أخلاق داعش و أخلاق أنصار الله (1) العلامة عصام العماد

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ناصر ناصر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 76
اشترك في: الأربعاء نوفمبر 26, 2014 12:43 pm

أخلاق داعش و أخلاق أنصار الله (1) العلامة عصام العماد

مشاركة بواسطة ناصر ناصر »

أخلاق داعش و أخلاق أنصار الله

قال تعالى : و لا تلبسوا الحقّ بالباطل ..).
---------------------------------------------

لم تحارب السعودية في تاريخها المعاصر أحد كما تحارب اليمن في هذه الأيام .. و لم تعاد السعودية أحد من اليمنيين كما تعاد أنصار الله ... و من خباثة السعودية أنها في كل و سائلها الإعلامية تبذل كل جهدها بأن تساوي بين أخلاق تنظيم داعش و بين أخلاق أنصار الله ..
و بعض المسلمين اليمنيين للأسف يثقون بالقنوات الإعلامية السعودية و لا يعلمون بأن السعودية تكيد لهم و ليمنهم كيداً شديداً حين تساوي بين أخلاق أنصار الله و أخلاق تنظيم الدواعش . رغم أن نجاة أهل اليمن من تنظيم الدواعش هو في الإستعصام بأنصار الله و التمسك بالمبادئ التي يعتمدوا عليها .
وفي هذه المقالة سوف اركّز على كتابين .. أحدهما معتبر عند أنصار الله و الآخر معتمد عند تنظيم القاعدة ... الكتاب الأوّل المعتبر عند أنصار الله هو كتاب نهج البلاغة .. أمّا الكتاب المستند علية عند تنظيم داعش فهو كتاب ( إدارة التوحّش) ... و هذا الكتاب يكشف لنا مؤامرات السعودية المخفية خلف ستار الدفاع عن شرعية عبدربة هادي في حين أنها تريد تسليم اليمن إلى يد تنظيم داعش كما سلّمت مدينة عدن لتنظيم داعش بعد خروج أنصار الله منها .. و السعودية تعلم بالمذابح التي ترتكبها داعش في تونس و ليبيا و نيجيريا و تريد أن تنتقم من اليمنيين من خلال تضعيف أنصار الله و تقوية تنظيم داعش في اليمن ... و تسعى السعودية أن توهم حزب الإصلاح بأنها تريد أن تمكّن له في اليمن في حين أنها ترفض حزب الإصلاح كما ترفض أنصار الله ... و لمّا اشتدّ حماسة بعض اليمنيين المتأثرين بالإعلام السعودي من الذين يصرّون على الخلط بين سلوك أنصار الله و سلوك تنظيم داعش رأيت أن اعقد المقارنة بينهما بصورة مختصرة في هذه المقالة .
و نقول : إن الله- سبحانه و تعالى - يأبى أن نلبس الحق بالباطل ( و لا تلبسوا الحقّ بالباطل ..) ..سورة البقرة من الآية 42.
وهنا قد يقول قائل لماذا لم تعتمد على القرآن الكريم في المقارنة بين أنصار الله و بين تنظيم القاعدة ؟! .. و أقول : إن القرآن الكريم لا خلاف عليه بين أنصار الله و بين تنظيم داعش .. لكنني و جدت بأن تفسير و فهم القرآن الكريم في مجال أخلاق الجهاد والقتال لدى داعش تبلور في كتاب ( إدارة التوحّش) و تفسير و فهم القرآن لدى أنصار الله في مجال الجهاد و القتال تبلور في كتاب نهج البلاغة... فعقدت المقارنة بين أنصار الله و بين تنظيم داعش من خلال هذين الكتابين المعتبرين عندهما .
و في الحقيقة بأنني رأيت بأن الذين يخلطون بين أنصار الله و بين تنظيم داعش لديهم جراءة على التلبيس بينهما بصورة منقطعة النظير في حين أننا نجد بأن هنالك فوارق أساسية و واضحة و بيّنة بين تنظيم داعش و بين أنصار الله ... و قد أستخرجت هذه الفوارق من أدبيات و سلوك داعش و أدبيات و سلوك أنصار الله بجوار أعتمادي على الكتابين المذكورين ... وكانت حصيلة هذه المقارنة هي وجود الفوارق الأساسية بين تنظيم داعش و بين أنصار الله ... حيث وجدت أن مفهوم الجهاد و القتال عند أنصارالله ينسجم مع مفهوم الجهاد و القتال الذي ندبه الله – سبحانه و تعالى - ــ فإنّه – سبحانه و تعالى - جعل له حدوداً وآداباً ، يلزم على كل مسلم مراعاتها، لكن تنظيم داعش خالف مفهوم الجهاد و القتال الذي ندبه الله لعباده و أخلّوا بحدود و آداب الجهاد و القتال و لم يلتزموا بها و يرعوها حق رعايتها .... و حينما قارنت كيف تعامل أنصار الله مع اليهود الذين بجوارهم في صعدة بالقياس إلى تعامل تنظيم داعش مع غير المسلمين .. و جدت أن أنصار الله التزموا بالآداب العامة للجهاد و القتال حتى مع اليهود ، و إذا كانت أدبيات و ثقافة أنصار الله تذكر بأن النبي (ص) كان يوصي أصحابه بتلك الآداب العامة قبل أن يبعثهم إلى الجهاد و القتال ، ... و يقول لهم : ( سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله: لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها).فنحن نجد أنصار الله قد طبقوا آداب النبي (ص) في الجهاد و القتال , و في نفس الوقت
و جدنا داعش خالفت تلك الآداب النبوية فارتكبت مذابح كبرى في حقّ غير المسلمين .. في حين نجد أن أنصار الله تعاملوا مع اليهود حسب الموازين التي رسمها رسول الله كما هي موجودة في التراث الفكري لهم .
وهكذا حينما نقرأ في المنابع و المصادر الفكرية لأنصار الله نجدها تذكر بأنّ للقتال مع البغاة والمحاربين و المقاتلين لنا من المسلمين أخلاقاً استفادها أنصار الله من سيرة الإمام علي (كرّم الله وجهه ) مع المسلمين البغاة المحاربين و المقاتلين له وقد ثبت في سيرته (كرّم الله وجهه ) شدّة احتياطه في حروبه مع المسلمين البغاة المحاربين و المقاتلين له،و ذكر في كتاب نهج البلاغة – و هو الكتاب الذي طالما أعتمد عليه الشهيد السيد حسين الحوثي في كل ملازمه –بأنه قـال في عهـده لمالك الأشـتر ( إيّاك والدماء وسفكها بغير حلّها فإنّه ليس شيء ادعى لنقمة واعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدّة من سفك الدماء بغير حقّها والله سبحانه مبتدأ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة ، فلا تقويّن سلطانك بسفك دم حرام ، فإنّ ذلك مما يضعفه ويوهنه ، بل يزيله وينقله ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد لانّ فيه قود البدن )... و نجد في تراث أنصار الله بأن الإمام الهادي يحيى بن الحسين(رضوان الله عليه ) كان يقول ( إن هي إلّا سيرة علي أو النار ) .. و هكذا يذكر في تراث أنصار الله بأن الإمام علي (كرّم الله وجهه ) كان ينهى عن التعرّض لبيوت أهل الحرب من المسلمين المقاتلين له و ينهى عن التعرّض لنسائهم وذراريهم رغم إصرار بعض من كان معه ـــ خاصّة من الخوارج ــ على استباحتها وكان يقول : ( حارَبنا الرجال فحاربناهم ، فأمّا النساء والذراري فلا سبيل لنا عليهم لأنهن مسلمات وفي دار هجرة ، فليس لكم عليهن سبيل، فأمّا ما أجلبوا عليكم واستعانوا به على حربكم وضمّه عسكرهم وحواه فهو لكم ، وما كان في دورهم فهو ميراث على فرائض الله تعالى لذراريهم ، وليس لكم عليهنّ ولا على الذراري من سبيل )... و من هنا نجد كيف أن أنصار الله تسامحوا مع خصومهم الذين يقاتلونهم و يذبحونهم من المسلمين الدواعش و من المسلمين السعوديين .. و في المقابل نجد أن تنظيم داعش قتل حتى السلفيين من جبهة النصرة و قتل السلفيين من تنظيم القاعدة بسبب خلاف بسيط في قضايا فرعية .
وهكذا حينما نقارن بين رؤية أنصار الله لقضية التكفير للمسلمين الذين يستبيحون قتالهم و ذبحهم و بين رؤية تنظيم الدواعش لهذه القضية نجد أن أنصار الله التزموا بكلمات الإمام علي (كرّم الله وجهه ) حيث ثبت عنه في المنابع و المصادر المعتمدة عند أنصار الله أنه كان ينهى (كرّم الله وجهه ) عن تكفير الذين قاتلوه و حاربوه من المسلمين.. حتّى أنه كان لا يكفّر الخوارج الذين قاتلوه و استباحوا قتله ... وكان يحسن الظن بهم و يرى أنهم أرادوا الحق فأخطأوه ... و كان يقول في المسلمين الذين قاتلوه ( اخواننا بغوا علينا ).... و في المقابل نجد بأن تنظيم الدواعش يكفرون و يذبحون كل من خالفهم من المسلمين يستوي في ذلك من قاتلهم أو لم يقاتلهم و يستوي في ذلك عندهم السلفي و غير السلفي كما و جدنا ذلك في سلوكهم و في تراثهم .... وكما ذكرنا – سابقاً – كيف تعامل أنصار الله مع غير المسلمين من اليهود المجاورين لهم في مدينة صعدة ... حيث أنهم تعاملوا معهم بالرحمة الإسلامية ... و سيرتهم هي إنعكاس لما هو موجود في نهج البلاغة ... و نقل أنصار الله في تراثهم بأن سيرة الإمام علي ( كرّم الله و جهه ) حينما بعث معاوية بن ابي سفيان جيشاً لشن الغارات على منطقة الأنبار العراقية وكانت مسكناً للمسلمين و لغير المسلمين .. فلمّا بلغ الإمام علي( كرّم الله و جهه ) ما صنعه جيش معاوية من الجرائم ضد المسلمين و غير المسلمين في الإنبار العراقية ...قال : ( كرّم الله و جهه ): ( وهذا أخو غامد – قائد جيش معاوية - قد وردت خيله الانبار وقد قتل حسان بن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها ، ولقد بلغني أنّ الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة – غير المسلمة- فينتزع حجلها وقـُلَبها وقلائدها ورعاثها ، ما تمتنع منه إلاّ بالاسترجاع والاسترحام ، ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلاً منهم كلم ، ولا أريق لهم دم، فلو أنّ امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً )... في حين أننا وجدنا تلك المجازر الكبرى التي ارتكبها الدواعش في مدينة عدن و تعز اليمنيتين ... و كلنا كذلك شاهدنا المذابح المروّعة التي أرتكبها دواعش مدينة تعز في حق آل الرميمة ... وهكذا شاهدنا مجازرهم الرهيبة في تونس و في ليبيا و في نيجيريا و في الجزائر ... و هي مجازر تتفق مع المجازر التي ارتكبوها في عدن و تعز... و يكفي المتابع أن يراجع أحد الكتب المعتبرة لدى الدواعش و هو كتاب ( إدارة التوحّش ) ... حتى يدرك الفرق بين ثقافة أنصار الله و بين ثقافة تنظيم داعش ...

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“