بسم الله الرحمن الرحيم
قتل وتشريد وحبس ومحاكمات هزلية ومصادرة لكتب واستبعاد للخطباء وإرهاب فكري ونفسي وجسدي ، ومنع للاحتفالات والشعائر الدينية ، وحوارات إرهابية فكرية ، وإغلاق للمكتبات والمدارس على علماء وأتباع ومكتبات وكتب وخطباء ومدرسي وطلاب الزيدية .
الصحف الرسمية تتكلم عن حرية الفكر والتعبير والرأي وخلو الساحة اليمنية من مصادرة الآراء وقمع الأفكار والأديان والمذاهب ، والصحف المعارضة تتكلم بأسى مخيف وعبارات مفزعة عن الحكومة اليمنية المؤتمرية التي لا تهتم بالشعب وما يعانيه من حالة اقتصادية مخيفة وخوف أمني مفزع وتصدع للسلم الاجتماعي .
ما نشاهده من خطف للمواطنين في مظاهرات تعز والحديدة وصنعاء وعدن واعتقالهم في الأمن السياسي وخطف للعلماء والخطباء وأتباع المذهب الزيدي في صعدة وصنعاء وحجة وعمران والأمانة وذمار والجوف ، كل هذا تقول السلطة عنه إنها مناورات سياسية ! خطف ألفين وعشرات العلماء ومئات الخطباء من المواطنين من أتباع المذهب الزيدي مناورات سياسية وبلاغات كيدية ، والحرية الفكرية والتعبيرية في مأمن أمين ، أما القتل صبراً وهدم البيوت وتشريد الأسر وترميل النساء وتيتيم الأبناء وقتلهم أيضاً في محافظة صعدة فهو حفظ للحرية الفكرية وحرية الرأي والرأي الآخر ! أما خطف علماء وخطباء ومدرسي وطلاب وأتباع المذهب الزيدي وإغلاق مكتباتهم ومصادرة كتبهم فلأنهم يثيرون القلاقل والخوف ويريدون تصدع السلم الأمني ، ويريدون وأد الحرية التي نعيشها – ومزقي يا مزيقة !!- فلا يحق لهم أن يتحدثوا عما يجري في صعدة من إبادة إنسانية بجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة لأن الحديث عن ذلك مقاومة للسلطة ومخالف للدستور اليمني الذي أتاح لكل إنسان حرية التعبير واختيار الفكر – مزقي يا مزيقة !!! –
السلطة – رضي الله عنها – تقول : لا يحق لهم أن يعتصموا أو يقولوا هذا لا يصح أو لا يجوز – مجرد كلام فقط – لأن هذا الكلام والاعتصام يجعل المواطنين لا يثقون بالقوات المسلحة التي ليست من قرية واحدة بل من جميع محافظات الجمهورية ، القوات فقط ، أما القادة العسكريون فهم من تلك السلالة ، لأن الدولة تخاف أن يقوم مهووس فيحدث انقلاباً ، فلذلك الجنود من كل أبناء اليمن ، أما القادة فهم من السلالة وهذا ( فقط ) من أجل حفظ النظام الجمهوري والوحدة وحرية الفكر والتعبير من النظام الملكي الرجعي البائد ، والنظام الانفصالي العتيق ، النظام الشمولي الذي يُبيد مخالفيه !!!
أما المعارضة – صلوات الله عليها – فهي مشغولة بالدفاع عن مهاترات كلامية بينها وبين المؤتمر من أجل رئيس حزب لدغ بأنواع من الشتائم ، ومن أجل أن نقطة استوقفت مركب رجل قيادي ، ومن أجل رفض قوات الأمن دخول مسئول من أمانة الحزب ، ومشغولة بالدعم المالي من الأنصار ، هذا في الأيام العادية ، وفي أيام الانتخابات فهي مشغولة بالمرشحين دعاية لهم ونزولاً في أماكن المواطنين ، وكذا صحف المعارضة والكتاب مشغولون بالتحليل لموقف سوريا والعراق وفلسطين والهند وباكستان ، أما ما يحدث للمواطنين من خطف وقتل وتشريد ومصادرة للفكر والكتب ونشر للذعر والخوف في قلوبهم وتهديم البيوت وترميل النساء فلا يعد عندهم إلا خبراً في الصحف في مناورة سياسية لأجل الإثارة لا غير .
وأما مراسلو القنوات الفضائية فيقولون : ماذا نفعل لو قلنا وأرسلنا ما يحدث ونقلنا الواقع ، سيذهب ما نأخذه من القنوات التي نعمل عندها ، ولاستبدل بنا غيرنا لأننا منتدبون في القنوات من قبل النظام ، والقناة لا تعلن إلا ما يوافق النظام وإلا لما تم إعانة القناة من قبل رمز النظام ، حتى ولو كان صحيحاً ما نقدم فسيقوم النظام بإيذائي وقطع معاشي في وزارة الإعلام ، ومصادرة القلم والكاميرا والأفلام إن لم تكسر ، والجهاد على العيال أهم من أهداف الصحافة والإعلام فهو أكبر جهاد ، والله يعينكم يا مظاليم !!
يا أهل الأدب والفكر والصحافة والإعلام والحقوق والسياسة ، ويا من يبحثون عن مدينة أفلاطون ، اعلموا أنا لا نطلب منكم أن تكتبوا وتنقلوا عن أفكارنا ومعاناتنا تمجيداً ، اكتبوا عن الحرية الفكرية وعن حرمة القتل والخطف ، اكتبوا عن الأهداف التي أقسمتم أن تناضلوا من أجلها حتى يتم تحقيقها ، وإلا فإني أنصحكم أن تفتحوا دكاناً للبيع والشراء أو سوبر ماركت أو مصانع أو تشتروا عربية لبيع الخضروات أو مكتبات تباع فيها كتب فن الطبخ أو ترجعوا إلى قراكم لتزرعوا الأرض فماذا ينفع شعر المنافق الذي يصارح في وقت لا تنفع مصارحته وماذا تنفع المقالة التي تطلب وظيفة وماذا ينفع الشخص أن يكون مراسلاً لقناة ما طلب منها أن تذكر ما يكون وبإسلوب مثير ذكرت ومتى طلب منها السكوت سكتت.
أيها الأدباء والشعراء والكتاب والصحفيون والإعلاميون والساسة لأكن حاملاً فكراً رجعياً على ما يزعم القائد العسكري علي عبد الله صالح الأحمر، والقائد العسكري علي محسن الأحمر، ولأكن حتى عندكم كذلك فهل أنتم لا تقولون إلا بحرية الفكر الذي هو صحيح عندكم، وهل أنتم لا تؤمنون بمظلومية أحد إلا بمظلومية أتباع الفكر الصحيح عندكم؟!! هل هذه هي الحرية الفكرية! فما الفرق بينكم وبين غيركم أيضاً وما هي المميزات التي تصرخون وتتباهون بها وما هي الشمولية ولماذا الديمقراطية والصحف المتنوعة؟!
لأكن عدواً لدوداً للديمقراطية، ولأكن عدواً للحرية بجميع أنواعها، ولأكن عدواً لأحزابكم من منظور عقائدي مثلاً، فهل الحرية الفكرية ونقل الواقع والدفاع عن المظلومين ومحاربة الظلم لأي إنسان غير وارد عندكم إلا لمن يؤمن بأفكاركم؟ هل تدافعون عمن يحمل أفكاركم فقط؟ هل تكتبون عمن ينتمي إليكم فقط؟
مالكم كفرتم بفكركم العظيم محاربة كل مفردات الظلم والعبث والجهل والكذب؟
أرجوكم أن تنتموا إلى أدب الحاكم وأن تكتبوا له وإلا فكسروا أقلامكم فإنها لا تنفع.
وأنتم أيها المخطوفون والمقتولون والمصادرة كتبكم والمحاربة أفكاركم والمغلقة مكاتبكم والمستبعد خطباؤكم وعلماؤكم ومدرسوكم، عليكم أن تبحثوا عن كاتب من أمريكا أو بريطانيا أو إسرائيل أو فرنسا فقادة يتولون مقاليد الحكم من الجهال والدكتاتوريين في وطننا العربي يدل على كذب الكتاب ودجل الإعلاميين واستهزاء الساسة المعارضين.
أرجوكم مرة أخرى دعوا الكتابة والصحافة والإعلام والحقوق والمعارضة، أرجوكم أتوسل إليكم دعوها حتى يأتي من نستفيد من مقالته وأدبه وإعلامه.
تساؤلات:
س1: ما الفرق بين المواطن الذي يبيع صوته من أجل حفنة من الريالات، وبين كاتب وأديب وحقوقي إعلامي يبيع قلمه الرخيص وأدبه المنتن وحقوق الآخرين وصوته من أجل حفنة من آلاف الريالات أو حتى الدولارات؟
س2: ما الفرق بين موظف في وزارة يخاف من الفصل من الوظيفة أو الإهمال والاستغناء عنه، وبين دكتور جامعي وكاتب وصحفي وأديب وحقوقي وإعلامي يخاف من قطع الرزق؟
س3: ما الفرق بين مواطن يخاف الأمن السياسي وبطش النظام، وبين رؤساء الصحف وقادة الأحزاب وعمداء الجامعات وكبار الشعراء والأدباء ورؤساء منظمات الحقوقية المدنية الخائفين من الأمن السياسي وبطش النظام؟ ما الفرق بين هؤلاء إذا بدلوا وكتموا وصمتوا عما يجب عليهم أن يجاهروا به ويبينوه ويقولوه، ورفضوا مجرد سؤال ناتج عن واقع أليم نعيشه؟
رسالة مواطن يمني مظلوم !!!!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1041
- اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm
رسالة مواطن يمني مظلوم !!!!
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .

