لم أتصور أن يصل المشهد الثقافي ببلادي اليمن للحد الذي يصعب وصفه وتصوره ، وأبسط متابعة تعطي المرؤ فكرة عن مدى فداحة الخسارة بجانب الثقافة الوطنية اليمنية ... ودعونا نستعرظ العناوين اليومية التي نقرأها ، وجوه الناس وملامحهم يكاد يختفي التميز اليمني بها ناهيك بالهندام والملابس عامة ، وما يغيض بل ما يعكر المزاج أن علية المجتمع وبهم نسبة كبيرة من المخضرمين أو من تجاوزوا الستين عمرا .. يكادون لايلمون حتى بطريقة طي العمامة اليمنية على رؤوسهم ، ويهملونها مبعثرة وغير منظمة ولاتحاكي أي ذوق أو تعكس هنداما بمعنى الكلمة .
كنت أتابع مقابلة بالتلفزة التونسية وكان هناك طالبان يمنيان وكان الحوار عن الموشح الأندلسي حيث أكد التوانسة نسبة الموشح للأهازيج اليمنية ، وأن اليمنيين قد أحضروه ضمن ما أحضروا من كنوز ثقافتهم الفريدة والمتميزة .. وكان الطالبان اليمنيان يرددان بعناد أن الموشح عرف عن مصر " أم الدنيا " تصوروا مقدار الشعور بالإحباط من هاذان الطالبان الغير نجيبان ... لكن لانعتب عليهما فالعتب على منظري القومية العربية ببلادنا وحسن إدارتهم لتدمير ثقافتنا الوطنية .
وفي مناسبة سابقة وفي مسابقة غنائية أحضر ممثل اليمن ليشدو بأغنية لأم كلثوم الورد جميل ،، وجميل ياورد ... ولكن جمال الورد لم يمثل الشخصية اليمنية الإعتبارية أو التراث اليمني الثري بمئات الآلاف من الآلحان والقصائد ،،، والتي كلها لم ترضي المنظر الثقافي فأختصر الوضع وغنى وعزف الورد جميل .
وفي مناسبات عدة رأيت كيف يعتز الإخوة بأفريقيا وشرقها تحديدا " أكسوم " يعتزون بلهجتهم العربية والتي ينطقونها باليمنية ... وكذا ملابسهم حيث الكوفية اليمنية والمأزر اليمني وكذا الشال يمثل هندام النبلاء .. وبالمقابل وفي لقآءات .. أجد الأفريقي حتى من السنيقال كان أو من أكسوم يعتز ويفتخر بملابسه وهندامه اليمني ـ الشال والطاقية " الكوفية " وتهذيب الذقن والشارب بالطريقة اليمنية .... ثم نطق اللغة العربية بالطريقة اليمنية ، وبالمقابل .. أرى اليمني وقد هذب ذقنه وشاربه بالطريقة التركية المتوسطية ، وكشف رأسه ليكن أوروبيا ثم لخبط العمامة ، ولبس الثوب الغير عربي والذي هو مجرد تطور للقميص الإفرنجي .... وتكلم باللهجة المصرية ..؟ يالله العجب ، ومع ذلك يتنمطق بخنجر ،، وجهه مصري متوسطي ، والشال وضعه بشكل متدلئ على كتفيه ليشبه منظر البشت الخليجي ... وكوت أوروبي .
لا إزار أو مقطب ولاقميص ولاعمامة يمنية قبع فيكن مقتبع ... ولاكوفية يمنية ...
محبكم يابني الأكوع حلف * لاينزل القاع لابس كوفية
عجبا للتنظير الخاطئ الذي سلبنا كل تميزنا ... وتجاوز حضارتنا ومثلنا وأنهانا كثقافة .. وعزائنا أن المنظر الثقافي الثورتي مجرد مخزن عتيد ومن رواد المقائل التاريخيين ... ولكن كيف تهئ له كل هذا العبث .
الإنفصام الثقافي ... أكسوم يمنية ، وصنعاء مصرية .
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- ---
- مشاركات: 885
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
- مكان: مصر المحمية بالحرامية
- اتصال:
أخي الحبيب الهاشمي مقال أكثر من رائع (بلاش كلام عن الأخطاء اللغوية :lol: )
عفوا هذه الجملة الاعتراضية فقط لكي لا أتهم بالمحاباة
كلامك جميل ما شاء الله وجميع كتاباتك تتوفر فيها عناصر المقال الصحفي فلماذا لا تتوجه لنشرها في أي صحيفة ولا أعتقد أن هناك صحيفة سترفض نشر مقالات ممتازة كهذه .
ويمكنك نشرها باسم آخر طبعا.
أريد أن أنبه إلى شيء هام وهو أن الزي المصري هو الجلباب والعمامة البيضاء كما في كل الصعيد الذي لازال يحافظ على معظم تقاليده ، وكنت قد كتبت عن العمامة السودانية وهي مثل عمائم أهل أسوان وإن كانت أقل حجما ، وهي عائدة إلى حمايتهم من حرارة الشمس الملتهبة هناك ، وهي عمامة عربية 100% فشمال السودان أغلبه من أصول عربية دخلت منذ فتح مصر حيث جاءت قبائل عربية إلى جنوب مصر وتغلبوا على مناطق النوبة ، ثم عبر العصور الإسلامية المتعاقبة ، وقد كان لقبيلتنا (الجعافرة) دورا هاما في تعريب السودان ونشر الإسلام وثقافته بها .
http://www.alnilin.com/sudaniat/gafara.htm
عفوا هذه الجملة الاعتراضية فقط لكي لا أتهم بالمحاباة

كلامك جميل ما شاء الله وجميع كتاباتك تتوفر فيها عناصر المقال الصحفي فلماذا لا تتوجه لنشرها في أي صحيفة ولا أعتقد أن هناك صحيفة سترفض نشر مقالات ممتازة كهذه .
ويمكنك نشرها باسم آخر طبعا.
أريد أن أنبه إلى شيء هام وهو أن الزي المصري هو الجلباب والعمامة البيضاء كما في كل الصعيد الذي لازال يحافظ على معظم تقاليده ، وكنت قد كتبت عن العمامة السودانية وهي مثل عمائم أهل أسوان وإن كانت أقل حجما ، وهي عائدة إلى حمايتهم من حرارة الشمس الملتهبة هناك ، وهي عمامة عربية 100% فشمال السودان أغلبه من أصول عربية دخلت منذ فتح مصر حيث جاءت قبائل عربية إلى جنوب مصر وتغلبوا على مناطق النوبة ، ثم عبر العصور الإسلامية المتعاقبة ، وقد كان لقبيلتنا (الجعافرة) دورا هاما في تعريب السودان ونشر الإسلام وثقافته بها .
http://www.alnilin.com/sudaniat/gafara.htm
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
شرف عظيم أن يحضر واصل بن عطاء بموضوعي
نعم هو كذلك شرف عظيم بوصول كاتب عظيم لموضوعي المتواضع وإشادة أعتبرها وساما ..
سيدي الكريم : ما من شك أن اللباس المصري الأصيل هو نفس اللباس اليمني ، فقد وقفت أتأمل سكان مصر القدامى ... لآراى الإزار اليمني يتسيد الهندام ... وتأملت المعابد فوجدت الصخر وتطويعه وهي عادة يمنية تصل لحد الغريزة ناهيك بالبخور والتوابل.. لكنني لم أتفاجاء عندما عرفت أن قدماء المصريين قدموا من الجنوب ... وأنهم من نفس جنس الأفرو يمني أي سكان الهضبة الحبشية "أكسوم" فتذكرت مملكة يمنات وأكسوم التي قامت لاحقا ... وسمعت عن لهجة أهل النوبة التي تمت بصلة للجعزية أم اللغات الحبشية وهي لغة سامية "يمنية " ...
وحاليا لازالت العمامة اليمنية والقفطان بل وملامح الوجوه بصعيد مصر التليد يحكي قصص من التاريخ المجيد حيث كانت مصر مهجرا لليمانون الأول .... ثم مالبثت قبائل أن هاجرت بالتاريخ الإسلامي فأختلط الأول بالمعاصرين ... وتكرست الدماء والثقافة ... بالرغم من البوابة المصرية المفتوحة للآخر على البحر المتوسط ..
مع خالص التقدير وصادق الود والإحترام ..
سيدي الكريم : ما من شك أن اللباس المصري الأصيل هو نفس اللباس اليمني ، فقد وقفت أتأمل سكان مصر القدامى ... لآراى الإزار اليمني يتسيد الهندام ... وتأملت المعابد فوجدت الصخر وتطويعه وهي عادة يمنية تصل لحد الغريزة ناهيك بالبخور والتوابل.. لكنني لم أتفاجاء عندما عرفت أن قدماء المصريين قدموا من الجنوب ... وأنهم من نفس جنس الأفرو يمني أي سكان الهضبة الحبشية "أكسوم" فتذكرت مملكة يمنات وأكسوم التي قامت لاحقا ... وسمعت عن لهجة أهل النوبة التي تمت بصلة للجعزية أم اللغات الحبشية وهي لغة سامية "يمنية " ...
وحاليا لازالت العمامة اليمنية والقفطان بل وملامح الوجوه بصعيد مصر التليد يحكي قصص من التاريخ المجيد حيث كانت مصر مهجرا لليمانون الأول .... ثم مالبثت قبائل أن هاجرت بالتاريخ الإسلامي فأختلط الأول بالمعاصرين ... وتكرست الدماء والثقافة ... بالرغم من البوابة المصرية المفتوحة للآخر على البحر المتوسط ..
مع خالص التقدير وصادق الود والإحترام ..