من هو المتمرد..الحوثي أم السلطة؟!
الأربعاء 13/4/2005 الشورى نت_ رشيدة القيلي
< اختلافنا الفكري مع الحوثي لايجعلنا ننكر انه ظاهرة صحية في الضمير اليمني تجاه العدوان الصهيوني الأمريكي على الأمة، اذا اعتبرنا ان مايجري في فلسطين والعراق هي معركة بين فريقين، واننا مجرد متفرجين لا واجب علينا حيالها بتاتا فنحن ابعد مانكون عن جوهر الدين الذي اوجب نصر المسلم للمسلم قولا وفعلا. وتعاون السلطة مع الاعداء لا يبرر للشعب الصمت ولايجيز المواقف السلبيةالتي تعبر عن عدم فهم صحيح لموجبات الهوية والسيادة.
وخطاب السلطة المشكك في دوافع الحوثي وربطها بجهات خارجية يثير السخرية ،لأن المدفوعين من جهات خارجية في قمع القوى الاسلامية والقومية الرافضة للأمركة هي السلطة، والتي تمارس نقيصتها هذه بشكل سافر ووقح بل وبصورة متباهية ومتفاخرة.
< وامر مهم ان توقن القوى الاسلامية والقومية التي تؤيد السلطة في قمع الحوثي او غيره ممن يعادون امريكا واليهود، بأنها لا محالة ستشرب قريبا من نفس الكأس، عندما يحين دورها في قائمة الوجبات المفضلة عند وحوش السلطة، وان غداً لناظره قريب.
< والحقيقة التي يجب ان يصرخ بها كل مثقف مخلص هي: ان علي كل حر شريف في هذا المجتمع ان يساند أي قوى رفض لتهور السلطة واجراءاتها خارج نطاق الدستور والقانون، و ان يقف الجميع بحزم ضد هذا حتى وان كان المستهدف من السلطة هو الذي نختلف معه في الرأي أو نخالفه في الموقف.
فلقد آن لنا جيمعا ان نكون صرحاء مع السلطة اكثر من ذي قبل، وأن نقول لها بفم واحد: التعاون مع الامريكان في قمع القوى الرافضة لهيمنتها إثم كبير وجريمة لايغفرها الدين او التاريخ، وحتى شرف القبيلة!!
< فمصادرة حق (الحوثي) في التعبير عن نفسه كعربي مسلم ثائر على الهيمنة الصهيونية الامريكية على بلاد العرب والمسلمين، هي بالتالي مصادرة لحق الجيمع، ومن واجبنا ان نقف معه في إثبات هذا الحق لنا جميعاً، وان اختلفنا مع الحوثي فكريا أو مذهبيا.
< احداث صعدة كشفت إفلاس السلطة في مواجهة خصومها السياسيين الثائرين على بيعها للدين والوطن فلم تجد ماتقوله للناس إلا بث اشاعات سخيفة جداً، مثل ادعاء النبوة والعودة للإمامة والتمرد!!
أما ملاحقة السلطة للحوثي بجريرة الرد المسلح على جنودها المعتدين فيذكرنا بما تسميه امريكا ضربات وقائية لمن تتوقع عداوتهم، وماتسميه دولة الصهيانية دفاعاً عن النفس حين تضرب غرف نوم الآمنين بطائرات الأباتشي كما ضربت الطائرات الحربية التابعة لجيشنا قرى الرعية الآمنين في صعدة وكما استخدمت الغازات السامة ضد القرويين.
< ان فكر الحوثية- في بعض جوانبه- يعبرعن أفق ضيق لايسعنا معه، لكن التمرد على الواقع الظالم شعور كامن في نفوس الجميع استطاع الحوثي ان يعبر عنه بشكل صريح.
وماجرى في صعدة المفروض ان تستفيد منه السلطة في مراجعة مواقفها السادرة في تجاهل الأغلبية المسحوقة من ابناء الشعب، وفي كف ايدي العصابة الفاسدة عن الاستئثار بثروات الشعب ومصادرة ارادته.
لقد تمردت السلطة على عقيدة الولاء والبراء وعلى قيم العدل والمساواة والأمانة في صيانة الشعب وثرواته، بل إنها أوشكت على التمرد على كل شيء فاضل وجميل، في سبيل إطالة أمد تسلطها..
<< فلماذا التعجب والاستغراب إذا قيض الله فردا من هنا أوجماعة من هناك تعلن تمردها على هذه السلطة المتمردة. لقد قالوا: التكبر على المتكبر سنة. وأقول: التمرد على المتمرد فريضة!! والبادىء أظلم وأعتى.
من هو المتمرد .. الحوثي أم السلطة ؟! _ بقلم / رشيدة القيلي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 113
- اشترك في: السبت مايو 28, 2005 12:22 am
- مكان: بيروت
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 113
- اشترك في: السبت مايو 28, 2005 12:22 am
- مكان: بيروت
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1036
- اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am