((عقلية العسكر))
رغم المساحة الضيقة التي تفضل بها حكام العالم العربي على شعوبهم عبر فتح نوافذ وأبواب المنهج الديمقراطي مازالت معظم شعوب المنطقة تعاني من حالة القهر والظلم والركود، لأن تلك النوافذ و الأبواب ليست سوى مجموعة من الا وهام والشعارات الفارغة الخاليه من الروح والمضمون والمعنى.
ترفع هذه الشعارات هنا وهناك لتحاكي أفكار حكام استطاعوا مخادعة شعوبهم بإحلام زائفة .
رفع اليمن شعار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة منذ فتره طويلة ، وكان ما حدث فيها من تطور وانفتاح قد خلق الأمل في نفوس البعض ولكنه كان أملا زائفا ، فمن يتابع ما يحدث في هذا الوطن من انتهاكات صارخة وفاضحة لحقوق الإنسان و يتابع سياسات الدولة ، يدرك ببساطة أن مجموعة من جنرالات الجيش هم من يقود البلاد بلا منازع وبلا شريك وهم أصحاب القرار ولهم كل الصلاحيات لتنفيذ رغباتهم المدنية والعسكرية وحتى الديمقراطية ...!
ومن خلال متابعتنا لما يحدث في مدينة صعدة التي شهدت صراعا دمويا مرعبا لفترتين كانت عقلية العسكر فيهما هي(( الخصم و الحكمُ)) تم من خلالهما محاولة طمس معالم الطائفة الزيدية والتي تنتشر بشكل واسع في هذا الوطن حيث تمتد من محافظة صعدة لتصل إلى العاصمة صنعاء و لتنحسر أخيرا في أطراف محافظة أب تقريبا، ومعتقدات هذه الطائفة لا تقتصر على الأسر الهاشمية وحسب بل تتضمن عددا كبيرا من قبائل اليمن
ومن المؤسف والخطير أن تختلق الدولة حالة من الفوضى والقهر لتبرر القضاء التام على أنشطة هذه الطائفة ومن ينتمي إليها ، وهو ما يتم فعلاً على كل الأصعدة، فقد تم تجميد أكثر من 200 شخص يعملون في السلك العسكري لأسباب عرقية ((هاشمي)) كما تم عزل الكثير من الذين يعملون في الحقل المدني لنفس السبب ، وتم تقديم قاضٍ نزيه إلى المحاكمة ، ونزع حصانته عنه قبل أن تثبت عليه التهمة، ومن ثم الحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة ( الحوثية) ، كما تم اعتقال الكثير من العلماء الذين ينشطون في الحقل الدعوي في عدد من المراكز المنتشرة كما تم إغلاق الكثير من المدارس وحرق كتبها وتخريبها في بعض الأحيان.
وبناءً على ذلك كله ليس غريباً أن نقرأ في الصحف الرسمية التابعة للحزب الحاكم وعلى راسها صحيفة الثورة الصادرة في شهر ابريل المنصرم 2005م في العدد (14763) ما يلي(( ندعو الحكومة إلى محاسبة كل من أبدى تعاطفا أو شجع على أعمال التمرد أو اصطف في خندق واحد مع مجموعة الحوثي وسواء كانوا أفرادا أو أحزابا أو قوى سياسية)).
لقد طالعتنا تلك الصحف على مدى ديمقراطية هذا البلد وأعلنت أن الحرب لن تكون على الطائفة الزيدية ومن يدور في فلكها فحسب بل أن الحرب وسلسلة إشعال الحرائق ستطال كل الأحزاب والتنظيمات السياسية والمدنية وبنفس التهمة.. تهمة الحوثية ، و((راضية بالموت يرضى بالحمى ))!!
والمصيبة أن دكتاتورية العسكر لم تعد مكتومة بل اصبحت مفضوحة عبر العديد من الوسائل والقنوات المعلوماتية المتداولة ؛ لكن هل يفهم العسكر اليوم هذا الوضع الجديد وأن الناس قد نقلوا بالريموت من مقابر دولهم الى افاق واسعة المعالم ؟؟؟
لا أعتقد هذا فعقلية العسكور القديم مازالت معشعشة في كثير من ادمغة هؤلاء واكبر دليل على هذا ما شهدت الساحة اليمنية من صراعات .
إن الهوة تتسع يوما بعد يوم بين القائد وشعبه .
فقد شبع المواطن كلاما فارغا وتعب من الخطابات الزائفة التي لا تعبر عن هموم وتطلعات الضمير الحي بل وتقتل وجدان الامة في مهدها مع العلم أن هذه الخطابات تفتقر الى ابجديات الاقناع بمعنى أنها خطابات معتقة قديمة مترهلة منزوعة الحجة قد عفى عليها الدهل واكل منها وشرب .
المشكلة اليوم أننا أما ثورة معلوماتية هائلة استفاد منها المواطن بشكل أو بأخر لكن تبقى مشكلة العسكور والذي لا يسعى لتثقيف نفسه والتاخاطب مع شعبه بنفس اللغة التى رقى اليها ابسط مواطن يعيش أكثر وقته أما العديد من الشاشات والقنوات الاعلامية المتنوعة والمختلفة.
بلى ترقى المواطن لكن العسكور لم يتغير ولن يتغير لسبب بسيط وهو أنه لا يسعى لتطوير قدراته المعرفية فهو مشغول حتى النخاع بقضايا القمع والاعتقال ومحاربت كل ما يمت الى الواقعية والعقلانية بصلة .
ارجو من جميع القواد والجنرالات مراجعة حساباتهم والنظر الى شعوبهم بعين الرحمة فهم صمام الامان بل هم سفينة النجاة ولكم في رفيق الامس عبرة وعظة
((عقلية العسكر))
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
((عقلية العسكر))

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 34
- اشترك في: السبت إبريل 30, 2005 11:09 pm
- مكان: الأراضي المقدسة
نعم
يحضرني قول محمد محمود الزبيري
العسكري بليد للأذى فطن
كأن إبليس للطغيان رباه
أفلام مملة وغريبة
تابعتها وهي تسير على نمط الأفلام المصرية أو الهندية
وإذا كانت الأفلام الهندية تنتهي بالانتقام
والأفلام المصرية تنتهي بالزواج واللقاء
فإن الفلم السياسي العربي
يحكي قصة
تقوم فيها الثورات في العالم العربي
نتيجة حالة من الضعف والخلاف
ليستثمرها العسكور
ويسخر بها الدولة لمصلحة أفراد قليلون
هم أهل العسكور الكبير وأقاربه وعصابته
ثم يموت العسكور الكبير
ليخلفه العسكور الصغير
أو يقتل العسكور الكبير
ليقوم هامور كبير
وهكذا دواليك نسأل الله السلامة
العسكري بليد للأذى فطن
كأن إبليس للطغيان رباه
أفلام مملة وغريبة
تابعتها وهي تسير على نمط الأفلام المصرية أو الهندية
وإذا كانت الأفلام الهندية تنتهي بالانتقام
والأفلام المصرية تنتهي بالزواج واللقاء
فإن الفلم السياسي العربي
يحكي قصة
تقوم فيها الثورات في العالم العربي
نتيجة حالة من الضعف والخلاف
ليستثمرها العسكور
ويسخر بها الدولة لمصلحة أفراد قليلون
هم أهل العسكور الكبير وأقاربه وعصابته
ثم يموت العسكور الكبير
ليخلفه العسكور الصغير
أو يقتل العسكور الكبير
ليقوم هامور كبير
وهكذا دواليك نسأل الله السلامة
وهبني قلت إن الصبح ليل
أيعمى العالمون عن الضياء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
أيعمى العالمون عن الضياء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!