اللهم صل على محمد وآل محمد .....
الموسوي كتب :
الموسوي كتب :فإذا كان الأمر كما ذكر - و هو كما ذكر- يعني أن الإمام علي بن الحسين لو كان يدعي الإمامة لما فرط يزيد اللعين في سفك دمه,
فلماذا هذا التعنت الطويل و التكلف العظيم في الجدل؟!
أن الإمامية يعتقدون نفس المعنىحرفا بحرف:
من أن الإمام لو كان يعلن إمامته لما فرط يزيد اللعين في سفك دمه
و لو كان يعلن إمامة أولاده لما فرط في سفك دماء كل أهل بيته.
سيدي الموسوي .... بكل هُدوءٍ .... وبرودة أعصاب ... وأريحيّة في الوَضع ... تأمّل كلامَك المُقتبَس ... ثمّ تأمّل كلامي وتعقيبي عليه .ثم هل كان يتردد يزيد في قتله و قتل أولاده و بقية العترة الطاهرة بعد أم يسمع من الإمام بأنه إمام و ولده الباقر إمام و أحفاده أئمة؟؟؟!
أولاً : سيدي الكريم التعنّت هُنا هُو التعنّت في الاعتذار بما اعتذرتُم به ، لأنّكم تعذّرتم بإخفاء السجّاد لإمامَة نفسه وبنيه الثمانية بسبب الخوفِ من القَتل !! ، وأنتَ بهذا وقعتَ في مَحظورٍ أعظَم وأدهى وهُوَ : إيمانُكَ بأنّ يزيد يستطيع أن : يَسفِكَ دِماءَ السجّاد وأبناءه الثمانيه لَو أعلنَ ذلكَ السجّاد على المِنبَر .
تفصيل :
* لَم يَكُن قَد وُلِدَ للسجّاد في تلك الآونة – حال صعوده المنبر – إلاّ ابنه الباقر (ع) ، والباقر (ع) لَم يَكن عندَ صعود جدّه السجّاد المنبَر قَد وُلِدَ له ابنه جعفر الصادق (ع) ، فتجويزك سيدي الكريم لقتل يزيد للسجّاد وابنه الباقر ، عندَ إظهارِ إمامتهِم ، يعني تجويزُك لعدم وجودِ إمامٍ اسمهُ الصادق (ع) !! ، إذ لَو قُتِلَ الباقر معَ والده بسبب إشهار السجّاد للإمامة وأفضلية الإثني عشر بأسمائهم على الأمّة من ضمن النفرَ الذين أشارَ إليهم في خطبته ، لَما كانَ له – للباقر - عقِب ، خصوصاً إذا عَرفتَ أنّ الصادق (ع) ما وُلِدَ إلاّ عامَ 80 للهجرة أي بعدَ حادثة صعودِ جدّه السجاد منبر يزيد بـ 19 عاماً تقريباً !! ، وفي هذا التجويز للقتل عند إشهارِ الإمامة يعني ردُّ أمرِ الله الذي قد قضاه في علمه الأزلي الذي لا يتغيّر ولا يجوزُ في البدَا على مقتضى عقيدة مُتأخري الجعفرية أن يتغير ، إذ أنَّ الرّسولَ قَد أخبر أصحابهُ بإمامة الإثني عشر علي والحسنين وتسعة من ولد الحسين ، ثمّ قامَ هؤلاء الأصحاب الذين بلغوا ستةً وعشرين صحابياً وحدّثوا بإمامَة هؤلاء الإثني عَشر ، ثمَّ يجهلُ سواد سواد سواد المُسلمين القريبي العهد بالصحابة بل المُعاصرين لبعضهِم بهذا الخَبَر ، ثمّ يأتي يَزيدٌ بن معاوية ليفقأ ويُكُذّبَ جميع هؤلاء المُحدّثين من الصحابة وعلى رأسيهِم مُعلّمهم ومُحدِّثُهُم رسول الله (ص) ، بأن يبتُرَ سلسلة الإثني عَشَر إماماً ويحصُرها في خمسة أئمة فقط علي والحسنين والسجاد والباقر !!! .
* موضوع إخفاء أئمة الجعفرية إمامَة أنقسهُم ، او الوصاية إلى أبنائهم من بعدَهم ، بسبب الخوف من القَتل ، موضوعٌ قد قُتِلَ بَحثاً في بحث حجج العقول في الدعوة والتبليغ فراجعه ، وما ولا أعجبُ منه إلاّ التعذّر للإمام المهدي المنتظر الغائب بالخوفِ من القتل وبقرِ البطن !! .
وهُنا نسألُ الموسوي ، والجعفرية بعموم : لَو ظهرَ المهدي محمد بن الحسن العسكري الغائب ، خلالَ سياحته وتجواله في البلدان ، لو ظهرَ لشخصٍ من الأشخاص ( كَما قَد ذكرَ الجعفرية رؤيةَ بعض الاشخاص له ) ، ثمّ همَّ هذا الشخصُ بقتلِه ، هَل كانَ سيستطيعُ قتلَه ؟؟!!!
ربط بأصل الموضوع :
إذا عَرفَت بطلان هذا التعللّ وهُو خوف القتل ، لَو أشهرَ إمامته وإمامة أبنائه الإمامة النّصيّة ، عَرفَت حينها أنَّ الاحتجاج ما زالَ قائماً ، بأن لماذا لَم يُظهر السجّاد إمامته على منبر يزيد ، مع انتفاء التقيّة ، وكذلك ذكر أبنائه الثمانيه من ضمن من فضّل الله به أهل البيت على الأمة .
--------------
مُداخلات لفتت انتباهي ، وشتّتَتْ الموضوع تردجياً ، وقدَ يُفسّرها غيرنا بمحاولَة إذابَة الحجّة القائمَة على أصلِ الموضوع ، وتشتيتها بالاستكثار من المواضيع الجانبيه ، ولكنّا نُحسنُ الظنّ إن شاء الله ، ونُبحرُ معها حيثُ أبحرَت ، فإن شرّقَت شرَّقنا وإن غرَّبَت غرّبنا ، وسُقناها بعصا الدليل ، وقارعناها بحجج العقول والنقول ، حتّى تُنيخَ على الدّليل :
(1)
السيد الموسوي كَتَب :
اعتراض :فهل تعرفون عاقلا على وجه الأرض يرى أن الإمام كان يجب عليه أن يعلن إمامته و إمامة ولده الباقر في مجلس هذا الملعون القسي الذي قتل سيد شباب أهل الجنة و أهل بيته بمجرد رفضه للبيعة معه؟!
هَل يعتقد السيد الموسوي أنّ الإمام الحسين رفضَ بيعة يزيد بن معاوية ؟
ثمَّ ما رأيُكَ في كلام الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري والذي رواه الطبرسي في الاحتجاج ، مُتكلّما عن علّة وسبب الغيبَة ، إذ قال المهدي الغائب ما نصهّ : (( إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي )) .
فالمهدي الغائب يؤكد بيعَات الأحد عشر من آبائه بدءاً بعلي بن أبي طالب (ع) وانتهاء بأبيه الحسن العسكري لطُغاةِ أزمانهِم ، وبما فيهم الحسين بن علي مع يزيد بن معاوية ، وأنتَ تُشيرُ إلى رفض الحسين لبيعة طاغية زمانه يزيد !!
ملاحظة / ما احتجنا هُنا للإشارَة ، إلاّ عندما وَجدنا السيد الموسوي ، ينسبُ بعض الأعضاء الزيدية إلى الجهلِ بما في كُتب أئمتهم . واللبيب بالإشارَة يفهَم .
(2)
الموسوي كتب :
ناشدتُكَ الله هل قرأتَ ما دارَ بيني وبين الدكتور عبدالملك العولقي رعاه الله ، في موضوع الدّعوة والتبليغ ، فما وجدتُكَ هُنا إلاّ تُعيدُ ما قَد ناقشناه بما يكفي ويشفي .كما قد أشرت في ما مضى بأن مثل هذا التوهم و الشبهة يأتي أيضا في خصوص علي عليه السلام فلماذا لم يصرح عليه السلام بإمامته و في كل تلك المجالات؟!
و لماذا لم يعلن الإمام الحسين بإمامته منذ وفاة أخيه الحسن إلى أواخر حياته؟!
و لماذا؟
و لماذا؟؟؟
و الأجوبة واضحة لجميع هذه الأسئلة
و قد أشرنا إلى بعض منها
و لكن يحتاج فهمها إلى عدم التعصب و رؤية جميع القضايا المشابهة بعين واحدة.
ثم إن الإمامية يعتقدون بعصمة أئمتهم فهم يرون الإمام علي بن الحسين معصوما..
فلا مجال أصلا لما توهم الأخ إذا يخاطب الإمامية!
و بعبارة أخرى إذا كان علي بن الحسين معصوما فلا يمكنك أن تنسب إليه أنه أخطأ في عدم إعلان إمامته بل يرى الإمامية أن إمامهم إمام و إن سكت عن الإعلان بإمامته لمصلحة كان يراه و لو لم نفهمه نحن بعقولنا الناقصة و بعد ما مضى زمان طويل.
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=549&start=0
(3)
الموسوي كتب
قُلنا أن قَد سلّمنا – فَرضاً - بما فهمتموه من كلام الهادي (ع) ، من أن فيه إثباتٌ لإمامَة السجّاد (ع) .و رجوعا لكلام الهادي يحيى بن الحسين...
أولا أود ان أقول: ليس هذا النص الوحيد في اعتراف الزيدية بإمامة علي بن الحسين...
فلَم نختلف في نقاشنا هذا كُلّه حولَه . حتى تُظهرَهُ بصورةِ الاستظهاَر ، وغزارَة الحجّة .
الموسوي كتب :
لماذا لم يقل أولهم الحسن بن الحسن؟! مع أن بعض الزيدية -في ما بعد- اعتبروا الحسن المثنى رضوان الله عليه إماما دون علي بن الحسين!
سيدي الموسوي .... كُلّ هذا سنُفرد فيه مبحثاً خاصّا ، ضمنَ الكلام على إمامَة السجّاد ، لأنه مُرتبطٌ به .و لماذا لم يقل أولهم زيد بن علي؟!
مع أن كثيرا من الزيدية -في ما بعد- اعتقدوا بأن زيد الشهيد هو أول إمام بعد الحسين و لا يقولون بإمامة إمام في ما بين الحسين و زيد؟!
وأمّا موضوع الفترات فيما بين الأئمة فقد شَرعنا في الكلام فيها ، في بحثٍ سيُعرضُ قريباً – قيد المراجعة حاليا - في الكلام على المهدوية بين الزيدية والجعفرية والكلام على الغيبة وتفنيد ما يحتج به الجعفرية عليها ، بالعقل والنقل ، الأمر الذي جعلنا نتكلّم عن قوله (ص) : (( مَن مات ولَم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )) ، وفيه دخلنا في الكلام على الفترات بين دعوات الأئمة (ع) ، وأعدك سيدي الكريم أن أُنبّهُك تنبيهاً خاصّا عندما يُطرح هذا البَحث . وما يتعلّق بإمامَ’ السجّاد (ع) سنشرعُ فيه قريبا ( أقلّ ما يكون فيه هو اجتهادي الشخصي في المسألة ، والعَملُ بقاعدتنا في نبذ التقليد ) .
ولكنّه يكفينا هُنا تماشياً مع انسيبايّة الكلام والأخذ بظاهر كلام الإمام الهادي (ع) ، هُو التسليم الفرضي بإمامَة السجّاد (ع) ، كما ذكرنا هذا في أوّل كلامنا .
(4)
الموسوي كتب
الموسوي كتبو أما بعد:
أن كلامه صريح في أن علي بن الحسين أول الأئمة بعد الحسين و هذا بالوصية من الله عز و جل على لسان نبيه.
سيدي الموسوي ... ما هكذا تورد الإبل يا صاحبي !!!و أما أنا فأرى في كلام الهادي أنه كان يعتقد بوجود الوصية من الله على إمامة علي بن الحسين إمامة إلهية من الله عز و جل و على لسان نبيه.
و هذا صريح كلامه.
ثم أن الهادي كان يعتقد بإمامة أئمة في ما بين علي بن الحسين عليه السلام و بين المهدي عجل الله ظهوره، إمامة إلاهية بالنص و الوصية من الله و على لسان نبيه أيضا.
و هذا صريح كلامه أيضا.
و معلوم أنه لم يدع أحد من أهل البيت و لا من غيرهم هذا المقام -أي الإمامة بالوصية و من الله على لسان نبيه صلى الله عليه و آله- إلا الأئمة الاثناعشرية
و يؤيدهم الهادي في هذه النظرية.
و هذا صريح كلامه.
أركَ تحكمُ على الإمام الهادي (ع) ، من خلالٍ نُصيصٍٍ لا يُقدّر بعُشر عُشرِ العُشر من نصوصه الكتابيّة في العقيدة عموماً وفي الإمامة خصوصاً !! ، ومعَ ذلكَ فإن هذا النُصيص لا يُفيدُ جميع ما رتّبتّهُ ونمَّقتَ فيه القول ، حتّى كِدتَ تصفّ كلامَ الهادي (ع) في مصافّ الجعفرية !! ، فإنّك تُركّز على عبارة الوصيّة في نُصيصِ الهادي (ع) ، ولا تُركّز على ضمّه بني الحَسن في الوصيّة !!! ، عندما قال: (( وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين )) ، فإن كانَ كما تقولُ وتَرى !! به ، من أنّ الوصيّة في نصّ الهادي كانت إلهيّة نصيّة إسميّة جعفريّة ، فإنّ بني الحسن داخلونَ فيها ، وما شَمِلَ بني عمّهم نسل الحسين سيشملهُم ، مثلاً بمثل ، لأنَّ الوصيّة قَد احتوتهُم ، وليسَ لكَ أن تقول أنَّ بني الحسن َ داخلون في الإمامَة العامّة دونَ الخاصّة ، لأنّا نُحاكمُكَ إلى النّص الذي فَهِمتَهُ بهذا الفَهم ، الذي ما كُنتُ أظُنّ أحداً سينسبُ صاحبهُ ( الهادي ) إلى الذّهابِ إليه ، وكيفَ لا أتعجّب والموسوي مُطّلعٌ على كُتب الهادي ومؤلفاته !! ، إذ لو كانَ ذلكَ كذلك - كما فَهِمَ الموسوي من خروج بني الحسن- ما أدخلهُم الهادي ضمنَ مَن أوصى الله والرسول بهذا الأمر لهُم ، تأمّل بُورِكَ فيك ، وكذلكَ سادات بني الحسين من غير الإثني عشر حالهُم حالُ بني الحسن ، فإذا بانَ لكَ سوء وفساد وضعفُ هذا الرأي الذي رأيتَ به أخي الكريم أنّ الهادي (ع) كانَ يقصدُ بكلامه السابق الإمامة الربّانيّة النّصيّة ( بعيارته الوصيّة ) ، عَرفتَ أن قولَك (( أنّ الهادي يُؤيّد أمة الجعفرية في هذه النظريّة )) باطلُ مَردود .
حقّا لَقَد أذهلني رأيُكَ هذا سيدي الموسوي ، وأقلقَ هُدوئي ، واعذُرني في قول : أنَّ الإنصاف في ورطَة !!!
كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو القائل :
(( ثم يجب عليه أن يعلم أن الإمامة لا تجوز إلا في ولد الحسن والحسين؛ بتفضيل الله لهما، وجعله ذلك فيهما، وفي ذريتهما، .... ثم قال سبحانه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾، فورثة الكتاب: محمد، وعلي، والحسن، والحسين، ومن أولدوه من الأخيار )) .
كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو القائل ، أنَّ ذرية الحسنين المتحلين بشروط الإمامة والزعامة ، هُم الأئمة لجميع المُسلمين الواجبُ عليهم طاعتهم ، والله المستعان .
(( وأن الإمام من بعد الحسن والحسين من ذريتهما من سار بسيرتهما، وكان مثلهما، واحتذى بحذوهما، فكان ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله سبحانه مجاهداً، .... ، فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته، مثل من قام من ذريتهما من الأئمة الطاهرين، الصابرين لله المحتسبين، مثل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إمام المتقين، والقائم بحجة رب العالمين، ومثل ابنه يحيى المحتذي بفعله، ومثل محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ... و .... و ..... فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو إمام لجميع المسلمين، لا يسعهم عصيانه، ولا يحل لهم خذلانه، بل يجب عليهم موالاته وطاعته، ويعذب الله من خذله، ويثيب من نصره، ويتولى من يتولاه، ويعادي من عاداه. )) .
كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو راوي خبرَ حثّ الباقر للنّاس على مُبايعَة زيد بن علي (ع) ، وهَل تكونُ البيعَة إلاَّ للإمامَ ، فهلَ من كانَ هذا كلامه كان يَرمي إلى ما فهمتموهُ مِن نصّه السابق ، من الوصيّة الإلهية الإسميّة على زين العابدين ومن بعده !! .
((وفيه عنه محمد بن علي بن الحسين باقر العلم، أن قوماً وفدوا إليه فقالوا: يا ابن رسول الله، إن أخاك زيداً فينا، وهو يسألنا البيعة، أفنبايعه ؟ فقال لهم محمد: بايعوه، فإنه اليوم أفضلنا. ))
كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، هُو راوي خبَر نفي الصّادق إمامَة نفسهِ على إمامَة عمّه زيد بن علي (ع) ، فلوَ كانَ كما ذهبَ رأيك سيدي الكريم ، من فهم نص الهادي بالحصر على أئمة جعفرية فيما بين علي بن الحسن والمهدي ، فكيفَ تُقابلُ هذا الخبرُ مع فَهمِك الثاقب!! ، وخصوصاً أنّ جعفراً سيكونُ أحدُ هؤلاء ، والله المُستعان .
((وعن جعفر أيضاً لما أراد يحيى بن زيد اللحوق إلى أبيه، قال له ابن عمه جعفر: أقرئه عني السلام، وقل له: فإني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك، ولا يرينا فيك مكروهاً، وإن كنت أزعم أني عليك إمام فأنا مشرك. ))
كأنّك لَم تعرف أن الهادي (ع) ، أنّ الهادي هُو الذامّ للوصيّة بمعناها الجعفري الصِرف من الإمام السابق إلى الإمام اللاحق ، فكيف تدّعي سيدي الكريم أنّه كانَ يقصدُ بوصيّته في نصه المُقتبس ، بأنّها كانَت الوصيّة الإسمية الإلهية الرّبانيّة ، عن الله وعلى لسان رسول الله (ص) ، ثمّ انظُر الهادي يصفُ أصحاب الوصيّة بالضلال والإضلال والله المُستعان ، فلَو كانَ قاصداً إياها كما ذهبَ إليه السيّد الكريم ، فكيفَ سيُتَعَامَلُ مع هذا التصريح المُناقض لفهمِكم و الغير قابلِ للتأويل ، والله المُستعان ، فإذا عَرفتَ هذه عَرفتَ أنَّ معنى الوصية في النّص المُقتبس إنّما تثبتُ لمن استوفى شروط الدّعوة ، وقامَ بأعبائها ، من الأخيار من أبناء الحسن والحسين ، لا مَن كان اسمه عليّا من ذرية الحسين!! ، ومحمداً من ذرية الحسين، وجعفراً من ذرية الحسين ، و .... إلخ ، والله المُستعان . ثم تأمّل الهادي (ع) وهُو ينسبُ القولَ بالوصيّة إلى الأخيار من ذريّة الحسين (ع) إلى الأباطيل وقول الزور مُقارنةً بفعل الحشوية ، أعذانا الله من الزور وقول الزور . فلَو كانَت الوصيّة في نص الهادي المُقتبس بمعنى الوصيّة عند الجعفرية ، والذي ينسبونه إلى أئمتهم الأخيار ، فهلَ كان يصحّ للهادي أن يَنسبها إلى الزورِ والباطل ، وهُوَ المُصرّح بها فيما فَهِمَه عنه السيد الكريم ، وإذا عرفتَ هذا ، عرَفتَ أن للقوم أفانيناً في صرفِ الكَلِمِ عَن مواضعهِ ، بل واستعداداً أن يَبنوا عليه المقدمات والديباجات ، وما فعل السيد الموسوي من جعلِ مقصد الهادي (ع) مقصداً جعفريَّاً في المبدأ في الإمامَة إلى أنموذجاً مُصغّراً ، ثمّ استنتجَ وعلّق وتأوّل حتّى جعل المُستحيلَ معقولاً ، وهُوَ ليسَ بمعقول في هذا المِثال، لأنّه لا يُجيدُ تحوير وتحويل المستحيلات إلى معقولات إلاَّ حُذّاق الإمامية وجهابذتهم ، والله المُستعان ، تأمّل كلام الهادي وتأمل انتقاصه للوصيّة ، فيما بينَ الأئمة . وطبّقها على نصّه السابق.
((وإنما فرَّق بين زيد وجعفر قوم كانوا بايعوا زيد بن علي، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايع زيداً ويعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافة من هذا السلطان، ثم لم يدروا بم يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذ، فقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليموهوا به على الناس، فضلوا وأضلوا كثيراً، وضلوا عن سواء السبيل، اتبعوا أهواء أنفسهم، وآثروا الدنيا على الآخرة، وتبعهم على قولهم من أحب البقاء وكره الجهاد في سبيل الله. ثم جاء قوم من بعد أولئك فوجدوا كلاماً مرسوماً في كتب ودفاتر، فأخذوا بذلك على غير تمييز ولا برهان، بل كابروا عقولهم، ونسبوا فعلهم هذا إلى الأخيار منهم من ولد رسول الله عليه وعليهم السلام، كما نسبت الحشوية ما روت من أباطيلها وزور أقاويلها إلى رسول الله (ص) )) اهـ كلامه (ع) .
هذه قطرة من مطرة ، من كلام الهادي (ع) الدّال على عقيدته في النّص السّابق ، ثمّ افرِض أيّها الباحث أنّك وجدتَ من كلام الهادي الخاصّ فيه ( والذي ليس بأثر عن سلفه ولا خبر عن الرسول (ص) ، ولا هُو بمُجمَعٍ عليه من أهل البيت) ، وجدتَ من كلامه الخاصّ فيه ، والصّادر عنه ، ما قَد يُشير إلى ما يُقاربُ عقيدة الجعفرية بوجهٍ أو بآخَر، هل ستجعلُ هذا دليلاً كافياً في اعتقاد أن الإمام الهادي (ع) يقصد ما قصَدَته الجعفرية ، مثلاً بمثل !! ، وتتركُ جميعَ نصوصه الأخرى المُخالفَة لما وجَدتَه ، فإن فعلتَ هذا ، فمَا أنتَ بالباحث ولا تستحقّ أن تُدرجَ في مصافّ مصافّهِم ، وما البحث إلا التمحيص للأقوال والأفعال ، والله المستعان ، ولَو لَم يكف الإنصاف هُنا في معرفة أنَّ الهادي كانَ يَرى بإمامَة الأخيار من بني الحسن والحسين الذي تشملهم الوصية من الرسول (ص) ، دونَ الوصيّة بمغهوم الجعفرية في الأئمة الإثني عشر، إلاَّ أنّه لَم يَكُن يُؤمنُ بمهدويّة ابن الحسن العسكري البتّة ( إمام زمانهِ على مُقتضى الجعفرية ) ، فلَو كانَ المهديّ في النصّ المُقتبَسُ عنه هُو مهديّ الجعفرية لَوجدنا الهادي به مؤمن ، وممّا ينقُض ما فُهِم من النص السابق ، بعَد أن ذَكرنا أقوالَه هي أفعاله (ع) ، وأنّه (ع) كانَ يُندّد بإمامَة نفسه وإليها يَدعوا في بلاد اليمن والحجاز ، ولهُ يخطبُ في بيت الله الحرام . كلّ هذه الاستشكالات يجب أن تُعيق ما يُحاولُ الإمامية تفسير قول الهادي السابق به ، إذ لو كانَ قصدهُ ومغزاهُ ، هُو قصدهُم ومغزاهُم ، ما وجدنَا أمثلَ ما كَتبنا سابقاً ، والله المُستعان ، ثمَّ إنَّ أهل البيت (ع) من غير الهادي قَد أجمعوا على جواز الإمامة الخاصّة في بني الحسن والحسين الدّاعون إلى سبيل الله الآمرون بالمعروف والنّاهونَ عن المُنكَر ، فمَا مِن سبيلُ إلى الحجّة على عموم الزيديّة إلا بِفلِّ وفَكِّ الإجماع ، وما إلى فكّه واختراقِه مجالٌ البتّة ، وإلاّ ما جازَ وصفهُ بالعصمة ، وأصحابه بالثقل الأصغر.
-----
(5)
الموسوي كتب :
و إنما الخلاف -لو صح التعبير- كان في إمامة أشخاص آخرين من أهل البيت و بمعنى آخر للإمامة ألا و هي الإمامة السياسية و الإمامة في الجهاد لا الإمامة الإلهية و التي لا تكون إلا من الله و على لسان نبيه كما جاء في كلام الهادي.
فإن جماعة من الشيعة كانوا يرون أن الظروف مناسبة للقيام و الثورة و اجتمعوا حول شخصيات من الشيعة و أهل البيت كان هذا رأيهم.
و نعرفهم باسم الزيدية.
و آخرون من الشيعة و من أهل البيت كانوا لا يرون ذلك و كانت الظروف برأيهم غير مناسبة و كانوا يترقبون ظروف أفضل و شرايط مناسبة أكثر.
و هؤلاء هم المعروفون بالإمامية...
و لم يمنع هذا الرأي الإمامية عموما من المشاركة و النصحية و طلب و تمني النصرة, للقائمين الثوار.
كما أن الثوار أيضا لم يخرجوا عموما عن دائرة الاحترام و العقيدة بهؤلاء الأئمة و شيعتهم.
فكل ما جرى بينهم كان خلافا تاكتيكيا و لم يكن خلافا إستراتيجيا.
خلاصة كلامك ... سيدي الكريم ... هُو الوصول إلى أنَّ أئمة الزيدية هُم دُعاةٌ إلى أئمة الجعفرية ، وخروجهم إنّما كانَ أمراً للمعروف ونهياً عن المُنكر لا للإمامَة الخاصّة ، واعلَم أنّه ما قالَ بهذا القول – التعميم - من الجعفريّة فيما أعلمُ وما قرأتُ عنهم إلى اثنين لا ثالث لهُما ، السيد المدرسي وهُوَ يُلمح ، والأخ الموسوي المحاوِر لَنا الآن !!!! وهُوَ يُصرّح، فمَا خبرنا عن الإمامية ادّعاء هذا الوصف إلاّ في زيد بن علي وفقط ، والآن أصبح جميعهُم ينطبق عليهم هذا الوصف ، ولعلّ السيد الموسوي سيقولُ أنّ الهادي إلى الحق وجدّه القاسم الرسي (ع) ممّن كانوا يدعون إلى أئمتهم المعصومين ، والله المستعان ، وما هي إلا كَذَا التدرّج تِلَو التدرّج ، وهُنا يتحقّق قولُنا ويتأكّد عن غيرِ رَميٍ بالغيب أنّ الجعفرية يخلعون أثواباً ويلبسونَ أثواباً ، ويتنازلونَ عن مَبادئ ويخُلقونَ أدلّةً عليها ، يخلقُونها مِنَ العَدم !! إذ لَم تكُن هذه الأدلّة شيئاً يُذكَر ، فأصبحَت بتمويهات الجعفرية شيئاً يُذكَر ، والله المُستعان ، ولا أدلّ عليه إلاّ تصريحُ الموسوي السّابق .
نعم ! ما رأيُكَ سيدي الموسوي في طلبَ الدّاعي النفس الزكيّة ، المؤمن باستراتجية!! الإمامَة الجعفرية كعقيدةٍ له ، ما رأيُكَ في طَلبهِ البيعَة من إمامه الشرعي جعفر الصادق ، هل يصحُّ منهُ هذا الفِعل ؟ الدّاعي يطلُب البيعة ممّن بعثُهُ وحثّهُ على القتال والجهادِ باسمهِ ؟!!!! وكذلك الحالُ مع الحسين الفخي الدّاعي ، وطلبهُ من ابن عمه وإمامه الرّباني موسى الكاظم أن يُبايعَه ؟!! وكذلكَ النفس التقيّة يحيى بن عبدالله المحض مع الكاظم ... إلخ . يا لله ويا للعقول .
نعم ! ولَن أقولَ ما رأيُكَ سيدي الموسوي العلاقات السيئة التي تصف الجعفريّة بها سادات أهل البيت مع أبناء عمومتهم ، ومَدى مُجانستها لما استنتجهُ خيالكُم من دعوة الزيدية لأئمة الجعفرية . وهَل سُمّوا زيديةً إلاّ لقولهِم بإمامَة زيدِ بن علي دونَ مَن قالَ بالوصيّة في جعفَر الصادق (ع) وكذلك لاقتفائهم أثرَهُ في الدعوة الجهاد ، وهل وصفُ النفس الزكية (ع) لزيد بن علي (ع) بأنّه : (( إمامُ الأئمة )) إلاّ دليلٌ على دعواتهم بالإمامَة الخاصة مع خروجهِم ، وهَل قولُ شيخ الزيدية إبراهيم طباطبا (ع) وهُو المُعاصِرُ للكاظم (ع) : (( بايَعنا الحسين الفخي على أنه هُو الإمام )) إلاّ دليلٌ على الإمامة الخاصّة ، وهلَ ما روتهُ الجعفريّة فيما دارَ بين الكاظم والحسين الفخي ، وما دارَ بين النفس الزكية و جعفر الصادق ، وما دار بين النفس التقيّة وموسى الكاظم ، إلاّ تَفريقُ منهُم وإيمانُ بأنّ هؤلاء الزيدية دَعَوا إلى أنفُسِهِم بالإمامة الخاصّة ، لا العامّة كما تُحاولُ أن تُشيرَ إليه سيدي الكريم ، وهَل طلبُ البيعات من الزيدية لأئمة الإثني عشرية إلاّ دليلٌ على أنّهم إنّما خرجوا في طلب الإمامَة بمعناها الخاصّ ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمّد .
رابط له علاقة بدعوات أهل البيت (ع) :
http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1024
------
كلّما قرأت تنميقاتكم سيدي الموسوي ، وسعيكم الحثيث لصرفِ الكَلِمِ عَن مواضعِه ، وتحويل المستحيلات إلى معقولات ،، ازدَدتُ حِرصاً على التنبيه تلوَ التنبيه ، وإيقاظِ عُروق الرّفضِ والنّصب التي اكتنفتها مصادرُ الإمامية ، وإبرازُ جُذوع النّخل أمام عينِ الباحِث ، استقاذاً لِمَن قَد يغترّ بمعسولِ كلامِكُم ، وإنّ كُنّا على يقينٍ أنّه لن يغترّ به إلى مُستجدُّ على عالَم البحثِ والتنقيب والتفتيش ، أصحابُ الأحكامِ والأهواء المُسبقَة ، الذين يجعلونَ المسح على الخفيّن ً والتأمين عُذراً لتبديل المذاهب والمَشارِب ، فمَا هِيَ إلا سيرةُ عليٍّ أو النّار .
------
عودٌ للتذكير بأصل الموضوع :
لأنّه حُشِرَ ما قَد يجعل البعض يتناسَى حُجّتنا التي أقمَناها على ما تعذّر به السيد الموسوي من خوف السجاد على نفسه وأبنائه القتل ، إن هُوَ صرّح بإمامته وإمامَةِ ولده مِن بَعدِه .
والسّلامُ على مَن اتبع الهُدى