دراسة حول روايات تعظيم و صيام يوم عـــاشـــوراء
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
دراسة حول روايات تعظيم و صيام يوم عـــاشـــوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
أستفاضة لما سبق لى المشاركة به فى مجلس الفتوى عن الموضوع المشار إليه
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1008
أود مشاركتكم فى المزيد من التفاصيل توسعت فيها
لعل هذا اليوم من معضلات التاريخ إذا أراد الباحث المنصف تحري ماهيته و حقيقته ...
متى ظهر هذا اليوم على الساحة ؟ ..
هل كان مبتدأ ظهور هذا اليوم يوم أن خلق الله الكرسى و السموات و الأرض ....
أم كان مبتدأ ظهوره يوم أن غرق فرعون مصر ...
أم كان مبتدأ ظهوره يوم أن سن أهل الجاهلية صومه ..
لكن بخلاف كل ما سبق .. اليقين الوحيد و الأمر الوحيد المقطوع بثبوته يوم عاشوراء .. هو أمرا الأكثر دموية و رعبا ..
فى ذلك اليوم قتل الإمام الحسين أبشع قتلة و قطعت رأسه ... و قتل آل محمد من أخوته و أبناءه و أبناء أخيه الإمام الحسن و هتكت حرمة رسول الله و سبيت بناته ...فى كربلاء يوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ....
الرواية الأولى : تعظيم و صيام يوم عاشوراء ... أقتداءا باليهود و النصارى :
أنها الرواية الأشهر و الأكثر تداولا بين الأمة .... و الأكثر خللا أيضا .. و مفادها أن تعظيم يوم عاشوراء راجعا كونه أحدى أعياد الإسرائيليين :
1 - رواية أن عاشوراء يوافق عيد الفـصـح اليهودي و أن رسول الله عرف ذلك من يهود الـمـديـنـة :
أن رسول الله قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله :
ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟
فقالوا : هذا يوم عظيم . أنجى الله فيه موسى و قومه و غرق فرعون و قومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه .
فقال رسول الله : فنحن أحق و أولى بموسى منكم . فصامه و أمر بصيامه
مع ملاحظة أن رسول الله قدم المدينة فى شهر ربيع الأول و ليس المحرم !!
2 - بينما نجد رواية آخرى تفيد بأن رسول الله أنما كان ذلك من يهود خـيـبـر :
عن أبي موسى قال : ثم كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا و يلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم . فقال رسول الله : فصوموه أنتم
* صحيح مسلم – باب صوم يوم عاشوراء
* صحيح البخاري - كتاب الصوم – صيام يوم عاشوراء
3 – بينما نجد رواية مختلفة بأن يوم عاشوراء يوافق عيد يهودي آخر هو عيد الـزيـنـة :
قال سعيد حدثنى عبد لله بن العباس أن يـوم الـزيـنـة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون و السحرة هو يـوم عـاشـوراء فلما اجتمعوا فى صعيد قال الناس بعضهم لبعض انطلقوا فلنحضر هذا الامر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين
* البداية و النهاية لأبن كثير ج 1 : 304
4- و أخيرا نجد رواية تفيد بأن تعظيم اليوم لا يقتصر على اليهود فحسب بل يشمل أيضا النصارى :
حين صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى .
فقال رسول الله : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله
* صحيح مسلم – باب فى أى يوم يصام عاشوراء
إلا أن الرواية الأولى التى مفادها أن عاشوراء هو عيد الفصح اليهودى أو أن صيامه عائدا لليهود هى الأوسع أنتشارا و نجدها حتى فى المراجع الشيعية الزيدية و الإمامية :
- فى ( الجامع الكافى لفقه الزيدية ) للإمام أبى عبد الله محمد بن علي العلوي ( 367 – 445 هـ ) . كخبر روي عن عبد الله بن العباس ضمن مسألة فى صيام عاشوراء
- و فى أشارة عابرة سريعة فى ( المهذب ) للإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( 561 – 614 هـ )
- و عند الشيعة الإمامية فى ( تهذيب الأحكام ) لمحمد بن الحسين الطوسي ( المتوفى 460 هـ )
الرواية السالفة لا تتفق تاريخيا مع أسفار بنى إسرائيل أنفسهم :
يغطى سفر الخروج Exodus ) ) الذى هو السفر الثانى فى الأسفار المنسوبة للنبى موسى أحداث خروج بنى إسرائيل من مصر و غرق فرعون . و لا نجد فيها أن النبى موسى صام شكرا لله على غرق فرعون !!
و إليك نصوص سفر الخروج من الأصحاح 14 و 15 :
و َبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ الْبَحْرِ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ طَوَالَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ رِيحاً شَرْقِيَّةً قَوِيَّةً رَدَّتِ الْبَحْرَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَحَوَّلَتْهُ إِلَى يَابِسَةٍ. وَهَكَذَا انْشَقَّ الْبَحْرُ، 22فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ. 23وَلَحِقَ بِهِمِ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى وَسْطِ الْبَحْرِ، بِجَمِيعِ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. 24وَقَبْلَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ أَشْرَفَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَرْبَكَهُمْ. 25فَجَعَلَ عَجَلاَتِ مَرْكَبَاتِهِمْ تَتَخَلَّعُ. فَطَفِقُوا يَجُرُّونَهَا بِمَشَقَّةٍ حَتَّى قَالَ الْمِصْرِيُّونَ: «لِنَهْرُبْ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، لأَنَّ الرَّبَّ يُحَارِبُ عَنْهُمْ ضِدَّنَا».
26وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسِطْ يَدَكَ فَوْقَ الْبَحْرِ لِيَرْتَدَّ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَعَ مَرْكَبَاتِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ». 27فَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ البَحْرِ عِنْدَ انْبِثَاقِ الصَّبَاحِ، فَارْتَدَّ الْبَحْرُ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ الْهَارِبِينَ فِي اتِّجَاهِهِ، فَجَرَفَهُمُ الرَّبُّ نَحْوَ وَسْطِ الْبَحْرِ. 28وَارْتَدَّتِ الْمِيَاهُ وَأَغْرَقَتِ الْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانَ وَكُلَّ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي لَحِقَ بِهِمْ إِلَى الْبَحْرِ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ وَاحِدٌ. 29أَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَدْ سَارُوا فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ وَسْطَ مِيَاهِ الْبَحْرِ. وَكَانَتِ الْمِيَاهُ كَسُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ شَمَالِهِمْ.
30وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ، وَشَاهَدُوا جُثَثَ الْمِصْرِيِّينَ مَطْرُوحَةً عَلَى شَاطِيءِ الْبَحْرِ. 31وَعِنْدَمَا شَهِدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْقُوَّةَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي عَامَلَ بِهَا الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ، خَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِهِ وَبِمُوسَى عَبْدِهِ.
1 عِنْدَئِذٍ شَدَا مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ بِهَذِهِ التَّسْبِحَةِ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ تَمَجَّدَ جِدّاً، الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ. 2الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي وَقَدْ صَارَ خَلاصِي، هَذَا هُوَ إِلَهِي فَأُسَبِّحُهُ. وَإِلَهُ أَبِي فَأُعَظِّمُهُ.....
22ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وَتَوَجَّهُوا نَحْوَ صَحْرَاءِ شُورٍ، وَظَلُّوا يَجُوبُونَ الصَّحْرَاءَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِدُوا مَاءً.
فلا نجد شيئا عن ما جاء فى الرواية من أن اليهود يصومون ذكرى غرق فرعون كما صامه موسى !!!!
و بنى إسرائيل الذين نصوم نحن هذا اليوم متصورين إننا بذلك أولى بموسى منهم لا يعلمون أصلا شيئا عما نحن نتصوره !!
الرواية السالفة لا تتفق مع العديد من الثوابت المنطقية:
1- عيد الفصح اليهودي المشار إليه و يسمى أيضا ( عيد الخروج Pass over ) و بالعبرية ( بيساخ Pisach )
هذا العيد ميعاده فى الاسبوع الثالث من شهر أبيب من العام العبرى و يستمر لمدة أسبوع من مساء اليوم الرابع عشر الى مساء اليوم الحادى و العشرون فهذا العيد ليس يوما واحدا كما يفهم من الرواية . و لا يصوم اليهود ذلك العيد كما تخبرنا الرواية ! بل العكس تماما فاليهود يتناولون فيه الخبز الغير مختمر و يذبحون فيه الخراف
* اليهودية للدكتور أحمد شلبى ص 303
2- لا يتحد التقويمان العربى و الإسرائيلى فإن لليهود تقويماً خاصا ًبهم يختلف عن التقويم العربى اختلافا ًبيناً :
السنة عند اليهود تبتدئ بشهر ( نيسان ) ثم ( أيار ) و تنتهى بشهر (آذار ) و هو الشهر الثانى عشر . و فى كل سنة كبيسة يضاف اليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة 13 شهراً و هو شهر (آذار الثانى ) الذى يتوسط ( آذار ) و ( نيسان ) و يكون (آذار الثانى ) الشهر الثالث عشر . و أيام السنة فى السنوات العادية 353 او 354 او 355 يوما و فى الكبيسة 383 او 384 او 385 يوماً .
فإن حدث و تصادف يوم عيد الخروج اليهودي مع يوم العاشر من المحرم في عام ما ( بالصدفة ) فلن يصادف ذلك فى العام التالى و لا سيكون صادفه في العام السابق فنجده يأتى مرة فى المحرم و مرة فى صفر و هكذا كما يحدث مع رمضان الذى يأتى مرة فى الصيف حينا و فى الشتاء حينا فلا يمكن أعتبار أن العاشر من المحرم هو عيد الخروج اليهودى
3-لايزال اليهود باقين حتى اليوم و طبعا نحن لا نجد اليهود فى اسرائيل و حتى قبل ذلك عندما كانوا يعيشون بيننا فى البلاد العربية أنهم يصومون عاشوراء أو حتى عيد الخروج . بل قد لا يعلمون شيئا عما يتصوره أهل السنة أساسا !
4-تشير رواية أن اليهود يعظمون عاشوراء بينما تشير رواية آخرى إلى أن النصارى أيضا يعظمون يوم عاشوراء !
و النصارى لا يزالون بيننا حتى الآن و هم لا نجدهم يعظمون عاشوراء !! و لا حتى عيد الخروج اليهودي الذى أستبدل فى المسيحية بعيد القيامة
و لماذا أقتدى رسول الله باليهود ؟!
لماذا يتبع رسول الله سنن و شرائع اليهود و قد نهانا عن أتباع سننهم ؟
و اليهود كقول الله ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَ جَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ و َنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ به )
1- نهى رسول الله عن صيام يوم السبت لأن اليهود تعظم هذا اليوم :
أن رسول الله قال : ثم لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض الله عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن و معنى كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام لأن اليهود تعظم يوم السبت .
* سنن الترمذى - باب ما جاء في صوم يوم السبت
رسول الله ينهى عن صيام يوم السبت لأن اليهود تعظمه
رسول الله يأمر بصيام يوم عاشوراء لأن اليهود تعظمه !!
2- كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله :
ثم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم و قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إليكم .
* صحيح البخاري - باب قول النبي لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء
فى هذا الموقف أمر رسول الله بعدم تصديق اليهود فيما يبثونه . و نهى عن تكذيبهم لتوخى الحرص من قيام من ليس لديه علم بتكذيب موضوع صحيح . و الأصل عدم تصديقهم . أما الرواية التى نحن بصددها تروى أن رسول الله صدق اليهود فى قولهم فورا و بلا تردد بل و على ذلك أمر أصحابه !
3- إذا كانت الحكمة كما فى ظاهر الرواية ( نحن أولى بموسى من اليهود ) فلماذا لا نحي سائر أعياد اليهود :
لماذا لا نعظم يوم السبت ( ساباث ) ... ألسنا أولى بموسى من اليهود ؟!
و لماذا لا نصوم عيد الغفران ( يوم كيبور ) و هو اليوم العاشر من شهر تشرى ...
و لماذا لا نحتفل بعيد بوريم الذى هو اليوم 14 من شهر آذار الثانى
ألسنا أولى بموسى من اليهود ؟!
الرواية الثانية : تعظيم و صيام يوم عاشوراء ... أقتداءا بالـمشركين من أهل الجاهلية :
أنها الرواية الثانية التي يبرر بها تعظيم و صيام يوم عاشوراء .. أنها الأقل أنتشارا من رواية صوم اليهود السابقة ... لكنها طبعا تتعارض معها .
كما ذكرنا سابقا أن رسول الله لم يعرف صوم عاشوراء الا عندما رأى اليهود يصومونه بعد الهجرة و لم يكن يعرف سبب ذلك الصيام فسأل عنه . إلا أننا نجد رواية مختلفة تماما أكثر غرابة :
كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه و أمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه
الرواية السالفة أيضا لا تتفق مع العديد من الثوابت المنطقية:
1 – لفظ ( عاشوراء ) فى حد ذاته أسم إسلامي لم يعرف فى الجاهلية !!
جاء فى ( النهاية فى غريب الحديث ) ج 3 : 240 :
و فيه ذكر " عاشُوراء " هو اليومُ العاشرُ من المحرّم و هــو اســمٌ إســلامــيٌّ وليس في كلامهم فاعُولاء بالمدّ غيرُه . و قد أُلْحِق به تاسُوعاء وهو تاسعُ المحرّم . وقيل إنَّ عاشوراء هو التَّاسِع مأخوذٌ من العِشْر في أوراد الإبل .
2- إن كان هناك صوما عند أهل الجاهلية لكان بالحري أن يصومه الأحناف . و لم يرد فى أخبار العرب ما يفيد صيامهم عاشوراء و لا حتى غير عاشوراء !
3- لو كان صوم يوم عاشوراء معروفا حتى للمشركين فى مكة لما كان أمره مجهولا فيسأل رسول الله اليهود كما فى الرواية الأولى مستفهما (ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ )
و خلاصة التناقض بين الروايات :
الخلاصة أن يوم عاشوراء : هو عيد الفصح اليهودي ... أو ربما يوم الزينة
و إن رسول الله علم بأمره من يهود المدينة ... أو ربما من يهود خيبر
و إن رسول الله صامه لأول مرة فى الجاهلية .. أو ربما بعد الهجرة .. و ربما قبل وفاته بسنة واحدة
و فى الرواية الاولى : الرسول عرف فضل عاشوراء عندما سأل اليهود . و فى الرواية الثانية : الرسول يعرف فضله من قبل الهجرة
فى الرواية الاولى : صوم عاشوراء سنه اليهود . و فى الرواية الثانية : صوم عاشوراء سنه أهل الجاهلية
فى الرواية الاولى : الرسول حثنا على الاقتداء باليهود رغم أنه سبق له أن نهى عن ذلك . و فى الرواية الثانية : الرسول حثنا على الاقتداء بالمشركين رغم أنه سبق له أن نهى عن ذلك !
و حسب أيا من الروايتين يكون تعظيم و صوم يوم عاشوراء مخالفا لسنة رسول الله الذى أمر بمخالفة عادات اليهود و المشركين :
- عن التابعى عمرو بن ميمون الأودى ( المتوفى 74 هـ ) أنه قال : شهدت عمر بن الخطاب صلى بجمع الصبح ثم وقف فقال : إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير و أن النبى خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس
* صحيح البخارى- كتاب الحج - باب متى يدفع من جمع
- و عن الصحابى عبادة بن الصامت : قال كان رسول الله يقوم فى الجنازة حتى توضع فى اللحد فمر به حبر من اليهود فقال : هكذا نفعل فجلس النبى و قال : اجلسوا خالفوهم
* سنن أبى داود – كتاب الجنائز –باب القيام للجنازة
- و عن أبى هريرة أنه قال : إن رسول الله قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم
* صحيح البخارى – كتاب أحاديث الأنبياء – ما ذكر عن بنى إسرائيل
كيف يؤكد رسول الله مرارا على ضرورة مخالفة اليهود و المشركين و يكون هو أول من يأمر بمحاكتهم ؟!
و نجد أيضا روايات تفيد ترك صيام يوم عاشوراء!! :
بخلاف الروايات المتناقضة المفككة السالفة . فإنه من المثير إننا نجد أيضا روايات أيضا تفيد ترك صيام يوم عاشوراء :
- الصحابى عبد الله بن مسعود ينسب له أنه يؤكد ترك صيام عاشوراء :
جاء فى صحيح مسلم ما نصه : و كان عبد الله رضي الله عنه لا يـصـومـه إلا أن يوافق صيامه .
- و عن التابعى عبد الرحمن بن يزيد النخعى ( المتوفى 83 هـ ) قال : دخل الأشعث بن قيس على عبد الله بن مسعود و هو يتغدى فقال : يا أبا محمد ادن إلى الغداء . فقال : أوليس اليوم يوم عاشوراء ؟ ! . قال : و هل تدري ما يوم عاشوراء ؟ قال :و ما هو ؟ قال : إنما هو يوم كان رسول الله يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان تــرك
و فى رواية آخرى بلفظ : تــــركـــه
- و عن التابعى قيس بن سكن الأسدى أن الأشعث بن قيس دخل على عبد الله يوم عاشوراء و هو يأكل فقال : يا أبا محمد ادن فكل . قال : إني صائم . قال : كنا نصومه ثم تــرك
* صحيح البخارى – كتاب تفسير القرآن
* صحيح مسلم – كتاب الصيام – باب صيام عاشوراء
- الصحابى عبد الله بن عمر ينسب له أنه يؤكد ترك صيام عاشوراء :
جاء فى سنن الدارمي ما نصه : و كان بن عمر لا يــصومــــه الا ان يوافق صيامه
و نجد أيضا روايات متضاربة عن صيام التاسع من المحرم !! :
1- الرواية الاولى :الرسول توفى قبل أن يصوم التاسع من المحرم :
- عن التابعى أبو غطفان سعد بن طريف المري أنه سمع عبد الله بن العباس يقول :
حين صام رسول الله يوم عاشوراء و أمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله
* صحيح مسلم – كتاب الصوم – باب أى يوم يصام فى عاشوراء
ظاهر الرواية أن رسول الله توفى قبل أن يصم تاسوعاء
هذا طبعا إذا سلمنا بصحة الرواية التى تتعارض مع ثوابت التاريخ ! . إذ يفهم من الرواية أنها حدثت قبل وفاة رسول الله بعام واحد أى سنة 10 هـ ... و طبعا فى تلك السنة لم يكن فى المدينة المنورة يهودا أساسا !! ...إذ سبق لرسول الله أن أجلى عن المدينة يهود بنى قينقاع سنة 3 هـ و بنى النضير سنة 4 هـ و بنى قريظة سنة 5 هـ .
2- الرواية الثانية : الرسول صام التاسع من المحرم :
- أما عن التابعى الحكم بن الأعرج البصرى قال : انتهيت إلى ابن عباس و هو متوسد رداءه في زمزم فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء . فقال :
إذا رأيت هلال المحرم فاعدد و أصبح يوم التاسع صائما . قلت : هكذا كان رسول الله يصومه ؟ قال : نعم
* صحيح مسلم – كتاب الصوم – باب أى يوم يصام فى عاشوراء
الأكاذيب و الأحاديث الموضوعة عـن بـركـة يـوم عـاشــوراء :
قال الله تعالى :
أنظر كيف كذبوا على أنفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون ( الأنعام 24 )
سؤال : لماذا يكذب شخصا ما على رسول الله ليضع فضيلة مزيفة ليوم عاشوراء ؟
الأجابة : أرجع للقاعدة الجنائية التى تقول ( أبحث عن المستفيد )
إن يوم عاشوراء هو ذلك اليوم صاحب الرقم القياسى فى الأحاديث الموضوعة و الأكاذيب التى وضعت لترفع من شأنه .. حتى أنهم قالوا أن البهائم و الطيور ... صامت يوم عاشوراء !!
1 - جاء فى ( المجروحين ) لأبى حاتم بن حبان ( المتوفى 354 هـ ) ج 1 : 265 و ( ميزان الأعتدال فى نقد الرجال ) لشمس الدين الذهبى ج2 : 190 :
يذكر عن أحد ألمع الكذابين حبيب بن أبى حبيب الخرططي كان يضع الحديث و ينسبه للثقات و كان من أهل مدينة مرو ...و عنه روى أهل مرو !!
روى هذا الكذاب و نسبه عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن العباس أن رسول الله قال :
من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة سبعين سنة بصيامها وقيامها . من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك . و من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج و معتمر . و من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة . و من أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد . و من أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد و أشبع بطونهم . و من مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة .
خلق الله السماوات والأرض و الجبال في يوم عاشوراء . وخلق العرش في في يوم عاشوراء والكرسي كمثله . وخلق القلم يوم عاشوراء وجرى كمثله . وخلق الجنة في يوم عاشوراء . و أسكن آدم الجنة يوم عاشوراء . و ولد إبراهيم يوم عاشوراء . و نجاه من النار في يوم عاشوراء . و هداه الله عز و جل في يوم عاشوراء . و غرق الله عز وجل فرعون في يوم عاشوراء . و رفع عيسى يوم عاشوراء . و رفع إدريس يوم عاشوراء . و كشف الله عن أيوب يوم عاشوراء . و ولد عيسى في يوم عاشوراء . و حمل يوم عاشوراء . و تاب الله عز وجل على آدم يوم عاشوراء . و غفر الله عز وجل له يوم عاشوراء . و أعطى سليمان الملك يوم عاشوراء . و ولد النبي يوم عاشوراء . و استوى الله عز وجل على العرش يوم عاشوراء . و يوم القيامة يوم عاشوراء .
2 - و جاء فى ( المستدرك على الصحيحين ) للحاكم النيسابوري ج 2 : 648 :
عن إسرائيل عن جابر عن زيد بن الحواري العمي قال : ثم ولد عيسى بن مريم يوم عاشوراء !!
و زيد العمي الذى كان قاضيا لمدينة هرات يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها ...... و عنه روى من أعلام أهل السنة سفيان الثوري و شعبة بن الحجاج !
أما المثير أن النصارى أنفسهم ما بين كاثوليك و أرثوذكس لم يتفقوا على يوم ميلاد المسيح !
3- و جاء فى ( ميزان الأعتدال فى نقد الرجال ) لشمس الدين الذهبى ج2 : 161 :
يذكر عن أحد الكذابين و هو جويبر بن سعيد الأزدى أنه روى عن الضحاك عن عبد الله بن العباس حديث :
من اكتحل بالاثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا !!
4- و جاء فى ( المؤتلف و المختلف ) لمحمد بن طاهر القيسراني ( 408 – 507 هـ ) ج 1 : 193 :
عبيد الله بن النضر بن عبيد الله القيسي روى عن أبيه عن جده قيس بن عباد : أن الوحـش كانت تصوم يوم عاشوراء !!
5- و جاء فى ( المصنوع ) لعلي بن سلطان القاري ( المتوفى 1014 هـ ) ج1 : 175 و 264 :
عن أبي غليظ بن أمية بن خلف الجمحي قال : رآني رسول الله و على يدي صرد فقال : إن هذا أول طائر صام يوم عاشوراء !!
و قال الحاكم : و هو من الأحاديث التي وضعتها قتلة الحسين .
و حديث : من اكتحل يوم عاشوراء بالإثمد لم ترمد عينه أبدا . موضوع ابتدعه قتله الحسين رضي الله عنه
6- و جاء فى ( المعجم الكبير ) لأبى القاسم الطبرانى ( 260 – 360 هـ ) ج6 : 69 :
علي بن عبد العزيز عن معلى بن مهدي الموصلي عن عثمان بن مطر الشيباني عن عبد الغفور بن سعيد عن عبد العزيز عن أبيه :
يوم عاشوراء أهبط على الجودي فصام نوح ومن معه و الوحـش شكرا لله عز وجل . و في يوم عاشوراء أفلق الله البحر لبني إسرائيل . و في يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم . و على مدينة يونس . و فيه ولد إبراهيم !!
و يالهم من رواة :
معلى بن مهدي الموصلي قال عنه أبى حاتم يأتى أحيانا بالمناكير . عثمان بن مطر الشيباني قال عنه يحيى ضعيف . عبد الغفور بن سعيد قال عنه يحيى ماحديثه بشئ
و غير ذلك من الخرافات و الخيالات التى تضحك العقلاء و لا تزال للأسف تتلى فى المساجد و الخطب خاصة بين أهل السنة و الجماعة ..
و سبب وضع روايات فضائل يوم عاشوراء السالفة و غيرها واضح للعقلاء ... فهى أنما وضعت كى يدعم بها من لهم رغبة فى جعل يوم العاشر من المحرم يوم سرور الأساس الهش المفكك لبركة هذا اليوم فنجد الوضاعون قد وضعوا العديد من الأوهام و الخرافات لإيهام الجهلة من الأمة ببركة هذا اليوم ....
و بديهيا فالأمر واضح لكل عاقل بأن كل ما سبق لا يعدو سوى أوهاما فكاهية نرجو من القارئ أن يتعامل مها بأعتبارها نكتة !
أما المضحك المبكى فى تلك المأساة هو أن المنابر حتى اليوم تزدحم أيام عاشوراء بالروايات الأسطورية السالفة و غير ذلك من الغوامض و تتناسى تلك المنابر أو تمر سريعا على كارثة رسول الله فى ذلك اليوم التى أفنت فلذات أكباده .
وقفة مع الأحاديث الموضوعة عن فضل يوم عاشوراء :
1- لماذا تميز يوم عاشوراء دون سائر الأيام بهذا الكم من الأكاذيب التى ترفع شأنه ؟
لماذا لا نجد أيضا مثل هذا الكم فى فضل يوم عرفة مثلا أو الأيام البيض ؟!
السبب واضح : إن هذا اليوم فعلا كان فى حاجة لأكاذيب ترفع من شأنه بينما الأيام المباركة حقا فى غنى عن الأكاذيب
2- يوما بكل هذه الفضائل الأسطورية التى أنعم الله بها على كل أنبياؤه و كل شرائعه كما أجهد الكذابون أنفسهم فى وضع الأحاديث لأثبات ذلك ... لماذا لا نجد له أصلا أى ذكر مطلقا فى القرآن الكريم نهائيا ؟!
رغم أن الله قد أكرم بالذكر فى القرآن الكريم أياما و ليالى و أشهرا مثل : يوم الجمعة و أيام الحج و ليلة القدر و الليال العشر و شهر رمضان و الأشهر الحرم الأربعة .
3- يوما بكل هذه الفضائل الأسطورية التى أنعم الله بها على كل أنبياؤه و كل شرائعه كما أجهد الكذابون أنفسهم فى وضع الأحاديث لأثبات ذلك ... لماذا لا نجد له أى دور أو مناسبة فى حياة رسول الله نهائيا ؟!
بالجملة لم يترك الكذابون نبيا أو رسولا إلا و ألصقوا معجزته أو علامته بيوم عاشوراء .... إلا محمد رسول الله بالطبع !
و السبب واضح :
إذ لم يستطيعوا تدليس فضيلة واحدة ليوم عاشوراء تكون قد حدثت فى حياة رسول الله فى ذلك اليوم . حيث أن سيرة رسول الله معروفة الأحداث معروفة الأيام بخلاف كل تلك الأيام المبهمة السالفة الذكر . فالله الذى يدعون أن أكرم كل أنبياءه فى هذا اليوم لم يجعل من هذا اليوم يوم ميلاد خاتم النبيين محمد و لا بعثته و لا ليلة القدر و لا جهره بالدعوة و لا أسراءه و لا معراجه و لا هجرته و لا يوم بدر و لا حتى أى غزوة غزاها النبى أو سرية أرسلها و لا فتح مكة و لا تحطيم الأصنام و لا حتى وفاته !
و لنا أن نسأل :
كيف جعل الله هذا اليوم مباركا على كل أنبيائه من آدم الى عيسى إلا محمد فجعله الله عليه يوم شؤم فذبح فيه سبطه و آل بيته ؟
علماء أهل السنة و الجماعة يقرون بحقيقة يوم عاشوراء:
1- يذكر عماد الدين أبو الفدا أسماعيل بن كثير ( 701-774 هـ ) فى كتابه ( البداية و النهاية ج 8 : 202 ) عن عهد دولة بنى بويه :
كانت الدبادب تضرب ببغداد و نحوها من البلاد فى يوم عاشوراء و يذر الرماد في الطرقات و تعلق المسوح على الدكاكين و يظهر الناس الحزن و البكاء و كثير منهم لا يشرب الماء ليتخذ موقف الحسين لأنه قتل عطشانا ..… و قد عاكس الشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا يطبخون الحبوب و يغتسلون و يتطيبون و يلبسون أفخر ثيابهم و يتخذون ذلك اليوم عيدا يظهرون فيه السرور و الفرح يريدون بذلك عناد الروافض و معاكستهم
2- و يذكر الدكتور يوسف القرضاوى فى كتابه ( فتاوى معاصرة ج 1 : 424 ) الذي جمع فيه مجموعة من فتاويه :
س : هل ورد فى يوم عاشوراء شئ يستحب عمله غير الصيام من تزين و أكتحال و توسعة على العيال ؟
ج : لم يصح عن رسول الله فى يوم عاشوراء شئ غير الصوم أما التوسعة على العيال ففيها حديث رواه الطبرانى و البيهقى و قال أسانيده كلها ضعيفة و أما الأكتحال فقد روي فيه الحاكم حديثا و قال عنه أنه منكر و هو بدعة أبتدعها قتلة الحسين رضى الله عنه
و لابد من معرفة الظروف التاريخية التى ولدت فيها هذه المرويات فهى تلقى ضوءا كاشفا على هذه الاقاويل فقد شاء القدر ان يقتل الحسين فى العاشر من المحرم فجعل منه كثير من شيعته يوم حزن و حرموا على أنفسهم كل مظاهر الفرح و كان رد الفعل عند المتطرفين من خصوم الشيعة أن جعلوا الفرح في هذا اليوم عبادة و قربة إلى الله و عززوا ذلك بأحاديث وضعوها
روايـــات عــــاشـــــوراء .. فى الـمراجــع الــشـيعية :
أستكمالا للصورة العامة فإن روايات يوم عاشوراء و صيامه لا تقتصر على مراجع أهل السنة و الجماعة فقط بل يمكن تقصيها أيضا عند الشيعة الإمامية و الزيدية :
الشـــيعـــة الــزيــــديــــة :
يمكن تقصى مواضع يوم عاشوراء فى المراجع الزيدية فى المواقع الآتية :
1- جاء فى ( أصول الأحكام ) - للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليه السلام :
- خبر : و عن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم أنه كان يصوم يوم عاشوراء
- وخبر: و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ليس ليوم على يوم فضل إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء .
- و خبر: و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه صام يوم عاشوراء و أمر بصيامه فقيل : يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فإذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع
- و خبر: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الذين أكلوا في يوم عاشوراء بالقضاء
2- جاء فى ( التحرير ) - للإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين عليه السلام :
- يستحب صيام الدهر لمن أطاقه ولم يضر بجسمه؛ إذا أفطر العيدين وأيام التشريق، ويستحب صيام شهر المحرم، وصيام شهر رجب وشعبان، ويستحب صيام يوم الإثنين و يوم الخميس، و يستحب صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم، وصيام يوم عرفة للحجيج، ولسائر أهل الأمصار، وصيام أيام البيض وهي : الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من الشهر
3- جاء فى ( كتاب الوافد )- للإمام القاسم بن إبراهيم الرسي عليه السلام :
- ومن الفضائل صيام رجب، و شعبان، و الأيام البيض، و يوم عاشوراء، و يوم عرفة و الإثنين و الخميس
4- جاء فى ( الاحكام ) - للإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام :
- لا بأس بصيام يوم عاشوراء وصيامه حسن،
- وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه خص بالامر بصيامه بني أسلم، وحباهم بذلك
- سئل عن صوم يوم عاشوراء، وأي يوم هو وعن صوم يوم عرفة فقال: حسن جميل صومهما ولا حرج على من ترك أن يصوم فيهما،
- وقد جاء فضل كثير فيمن صام يوم عرفة، كان له كفارة سنة ويوم عاشوراء فهو يوم عاشر لا اختلاف فيه
لكن كيف أتخذت روايات و أخبار يوم عاشوراء مواضعها بين الشيعة الزيدية :
1- لا نجد أثرا لصيام يوم عاشوراء أو بركته فى أقدم مرجع زيدي و هو ( المجموع الفقهى و الحديثى ) للإمام زيد بن علي عليه السلام ( 75 – 122 هـ )
2- لا نجد أثرا لصيام يوم عاشوراء أو بركته فى ( نهج البلاغة ) الحاوي لخطب و أقوال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب
3- أن الروايات الكثيفة عن بركات يوم عاشوراء التى أوردناها و منها الروايات المبالغة أو الموضوعة و التى أدت لو بصورة غير مباشرة لتلميع يوم عاشوراء أنما تم بثها و ضخها فى الأمة و ما الشيعة إلا جزءا من نسيج الأمة .
4- الشيعة الزيدية من حيث المبدأ أيضا يتداولون الكتب الحديثية كالبخارى و مسلم و غيرهما ( مع الأخذ فى الأعتبار طبعا أختلاف نظرتهم لها عن نظرة الأخوة من أهل السنة الذين يعتبرونهما أصح الكتب بعد كتاب الله ! )
5- تبادل المفاهيم بين المذاهب المختلفة و تقارض التصورات فيما بينهم أمرا طبيعيا ....
فحتى اليوم يحتفل العديد من المسلمين من أهل السنة بعيد المولد النبوى حتى أنه فى مصر أجازة رسمية فى الدولة . و هذا العيد سنه الشيعة الإسماعيلية إبان الخلافة الفاطمية الشيعية .
و تحوى مراجع أهل السنة أن المهدي المنتظر أسمه محمد بن عبد الله من ولد فاطمة . و هذه طبعا أطروحة شيعية .
6- قول الإمام القاسم الرسي ( لا أختلاف فى ذلك ) لعله : لا أختلاف أن عاشوراء المعني هو العاشر من شهر المحرم و ليس العاشر من شهر حرم آخر
و قول الإمام القاسم الرسي ( صومه حسن جميل )
و قوله ( ومن الفضائل صيام رجب، و شعبان، و الأيام البيض، و يوم عاشوراء، ويوم عرفة و الإثنين والخميس )
و قول الإمام الناطق بالحق ( ويستحب صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم )
و قول الإمام الهادي ( لا بأس بصيام يوم عاشوراء وصيامه حسن) و قوله ( حسن جميل صومهما )
الأقوال السالفة لا تفيد بجزم أن ذلك سببه روايات الفضائل الغالية التى سبق الأشارة إليها و التى تم ضخها بين صفوف الأمة . فيوم عاشوراء تتجاذبه الأقوال : فهو يوم نسبت له فضائل أسطورية ترفعه لعنان السماء . و هو يوم يقينا زف فيه الشهداء من آل محمد و قد يكون أيهما السبب . كما يحتمل أيضا أن الصيام بما فيه من حرمان النفس بينما الأفطار أقرب للسرور و لعله لا بأس بصيامه كيوم زف فيه الشهداء من آل محمد ... و الله أعلم
الشـــيعـــة الإمـــامـــيـــة :
صيام يوم عاشوراء فى حد ذاته يراه الشيعة الإمامية بدعة أختلقها النواصب لإبعاد المسلمين عن التدبر فى مذبحة كربلاء بتحويل اليوم ليوم ملئ بالبركات و يكرم بصومه .
و فى المراجع الشيعية الإمامية نجد الأتجاهيين نهى و حث :
1- جاء فى ( علل الشرائع ) لمحمد بن علي بن بابويه الصدوق ( المتوفى 381 هـ ) عن الإمام جعفر الصادق :
لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار و أخذوا عليها الجوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم و أنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع و الباء و المصيبة و الحزن إلى الفرح و السرور و التبرك ..
2- جاء فى ( وسائل الشيعة لتحصيل الشريعة 7 : 239 و 341 ) للحر محمد بن الحسن العاملى ( 1033- 1104 هـ ) عن الإمام جعفر الصادق :
و أما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين عليه السلام صريعا بين اصحابه و اصحابه صرعى حوله . أفصوم يكون فى هذا اليوم ؟ . كلا و رب البيت ما هو صوم و ما هو إلا يوم حزن و مصيبة ... فمن صام أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوطا عليه ......فصوم يوم عاشوراء ؟ قال : ذاك يوم قتل فيه الحسين فإن كنت شامتا فصم .. إن الصوم لا يكون للمصيبة و لا يكون إلا شكرا للسلامة و أن الحسين أصيب ف يوم عاشوراء فإن كنت فيمن أصيب فلا تصم إن كنت شامتا فصم شكرا لله ..
و نجد أيضا الأتجاه الآخر :
1- يذكر محمد بن الحسين الطوسى ( المتوفى 460 هـ ) فى كتابه ( تهذيب الأحكام ) ج4 : 29 و 300 :
عن أبي الحسن أنه قال : صام رسول الله صلى عليه وآله يوم عاشوراء .
و عن الإمام جعفر الصادق أنه قال : صيام يوم عاشوراء كفارة سنة .
2-و يذكر ميرزا حسين تقى النورى الطبرسى ( 1254- 1320 هـ ) فى كتابه (مستدرك وسائل الشيعة ) ج1 : 594 :
عن الإمام علي قال : صوموا يوم عاشوراء التاسع و العاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة التي قبله ، و إن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه ..
3- جاء فى ( وسائل الشيعة لتحصيل الشريعة 7 : 347 ) للحر محمد بن الحسن العاملى :
عن عبد الله بن العباس قال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائماً . قلت : كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم .
فـــصـــل الـــقــول فــى مــبتــدأ ظـــهـــور يـــوم عـــاشــوراء
إن يوم العاشر من المحرم أنما كان مبتدأ ظهوره على الساحة بعد سنة 61 هـ تزامنا مع واقعة الطف و مذبحة كربلاء و ليس قبلها .
و لما كان ذلك اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ بشقيه ( اليوم ذاته - الشهيد الإمام الحسين عليه السلام ) نقطة خلاف جوهرية بين سائر المذاهب و الأتجاهات الإسلامية قاطبة . أخذ كل فريق و معسكر ما بين مؤيد و معارض فى حشد روايات منها العديد نسب لرسول الله نفسه و آخرى لم تنسب حتى له و التحصن خلفها لدفع المخالفين ....
أنظر مثلا نموذجا واقعيا لما سجله المؤرخ عماد الدين أبو الفدا أسماعيل بن كثير ( 701-774 هـ ) فى كتابه ( البداية و النهاية ) عن عهد دولة بنى بويه :
كانت الدبادب تضرب ببغداد و نحوها من البلاد فى يوم عاشوراء و يذر الرماد في الطرقات و تعلق المسوح على الدكاكين و يظهر الناس الحزن و البكاء و كثير منهم لا يشرب الماء ليتخذ موقف الحسين لأنه قتل عطشانا ..…
و قد عاكس الشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا يطبخون الحبوب و يغتسلون و يتطيبون و يلبسون أفخر ثيابهم و يتخذون ذلك اليوم عيدا يظهرون فيه السرور و الفرح يريدون بذلك عناد الروافض و معاكستهم ...
هنا كمثال لحدث فعلا بعد قرون من عاشوراء 61 هـ
الفريق المؤيد للحركة الحسينية : يظهر الحزن و البكاء و يعلق المسوح
عنادا ... الفريق على الجانب الآخر نجده : يظهر السرور و الفرح و يلبثون أفخر ثيابهم
كذلك :
قدم الفريق المؤيد للحركة الحسينية للأمة روايات مثل : أن فى يوم عاشوراء أمطرت السماء دما و ما من حجر إلا و كان تحته دما
عنادا... الفريق على الجانب الآخر يقدم للأمة روايات تعارضها تعظم بركة هذا اليوم مثل :
بل هو يوما مباركا .. هو اليوم الذى أنجى الله فيه موسى و أغرق فرعون
و تتفاعل و تتصاعد جذرية الخلاف ...
الفريق المؤيد للحركة الحسينية يتخذ اليوم مأتما حزينا
عنادا... الفريق على الجانب الآخر يقدم للأمة المزيد من الروايات :
بل هو يوما مباركا .. هو اليوم الذى خلق فيه آدم و فيه دخل الجنة و فيه تاب الله عليه . و هو اليوم الذى رست فيه سفينة نوح فصامه النبى نوح و جميع من معه حتى الوحوش ! . و هو اليوم الذى ولد فيه أبراهيم و فيه جعل الله النار بردا و سلاما عليه و هو اليوم الذى ولد فيه المسيح عيسى بن مريم . و أن صوم عاشوراء يكفر سيئات سنة كاملة . و أن من يوسع على العيال فى عاشوراء يوسع الله عليه سنة كاملة ....ألخ
مع الأخذ فى الأعتبار نقطة هامة :
أن الروايات و الأحاديث المرتبطة بيوم عاشوراء أنما كان تدوينها فعلا بعد قرون من مذبحة عاشوراء سنة 61 هـ . و بعد أن خاضت الأمة فعلا فى الجدال و النزاع و الدماء حول هذا اليوم . و بعد أن ضخ الكذابون من كل الأتجاهات فعلا العديد من الروايات و الأحاديث حول هذا اليوم .
و لضرب مثالا : النصوص الواردة فى العهد الجديد ( الأنجيل ) التى تفيد و تشير إلى ألوهية السيد المسيح طبعا لا تعد دليلا حقيقيا لألوهية المسيح ! . لسبب بسيط و هو أن الأعتقاد بألوهية المسيح و أنه أبن الله قد شاع بين أتباعه قبل أن تكتب تلك النصوص و بناءا على ما شاع ذلك كتبت تلك النصوص ... و ليس العكس
و أسألكم جميعا المشاركة بآراءكم عسى الله أن يجمعنا جميعا على الهدى
و السلام عليكم
الأخوة الكرام
أستفاضة لما سبق لى المشاركة به فى مجلس الفتوى عن الموضوع المشار إليه
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1008
أود مشاركتكم فى المزيد من التفاصيل توسعت فيها
لعل هذا اليوم من معضلات التاريخ إذا أراد الباحث المنصف تحري ماهيته و حقيقته ...
متى ظهر هذا اليوم على الساحة ؟ ..
هل كان مبتدأ ظهور هذا اليوم يوم أن خلق الله الكرسى و السموات و الأرض ....
أم كان مبتدأ ظهوره يوم أن غرق فرعون مصر ...
أم كان مبتدأ ظهوره يوم أن سن أهل الجاهلية صومه ..
لكن بخلاف كل ما سبق .. اليقين الوحيد و الأمر الوحيد المقطوع بثبوته يوم عاشوراء .. هو أمرا الأكثر دموية و رعبا ..
فى ذلك اليوم قتل الإمام الحسين أبشع قتلة و قطعت رأسه ... و قتل آل محمد من أخوته و أبناءه و أبناء أخيه الإمام الحسن و هتكت حرمة رسول الله و سبيت بناته ...فى كربلاء يوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ....
الرواية الأولى : تعظيم و صيام يوم عاشوراء ... أقتداءا باليهود و النصارى :
أنها الرواية الأشهر و الأكثر تداولا بين الأمة .... و الأكثر خللا أيضا .. و مفادها أن تعظيم يوم عاشوراء راجعا كونه أحدى أعياد الإسرائيليين :
1 - رواية أن عاشوراء يوافق عيد الفـصـح اليهودي و أن رسول الله عرف ذلك من يهود الـمـديـنـة :
أن رسول الله قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله :
ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟
فقالوا : هذا يوم عظيم . أنجى الله فيه موسى و قومه و غرق فرعون و قومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه .
فقال رسول الله : فنحن أحق و أولى بموسى منكم . فصامه و أمر بصيامه
مع ملاحظة أن رسول الله قدم المدينة فى شهر ربيع الأول و ليس المحرم !!
2 - بينما نجد رواية آخرى تفيد بأن رسول الله أنما كان ذلك من يهود خـيـبـر :
عن أبي موسى قال : ثم كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيدا و يلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم . فقال رسول الله : فصوموه أنتم
* صحيح مسلم – باب صوم يوم عاشوراء
* صحيح البخاري - كتاب الصوم – صيام يوم عاشوراء
3 – بينما نجد رواية مختلفة بأن يوم عاشوراء يوافق عيد يهودي آخر هو عيد الـزيـنـة :
قال سعيد حدثنى عبد لله بن العباس أن يـوم الـزيـنـة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون و السحرة هو يـوم عـاشـوراء فلما اجتمعوا فى صعيد قال الناس بعضهم لبعض انطلقوا فلنحضر هذا الامر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين
* البداية و النهاية لأبن كثير ج 1 : 304
4- و أخيرا نجد رواية تفيد بأن تعظيم اليوم لا يقتصر على اليهود فحسب بل يشمل أيضا النصارى :
حين صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى .
فقال رسول الله : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله
* صحيح مسلم – باب فى أى يوم يصام عاشوراء
إلا أن الرواية الأولى التى مفادها أن عاشوراء هو عيد الفصح اليهودى أو أن صيامه عائدا لليهود هى الأوسع أنتشارا و نجدها حتى فى المراجع الشيعية الزيدية و الإمامية :
- فى ( الجامع الكافى لفقه الزيدية ) للإمام أبى عبد الله محمد بن علي العلوي ( 367 – 445 هـ ) . كخبر روي عن عبد الله بن العباس ضمن مسألة فى صيام عاشوراء
- و فى أشارة عابرة سريعة فى ( المهذب ) للإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( 561 – 614 هـ )
- و عند الشيعة الإمامية فى ( تهذيب الأحكام ) لمحمد بن الحسين الطوسي ( المتوفى 460 هـ )
الرواية السالفة لا تتفق تاريخيا مع أسفار بنى إسرائيل أنفسهم :
يغطى سفر الخروج Exodus ) ) الذى هو السفر الثانى فى الأسفار المنسوبة للنبى موسى أحداث خروج بنى إسرائيل من مصر و غرق فرعون . و لا نجد فيها أن النبى موسى صام شكرا لله على غرق فرعون !!
و إليك نصوص سفر الخروج من الأصحاح 14 و 15 :
و َبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ الْبَحْرِ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ طَوَالَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ رِيحاً شَرْقِيَّةً قَوِيَّةً رَدَّتِ الْبَحْرَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَحَوَّلَتْهُ إِلَى يَابِسَةٍ. وَهَكَذَا انْشَقَّ الْبَحْرُ، 22فَاجْتَازَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ عَلَى أَرْضٍ يَابِسَةٍ، فَكَانَ الْمَاءُ بِمَثَابَةِ سُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ. 23وَلَحِقَ بِهِمِ الْمِصْرِيُّونَ وَدَخَلُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى وَسْطِ الْبَحْرِ، بِجَمِيعِ خَيْلِ فِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. 24وَقَبْلَ طُلُوعِ الصَّبَاحِ أَشْرَفَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَرْبَكَهُمْ. 25فَجَعَلَ عَجَلاَتِ مَرْكَبَاتِهِمْ تَتَخَلَّعُ. فَطَفِقُوا يَجُرُّونَهَا بِمَشَقَّةٍ حَتَّى قَالَ الْمِصْرِيُّونَ: «لِنَهْرُبْ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّينَ، لأَنَّ الرَّبَّ يُحَارِبُ عَنْهُمْ ضِدَّنَا».
26وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ابْسِطْ يَدَكَ فَوْقَ الْبَحْرِ لِيَرْتَدَّ الْمَاءُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَعَ مَرْكَبَاتِهِمْ وَفُرْسَانِهِمْ». 27فَبَسَطَ مُوسَى يَدَهُ فَوْقَ البَحْرِ عِنْدَ انْبِثَاقِ الصَّبَاحِ، فَارْتَدَّ الْبَحْرُ إِلَى مَوْضِعِهِ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ الْهَارِبِينَ فِي اتِّجَاهِهِ، فَجَرَفَهُمُ الرَّبُّ نَحْوَ وَسْطِ الْبَحْرِ. 28وَارْتَدَّتِ الْمِيَاهُ وَأَغْرَقَتِ الْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانَ وَكُلَّ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي لَحِقَ بِهِمْ إِلَى الْبَحْرِ، فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ نَاجٍ وَاحِدٌ. 29أَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَدْ سَارُوا فَوْقَ أَرْضٍ يَابِسَةٍ وَسْطَ مِيَاهِ الْبَحْرِ. وَكَانَتِ الْمِيَاهُ كَسُورَيْنِ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ شَمَالِهِمْ.
30وَهَكَذَا أَنْقَذَ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ، وَشَاهَدُوا جُثَثَ الْمِصْرِيِّينَ مَطْرُوحَةً عَلَى شَاطِيءِ الْبَحْرِ. 31وَعِنْدَمَا شَهِدَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ الْقُوَّةَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي عَامَلَ بِهَا الرَّبُّ الْمِصْرِيِّينَ، خَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِهِ وَبِمُوسَى عَبْدِهِ.
1 عِنْدَئِذٍ شَدَا مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ بِهَذِهِ التَّسْبِحَةِ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أُرَنِّمُ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ تَمَجَّدَ جِدّاً، الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ. 2الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي وَقَدْ صَارَ خَلاصِي، هَذَا هُوَ إِلَهِي فَأُسَبِّحُهُ. وَإِلَهُ أَبِي فَأُعَظِّمُهُ.....
22ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وَتَوَجَّهُوا نَحْوَ صَحْرَاءِ شُورٍ، وَظَلُّوا يَجُوبُونَ الصَّحْرَاءَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَجِدُوا مَاءً.
فلا نجد شيئا عن ما جاء فى الرواية من أن اليهود يصومون ذكرى غرق فرعون كما صامه موسى !!!!
و بنى إسرائيل الذين نصوم نحن هذا اليوم متصورين إننا بذلك أولى بموسى منهم لا يعلمون أصلا شيئا عما نحن نتصوره !!
الرواية السالفة لا تتفق مع العديد من الثوابت المنطقية:
1- عيد الفصح اليهودي المشار إليه و يسمى أيضا ( عيد الخروج Pass over ) و بالعبرية ( بيساخ Pisach )
هذا العيد ميعاده فى الاسبوع الثالث من شهر أبيب من العام العبرى و يستمر لمدة أسبوع من مساء اليوم الرابع عشر الى مساء اليوم الحادى و العشرون فهذا العيد ليس يوما واحدا كما يفهم من الرواية . و لا يصوم اليهود ذلك العيد كما تخبرنا الرواية ! بل العكس تماما فاليهود يتناولون فيه الخبز الغير مختمر و يذبحون فيه الخراف
* اليهودية للدكتور أحمد شلبى ص 303
2- لا يتحد التقويمان العربى و الإسرائيلى فإن لليهود تقويماً خاصا ًبهم يختلف عن التقويم العربى اختلافا ًبيناً :
السنة عند اليهود تبتدئ بشهر ( نيسان ) ثم ( أيار ) و تنتهى بشهر (آذار ) و هو الشهر الثانى عشر . و فى كل سنة كبيسة يضاف اليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة 13 شهراً و هو شهر (آذار الثانى ) الذى يتوسط ( آذار ) و ( نيسان ) و يكون (آذار الثانى ) الشهر الثالث عشر . و أيام السنة فى السنوات العادية 353 او 354 او 355 يوما و فى الكبيسة 383 او 384 او 385 يوماً .
فإن حدث و تصادف يوم عيد الخروج اليهودي مع يوم العاشر من المحرم في عام ما ( بالصدفة ) فلن يصادف ذلك فى العام التالى و لا سيكون صادفه في العام السابق فنجده يأتى مرة فى المحرم و مرة فى صفر و هكذا كما يحدث مع رمضان الذى يأتى مرة فى الصيف حينا و فى الشتاء حينا فلا يمكن أعتبار أن العاشر من المحرم هو عيد الخروج اليهودى
3-لايزال اليهود باقين حتى اليوم و طبعا نحن لا نجد اليهود فى اسرائيل و حتى قبل ذلك عندما كانوا يعيشون بيننا فى البلاد العربية أنهم يصومون عاشوراء أو حتى عيد الخروج . بل قد لا يعلمون شيئا عما يتصوره أهل السنة أساسا !
4-تشير رواية أن اليهود يعظمون عاشوراء بينما تشير رواية آخرى إلى أن النصارى أيضا يعظمون يوم عاشوراء !
و النصارى لا يزالون بيننا حتى الآن و هم لا نجدهم يعظمون عاشوراء !! و لا حتى عيد الخروج اليهودي الذى أستبدل فى المسيحية بعيد القيامة
و لماذا أقتدى رسول الله باليهود ؟!
لماذا يتبع رسول الله سنن و شرائع اليهود و قد نهانا عن أتباع سننهم ؟
و اليهود كقول الله ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَ جَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ و َنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ به )
1- نهى رسول الله عن صيام يوم السبت لأن اليهود تعظم هذا اليوم :
أن رسول الله قال : ثم لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض الله عليكم فإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن و معنى كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام لأن اليهود تعظم يوم السبت .
* سنن الترمذى - باب ما جاء في صوم يوم السبت
رسول الله ينهى عن صيام يوم السبت لأن اليهود تعظمه
رسول الله يأمر بصيام يوم عاشوراء لأن اليهود تعظمه !!
2- كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله :
ثم لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم و قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إليكم .
* صحيح البخاري - باب قول النبي لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء
فى هذا الموقف أمر رسول الله بعدم تصديق اليهود فيما يبثونه . و نهى عن تكذيبهم لتوخى الحرص من قيام من ليس لديه علم بتكذيب موضوع صحيح . و الأصل عدم تصديقهم . أما الرواية التى نحن بصددها تروى أن رسول الله صدق اليهود فى قولهم فورا و بلا تردد بل و على ذلك أمر أصحابه !
3- إذا كانت الحكمة كما فى ظاهر الرواية ( نحن أولى بموسى من اليهود ) فلماذا لا نحي سائر أعياد اليهود :
لماذا لا نعظم يوم السبت ( ساباث ) ... ألسنا أولى بموسى من اليهود ؟!
و لماذا لا نصوم عيد الغفران ( يوم كيبور ) و هو اليوم العاشر من شهر تشرى ...
و لماذا لا نحتفل بعيد بوريم الذى هو اليوم 14 من شهر آذار الثانى
ألسنا أولى بموسى من اليهود ؟!
الرواية الثانية : تعظيم و صيام يوم عاشوراء ... أقتداءا بالـمشركين من أهل الجاهلية :
أنها الرواية الثانية التي يبرر بها تعظيم و صيام يوم عاشوراء .. أنها الأقل أنتشارا من رواية صوم اليهود السابقة ... لكنها طبعا تتعارض معها .
كما ذكرنا سابقا أن رسول الله لم يعرف صوم عاشوراء الا عندما رأى اليهود يصومونه بعد الهجرة و لم يكن يعرف سبب ذلك الصيام فسأل عنه . إلا أننا نجد رواية مختلفة تماما أكثر غرابة :
كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه و أمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه
الرواية السالفة أيضا لا تتفق مع العديد من الثوابت المنطقية:
1 – لفظ ( عاشوراء ) فى حد ذاته أسم إسلامي لم يعرف فى الجاهلية !!
جاء فى ( النهاية فى غريب الحديث ) ج 3 : 240 :
و فيه ذكر " عاشُوراء " هو اليومُ العاشرُ من المحرّم و هــو اســمٌ إســلامــيٌّ وليس في كلامهم فاعُولاء بالمدّ غيرُه . و قد أُلْحِق به تاسُوعاء وهو تاسعُ المحرّم . وقيل إنَّ عاشوراء هو التَّاسِع مأخوذٌ من العِشْر في أوراد الإبل .
2- إن كان هناك صوما عند أهل الجاهلية لكان بالحري أن يصومه الأحناف . و لم يرد فى أخبار العرب ما يفيد صيامهم عاشوراء و لا حتى غير عاشوراء !
3- لو كان صوم يوم عاشوراء معروفا حتى للمشركين فى مكة لما كان أمره مجهولا فيسأل رسول الله اليهود كما فى الرواية الأولى مستفهما (ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ )
و خلاصة التناقض بين الروايات :
الخلاصة أن يوم عاشوراء : هو عيد الفصح اليهودي ... أو ربما يوم الزينة
و إن رسول الله علم بأمره من يهود المدينة ... أو ربما من يهود خيبر
و إن رسول الله صامه لأول مرة فى الجاهلية .. أو ربما بعد الهجرة .. و ربما قبل وفاته بسنة واحدة
و فى الرواية الاولى : الرسول عرف فضل عاشوراء عندما سأل اليهود . و فى الرواية الثانية : الرسول يعرف فضله من قبل الهجرة
فى الرواية الاولى : صوم عاشوراء سنه اليهود . و فى الرواية الثانية : صوم عاشوراء سنه أهل الجاهلية
فى الرواية الاولى : الرسول حثنا على الاقتداء باليهود رغم أنه سبق له أن نهى عن ذلك . و فى الرواية الثانية : الرسول حثنا على الاقتداء بالمشركين رغم أنه سبق له أن نهى عن ذلك !
و حسب أيا من الروايتين يكون تعظيم و صوم يوم عاشوراء مخالفا لسنة رسول الله الذى أمر بمخالفة عادات اليهود و المشركين :
- عن التابعى عمرو بن ميمون الأودى ( المتوفى 74 هـ ) أنه قال : شهدت عمر بن الخطاب صلى بجمع الصبح ثم وقف فقال : إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس ويقولون أشرق ثبير و أن النبى خالفهم ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس
* صحيح البخارى- كتاب الحج - باب متى يدفع من جمع
- و عن الصحابى عبادة بن الصامت : قال كان رسول الله يقوم فى الجنازة حتى توضع فى اللحد فمر به حبر من اليهود فقال : هكذا نفعل فجلس النبى و قال : اجلسوا خالفوهم
* سنن أبى داود – كتاب الجنائز –باب القيام للجنازة
- و عن أبى هريرة أنه قال : إن رسول الله قال إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم
* صحيح البخارى – كتاب أحاديث الأنبياء – ما ذكر عن بنى إسرائيل
كيف يؤكد رسول الله مرارا على ضرورة مخالفة اليهود و المشركين و يكون هو أول من يأمر بمحاكتهم ؟!
و نجد أيضا روايات تفيد ترك صيام يوم عاشوراء!! :
بخلاف الروايات المتناقضة المفككة السالفة . فإنه من المثير إننا نجد أيضا روايات أيضا تفيد ترك صيام يوم عاشوراء :
- الصحابى عبد الله بن مسعود ينسب له أنه يؤكد ترك صيام عاشوراء :
جاء فى صحيح مسلم ما نصه : و كان عبد الله رضي الله عنه لا يـصـومـه إلا أن يوافق صيامه .
- و عن التابعى عبد الرحمن بن يزيد النخعى ( المتوفى 83 هـ ) قال : دخل الأشعث بن قيس على عبد الله بن مسعود و هو يتغدى فقال : يا أبا محمد ادن إلى الغداء . فقال : أوليس اليوم يوم عاشوراء ؟ ! . قال : و هل تدري ما يوم عاشوراء ؟ قال :و ما هو ؟ قال : إنما هو يوم كان رسول الله يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان تــرك
و فى رواية آخرى بلفظ : تــــركـــه
- و عن التابعى قيس بن سكن الأسدى أن الأشعث بن قيس دخل على عبد الله يوم عاشوراء و هو يأكل فقال : يا أبا محمد ادن فكل . قال : إني صائم . قال : كنا نصومه ثم تــرك
* صحيح البخارى – كتاب تفسير القرآن
* صحيح مسلم – كتاب الصيام – باب صيام عاشوراء
- الصحابى عبد الله بن عمر ينسب له أنه يؤكد ترك صيام عاشوراء :
جاء فى سنن الدارمي ما نصه : و كان بن عمر لا يــصومــــه الا ان يوافق صيامه
و نجد أيضا روايات متضاربة عن صيام التاسع من المحرم !! :
1- الرواية الاولى :الرسول توفى قبل أن يصوم التاسع من المحرم :
- عن التابعى أبو غطفان سعد بن طريف المري أنه سمع عبد الله بن العباس يقول :
حين صام رسول الله يوم عاشوراء و أمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله
* صحيح مسلم – كتاب الصوم – باب أى يوم يصام فى عاشوراء
ظاهر الرواية أن رسول الله توفى قبل أن يصم تاسوعاء
هذا طبعا إذا سلمنا بصحة الرواية التى تتعارض مع ثوابت التاريخ ! . إذ يفهم من الرواية أنها حدثت قبل وفاة رسول الله بعام واحد أى سنة 10 هـ ... و طبعا فى تلك السنة لم يكن فى المدينة المنورة يهودا أساسا !! ...إذ سبق لرسول الله أن أجلى عن المدينة يهود بنى قينقاع سنة 3 هـ و بنى النضير سنة 4 هـ و بنى قريظة سنة 5 هـ .
2- الرواية الثانية : الرسول صام التاسع من المحرم :
- أما عن التابعى الحكم بن الأعرج البصرى قال : انتهيت إلى ابن عباس و هو متوسد رداءه في زمزم فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء . فقال :
إذا رأيت هلال المحرم فاعدد و أصبح يوم التاسع صائما . قلت : هكذا كان رسول الله يصومه ؟ قال : نعم
* صحيح مسلم – كتاب الصوم – باب أى يوم يصام فى عاشوراء
الأكاذيب و الأحاديث الموضوعة عـن بـركـة يـوم عـاشــوراء :
قال الله تعالى :
أنظر كيف كذبوا على أنفسهم و ضل عنهم ما كانوا يفترون ( الأنعام 24 )
سؤال : لماذا يكذب شخصا ما على رسول الله ليضع فضيلة مزيفة ليوم عاشوراء ؟
الأجابة : أرجع للقاعدة الجنائية التى تقول ( أبحث عن المستفيد )
إن يوم عاشوراء هو ذلك اليوم صاحب الرقم القياسى فى الأحاديث الموضوعة و الأكاذيب التى وضعت لترفع من شأنه .. حتى أنهم قالوا أن البهائم و الطيور ... صامت يوم عاشوراء !!
1 - جاء فى ( المجروحين ) لأبى حاتم بن حبان ( المتوفى 354 هـ ) ج 1 : 265 و ( ميزان الأعتدال فى نقد الرجال ) لشمس الدين الذهبى ج2 : 190 :
يذكر عن أحد ألمع الكذابين حبيب بن أبى حبيب الخرططي كان يضع الحديث و ينسبه للثقات و كان من أهل مدينة مرو ...و عنه روى أهل مرو !!
روى هذا الكذاب و نسبه عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن العباس أن رسول الله قال :
من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة سبعين سنة بصيامها وقيامها . من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك . و من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج و معتمر . و من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة . و من أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد . و من أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد و أشبع بطونهم . و من مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة .
خلق الله السماوات والأرض و الجبال في يوم عاشوراء . وخلق العرش في في يوم عاشوراء والكرسي كمثله . وخلق القلم يوم عاشوراء وجرى كمثله . وخلق الجنة في يوم عاشوراء . و أسكن آدم الجنة يوم عاشوراء . و ولد إبراهيم يوم عاشوراء . و نجاه من النار في يوم عاشوراء . و هداه الله عز و جل في يوم عاشوراء . و غرق الله عز وجل فرعون في يوم عاشوراء . و رفع عيسى يوم عاشوراء . و رفع إدريس يوم عاشوراء . و كشف الله عن أيوب يوم عاشوراء . و ولد عيسى في يوم عاشوراء . و حمل يوم عاشوراء . و تاب الله عز وجل على آدم يوم عاشوراء . و غفر الله عز وجل له يوم عاشوراء . و أعطى سليمان الملك يوم عاشوراء . و ولد النبي يوم عاشوراء . و استوى الله عز وجل على العرش يوم عاشوراء . و يوم القيامة يوم عاشوراء .
2 - و جاء فى ( المستدرك على الصحيحين ) للحاكم النيسابوري ج 2 : 648 :
عن إسرائيل عن جابر عن زيد بن الحواري العمي قال : ثم ولد عيسى بن مريم يوم عاشوراء !!
و زيد العمي الذى كان قاضيا لمدينة هرات يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها ...... و عنه روى من أعلام أهل السنة سفيان الثوري و شعبة بن الحجاج !
أما المثير أن النصارى أنفسهم ما بين كاثوليك و أرثوذكس لم يتفقوا على يوم ميلاد المسيح !
3- و جاء فى ( ميزان الأعتدال فى نقد الرجال ) لشمس الدين الذهبى ج2 : 161 :
يذكر عن أحد الكذابين و هو جويبر بن سعيد الأزدى أنه روى عن الضحاك عن عبد الله بن العباس حديث :
من اكتحل بالاثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا !!
4- و جاء فى ( المؤتلف و المختلف ) لمحمد بن طاهر القيسراني ( 408 – 507 هـ ) ج 1 : 193 :
عبيد الله بن النضر بن عبيد الله القيسي روى عن أبيه عن جده قيس بن عباد : أن الوحـش كانت تصوم يوم عاشوراء !!
5- و جاء فى ( المصنوع ) لعلي بن سلطان القاري ( المتوفى 1014 هـ ) ج1 : 175 و 264 :
عن أبي غليظ بن أمية بن خلف الجمحي قال : رآني رسول الله و على يدي صرد فقال : إن هذا أول طائر صام يوم عاشوراء !!
و قال الحاكم : و هو من الأحاديث التي وضعتها قتلة الحسين .
و حديث : من اكتحل يوم عاشوراء بالإثمد لم ترمد عينه أبدا . موضوع ابتدعه قتله الحسين رضي الله عنه
6- و جاء فى ( المعجم الكبير ) لأبى القاسم الطبرانى ( 260 – 360 هـ ) ج6 : 69 :
علي بن عبد العزيز عن معلى بن مهدي الموصلي عن عثمان بن مطر الشيباني عن عبد الغفور بن سعيد عن عبد العزيز عن أبيه :
يوم عاشوراء أهبط على الجودي فصام نوح ومن معه و الوحـش شكرا لله عز وجل . و في يوم عاشوراء أفلق الله البحر لبني إسرائيل . و في يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم . و على مدينة يونس . و فيه ولد إبراهيم !!
و يالهم من رواة :
معلى بن مهدي الموصلي قال عنه أبى حاتم يأتى أحيانا بالمناكير . عثمان بن مطر الشيباني قال عنه يحيى ضعيف . عبد الغفور بن سعيد قال عنه يحيى ماحديثه بشئ
و غير ذلك من الخرافات و الخيالات التى تضحك العقلاء و لا تزال للأسف تتلى فى المساجد و الخطب خاصة بين أهل السنة و الجماعة ..
و سبب وضع روايات فضائل يوم عاشوراء السالفة و غيرها واضح للعقلاء ... فهى أنما وضعت كى يدعم بها من لهم رغبة فى جعل يوم العاشر من المحرم يوم سرور الأساس الهش المفكك لبركة هذا اليوم فنجد الوضاعون قد وضعوا العديد من الأوهام و الخرافات لإيهام الجهلة من الأمة ببركة هذا اليوم ....
و بديهيا فالأمر واضح لكل عاقل بأن كل ما سبق لا يعدو سوى أوهاما فكاهية نرجو من القارئ أن يتعامل مها بأعتبارها نكتة !
أما المضحك المبكى فى تلك المأساة هو أن المنابر حتى اليوم تزدحم أيام عاشوراء بالروايات الأسطورية السالفة و غير ذلك من الغوامض و تتناسى تلك المنابر أو تمر سريعا على كارثة رسول الله فى ذلك اليوم التى أفنت فلذات أكباده .
وقفة مع الأحاديث الموضوعة عن فضل يوم عاشوراء :
1- لماذا تميز يوم عاشوراء دون سائر الأيام بهذا الكم من الأكاذيب التى ترفع شأنه ؟
لماذا لا نجد أيضا مثل هذا الكم فى فضل يوم عرفة مثلا أو الأيام البيض ؟!
السبب واضح : إن هذا اليوم فعلا كان فى حاجة لأكاذيب ترفع من شأنه بينما الأيام المباركة حقا فى غنى عن الأكاذيب
2- يوما بكل هذه الفضائل الأسطورية التى أنعم الله بها على كل أنبياؤه و كل شرائعه كما أجهد الكذابون أنفسهم فى وضع الأحاديث لأثبات ذلك ... لماذا لا نجد له أصلا أى ذكر مطلقا فى القرآن الكريم نهائيا ؟!
رغم أن الله قد أكرم بالذكر فى القرآن الكريم أياما و ليالى و أشهرا مثل : يوم الجمعة و أيام الحج و ليلة القدر و الليال العشر و شهر رمضان و الأشهر الحرم الأربعة .
3- يوما بكل هذه الفضائل الأسطورية التى أنعم الله بها على كل أنبياؤه و كل شرائعه كما أجهد الكذابون أنفسهم فى وضع الأحاديث لأثبات ذلك ... لماذا لا نجد له أى دور أو مناسبة فى حياة رسول الله نهائيا ؟!
بالجملة لم يترك الكذابون نبيا أو رسولا إلا و ألصقوا معجزته أو علامته بيوم عاشوراء .... إلا محمد رسول الله بالطبع !
و السبب واضح :
إذ لم يستطيعوا تدليس فضيلة واحدة ليوم عاشوراء تكون قد حدثت فى حياة رسول الله فى ذلك اليوم . حيث أن سيرة رسول الله معروفة الأحداث معروفة الأيام بخلاف كل تلك الأيام المبهمة السالفة الذكر . فالله الذى يدعون أن أكرم كل أنبياءه فى هذا اليوم لم يجعل من هذا اليوم يوم ميلاد خاتم النبيين محمد و لا بعثته و لا ليلة القدر و لا جهره بالدعوة و لا أسراءه و لا معراجه و لا هجرته و لا يوم بدر و لا حتى أى غزوة غزاها النبى أو سرية أرسلها و لا فتح مكة و لا تحطيم الأصنام و لا حتى وفاته !
و لنا أن نسأل :
كيف جعل الله هذا اليوم مباركا على كل أنبيائه من آدم الى عيسى إلا محمد فجعله الله عليه يوم شؤم فذبح فيه سبطه و آل بيته ؟
علماء أهل السنة و الجماعة يقرون بحقيقة يوم عاشوراء:
1- يذكر عماد الدين أبو الفدا أسماعيل بن كثير ( 701-774 هـ ) فى كتابه ( البداية و النهاية ج 8 : 202 ) عن عهد دولة بنى بويه :
كانت الدبادب تضرب ببغداد و نحوها من البلاد فى يوم عاشوراء و يذر الرماد في الطرقات و تعلق المسوح على الدكاكين و يظهر الناس الحزن و البكاء و كثير منهم لا يشرب الماء ليتخذ موقف الحسين لأنه قتل عطشانا ..… و قد عاكس الشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا يطبخون الحبوب و يغتسلون و يتطيبون و يلبسون أفخر ثيابهم و يتخذون ذلك اليوم عيدا يظهرون فيه السرور و الفرح يريدون بذلك عناد الروافض و معاكستهم
2- و يذكر الدكتور يوسف القرضاوى فى كتابه ( فتاوى معاصرة ج 1 : 424 ) الذي جمع فيه مجموعة من فتاويه :
س : هل ورد فى يوم عاشوراء شئ يستحب عمله غير الصيام من تزين و أكتحال و توسعة على العيال ؟
ج : لم يصح عن رسول الله فى يوم عاشوراء شئ غير الصوم أما التوسعة على العيال ففيها حديث رواه الطبرانى و البيهقى و قال أسانيده كلها ضعيفة و أما الأكتحال فقد روي فيه الحاكم حديثا و قال عنه أنه منكر و هو بدعة أبتدعها قتلة الحسين رضى الله عنه
و لابد من معرفة الظروف التاريخية التى ولدت فيها هذه المرويات فهى تلقى ضوءا كاشفا على هذه الاقاويل فقد شاء القدر ان يقتل الحسين فى العاشر من المحرم فجعل منه كثير من شيعته يوم حزن و حرموا على أنفسهم كل مظاهر الفرح و كان رد الفعل عند المتطرفين من خصوم الشيعة أن جعلوا الفرح في هذا اليوم عبادة و قربة إلى الله و عززوا ذلك بأحاديث وضعوها
روايـــات عــــاشـــــوراء .. فى الـمراجــع الــشـيعية :
أستكمالا للصورة العامة فإن روايات يوم عاشوراء و صيامه لا تقتصر على مراجع أهل السنة و الجماعة فقط بل يمكن تقصيها أيضا عند الشيعة الإمامية و الزيدية :
الشـــيعـــة الــزيــــديــــة :
يمكن تقصى مواضع يوم عاشوراء فى المراجع الزيدية فى المواقع الآتية :
1- جاء فى ( أصول الأحكام ) - للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليه السلام :
- خبر : و عن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم أنه كان يصوم يوم عاشوراء
- وخبر: و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ليس ليوم على يوم فضل إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء .
- و خبر: و عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه صام يوم عاشوراء و أمر بصيامه فقيل : يارسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فإذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع
- و خبر: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر الذين أكلوا في يوم عاشوراء بالقضاء
2- جاء فى ( التحرير ) - للإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين عليه السلام :
- يستحب صيام الدهر لمن أطاقه ولم يضر بجسمه؛ إذا أفطر العيدين وأيام التشريق، ويستحب صيام شهر المحرم، وصيام شهر رجب وشعبان، ويستحب صيام يوم الإثنين و يوم الخميس، و يستحب صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم، وصيام يوم عرفة للحجيج، ولسائر أهل الأمصار، وصيام أيام البيض وهي : الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من الشهر
3- جاء فى ( كتاب الوافد )- للإمام القاسم بن إبراهيم الرسي عليه السلام :
- ومن الفضائل صيام رجب، و شعبان، و الأيام البيض، و يوم عاشوراء، و يوم عرفة و الإثنين و الخميس
4- جاء فى ( الاحكام ) - للإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام :
- لا بأس بصيام يوم عاشوراء وصيامه حسن،
- وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه خص بالامر بصيامه بني أسلم، وحباهم بذلك
- سئل عن صوم يوم عاشوراء، وأي يوم هو وعن صوم يوم عرفة فقال: حسن جميل صومهما ولا حرج على من ترك أن يصوم فيهما،
- وقد جاء فضل كثير فيمن صام يوم عرفة، كان له كفارة سنة ويوم عاشوراء فهو يوم عاشر لا اختلاف فيه
لكن كيف أتخذت روايات و أخبار يوم عاشوراء مواضعها بين الشيعة الزيدية :
1- لا نجد أثرا لصيام يوم عاشوراء أو بركته فى أقدم مرجع زيدي و هو ( المجموع الفقهى و الحديثى ) للإمام زيد بن علي عليه السلام ( 75 – 122 هـ )
2- لا نجد أثرا لصيام يوم عاشوراء أو بركته فى ( نهج البلاغة ) الحاوي لخطب و أقوال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب
3- أن الروايات الكثيفة عن بركات يوم عاشوراء التى أوردناها و منها الروايات المبالغة أو الموضوعة و التى أدت لو بصورة غير مباشرة لتلميع يوم عاشوراء أنما تم بثها و ضخها فى الأمة و ما الشيعة إلا جزءا من نسيج الأمة .
4- الشيعة الزيدية من حيث المبدأ أيضا يتداولون الكتب الحديثية كالبخارى و مسلم و غيرهما ( مع الأخذ فى الأعتبار طبعا أختلاف نظرتهم لها عن نظرة الأخوة من أهل السنة الذين يعتبرونهما أصح الكتب بعد كتاب الله ! )
5- تبادل المفاهيم بين المذاهب المختلفة و تقارض التصورات فيما بينهم أمرا طبيعيا ....
فحتى اليوم يحتفل العديد من المسلمين من أهل السنة بعيد المولد النبوى حتى أنه فى مصر أجازة رسمية فى الدولة . و هذا العيد سنه الشيعة الإسماعيلية إبان الخلافة الفاطمية الشيعية .
و تحوى مراجع أهل السنة أن المهدي المنتظر أسمه محمد بن عبد الله من ولد فاطمة . و هذه طبعا أطروحة شيعية .
6- قول الإمام القاسم الرسي ( لا أختلاف فى ذلك ) لعله : لا أختلاف أن عاشوراء المعني هو العاشر من شهر المحرم و ليس العاشر من شهر حرم آخر
و قول الإمام القاسم الرسي ( صومه حسن جميل )
و قوله ( ومن الفضائل صيام رجب، و شعبان، و الأيام البيض، و يوم عاشوراء، ويوم عرفة و الإثنين والخميس )
و قول الإمام الناطق بالحق ( ويستحب صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم )
و قول الإمام الهادي ( لا بأس بصيام يوم عاشوراء وصيامه حسن) و قوله ( حسن جميل صومهما )
الأقوال السالفة لا تفيد بجزم أن ذلك سببه روايات الفضائل الغالية التى سبق الأشارة إليها و التى تم ضخها بين صفوف الأمة . فيوم عاشوراء تتجاذبه الأقوال : فهو يوم نسبت له فضائل أسطورية ترفعه لعنان السماء . و هو يوم يقينا زف فيه الشهداء من آل محمد و قد يكون أيهما السبب . كما يحتمل أيضا أن الصيام بما فيه من حرمان النفس بينما الأفطار أقرب للسرور و لعله لا بأس بصيامه كيوم زف فيه الشهداء من آل محمد ... و الله أعلم
الشـــيعـــة الإمـــامـــيـــة :
صيام يوم عاشوراء فى حد ذاته يراه الشيعة الإمامية بدعة أختلقها النواصب لإبعاد المسلمين عن التدبر فى مذبحة كربلاء بتحويل اليوم ليوم ملئ بالبركات و يكرم بصومه .
و فى المراجع الشيعية الإمامية نجد الأتجاهيين نهى و حث :
1- جاء فى ( علل الشرائع ) لمحمد بن علي بن بابويه الصدوق ( المتوفى 381 هـ ) عن الإمام جعفر الصادق :
لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار و أخذوا عليها الجوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم و أنه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع و الباء و المصيبة و الحزن إلى الفرح و السرور و التبرك ..
2- جاء فى ( وسائل الشيعة لتحصيل الشريعة 7 : 239 و 341 ) للحر محمد بن الحسن العاملى ( 1033- 1104 هـ ) عن الإمام جعفر الصادق :
و أما يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين عليه السلام صريعا بين اصحابه و اصحابه صرعى حوله . أفصوم يكون فى هذا اليوم ؟ . كلا و رب البيت ما هو صوم و ما هو إلا يوم حزن و مصيبة ... فمن صام أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوطا عليه ......فصوم يوم عاشوراء ؟ قال : ذاك يوم قتل فيه الحسين فإن كنت شامتا فصم .. إن الصوم لا يكون للمصيبة و لا يكون إلا شكرا للسلامة و أن الحسين أصيب ف يوم عاشوراء فإن كنت فيمن أصيب فلا تصم إن كنت شامتا فصم شكرا لله ..
و نجد أيضا الأتجاه الآخر :
1- يذكر محمد بن الحسين الطوسى ( المتوفى 460 هـ ) فى كتابه ( تهذيب الأحكام ) ج4 : 29 و 300 :
عن أبي الحسن أنه قال : صام رسول الله صلى عليه وآله يوم عاشوراء .
و عن الإمام جعفر الصادق أنه قال : صيام يوم عاشوراء كفارة سنة .
2-و يذكر ميرزا حسين تقى النورى الطبرسى ( 1254- 1320 هـ ) فى كتابه (مستدرك وسائل الشيعة ) ج1 : 594 :
عن الإمام علي قال : صوموا يوم عاشوراء التاسع و العاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة التي قبله ، و إن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه ..
3- جاء فى ( وسائل الشيعة لتحصيل الشريعة 7 : 347 ) للحر محمد بن الحسن العاملى :
عن عبد الله بن العباس قال : إذا رأيت هلال المحرم فاعدد فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائماً . قلت : كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم .
فـــصـــل الـــقــول فــى مــبتــدأ ظـــهـــور يـــوم عـــاشــوراء
إن يوم العاشر من المحرم أنما كان مبتدأ ظهوره على الساحة بعد سنة 61 هـ تزامنا مع واقعة الطف و مذبحة كربلاء و ليس قبلها .
و لما كان ذلك اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ بشقيه ( اليوم ذاته - الشهيد الإمام الحسين عليه السلام ) نقطة خلاف جوهرية بين سائر المذاهب و الأتجاهات الإسلامية قاطبة . أخذ كل فريق و معسكر ما بين مؤيد و معارض فى حشد روايات منها العديد نسب لرسول الله نفسه و آخرى لم تنسب حتى له و التحصن خلفها لدفع المخالفين ....
أنظر مثلا نموذجا واقعيا لما سجله المؤرخ عماد الدين أبو الفدا أسماعيل بن كثير ( 701-774 هـ ) فى كتابه ( البداية و النهاية ) عن عهد دولة بنى بويه :
كانت الدبادب تضرب ببغداد و نحوها من البلاد فى يوم عاشوراء و يذر الرماد في الطرقات و تعلق المسوح على الدكاكين و يظهر الناس الحزن و البكاء و كثير منهم لا يشرب الماء ليتخذ موقف الحسين لأنه قتل عطشانا ..…
و قد عاكس الشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا يطبخون الحبوب و يغتسلون و يتطيبون و يلبسون أفخر ثيابهم و يتخذون ذلك اليوم عيدا يظهرون فيه السرور و الفرح يريدون بذلك عناد الروافض و معاكستهم ...
هنا كمثال لحدث فعلا بعد قرون من عاشوراء 61 هـ
الفريق المؤيد للحركة الحسينية : يظهر الحزن و البكاء و يعلق المسوح
عنادا ... الفريق على الجانب الآخر نجده : يظهر السرور و الفرح و يلبثون أفخر ثيابهم
كذلك :
قدم الفريق المؤيد للحركة الحسينية للأمة روايات مثل : أن فى يوم عاشوراء أمطرت السماء دما و ما من حجر إلا و كان تحته دما
عنادا... الفريق على الجانب الآخر يقدم للأمة روايات تعارضها تعظم بركة هذا اليوم مثل :
بل هو يوما مباركا .. هو اليوم الذى أنجى الله فيه موسى و أغرق فرعون
و تتفاعل و تتصاعد جذرية الخلاف ...
الفريق المؤيد للحركة الحسينية يتخذ اليوم مأتما حزينا
عنادا... الفريق على الجانب الآخر يقدم للأمة المزيد من الروايات :
بل هو يوما مباركا .. هو اليوم الذى خلق فيه آدم و فيه دخل الجنة و فيه تاب الله عليه . و هو اليوم الذى رست فيه سفينة نوح فصامه النبى نوح و جميع من معه حتى الوحوش ! . و هو اليوم الذى ولد فيه أبراهيم و فيه جعل الله النار بردا و سلاما عليه و هو اليوم الذى ولد فيه المسيح عيسى بن مريم . و أن صوم عاشوراء يكفر سيئات سنة كاملة . و أن من يوسع على العيال فى عاشوراء يوسع الله عليه سنة كاملة ....ألخ
مع الأخذ فى الأعتبار نقطة هامة :
أن الروايات و الأحاديث المرتبطة بيوم عاشوراء أنما كان تدوينها فعلا بعد قرون من مذبحة عاشوراء سنة 61 هـ . و بعد أن خاضت الأمة فعلا فى الجدال و النزاع و الدماء حول هذا اليوم . و بعد أن ضخ الكذابون من كل الأتجاهات فعلا العديد من الروايات و الأحاديث حول هذا اليوم .
و لضرب مثالا : النصوص الواردة فى العهد الجديد ( الأنجيل ) التى تفيد و تشير إلى ألوهية السيد المسيح طبعا لا تعد دليلا حقيقيا لألوهية المسيح ! . لسبب بسيط و هو أن الأعتقاد بألوهية المسيح و أنه أبن الله قد شاع بين أتباعه قبل أن تكتب تلك النصوص و بناءا على ما شاع ذلك كتبت تلك النصوص ... و ليس العكس
و أسألكم جميعا المشاركة بآراءكم عسى الله أن يجمعنا جميعا على الهدى
و السلام عليكم
آخر تعديل بواسطة أحمد شريف طنطاوى في السبت مايو 06, 2006 8:56 am، تم التعديل مرة واحدة.
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
يا أخ احمد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة بحثك أكثر من رائع وموضوعي فعلا وقد طرقت الى جملة من الادلة لا يمكن أن تناقش بعدُ خصوصا أنك اشبعت الموضوع من كل جوانبه حتى المواضيع الفكاهية فصوم الدواب مع نوح في غاية الظرافة والمتاحفة.
ايضا قدماء آل محمد قد ندبوا الناس الى صوم اليوم كونهم تلقوا روايات سمعوها من المدارس الاخرى هذه الرويات في مجملها دعوة لعمل عبادي وهو الصوم وأنت تعرف أن آل محمد خصوصا القدماء كانوا متعلقين بقضايا العبادة والتحنث والزهد في الدنيا والتقرب الى الى الله واتخاذ الوسائل التى توصل السالك الى رضوان الله لذى تأثروا بمثل هذه المرويات وندبوا الناس والاتباع لصوم يوم عاشراء .
علما أن احاديث الفضائل هي محل نظر وتحليل ومحطة بحث دسمة يمكن من خلاها كشف الكثبر من الحقائق التاريخة وهذا عين ما فعلتهم فجزاكم الله خيرا أخي الكريم على هذه الجهود والابحاث المفيدة .
أخي اكريم لفت نظري كلام الامام الهادي عندما قال وقد خص بهم بنوا اسلم اليك الرواية (جاء فى ( الاحكام ) - للإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام :
- لا بأس بصيام يوم عاشوراء وصيامه حسن،
- وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه خص بالامر بصيامه بني أسلم، وحباهم بذلك)
من هنا يمكن أن تنطلق في اجواء واسعة لتزيد هذا البحث اشباعا فهوإن صح فإنما هو من خصائص بنو اسلم .
أعدك أني ومن الآن سأصوم يوم عاشوراء على طريقة ابن مسعود فيبدو أن الرجل كان أكثر الناس حذقا وكياسة لكن يبقى اشكال أن هذه المرويات إنما ثبتت بعد مقتل أبي عبد الله روحي له الفداء فهل يمكن تمحص هذه الاخبار لنقتدي بابن مسعود ؟ وليتخلص بحثكم هذا من التناقض النوعي على طريقة ربما !!
أيضا نفرض هنا جدلية بسيطة وهي إن صح أن النبي صام يوم عاشوراء كون الله نجى موسى فيه فهل يبقى تاريخ اليوم مثبتا في شرع من قبلنا أم أنه قد نقل الى شرعنا لنتعبد به دون الرجوع الى نفس التاريخ اليهودي بمعنى هل ندبُ النبي هذا ملصقٌ للتعبد الصومي العبادي بالتقويم العربي بغض النظرعن التقويم اليهودي .
أعرف أن هذه الفرضية تحتاج الى دليل لكنها واردة .
اجمل المنى لكم والتوفيق حليفكم أخي الكريم .
في الحقيقة بحثك أكثر من رائع وموضوعي فعلا وقد طرقت الى جملة من الادلة لا يمكن أن تناقش بعدُ خصوصا أنك اشبعت الموضوع من كل جوانبه حتى المواضيع الفكاهية فصوم الدواب مع نوح في غاية الظرافة والمتاحفة.
ايضا قدماء آل محمد قد ندبوا الناس الى صوم اليوم كونهم تلقوا روايات سمعوها من المدارس الاخرى هذه الرويات في مجملها دعوة لعمل عبادي وهو الصوم وأنت تعرف أن آل محمد خصوصا القدماء كانوا متعلقين بقضايا العبادة والتحنث والزهد في الدنيا والتقرب الى الى الله واتخاذ الوسائل التى توصل السالك الى رضوان الله لذى تأثروا بمثل هذه المرويات وندبوا الناس والاتباع لصوم يوم عاشراء .
علما أن احاديث الفضائل هي محل نظر وتحليل ومحطة بحث دسمة يمكن من خلاها كشف الكثبر من الحقائق التاريخة وهذا عين ما فعلتهم فجزاكم الله خيرا أخي الكريم على هذه الجهود والابحاث المفيدة .
أخي اكريم لفت نظري كلام الامام الهادي عندما قال وقد خص بهم بنوا اسلم اليك الرواية (جاء فى ( الاحكام ) - للإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام :
- لا بأس بصيام يوم عاشوراء وصيامه حسن،
- وقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه خص بالامر بصيامه بني أسلم، وحباهم بذلك)
من هنا يمكن أن تنطلق في اجواء واسعة لتزيد هذا البحث اشباعا فهوإن صح فإنما هو من خصائص بنو اسلم .
أعدك أني ومن الآن سأصوم يوم عاشوراء على طريقة ابن مسعود فيبدو أن الرجل كان أكثر الناس حذقا وكياسة لكن يبقى اشكال أن هذه المرويات إنما ثبتت بعد مقتل أبي عبد الله روحي له الفداء فهل يمكن تمحص هذه الاخبار لنقتدي بابن مسعود ؟ وليتخلص بحثكم هذا من التناقض النوعي على طريقة ربما !!
أيضا نفرض هنا جدلية بسيطة وهي إن صح أن النبي صام يوم عاشوراء كون الله نجى موسى فيه فهل يبقى تاريخ اليوم مثبتا في شرع من قبلنا أم أنه قد نقل الى شرعنا لنتعبد به دون الرجوع الى نفس التاريخ اليهودي بمعنى هل ندبُ النبي هذا ملصقٌ للتعبد الصومي العبادي بالتقويم العربي بغض النظرعن التقويم اليهودي .
أعرف أن هذه الفرضية تحتاج الى دليل لكنها واردة .
اجمل المنى لكم والتوفيق حليفكم أخي الكريم .
آخر تعديل بواسطة محمد الغيل في السبت مارس 26, 2005 9:26 pm، تم التعديل مرة واحدة.

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 373
- اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
- مكان: بيروت
اللهم صل على الحبيب المصطفى و آله الاخيار
لا نصوم عاشوراء فهو يوم مصيبة و حزن , و وجود احاديث في كتب الامامية تحث على صومه هي احاديث ضعيفة لا يؤخذ بها , و كما هو معروف ان علماء الامامية اوردوا الاحاديث كما هي دون ان يقوموا بحذف الاحاديث من كتبهم التي لا تعجبهم كما فعلت الفرق الاسلامية الاخرى, و من شئن المحقيقين الرجوع الى اسانيد تلك الاحاديث و توافقها مع الروايات و العقل- طبعاً و قبلها كتاب الله- , فيؤخذ بها او تترك.
و تواتر التناقض في احاديث التفضيل و الحث على صيام عاشوراء و التي ملئت كتب اهلنا السنة خير دليل على بطلان القول باستحباب صيام عاشوراء.
و السلام عليكم
لا نصوم عاشوراء فهو يوم مصيبة و حزن , و وجود احاديث في كتب الامامية تحث على صومه هي احاديث ضعيفة لا يؤخذ بها , و كما هو معروف ان علماء الامامية اوردوا الاحاديث كما هي دون ان يقوموا بحذف الاحاديث من كتبهم التي لا تعجبهم كما فعلت الفرق الاسلامية الاخرى, و من شئن المحقيقين الرجوع الى اسانيد تلك الاحاديث و توافقها مع الروايات و العقل- طبعاً و قبلها كتاب الله- , فيؤخذ بها او تترك.
و تواتر التناقض في احاديث التفضيل و الحث على صيام عاشوراء و التي ملئت كتب اهلنا السنة خير دليل على بطلان القول باستحباب صيام عاشوراء.
و السلام عليكم
الوصي عنوان مطبوع بجبيني
وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم مولى آل بيت النبي :
أشكرك على تعقيبك .. و أنا طبعا كما يفهم من مقالي لا آخذ بصيام عاشوراء .. و قد أشبعت رواياته نقدا . و لكن للأمانة العلمية أوردت ما فى مراجع الأخوة الإمامية من نهى و حث و دون التعقيب عليها . و ستلاحظ أيضا إننى أوردت روايات النهي قبل الحث .
و أنا طبعا أعلم علم اليقين أن الأخوة الإمامية لا يصومونه . فأرجو أن لا يساء فهم قصدي
و السلام عليكم
الأخ الكريم مولى آل بيت النبي :
أشكرك على تعقيبك .. و أنا طبعا كما يفهم من مقالي لا آخذ بصيام عاشوراء .. و قد أشبعت رواياته نقدا . و لكن للأمانة العلمية أوردت ما فى مراجع الأخوة الإمامية من نهى و حث و دون التعقيب عليها . و ستلاحظ أيضا إننى أوردت روايات النهي قبل الحث .
و أنا طبعا أعلم علم اليقين أن الأخوة الإمامية لا يصومونه . فأرجو أن لا يساء فهم قصدي
و السلام عليكم
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 4
- اشترك في: الأربعاء مايو 03, 2006 10:20 pm
بدا لي من خلال بحثك هذا اخي " طنطاوي " ما يلي :
أن بحثك مليء بالتناقضات××××××××××××××
وأنه ليس علماء وخطباء اهل السنة والجماعة من يضحكون على عوامهم
××××××××××××××
وصدق الله العظيم القائل في فرعون :
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (54) سورة الزخرف
اخي لا تكن مثل فرعون
إخواني اهل المنتدى لا تكونوا مثل قوم فرعون بل اعملوا عقولكم في هذه ×××××××××××التي تعيشون تحت ظلها !!
عجبا والله
لن يكون هذا ردي فقط على الموضوع
ولكنها مقدمة لحين الرد القريب !!
-----------------------------------------------------
أخي المشترك أتمنى أن تعرض وجهة نظرك من دون تجريح وبأسلوب الحوار العلمي ..
أن بحثك مليء بالتناقضات××××××××××××××
وأنه ليس علماء وخطباء اهل السنة والجماعة من يضحكون على عوامهم
××××××××××××××
وصدق الله العظيم القائل في فرعون :
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (54) سورة الزخرف
اخي لا تكن مثل فرعون
إخواني اهل المنتدى لا تكونوا مثل قوم فرعون بل اعملوا عقولكم في هذه ×××××××××××التي تعيشون تحت ظلها !!
عجبا والله
لن يكون هذا ردي فقط على الموضوع
ولكنها مقدمة لحين الرد القريب !!
-----------------------------------------------------
أخي المشترك أتمنى أن تعرض وجهة نظرك من دون تجريح وبأسلوب الحوار العلمي ..
السلام عليكم و رحمة الله
و الصلاة و السلام على سيد الانام و آله
عذرا اخوتي الكرام في المنتدى
ليس انتقاصا لكم و لكن هذا الاستاذ
نشر الخزامى قد استفزني برده
يا استاذ نشر
ليتك فقط تعمل بنصيحتك و تحكم عقلك شوية
هل بعد هذا البحث الدقيق و المجمل ما زلت تكابر
عجيب والله امرك. يا استاذ تأمل كل حجة اقوى من اختها
ام انه الكبر. احذرك ليس سوى الكبر ما اخرج ابليس من رحمة
الله و الى الابد
احمد الله الذي وفقك لترى و تقراء بام عينك
خرافات النواصب لعلك تهتدي, و كن صادق مع نفسك
قبل مع غيرك. الاخرة مشهي لعبة يا جنة يا نار
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 4
- اشترك في: الأربعاء مايو 03, 2006 10:20 pm
إخوتي الكرام أعضاء ومشرفين
المعذرة منكم إن بدر مني أي إساءة بحقكم , ما دمتم ملتزمين بإسلوب الحوار العلمي وتدعوا إليه
الأخت الشهيدة بن الشهيد:
بارك الله فيك على النصيحة الغالية , وكلنا إختي الكريمة بحاجة أن نعمل عقولنا ونتوقف قليلا قبل الحكم فالروية في الإمور صفة الحكماء
أما بالنسبة لما كتبه الاخ " احمد شريف طنطاوي " في هذا الموضوع فيحتاج إلى نظر طويل
وسأقوم بإذن الله تعالى بنقد الموضوع بالقريب العاجل
ودمتم بخير وعافية
المعذرة منكم إن بدر مني أي إساءة بحقكم , ما دمتم ملتزمين بإسلوب الحوار العلمي وتدعوا إليه
الأخت الشهيدة بن الشهيد:
بارك الله فيك على النصيحة الغالية , وكلنا إختي الكريمة بحاجة أن نعمل عقولنا ونتوقف قليلا قبل الحكم فالروية في الإمور صفة الحكماء
أما بالنسبة لما كتبه الاخ " احمد شريف طنطاوي " في هذا الموضوع فيحتاج إلى نظر طويل
وسأقوم بإذن الله تعالى بنقد الموضوع بالقريب العاجل
ودمتم بخير وعافية
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 199
- اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
- مكان: مصر
تعقيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الشهيدة
بارك الله فيك . أحييك على رجاحة عقلك و أدعو الله أن يديم عليك نعمته
الأخ الكريم نشر الخزامى
نحن جميعا فى هذا المنتدى غرضنا الحوار و التفاهم بأدب للوصول للحق . و ليس غرض الحوار أن ينتهى بأن يعطى طرف الطاعة للآخر . فنحن غالبا ما نناقش أمورا خلافية لكل طرف أدلته و منطقه . فما يستفاد به من تلك المناقشات هو تبادل الأفكار و أظهار أو أيضاح ما خفى عن الطرف الآخر ..
بالمناسبة يا أخى نشر ..
أنا مجرد مشترك فى هذا المنتدى و لست من المشرفين عليه أو القائمين عليه . فأنا لست حاكما متصرفا فى عقول المشتركين كما تتصور كحال فرعون فى قومه و لا حاجة . أنا أشترك ببعض الدراسات الفردية الشخصية الأجتهادية . فمن يأخذ بأفكاري فليأخذ . و من لا يقتنع لا بأس. و من يريد أن يناقش فيا أهلا به . و من لا يفهم أو لا يعقل فلا ضير
الأخوة الكرام ..
أنا طبعا أتفق مع دعوة الأخ نشر الخزامى و الأخت الشهيدة لأعمال عقولكم فيما يطرح عليكم ..
و كما ترون عمليا فهذا هو مبدأى و أسلوبى ..
فهنا مثلا طرحت عليكم كافة ما وقعت عليه من روايات تعظيم هذا اليوم سواء أقتداءا باليهود أو بالمشركين و نقدت لكم كلاهما فلا اليهود صاموه و لا المشركين ذكروه ..
و طرحت عليكم مؤيدا بمراجع الموضوعات أن ما روى عن بركات هذا اليوم عند السالفين ليست إلا موضوعات و بلاهات دسها الكذابون
و طرحت عليكم كافة ما وقعت عليه من روايات تعظيم هذا اليوم عند الشيعة الزيدية و الشيعة الإمامية سواء حث أو نهى
أرجوكم أعملوا عقولكم و لا تأخذوا إلا بما تعقلوه فقط
و أختم الآن بنفس ذات خاتمة الموضوع الأصلي :
الأخت الكريمة الشهيدة
بارك الله فيك . أحييك على رجاحة عقلك و أدعو الله أن يديم عليك نعمته
الأخ الكريم نشر الخزامى
نحن جميعا فى هذا المنتدى غرضنا الحوار و التفاهم بأدب للوصول للحق . و ليس غرض الحوار أن ينتهى بأن يعطى طرف الطاعة للآخر . فنحن غالبا ما نناقش أمورا خلافية لكل طرف أدلته و منطقه . فما يستفاد به من تلك المناقشات هو تبادل الأفكار و أظهار أو أيضاح ما خفى عن الطرف الآخر ..
بالمناسبة يا أخى نشر ..
أنا مجرد مشترك فى هذا المنتدى و لست من المشرفين عليه أو القائمين عليه . فأنا لست حاكما متصرفا فى عقول المشتركين كما تتصور كحال فرعون فى قومه و لا حاجة . أنا أشترك ببعض الدراسات الفردية الشخصية الأجتهادية . فمن يأخذ بأفكاري فليأخذ . و من لا يقتنع لا بأس. و من يريد أن يناقش فيا أهلا به . و من لا يفهم أو لا يعقل فلا ضير
الأخوة الكرام ..
أنا طبعا أتفق مع دعوة الأخ نشر الخزامى و الأخت الشهيدة لأعمال عقولكم فيما يطرح عليكم ..
و كما ترون عمليا فهذا هو مبدأى و أسلوبى ..
فهنا مثلا طرحت عليكم كافة ما وقعت عليه من روايات تعظيم هذا اليوم سواء أقتداءا باليهود أو بالمشركين و نقدت لكم كلاهما فلا اليهود صاموه و لا المشركين ذكروه ..
و طرحت عليكم مؤيدا بمراجع الموضوعات أن ما روى عن بركات هذا اليوم عند السالفين ليست إلا موضوعات و بلاهات دسها الكذابون
و طرحت عليكم كافة ما وقعت عليه من روايات تعظيم هذا اليوم عند الشيعة الزيدية و الشيعة الإمامية سواء حث أو نهى
أرجوكم أعملوا عقولكم و لا تأخذوا إلا بما تعقلوه فقط
و أختم الآن بنفس ذات خاتمة الموضوع الأصلي :
و أسألكم جميعا المشاركة بآراءكم عسى الله أن يجمعنا جميعا على الهدى
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
نشر الخزامي
مع الاسف بداية غير موفقة أخي
ودعني هنا اقولها بالمفم المليان ...
أخي نشر
إن كان احمد شريف طنطاوي مثل فرعون وحاشاه أن يقاس بمثله رفع الله قدره وزاد في الرجال من امثاله آمين .
ونحن مثل اتباع فرعون اعزنا الله وقد فعل حين جعلنا من اتباع محمد وآله
وفي المقابل أنت ومن على شاكلتك أو من على مذهبك مثل نبي الله موسى فهذا يا اخي نشر ربنا قد نادى نبيئه موسى قائلا له في سورة طه : ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[44]
فحري بك أخي أن تتخلق بخلق الله الذي حاور ملائكته بل وحاور ابليس نفسه
حري بك أن تتخلق بخلق الانبياء هداك الله للحق ورفع قدرك
أخي
قبل أن توزع التهم يمينا وشمالا تمهل وتأمل ولا تدع حماسك الملحوظ وتعصبك لفكرة بعينها هي من يقود عقلك وتأخذ بتلابيب فكرك بارك الله فيك أخي ونورالله قلبك
أما عن الموضو ع فأنا هنا مثل غيري ننتظر بلهفة ما ستكتب حول هذا الموضوع فمنك إن شاء الله نستفيد ..!
وهنا اقول :
الشكر موصول للادارة على حذف ما تم حذفه فقد زهدني في المشاركة هنا كوني اطلعت عليه بالامس قبل حذفه ثم الشكر موصول للاخ احمد شريف على سعة صدره التى شجعتني على الكتابة في هذا الموضوع مجددا ...
فدم لنا يا احمد اخا ومعلما ورفيق درب
. .!
السلام عليكم
مع الاسف بداية غير موفقة أخي
ودعني هنا اقولها بالمفم المليان ...
أخي نشر
إن كان احمد شريف طنطاوي مثل فرعون وحاشاه أن يقاس بمثله رفع الله قدره وزاد في الرجال من امثاله آمين .
ونحن مثل اتباع فرعون اعزنا الله وقد فعل حين جعلنا من اتباع محمد وآله
وفي المقابل أنت ومن على شاكلتك أو من على مذهبك مثل نبي الله موسى فهذا يا اخي نشر ربنا قد نادى نبيئه موسى قائلا له في سورة طه : ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[44]
فحري بك أخي أن تتخلق بخلق الله الذي حاور ملائكته بل وحاور ابليس نفسه
حري بك أن تتخلق بخلق الانبياء هداك الله للحق ورفع قدرك
أخي
قبل أن توزع التهم يمينا وشمالا تمهل وتأمل ولا تدع حماسك الملحوظ وتعصبك لفكرة بعينها هي من يقود عقلك وتأخذ بتلابيب فكرك بارك الله فيك أخي ونورالله قلبك
أما عن الموضو ع فأنا هنا مثل غيري ننتظر بلهفة ما ستكتب حول هذا الموضوع فمنك إن شاء الله نستفيد ..!
وهنا اقول :
الشكر موصول للادارة على حذف ما تم حذفه فقد زهدني في المشاركة هنا كوني اطلعت عليه بالامس قبل حذفه ثم الشكر موصول للاخ احمد شريف على سعة صدره التى شجعتني على الكتابة في هذا الموضوع مجددا ...
فدم لنا يا احمد اخا ومعلما ورفيق درب

السلام عليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
