خطبة الإمام السجاد (ع) في مجلس يزيد لعنه الله ((( بالصوت )))

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد .....

الموسوي كتب :
فإذا كان الأمر كما ذكر - و هو كما ذكر- يعني أن الإمام علي بن الحسين لو كان يدعي الإمامة لما فرط يزيد اللعين في سفك دمه,
فلماذا هذا التعنت الطويل و التكلف العظيم في الجدل؟!

أن الإمامية يعتقدون نفس المعنىحرفا بحرف:
من أن الإمام لو كان يعلن إمامته لما فرط يزيد اللعين في سفك دمه
و لو كان يعلن إمامة أولاده لما فرط في سفك دماء كل أهل بيته.
الموسوي كتب :
ثم هل كان يتردد يزيد في قتله و قتل أولاده و بقية العترة الطاهرة بعد أم يسمع من الإمام بأنه إمام و ولده الباقر إمام و أحفاده أئمة؟؟؟!
سيدي الموسوي .... بكل هُدوءٍ .... وبرودة أعصاب ... وأريحيّة في الوَضع ... تأمّل كلامَك المُقتبَس ... ثمّ تأمّل كلامي وتعقيبي عليه .

أولاً : سيدي الكريم التعنّت هُنا هُو التعنّت في الاعتذار بما اعتذرتُم به ، لأنّكم تعذّرتم بإخفاء السجّاد لإمامَة نفسه وبنيه الثمانية بسبب الخوفِ من القَتل !! ، وأنتَ بهذا وقعتَ في مَحظورٍ أعظَم وأدهى وهُوَ : إيمانُكَ بأنّ يزيد يستطيع أن : يَسفِكَ دِماءَ السجّاد وأبناءه الثمانيه لَو أعلنَ ذلكَ السجّاد على المِنبَر .

تفصيل :

* لَم يَكُن قَد وُلِدَ للسجّاد في تلك الآونة – حال صعوده المنبر – إلاّ ابنه الباقر (ع) ، والباقر (ع) لَم يَكن عندَ صعود جدّه السجّاد المنبَر قَد وُلِدَ له ابنه جعفر الصادق (ع) ، فتجويزك سيدي الكريم لقتل يزيد للسجّاد وابنه الباقر ، عندَ إظهارِ إمامتهِم ، يعني تجويزُك لعدم وجودِ إمامٍ اسمهُ الصادق (ع) !! ، إذ لَو قُتِلَ الباقر معَ والده بسبب إشهار السجّاد للإمامة وأفضلية الإثني عشر بأسمائهم على الأمّة من ضمن النفرَ الذين أشارَ إليهم في خطبته ، لَما كانَ له – للباقر - عقِب ، خصوصاً إذا عَرفتَ أنّ الصادق (ع) ما وُلِدَ إلاّ عامَ 80 للهجرة أي بعدَ حادثة صعودِ جدّه السجاد منبر يزيد بـ 19 عاماً تقريباً !! ، وفي هذا التجويز للقتل عند إشهارِ الإمامة يعني ردُّ أمرِ الله الذي قد قضاه في علمه الأزلي الذي لا يتغيّر ولا يجوزُ في البدَا على مقتضى عقيدة مُتأخري الجعفرية أن يتغير ، إذ أنَّ الرّسولَ قَد أخبر أصحابهُ بإمامة الإثني عشر علي والحسنين وتسعة من ولد الحسين ، ثمّ قامَ هؤلاء الأصحاب الذين بلغوا ستةً وعشرين صحابياً وحدّثوا بإمامَة هؤلاء الإثني عَشر ، ثمَّ يجهلُ سواد سواد سواد المُسلمين القريبي العهد بالصحابة بل المُعاصرين لبعضهِم بهذا الخَبَر ، ثمّ يأتي يَزيدٌ بن معاوية ليفقأ ويُكُذّبَ جميع هؤلاء المُحدّثين من الصحابة وعلى رأسيهِم مُعلّمهم ومُحدِّثُهُم رسول الله (ص) ، بأن يبتُرَ سلسلة الإثني عَشَر إماماً ويحصُرها في خمسة أئمة فقط علي والحسنين والسجاد والباقر !!! .

* موضوع إخفاء أئمة الجعفرية إمامَة أنقسهُم ، او الوصاية إلى أبنائهم من بعدَهم ، بسبب الخوف من القَتل ، موضوعٌ قد قُتِلَ بَحثاً في بحث حجج العقول في الدعوة والتبليغ فراجعه ، وما ولا أعجبُ منه إلاّ التعذّر للإمام المهدي المنتظر الغائب بالخوفِ من القتل وبقرِ البطن !! .

وهُنا نسألُ الموسوي ، والجعفرية بعموم : لَو ظهرَ المهدي محمد بن الحسن العسكري الغائب ، خلالَ سياحته وتجواله في البلدان ، لو ظهرَ لشخصٍ من الأشخاص ( كَما قَد ذكرَ الجعفرية رؤيةَ بعض الاشخاص له ) ، ثمّ همَّ هذا الشخصُ بقتلِه ، هَل كانَ سيستطيعُ قتلَه ؟؟!!!

ربط بأصل الموضوع :

إذا عَرفَت بطلان هذا التعللّ وهُو خوف القتل ، لَو أشهرَ إمامته وإمامة أبنائه الإمامة النّصيّة ، عَرفَت حينها أنَّ الاحتجاج ما زالَ قائماً ، بأن لماذا لَم يُظهر السجّاد إمامته على منبر يزيد ، مع انتفاء التقيّة ، وكذلك ذكر أبنائه الثمانيه من ضمن من فضّل الله به أهل البيت على الأمة .

--------------


مُداخلات لفتت انتباهي ، وشتّتَتْ الموضوع تردجياً ، وقدَ يُفسّرها غيرنا بمحاولَة إذابَة الحجّة القائمَة على أصلِ الموضوع ، وتشتيتها بالاستكثار من المواضيع الجانبيه ، ولكنّا نُحسنُ الظنّ إن شاء الله ، ونُبحرُ معها حيثُ أبحرَت ، فإن شرّقَت شرَّقنا وإن غرَّبَت غرّبنا ، وسُقناها بعصا الدليل ، وقارعناها بحجج العقول والنقول ، حتّى تُنيخَ على الدّليل :

(1)

السيد الموسوي كَتَب :
فهل تعرفون عاقلا على وجه الأرض يرى أن الإمام كان يجب عليه أن يعلن إمامته و إمامة ولده الباقر في مجلس هذا الملعون القسي الذي قتل سيد شباب أهل الجنة و أهل بيته بمجرد رفضه للبيعة معه؟!
اعتراض :

هَل يعتقد السيد الموسوي أنّ الإمام الحسين رفضَ بيعة يزيد بن معاوية ؟

ثمَّ ما رأيُكَ في كلام الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري والذي رواه الطبرسي في الاحتجاج ، مُتكلّما عن علّة وسبب الغيبَة ، إذ قال المهدي الغائب ما نصهّ : (( إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي )) .

فالمهدي الغائب يؤكد بيعَات الأحد عشر من آبائه بدءاً بعلي بن أبي طالب (ع) وانتهاء بأبيه الحسن العسكري لطُغاةِ أزمانهِم ، وبما فيهم الحسين بن علي مع يزيد بن معاوية ، وأنتَ تُشيرُ إلى رفض الحسين لبيعة طاغية زمانه يزيد !!

ملاحظة / ما احتجنا هُنا للإشارَة ، إلاّ عندما وَجدنا السيد الموسوي ، ينسبُ بعض الأعضاء الزيدية إلى الجهلِ بما في كُتب أئمتهم . واللبيب بالإشارَة يفهَم .

(2)

الموسوي كتب :
كما قد أشرت في ما مضى بأن مثل هذا التوهم و الشبهة يأتي أيضا في خصوص علي عليه السلام فلماذا لم يصرح عليه السلام بإمامته و في كل تلك المجالات؟!
و لماذا لم يعلن الإمام الحسين بإمامته منذ وفاة أخيه الحسن إلى أواخر حياته؟!
و لماذا؟
و لماذا؟؟؟
و الأجوبة واضحة لجميع هذه الأسئلة
و قد أشرنا إلى بعض منها
و لكن يحتاج فهمها إلى عدم التعصب و رؤية جميع القضايا المشابهة بعين واحدة.

ثم إن الإمامية يعتقدون بعصمة أئمتهم فهم يرون الإمام علي بن الحسين معصوما..
فلا مجال أصلا لما توهم الأخ إذا يخاطب الإمامية!
و بعبارة أخرى إذا كان علي بن الحسين معصوما فلا يمكنك أن تنسب إليه أنه أخطأ في عدم إعلان إمامته بل يرى الإمامية أن إمامهم إمام و إن سكت عن الإعلان بإمامته لمصلحة كان يراه و لو لم نفهمه نحن بعقولنا الناقصة و بعد ما مضى زمان طويل.
ناشدتُكَ الله هل قرأتَ ما دارَ بيني وبين الدكتور عبدالملك العولقي رعاه الله ، في موضوع الدّعوة والتبليغ ، فما وجدتُكَ هُنا إلاّ تُعيدُ ما قَد ناقشناه بما يكفي ويشفي .

http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=549&start=0

(3)

الموسوي كتب
و رجوعا لكلام الهادي يحيى بن الحسين...
أولا أود ان أقول: ليس هذا النص الوحيد في اعتراف الزيدية بإمامة علي بن الحسين...
قُلنا أن قَد سلّمنا – فَرضاً - بما فهمتموه من كلام الهادي (ع) ، من أن فيه إثباتٌ لإمامَة السجّاد (ع) .

فلَم نختلف في نقاشنا هذا كُلّه حولَه . حتى تُظهرَهُ بصورةِ الاستظهاَر ، وغزارَة الحجّة .

الموسوي كتب :
لماذا لم يقل ‎أولهم الحسن بن الحسن؟! مع أن بعض الزيدية -في ما بعد- اعتبروا الحسن المثنى رضوان الله عليه إماما دون علي بن الحسين!
و لماذا لم يقل أولهم زيد بن علي؟!
مع أن كثيرا من الزيدية -في ما بعد- اعتقدوا بأن زيد الشهيد هو أول إمام بعد الحسين و لا يقولون بإمامة إمام في ما بين الحسين و زيد؟!
سيدي الموسوي .... كُلّ هذا سنُفرد فيه مبحثاً خاصّا ، ضمنَ الكلام على إمامَة السجّاد ، لأنه مُرتبطٌ به .
وأمّا موضوع الفترات فيما بين الأئمة فقد شَرعنا في الكلام فيها ، في بحثٍ سيُعرضُ قريباً – قيد المراجعة حاليا - في الكلام على المهدوية بين الزيدية والجعفرية والكلام على الغيبة وتفنيد ما يحتج به الجعفرية عليها ، بالعقل والنقل ، الأمر الذي جعلنا نتكلّم عن قوله (ص) : (( مَن مات ولَم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )) ، وفيه دخلنا في الكلام على الفترات بين دعوات الأئمة (ع) ، وأعدك سيدي الكريم أن أُنبّهُك تنبيهاً خاصّا عندما يُطرح هذا البَحث . وما يتعلّق بإمامَ’ السجّاد (ع) سنشرعُ فيه قريبا ( أقلّ ما يكون فيه هو اجتهادي الشخصي في المسألة ، والعَملُ بقاعدتنا في نبذ التقليد ) .

ولكنّه يكفينا هُنا تماشياً مع انسيبايّة الكلام والأخذ بظاهر كلام الإمام الهادي (ع) ، هُو التسليم الفرضي بإمامَة السجّاد (ع) ، كما ذكرنا هذا في أوّل كلامنا .

(4)

الموسوي كتب
و أما بعد:
أن كلامه صريح في أن علي بن الحسين أول الأئمة بعد الحسين و هذا بالوصية من الله عز و جل على لسان نبيه.
الموسوي كتب
و أما أنا فأرى في كلام الهادي أنه كان يعتقد بوجود الوصية من الله على إمامة علي بن الحسين إمامة إلهية من الله عز و جل و على لسان نبيه.
و هذا صريح كلامه.

ثم أن الهادي كان يعتقد بإمامة أئمة في ما بين علي بن الحسين عليه السلام و بين المهدي عجل الله ظهوره، إمامة إلاهية بالنص و الوصية من الله و على لسان نبيه أيضا.
و هذا صريح كلامه أيضا.

و معلوم أنه لم يدع أحد من أهل البيت و لا من غيرهم هذا المقام -أي الإمامة بالوصية و من الله على لسان نبيه صلى الله عليه و آله- إلا الأئمة الاثناعشرية
و يؤيدهم الهادي في هذه النظرية.
و هذا صريح كلامه.
سيدي الموسوي ... ما هكذا تورد الإبل يا صاحبي !!!

أركَ تحكمُ على الإمام الهادي (ع) ، من خلالٍ نُصيصٍٍ لا يُقدّر بعُشر عُشرِ العُشر من نصوصه الكتابيّة في العقيدة عموماً وفي الإمامة خصوصاً !! ، ومعَ ذلكَ فإن هذا النُصيص لا يُفيدُ جميع ما رتّبتّهُ ونمَّقتَ فيه القول ، حتّى كِدتَ تصفّ كلامَ الهادي (ع) في مصافّ الجعفرية !! ، فإنّك تُركّز على عبارة الوصيّة في نُصيصِ الهادي (ع) ، ولا تُركّز على ضمّه بني الحَسن في الوصيّة !!! ، عندما قال: (( وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين )) ، فإن كانَ كما تقولُ وتَرى !! به ، من أنّ الوصيّة في نصّ الهادي كانت إلهيّة نصيّة إسميّة جعفريّة ، فإنّ بني الحسن داخلونَ فيها ، وما شَمِلَ بني عمّهم نسل الحسين سيشملهُم ، مثلاً بمثل ، لأنَّ الوصيّة قَد احتوتهُم ، وليسَ لكَ أن تقول أنَّ بني الحسن َ داخلون في الإمامَة العامّة دونَ الخاصّة ، لأنّا نُحاكمُكَ إلى النّص الذي فَهِمتَهُ بهذا الفَهم ، الذي ما كُنتُ أظُنّ أحداً سينسبُ صاحبهُ ( الهادي ) إلى الذّهابِ إليه ، وكيفَ لا أتعجّب والموسوي مُطّلعٌ على كُتب الهادي ومؤلفاته !! ، إذ لو كانَ ذلكَ كذلك - كما فَهِمَ الموسوي من خروج بني الحسن- ما أدخلهُم الهادي ضمنَ مَن أوصى الله والرسول بهذا الأمر لهُم ، تأمّل بُورِكَ فيك ، وكذلكَ سادات بني الحسين من غير الإثني عشر حالهُم حالُ بني الحسن ، فإذا بانَ لكَ سوء وفساد وضعفُ هذا الرأي الذي رأيتَ به أخي الكريم أنّ الهادي (ع) كانَ يقصدُ بكلامه السابق الإمامة الربّانيّة النّصيّة ( بعيارته الوصيّة ) ، عَرفتَ أن قولَك (( أنّ الهادي يُؤيّد أمة الجعفرية في هذه النظريّة )) باطلُ مَردود .

حقّا لَقَد أذهلني رأيُكَ هذا سيدي الموسوي ، وأقلقَ هُدوئي ، واعذُرني في قول : أنَّ الإنصاف في ورطَة !!!

كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو القائل :

(( ثم يجب عليه أن يعلم أن الإمامة لا تجوز إلا في ولد الحسن والحسين؛ بتفضيل الله لهما، وجعله ذلك فيهما، وفي ذريتهما، .... ثم قال سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾، فورثة الكتاب: محمد، وعلي، والحسن، والحسين، ومن أولدوه من الأخيار )) .

كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو القائل ، أنَّ ذرية الحسنين المتحلين بشروط الإمامة والزعامة ، هُم الأئمة لجميع المُسلمين الواجبُ عليهم طاعتهم ، والله المستعان .

(( وأن الإمام من بعد الحسن والحسين من ذريتهما من سار بسيرتهما، وكان مثلهما، واحتذى بحذوهما، فكان ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله سبحانه مجاهداً، .... ، فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين، ومثل ابنه يحيى المحتذي بفعله، ومثل محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ... و .... و ..... فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو إمام لجميع المسلمين، لا يسعهم عصيانه، ولا يحل لهم خذلانه، بل يجب عليهم موالاته وطاعته، ويعذب الله من خذله، ويثيب من نصره، ويتولى من يتولاه، ويعادي من عاداه. )) .

كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو راوي خبرَ حثّ الباقر للنّاس على مُبايعَة زيد بن علي (ع) ، وهَل تكونُ البيعَة إلاَّ للإمامَ ، فهلَ من كانَ هذا كلامه كان يَرمي إلى ما فهمتموهُ مِن نصّه السابق ، من الوصيّة الإلهية الإسميّة على زين العابدين ومن بعده !! .

((وفيه عنه محمد بن علي بن الحسين باقر العلم، أن قوماً وفدوا إليه فقالوا: يا ابن رسول الله، إن أخاك زيداً فينا، وهو يسألنا البيعة، أفنبايعه ؟ فقال لهم محمد: بايعوه، فإنه اليوم أفضلنا. ))

كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو راوي خبَر نفي الصّادق إمامَة نفسهِ على إمامَة عمّه زيد بن علي (ع) ، فلوَ كانَ كما ذهبَ رأيك سيدي الكريم ، من فهم نص الهادي بالحصر على أئمة جعفرية فيما بين علي بن الحسن والمهدي ، فكيفَ تُقابلُ هذا الخبرُ مع فَهمِك الثاقب!! ، وخصوصاً أنّ جعفراً سيكونُ أحدُ هؤلاء ، والله المُستعان .

((وعن جعفر أيضاً لما أراد يحيى بن زيد اللحوق إلى أبيه، قال له ابن عمه جعفر: أقرئه عني السلام، وقل له: فإني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك، ولا يرينا فيك مكروهاً، وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك. ))

كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، أنّ الهادي هُو الذامّ للوصيّة بمعناها الجعفري الصِرف من الإمام السابق إلى الإمام اللاحق ، فكيف تدّعي سيدي الكريم أنّه كانَ يقصدُ بوصيّته في نصه المُقتبس ، بأنّها كانَت الوصيّة الإسمية الإلهية الرّبانيّة ، عن الله وعلى لسان رسول الله (ص) ، ثمّ انظُر الهادي يصفُ أصحاب الوصيّة بالضلال والإضلال والله المُستعان ، فلَو كانَ قاصداً إياها كما ذهبَ إليه السيّد الكريم ، فكيفَ سيُتَعَامَلُ مع هذا التصريح المُناقض لفهمِكم و الغير قابلِ للتأويل ، والله المُستعان ، فإذا عَرفتَ هذه عَرفتَ أنَّ معنى الوصية في النّص المُقتبس إنّما تثبتُ لمن استوفى شروط الدّعوة ، وقامَ بأعبائها ، من الأخيار من أبناء الحسن والحسين ، لا مَن كان اسمه عليّا من ذرية الحسين!! ، ومحمداً من ذرية الحسين، وجعفراً من ذرية الحسين ، و .... إلخ ، والله المُستعان . ثم تأمّل الهادي (ع) وهُو ينسبُ القولَ بالوصيّة إلى الأخيار من ذريّة الحسين (ع) إلى الأباطيل وقول الزور مُقارنةً بفعل الحشوية ، أعذانا الله من الزور وقول الزور . فلَو كانَت الوصيّة في نص الهادي المُقتبس بمعنى الوصيّة عند الجعفرية ، والذي ينسبونه إلى أئمتهم الأخيار ، فهلَ كان يصحّ للهادي أن يَنسبها إلى الزورِ والباطل ، وهُوَ المُصرّح بها فيما فَهِمَه عنه السيد الكريم ، وإذا عرفتَ هذا ، عرَفتَ أن للقوم أفانيناً في صرفِ الكَلِمِ عَن مواضعهِ ، بل واستعداداً أن يَبنوا عليه المقدمات والديباجات ، وما فعل السيد الموسوي من جعلِ مقصد الهادي (ع) مقصداً جعفريَّاً في المبدأ في الإمامَة إلى أنموذجاً مُصغّراً ، ثمّ استنتجَ وعلّق وتأوّل حتّى جعل المُستحيلَ معقولاً ، وهُوَ ليسَ بمعقول في هذا المِثال، لأنّه لا يُجيدُ تحوير وتحويل المستحيلات إلى معقولات إلاَّ حُذّاق الإمامية وجهابذتهم ، والله المُستعان ، تأمّل كلام الهادي وتأمل انتقاصه للوصيّة ، فيما بينَ الأئمة . وطبّقها على نصّه السابق.

((وإنما فرَّق بين زيد وجعفر قوم كانوا بايعوا زيد بن علي، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيداً ويعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافة من هذا السلطان، ثم لم يدروا بم يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليموهوا به على الناس، فضلوا وأضلوا كثيراً، وضلوا عن سواء السبيل، اتبعوا أهواء أنفسهم، وآثروا الدنيا على الآخرة، وتبعهم على قولهم من أحب البقاء وكره الجهاد في سبيل الله. ثم جاء قوم من بعد أولئك فوجدوا كلاماً مرسوماً في كتب ودفاتر، فأخذوا بذلك على غير تمييز ولا برهان، بل كابروا عقولهم، ونسبوا فعلهم هذا إلى الأخيار منهم من ولد رسول الله عليه وعليهم السلام، كما نسبت الحشوية ما روت من أباطيلها وزور أقاويلها إلى رسول الله (ص) )) اهـ كلامه (ع) .

هذه قطرة من مطرة ، من كلام الهادي (ع) الدّال على عقيدته في النّص السّابق ، ثمّ افرِض أيّها الباحث أنّك وجدتَ من كلام الهادي الخاصّ فيه ( والذي ليس بأثر عن سلفه ولا خبر عن الرسول (ص) ، ولا هُو بمُجمَعٍ عليه من أهل البيت) ، وجدتَ من كلامه الخاصّ فيه ، والصّادر عنه ، ما قَد يُشير إلى ما يُقاربُ عقيدة الجعفرية بوجهٍ أو بآخَر، هل ستجعلُ هذا دليلاً كافياً في اعتقاد أن الإمام الهادي (ع) يقصد ما قصَدَته الجعفرية ، مثلاً بمثل !! ، وتتركُ جميعَ نصوصه الأخرى المُخالفَة لما وجَدتَه ، فإن فعلتَ هذا ، فمَا أنتَ بالباحث ولا تستحقّ أن تُدرجَ في مصافّ مصافّهِم ، وما البحث إلا التمحيص للأقوال والأفعال ، والله المستعان ، ولَو لَم يكف الإنصاف هُنا في معرفة أنَّ الهادي كانَ يَرى بإمامَة الأخيار من بني الحسن والحسين الذي تشملهم الوصية من الرسول (ص) ، دونَ الوصيّة بمغهوم الجعفرية في الأئمة الإثني عشر، إلاَّ أنّه لَم يَكُن يُؤمنُ بمهدويّة ابن الحسن العسكري البتّة ( إمام زمانهِ على مُقتضى الجعفرية ) ، فلَو كانَ المهديّ في النصّ المُقتبَسُ عنه هُو مهديّ الجعفرية لَوجدنا الهادي به مؤمن ، وممّا ينقُض ما فُهِم من النص السابق ، بعَد أن ذَكرنا أقوالَه هي أفعاله (ع) ، وأنّه (ع) كانَ يُندّد بإمامَة نفسه وإليها يَدعوا في بلاد اليمن والحجاز ، ولهُ يخطبُ في بيت الله الحرام . كلّ هذه الاستشكالات يجب أن تُعيق ما يُحاولُ الإمامية تفسير قول الهادي السابق به ، إذ لو كانَ قصدهُ ومغزاهُ ، هُو قصدهُم ومغزاهُم ، ما وجدنَا أمثلَ ما كَتبنا سابقاً ، والله المُستعان ، ثمَّ إنَّ أهل البيت (ع) من غير الهادي قَد أجمعوا على جواز الإمامة الخاصّة في بني الحسن والحسين الدّاعون إلى سبيل الله الآمرون بالمعروف والنّاهونَ عن المُنكَر ، فمَا مِن سبيلُ إلى الحجّة على عموم الزيديّة إلا بِفلِّ وفَكِّ الإجماع ، وما إلى فكّه واختراقِه مجالٌ البتّة ، وإلاّ ما جازَ وصفهُ بالعصمة ، وأصحابه بالثقل الأصغر.

-----

(5)

الموسوي كتب :
و إنما الخلاف -لو صح التعبير- كان في إمامة أشخاص آخرين من أهل البيت و بمعنى آخر للإمامة ألا و هي الإمامة السياسية و الإمامة في الجهاد لا الإمامة الإلهية و التي لا تكون إلا من الله و على لسان نبيه كما جاء في كلام الهادي.

فإن جماعة من الشيعة كانوا يرون أن الظروف مناسبة للقيام و الثورة و اجتمعوا حول شخصيات من الشيعة و أهل البيت كان هذا رأيهم.
و نعرفهم باسم الزيدية
.

و آخرون من الشيعة و من أهل البيت كانوا لا يرون ذلك و كانت الظروف برأيهم غير مناسبة و كانوا يترقبون ظروف أفضل و شرايط مناسبة أكثر.
و هؤلاء هم المعروفون بالإمامية...

و لم يمنع هذا الرأي الإمامية عموما من المشاركة و النصحية و طلب و تمني النصرة, للقائمين الثوار.
كما أن الثوار أيضا لم يخرجوا عموما عن دائرة الاحترام و العقيدة بهؤلاء الأئمة و شيعتهم.

فكل ما جرى بينهم كان خلافا تاكتيكيا و لم يكن خلافا إستراتيجيا.

خلاصة كلامك ... سيدي الكريم ... هُو الوصول إلى أنَّ أئمة الزيدية هُم دُعاةٌ إلى أئمة الجعفرية ، وخروجهم إنّما كانَ أمراً للمعروف ونهياً عن المُنكر لا للإمامَة الخاصّة ، واعلَم أنّه ما قالَ بهذا القول – التعميم - من الجعفريّة فيما أعلمُ وما قرأتُ عنهم إلى اثنين لا ثالث لهُما ، السيد المدرسي وهُوَ يُلمح ، والأخ الموسوي المحاوِر لَنا الآن !!!! وهُوَ يُصرّح، فمَا خبرنا عن الإمامية ادّعاء هذا الوصف إلاّ في زيد بن علي وفقط ، والآن أصبح جميعهُم ينطبق عليهم هذا الوصف ، ولعلّ السيد الموسوي سيقولُ أنّ الهادي إلى الحق وجدّه القاسم الرسي (ع) ممّن كانوا يدعون إلى أئمتهم المعصومين ، والله المستعان ، وما هي إلا كَذَا التدرّج تِلَو التدرّج ، وهُنا يتحقّق قولُنا ويتأكّد عن غيرِ رَميٍ بالغيب أنّ الجعفرية يخلعون أثواباً ويلبسونَ أثواباً ، ويتنازلونَ عن مَبادئ ويخُلقونَ أدلّةً عليها ، يخلقُونها مِنَ العَدم !! إذ لَم تكُن هذه الأدلّة شيئاً يُذكَر ، فأصبحَت بتمويهات الجعفرية شيئاً يُذكَر ، والله المُستعان ، ولا أدلّ عليه إلاّ تصريحُ الموسوي السّابق .

نعم ! ما رأيُكَ سيدي الموسوي في طلبَ الدّاعي النفس الزكيّة ، المؤمن باستراتجية!! الإمامَة الجعفرية كعقيدةٍ له ، ما رأيُكَ في طَلبهِ البيعَة من إمامه الشرعي جعفر الصادق ، هل يصحُّ منهُ هذا الفِعل ؟ الدّاعي يطلُب البيعة ممّن بعثُهُ وحثّهُ على القتال والجهادِ باسمهِ ؟!!!! وكذلك الحالُ مع الحسين الفخي الدّاعي ، وطلبهُ من ابن عمه وإمامه الرّباني موسى الكاظم أن يُبايعَه ؟!! وكذلكَ النفس التقيّة يحيى بن عبدالله المحض مع الكاظم ... إلخ . يا لله ويا للعقول .

نعم ! ولَن أقولَ ما رأيُكَ سيدي الموسوي العلاقات السيئة التي تصف الجعفريّة بها سادات أهل البيت مع أبناء عمومتهم ، ومَدى مُجانستها لما استنتجهُ خيالكُم من دعوة الزيدية لأئمة الجعفرية . وهَل سُمّوا زيديةً إلاّ لقولهِم بإمامَة زيدِ بن علي دونَ مَن قالَ بالوصيّة في جعفَر الصادق (ع) وكذلك لاقتفائهم أثرَهُ في الدعوة الجهاد ، وهل وصفُ النفس الزكية (ع) لزيد بن علي (ع) بأنّه : (( إمامُ الأئمة )) إلاّ دليلٌ على دعواتهم بالإمامَة الخاصة مع خروجهِم ، وهَل قولُ شيخ الزيدية إبراهيم طباطبا (ع) وهُو المُعاصِرُ للكاظم (ع) : (( بايَعنا الحسين الفخي على أنه هُو الإمام )) إلاّ دليلٌ على الإمامة الخاصّة ، وهلَ ما روتهُ الجعفريّة فيما دارَ بين الكاظم والحسين الفخي ، وما دارَ بين النفس الزكية و جعفر الصادق ، وما دار بين النفس التقيّة وموسى الكاظم ، إلاّ تَفريقُ منهُم وإيمانُ بأنّ هؤلاء الزيدية دَعَوا إلى أنفُسِهِم بالإمامة الخاصّة ، لا العامّة كما تُحاولُ أن تُشيرَ إليه سيدي الكريم ، وهَل طلبُ البيعات من الزيدية لأئمة الإثني عشرية إلاّ دليلٌ على أنّهم إنّما خرجوا في طلب الإمامَة بمعناها الخاصّ ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمّد .

رابط له علاقة بدعوات أهل البيت (ع) :

http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1024

------

كلّما قرأت تنميقاتكم سيدي الموسوي ، وسعيكم الحثيث لصرفِ الكَلِمِ عَن مواضعِه ، وتحويل المستحيلات إلى معقولات ،، ازدَدتُ حِرصاً على التنبيه تلوَ التنبيه ، وإيقاظِ عُروق الرّفضِ والنّصب التي اكتنفتها مصادرُ الإمامية ، وإبرازُ جُذوع النّخل أمام عينِ الباحِث ، استقاذاً لِمَن قَد يغترّ بمعسولِ كلامِكُم ، وإنّ كُنّا على يقينٍ أنّه لن يغترّ به إلى مُستجدُّ على عالَم البحثِ والتنقيب والتفتيش ، أصحابُ الأحكامِ والأهواء المُسبقَة ، الذين يجعلونَ المسح على الخفيّن ً والتأمين عُذراً لتبديل المذاهب والمَشارِب ، فمَا هِيَ إلا سيرةُ عليٍّ أو النّار .

------

عودٌ للتذكير بأصل الموضوع :

لأنّه حُشِرَ ما قَد يجعل البعض يتناسَى حُجّتنا التي أقمَناها على ما تعذّر به السيد الموسوي من خوف السجاد على نفسه وأبنائه القتل ، إن هُوَ صرّح بإمامته وإمامَةِ ولده مِن بَعدِه .

والسّلامُ على مَن اتبع الهُدى
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »


السلام عليكم و رحمة الله

أولا أنا آسف جدا بأن المسمى بالكاظم يتخذ دائما أسلوب الجدل و الجدال بدلا من الحوار
و لذلك أنا أندم بسرعة كلما أعلق على ما يكتب
و ليس هذا عنه ببعيد حيث أعلن و من بدايات مشاركاته في هذه المجالس أنه لا يؤمن بالتقريب و الحوار

و هذا ما جعله بعيدا كل البعد من الأخلاق حيث يمتلأ كلامه بالسخرية و الطعن و الاستهزاء و يتوهم أن هذا يساعده على المزاعم الباطلة!
و من علامات عدم التزامه بأصول الحوار ما نراه من اللف و الدوران في كلامه!

هو علق في هذا الموضوع الذي جعله الأخ صرخة الحق بمناسبة أيام شهادة الإمام الحسين, تعليقا باردا و غير مناسب للموضوع و كشف عن حقده و نصبه للشيعة و حاول أن يقول أن الإمام السجاد لم يكن إماما!
إذ لو كان إماما كما يقوله الإمامية ليجب! عليه أن يظهر إمامته أمام يزيد!

و أجبت عنه بعدة أجوبة و أكررها باختصار مخاطبا إياه:
1- أنت تدعي أنك زيدي و الإمام علي بن الحسين إمام على حسب المصادر الزيدية و منها الإمام الهادي إلى الحق المبين..
فلماذا تنكر إمامته بهذه الصراحة؟!

2- إذا كان عدم إعلان الإمامة في مجلس يزيد و موقف خاص دليل على عدم إمامة الإمام فلم يكن عليا عليه السلام إماما! لأنه لم يعلن إمامته في مجالس كثيرة و لم يعلنا الحسن و الحسين...
والجواب الجواب.

3- أنت افتصحت نفسك و قلت: و لَو كانَ في تلك الفترة يدعي علي بن الحسين الإمامة لَما فرَّطَ في سفكِ دَمه يزيد اللعين...
و هذا جواب آخر لشبهتك, اعترفت به من حيث لا تشعر.
و أظن أكثر كلماتك تخرج من فيك و تجري على قلمك هكذا مصداقا للحديث الشريف...

4- أن الإمام علي بن الحسين من المعصومين الذين لا يسأل عما يصدر عنهم و يعتقد الإمامية بأن كل مواقفهم صحيحة و صائبة فهو إمام و إن لم يعلن إمامته و –أفرض- لم نفهم وجه عدم إعلانه في ذاك المجلس.

فأين الجواب؟
شرّق أو غرّب!
مهما ليس لك جوابا فليس لك مفرّا و لا ينفعك التكرار و اللف و الدوران!
فأنت كتبت شيئا من دون علم و وقعت نفسك في فخّ لا مفر لك منه!

فإذاً أنت بنفسك أكبر و أولى مصداق لإسائاتك إلى الآخرين:
فأنت الذي تخلع أثواباً وتلبس أثوابا وسعيك الحثيث لصرفِ الكَلِمِ عَن مواضعِه، و تحاول تحويل المستحيلات إلى معقولات...
و لكن و من دون حياء تتهم الآخرين بها و لا تراعي في ما يخرج من فيك و يجري على قلمك

و أما سائر ما كتبت غير مرتبط بجواب الأدلة و فرارا عن صلب الموضوع فقد أجبت عنها في مواضيع أخرى منها و لا داعي للتكرار.

و أشير فقط إلى جواب أحد المغالطات الواضحة في كلماتك حيث سولت لك نفسك بأنك كشفت سرا و توهمت أن الأئمة غير موظفين لحفظ أنفسهم إذا يعلمون إمامتهم و إمامة أولادهم!!!

و الجواب أن وجود النص على الأئمة لا يمنعهم من أداء الوظيفة فإن الإمام علي بن الحسين كان إماما و الباقر و الصادق كانا إمامين و يعلم به الإمام السجاد.
و لكن هل يمنع هذا يا رجل عن كونه عليه السلام موظفا في عين الوقت بأن يحفظ نفسه؟!
فماذا تقول أنت يا معتبرا نفسه من الزيدية في علي عليه السلام و الحسن و الحسين؟!
كان علي إماما و كانا الحسن و الحسين إمامين على حسب رؤية الزيدية بنفس المعنى الذي يعتقده الإمامية في علي بن الحسين..
فهل ترى أنت أنهم عملوا بشكل غير عادي و لم يكونوا يحتفظون لأرواحهم من الخطر لمجرد علمهم بالنص بأنهم أئمة؟!

و من له أدنى العلم بمبادي الشيعة و معتقداتهم يفهم أنه لا منافاة في أن يعلم الإمام الحسين مثلا في زمن والده و أخيه بأنه إمام بعدهما و في عين الوقت يحتفظ على نفسه و روحه على حسب الوظيفة الشرعية من الخطر الذي يجب الحفاظ منه.

و هكذا الأمر في علي بن الحسين على حسب الرؤية,
فهو يعلم أنه إمام و أن ابنه الباقر إمام و حفيده الصادق إمام و هكذا إلى المهدي عليهم السلام و في عين الوقت هو موظف بحفظ نفسه و هذا أيضا من جملة ما قدره الله تعالى له و لهم و كلفهم به.

و لعمري لو عاد من يدعي أنه زيدي إلى بحث إمامة أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين عليهما السلام لحلت الكثير من مشاكله في ما عداهم أيضا و لا أقل في فهم معتقد الإمامية.
و لكن على الأسف نشهد في نظرية الإمامة عند البعض نوعا من الإزدواجية و التخبط العشواء!

و بالمناسبة وسخّ جاهل المجالس بما كتب حول رفض الإمام الحسين لبيعة يزيد!
و نسب إلى الإمامية و أئمتهم أنهم كانوا يعتنقون ظلم الظالمين!!!
نعم! إن الإمامية يعتقد أن أهل البيت على عنقهم بيعة الظالمين!!!
فهل تحل هذا مشكلتك معهم؟!

فأي بيعة على عنقك أنت؟!
بيعة أمريكا؟!
أو بيعة إسرائيل؟!
أو بيعة عملاءهم الخونة؟!

ماذا تقدم أنت في سبيل الجهاد مع الظالمين؟!
و ماذا قدمت حتى الآن؟!

هل أنت تدعي الاقتداء بزيد الشهيد؟!
هو جاهد في سبيل الله و خرج على طاغوت عصره حتى قتل فلماذا أنت جالس في بيتك و تلعب بالكامبيوتر؟!

ألم تكن أنت المتحمص في نفي التقية و الطعن في الإمامية في معتقدهم؟!
فلماذا تتقي أنت إلى هذه الدرجة و تشارك بغير اسمك الحقيقي و من دون الكشف عن شخصك حتى يعرفك الجميع و يعرفك السلاطين؟!

أم لعلك من عملاء هؤلاء أنفسهم و قد درسوك و ذرعوك لأن تكون متهورا في تفكيك الصفوف و تمشي على نفس الإرشادات التي أظهره الفخامات من أن أعدا عدو لوحدتهم هم الجعفرية؟!
و لا بأس يا إنسان أن أمريكا و إسرائيل أيضا أعلنوا قبلكم و بعدكم بأن أعدا عدوهم هم هؤلاء الذين تبنوا هذه الفكرة و بزعمك يعتقدون أن أئمتهم كان على عنقهم بيعة الظالمين!!!
و الكل عرفوا و سيعرفون من هم الذين على عنقهم بيعة الظالمين و لا يستطيعون و ليس لهم جرأة حتى في أن يكتبوا باسمهم الحقيقي ثم يتهمون الآخرين.
و أقول مأة مرة و ألف مرة أنك جاهل حتى بالمذهب الزيدي و رغم كل الحجم الحائل مما تكتب...
لأن هذا حمل أمرك على أحسن الحالات و إلا فيمكن أن يقال أنت ناصبي حاقد أو عميل لأجهزة الاستخبارات تلصق نفسك بالشيعة و الزيدية لإيجاد التفرقة و هذا همك الأكبر منذ أن رأينا مشاركاتك في هذه المجالس.

و لا داعي لي في تعقيبات أخرى على كلماتك مادام تجادل و تكرر و تدور.
و السلام
آخر تعديل بواسطة الموسوي في الخميس فبراير 24, 2005 5:30 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

للأسف تطور الموضوع أكبر مما يستحق
أخي الموسوي
الأخ الكاظم أنا لا أعرف اسمه وهو حر في إخفائه ولا يوجد أي داع إلى أن يظهره ، خاصة إن كان في تفكيره أنه لا يأمن على نفسه (أنا شخصيا لا آمن على نفسي ومع ذلك أذكر كل شيءعني ) لكنه حر .
نحن نناقش كلماته وأنا شخصيا أختلف معكما في الموضوع حيث الإمامة الدنيوية بمعنى اعتلاء كرسي الحكم يكون ببيعة من صالحي هذه الأمة وموافقة الجمهور تماما كما يحدث عندكم في إيران من تقديم المرشحين أوراقهم للمجلس الأعلى لصيانة الدستور ثم طرح من يوافق عليه المجلس للانتخاب الشعبي .
هذا ما توصلت إليه أفكار العلماء عندكم بعد النظر في كثير من السياسات وأنظمة الحكم .
والإمام السجّاد عليه السلام كان إماما دينيا بالدرجة الأولى ويمكن أن نقول أنه كان إماما في مرحلة الإعداد للثورة التي قام بها ولده الإمام زيد(ع) ، وما أعرفه ان الزيدية تقول أنه لا يخلو عصر من شخص تتوافر فيه شروط الإمامة ولا يقولون بأنه لا يخلو عصر من إمام قائم .
لا يصح أن نتهم أحد بالعمالة إلا بالدليل ، وهناك تجربة سابقة مع واحد من عملاء أمريكا وقد فضحناه بعد أن فضح نفسه وأتينا بالدليل على كلامنا ، لكن هل تملك دليلا على اتهاماتك للكاظم ؟؟
وواضح أن الأخ الكاظم كذلك يفضل البعد عن المسائل السياسية وهو حر أيضا في ذلك .
يجب أن يتنبه الجميع إلى نقطة هامة وهي أن القراء من المفترض أن لديهم الوعي الكامل للتفريق بين من يلف ويدور ومن يحاور بطريقة جيدة ، لكن لدى الجميع عدم ثقة في عقلية القراء للأسف .
في النهاية أعبر عن خالص تحياتي لأخين محترمين أشهد لهما بأنهما أكثر مني علما وقدرا .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

السلام عليكم
كتب السيد الموسوي فقال (لماذا لم يقل ‎أولهم الحسن بن الحسن؟!
مع أن بعض الزيدية -في ما بعد- اعتبروا الحسن المثنى رضوان الله عليه إماما دون علي بن الحسين!)
أقول هذا الكلام غير دقيق البتة فقد صرح العديد من الائمة المتقدمين بإمامته واتذكر أني كتبت حول الموضوع واليك نتفا منه
لم يكن عروس كربلاء الإمام الحسن بن الحسن (ع) في معزل عن هذه الأحداث ؛ فدَرْس كربلاء علمه الكثير ، فقد ارتسمت في ذهنه وفي أعماقه سيرةُ عمه الحسين ، لقد كان يراقب هذه الأمة ويشفق عليها ويرحم ضعفها ، فبعد واقعة الحرة وما خلّفته من مصائب على أهلها راح الإمام يداوي جراحات الأيتام ، ويرعى الأيامى والأرامل من أحفاد المهاجرين والأنصار ، ويشد من ضعفهم وينفق نفيس ما خوله الله عليهم ، فاشتهر في المدينة وخارجها ، وصار كهفاً للمساكين وملاذاً للضعفاء ؛ يكرم الكريم ويعطف على الصغير والكبير ، ولا يردّ أحداً من عطاء حتى لو كان ممن يحقد عليه من الأعداء ، فتشيع فيه الكثير من المسلمين والمؤمنين ، واعترفوا له بالفضل والجود والعلم ؛ فقد كان جريئاً في قول الحق لا يجامل ولا يخاف في الله لومة لائم ، ولا يحابي ولا يصانع ولا يضارع ، وليس من أهل المطامع ، قوله صدق ، وحكمه حق ، إن قال عمل ، وإن عمل لزم ، فهو في عبادته لله آية ، وفي صدقه وحسن حديثه علامة ، شامة في جبين الدهر ، قسيم الحق والباطل ، به عرف الصواب ، وبسيرته تميز الأصحاب ، ولتلك العظمة ذهب بعض أصحابه بعيداً في حبه ، فراحوا يمدحونه بما هو فيه وما ليس فيه ، فقال لهم : ( أحبّونا، فإن عصينا الله فأبغضونا، فإنّ قرابتنا من رسول الله حجة لنا أو علينا ، فقولوا فينا الحق ، فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم ) . هذا بمعنى كلامه عليه السلام .
لقد رفض هذا الإمام مغالاة المغالين فيه ، فمنهج المغالين منهج ساذج وسريع الزوال ، وهو يعرف ما كان من أهل العراق وما جرى لعمه الحسين منهم ، فقد انقلبوا عنه في ساعة العسرة وتركوه لوحوش البرية ، بل لقد شارك بعضهم في قتله ، فكانوا يبحثون عن ما يستر عورتهم ويكفر عن فعلتهم خصوصاً أهل الكوفة وبعض أهل المدينة ، فراح القوم يصفون أهل البيت بما ليس فيهم ، ويغالون في حبهم ظناً منهم أن هذا هو ثمن قتل الحسين في كربلاء ، وأن هذه المغالاة ستشفع لهم عند الله لترتاح ضمائر القوم وتقر أعينهم .
لكن هيهات وفيهم الحسن بن الحسن الصادق في قوله المنصف من نفسه ومن غيره ، فجابههم بما أسلفنا وقرعهم بالحجج ، وأعلمهم أن مذهب الغلو وقول الزور ليس منهج أهل البيت ، بل ليس من الإسلام في شيء ، وبهذا المنهج وبهذه الوسطية كان الحسن بن الحسن (ع) معروفاً بين الناس ، فانتشر صيته وذاع في الآفاق ، وعرفه أكثر المسلمين بهذه السيرة الحسنة .
و مات يزيد بن معاوية في الشام ، ثم انتهز مروان بن الحكم الفرصة وحاول أن يستولي على أمر الخلافة ، وعاونه أهل الشام وتحرك هنا وهناك ولكن الموت أدركه ، ثم اغتصب الأمر بعده ابنه عبد الملك بن مروان .
ولما تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ، وأعلن الحرب على عبد الله بن الزبير ، فجرت ينهما أحداثٌ يطول ذكرها وآخرها أنه وجه لقتال ابن الزبير جيشاً على رأسه الحجاج بن يوسف الثقفي ، فحصره بمكة ثم قتله .
ثم إن الحجاج عيّن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، وولاَّه سجستان .
يروي لنا إمامنا العالم المجاهد يحيى بن عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبو طالب حفيد الإمام الحسن بن الحسن كيف كانت بيعة جده الحسن فيقول : إن مبدأ بيعة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي ولاَّه الحجاج سجستان ، فسار إليه في جيش عظيم حتى اجتمع له ثلاثون ألفاً، فخلع عبد الملك بن مروان وخلع الحجاج أيضاً ، وهمَّ بأن يدعو إلى نفسه ، فقال له مَنْ معه من علماء الكوفة والبصرة : هذا أمرٌ لا يلتئم إلاّ برجل من قريش ، فراسلوا علي بن الحسين والحسن بن الحسن، فأما علي بن الحسين فامتنع ، وأما الحسن بن الحسن فقال: مالي رغبة عن القيام بأمر الله - أي أنه راغب في القيام - ولا زهد في إحياء دين الله ولكن لا وفاء لكم تبايعونني ثم تخذلونني . فلم يزالوا به حتى أجابهم ، وورد عليه كتاب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث هو والذين معه بالبيعة ، وأيمانهم المغلظة وأنهم لا يخالفونه فبايعهم ، وخرج إليه منهم عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو البحتري الطائي والشعبي وأبو وائل شقيق وعاصم بن ضمرة السلولي ، ومِن أهل البصرة محمد بن سيرين وعبد الرحمن بن الشخير ، والحسن البصري وحارثة بن مضرب وحريش بن قدامة ، وسموا الحسن بن الحسن الرضى .
ولما سمع مولانا علي بن الحسين زين العابدين وإمام الساجدين أبو محمد الباقر (ع) قبول مولانا الحسن بالبيعة كان ممن يواصلون الإمام (ع) بالنصح والدعاء له بالتثبيت ؛ فقد جاء في الصحيفة السجادية في دعاء يوم عرفة ما نصُّه : أللَّهُمَّ إنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَانٍ بِإمَام أَقَمْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ وَمَنارَاً فِي بِلاَدِكَ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَالانْتِهَآءِ عِنْدَ نَهْيِهِ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ، فَهُوَ عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ، وَبَهَآءُ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ، وَأَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الاعَزِّ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ عَضُدَهُ، وَرَاعِهِ بِعَيْنِكَ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ، وَانْصُرْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الأَغْلَبِ وَأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَحُدُودَكَ، وَشَرَائِعَكَ وَسُنَنَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَحْيِ بِهِ مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِكَ، وَاجْلُ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ، وَأَبِنْ بِهِ الضراءَ مِنْ سَبِيلِكَ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ، وَامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً، وَأَلِنْ جَانِبَهُ لأوْلِيَائِكَ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ، وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ، وَإلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ، وَإلَيْكَ وَإلَى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ .
وخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث حتى وافى فارس، وجمع الناس من العرب والعجم والموالي حتى اجتمع له مائة ألف ، ووافى البصرة واستقبله الحجاج بن يوسف واشتد القتال بينهم ثلاث سنين حتى كان بينهما سبعون وقعة أو خمس وسبعون وقعة ، كل ذلك على الحجاج سوى وقعتين، وقتل بينهما خلق كثير، وتَقَوَّى أمر ابن الأشعث ودخل الكوفة ، واجتمع إليه حمزة بن المغيرة بن شعبة ، وقدامه الضبي وابن مصقلة الشيباني في جماعة الفقهاء والقراء ، فقالوا له : أظهر اسم الرجل فقد بايعناه ورضينا به إماماً ورضاً . فلما كان يوم الجمعة خطب عليه ، حتى إذا كان يوم الجمعة الثانية أسقط اسمه من الخطبة .
حرب الجماجم ـــ الملحمة الكبرى ـــ
وقدم الحجاج بن يوسف، فكانت حرب الجماجم الملحمةُ الكبرى التي انهزم فيها ابن الأشعث ، ومضى في جماعة أصحابه فثبت عبد الله بن العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب - وكان على خيل ابن الأشعث داعية للحسن بن الحسن وهو حدث السن- ، فقاتل الحجاج حتى هزم ولحق بابن الأشعث بفارس ، ثم مضيا جميعا إلى سجستان ، وتوارى الحسن بن الحسن (ع) بأرض الحجاز وتهامة حتى مات عبد الملك بن مروان ، فلما ولي الوليد بن عبد الملك اشتد طلبه للحسن بن الحسن حتى دسّ إليه من سقاه السم ، وحمل إلى المدينة ميتاً على أعناق الرجال ، ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، وقيل : سبع وثلاثين .
وفي الحسن بن الحسن (ع) قيل:
أبلغ أبا ذبان مخلوع الرسن..........أن قد مضت بيعتنا لابن الحسن
ابن الرسول المصطفى والمؤتـمن............من خـير فتيان قريــــش ويـــــمـن

والحجـة القـائم في هذا الـزمـن
وفي كتاب مطمح الآمال للقاضي الحسين بن ناصر النيسائي الشرفي المعروف بالمهلا قال : أما الإمام الكبير الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام فكان رجلاً جليلاً مهيباً عابداً فاضلاً رئيساً ورعاً زاهداً ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بـالمدينة، ولما قام بايعه خلق كثير، وكان زعيم أنصاره عبد الرحمن بن الأشعث، وكان ولاه الحجاج سجستان فعظم حاله ، وخلع الحجاج وهم بالدعاء لنفسه ، فنهاه علماء الكوفة والبصرة ، وأمروه بإقامة رجل من أهل البيت عليهم السلام ، فراسلوا زين العابدين فامتنع، وطالبوا الحسن بن الحسن فأجابهم ، ثم توارى في الحجاز بعد انهزام أعوانه . ولما مات الحسن بن الحسن (ع) ضربت فاطمة بنت الحسين (ع) على قبره فسطاطاً ، وكانت تقوم الليل وتصوم النهار ، وكانت تشبه بالحور العين لجمالها ، وكان الحسن المثنى (ع) من أعظم عباد الله زهداً في الدنيا ، محباً للمساكين ، مقرباً للمؤمنين ، كثير التفقد لإخوانه ، رحيماً بأهله وجيرانه ؛ فسلام عليه وعلى آبائه الطاهرين.
توفي : وله من العمر ثماني أو سبع وثلاثون سنة ، ودفن في البقيع .

رحم الله الإمام الرضا وأوسع عليه وأبلغه منا السلام ورد علينا منه السلام وعلى من كان بجواره من المؤمنين
والحمد لله رب العالمين

----------------------
لي عودة أن شاء الله بعد أن اقرأ مداخلت الفاضل الموسوي والفاضل واصل إن احتاج الامر
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

أخي محمد الغيل!
السلام عليكم

كتب السيد الموسوي فقال (لماذا لم يقل ‎أولهم الحسن بن الحسن؟!
مع أن بعض الزيدية -في ما بعد- اعتبروا الحسن المثنى رضوان الله عليه إماما دون علي بن الحسين!)
أقول هذا الكلام غير دقيق البتة فقد صرح العديد من الائمة المتقدمين بإمامته
الموسوي قال أن بعض الزيدية اعتبروا الحسن بن الحسن رضوان الله عليه إماما..
أليس كذلك؟
فلم أفهم موضع عدم الدقة؟!
هل كل الزيدية يقولون بإمامته؟!

ثم ماذا عن الجواب؟
إذا اعتبروا الزيدية كلهم أو بعضهم الحسن بن الحسن عليهما السلام إماما دون الإمام علي بن الحسين عليهما السلام,
فلماذا لم يقل الإمام الهادي إلى الحق:
أولهم الحسن بن الحسن
بدلا من قوله: أولهم علي بن الحسين؟؟؟
و تحياتي
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

للاسف الشديد لقد ذهب الاخ الموسوي هذه المرة بعيدا وخرج عن هدوئه بل وخرج على تقيته المعهودة
وأنا هنا ادين كل ما ذهب اليه في رده الاخير على عالم من علماء الزيدة الاخ الكاظم المعروف لدينا جيدا
لقد ركب الشيطان يافوخك أخي ali الموسوي عندما اتهمت اخينا الكاظم بالعامالة ولمن للمخابرات الامريكة usa اعتقد إنها قمت الوقاحة منك أخي خصوصا وأنت ظيف تحت سقف بيته
اكرر اسفي الشديد للكاظم فقد آلمني كثيرا هذا الانحطاط الفكري جدا جدا والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

الأخ الحبيب محمد الغيل
إذا كان الأخ الكاظم صديق وأخ عزيز فكذلك الأخ علي الموسوي وإن أخطأ أحدهما في حق الآخر فلا يحق لنا ان نخطأ في حق من أخطأ بل أن نوضح له خطأه بهدوء .
والأخ الموسوي ليس ضيفا حسبما أعتقد بل كل من اشترك في هذه المجالس هو صاحب بيت وكما نقول في مصر (مصارين البطن بتتخانق) .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم و رحمة الله

مبرووووووك الأخ محمد!

فهذا العبقري الذي دائما يسيء إلى الآخرين و ليس له همّ و غمّ أكبر من نشر المواضيع الخلافية بين الزيدية و غيرهم من الشيعة..
هو عالم من علماءكم و تعرفونه جيدا و تثقون به!!!

ألم تقرأ مشاركاته كيف يتهم الإمامية بالنصب؟!
و كيف يحاول أن يقول لكم هذا العالم الجيد!!! أنكم و فقط أنتم تحترمون أهل البيت و الآخرون هم النواصب؟!
و يقصد من الآخرين الشيعة الإمامية البتة! دون الوهابية و الفرق السنية المتعصبة؟!

هل كتب هذا العالم الجيد! حتى الآن مواضيع في خصوص خطر الوهابية و الجماعات المتطرفة في بلادكم؟!

هل كتب شيئا عن المجاهدين في سبيل الحق أمثال الحسين الحوثي؟!
هل سمع الإخوة حسيسا منه في تنديد الظالمين في عصره؟!

بالعكس دائما نسمع نعرات هذا العالم الجيد! و هو يقول ما قاله فخامتكم قبل أيام و كرره بوش و شارون أخيرا من أن أخطر الأعداء لهم, هم الشيعة الجعفرية و المعتنقون بهذه الفكرة و دولتهم!!!

فمبروك لكم وجود مثل هذه العالم الجيد! المتقاعد المفرّق و دفاعكم عنه!!!

و أما تهمة العمالة و العمل لمصالح مخابرات و ما إلى ذلك...
فأنا لم أقلها بهذه الصراحة.. فإذا عندكم معلومات فتفضلوا :)

أنا كتبت أن حمل أمر مثله إلى الجهل هو أحسن وجوه الحمل و إلا فهناك محامل أخرى مثل العمالة و ...
و إنما كان كلامي على سبيل السؤال و التشكيك و فعلا أنا مشكوك بهذه الشخصية و مواقفه! لأنه يعمل على نفس الجهة التي يطلبونها و يريدونها هؤلاء!

و يا ليت تدعون, أخي الحبيب, التعصب المذهبي و الطائفي و تنددون ما كتب عالمكم الجيد! و لا أقل عند ما أساء إلى الإمامية كمذهب و طبعا يرجع إسائته إلى كل من يعتنق الفكرة من الشخصيات التي أظن أنكم تعرفونهم و تحترمونهم! و لا أقول عند ما أساء إلى ضيفكم!!!

و تحياتي لكم و لأخ قطب الدين
و السلام
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ صلّ على مُحمّد وآل محمّد ....

كانَ قَديماً يُقالْ ... وحديثاً لا يزالُ يُقَالْ ... ومُستقبلاً سيزالُ يُقالْ ... انظُر إلى ما يُقال ... لا إلى مَن قَالْ ...

وقَد عَقَدَت مُفاجأتكم شخصي المتواضع ... فوجدتُ أن خيرَ مقالٍ لهذا المَقام ...

قول الله تعالى : (( سَتُكتَبُ شهادتهُم ويُسألون )) .

-------

وحتّى لا يأخُذنا والأعضاء العِتَاب ، والتّراشق بالألفاظ ، أودُّ أنْ أربِطَ عتابَكُم لَنا بموضوعِ حوارنا حولَ الفِكر الجعفري ، لأنّكم ضربتُم لَنا مثالاُ عمليّا على ما كُنا نُريدُ إيصالهُ لكُم .

تأمَّل سيدي الموسوي :

- كيفَ استنكَرتَ أن يُخفي عنكَ الكاظمُ شَخصَهُ وشخصيّته ، وعقيدتهُ فيمَا ذَكرتَ مِن أمور . ثمَّ مَعَ هذا تُنكرُ عَلينَا استنكار إخفاء الأئمة المعصومين لشخصيّاتِهم المعصومة ، بإخفاءِ أمرِ إمامتهم عن الجمّ الغفير من المسلمين ، بَل عَن عوامّ الشيعَة واصحابهُم دع عنكَ الجمّ الغفير من مُسلمي الأمصار .

- خُصوصاً إذا عَرفتَ وأيقنتَ أنّ الضّرر لَن يطُولَ النّاس بإخفاء الكاظم شخصيّته ، لأنّه شخصٌ ليسَ لهُ حُجيّةٌ على العالَمين ، فجهلُ شخصهِ وعَقيدتِه ، أمرٌ زائدٌ ليسَ بالضروري ، وإنّما الضّررُ في إخفاء الأئمة المعصومين أمرَ أنفُسِهِم ، وإخفاء علومِهم ، وعلى رأسِها إمامتهُم وإمامة أبنائهم، حتَى حصلَ بسبب هذا الفِعل - الإخفاء - التلبيسُ على النّاس في أمورِ دينهِم ، فمَا دَرَوا أزيدية أم سُنيّة أم إباضيّة هُم ، فما استنكرتموهُ من فعلِ الكاظم ، فاستنكروه من فعلِ أئمتكم ، مثلاً بِمثِل .

- وإذا عَلمتَ هذا فاعلَم أنّ التقيّة يزدادُ ضررها ممّن ينظرُ النّاس إليهم على أنّهُم القُدوَة في الدّين ، لِما قَد يترتّبُ عليه مِن التبعيّة فيمَا بعد ، وتخفّ أضرار التقيّة من الأشخاص كُلّما قلّت أهميتهم الدينية .

--------

تنبيه : النقاط التي ذكَرها السيّد الموسوي ، وحثّ من خلالها الزيدية على إعادَة قراءة إمامة الثلاثة علي والحسنين ، لِكي يتعر‍فوا على ما خَفِيَ من سيرة أئمتهم التسعة ، فإنّا نَحسَبُ أنّا قد قدّمنا مجهوداً مُتواضعاً في هَذا ، قابلٌ للزيادَة من البحثَة ، فليُراجَع في موضوع الدّعوة وحجج العقول .

-------

أتَهجُوهُ ولَستَ له بكفءٍ ***** فَشَرُّكُمَا لخَيرِكُمَا الفِدَاء

لِسانِي صَارِمٌ لاعَيبَ فِيهِ **** وبَحرِي لاتُكدّرِهُ الدّلاء
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

أخي الكاظم
لن تأثر هذه الآية الكريمة((( سَتُكتَبُ شهادتهُم ويُسألون))) في من درعه التقية لكنها والله الذي يحلف به قد ارعبتني فخفف أخي الكريم وصفح وسامح فسمك (الكاظم ) يجب أن يزاد عليه (العافي ) و(المحسن) ولتكن صورته الجديدة هكذا الكاظم العافي المحسن.
وهكذا أنتم فقد ورثتوها عن جدكم زين العابدين وإمام الساجدين - بالهمزة المكسورة وليست المفتوحة-
فهذه عقيدتنا فيه سلام الله على روحه وجسده وذاته وأنزل الله عليه الضياء والنور والبهجة والسرور من يومنا هذا الي يوم النشور .
لك خالص تحياتي وبحقي عليك أن تأخذ طلبي هذا بعين الاعتبار لتكتمل صورتك البيضاء الناصعة لدنّي .
الامر جد وهو غير مزاحِ *** فعمل لنفسك صالحا ياصاحِ
بارك الله فيكم أخي الكريم والسلام عليكم
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

السلام عليكم ورحمة الله

قال الناصر الأطروش الحسن بن علي رضي الله عنه في كتاب البساط:
و حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا عبدالله بن داهر عن سالم قال: سمعت جعفرا يقول: سمعت أبي يقول:


(التقية ديني و دين آبائي و لا إيمان لمن لا تقية له)

<الإمام الناصرللحق الحسن بن علي الأطروش, كتاب البساط, تحقيق عبدالكريم أحمد جدبان, مكتبة التراث الإسلامي, صعدة, الطبعة الأولى, 1418/19997, ص 69>

فإذاً الموسوي يدين الله بما دان به جعفر الصادق و آبائه سلام الله عليهم أجمعين و بما دان به سادات أهل البيت أمثال الإمام الناصر الأطروش الكبير
و حاشاه أن لا يعتقد بالتقية في معناها الصحيح!
بل هو يعتقد أن التقية قد تكون واجبة!
و بأن لا إيمان لمن لا تقية له!
و هو أحرص على إخوانه مما تصوره بعض الإخوة!

و إنما الكلام يتوجه إلى من يعمل بأصل التقية و أكثر من غيره
-و لا إشكال عليه من هذه الناحية لأنه يعمل بوظيفته إن شاء الله- ثم يهاجم الآخرين في أنهم أهل التقية و كذا و كذا..
و إلى من في عنقه بيعة الظالمين و الشياطين و لا يستطيع إعلان البراءة منهم لأنه في تقية منهم, ثم يتهم الأحرار الذين هم الوحيدون الخارجون من بيعة الطواغيت و الشياطين في هذا العصر و يستهزأ بهم بأن درعهم التقية!!!
و السلام
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

زيد بن علي العراقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 118
اشترك في: الاثنين ديسمبر 20, 2004 1:35 am
مكان: ستوكهولم

مشاركة بواسطة زيد بن علي العراقي »

بسم الله ربّ السموات والأرض وربّ العرش العظيم
والصلاة على سيدنا وشفيعنا خاتم الانبياء والمرسلين وأله الغرّ الميامين وأصحابه المنتجبين

حضرات الاخوة الاكارم
وصل الموضوع الى حدّ الإتهام بالعمالة وما كان ينبغي له ان يصل الى هذا الحدّ. أرجو من الجميع الابتعاد عن استعمال التهم الجاهزة. وأرجو من الأخ الموسوي بأن لا يرمي كلّ من ناقش الفكر الإثناعشري مناقشة نقدية بتهمة العمالة. فمن حقنا هنا في مجالس آل محمد ان نتحاور تحت مظلة أهل العدل التوحيد وتحت سقف الزيدية. لأن المجالس وجميع المنتديات الزيدية الأخرى هي المكان الطبيعي الذي نستطيع نحن أتباع مذهب الإمام زيد (ع) ان نتواصل فيها مع بعضنا لنستطيع بالتالي ان نحافظ على الامانة التي أورثنا اياها كلّ من آمن بمذهب الحق وسار على طريق الجهاد الذي رسمه ائمتنا عليهم السلام بدءاً بالامام الحسين السبط (ع) مروراً بكلّ ائمتنا سلام الله عليهم واحداً واحداً دون إستثناء وأن نبني على الاساس الذي شاده لنا اوائلنا بدمائهم الزكية.
فمن الطبيعي إذن أن نناقش وبرؤية فاحصة ومنتقدة بقية المذاهب الاسلامية لأننا لو آمنا بخلوهّا من العيوب والنواقص لأتبّعناها فالحق احقّ بأن يتّبع، بغض النظر عمّا اذا كانت هذه المذاهب شيعية أم لم تكن.
أما دعوات التقارب بين الزيدية والإثناعشرية التي يطلقها اخونا الموسويّ، وانا أشدّ على يده واؤيده فيها، فيجب ألاّ نحمّلها اكثر مما تحتمل. فالمفترض هنا تأسيس ارضية مشتركة نعمل من خلالها على تأكيد المشتركات الموجودة لدينا مع الأخذ بنظر الاعتبار ان هناك الكثير المتبقي الذي نختلف حوله. وعلى أخواننا الإثناعشرية ان ينتظروا النقدَ منّا ،نحن معاشر الزيدية وأهل العدل والتوحيد، بل ووضع مذهبهم بكامله موضع التحليل والتدقيق دون ان يشعروا بإننا نريد النيل منهم. تماماً كما يفعلون هم عند تحليلهم ونقدهم للمذاهب الأخرى. وما جاء في حوار الأخ الحبيب الكاظم ومداخلاته مع الاخ الموسوي لم يخرج عن هذا الإطار ابداً.
يبدو ان أخواننا الإثناعشرية حسّاسون جداً للنقد خصوصاً اذا ما جاء من اخوانهم الزيدية. وهنا أوّد ان اسرّ في أذن أخي الفاضل الموسوي بأن أفكار وطروحات اخي الكــاظم ما هي إلا بداية الحوار الزيديّ - الإثناعشري وأن ألف كاظم قادم في الطريق لينضّم الى ركب اخينا الحبيب الكاظم في حواره ليس مع اخواننا الإثناعشرية فقط بل مع جميع المذاهب الإسلامية الأخرى. فعلى رسلك أخي العزيز الموسوي فالحوار ما زال في بدايته. وأستحلفك بمن أنزل القرآن على جدك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأن توّسع صدرك وأن لاترمي من عرض بعض ما جاء في كتب مذهبك المعتبرة بتهمة العمالة فما هكذا علّمنا آباؤنا وأجدادنا رجال آل البيت (ع).
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“