هذا ما قاله المفكر الدكتور ( علي شريعتي ) عن القرآن الكريم

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

هذا ما قاله المفكر الدكتور ( علي شريعتي ) عن القرآن الكريم

مشاركة بواسطة المتوكل »

هذا ما قاله المفكر الدكتور ( علي شريعتي ) عن القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم

ننقل لكم كلاماً هاماً حول ما ذكره المفكر الدكتور "علي شريعتي" في مقدمة كتابه ( الفريضة الخامسة ) ، حيث قال في سياق مقدمة كتابه ما يلي :-

(( إن المدى الذي بلغته معرفتي ، يؤكد لي من زاوية نظرية وعمليه أن الدعائم الأساسية لعقيدة الإسلام ( والتي تمثل الدوافع المحركة لأمة المسلمين وتجعل الفرد المسلم حراً وواعياً وكريماً ومسئولاً نحو المجتمع ) هي : التـوحيـد والجـهاد والحج .

ومن المؤسف أن ينحصر مفهوم التوحيد في مناهج المدارس الدينية داخل الجدل الفلسفي وعلم الكلام الذي لا يتداول إلا بين قلة من علماء الإسلام ، والذي ما هو في حقيقته إلا جدل عقيم لا يمت بصله إلى أي بعد تطبيقي عملي متعلق بحياة الناس .

وبعبارة أخرى : إن الذي بقى من التوحيد هو مفهوم الإله الواحد ، وليس التوحيد بأبعاده الحقيقة .

أما مفهوم الجهاد فقد تمت مصادرته تماماً ودفن في مقابر التاريخ ..
وقد حرف عماده المتمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغدا يعني أن تلوم صديقاً لك !!؟
فضاع معنى التصدي للفساد والإنحراف ومظاهر الفسق في أشخاص مرتكبيها ..

وأخيراً فقد صور الحج كعمل مشوه مناقض للمنطق ، يقوم به المسلمون كل عام !!؟

ولقد أفلح أعداء الإسلام في أن يلحقوا بفريضة الإسلام الخامسة التحريف الذي يبتغونه وذلك بانتهاج سياسية موحدة ..

فقد أضرمت الخلافات الفقهية في أبواب الطهارة والصلاة ، من كتب الفقه إلى حياة الناس ، لتستهلك طاقة كل من يلجأ للمسجد !؟

وفي نفس الوقت دفع القرآن الكريم لينحرف ويأخذ مجراه إلى المقابر ، يتلوه الجالسون عليها على أرواح الموتى !!؟

أما في المدارس الدينية فقد نحي القرآن الكريم عن حياتهم بطريقة أخرى ، وهي وضعه على الأرفف ، ليحل محله كتب أصول الفقه وعلم الكلام على أيدي المعلمين ..
)) .

إلى قوله :-

(( إن تكن تستشعر المسؤولية تجاه الله أو تجاه الشعب أو الأمة – سواء – فنحن في زورق واحد ، يناط بنا مسؤولية واحدة ، وفي سبيل حريتنا واستعادة كرامتنا وعزتنا ، فالطريق الأمثل لذلك هو أن نسلك ذات السياسية التي ينتهجها عدونا ، وأن نعود إلى الطريق التي ضللنا عنها :

فلابد أن نعيد القرآن الكريم مرة ثانية ، من القبور المعازي ، إلى الحياة وتفاعلاتها ، وأن نقرأه على مسامع الأحياء لا الموتى ، وأن نسحبه من على الأرفف ونفتحه أمام عيون الطلاب والدارسين بمختلف نوعيات دراستهم ومستوياتها ..

فقد عجز عدونا عن القضاء على القرآن ، ولكنه عمل على تنحيته بعيداً مغلقاً في زاوية مهملة بعيدة ، بعد أن يحيطه بهالة من الاحترام اللازم "للكتاب المقدس" الذي لا يمس !!؟

وعلينا نحن أن نعيده "كتاباً للقراءة والدراسة والعمل" أي المعنى الذي يؤكده لفظ القرآن الذي سمي به .

ترى هل يجيء اليوم الذي يصبح فيه القرآن الكريم هو الكتاب الأساسي والدستور الأعلى لمدارسنا الإسلامية ، ومصدر الإلهام في دروسنا الإسلامية ؟

هل يجيء اليوم الذي تكون فيه الدراسات القرآنية شرط للتأهل لدرجة الاجتهاد ؟

إننا إذا عدنا إلى القرآن الكريم واهتدينا بهديه في حياتنا – هنا فقط – سوف يتسنى لنا أن ندرك جوهر عقيدة التوحيد ..

وإذا اعتبرنا القرآن دستوراً أعلى لنظمنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فسوف ندرك الفعالية والإبداع اللذين تتضمنهما واجبات مثل : الحج ، والجهاد ، والإمامة ، والشهادة .. وسوف ندرك معنى حياتنا نفسها .
)) .

-----------
نقلاً - بإختصار - من مقدمة كتاب ( الفريضة الخامسة ) للدكتور المفكر الشهيد : علي شريعتي
------------
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“