المثال (الحالية) ولنتناقش فيما إذا هم موحدون (على ملة إبراهيم) أم مشركين , فأنا شخصيا عبر بحث وحوار مع المسيحين العرب ((والذين هم يعتبرون أنفسهم موحدين مقارنة مع نصارى أوروبا وغيرهم من الدول الغربية)) لم أجد عندهم إلا إشراك إله مع الله إضافة إلى معتقدات لا يقبلها العقل .
فأرجوا عزيزي حازم أن تتطرق أولا إلى نقطة التوحيد ثم ننتقل إلى الإيمان بالرسل و غيرها .
أخوكم .... هاشم
أعتقد أن نقطة الخلاف تكمن في إتقاد الأخ الشريف أن اليهود والنصارى ليسم مشركيين . "وأتمنى أن تصححني إن أخطأت "
ولترتيب الحوار بقدر الإمكان أتمنا من الأخ الشريف أن يضع عقيدة النصارى على سبيل المثال (الحالية) ولنتناقش فيما إذا هم موحدون (على ملة إبراهيم) أم مشركين , فأنا شخصيا عبر بحث وحوار مع المسيحين العرب ((والذين هم يعتبرون أنفسهم موحدين مقارنة مع نصارى أوروبا وغيرهم من الدول الغربية)) لم أجد عندهم إلا إشراك إله مع الله إضافة إلى معتقدات لا يقبلها العقل .
فأرجوا عزيزي حازم أن تتطرق أولا إلى نقطة التوحيد ثم ننتقل إلى الإيمان بالرسل و غيرها .
أخوكم .... هاشم
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 22
- اشترك في: الجمعة مارس 26, 2004 1:45 pm
- مكان: الحجاز
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الرائق
المسالة ليس لها صلة باليهود أو النصارى تحديدا بل تتعدي إلى جميع الديانات وما هما إلا مثال، لب الموضوع هل أي رجل كان على أي ديانة كان من صاحبة الاسم و المضمون سماوية أو غيرها قال لا إله إلا الله وآمن باليوم الأخر و عمل عملا صالحا ماذا نسميه؟؟؟؟
قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64)
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:62)
وسأعطيك مثل على ذلك من كتاب الله قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:52) ولهذا سميناهم أو سماهم القرآن نصارى ولكنهم في الحقيقة على عقيدة التوحيد التي هي الإسلام.
تحياتي
أخي الكريم الرائق
المسالة ليس لها صلة باليهود أو النصارى تحديدا بل تتعدي إلى جميع الديانات وما هما إلا مثال، لب الموضوع هل أي رجل كان على أي ديانة كان من صاحبة الاسم و المضمون سماوية أو غيرها قال لا إله إلا الله وآمن باليوم الأخر و عمل عملا صالحا ماذا نسميه؟؟؟؟
قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64)
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:62)
وسأعطيك مثل على ذلك من كتاب الله قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:52) ولهذا سميناهم أو سماهم القرآن نصارى ولكنهم في الحقيقة على عقيدة التوحيد التي هي الإسلام.
تحياتي
يا معين
العقل نور الله
العقل نور الله
-
- ---
- مشاركات: 885
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
- مكان: مصر المحمية بالحرامية
- اتصال:
الأستاذ الفاضل حسن زيد
أريد أن أوضح أن ما ذكرته يختلف مع ما فهمته من الأخ حازم مضمونا ومنهجا .
فقد اعتمدت أنت على نصوص خارج القرآن لشيوخ مجتهدين رأوا أن نص الآية يحتمل أن يكون المنع خاص بالمسجد الحرام ، وأنا أتفق معهم ، وأزيد أنه من الثابت تاريخيا أن المشركين دخلوا المدينة المنورة ، ومنهم أبو لؤلؤة المجوسي -لعنه الله - قاتل سيدنا عمر ، وكذلك رسول كسرى الذي رأى عمرا نائما تحت الشجرة ، إضافة إلى السبايا والموالي الذي لا أعتقد أنهم أسلموا بهذه السرعة لمجرد أن مملكتهم سقطت وتم أسرهم .
لكن ما قدمه الأخ حازم مجموعة من الكلمات والعبارات المتناقضة .
فبدلا من استخدام نص القرآن على المسجد خاصة ، استخدم آية تتحدث عن الحج !!!
ثم تعدى الأمر إلى محاولة فاشلة لأن يستنبط من الآية حكما بجواز دخول من يحملون هوية وجواز سفر مكتوب عليه نصارى و يهود خاصة ، في الوقت الذي أقر فيه على منع من لا يحمل هذتين الصفتين من دخول المسجد .
كل هذا يثير الشك وعدم الثقة ،وكما قال علي بن أبي طالب (ع) [من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن إلاّ نفسه]
وأنا أسأل الأخ حازم هل ما ذكره الأستاذ حسن زيد هو ما تريده ؟؟؟
كما أرجو منه أن يهدأ قليلا ويرعى حق الأخوة بأن لا يبخل علينا بإيضاح فكرته ، والعجيب أن الأخ حازم أسلوبه معنا أشد عنفا مما هو عليه في نقاشه مع الحشوية الذين قابلوه بمجرد السب لا النقاش بالحجة .
وهناك تصحيح للأخ حازم أن القرآن الكريم لم يطلق على أنصار عيسى وحوارييه لقب نصارى ، وهذا أمر آخر يثير الريبة ، وإن كنت أعتقدها كبوة جواد ، فالنصارى مأخوذة من نسبتهم إلى الناصرة وهو لقب لم يطلقه القرآن وإنما غلب عليهم من قديم الأزل لأن المسيح عرف بين اليهود بيسوع الناصري ، كما أن اليهود ينتسبون إلى يهوذا وهو أحد الأسباط والأسباط عندنا مؤمنون ، ولقب يهودي أطلق على اليهود أيضا من قبل غيرهم تمييزا لهم عن النصارى من بعد ، وهو يشمل أحفاد جميع الأسباط وليس يهوذا فقط .
ولعلك تلاحظ أن القرآن لم يطلق على أتباع ولا أتباع الأنبياء من بني إسرائيل لقب يهودي أو نصراني .
أريد أن أوضح أن ما ذكرته يختلف مع ما فهمته من الأخ حازم مضمونا ومنهجا .
فقد اعتمدت أنت على نصوص خارج القرآن لشيوخ مجتهدين رأوا أن نص الآية يحتمل أن يكون المنع خاص بالمسجد الحرام ، وأنا أتفق معهم ، وأزيد أنه من الثابت تاريخيا أن المشركين دخلوا المدينة المنورة ، ومنهم أبو لؤلؤة المجوسي -لعنه الله - قاتل سيدنا عمر ، وكذلك رسول كسرى الذي رأى عمرا نائما تحت الشجرة ، إضافة إلى السبايا والموالي الذي لا أعتقد أنهم أسلموا بهذه السرعة لمجرد أن مملكتهم سقطت وتم أسرهم .
لكن ما قدمه الأخ حازم مجموعة من الكلمات والعبارات المتناقضة .
فبدلا من استخدام نص القرآن على المسجد خاصة ، استخدم آية تتحدث عن الحج !!!
ثم تعدى الأمر إلى محاولة فاشلة لأن يستنبط من الآية حكما بجواز دخول من يحملون هوية وجواز سفر مكتوب عليه نصارى و يهود خاصة ، في الوقت الذي أقر فيه على منع من لا يحمل هذتين الصفتين من دخول المسجد .
كل هذا يثير الشك وعدم الثقة ،وكما قال علي بن أبي طالب (ع) [من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن إلاّ نفسه]
وأنا أسأل الأخ حازم هل ما ذكره الأستاذ حسن زيد هو ما تريده ؟؟؟
كما أرجو منه أن يهدأ قليلا ويرعى حق الأخوة بأن لا يبخل علينا بإيضاح فكرته ، والعجيب أن الأخ حازم أسلوبه معنا أشد عنفا مما هو عليه في نقاشه مع الحشوية الذين قابلوه بمجرد السب لا النقاش بالحجة .
وهناك تصحيح للأخ حازم أن القرآن الكريم لم يطلق على أنصار عيسى وحوارييه لقب نصارى ، وهذا أمر آخر يثير الريبة ، وإن كنت أعتقدها كبوة جواد ، فالنصارى مأخوذة من نسبتهم إلى الناصرة وهو لقب لم يطلقه القرآن وإنما غلب عليهم من قديم الأزل لأن المسيح عرف بين اليهود بيسوع الناصري ، كما أن اليهود ينتسبون إلى يهوذا وهو أحد الأسباط والأسباط عندنا مؤمنون ، ولقب يهودي أطلق على اليهود أيضا من قبل غيرهم تمييزا لهم عن النصارى من بعد ، وهو يشمل أحفاد جميع الأسباط وليس يهوذا فقط .
ولعلك تلاحظ أن القرآن لم يطلق على أتباع ولا أتباع الأنبياء من بني إسرائيل لقب يهودي أو نصراني .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
بسم الله الرحمن الرحيم
سادتي الأجلاء جميعاً الشريف حازم الأستاذ قطب الأستاذ العلامة الوجيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن اسأل
هل يوجد من النصارى أو اليهود أو غيرهم من أصحاب الديانات من يعتقد بوجوب الحج إلى مكة المكرمة؟
وإذا وجد (وهذا خلاف ما أعلم )هل مناسكه هي مناسكنا نحن أتباع رسول الله وخاتم أنبيائه محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟
الأولوية في الرد لسيدي الشريف حازم الذي أحترم شجاعته في طرح ما يراه وأشد على يده ليستمر فيما يحاوله وأنا على ثقة من أنه يملك الشجاعة في التزام الحق الذي يجليه الحوار
طبعاً إذا كانت الأجابة هي النفي كما أعتقد فإن القضية منتهية أي محسومة لأنه لن يقصد مكة باالحج إلا المسلممون وعندها أقترح أن يتطوع أحد فقهائنا بتوضيح معنى قوله تعالى (يستوي فيها الحاضر والباد)
وتحية خاصة للمجاهد واصل وأرجو أن نحرص على التعبير عن حسن الظن في كلماتنا التي نستخدمها في الحوار لأنه أكثر تأثيراً
سادتي الأجلاء جميعاً الشريف حازم الأستاذ قطب الأستاذ العلامة الوجيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن اسأل
هل يوجد من النصارى أو اليهود أو غيرهم من أصحاب الديانات من يعتقد بوجوب الحج إلى مكة المكرمة؟
وإذا وجد (وهذا خلاف ما أعلم )هل مناسكه هي مناسكنا نحن أتباع رسول الله وخاتم أنبيائه محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟
الأولوية في الرد لسيدي الشريف حازم الذي أحترم شجاعته في طرح ما يراه وأشد على يده ليستمر فيما يحاوله وأنا على ثقة من أنه يملك الشجاعة في التزام الحق الذي يجليه الحوار
طبعاً إذا كانت الأجابة هي النفي كما أعتقد فإن القضية منتهية أي محسومة لأنه لن يقصد مكة باالحج إلا المسلممون وعندها أقترح أن يتطوع أحد فقهائنا بتوضيح معنى قوله تعالى (يستوي فيها الحاضر والباد)
وتحية خاصة للمجاهد واصل وأرجو أن نحرص على التعبير عن حسن الظن في كلماتنا التي نستخدمها في الحوار لأنه أكثر تأثيراً
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا
بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيح الآية واستغفر الله عن الخطأ وكل خطأ
(إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سوآءَ العاكفُ فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد....الآية25 من سورة الحج
أرجو توضيح دلالتها وهل فيها أحكام وماهي؟ وهل يعمل بها ولماذا لا؟
تصحيح الآية واستغفر الله عن الخطأ وكل خطأ
(إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سوآءَ العاكفُ فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد....الآية25 من سورة الحج
أرجو توضيح دلالتها وهل فيها أحكام وماهي؟ وهل يعمل بها ولماذا لا؟
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا
بسم الله لرحمن الرحيم
بعد التأمل لما أورده الأخ حازم في مبحته نرجو منه الإجابة على هذه الأسلة التالية:ـ
1ـ ما هو الحج الذي أمر الله نبيه إبراهيم الخليل عليه السلام بالتأذين به؟ هل هو جميع مناسك الحج المعروفة في شريعة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أم غيرها؟.
إن كانت هي جميع المناسك فالمعلوم أن منها الطواف والسعي وهو من المناسك التي لا تتم إلا بالدخول في المسجد الحرام، والأخ حازم يسلم معنا بأن اليهود والنصارى يمنعون من ذلك.
وإن كانت غيرها؟ فما هي ؟ وهل لازلنا مخاطبين بالإتيان بها أم لا؟
إن قلت بأنا لازلنا مخاطبين بها وهي غير تلك المناسك فيلزم من ذلك التناقض بين الشريعتين وحاشا الله ورسوله من التناقض.
وأن قلت بأنا غير مخاطبين بها فلأي وجه يجوز لغير المسلمين التعبد بما لم يشرع للمسلمين، إذ المعلوم بأن دين الإسلام ناسح لكل الأديان وشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناسخة لكل الشرائع.
2- هل أنت تسمي أهل الكتاب مشركين أم لا؟
إن سميتهم مشركين فلأي وجه تجيز دخولهم الحرم المحرم مع أن الله تعالى يقول: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) ومع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل في براءة (ولا يحج بعد هذا العام مشرك) ومع أنه صلى الله عليه وآله وسلم أوصى في مرضه الذي مات فيه بإخراج جميع المشركين من جزيرة العرب.
وإن لم تسمهم مشركين فما معنى قوله تعالى: (اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) إلى قوله: (لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون) وما معنى قوله تعالى: ( لا تقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم)
وأما إذاكنت تريد أن من وحد الله ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فليس بمشرك فليس بصحيح لأن من وحد الله ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو مشرك بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...الخ) فجعل الشهادتين ركنا واحدا فمن لم يقم بهما جميعا فهو مشرك بدلالة الإقتران.
وأيضا فلا يوجد من اليهود والنصاري من يقول بالتوحيد الذي لا شرك فيه بل المعروف والمشهور من الديانتين اليهودية والنصرانية الشرك فاليهود يقولون بأن عزيرا ابن الله والنصارى يقولون بالتثليث.
وإذا كنت وكيلا لهم في تبيين مذاهبهم وتصحيح معتقداتهم فبين لنا بالدليل ما تريد.
وأيضا فإن قولك خارج عن أقوال الأمة فلا يوجد في المسلمين من يطالب بالذي أنت تطالبه ولا حتى من المشركين.
وأنت كما يظهر منك أنتمائك لأهل البيت النبوي ولا يوجد من أهل البيت من يقول بذلك فأنت إما مخالف للأمة ولأهل البيت أو تريد إظهار مقدرتك العلمية.
وما عشت أراك الدهر عجبا
بعد التأمل لما أورده الأخ حازم في مبحته نرجو منه الإجابة على هذه الأسلة التالية:ـ
1ـ ما هو الحج الذي أمر الله نبيه إبراهيم الخليل عليه السلام بالتأذين به؟ هل هو جميع مناسك الحج المعروفة في شريعة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أم غيرها؟.
إن كانت هي جميع المناسك فالمعلوم أن منها الطواف والسعي وهو من المناسك التي لا تتم إلا بالدخول في المسجد الحرام، والأخ حازم يسلم معنا بأن اليهود والنصارى يمنعون من ذلك.
وإن كانت غيرها؟ فما هي ؟ وهل لازلنا مخاطبين بالإتيان بها أم لا؟
إن قلت بأنا لازلنا مخاطبين بها وهي غير تلك المناسك فيلزم من ذلك التناقض بين الشريعتين وحاشا الله ورسوله من التناقض.
وأن قلت بأنا غير مخاطبين بها فلأي وجه يجوز لغير المسلمين التعبد بما لم يشرع للمسلمين، إذ المعلوم بأن دين الإسلام ناسح لكل الأديان وشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناسخة لكل الشرائع.
2- هل أنت تسمي أهل الكتاب مشركين أم لا؟
إن سميتهم مشركين فلأي وجه تجيز دخولهم الحرم المحرم مع أن الله تعالى يقول: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) ومع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل في براءة (ولا يحج بعد هذا العام مشرك) ومع أنه صلى الله عليه وآله وسلم أوصى في مرضه الذي مات فيه بإخراج جميع المشركين من جزيرة العرب.
وإن لم تسمهم مشركين فما معنى قوله تعالى: (اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) إلى قوله: (لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون) وما معنى قوله تعالى: ( لا تقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم)
وأما إذاكنت تريد أن من وحد الله ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فليس بمشرك فليس بصحيح لأن من وحد الله ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو مشرك بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ...الخ) فجعل الشهادتين ركنا واحدا فمن لم يقم بهما جميعا فهو مشرك بدلالة الإقتران.
وأيضا فلا يوجد من اليهود والنصاري من يقول بالتوحيد الذي لا شرك فيه بل المعروف والمشهور من الديانتين اليهودية والنصرانية الشرك فاليهود يقولون بأن عزيرا ابن الله والنصارى يقولون بالتثليث.
وإذا كنت وكيلا لهم في تبيين مذاهبهم وتصحيح معتقداتهم فبين لنا بالدليل ما تريد.
وأيضا فإن قولك خارج عن أقوال الأمة فلا يوجد في المسلمين من يطالب بالذي أنت تطالبه ولا حتى من المشركين.
وأنت كما يظهر منك أنتمائك لأهل البيت النبوي ولا يوجد من أهل البيت من يقول بذلك فأنت إما مخالف للأمة ولأهل البيت أو تريد إظهار مقدرتك العلمية.
وما عشت أراك الدهر عجبا
نعرف الحق ثم نعرض عنه ونراه ونحن عنه نميل
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أخي العزيز الشريف
تفسير القرآن بالقرآن مدرسة معروفة ولهذه المدرسة العديد من الايجابيات وكذا العديد من السلبيات فلا يمكن تفسير القرآن بالقرآن إلا بعد معرفة العديد من المعارف وأهم هذه المعارف لغة العرب مشتملة على العديد من العلوم كالنحو والصرف والبلاغة بأقسامها الثلاثة المعاني والبيان والبديع
وكذا معرفة علم أصول العقائد وفروع مسائل الأصول ولابد من معرفة علم أصول الفقه ومن أهم المعارف في هذا الجانب معرفة السيرة النبوية وذلك لمعرفة أسباب النزول .
ولا يسمح للمفسر أن يفسر إلا بعد معرفة فروع مسائل أصول الفقه إنها رحلة طويلة ........أليس كذلك ؟
إذا عرفت هذا فعلم
أن القرآن له العديد من الخصائص والصفات فهو كما قال عنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه(إِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ.)
ويقول أيضا(وَتَعَلَّمُوا الْقرْآن فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ. وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لاَ يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ، بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ، وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ، وَهُوَ عَنْدَ اللهِ أَلْوَمُ) ويقول أيضاً:(فَالْقُرآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ. حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِيثاقَهُمْ، وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ ، أَتَمَّ نُورَهُ، وَأكَْمَلَ بِهِ دِينَهُ،)
ومن خلا هذا الطرح تعرف أيضا أن القران ينقسم إلى أقسام
محكم ومتشابه وخاص وعام وناسخ ومنسوخ ومجمل ومبين قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ( كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ: مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ ، وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ ، مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ، وَبَيْنَ مُثْبَت في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُوم في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِب بِوَقْتِهِ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبير أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ).
ومن خلال كلام أمير المؤمنين يتضح أيضا أن تفسير القرآن يفتقر إلى علم الحديث لان من القرآن ما ينسخ بالقرآن ومنه ما ينسخ بالسنة ومن القرآن ما هو مجمل لم يتبين إلا بالسنة وهذا ليس اعترافا ببعض الكتب كما قد تفهم أو قد يفهم غيرك أعني ما يطلقون عليه الصحاح فعلم الحديث شائك ويحتاج إلى جهد كبير حتى يتميز لكم الصحيح من السقيم وليظهر مرادي أكثر فأقول : مثلا ليس كل ما رواه البخاري صحيح ففي كتابه الغث والسمين وهذا مثال فقط لتفهم أنه لا بد من علم الحديث لتفسير القرآن ولى من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه شاهد فعندما أرسل الإمام علي أبن عباس وهو حبر الأمة لمحاججت الخوارج أرشده الإمام بقوله :( لاَ تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ ذُو وُجُوهٍ، تَقُولُ وَيَقُولُونَ، وَلكِنْ حاجِجْهُمْ بالسُّنَّةِ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصاً ) ومن هنا تعرف أهمية علم الحديث لتفسير أي آية من القرآن فالقرآن كما قال أمير المؤمنين حما ل ذو وجه ويتضح لك أيضا أن تفسير القرآن بالقرآن من أصعب التفاسير.
ولو اتبعت معك نفس الأسلوب أعني تفسير القرآن بالقرآن فلن نصل إلى نتيجة تذكر .
أخي العزيز
قول الله لنبيه إبراهيم : وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ
حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ
لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ
معناه والله أعلم يا إبراهيم أعلم الناس وأشعرهم وأبلغهم أن هناك مكان مقدس فلأذان هنا بمعنى الإعلام والإشعار.
وقل لهم أن يحجوا إليه فالحج في اللغة قصد الشيء المعظم
وأنت تعرف فقد سما الله هذا المكان ونعته بأكثر من نعت فسماه محل الأمن وسماه البيت العتيق وسماه البيت الحرام والمسجد الحرام .........الخ
إذا فرض الله لهذا المكان قدسية خاصة ولم يكتف بذلك حتى لقد جعل للزامن حرمة أيضا ومن تسمية بعض الأشهر كشهر رجب الأصم والمحرم الفرد ندرك أن لهذه الظروف حرمة وقدسية أيضا
وقوله عز وجل (وَأَذِّن فِي النَّاسِ ) (في) من حروف الجر معناها الظرفية أي أبلغ الناس وأسمعهم بفريضة الحج وأنها أمر تعبدي عليهم لها شعائر ومناسك وطقوس إن صح التعبير .
ونصل إلى نقطة الخلاف من هم الناس المدعون للحج وقبل الحديث عن عبادة الحج نتحدث عن الناس .
(أل) في كلمة الناس إما أن تكون للجنس وهذا ما تذهب إليه وإما أن تكون للعهد
إن كانت للجنس على سبيل الاستغراق فهذا مندفع بكون إبراهيم ليس عنده القدرة على إبلاغ كل من اتصف بصفة حيوان ناطق ذكر فلا صوته يقدر على هذا الأذان وليست عنده القدرة على ملاقاة جميع البشر أي لا يمتلك هذه الوسائل الإعلامية المتاحة لنا اليوم فإن تم لك الاحتجاج أن هناك معجزة حصلت في عملية الإبلاغ فهذا مما لا دليل عليه فلا القرآن صرح ولا حتى كتب السنة .
إذا كيف نفسر أن (أل) في كلمة الناس جاءت على سبيل التنصيص وأن المراد بها الجنس فنقول :
هناك قاعدة من قواعد أصول الفقه تقول قد يطلق العام ويراد به الخاص أي يا إبراهيم أعلم من كان على صفتك وهي صفة الإيمان أن هناك بيت مقدس يجب عليهم قصده وزيارته.
أي أن المقصود بالأذان بالحج هم جماعة المؤمنين الموحدين .
ولهذا نضائر في القرآن يقول الله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) فقوله تعالى من الماء دخل كل ماء العذب والمالح وغيرهما وأنت تعرف أن المراد بهذا الماء هو الماء الدافق والماء العذب وخرج الماء المالح بالخصوصية
فأن قلت ومن كان بصفة إبراهيم من المؤمنين فجوابه أن إبراهيم نبي دعوة والواجب عليه هو دعوة الناس إلى دين الله وقد استجاب بعض الناس وأمنوا به ومنهم نبي الله لوط قال تعالى (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ).
وعلم هداك الله أنه إن جعلت (أل) للعهد فهذا لا يتنافى مع ما تقدم من أن المراد بعض المؤمنين كلوط وغيره
ولمزيد من الايضاح أن الدين الذي يكلف الله عباده به ينقسم الى ثلاثة أقسام :-
1-العقائد
2-العبادات
3-المعاملات
يقول الله في كتابه المجيد (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)
أي أن جميع الأنبياء من آدم عليه السلام إلى نوح إلى إبراهيم إلى موسى إلى عيسى إلى محمد الخاتم الكل في قضايا العقيدة على منهج واحد وعلى طريقة واحدة فمعرفتهم لله ليست متفاوتة بل هي معرفة واحدة فقد آمنوا بالله وعرفوا عدله وصدق وعده ووعيده .
هذا بالنسبة لمسألة العقيدة (التوحيد)
وأما عن العبادات والمعاملات فتختلف من ملة إلى ملة ومن نحلة إلى نحلة يقول الله تبارك وتعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْ هَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) واليك بعض النماذج في اختلاف العبادات يقول الله تعالى :
(واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) فكلفهم بالسكون في يوم السبت وخفف على أمة محمد الخاتم وجعل الجمعة مكان السبت وجعلها يوم عيد وفرح وسعادة وسرور يقول الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
وسبب هذه الفوارق بين العبادات والمعاملات بين الاديان يعود لما يلي:-
1/الابتلاء من الله لعبادة
2/المصلحة التي يرها أرحم الراحمين
3/التخفيف على بعض الأمم
إذا عرفت هذا فعلم أن ما كان عليه أبو الأنبياء إبراهيم قد يتطابق مع ما جاء به محمد الخاتم تارة وقد يختلف تارة ونحن متعبدون بما قد جاء به الخاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعلة الخاتمية والعالمية نجزم أن الحرم المحرم هو ما تراه اليوم من حدود محدودة لهذا المكان المقدس على أنه يوجد شاهد في القرآن يدل على أن المسجد الحرام قد يطلق على خارج المسجد (المكان المقدس )يقول الله سبحانه وتعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) وأنت تعرف أن بيت النبي كان خارج المسجد فقد كان في شعب بني هاشم وبين البيت العتيق وبين بيت النبي مسافة شاسعة .
والآن لنبحث عن علة متناسب لمسألة الحدود وما الحكمة منها فالظاهر والله أعلم لما كان هذا الدين هو خاتمة الأديان والرسول كان خاتم الرسل ودعوة النبي عالمية تشمل الأسود والأبيض والأحمر والأصفر جعل الله لهذا الحرم مساحة واسعة لتشمل مثلا نصف مليار من البشر إذا قرروا الحج في نفس العام الواحد ولى أن أسئل هل توسعة الملك عبد العزيز والملك فهد ومن قبلهما الترك هل هذه التوسعات هي الحرم المحرم؟ أم أنها غيره؟ بمعنى كيف اكتسبت الحرمة؟ هل بالمجاورة؟ أم بالنية التسبيل؟ أم أن الحرم وحدوده مؤهلان لاستيعاب طائفة من البشر .
أرجو أن الفكرة قد وصلت وفهمتم المراد .
الحمد لله رب العالمين
أخي العزيز الشريف
تفسير القرآن بالقرآن مدرسة معروفة ولهذه المدرسة العديد من الايجابيات وكذا العديد من السلبيات فلا يمكن تفسير القرآن بالقرآن إلا بعد معرفة العديد من المعارف وأهم هذه المعارف لغة العرب مشتملة على العديد من العلوم كالنحو والصرف والبلاغة بأقسامها الثلاثة المعاني والبيان والبديع
وكذا معرفة علم أصول العقائد وفروع مسائل الأصول ولابد من معرفة علم أصول الفقه ومن أهم المعارف في هذا الجانب معرفة السيرة النبوية وذلك لمعرفة أسباب النزول .
ولا يسمح للمفسر أن يفسر إلا بعد معرفة فروع مسائل أصول الفقه إنها رحلة طويلة ........أليس كذلك ؟
إذا عرفت هذا فعلم
أن القرآن له العديد من الخصائص والصفات فهو كما قال عنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه(إِنَّ الْقُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ ، وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لاَ تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلاَ تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلاَ تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إلاَّ بِهِ.)
ويقول أيضا(وَتَعَلَّمُوا الْقرْآن فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ. وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لاَ يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ، بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ، وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ، وَهُوَ عَنْدَ اللهِ أَلْوَمُ) ويقول أيضاً:(فَالْقُرآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ. حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِيثاقَهُمْ، وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ ، أَتَمَّ نُورَهُ، وَأكَْمَلَ بِهِ دِينَهُ،)
ومن خلا هذا الطرح تعرف أيضا أن القران ينقسم إلى أقسام
محكم ومتشابه وخاص وعام وناسخ ومنسوخ ومجمل ومبين قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ( كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ: مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ ، وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ ، وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ، وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ ، مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ، وَبَيْنَ مُثْبَت في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُوم في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجب في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِب بِوَقْتِهِ، وَزَائِل في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبير أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ).
ومن خلال كلام أمير المؤمنين يتضح أيضا أن تفسير القرآن يفتقر إلى علم الحديث لان من القرآن ما ينسخ بالقرآن ومنه ما ينسخ بالسنة ومن القرآن ما هو مجمل لم يتبين إلا بالسنة وهذا ليس اعترافا ببعض الكتب كما قد تفهم أو قد يفهم غيرك أعني ما يطلقون عليه الصحاح فعلم الحديث شائك ويحتاج إلى جهد كبير حتى يتميز لكم الصحيح من السقيم وليظهر مرادي أكثر فأقول : مثلا ليس كل ما رواه البخاري صحيح ففي كتابه الغث والسمين وهذا مثال فقط لتفهم أنه لا بد من علم الحديث لتفسير القرآن ولى من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه شاهد فعندما أرسل الإمام علي أبن عباس وهو حبر الأمة لمحاججت الخوارج أرشده الإمام بقوله :( لاَ تُخَاصِمْهُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ حَمَّالٌ ذُو وُجُوهٍ، تَقُولُ وَيَقُولُونَ، وَلكِنْ حاجِجْهُمْ بالسُّنَّةِ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَجِدُوا عَنْهَا مَحِيصاً ) ومن هنا تعرف أهمية علم الحديث لتفسير أي آية من القرآن فالقرآن كما قال أمير المؤمنين حما ل ذو وجه ويتضح لك أيضا أن تفسير القرآن بالقرآن من أصعب التفاسير.
ولو اتبعت معك نفس الأسلوب أعني تفسير القرآن بالقرآن فلن نصل إلى نتيجة تذكر .
أخي العزيز
قول الله لنبيه إبراهيم : وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ
حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ
لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ
معناه والله أعلم يا إبراهيم أعلم الناس وأشعرهم وأبلغهم أن هناك مكان مقدس فلأذان هنا بمعنى الإعلام والإشعار.
وقل لهم أن يحجوا إليه فالحج في اللغة قصد الشيء المعظم
وأنت تعرف فقد سما الله هذا المكان ونعته بأكثر من نعت فسماه محل الأمن وسماه البيت العتيق وسماه البيت الحرام والمسجد الحرام .........الخ
إذا فرض الله لهذا المكان قدسية خاصة ولم يكتف بذلك حتى لقد جعل للزامن حرمة أيضا ومن تسمية بعض الأشهر كشهر رجب الأصم والمحرم الفرد ندرك أن لهذه الظروف حرمة وقدسية أيضا
وقوله عز وجل (وَأَذِّن فِي النَّاسِ ) (في) من حروف الجر معناها الظرفية أي أبلغ الناس وأسمعهم بفريضة الحج وأنها أمر تعبدي عليهم لها شعائر ومناسك وطقوس إن صح التعبير .
ونصل إلى نقطة الخلاف من هم الناس المدعون للحج وقبل الحديث عن عبادة الحج نتحدث عن الناس .
(أل) في كلمة الناس إما أن تكون للجنس وهذا ما تذهب إليه وإما أن تكون للعهد
إن كانت للجنس على سبيل الاستغراق فهذا مندفع بكون إبراهيم ليس عنده القدرة على إبلاغ كل من اتصف بصفة حيوان ناطق ذكر فلا صوته يقدر على هذا الأذان وليست عنده القدرة على ملاقاة جميع البشر أي لا يمتلك هذه الوسائل الإعلامية المتاحة لنا اليوم فإن تم لك الاحتجاج أن هناك معجزة حصلت في عملية الإبلاغ فهذا مما لا دليل عليه فلا القرآن صرح ولا حتى كتب السنة .
إذا كيف نفسر أن (أل) في كلمة الناس جاءت على سبيل التنصيص وأن المراد بها الجنس فنقول :
هناك قاعدة من قواعد أصول الفقه تقول قد يطلق العام ويراد به الخاص أي يا إبراهيم أعلم من كان على صفتك وهي صفة الإيمان أن هناك بيت مقدس يجب عليهم قصده وزيارته.
أي أن المقصود بالأذان بالحج هم جماعة المؤمنين الموحدين .
ولهذا نضائر في القرآن يقول الله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) فقوله تعالى من الماء دخل كل ماء العذب والمالح وغيرهما وأنت تعرف أن المراد بهذا الماء هو الماء الدافق والماء العذب وخرج الماء المالح بالخصوصية
فأن قلت ومن كان بصفة إبراهيم من المؤمنين فجوابه أن إبراهيم نبي دعوة والواجب عليه هو دعوة الناس إلى دين الله وقد استجاب بعض الناس وأمنوا به ومنهم نبي الله لوط قال تعالى (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ).
وعلم هداك الله أنه إن جعلت (أل) للعهد فهذا لا يتنافى مع ما تقدم من أن المراد بعض المؤمنين كلوط وغيره
ولمزيد من الايضاح أن الدين الذي يكلف الله عباده به ينقسم الى ثلاثة أقسام :-
1-العقائد
2-العبادات
3-المعاملات
يقول الله في كتابه المجيد (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)
أي أن جميع الأنبياء من آدم عليه السلام إلى نوح إلى إبراهيم إلى موسى إلى عيسى إلى محمد الخاتم الكل في قضايا العقيدة على منهج واحد وعلى طريقة واحدة فمعرفتهم لله ليست متفاوتة بل هي معرفة واحدة فقد آمنوا بالله وعرفوا عدله وصدق وعده ووعيده .
هذا بالنسبة لمسألة العقيدة (التوحيد)
وأما عن العبادات والمعاملات فتختلف من ملة إلى ملة ومن نحلة إلى نحلة يقول الله تبارك وتعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْ هَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) واليك بعض النماذج في اختلاف العبادات يقول الله تعالى :
(واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) فكلفهم بالسكون في يوم السبت وخفف على أمة محمد الخاتم وجعل الجمعة مكان السبت وجعلها يوم عيد وفرح وسعادة وسرور يقول الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
وسبب هذه الفوارق بين العبادات والمعاملات بين الاديان يعود لما يلي:-
1/الابتلاء من الله لعبادة
2/المصلحة التي يرها أرحم الراحمين
3/التخفيف على بعض الأمم
إذا عرفت هذا فعلم أن ما كان عليه أبو الأنبياء إبراهيم قد يتطابق مع ما جاء به محمد الخاتم تارة وقد يختلف تارة ونحن متعبدون بما قد جاء به الخاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعلة الخاتمية والعالمية نجزم أن الحرم المحرم هو ما تراه اليوم من حدود محدودة لهذا المكان المقدس على أنه يوجد شاهد في القرآن يدل على أن المسجد الحرام قد يطلق على خارج المسجد (المكان المقدس )يقول الله سبحانه وتعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) وأنت تعرف أن بيت النبي كان خارج المسجد فقد كان في شعب بني هاشم وبين البيت العتيق وبين بيت النبي مسافة شاسعة .
والآن لنبحث عن علة متناسب لمسألة الحدود وما الحكمة منها فالظاهر والله أعلم لما كان هذا الدين هو خاتمة الأديان والرسول كان خاتم الرسل ودعوة النبي عالمية تشمل الأسود والأبيض والأحمر والأصفر جعل الله لهذا الحرم مساحة واسعة لتشمل مثلا نصف مليار من البشر إذا قرروا الحج في نفس العام الواحد ولى أن أسئل هل توسعة الملك عبد العزيز والملك فهد ومن قبلهما الترك هل هذه التوسعات هي الحرم المحرم؟ أم أنها غيره؟ بمعنى كيف اكتسبت الحرمة؟ هل بالمجاورة؟ أم بالنية التسبيل؟ أم أن الحرم وحدوده مؤهلان لاستيعاب طائفة من البشر .
أرجو أن الفكرة قد وصلت وفهمتم المراد .

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
