الخَصي.. خصوصية نظام التوريث!!

[العيــاني]

لنظام التوريث اليمني خصوصية خاصة تمثل الأم المتفردة والسيدة المهيمنة المطلقة على كل خصوصيات ما تحت أيدي الأنظمة الأخرى في دنيا الله من بلاد وعباد ومداد وربما تجاوزت كل ذلك إلى ما هو أخص، كالجراد والسماد وذروتها ( الخصي الخاص) بنظام التوريث اليمني لكل ما يتصل بالأرض والإنسان المغلوب على امره مسلوب الإرادة والحرية بذرائع تسويفية شتى تصنّف ضمن منجزات الخصوصيات التي تحققت له خلال السنوات القليلة الماضية!، أخصّها الخدمية منها ذات الإرتباط التوأمي الوثيق بإنسانيته ونمط حياته وعيشه المحسود عليه عالمياً!..

مؤكد أن الخصي بمعناه المتعارف عليه محلياً وعربياً وإسلامياً ليس من ضمنها، وإن تحققت الصلة في بعده الإنساني إلا أن المتأمل المواقع لواقعنا اليمني المعاش اليوم يجد أن الخصي لم يعد حكراً على ذلك الفهم المغلوط بخصوص تعطيل الذكورة كما هو متداول وشائع في الأوساط الشعبية بذلك المفهوم إيـّاه..!

لقد تعدى البعد التفعيلي للخصي لدن هذا النظام - كخصوصية تنموية - بعده الرجولي أو الذكوري متجاوزاً كل الأبعاد المسموح بها ليجتاح الأبعاد - غير المسموح بها - الإنسانية للإنسان ضارباً بكل النواميس الكونية المحَرّمة والمجَرّمة لهذا التطاول المشين عرض الحائط!

كثيرة هي الشواهد، الأمثلة، والبراهين الشاهدة على مرارة هذا الخصي السلطوي الغير مسبوق إطلاقاً!، فرغيف الخبز " الخاص " أُخصي، العملة اليمنية " الريال وفي إثره الخمسة والعشرة "، الموازين والمقادير والمعايير أُخصيت، والقياس يمر بأكياس " شوالات" الـ .. و... و.. وما أدراك ما الأكياس؟!.

ليت الأمر اقتصر على كل هذا أو حتى توقف عند البيئة والموارد والمعونات والقروض والميزانيات.. لكنه وصل إلى إنسانية الإنسان نفسه!.. فما عسى من ينفي كل ذلك أن يقول مبرراً خصي المناهج والمساجد والحريات والتنوع الفكري والبشري و.. و... ؟!

رحم الله المبصر الراحل سائلاً ومتسائلاً وقائلاً:
من الفجر حتى الفجر ننجرّ كالرحى .. إلى أين يا مسرى ؟! ومن اين يا ضحى؟!