قميص عثمان .... وعمامة الحوثي .

[الهاشمي اليماني]

قميص عثمان ... وهو قميص سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفة الراشد الشهيد المغدور وتلبور فكرة الإستفادة من مأساة البعض ،، حيث أجاد الأمويين النحيب وبالتالي التنصل من تبعية الخليفة بل وحربه ومخالفته ... وقد أظيف القميص الشهير لأدبياتنا ليأخذ مكانه كمثال ،، مع عدة أمثلة ، طمع أشعب ووعود عرقوب ... والوعود العرقوبية هي التي لازالت تنكئ جراح صعدة الغراء وتنهش جسدها المنهك ..
وبصعدة هناك مثال آخر وهي وعود الكمّون ،،، حيث يقوم المزارع بإستنبات شجيرة الكمون والتي لاينبغي ريها حتى لاتتحول إلى أوراق عديمة الفائدة ... لكن للأساطير دورا بزراعة الكمون ، حيث يعمد المزارع للمرور بحقله المزروع بالكمون مرددا : إنهض ياكمون وسنرويك ... وهكذا ويستمر النداء حتى ظهورحبيبات بذور الكمون ... ويحصد بين ضحاكات وأهازيج المزارعين وزهوهم بإنتصار الحيلة ..
ويظهر أن حكومتنا اليمنية قد إستفادت من درس الكمون وإستوعبته جيدا وطبقته على أهله وبصعدة تحديدا ... حيث تمر مشاريعها النادرة والتي يسهم المواطن بنصيب الأسد بها ، تمر بسبات طويل ،،، فبضعة كيلومترات من الإسفلت لم يكتمل العمل بها ومنذ خمسة عشر عاما بالتحديد والكمال وهي طريق رازح صعدة ... مع أن حضرة المحافظ قام بإحتظان مكبر الصوت جاحظا بعينية الصقريتين معتمدا خلفيته الإستخباراتية ، وبعد رمق الشاشة بنظرة تبرز الهيبة المرجوة .... عاد ليردد نفس الوعود التي قيلت قبل خمسة عشر عاما .. وبالتالي كانت الهيبة توزاي الخيبة ... خيبة مواطني صعدة بوعود الدولة .. وبمجالسهم المحلية المسيرة نهارا والمنغمسة بمقايل القات والسجائر مساء .. ومن تجار صعدة أو أبنائها العاقين الذين يكتسبون الدرهم والدينار من ثديها المتدفق ... ويستثمرونه إما بتشييد قصورا بصنعاء ... أو بأميريكا ... وتصل صدقاتهم لكل من بخارج صعدة حتى بموسم الحج ..
عودة لقميص عثمان الصعدي .... وهي عمامة الحوثي ... والذي سبقت قضيته المعروفة بنية تحتية وإستعدادات لأكثر من خمس سنوات ،، ثم تم إستدراجه ,, وقبلها أعطي وعودا ،، لكنه تذكر وعود الكمون فلم يثق بمن لم يصدق ... وكانت المأساة ،، ومات الحوثي ، وماتت صعدة .. والمقصود الكثير من أهلها ... لكن عمامة الحوثي لم تمت ولو بفكر حكومتنا أو منظري عمليات البطش بها ... فبإيدلوجيتهم التخريبية أن العمامة لم تزل حية ترزق ... وبالتالي وجب تجييش الجيوش وتكديس ألإسلحة والزج بالألاف بأتون حروب ... كمونية ،، من الكمون ، وليس الكمونية السودانية المعروفة ... وعلى ذكر السودان وجب التطرق لعمائمهم العامرة ولست أعرف كيف كانت سترد حكومتنا لو أن عمامة الحوثي كانت بحجم العمائم السودانية ...
والإخوة بالسودان يعتمرون العمائم جميعا بإستثناء الجنوب ... لكنهم وربما بحكم الإرث الإستعماري الثقيل تركوا العديد من أمثال صعدة ،، فصعدة السودان تتمثل بدارفور ... والفوارق أن بدارفور ورغم التشهير والقرارات الدولية بها جامعات ومعاهد عليا وبنية تحتية ... لكن بدارفور اليمن أو صعدة لايوجد لا أكاديميات ولامعاهد .. ولاعمائم ... حيث سلبت العمائم من الكل ... ومع ذلك تبقى وعود الكمون سارية المفعول بصعدة .

[وجدانُ الأمةِ]

......