الأفغان العرب واللحية الحمراء

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

الأفغان العرب واللحية الحمراء

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأفغان العرب واللحية الحمراء

كان خطيب مسجدنا من الأفغان العرب .. كان يحرض الشباب على الذهاب للجهاد بأفغانستان في سبيل الله .. لقد بذل حماسه وغاية جهده لتجنيد الشباب ليحرروا الأرض الإسلامية حينما كان يحتلها الاتحاد السوفيتي .. وقد صدقه الكثير منهم في مدينتنا واعتبروه من كبار الدعاة ومن خيرة المجاهدين سيما وهو يصلي صلاة ويخشع خشوعا حتى لأني أحتقر صلاتي إلى صلاته وكذلك يفعل جل أهل مدينتي ..

تلك المدينة التي كان سكانها يستغربون جدا : لماذا يصر أولئك الشباب الأفغان على السيطرة على المنابر الدينية فيها فلا يتركون منبرا ؟! لماذا ظهرت في عهدهم الفتن للسيطرة على المساجد والمنابر وكأنما هي ثكنات عسكرية ؟! ولماذا يعملون ليل نهار من أجل التشنيع بكل من لا ينتمي إلى تنظيمهم وعزله عن المجتمع بحجج مختلفة ؟! مرة لأنه صوفي ومرة لأنه قبوري ومرة لأنه رافضي ومرة لأنه شيعي ؟!

ويتساءلون أيضا بشأن بعض التفاصيل مثل : لماذا يصرون دائما على فتح المكروفونات أثناء صلاة التراويح في رمضان - رغم انها مجرد نافلة وأداؤها جماعة بدعة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لماذا يدعون النساء لأداء تلك الصلاة النافلة البدعة رغم أن صلاة المرأة في بيتها أفضل ؟! لماذا أصبح الكثير من العوام متحمسين لحضور صلاة التروايح - الجماعة البدعة - أكثر من حماسهم لحضور الفروض المكتوبة ؟!

ولماذا كانت الدولة تتساهل معهم بشأن الدعم المادي الخارجي الهائل الذي كان يصل إليهم ؟! ولماذا كانت تسكت عنهم أجهزة الأمن وتراقب وصولهم لأغلب المنابر وتضمن سيطرتهم عليها رغم انها تعلم أن المنابر الدينية هي من أهم المفاتيح للسيطرة على المجتمع وتوجيهه فكريا وسياسيا ؟!

وفي خضم مزيد من التساؤلات استمرت حملة التجييش والتحريض وجمع التبرعات وإلقاء الخطب الحماسية عن أفغانستان وفضيلة الجهاد فيها كان الجميع يتساءل : أين كان موقع فلسطين من تلك الحملات الجهادية ؟! أليست أرضا إسلامية مغتصبة أيضا ؟! ألم تكن الجريمة فيها أبشع حينما هجروا أكثر من 5 ملايين فلسطيني عن أرضهم ليستعمرها دونهم أناس من أوربا وأفريقيا ؟! أليست فلسطين العربية أقرب للعرب وألصق بشرفهم وعرضهم من أفغانستان ؟! أليس المسجد الأقصى المبارك في فلسطين ؟! كيف يمكننا أن نفسر ما حدث ؟! ما الذي جعل أفغانستان أولى بالجهاد من فلسطين ؟!

ورغم أن خطيب مسجدنا كان من الأفغان العرب ، وله علاقة عاطفية وطيدة بأفغانستان منذ الثمانينات حين دفع بالكثير من الشباب للقتال فيها - في سبيل الله - فلم يعد الكثير منهم وفازوا بسكنى القصور ومعانقة الحور - كما كان يقول - رغم كل ذلك ، إلا أن خطيبنا البليغ الفصيح لم يذكر أفغانستان مؤخرا فغابت عن خطاباته المصقعة منذ الاحتلال الأمريكي لها عام 2001 ..

عجبا .. هل ينسي الإنسان حبه الأول ؟!
لقد غابت أفغانستان اليوم عن خطاباته فلم يعد يمر على مأساتها إلا مرور الكرام مثلما غابت فلسطين من قبل ومن بعد .. وكما غاب العراق طوال سنين الاحتلال الأمريكي اللهم إلا إن كان ذكره لغرض التحريض ضد المجوس والتحذير من خطرهم ومؤامراتهم على الإسلام!

ولكن يبدو أن حماس خطيبنا الجهادي لم ينضب .. وهو يتحين الفرصة ليعبر عن نفسه بقوة وزخم وجلاء - لنصرة دين الله - فها هو اليوم يحرض الناس للجهاد مرة أخرى .. ولكن ليس في أفغانستان ولا في فلسطين .. إنما في سوريا ..

لقد أصبح ثوريا في سوريا رغم أنه لم يكن كذلك في الثورات التي سبقتها .. فلم يتحرك حماسه لثورة تونس ضد بن علي الذي كان يمنع لبس الحجاب ويفرض الدخول إلى المساجد بالبطاقة .. ولم يتحرك حماسه لثورة مصر ضد مبارك الذي بنى الجدار العازل على حدود غزة وحاول خنق شعبها وإسقاط مقاومتها (لعله قد تأثر بتلك الفتاوى الصريحة التي صدرت من نجد أيام الثورة على مبارك بتجريم الخروج على ولي الأمر ووجوب رعاية نعمة الأمن ووصف فيها المتظاهرون بأنهم مخربون)

ولكنه فجأة وبعد صمت طويل .. استعاد حماسه الجهادي ووجد حميته الايمانية اليوم في ثورة سوريا التي بالمقارنة مع 18 يوما عاشتها ثورة مصر .. طالت هذه الثورة لأكثر من عام ضاع الأمن فيها وانتشرت المواجهات المسلحة والتفجيرات الانتحارية والفتنة المذهبية بل وأعلنت إسرائيل حماسها لها منذ البداية ..

وهو إذ يحرص على أن تكون لحيته دائما حمراء - لمخالفة اليهود - حسب ما جاء في السنة ، إلا أنه لم يحرص على مخالفة إسرائيل اليوم بحماسها المفاجئ لثورة سوريا .. وقلقها سابقا من ثورة مصر !!

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“