شهادات عن حرب صعدة (أشلاء تعجز عن لم شتاتها ......)

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

شهادات عن حرب صعدة (أشلاء تعجز عن لم شتاتها ......)

مشاركة بواسطة المتوكل »

شهادات عن حرب صعدة
أشلاء تعجز عن لم شتاتها وقذائف تبحث عن أجساد أخرى


الوسط نت
الأربعاء 04 مايو 2005 م
صورة

السياسيون الموبوؤون بكيد السياسة وتصلب الأيدلوجيات وجشع المصالح هم من يشعلون نار الحروب غالباً ثم يتوارون خلف المتاريس التي تشكلها أجساد اتباعهم المخدوعين، ووحدهم الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين "لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا" من يتحملون عواقبها أو يذهبون ضحايا لها في أي بقعة من بقاع العالم اندلعت دون أن يكون لهم يد فيها أو غاية.

وتزداد الحرب بشاعة وقسوة؛ حين لا تسمح نيرانها بإسعاف جريح يتلوى من الألم أو بدفن قتيل تكاد جثته تتحلل بين ظهراني أهله وهي أكثر قبحا وقساوة أيضاً حين تحاصر أطفالاً في مدارسهم، وتشرد الطمأنينة من نفوس الآمنين قبل ان تشردهم من ديارهم أو تهدمها عليهم.

"حرب صعدة" التي اندلعت مؤخراً بين أتباع الحوثي وقوات الجيش النظامية، اتسمت بتلك المواصفات، وأحدثت جروحاً غائرة في نفوس المتضررين منها وأكثرهم حشروا فيها قسراً، لأن مناطقهم كانت مسرحاً لعملياتها.

ولما ذاق هؤلاء من ويلاتها، تعالت أصواتهم بالاستغاثات والمناشدات والتوسلات بأن "أوقفوا الحرب لا أكثر" ولأن الحرب قد وضعت أوزارها، فإن هذه الاستغاثات التي وردت إلى "الوسط" أصبحت الآن بمثابة شهادات عن أيام الحرب والوضع الذي عاشه المواطنون هناك وبقدر ما هي شهادات، فإنها تظل نداءات مفتوحة بعدم تكرار ما حدث وكذلك هي دعوة لمواساة المتضررين وإصلاح ذات البين وفيما يلي تلك (الشهادات، النداءات(.


- أم محمد علي ناجي - مدينة صعدة:

"أناشد المسؤولين وكبار المشايخ في عموم الجمهورية التدخل لوقف الحرب التي تشن على أهالي صعدة .. ما ذنب المواطنين الذين يشن إخواننا في الجيش عليهم حرب إبادة وهم المكلفون بحمايتنا.. اليوم شوارع صعدة ومنازلها ومنشآتها خبر بعد عين، الجثث مترامية في أماكن كثيرة والجيش أتلف محاصيل وفواكه المزارع، خالتي قتلت داخل المزرعة ولم نستطع دفنها وقد انتفخت جثتها وعمت رائحتها المكان.

اليوم هو العاشر منذ قيام الحرب وقد نفذ كل ما معنا من الطعام، ولا يوجد معنا رجال؛ اثنان منهم قتلوا في الحرب، واثنان في السجن، وولدي في صنعاء لم يسمحوا له بدخول صعدة.. ولا نقدر على الخروج من المنزل، لان القصف مستمر والرصاص لا تفرق بين الرجل والمرأة
".


- نجوى إبراهيم-ضحيان 9 ابريل 2005:

"أصيب زوج أختي في مدينة صعدة وهو ذاهب لشراء طعام لأسرته ونقل إلى المستشفى وهو بين الحياة والموت وكان معه طفل أصيب هو أيضا بعد خروجه من البيت وهما الآن لا يجدان حق الاسعافات الأولية؛ لأن الدواء ليس متوفراً ولم يعد هناك مكان للمرضى، لكثرة الجرحى أما أختي فلا تكاد تجد قوت يومها ولا تستطيع الخروج من البيت.. أرجوا من الذين يسمعون ندائي سرعة التحرك لوقف هذه الكارثة التي لم تكن في الحسبان".

- أم محمد حسين - مدينة صعدة:

"إلى كل منظمات حقوق الإنسان.. إلى كل من يهمه أمرنا.. أنا إحدى مواطنات صعدة التي تتعرض في هذه اللحظات لإبادة جماعية وبدون أي وجه حق.. نحن نعاني الجوع والعطش، لأننا لا نجرؤ على الخروج من منازلنا.. كل من يخرج من منزله، يقتلونه، لقد قصفوا بيت جيراننا بصاروخ فدمروه على من فيه.. وكان يضم أسرتين، لم يسلم أحد من أفرادهما".

- عائشة أحمد - 14 سنة- مدينة صعدة:

"أنا طالبة في الصف التاسع، كنت في المدرسة حين أطلقوا النار ورأيت الطالبات اللاتي تتراوح أعمارهن من السابعة إلى الخامسة عشر سنة يبكين خائفات، وحاولت المدرسات التواصل مع أولياء الأمور، لكنهم لم يستطيعوا الحضور إلى المدرسة بسبب إطلاق النار في الشوارع المؤدية إليها، حتى سور المدرسة لم يسلم من قصف الدبابات.. أناشد منظمات حقوق الأطفال التدخل لإيقاف الحرب، فهي تستهدف أطفالاً كثيرين".

- أم ناصر حمود ناجي- نشور:

"لي ثمانية أولاد، وحبلى في الشهر التاسع، قتل الجيش شقيق زوجي وجرح زوجي في كتفه، وفتش العسكر بيتنا و"فجعوا أولادي وبعضهم كان يسبنا، وبعدما هربنا من البيت إلى جبل نشور، لنحتمي به، قصفت الطائرات المنطقة وهدمت البيت كما أحرقت المزرعة.. كنت أنزل من الجبل لأجلب مطهراً وأعشاباً، كي أداوي بها زوجي، لأن القصف المستمر لم يسمح لي بإيصاله إلى المستشفى، لكن في اليوم السادس منعني العسكر من النزول وهددوني بالقتل إن أنا عدت مرة أخرى، فانتقلت مع أولادي من المنطقة بوجاهة أحد المشايخ على أني زوجته.. وإلى الآن لا أعلم بمصير زوجي.. لقد فارقته ويده تنتشر فيها الدود .

- فاطمة صالح - نشور- 11 ابريل 2005:

"إلى كل شجاع يقول الحق.. نبعث إليكم مناشدتنا، إن الحرب في صعدة تدمر وتقتل وتكاد تقضي على كل شيء.. كل يوم تقتل العشرات الذين تملأ جثثهم الأودية والشوارع،فضلاً عن الجرحى الذين ينزفون حتى الموت أو ينقلون إلى المستشفى، حيث لا يجدون فيه مكاناً يستوعبهم، لكثرة أعدادهم.. لقد أصبحت صعدة ساحة لحرب عشوائية ومناسبة، لإثارة الأحقاد الدفينة، فكل من له ثأر ضد غيره يجدها فرصة سانحة للانتقام .. أما العسكر الذين يخوضون الحرب فحالهم لا يقل بؤساً عن الأهالي، حيث أن بعضهم يصوب بندقيته إلى زملائه، كي يصيبهم بجروح تستلزم نقلهم إلى المستشفى، ويتخلصون من هم كبير رافضين توجيه السلاح إلى إخوانهم المواطنين.. كما أنهم - العسكر- يعيشون ظروفاً سيئة.. فكل عشرة يأكلون قليلاً من الأرز ودجاجتين صغيرتين في وجبة الغذاء، حتى أن احد الجيران أقام عرساً ودعاهم إلى الغذاء، ففرحوا جداً.. مع العلم أن اغلبهم من صغار السن، ويريدون العودة إلى أهلهم - من هنا نناشد كل قادر على عمل شيء.. أوقفوا الحرب".

- محمد القيري-صحفي:

حين اتجهت إلى مدينة صعدة أثناء غروب شمس الخميس 7 ابريل 2005م، كنت أظن أنني سأصل إليها وهي كما اعتدتها، لكن عندما اقتربنا من المدينة لم ألحظ أي حركة للسيارات، ولدى دخولنا إليها، طلب إلينا إبراز بطاقاتنا الشخصية، وبعد أن اجتزنا نقطة التفتيش، وجدت المدينة هامدة، خاوية على عروشها، وكأنها مهجورة من ساكنيها، ونحن نتجه إلى الفرزة، أمر رجال الآمن سائق السيارة بعدم التحرك من الفرزة، إلى أي جهة كانت، وحين وصلنا إلى الفرزة لم نر أحدا في الشوارع سوانا نحن الذين وصلنا من صنعاء، بعدها توجهت إلى فندق "كازبلانكا" حيث نزلت في إحدى غرفه التي لم أجد فيها هاتفاً للاتصال، وحين سألت عن السبب، رد علي موظف الاستعلامات بأن جميع خطوط الهاتف موقفة ، لعدم تسديد قيمة الفواتير.

يوم دام

عند حوالي الساعة 3.5 من فجر الجمعة 8 ابريل 2005م، سمعت دوياً لإطلاق المدفعية وبعدها بنصف ساعة، بدأ إطلاق النار بكثافة ومن مختلف أنواع الأسلحة في داخل المدينة، عندها شعرت بالخوف حقاً من أن تخترق القذائف جدران الغرفة التي أنزل فيها، لم ينقطع إطلاق النار إلا في التاسعة صباحاً، وهو ما سمح لي بالنوم إلى ما بعد صلاة الجمعة، ولما استيقظت، توجهت إلى سوق المدينة للغذاء، غير أنني فوجئت بالشوارع خالية من الناس والمحلات التجارية مغلقة، حتى سوق القات لم يكن يتواجد فيه سوى سيارتين اثنتين يباع فيهما القات (السوطي) وقد تحلق المشترون حولها بكثرة، مما صعب علي الوصول إليهما.

في السوق كان الناس يتحدثون عن جثث محترقة ما تزال ملقاة في الشارع بجوار فندق (عرش بلقيس) فوجدتها فرصة للظفر بسبق صحفي وتوجهت بسرعة إلى المكان وكانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهراً، حتى إذا وصلت إلى هناك وجدت المواطنين متجمعين حول ثلاث جثث محترقة تماماً وليس باستطاعة أحد التعرف على هوية أصحابها، حينها شعرت بالدوران وأحسست بالعرق يتصبب من كل أعضائي، مما اضطرني إلى الانسحاب من بين الجموع وأنا أهم بالتقاط صورة للجثث، لكنني أحجمت عن التصوير، لأنهم لن يسمحوا لي بذلك خصوصاً وأغلبهم مسلحون.

بدأت الحركة تدب في الشوارع شيئاً فشيئاً حين عدت إلى أحد المطاعم للغداء وفي المطعم لم استطع تناول أكثر من قرص خبز مع اللحم والسلتة مدعومين بمشروب (الكوكا) لأن منظر الجثث المريع كان ماثلاً في ذهني، ورغم ذلك، عدت إلى مكان الجثث عندالساعة الثالثة عصراً، وإذا بسيارة عسكرية شبيهة بالتي ينقل عليها المسجونون إلى المحاكم تقف بجانب الجثث، وقد تولى جنود من الجيش ربطها إلى مؤخرة السيارة، ثم تحركت السيارة وبدأ سحل الجثث في الشارع و لأنها كانت قد احترقت فإن اجزاء منها تفتت وتناثرت في الشوارع.

كان المشهد مقززاً ويثير الاشمئزاز، إذ مهما بلغت العداوة بين المتخاصمين أفلا يكفي الطرف المنتصر أنه قد قتل خصمه، وفتك بانفاسه، حتى يتمادى إلى إهدار آدميته وإنسانيته بذلك الشكل.

الجثث المحترقة كانت لثلاثة مقاتلين من أنصار الحوثي من أصل 30 تسللوا ليلاً إلى أحد المباني وقتلوا الضابط محمد حسين الأعوش ثم امتطوا سور مبنى مجاور ووصلوا إلى داخله ثم بدأوا بإطلاق النار على الجنود من شرفات المبنى، وقد دخلت مع بعض المواطنين إلى فناء المنزل ووجدت الشقة التي قاتلوا من شرفاتها محترقة، فيما لا تزال بعض الملابس منثورة على شرفة الشقة الثانية، وكان ساكنوها قد غسلوها ونشروها لتجف وقال لي المواطنون إن الثلاثة الذين احترقت جثثهم هم من ظلوا يقاتلون حتى الموت، بينما فر الباقون بعد اشتداد القتال.

كذلك كانت الدماء تغطي السطح وتتوزع بعض أشلاء المقاتلين الذين قضوا في المعركة حول المواقع التي تمترسوا بها.

أحد سكان المنزل المجاور قال إنه كان داخل المنزل عند بدء الاشتباك، ثم انسحب منه دون أن يصيبه أذى رغم أن الرصاص التي استقرت في الجدران كثيرة جداً، وبسرعة خاطفة تمكنت من التقاط صورة للمنزل المحترق ولم استطع التقاط صور أخرى خشية أن يبلغ الأهالي الذين رأوني التقط الصور الجنود أو المواطنين.

بعد ذلك اتصلت بأسرتي في صنعاء وطمأنت أهلي بشأن مصيري.. وحين خرجت من مركز الاتصالات فوجئت بأحد الزملاء مع صديق له فبحت له وببغيتي المتمثلة بتصوير مبنى آخر تحصن فيه اتباع الحوثي بعد أن سألني إن كنت صورت الجثث المحترقة أم لا، ومن على سيارة زميلي التي تقلنا تمكنت من التقاط صورة لذلك المبنى.

في مقيل ذلك اليوم كان الجميع يتحدثون عن المعركة وعدد الضحايا من الجانبين وهم بالعشرات وما شد انتباهي هو التصميم والعقيدة اللذان لدى اتباع الحوثي الذين اقتحموا المدينة وبدأوا المعركة الشرسة وهم يعلمون أنهم سيلقون حتفهم، إذ أنهم يقاتلون بأسلحة غير متكافئة مع تلك التي بحوزة جنود الجيش وكذلك يعلمون أنهم محاصرون بين مئات الجنود.

في مساء ذلك اليوم الدامي انقطع التيار الكهربائي في أغلب احياء المدينة بينما جابت سيارات الشوارع تأمر المواطنين بالبقاء في منازلهم مما أثار الهلع لديهم تخوفاً من ليلة شبيهة بسابقتها.

لكن تلك الليلة - ليلة السبت 9 ابريل- عدت على خير، وفي الصباح توجهت مع زميلي إلى مبنى المحافظة حيث معظم المواطنين غائبين وكذلك كانت شوارع المدينة ما تزال خالية من المارة والمحلات التجارية مغلقة إلا ما ندر. وعلى ذكر المدينة فإن الدخول إليها كان ممنوعاً من جميع الجهات عدا الاتجاه القادم من صنعاء.

أثناء عودتي إلى صنعاء، ركبت بجوار جنود وبائع متجول فضل الرجوع إلى صنعاء (فراراً برأسه) وبدأنا الحديث عن الحرب وآثارها فقال أحدهم: إنه بقي يومين في ضحيان لم يستطع الدخول إلى مدينة صعدة، وأخيراً دخلها مشياً على الأقدام. وحين سألته عن عدد الضحايا وعما إذا كان ثمة مبالغة فيها رد عليَّ بالقول: لا تعتقد أن الضحايا في المدينة فقط فهناك ضحايا كثر في الرزامات ونشور ومناطق الصراع الأخرى وهم أكثر مما تعلن به وسائل الإعلام وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث حول هذا الشأن إذا بنا قد وصلنا (نقطة الأزرقين) في مدخل صنعاء حيث فتش الجنود كل من في السيارة وما بداخلها، واستوقفونا أكثر من ساعة حين وجدوا قنبلتين مع أحد الجنود العائدين من الحرب، ولما لم يتوصل إلى حل مع الجندي اقترح مسؤول النقطة بقاء الجندي والسماح لبقية الركاب باستئناف الرحلة.

عقيدة أنصار الحوثي الصلبة التي شدت الصحفي محمد القيري تظهر بجلاء في رسالة أحد المقاتلين الى رفيق له يوصيه فيها بالإهتمام بملازم واشرطة حسين الحوثي ويخبره أن (المجاهدين) قد توافدوا من كل مدينة وقرية للمواجهة ويسأل الله ان يجعله من أنصار المهدي.. وذلك بعد قوله "وصلى الله على سيدي ومولاي المهدي حسين بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه
"!
صورة
صورة

لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

مشاركة بواسطة لن نذل »

>>>>
سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“