في صعدة.. السلطة.. حضور القتل.. غياب العقل

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

في صعدة.. السلطة.. حضور القتل.. غياب العقل

مشاركة بواسطة المتوكل »

في صعدة.. السلطة.. حضور القتل.. غياب العقل


الأربعاء 13/4/2005 الشورى نت_ عبد الفتاح الحكيمي

العنصر الجديد الذي يطيل أمد المواجهات والقتل في صعدة هو أن ابن الرئيس أحمد علي عبدالله صالح يبحث لنفسه عن نصر شخصي في المعركة بعد فشل وحدة عسكرية تتبع القوات التي يقودها في اختطاف العلامة بدر الدين الحوثي أو تصفيته، بما يعتبره القائد الشاب هزيمة شخصية له.
فمن جهة تعتبر السلطة حرب هذا الصيف بمثابة امتحان لكفاءة القوات والوحدات العسكرية التي يتولى قيادتها اشخاص من الأسرة الحاكمة، خصوصاً ابن الرئىس وابن أخيه، والأخير صدر قرار الرئيس بمنحه وسام الوحدة من الدرجة الاولى في الاسبوع الاول للمواجهات.
لدوره فيما اسماه التصدي لقوى الانفصال والردة، الامر الذي له دلالته في تحشيد السلطة لكل طاقاتها أمام خيار الحسم السريع الموجع والباهظ.
بالمقابل يظهر تراجع الدور العسكري في المعركة لقائد المنطقة الشمالية الغربية (علي محسن الاحمر) عدا من تواجد رمزي محدود لبعض وحدات الفرقة الاولى مدرع التي تتبعه إما لعدم قناعته أو لعدم رضى الرئىس عن ادائه في الحرب السابقة.
اذن الحسابات الخاصة للسلطة انحصرت في تحويل ساحة القتل في صعدة إلى تنافس للزهو بين العسكريين الشباب واستعراض تفوقهم باعتبارهم حالياً اليد اليمنى الضاربة للنظام.. بعد تلقي قوات (الابن) الخاصة التدريب على يد خبراء امريكان العامين الماضيين
.


لعبة القتل
رواية السلطة الميلودرامية بأنها لا ترغب في اراقة الدماء وقتل النفوس، يكذبها انزلاقها المحموم منذ 18 مارس الماضي لفتح معركة لا انسانية غير متكافئة ضد أناس أبرياء من ابناء قبائل صعدة حاولوا رد الظلم عن أنفسهم بالتحصن في الجبال أو إطلاق رصاصة هنا أو هناك في مواجهة راجمات الصواريخ والطائرات والدبابات التي تدل على انها حرب من طرف واحد.
لعل تماهي السلطة مع لعبة قتل المدنيين الابرياء (عمداً) باعتبارهم ينتمون إلى قبائل الخصوم وتصفية أصحاب المعتقدات الفكرية والسياسية المخالفة لها دشنه الرئيس نفسه في يناير الماضي أمام ملتقى خطباء المساجد والمرشدين بصنعاء حين دعاهم للتصدي لما يسميه الافكار الجعفرية والاثنى عشرية، والمقصود بها اصحاب الفكر الزيدي، أمثال العلامة بدرالدين الحوثي وأخيراً خطاب الرجل التحريضي أمام خطباء مساجد المؤسسة العسكرية بتاريخ 23 مارس 2005م الذي وجهه بالمفتوح ضد أحد تيارات الزيدية بزعم أخذها بفكرة (الولاية في البطنين)، ما يعزز سعي السلطة إلى اشاعة ثقافة الكراهية الاجتماعية، وتوظيف القوة العسكرية وامكانيات الدولة باعتبارها ادوات الدولة المتاحة في الرد على الافكار والمعتقدات السياسية والدينية، وهو ما يطلق عليه منظرو صحيفة 26 سبتمبر فكرة (الاقتلاع)، ويقصد بها اقتلاع العلامة بدرالدين الحوثي، بسبب افكاره التي لا تروق للحكم.
قال الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر لصحيفة الوسط (انه لن يقبل مبدأ التوسط بين السلطة والقبائل إلا بعد الاتصال بالرئيس لمعرفة وجهة نظره)، الوسط 6 ابريل 2005م.
قناعة الشيخ الاحمر منذ بدايتها مهزوزة باستجابة الرئىس الصادقة لدعوة وقف العدوان والقتل.. والاحمر يتحدث بوعي عن توفر ضمانة نجاح الوساطة مقدماً لشخص بدا غريباً عليه في تصرفاته، لا مجرد الذهاب بوفد إلى دار الرئاسة للدردشة واستغلال السلطة الحاكمة لفكرة الوساطة غطاء لتماديها في القتل الحرام بذريعة كاذبة ان الطرف الآخر (الاعزل) المعتدى عليه خرق بنود التهدئة.
ذلك ما حدث فعلاً في جبال مران الصيف الماضي بعد توصل لجنة الوساطة يوم 2004/8/9م إلى صيغة قبل بموجبها العلامة المجدد حسين بدرالدين الحوثي بتسليم نفسه للقضاء والوصول إلى صنعاء، لكن السلطة رأت في ذلك ادانة لها، والحل في مواصلة الحرب لاخفاء معالم الجريمة والادلة بما فيها قتل الرجل ذاته بعد تسليم نفسه يوم 10 سبتمبر 2004م.
لا يتمنى الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر اراقة ماء الوجه أو يبحث له عن دور قد يحسب ضده إذا ما هدى الله الرئيس واقاربه إلى وقف فتنة القتل، حينها سوف يحسب النجاح للأحمر وتثبت ادانة السلطة، أو هكذا حسبها الشيخ.. والتردد في وساطة غير مضمونة يكشف سوء نية السلطة مقدماً.. والاجدى من الوساطة هو تركها، فالرئيس قد حزم أمره ويرى ان خطر الحوثي (الاب) 83 عاماً أقوى من ابنه، أو هكذا زينت له نفسه.. وحين لم يجد ما يقنع به الجيش ودفعه الى المهلكة حاول تعبئة الجنود بأنهم يقاتلون المذهبية والعنصرية والدعوة إلى الامامة وهي التهمة التي انكرها الرئىس نفسه في وقت سابق!! ثم استخدمها الاعلام الرسمي لتعبئة الجيش وتبرير العدوان.

الصورة الحقيقية
لم يتبق من جماعة (الشباب المؤمن) سوى التسمية فقط أو استغلال اسم (الحوثي) في الاعلام الرسمي ليقال ان عدوان السلطة الآن هو استمرار لمعركة صيف 2004م ضد جماعة من المحتمل تهديدها لمصالح الامريكان.. والصورة الحقيقية هي مجاميع قبلية تدافع عن نفسها من سلطة وسياسة القتل الجماعي للمدنيين والاطفال.. ودفاع القبائل عن العلامة بدرالدين الحوثي (حفظه الله) تفرضه الاعراف بين القبائل العربية الاصيلة وليس لاعتبارات أخرى.
الهدف المعلن لعدوان السلطة على قبائل صعدة، هو تسليم السيد بدرالدين الحوثي نفسه للسلطة (الخصم والحكم)، وفي اليمن لا توجد دولة يأمن فيها ومنها الشخص في الحصول على محاكمة عادلة، وإلا ما استغل الرئيس وأقاربه في قيادة الجيش تجريد كل هذه الحملة العسكرية لملاحقة رجل شائب على مشارف التسعين.
إختلطت الاوراق على السلطة، فهي تسعى إلى الثأر المعنوي لجنرالات الجيش من الحوثي (الابن) وتلقين شيوخ قبائل صعدة درساً قاسياً لرفض اغلبهم الوقوف معها في حرب الصيف الماضي.. والرهان على غفلة المجتمع الانساني في اليمن وخارجها، والتعتيم على كارثة الابادة الجماعية للسكان دون تمييز بين المدنيين والمدافعين عن أنفسهم، انها نسخة قذرة من حرب الصيف الماضي.
كل ذلك يدور ربما على خلفية رسوخ علاقة السلطة بالامريكان وتوفير شرعية وحماية تجيز لها قتل المدنيين وابناء القبائل وأصحاب المعتقدات والافكار الدينية المخالفة بذريعة غير معلنة هي (مكافحة الارهاب).

موقف الامريكان
صحيح ان الامريكان لم يصادقوا على قانون المحكمة الجنائية الدولية لكنهم لن يتحملوا وزر الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية في صعدة.
لمصلحة الامريكان ان يكونوا شاهداً نزيهاً في حرب صعدة الثانية، لكن ليس في مصلحتهم ان تقوم السلطة بالمذابح الجماعية وكأنها ترضي السفارة الامريكية التي اعلن نائب السفير في صنعاء عن الرغبة للحلول السلمية في صعدة (اننا ندعو إلى الهدوء والحوار والابتعاد عن التحديات واللجوء إلى العنف -صحيفة الأيام 9 ابريل 2005م.)
في حالة واحدة فقط يمكن للامريكان أن يتفرجوا على جنون السلطة في صعدة، إذا فكروا جدياً بالتخلي عنها أو تعديل سيناريو الادوار والزعامات.. وهو أمر لا يبدو على المدى القصير.
قد لا تنجح وساطة الشيخ الاحمر وعلماء اليمن والوجاهات في وقف العدوان والعودة إلى مربع العقل.. لكن الامريكان يستطيعون نصيحة السلطة ولو من باب المصالح المشتركة باعتبار انهم لم يوقعوا جميعاً على المحكمة الجنائية!!
ربما لا يكترث الرئيس للأرواح والدماء حتى لا يقال ان السلطة قبلت الوساطة عن ضعف وليس عن حكمة منها، لكننا نذكره بأن مخافة الله بيت الحكمة وان ابناء البلد ليسوا حقل تجارب أو تنافس لاثباب قوة وجدارة الابن أو ابن الاخ.
من حق العقيد أحمد علي اظهار تفوقه وعرفانه للامريكان الذين تولوا تدريب قواته الخاصة لكن عليه أن يتذكر انه لا يواجه جيشاً أو عدواً حقيقياً في صعدة بل يحصد أرواح ابناء شعبه من القبائل، ومنهم أرامل وايتام ضحايا حرب الصيف الماضي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. (وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزة بالاثم)..
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“