أخي الحبيب الموسوي
الزواج في الإسلام له أحكام دقيقة جدا ومسائل تحتاج إلى ضبط وضابط لنظامها وهذه سلطة القاضي .
ولو أننا أخذنا بكل ما في كتب الفقه لصح زواج رجل يمزح مع صاحبه قائلا زوجتك ابنتي الصغيرة فيقول وأنا قبلت زواجها !!!!
ولكن الآية المحكمة في مسألة الزواج التي ترد عليها كل شبهة هي قوله عز وعلا
﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾
فلا يكون الزواج صحيحا شرعيا ما لم يكن فيه سكنا للزوجين ومودة ورحمة ، وأي سكن في زواج شفهي لا توجد له أدلة يحكم بها القاضي في حالة النزاع ، فيثبت بها النسب ، وتعطى بها المرأة حقوقها إن تركها زوجها أو طلقها شفهيا كما تزوجها شفهيا أو مات عنها وفي أحشائها جنين ؟؟؟
ولقد طالبنا الله في كتابه الكريم بكتابة الدين وإشهاد ذوي عدل فكيف بالزواج وقد وصفه رب العالمين بقوله (وأخذن منكم ميثاقا غليظا ) وقد ورد وصف الميثاق بالغليظ في ثلاثة مواضع هذا أحدهما والاخر في عهد الله لبني إسرائيل ألا يشركوا به ، والأخير في عهد الله مع انبيائه بتبليغ رسالته ..... فتأمل .
إذن فلست من يقيد وإنما كتاب الله والعقل أيضا يقول بذلك وبخلاف ما رأيت أخي الفاضل .
هذا عن كتاب الله أما سنة نبيه فتؤكد ما قلته حيث يقول المصطفى عليه السلام (( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل))
والمشكلة الآن أن الزواج يتم بدون الولي وبدون شاهدي عدل بل من الممكن أن يكون الشهود مساطيل أو مجرمين وقديما ولا يزال الوضع كذلك في قرى الصعيد ومنها قريتنا يشهد على العقد كبار أهل القرية وخاصة مشائخ الطرق الصوفية لما لهم من مكانة كبيرة في نفوس أهل الصعيد.
والولي أخي الحبيب الموسوي مفقود في حالة الأخت الصينية التي قبلت بديننا خلاصا لها ، وينوب عنه في غيابه قاضي المسلمين الشرعي أو المرجع الأعلى في بلادها أومن ينيبه بالاتفاق مع الحكومة البلد الأجنبية إن تطلب ذلك أو في السفارة التابع لها الشخص ولست أدري هل من الممكن أن يعقد الواج في السفارة اليمنية كما نسمع عن حدوث ذلك في السفارات المصرية في الخارج أم لا .
إذن فالزواج المقترح زواج بدون ولي ولا يتحقق فيه الأمان والسكن فهل تقبل به ؟؟
أما العرف أخي الموسوي فأعتقد أنه معمول به ولا أعلم موقف علماء الأصول في مختلف المذاهب منه ، فلعلك تفيدنا بذلك أو يتكرم علينا الأخ محمد الغيل بذلك .
وإذا كنا نتحدث عن الزواج فأجدادي وأجدادك ربما تزوجوا دون كتابة ولكن طبعا عن طريق مأذون عندنا في مصر وكلمة مأذون أصلها لا يعرفه الكثير هنا في مصر وهو أن القاضي في كل مركز أو محافظة كان يقوم بعقد قران الأزواج فلما كثر ذلك ونتيجة لبعد الكثير من المناطق (أذن) القاضي لأشخاص معينين بعقد قران الزواج فسمي هذا الشخص مأذونا بحذف شبه الجملة (له) للتخفيف .
المهم إن الزواج كان يتم دون توثيق في أغلب الأحيان ولكن بشهود هم جميع أهل القرية بحيث لا يمكن للرجل إنكار الزواج أو فعل ما يسيء لزوجته أو يهدر حقها وإلا وقف له أهلها بل وأهله أيضا وبقية أهل القرية فإن تطور الخلاف ذهبوا إلى القاضي الذي يقبل بشهادة الشهود العدول ... فهل تضمن لي أخي الحبيب حدوث ذلك في القضية المذكورة ؟؟؟
وها أنت ترى من يفتي قائلا (وليكن العقد لفظيا إذا كنت تخشى المشاكل) ولا معنى لذلك سوى أن يكون عملك مجرد كلام بحيث يمكنك إنكاره في حدوث مشاكل أي أن العاقد نفسه يضمر إنكار كونه قام بالعقد فيحالة حدوث مشاكل ... فتأمل ثم تأمل ثم تأمل .
ولم يفكر مفتي الإباحة في قول الأخ عماد
(ولست أدري ما مدى مصادقية هذا الخبر حيث وأنا لم أتأكد من ذلك بنفسي لعدم إستطاعتي أن ألتقي في إمام المسجد الذي سافر هذه الأيام إلى إحد المدن الأخرى ولم يعد بعد ولكني لم أسال الآخرين من القائمين على المسجد ربما تقصيرا مني ومن صديقي أيضا)
فلم ينصحه حتى بالتأكد وانتظار عودة إمام المسجد وسؤاله وحث الصديق على فعل كل ما في استطاعته لكي يكون الزواج موثقا ... فتأمل مرة أخرى وتأمل وتأمل
وتأمل كمان :lol:
وقد أرسلت لأخي عماد وقلت له وأكرر إني لست فقهيا وإنما أطرح لكم طرحا أنتظر منكم الرد عليه بالإيجاب أو السلب مع ذكر الدليل الذي يرضاه العقل وتطمئن له النفس.
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب