عبيدُ (( الا أنا )) وحكيم
-------------------
هو
هل يرضيكِ أن أكون ؟!
مثلكِ كائنْ له شعورْ
أم أنه لا يرضيكِ
تباً
أنا قبلكِ في عالم التكوينْ
والاستقراءُ دليلي
وأنتِ مني وأنا منكِ
فهلا تواضعتِ قليلاً
لنرتقي معاً درجاتنا لنكرم ْ
أم أنكِ ستسبقيني وتحتلين مكاني هذه المرة ؟؟
فتفسدين كلَّ شيءٍ مثل العادة !
لا أنكرُ أني أحمقْ
لكن أنتِ من علمني الحمقْ
بل أنتِ سببٌ في كلِّ حماقاتي
فهل بينكِ وبين طاغوتي اتفاق مبرم ؟؟
لتحطيم قيمي وممتلاكاتي الذاتية !
ربما ........
في أيام الطمث تعتريكِ طباعٌ غريبة ْ
تتغيرين في كل أجزاء الثانية
وتلبسين ثوب النكران الشفاف !
والذي ارى من خلاله جلالك الناقص !
في ابها صورة !
ومع هذا أنا حيرانٌ اتمرغ في تفكيري بالساعات
ولا أدري ما أعتراكِ ؟؟
فأصبرُ على كلِّ الجروح !
لكوني أعرفُ بالفطرة أنكِ تفتقدين شيءً ما
وحتى أيام الكلف *
بعد أن ارويتُ ارضكِ العطشى بماءٍ هطالٍ
من غمام سمائي .
تنظرين اليَّ وكأني وحشٌ كاسرْ
وقبل ذلك كانت عبارة(( حبيبي)) على شفتيكِ
تغمرني بعطفٍ ساحر
أنسى معه هموم الكون
لكنه سرعان ما يتلاشى .
فتتركيني اتمرغ في تفكيري بالساعات
وحيدا فريدا لجنود الوحدة لتنال مني
ومع هذا أصبر !!
لكوني أعرف بالفطرة أنكِ تفتقدين شيءً ما
وقبل أن تضعي حملكِ الثقبل .
والذي كنتِ في سببه !
أنا المسؤل عن كلِّ شيءٍ
حتى قماط المولود الصغير
أنا من يدفعُ ثمنه
فهل تعقلين من أنا ؟؟
وهل تسمحين لي أن أعلو مكاني ؟؟
ربما .....
---------------
هي
سوف تبقى نمطيٌّ
وعقليتك قديمة الى أبعد حد
ودائما أنت مغرور تحب ذاتك
ومعجبٌ بنفسكِ مثل الطاووس الاجرب
والذي ينسى حال قدميه!!
أنت لا تعي قدراتي الذاتية
صحيح أنا منك وأنتَ مني
لكنك ترفضُ دوما معادلةَ المساواه !!
ألستُ مشتركةً معك في الانسانية ؟؟
أشعر مثلك وأحس
بل أنا أكثر منك حساسية
ولي تفكيرٌ مثلك
ومع هذا تنظرُ اليَّ بالدونية .
كلُّ ما أملك أهبه لك
لمجرد بسمة منك
أو حتى همسه اسمعها (( حبيبتي))
حتى قبل أن تنطق بها
أحس بها في أعماقي
تهزني وتهز كياني .
فتراني مثلُ ورقةٍ بيضاءُ نقية
تكتب فيها بمدادك السحري ما تهوى نفسك
أو مثل وردة لها عبق فواح
تشمها متى تشاء
والوردة لا تبخل فأنت من يحميها .
فدعني بحق السماء
أنطلق في أجواء عمري الرحب
ولا تحبسني في قفصٍ عاجيٍّ
فأني أختنق .
دعني أرى ذاتي أيها الضبابيُّ المتطرف
أتركني ورحل فكما تعيش في وحدة
أنا أيضا اعيشها وأنا بجوارك .
ولم تعد تفرق معي
دعني اتحرر لتعرف قدري
اتركني ورحل كي ابصر ذاتي
فمقامنا في نهاية المطاف وأحد
فهل تستغني عني !!؟؟
عني أنا؟
ربما
.............
حكيم
عبثا أن ترى في هذا الافق
فكل جند الضبابية قد اعتصموا حول القائد
وصادف عشية ميلادك في ليلٍ حالك
ومهما فتحت حدقت عينيك فلن تبصر
فكفى
فعبادة الذات لم تعد شيءٌ مقدس بل هي عين الفضيحة
ونظم الطاغوت قد شرعنت كلَّ الاسباب
ثم كفى
ودع (( الا أنا )) لترحل بثوب الطهر الابيض
قبل أن تتشوة بقذارات الانفتاح وغبار الحضارة الكاذبة
أجل
أجعلها ترحل لتستريح في ظل الابدية
حيث النور الوهاج الدائم
بلى
عبادةُ الذاتِ أكبرُ جرمٍ يرتكبه دعاةُ الحرية
و كلُّ حرٍ متحرر
وأنت تعرف أن قبلتها متحركة مع كل ريح
ودائما تنحرف بتجاه المصلحة الذاتية القذرة
وسرك كامنٌ في قتل (( الاأنا)) هذه
فلا تنتظر حتى يأتي عسس الجلاد ليخنقوها
بل تشجع
وتقرب بها في محراب الطهر
وانحرها بشفرة التقوى الحصرية الحادة
عندها وعند آخر نفس يخرج منها
سترى كل شيء على حقيقته
وحتى ذلك المتصوف الذي يتململ في محرابه
والذي أوهمك ذات يوم أنه قد تخلص من إله (( الاأنا ))
ستراه غارقا حتى شحمة اذنية في تمجيدها
-------------
* الكلف: ((العيافة)) حالة تعتري المرأة في بداية الحمل تكره كل من حولها حتى أقرب المقربين اليها وربما عافت طعامها وشرابها وتمنت المستحيل وقد تستمر شهرا أو أكثر وهي على هذا الحال .
عبيدُ (( الا أنا )) وحكيم
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
عبيدُ (( الا أنا )) وحكيم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
