تستخدم وسيلتين لانهاء أزمة صعدة
السلطة ترسل وسطاء للحوثي وحملات للقبض عليه
الوسط نت
الأربعاء 27 أبريل 2005 م
اعادت محاولة شخص رمى قنبلة على سيارة كانت تقل -بحسب مصادر مطلعة- العميد السياني مدير دائرة الاستخبارات العسكرية بالإضافة إلى مرافقيه أمام مصلحة الجمارك وفي وضح النهار عمليات مماثلة تمت خلال الأسابيع الماضية في أكثر من منطقة في العاصمة كلها لم تؤد إلى خسائر في الأرواح إذ يتهم اتباع الحوثي وجماعة الشباب المؤمن بمثل هذه العمليات باعتبارها ردة فعل لما يجري في صعدة من ملاحقة لبدر الدين الحوثي واتباعه.
المتهم برمي القنبلة تأكدت وفاته قبل يوم أمس متأثراً بجراحة حيث قالت مصادر أمنية أنه من أتباع الحوثي ومن منطقة الحكمي في صعدة.
ويخشى مراقبون من أن تتحول أزمة الحوثي الى فرصة سانحة لتصفيات الحسابات في اطار السلطة نفسها ورمي التهم على اتباع الحوثي.
إلى ذلك مازالت السلطة تعتمد طريقتي الوساطة ومحاولة القبض على بدر الدين الحوثي وعبد الله الرزامي كوسيلتين مختلفتين نجاح أحدهما يؤدي الغرض الذي ترمي إليه السلطة وقالت مصادر لـ"الوسط" أن مداهمات المنازل والاستعانة برجال القبائل تعرض القبض على الحوثي لم تتوقف منذ إعلان انتهاء المعارك.
وكانت توجهت حملة عسكرية يوم أمس مكونة من عشرين طقماً وعدد من الدبابات والمصفحات العسكرية إلى منطقة آل بيان التي تبعد عشرة كيلومترات من سحار وما زالت ترابط هناك بعد أن حصلت القوات الحكومية على معلومات تفيد بتواجد الحوثي والرزامي في إطار تلك المنطقة.
الأمن السياسي بدوره كثف من حملة البحث عن انباء الحوثي والمتعاطفين معه، حيث افادت أسرة أحمد المداني الطالب بكلية الزراعة أن الأمن اقتحم منزلهم بعد منتصف الليل في الأسبوع الماضي واقتادوا المداني إلى منطقة غير معروفة كما داهم طقم عسكري مستوصف ضحيان وقام الجنود بتفتيشه بحثاً عن جرحى من أبتاع الحوثي قيل أنهم أصيبوا في مواجهات سابقة.
وأفادت المصادر أنه تم اعتقال أخو عبد الله الرزامي والمختل عقلياً ولم تفرج عنه حتى ساعة كتابة هذا الخبر جاء ذلك بعد مقتل شقيق آخر له.
من ناحية أخرى التقى محافظ صعدة عبد العزيز الذهب بعدد من مشائخ واعيان القبائل وحثهم على تسليم كل قبيلة من يثبت أنه يقوم بترديد الشعار الداعي على أمريكا واسرائيل بالموت محذرين من التعاطف مع الحوثي أو الرزامي ومؤكدين أن الدولة ستكافئ من يقوم بالإدلاء بأي معلومات تقود للقبض على الرزامي أو الحوثي أو وولده عبد الملك الذي كان قد أشيع أنه قد قتل.
وفي اتجاه آخر وعلى صعيد محاولة إنهاء الأزمة سلمياً يسعى وسطاء مكلفون من الرئيس علي عبد الله صالح من بينهم الشيخ شاجع وآخرين بالالتقاء بالعلامة بدر الدين والرزامي لإقناعهما بانهاء الأزمة من خلال إصدار الحوثي فتاوى بالتخلي عن الشعار وعدم صحة ما جاء في ملازم حسين الحوثي مقابل الإفراج عن جماعة الشباب المؤمن المسجونين على ذمة قضية صعدة بالإضافة إلى الكف عن ملاحقتهما وتأمين سلامتهما إلا أن الوسطاء لم يتمكنوا بعد من معرفة أماكن تواجدهما بالضبط وهو ما جعلهم يتخلون عن الاستمرار في الوساطة.
على نفس الصعيد علمت "الوسط" أن عدداً من علماء الزيدية ما زالوا يرفضون اصدار بيان يدينون فيه بدر الدين الحوثي أو ينتقدون أفكاره رغم محاولات تجري لاقناعهم بذلك ويفضل هؤلاء إنهاء القضية عن طريق التفاهم معه واقناعه بإصدار بيان يوضح فيه ما التبس مما جاء على لسانه في مقابلة "الوسط".
استمرار الحوثي والرزامي بالاختفاء وعدم قدرة القوات الحكومية بالقبض عليهما أكد على أن القبائل غير متعاونة الدولة وانها توفر لهما وأتباعهما الحماية دون أن تتورط بالدخول في القتال مع النظام.
الى ذلك لم تتمكن جمعية علماء اليمن من الاجتماع للرد على بيان الحوزة العلمية التي دعت فيه السلطات اليمنية الى عدم تصفية الشيعة بسبب عدم قدرة علماء صعدة على الوصول الى صنعاء بعد ان تم احتجازهم من قبل المحافظ.
